يجب ألا يفزعنا أسلوب البلطجة والإرهاب الذي يستخدمه الإخوان هذه الأيام.
الذي يعرف الإخوان ولديه خبرة بهم وبأساليبهم يعلم جيداً أن ما يفعلونه الآن أمر طبيعي جداً ومتوقع منهم خاصة انه لم يعد أمامهم سوي استخدام هذا الأسلوب.. ولذلك أسبابه.
***
في انتخابات 2005 وجد 88 إخوانياً أنفسهم تحت قبة البرلمان.. وهي نتيجة لم يتوقعها أكثر المتفائلين منهم.
بطبيعة الحال.. فإن وصول هذا العدد لم يكن لمكانة وتأثير وقوة الإخوان في الشارع أو لاقتناع الناس بهم.. ولكن لسوء اختيار المنافسين لهم.
مع هذا زعم الإخوان أن الانتخابات تم تزويرها.. ولولا ذلك لقفز عددهم إلي أكثر من مائة نائب!!
***
وطوال السنوات الخمس الماضية.. لم يقدم نواب الإخوان شيئاً تحت القبة.. ولم يكن لهم أي تأثير.. ولم يشعر بهم المواطنون.. وبالتالي دخلوا وخرجوا دون أن يتركوا بصمة واحدة.. وهم يعلمون ذلك جيداً.. كما يدركون قوة خصومهم في الانتخابات الحالية والذين تم اختيارهم بعناية فائقة.. اضافة إلي أن اللجنة العليا للانتخابات والأمن لن يتركاهم ولن يتركا أي أحد مهما كان وضعه يخالف القانون سواء في الدعاية أو الاقتراع مثلما حدث عام .2005
من هنا.. أسقط في يدهم وتيقنوا أن خسارتهم مؤكدة وانهم لو حصدوا 20 مقعداً فسيكون ذلك بالنسبة لهم انتصاراً.
لذا.. عادوا لأسلوبهم القديم المدرج علي جدول أعمالهم وطالما استخدموه قبل الثورة.. وهو البلطجة والإرهاب.
***
في رأيهم إن هذا الأسلوب يحقق لهم نتيجتين:
* الأولي: تسويق مواجهات الأمن معهم لوقف تجاوزاتهم علي أنها انتهاكات أمنية ضدهم واضطهاد لهم دون باقي المرشحين.
* الثانية: تخويف الناخبين ودفعهم إلي البقاء في البيوت والعزوف عن الإدلاء بالصوت.. وفي الوقت نفسه دفع عناصرهم للمشاركة والسيطرة علي اللجان.
***
نسي الإخوان أو تناسوا أن مصر دولة مؤسسات وبها قانون وحكومة ورجال شرطة لحفظ الأمن خارج اللجان وفي الشوارع.. وأن أي خروج علي القانون سيواجه بمنتهي الشدة وبالقانون.
وغفل الإخوان أو تغافلوا عن حقيقة أخري وهي وجود لجنة عليا للانتخابات من حقها أن تشطب أي مرشح يثبت ضده أي تجاوز في الدعاية ووجود قضاء شامخ ونزيه سيعاقب أي مرشح يرتكب جريمة تخرج عن صلاحيات اللجنة العليا.
***
لقد استفز الإخوان رجال الشرطة ونصبوا لهم الكمائن في العديد من المحافظات واشتبكوا معهم عمداً وتم تقديم المتهمين للنيابة لتطبيق القانون عليهم.
ويقيني أنهم سيتحرشون خلال الفترة القادمة وفي يوم الاقتراع بالمرشحين المنافسين خاصة الذين ينتمون للحزب الوطني علي أمل توقيع العقاب علي الجميع.
فليعلموا أن ما حدث يوم الجمعة الماضي والأيام التي تلته لن يتكرر ثانية.. وإذا حاولوا سيكونون هم الخاسرين.
وليتأكدوا أن المرشحين المنافسين لن ينساقوا لاستفزازاتهم.. وأولي بهم أن يمارسوا دعايتهم بتحضر وقانونية حتي لا يخسروا كل شيء.
فهل يستجيبون؟.. أشك!