منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: Support


3 مشترك

    مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول:::

    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: 3dflag23
    الهواية : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: Readin10
    مزاجي النهاردة : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: Pi-ca-20

    للأهمية مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول:::

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 27/3/2011, 5:17 pm

    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





    أتدري أين سكناه..؟!





    أتدري أين سكناهُ

    وهل عيناك تُثبِتُهُ

    أخوك يعيشُ كالتاريخ

    بلا لُغَةٍ تًصَافِحُهُ

    لئن ضاقت به الدُّنْيَا

    وتسمو دونَمَا مَنّ

    وترفع دونَهُ حِمْلاً

    لئن ضاقت به الدنيا

    وتُسْدِلُ حوله سِترًا

    ترى أخْراكَ مُثْمِرةً

    لئن ضاقت به الدنيا

    أخوكَ وأين مسعَاهُ؟

    إذا فاتتك عيناهُ؟

    في جنبيْكَ مَسْراهُ

    وتدْمَعُ حينَ تلقاهُ

    فصدرُكَ أنتَ مأواهُ

    تُخفِّفَ عنه بلوَاهُ

    إذا كَلَّتُ ذِرَاعَاهُ

    فصَدْرُكَ أنتَ مأواهُ

    إذا الشَّيْطَانُ أغْواهُ

    فقد أخصبَتْ دُنْياهُ

    فصدرك أنت مأواهُ



    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





    Cool وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

    وبعد:



    فالمحبة بين المؤمنين والتآلف والتآخي شأن عظيم وخطر جليل

    فقد جعل الله عز وجل الأخوة سمة المؤمنين في الدنيا والآخرة

    قال تعالى:

    ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[

    [الحجرات: 10]

    وقال جل وعلا:

    ]وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ

    إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِي
    نَ[

    [الحجر:47].

    والأخوة بين المؤمنين نعمة كبيرة ومنة عظيمة من الله تعالى:

    ]وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ

    إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ

    فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا
    [

    [آل عمران: 103]

    ]هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ.

    وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا

    مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ
    [

    [الأنفال: 62، 63].



    وهذه الأخوة الحاصلة بين المؤمنين سببها الإيمان والعقيدة

    فهي أخوة قائمة على (الحب في الله)

    الذي هو أوثق عرى الإيمان، قال

    صلى الله عليه وسلم

    : ((أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله

    والحب في الله، والبغض في الله عز وجل
    ))

    ومن ثم فأخُوَّة المؤمنين أرفع أخوة

    وأسمى علاقة يمكن أن توجد بين البشر

    فأخُوَّةُ المؤمنين تزري بأخُوَّةِ الأشقاء

    ورابطة العقيدة أقوى من رابطة النسب

    ولما قال نوح عليه السلام:

    ]رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ

    وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ
    [

    [هود: 45]

    قال له ربه جل وعلا:

    ]يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ

    فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ

    إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِي
    نَ[

    [هود: 46].



    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

    وما أجمل قول الشاعر:



    فقلتُ: أخي، قالوا: أخٌ من قرابة *** نسيبي في رأيي وعزمي وهمَّتي

    فقلت لهم: إن الشُّكُول أقاربُ *** وإن فرّقَتْنا في الأصولِ المناسِب



    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    ونظرًا لأهمية هذه الرابطة بين المؤمنين

    فقد رتب الله جل وعلا عليها عظيم الفضل

    وجزيل الأجر والثواب وقرب أهلها وأحبهم

    فمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:

    ((رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه))

    .

    وفي الحديث القدسي:

    ((المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء))

    ، وفي الحديث القدسي أيضًا أن الله تعالى قال:

    ((حقت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبتي للمتواصلين ف

    وحقت محبتي للمتناصحين فيَّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيهَّ

    وحقت محبتي للمتباذلين ف
    يَّ))



    وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي

    صلى الله عليه وسلم

    ((أن رجلاً زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد()

    الله تعالى على مدرجته() ملكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟

    قال: أريد أخًا لي في هذه القرية.

    قال: هل لك عليه من نعمة تَرُبُّها() عليه؟

    قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى.

    قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه))




    وقال
    صلى الله عليه وسلم:

    ((ما تحاب رجلان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدَّهما حبًا لصاحبه))

    .

    وعن عبدة بن أبي لبابة أنه لقي مجاهدًا رحمه الله .

    فأخذ مجاهد بيده فقال:

    إذا التقى المتحابان في الله فأخذ أحدهما بيد صاحبه

    وضحك إليه تحاتت خطاياهما كما تحات ورق الشجر.

    قال عبدة: فقلت له: إن هذا ليسير ـ يعني المصافحة والتبسم ـ

    فقال: لا تقل ذلك، فإن الله يقول:

    ]لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ[

    [الأنفال: 63]

    قال عبدة: فعرفت أنه أفقه مني().

    وعن الوليد بن أبي مغيث عن مجاهد قال:

    إذا التقى المسلمان فتصافحا غفر لهما

    قال: قلت لمجاهد: بمصافحة يغفر لهما؟

    قال مجاهد: أما سمعته يقول:

    ]لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ[

    [الأنفال: 63].

    فقال الوليد لمجاهد: أنت أعلم مني().

    ولمثل هذه الإخوة كان
    صلى الله عليه وسلم

    يعمل

    (وهو يربي أصحابه رضوان الله عليهم ثلاثة عشر عامًا في مكة

    وسنوات في المدينة بعد ذلك...

    ولم يكن يقول في نفسه وهو في مكة:

    إلى متى نربي تلك المشاعر دون أن "نعمل"

    لأنه كان يعلم يقينًا بما علمه ربه أن هذا من العمل الأساسي المطلوب

    لإنشاء القاعدة المؤمنة التي وُجِّه
    صلى الله عليه وسلم لإنشائها...

    وأن هذه الأخوة فوق أنها ضرورية لإقامة القاعدة المؤمنة

    التي هي نواة الأمة المسلمة، فهي جزء من

    "التحقيق السلوكي"

    للا إله إلا الله...

    فليست لا إله إلا الله وجدانًا قلبيًا عميقًا فحسب

    بل هي التزام بما أنزل الله

    ومن ثم فكل ما جاء من عند الله فالالتزام به

    هو من مقتضيات

    لا إله إلا الله.

    وقد أحب الله هذه الأخوة وامتدحها وأوجبها على المؤمنين،

    وأنزل فيها آيات كثيرة لعل من أبرزها ـ آيات الحجرات ـ:

    ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ

    عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ

    عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ

    وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ

    بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ

    وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ

    إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا

    وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا

    أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا

    فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ
    [

    [سورة الحجرات: 11، 12].

    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

    بالقرآن... بالمصاحبة... بالمعايشة... بالتوجيه المستمر...

    بالقدوة في شخصه الكريم
    صلى الله عليه وسلم ...

    بالحب الذي يفيض من قلبه الكبير إليهم...

    بالاهتمام بكل فرد منهم كأنه هو الأثير عنده...

    بالممارسة العملية للمشاعر الإيمانية داخل الجماعة...

    بهذه الوسائل مجتمعة ربّى رسول الله
    صلى الله عليه وسلم

    هذه الجماعة المتآخية التي صنعت بتآخيها الأعاجيب

    وأقام ذلك البنيان المتين المترابط، الذي يشد بعضه بعضًا فيقويه...

    وفي غربة الإسلام الثانية نحتاج إلى مثل ما احتاج إليه الأمر في الغربة الأولى...

    إن لم يكن على ذات المستوى السابق فعلى أقرب المستويات إليه...

    ذلك أن الضغوط الجاهلية تفتت كل ترابط ما لم يكن وثيق الرباط

    إلى الحد الذي يتحمل كل الضغوط

    ويبقى وثيقًا رغم كل الضغوط...

    كم يستغرق هذا الأمر؟ لا أدرى! ولكني أعلم يقينًا أنه مطلوب...

    وأن القاعدة التي يقع عليها عبء مواجهة الجاهلية

    بكل كيدها ينبغي أن تحقق في سلوكها العملي هذا الخلق من أخلاقيات

    لا إله إلا الله لتصبح جديرة برعاية الله...

    ولكي تستطيع أن تمضي في الطريق متآخية متساندة مترابطة

    وهي تتعرض للأهوال)

    .
    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

    والداعية إلى الله تعالى أحوج الناس إلى أن يكون محبوبًا مألوفًا

    حتى تنفذ دعوته إلى القلوب ويدوم أخذ أصحابه عنه

    ومن ثم كان من الضرورة بمكان

    أن يتقي ما يعكر صفو العلاقة بينه وبين من التفوا حوله

    حتى تبقى الأخوة بينه وبينهم عميقة قوية

    مما يعين على تعاونهم معه وانتفاعهم به وقبولهم منه.

    ومن جهة أخرى فحاجة كل منا وحاجة الإنسان عامة

    إلى الصاحب والحبيب من الحاجات الأساسية

    والمطالب النفسية التي لا تنكر حتى يتمكن من قطع مسيرته في هذه الحياة

    فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه()

    فإن إخوان الصدق زينة في الرخاء وعصمة في البلاء()

    فإن رؤيتهم تفرح القلب وتريح النفس وتزيل الغم.

    وصدق عمر رضي الله عنه إذ يقول:

    لقاء الإخوان جلاء الأحزان().

    وقال بعض السلف: روح العاقل في لقاء الإخوان().

    وسئل سفيان رحمه الله: ما ماء العيش؟ قال: لقاء الإخوان.

    وقيل لمحمد بن المنكدر: ما بقي من لذتك؟

    قال: التقاء الإخوان وإدخال السرور عليهم().

    وقيل لبعض الحكماء:

    ما العيش؟ قال: إقبال الزمان، وعز السلطان، وكثرة الإخوان().

    وقيل:

    حلية المرء كثرة إخوانه().


    ورحم الله الحسن إذ يقول: إخواننا أحب إلينا من أهلينا

    إخواننا يذكروننا بالآخرة، وأهلونا يذكروننا بالدنيا().

    وأي طعم للحياة بدون الأحبة؟!

    وما أرق قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لابنه الحسن:

    يا بني، الغريب من ليس له حبيب().



    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة







    مازال للحديث بقية

    تابعونا فى الرد القادم

    انتظرونا


    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: 3dflag23
    الهواية : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: Readin10
    مزاجي النهاردة : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: Pi-ca-20

    للأهمية رد: مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول:::

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 27/3/2011, 5:21 pm












    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة







    وقال بعض الشعراء:



    وكنتُ إذا الصديقُ نَبَا بأمري

    غفرتُ ذُنوبَه وكظمتُ غيظِي

    وأشْرَقني على حنقِ بَريقِي

    مخافةَ أن أعِيشَ بلا صديق

    ()



    وقال بعض الأدباء:

    أفضل الذخائر أخ وفيٌّ

    ().



    وقال بعض البلغاء:

    صديق مساعد عضد وساعد

    ().

    وقال بعض الشعراء:



    هموم رجالٍ في أمورٍ كثيرةٍ

    نكونُ كروحٍ بين جسمين قُسَّمَت

    وهمَّي من الدنيا صديقٌ مساعِدُ

    فجسماهما جسمان، والروح واحد()



    قال الكندي:

    الصديق إنسان هو أنت إلا أنه غيرك().

    وقد قالت الحكماء: رب صديق أود من شقيق().

    وقال ابن المعتز: القريب بعداوته بعيد، والبعيد بمودته قريب

    ().

    وقال الشاعر:



    يَخُونك ذو القرْبَى مِرارًا وربما

    وَفّى لك عندَ العهْدِ من لا تُناسِبُه()



    ولذا قال خالد بن صفوان:

    إن أعجز الناس من قصر في طلب الإخوان

    وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم

    ().

    وقال بعض الحكماء:

    من لم يرغب في الإخوان بُلِيَ بالعداوة والخذلان

    ولعمري إن إخوان الصدق من أنفس الذخائر وأفضل العدد

    ().

    فبإخوان الصدق تحلو الحياة

    بسماع حديثهم ورؤية وجوههم واللصوق بهم

    وبهم تذلل الصعاب وتخف المشاق وتهون الشدائد.

    وصدق ابن المعتز إذ يقول:

    من اتخذ إخوانًا كانوا له أعوانًا

    ().

    وما أصدق هذا الكلام إذا تأملناه في أيامنا هذه

    من الذي يعينني على الالتزام بالدين؟

    من الذي يعينني على فعل الطاعة وترك المعصية؟

    من الذي يعينني على الدعوة والثبات؟

    من الذي أستريح بعرض مشاكلي عليه وأطمئن بوقوفه إلى جانبي؟

    ومن الذي يخفف عليّ النكبات ويدخل عليّ السرور

    ويؤثر فيَّ بالقدوة والكلمة؟!



    قال سفيان رحمه الله:

    لربما لقيت الأخ من إخواني فأقيم شهرًا عاقلاً بلقائه().



    وقال أحدهم():



    صافِ الكرامَ إذا أردتَ إخاءَهُم

    كَم إِخْوة لك لم يَلِدْكَ أبوهم

    واعْلمْ بأن أخَا الحفَاظِ أخُوكا

    وكأنما آباؤهُم ولدُوكا



    فحذار أن يعجب المرء بنفسه

    ويفضل أن يعيش فردًا مستقلاً بعيدًا عن إخوانه

    ((فإنما يأكل الذهب من الغنم القاصية))

    ()

    ((فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد))

    ()

    كما قال صلى الله عليه وسلم.

    ولذا فمن أساليب الشيطان لإضلالك أن يبغض إليك إخوانك

    ويقول لك: هذا فعل كذا، وهذا يضايقك في كذا.

    ولا يزال بك حتى تصير فردًا ضعيفًا كسولاً

    ثم لا تلبث أن تتسلط عليك الدنيا

    ويتسلط عليك الشيطان بالأفكار التافهة

    والانشغالات الدنيوية الحقيرة، والتفكير في الدنيا وشهواتها

    ويملأ قلبك وحشة من إخوانك ومن الدعوة ومن مجالس العلم

    حتى تصبح لقمة سائغة له وفريسة لا حراك لها بين يديه

    وهذا هو الخسران المبين.

    وقد أقسم الله جل وعلا فقال:

    ]وَالْعَصْرِ. إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ.

    إِلا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

    وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ


    [

    فأي تواصٍ يمكن أن يحدث إذا كان الإنسان لا يريد الاختلاط بغيره

    ويبتعد عن مواطن التناصح والتواصي؟!



    وإن المؤمن الصادق لا يطيق مثل هذه الحياة

    فإنما يصبر على الحياة

    ويحبها من أجل ما يجده من إخوانه

    من التوجيه النافع والكلام الطيب والصحبة الهنيئة


    وصدق عمر رضي الله عنه إذ يقول:

    لولا ثلاث لأحببت أن أكون قد لقيت الله:

    لولا أن أضع جبهتي لله

    أو أجلس في مجالس ينتقى فيها طيب الكلام كما ينقى جيد التمر

    أو أن أسير في سبيل الله عز وجل


    ().

    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

    وكم تصبح الحياة قاسية حين ينضب معين الأخوة

    وكم يصيبها السوء والانحدار

    فإن حياة الناس لا تسوء حتى تفقد الأخلاقيات العالية

    والمشاعر الصادقة والمثاليات الرفيعة

    كما أن الأمة لا تنحدر مرة واحدة وإنما يأتي الانحدار دائمًا تدريجيًا

    فأول السيل قطرة، والبلاء يكون يسيرًا في بدايته ثم يستفحل.

    ومن المشاهَدِ أن من الأمور التي تنذر بشر ضياع الألفة بين الناس وكأنه
    كلما مرَّ الزمان وازدادت المدنية ازداد تقطيع الأواصر() وشتان بين
    حالنا... وحال سلفنا وما كانوا عليه من التآلف والتآخي.

    وشتان بين مجتمع تسوده الألفة والمودة والإخاء والمحبة

    يشعر الفرد فيه بقربه من الآخرين وقربهم منه دون انقباض ولا تكلف

    ومجتمع يعيش كل فرد فيه وحده يستثقل أن يجتمع بأحد أو يجتمع إليه أحد

    ينقبض من الآخرين

    وينعزل كل فرد عن الآخر، وتخلو الحياة من المشاعر الرقيقة والأشواق الرفيعة

    فإذا هذه الأمة التي ينبغي أن تكون جسدًا واحدًا

    ()

    قد صارت أجسادًا كثيرة لا حصر لها

    تحيا حياة مملة جافة قاسية لا روح فيها ولا معنى.

    والألفة لا ترفع من الناس، مرة واحدة

    ولكن هناك مقدمات تحدث تكون سببا لزوال الألفة

    وكم من صاحب لم يراع بعض الأمور مع صاحبه فأصبح ثقيلاً عليه

    وزالت من بينها الألفة

    لذا كان من المهم أن نعرف كيف نحافظ على الألفة

    وننميها بيننا، وأن نعلم كل ما يفسدها لنتقيه ونحذر منه.

    وينبغي أن لا نستهين بما تتركه أقوالنا وتصرفاتنا ومواقفنا

    من أثر على نفوس أصحابنا

    فقد يكون أثر الصاحب على صاحبه دافعًا له لحب جميع أصحابه

    والتعلق بهم حتى ليرى أنهم سبب سعادته ولا يطيق فراقهم.



    فليتني أحيَا بقربهم

    فتكون دارِي بين دورهم

    فإذا فقدتهم انقَضَى عمري

    ويكون بين قبورهم قَبْرِي




    وقد يكون أثر الصاحب على صاحبه دافعًا

    له لكره مصاحبة الخلق وإيثار العزلة والانفراد عنهم.



    لا تجزعنَّ لوحْدَةٍ وتَفَرُّد

    ذهب الإخاءُ فليس ثَمَّ أخوةٌ

    فإذا كشفت ضميرهم بصدورهمْ

    ومن التَّفرد في زمانك فازْدَدِ

    إلا التَّملُّق باللسان وباليَدِ

    أبْصرت ثَمَّ نقِيع سم الأسوَدِ




    فتأمل عظم الأثر النفسي للصاحب على صاحبه

    وكيف يتراوح من أن يكون الصاحب لصاحبه غذاءه

    الذي تقوم به حياته ولابد له منه في كل وقت

    ودواءه الذي يحتاجه في الحين بعد الحين وليس في كل وقت

    إلى أن يكون سُمَّه وداءه الذي يقضي عليه ويحطمه()

    (فالصداقة قد تولد الحب وقد تولد عدمه

    وقد تولد الإيثار وقد تولد الأثرة

    وقد تولد الوفاء وقد تولد البغضاء)


    ().

    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    وما ذاك إلا لأن النفس تتأثر جدًا بتصرفات الأصحاب

    وكم نرى من شخص نظنه مريضًا أو نزلت به كارثة عظيمة

    وما به إلا أثر صاحبه عليه، فقد يكون ذلك أثرًا

    لما وقع عليه من تصرف غير حميد، أو صدمة في صديق

    أو فراق حبيب، فيؤثر ذلك على مزاجه

    وعلى كلامه وعلى نظراته وعلى طعامه وشرابه وعلى نومه

    وعلى عمله وأدائه.

    إن مجرد إحساس الأخ بشيء يسير من الابتعاد

    أو الإعراض من صاحبه يحرق قلبه ويُضَيِّق عليه الدنيا

    فكيف بما هو أعظم من ذلك؟!



    إذا رأيتَ ازْورَارًا من أخي ثقَة

    فإذا صددتُ بوجهي كي أكافِئَه

    ضاقَتْ عليّ برحبِ الأرضِ أوطَاني

    فالعين غضبى وقلبي غير غضبانِ




    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    يعني أنك قد تمرض نفسًا رقيقة أو تدمرها تدميرًا

    وتحطمها تحطيمًا وأنت لا تشعر...

    وعدم شعورك به ضربة وصدمة أخرى فتكون قد أمته موتتين.

    لكل ما سبق كان لزامًا علينا أن لا نتهاون بمفسدات الأخوة

    وأن نتعرف عليها جيدًا لنصون أخوّتنا عنها لعل الله جل وعلا

    أن يديم ألفتنا ويجعلها عونًا لنا على قطع رحلتنا في هذه الحياة

    والقيام برسالتنا

    والله المستعان وعليه التكلان



    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



    انتهى الدرس الاول

    من موضوعنا

    مفسدات الاخوة

    ونتقابل بوقت لاحق

    بعون الله واذنه وحول وقوته

    الى لقاء اخر قريب ان اء الله تعالى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





    مصطفي الجندي
    مصطفي الجندي
    مشرف المنتديات التعليمية
    مشرف المنتديات التعليمية


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2535
    العمر : 36
    تاريخ التسجيل : 29/06/2009
    المهنة : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: Fisher10
    البلد : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: 3dflag10
    الهواية : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: Travel10
    مزاجي النهاردة : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: Pi-ca-20
    مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: 3h210

    للأهمية رد: مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول:::

    مُساهمة من طرف مصطفي الجندي 27/3/2011, 7:32 pm

    بارك الله فيك اخ ابومصعب
    احمد عبد ربه
    احمد عبد ربه
    مشرف القسم الاسلامي
    مشرف القسم الاسلامي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1189
    العمر : 35
    تاريخ التسجيل : 18/10/2009
    المهنة : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: Accoun10
    البلد : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: 3dflag10
    الهواية : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: Writin10
    مزاجي النهاردة : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: Pi-ca-14
    مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: 11201029826

    للأهمية رد: مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول:::

    مُساهمة من طرف احمد عبد ربه 27/3/2011, 8:50 pm

    بارك الله فيك اخى الكريمموضوع ولا اجمل
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 45
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: 3dflag23
    الهواية : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: Readin10
    مزاجي النهاردة : مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول::: Pi-ca-20

    للأهمية رد: مفسدَاتُ الأُخوَّةِ::: الدرس الاول:::

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 28/3/2011, 12:03 am

    اعزكم الله وبارك فيكم اخوى فى الله مصطفى الجندى و احمد عبد ربه
    وأسأل الله ان ينتفع الجميع بما قدمناه
    ونسأل الله القبول
    شاكر لكم المرور والتعليق والدعاء ولكم مثله من رب السموات والاراضين

      الوقت/التاريخ الآن هو 8/11/2024, 9:02 pm