بسم الله الرحمن الرحيم
الافاضل الاعزاء
الفكر الإنسانى لا قدسية له.. أما القدسية فهى للكتاب والسنة.. وأحكام الإسلام القطعية المجمع عليها منهما، والخطأ فى الفكر الإسلامى ينتج عادة عن ثلاثة أسباب:
1 - الخطأ فى قراءة وفهم النص الشرعى من الكتاب والسنة.
2 - الخطأ فى قراءة الواقع الذى سيطبق عليه هذا النص الشرعى.
3 - الخطأ فى إنزال النص الشرعى على الواقع.. وهذا ما يسميه الأصوليون «تحقيق المناط».
ومن أهم أمثلة الخطأ فى تحقيق المناط هو ظن بعض أن التكييف الفقهى لثورة 25 يناير هو خروج على الحاكم.. بينما تحقيق المناط الصحيح لها يدل على أنها تندرج تحت باب النهى عن المنكر وقولة الحق عند الحاكم الظالم ورغم أن الفكر الإسلامى الحديث فى القرن العشرين أثرى الحياة الفكرية عمومًا.. إلا أنه فى المقابل وقع فى أخطاء كثيرة نتج معظمها من الخطأ فى تحقيق المناط أو قراءة الواقع قراءة صحيحة.
عدم إدراك العلاقة الصحيحة بين الانتماء للإسلام والانتماء للأوطان.. ورفض الديمقراطية كوسيلة للتداول السلمى للسلطة.. ولذا يجب على ألا يسبغوا صفة القداسة والعصمة على فكرهم البشرى لمجرد تسميته بـ«الفكر الإسلامى».. وأن يفرقوا بين من ينقد الإسلام ومن ينقد بعض أفكارهم.. التى هى فى الحقيقة فكر بشرى قد يخطئ وقد يصيب.. وقد حفل تاريخ الفكر والفقه الإسلامى برجوع أئمة وعلماء عظام عن بعض أفكارهم وآرائهم حينما استبان لهم أنهم أخطأوا فيها.. وعلى رأس هؤلاء حجة الإسلام «أبوحامد الغزالى»
ناجح