منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: Support


2 مشترك

    مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع:::

    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: 3dflag23
    الهواية : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: Readin10
    مزاجي النهاردة : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: Pi-ca-20

    للأهمية مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع:::

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 19/4/2011, 10:34 pm

    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





    تكلمنا فى الدروس السابقة عن مفسدات الاخوة

    وما هى واسبابها



    فالمحبة بين المؤمنين والتآلف والتآخي شأن عظيم وخطر جليل

    فقد جعل الله عز وجل الأخوة سمة المؤمنين في الدنيا والآخرة

    قال تعالى:

    ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[

    [الحجرات: 10]

    وقال جل وعلا:

    ]وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ

    إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِي
    نَ[

    [الحجر:47].



    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    المفسدة الأولى

    الطَمعُ في الدّنيَا أوْ فيما عند الناس



    وهل من علاقة بين المحبة بين اثنين وطمع أحدهما أو كليهما في الدنيا؟

    والجواب ـ بلا تردد ـ

    نعم

    إذا وجد الطمع في الدنيا والنظر إلى ما بأيدي الناس

    كان أكبر طارد لمحبة الناس

    كما قال رسول الله :

    ((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس))

    ().

    وقال تعالى:

    ]وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ
    أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ
    وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى
    [

    [طـه:131].

    فكم من أخوين كانا متحابين متصافيين

    يصعب على كل منهما فراق الآخر

    تغيرت نفوسهما بعدما تعرضا للدنيا وتنافسا في النيل منها...



    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    المفسدة الثانية

    التّفْريط في الطّاعَاتِ والوقوع في المخالفات الشّرْعيَّة




    فبقدر ما ترى في أخيك من تقى وصلاح بقدر ما تصفو له وتحبه...

    وبقدر ما يملأ جو الصداقة أو الصحبة

    ويعطره من ذكر وعبادة وتذكر للآخرة واهتمام بطاعة الله والدعوة إليه،

    بقدر ما تقوى وتدوم هذه الصحبة ويزداد حب الصاحبين كل منهما للآخر...

    أما إذا نضبت ساعات الصحبة من الذكر أو العبادة

    أو التناصح والتذكير بالآخرة والتحميس للدعوة

    فإن الجفاف يحل في هذه العلاقة ويجد اللغو والجدل فيها مرتعًا.

    وكذا تحل قسوة القلب والملل، وينفتح باللغو أبواب للشرور واختلاف القلوب...

    ثم تأتي الذنوب لتكون الحاجز الذي يفصم عرى الأخوة

    ويفرق بين الصاحبين، ففي الحديث الصحيح: (

    (ما تواد اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما))

    ().


    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    المفسدة الثالثة

    الحدة وعلو الصوت في مخاطبتك لأخيك

    أو

    مناقشتك معه والكلام الخشن






    وهذا باب واسع يدخل الشيطان منه لإيقاع التنافر والتباغض بين الإخوان

    وأول هذا الأمر أن يعتقد البعض أن شدة قربه من أخيه

    تبيح له ترك مراعاة الأدب في الحديث ويسمى ذلك خطأ: رفع الكلفة

    ولا يمكن أن يكون المراد برفع الكلفة رفع الأدب والحياء

    وإنما رفع الكلفة بانبساط النفس

    والسهولة في التعامل مع بقاء الأدب والحياء

    والمحافظة على كل ما يرشد إليه الشرع من خلق أو سلوك.

    ومن المظاهر التي يتمثل فيها الإخلال بأدب الحديث

    والتي تفسد المحبة والعلاقة بين الأصحاب:

    الحدة وعلو الصوت في مخاطبتك لأخيك أو مناقشتك معه والكلام الخشن:

    فإن ذلك يشعر أخاك بتغير قلبك نحوه كما يشعره بالإهانة

    مع كونه مخالفًا للسمت العام الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم

    وقد قص الله علينا وصايا لقمان وهو يؤدب ولده ويعظه لنستفيد منها فقال:

    ]وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ

    إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ
    [

    [لقمان: 19].


    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





    المفسدة الرابعة

    بُــرُودُ العَاطِفَةِ




    فإن أخوة بلا عاطفة وبلا شوق أو حنين من القلب إلى الصاحب

    هي أخوة قاصرة يوشك أن تختل أو يعتريها الفتور

    ويشعر كل من الصاحبين فيها بثقل الحقوق

    فإن الشوق وحنين القلب والعاطفة الجياشة كل ذلك

    وقود يديم الأخوة ويعمل على تساميها ورفعتها

    ويخفف على النفس القيام بحقوقها بل يجعل كلاً من الصاحبين

    يتلذذ بالقيام بحقوق الأخوة...

    ومثل هذه الأخوة التي لها مرتكزاتها في القلب أو العاطفة مع مرتكزاتها

    في العقل أيضًا تجعل للحياة طعمًا آخر ولذة لا يدركها إلا من ذاقها


    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    هذا بأختصار ما تكلمنا عنه

    بالدروس الثلاثة الماضية

    ونكمل بمشيئة الله وعونه

    انتظرونا



    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: 3dflag23
    الهواية : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: Readin10
    مزاجي النهاردة : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: Pi-ca-20

    للأهمية رد: مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع:::

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 19/4/2011, 10:48 pm





    المفسدة الخامسة

    النجوى


    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

    قال تعالى:

    ]إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا[

    [المجادلة: 10].

    ووردت السنة بالنهي عن التناجي فيما رواه الشيخان

    وأحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:

    قال رسول الله

    صلى الله عليه وسلم

    :

    ((إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما؛ فإن ذلك يحزنه))

    وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله

    صلى الله عليه وسلم

    : ((إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث إلا بإذنه؛ فإن ذلك يحزنه))

    .

    والحكمة من استئذانه ـ والله أعلم ـ

    أن يُعلم طيب قلبه ورضاه بذلك التناجي

    ومن ثم فلا ينبغي أن يجبر على الإذن بسيف الحياء

    دون أن يُعطى فرصة لإبداء رأيه

    ودون أن يُعطي المستأذِن لنفسه فرصة للاطمئنان

    إلى رضاه وطيب نفسه بذلك

    كأن يأخذ أحد الثلاثة بيد صاحبه متنحيًا به عن الثالث

    أو يشرع في مناجاته ثم يقول للثالث:

    (بعد إذنك)!

    وإنما ينبغي أن يكون الاستئذان قبل الشروع في التناجي

    وقبل أن ينصرف بصاحبه دون الثالث...

    حتى لا يقع المحظور ويتحقق للشيطان مراده فيحزن الثالث

    أو تدور بنفسه الظنون السيئة

    ومع ذلك ننصح الثالث

    ـ وإن ظلم بمثل هذه المناجاة ـ

    إذا أحس بمثل ذلك الحزن أو دارت بنفسه بعض الظنون

    بسبب تلك المناجاة أن يستعيذ بالله ولا يمكن الشيطان من نفسه

    وليتوكل على الله فإنه لا يضره شيء بإذن الله.





    المفسدة السادسة

    الاعتداد بالرأي وضيق الصَّدْر

    عَن سَمَاعِ النّصْح أو الاقتراحَات


    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

    فإن هذا يشعر أخاك بحاجز كبير بينك وبينه

    ويؤدي إلى انقباضه عنك في الحديث, وربما عد فيك شيئًا من الكبر...

    فتتولد كراهيته لك في نفسه حتى لا يطيق صحبتك بعد ذلك...

    فاحذر من انتقاص أعمال أخيك

    ومن تجاهل آرائه واقتراحاته

    وقابل ذلك بالتشجيع والأدب وسعة الصدر

    لا سيما إن لم يكن أخوك مُفْرطًا في ذلك.

    وهاهو رسول الله

    صلى الله عليه وسلم

    يراجعه أصحابه ونساؤه في أشياء ويقترحون عليه أمورًا

    فيقبل منهم ويتحول إلى ما أرادوا أو يجيبهم

    في سعة صدر عن اعتراضاتهم أو نقدهم أو استفساراتهم...

    فهاهو
    صلى الله عليه وسلم مع نبوته وفضله

    يقترح الصحابة أن يبنوا له عريشًا في بدر يكون فيه فيقبل ذلك منهم()

    ويشيرون عليه بالخروج في أحد فيخرج ولم يكن ذلك ما يميل إليه()

    وهاهي أم سلمة في الحديبية تشير عليه
    صلى الله عليه وسلم

    أن يبدأ هو بحلق رأسه ونحر هديه

    حتى يخف أصحابه لذلك اقتداءً به فيعمل بقولها

    وهاهي عائشة رضي الله عنها تراجعه في بعض كلامه فيبين لها دون ضجر

    وذلك لما قال:

    ((من نوقش الحساب عُذِّب))

    فقالت: أوليس الله تعالى يقول:

    ]فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً[

    [الانشقاق:8]

    فيقول لها
    صلى الله عليه وسلم:

    ((إنما ذلك العرض، من نوقش الحساب عُذِّب))

    ولما قال:

    ((يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً))

    قالت: ينظر بعضهم إلى بعض! قال:

    ]لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ[

    [عبس:37]))



    ولما صالح رسول الله
    صلى الله عليه وسلم

    المشركين في الحديبية على أن من أسلم منهم رده صلى الله عليه وسلم إليهم

    ومن ارتد لم يردوه إليه، قال عمر رضي الله عنه:

    يا رسول الله أو لسنا بالمسلمين؟!

    فلا يضيق
    صلى الله عليه وسلم

    بهذا السؤال التقريري ذي الإجابة البدهية المعلومة

    بل يجيبه في هدوء: ((بلى))

    فيقول عمر رضي الله عنه: أو ليسوا بالمشركين؟!

    فيسترسل معه رسول الله
    صلى الله عليه وسلم ويجيبه:

    ((بلى))، فيقول عمر رضي الله عنه: فلِمَ نعط الدنية في ديننا؟

    فيبين له رسول الله
    صلى الله عليه وسلم أنه أمر الله وأن الله لن يضيعه

    ()...

    فإذا كان هذا شأنه r مع الناس مع مكانته ونبوته وفضله

    فكيف بما ينبغي للصاحب مع صاحبه من التواضع

    وتحمل المراجعة والاقتراحات وغير ذلك...

    بل تأمل حلمه العظيم
    صلى الله عليه وسلم

    وتحمله لمثل تلك التصرفات والاستفسارات الغاضبة فيما رواه البخاري

    عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

    لما توفي عبد الله بن أبيّ جاء ابنه عبد الله إلى

    رسول الله
    صلى الله عليه وسلم

    ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه

    فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله
    صلى الله عليه وسلم فقال:

    "يا رسول الله، تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟!"

    فقال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم: ((إنما خيرني الله فقال:

    ]اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ

    إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ
    [

    [التوبة: 80]

    وسأزيده على السبعين))

    قال: إنه منافق. فلما صلى عليه رسول الله
    صلى الله عليه وسلم

    نزلت الآية:

    ]وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً

    وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ
    [

    [التوبة: 84]

    .

    وفي رواية لأحمد عن ابن عباس:

    سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:

    لما توفي عبد الله بن أبي بن سلول دعي رسول الله
    صلى الله عليه وسلم

    للصلاة عليه فقام إليه، فلما وقف عليه يريي الصلاة

    تحولت حتى قمت في صدره فقلت: يا رسول الله

    أعلى عدو الله عبد الله بن أبيّ القائل يوم كذا وكذا وكذا

    ـ يعدد أيامه ـ

    قال: ورسول الله
    صلى الله عليه وسلم

    يبتسم حتى إذا أكثرت عليه قال:

    ((أخِّر عني يا عمر، إني خيرت فاخترت، قد قيل لي:

    ]اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ

    إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ
    [

    [التوبة: 80]

    لو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت))

    قال: ثم صلى عليه ومشى معه وقام على قبره حتى فرغ منه.

    قال عمر:

    فعجب لي ومن جرأتي على رسول الله
    صلى الله عليه وسلم

    والله ورسوله أعلم()...

    الحديث.

    ولما أتاه أعرابي فجذبه من ردائه وقال:

    يا محمد أعطني من مال الله فإنه ليس مال أبيك ولا مال أمك

    لم يزل
    صلى الله عليه وسلم يعطيه حتى رضي

    ().

    فهذا رسول الله
    صلى الله عليه وسلم

    يتحمل ممن هو دونه كل هذا فكيف بالصديق مع صديقه

    والقرين من قرينه، فحالهما أدعى للتحمل والتواضع دون كبر أو اعتداد.

    ومن سوء الأدب أيضًا أن يجعل أحد الأخوين

    أخاه دائمًا في موضع المتلقي الآخذ أو المأمور المسخر أو التابع المستسلم,

    فيكثر توجيه الأوامر إليه والاعتراضات

    وربما استعمله لخدمته وقضاء حوائجه مع أنفته

    أن يصنع به صاحبه مثل ذلك.

    ومن سوء الخلق أن تسخر من رأي أخيك وتصرفه أو تتهكم به...

    فلنتأدب إذًا بما أدبنا الله تعالى به إذ يقول:

    ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ

    عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ
    [

    [الحجرات: 11]

    وبما أدبنا به رسولنا
    صلى الله عليه وسلم إذ يقول:

    ((بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم))

    وقال
    صلى الله عليه وسلم:

    ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))





    المفسدة السابعة

    كثرةُ المخَالفة له في الأقوال والأفعال والرغبات

    والكبر والفظاظة

    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    من زيادة الألفة أن يكون بين الصاحبين وصف مشترك

    أو عادات وطباع متشابهة، فالطيور على أشكالها تقع

    وقد قال رسولنا
    صلى الله عليه وسلم:

    ((الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف))

    ().

    وقال مالك بن دينار:

    لا يتفق اثنان في عشرة إلا وفي أحدهما وصف من الآخر يناسبه.

    ولذلك كم من شخص عرفته قدرًا في سفر

    أو طريق فصار هو الصفي والخليل

    وعرفته بواسطة صديق قديم فصار هذا الجديد أقرب إليك من القديم

    لما وجدت فيه من التقارب معك روحًا ونفسًا أو فهمًا أو فكرًا...

    على حد قول القائل:





    كم صديق عرفته بصَدِيقٍ

    ورفيقُ صحبته في طريق

    كان أحظى مِنَ الصديق العتيق

    صار بعد الطَّرِيقِ خير رَفِيقِ


    ()



    ومن أسباب زيادة الألفة وصيانتها عن الفساد

    والوحشة وحفظها من الزوال موافقة الصاحب في أحواله

    والسهولة واللين معه، فان كثرة المخالفة تزيل الألفة

    وقد قال
    صلى الله عليه وسلم مبينًا سمت أهل الإيمان:

    ((المؤمنون هينون لينون

    كالجمل الأنف إذا قيد انقاد وإذا أنيخ على صخرة استناخ
    ))



    وقال أيضًا:

    ((ألا أنبئكم بمن يحرم على النار أو بمن تحرم عليه النار؟

    على قريب هين سهل
    ))

    ()

    وفي رواية:

    ((من كان سهلاً هينًا لينًا حرمه الله على النار))

    ()...



    وإذا صحبتَ فاصحبْ صَاحِبًا

    قوله للشيء لا إن قلت لا

    ذا حياء وعفافٍ وكرَم

    وإذا قلت نعم قال نَعَم()




    وهذا بلا شك فيما لا يخالف الشرع

    بل في الإطار الذي لا يمنع الشرع من الموافقة فيه

    كما في الأمور التي ترجع إلى المزاج وما يهواه الصاحب

    مما لا تقييد فيه من قبل الشارع.

    فمن الحياء والإيثار ومما تكسب به قلب الصديق

    وحبه أن توافقه في ذلك وإن لم يناسب مزاجك أو هواك درءًا للجدال

    وتقريبًا للأرواح والقلوب

    وحفظًا لها من التغير بسبب أمور لا تمس الدين في شيء

    فإن كثرة المخالفة توحش القلب وتشعر بعدم التناسب وتزيل الانسجام.

    فكن لينًا سهلاً مع أخيك طيعًا له

    ذا رقة في التعامل معه، بعيدًا عن الغلظة والفظاظة

    عسى أن يشملك هذا الوعد العظيم بالتحريم على النار

    الذي بشر به المصطفى
    صلى الله عليه وسلم أولئك الهينين اللينين.

    وقد كان
    صلى الله عليه وسلم

    قدوة في اللين والسهولة والبعد عن الكبر والفظاظة

    حتى إن الأمة كانت تأخذ بيده فتنطلق به لحاجتها

    إلى حيث شاءت من المدينة()

    بل ما أعجب ما ذكره أنس رضي الله عنه ـ خادمه ـ

    إذ يقول: خدمت رسول الله
    صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي:

    أفٍ قط, ولا قال لشيء فعلته:

    لمَ فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: لِمَ لَمْ تفعلْه()!

    هذا مع الخادم فكيف مع الصاحب؟!

    ولهذا جمع الله حوله القلوب, قال تعالى:

    ]فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ

    وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
    [

    [آل عمران: 159].

    وتأمل ما ذكره ابن كثير رحمه الله في حكمة

    إرسال الله الرسل من أهل القرى لا من البوادي إذ يقول في قوله تعالى:

    ]وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً

    نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى
    [

    [يوسف: 109]:

    (وقوله:

    ]مِنْ أَهْلِ الْقُرَى[

    المراد بالقرى المدن

    لا أنهم من أهل البوادي الذين هم من أجفى الناس طباعًا وأخلاقًا

    وهذا هو المعهود المعروف أن أهل المدن أرق طباعًا

    وألطف من أهل بواديهم وأهل الريف والسواد أقرب حالاً

    من الذين يسكنون في البوادي؛ ولهذا قال تعالى:

    ]الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً[

    [التوبة: 97] الآية

    وقال قتادة في قوله:

    ] مِنْ أَهْلِ الْقُرَى[

    : لأنهم أعلم وأحلم من أهل العمود)().

    وتأمل ما وصف الله به أولياءه وأحباءه

    وما بينهم من التراحم والتواضع وذلة بعضهم على بعض فيقول

    جل وعلا:

    ]مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ

    عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ
    [

    [الفتح: 29]

    ويقول:

    ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ

    عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ

    بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ

    أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ
    [

    [المائدة: 54]

    فخذ أيها الصاحب بهذا الأدب وكن لينًا سهلاً متواضعًا ألوفًا

    وإياك والكبر والفظاظة, قال
    صلى الله عليه وسلم:

    ((المؤمن يألف ويؤلف

    ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف, وخير الناس أنفعهم للناس
    ))(

    )...

    أما الغليظ الصعب ذو الكبر والجفاء فيخسر جميع إخوانه

    أو لن يكون له إخوان أو أصحاب من الأصل

    ومصيره أن يعيش وحيدًا منبوذًا.

    ومن صور الكبر شعور الأخ

    بأنه أرفع قدرًا من أخيه بسبب انتمائه لقبيلة معينة

    أو لدولة غنية أو لدولة متقدمة ماديًا إلى غير ذلك

    من صور العصبية الجاهلية التي لم يسلم منها أناس من الطيبين

    وربما كان لذلك أثره في إفساد الأخوة

    التي ينبغي أن يكون عمودها الإيمان

    ولا يصح تلويثها بأي نعرات أرضية لا تساوي عند الله جناح بعوضة.

    فحذار أخ الإسلام من الاغترار بنسبك أو ببلدتك أو بمالك

    ودع عنك عبية الجاهلية سواء كانت خليجية

    أو شامية أو مصرية أو غير ذلك

    وليكن شعارك:



    أبي الإسلامُ لا أبَ لي سوَاه

    إذا افتْخَرُوا بقيْسٍ أوْ تميمٍ




    وقد يهيأ لبعض أولئك المغرورين أنهم محبوبون

    إذا رأوا بعض الناس يحترمونهم، وما ذلك

    إلا وهم وخدعة خدعهم بها الشيطان

    فإن هذا الاحترام قد يكون لخوف أو لمصلحة

    لا يلبث أن يزول بزوال السبب فهو احترام المكره

    وشتان بين هذا الاحترام واحترام الطواعية الناشئ عن حب وتقدير.

    وما أجمل تلك الكلمة التي تحركت بها

    شفتا أم ولد هارون الرشيد وهي ترى من شرفة القصر

    ازدحام الناس حول ابن المبارك رحمه الله فتقول:

    هذا هو الملك لا ملك هارون

    الذي لا يجمع الناس إلا بشرطة وأعوان

    .

    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    أنتهى الدرس الرابع

    نتقابل بمشيئة الله

    قريبــــــــــــا


    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة







    امير ماهر مؤنس
    امير ماهر مؤنس
    عضو مميز
    عضو مميز


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 119
    العمر : 36
    تاريخ التسجيل : 12/01/2011
    المهنة : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: Unknow10
    البلد : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: 3dflag10
    الهواية : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: Writin10
    مزاجي النهاردة : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: Pi-ca-14

    للأهمية رد: مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع:::

    مُساهمة من طرف امير ماهر مؤنس 19/4/2011, 10:56 pm

    no comment
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: 3dflag23
    الهواية : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: Readin10
    مزاجي النهاردة : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع::: Pi-ca-20

    للأهمية رد: مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الرابع:::

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 20/4/2011, 12:00 am

    Very HappyVery HappyVery Happyهه
    ليه نو كومنت يا عم امير
    طيب مفيش حتى
    بارك الله فيك
    او
    جزاك الله كل خير
    اى حاجة طيب
    ......
    على العموم
    انا اللى هقول لك
    هدانا الله واياك ونفع بنا الاسلام والمسلمين
    اللهم أمــــــــــــين

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 12:35 am