كيف ننمي التفكير العلمي عند الطفل؟
الغد من الحاضر، وهو صناعة اليوم، بطفل ينمو ابعاداً جديدة متعددة الظواهر.
من هذا تأتي أهمية هذا البحث من أهمية الغد الذي نريد، المرتبط بما نبنيه
اليوم، في ذاتنا، وأطفالنا غدنا الذي نتوق إليه، الغد العربي الآتي، من
أهمية وشراسة التحديات التي تواجه أمتنا ومجتمعنا وجوداً وحضارة ومكانة في
السياق المستشري عالمياً لامتلاك الأرض وما عليها قدرات وانساناً
ومعارفاً.
ويقصد بالتفكير العلمي: امتلاك المعطيات الحضارية القائمة بمعرفة موضوعية
واقعية تحرر العقل البشري وتطلقه للخلق والابداع. خاصة في زمننا هذا الذي
أصبح وسيلة التطور المتسارع في المجتمعات. ولذلك يجب التنويه بأهمية
التكوين النفسي والعقلي للطفل أداة وسلاح صنع المستقبل. بحيث أصبح ضرورياً
خلق وتعميق التفكير العلمي باعتباره الطاقة الخلاقة النادرة على قراءة
الواقع والانطلاق منه وممارسته بصيغ تطبيقه تترجم أنشطة اجتماعية متطورة.
ولتحقيقه لابد من تحقق ميزات ذات خصوصية أهمها:
1- الموضوعية: الإلمام بما هو قائم برؤية واضحة ومنطقية وبما يجب أن يكون ومفاعيل هذه الكينونة وصفاتها.
2- الدقة: والتزام الحقائق عبر التمحيص والتدقيق والمقارنة،بعيداً عن
الارتجال والتخمين، فالعلاقة رياضية منطقية ونتائجها دقيقة وواقعية.
فالتشخيص الدقيق علاج الآفة والمرض ونجاعة التطبيق.
3- الجهد المتواصل والمتميز للفرد في اطار المجتمع بما يقتضي استمرار
البحث وتطوير المعرفة بما يتوافق مع تطور المعطيات وتتشكل المرتكزات
الأولى للتفكير عبر مجموعة من المؤثرات تنعكس في تكوين الطفل، وتتمايز
وتتنوع في مجتمعنا العربي من خلال:
أ- المؤثرات الذاتية التي تظهر في الخصائص الوراثية للأبناء نتيجة قوانين
الزواج القبلية وتتحدد بنتيجتها المستويات العقلية المختلفة التي تتباين
من طفل لآخر حسب العوامل الوراثية والتكوينية.
ب- المؤثرات الداخلية:ويقصد بها الأسرة تكويناً وثقافة وتكاملاً ونمط
ومستوى معيشة ووعياً وتعاملاً وعلاقة متوضعة بين الأبوين ونظرة واقعية
للأبناء وتماسكاً ومستوى تفكير وأسلوب تعامل وعلاقات اجتماعية قائمة.
وتتصف الأسرة العربية بمواصفات عامة أهمها:
1- محافظة وترفض التغيير دون فرض من الخارج أو للضرورة القصوى.
2- قصور التكوين الفكري نتيجة النشأة المتخلفة المغلقة بالغيبية والبعد عن الحقيقة والصراحة والوضوح.
3- نمط العلاقة الأبوي التملكي الذي يعتبر الأبناء ملكية فردية يفرض عليها نمط التوجيه المقرر لازم التنفيذ.
4- عدم الاستقرار العاطفي وازدواجية التعامل مع الأبناء حسب الجنس والتمييز بين الأبناء نتيجة تعدد الزوجات.
جـ- المؤثرات الخارجية: مفرزات الدائرة الأوسع وهي المجتمع المجال
التطبيقي للمفاهيم الأولى والضاغط بقوة باعرافه وتقاليده واختلاف تعامله
معهم حسب طبيعة العلاقات الناتجة عن أنماط الانتاج السائدة ودور المؤسسات
الاجتماعية الشعبية والحكومية والثقافية والتربوية في توجيه أنماط التفكير
الطفولي باتجاه مختلف.
وتنبع معاناة المجتمع العربي فكرياً من:
1- انتشار الفكر الخرافي المعادي للعلم والغرق في السلفية والطوباوية.
2- التوجس من النشاط العلمي باعتباره إزاحة للقناعات القائمة وإلغاء الحقائق التي يحملها ويقتنع بها.
3- البعد عن المنطق العلمي مما يخلق حالة ضياع بين ما يتلقنه الطفل أسروياً وما يتلقاه في المدرسة ووسائل التأثير الأخرى.
4- الشعور بالدونية امام تطور المجتمعات الأخرى وانعكاس ذلك برفضها أو
الهروب منها أو محاولة الحاق بها ظاهرياً دون امتلاك معطياتها والتسليم
بتفوقها واستخدام المعطيات العلمية منجزات دون مضامين
5- الطبيعة الاستهلاكية غير المنتجة واتساع مساحة الفراغ وعدم استثمارها
فكرياً ومعرفياً وانتاجاً.اضافة إلى قصور دور المدرسة التي تعتبر المقِوم
والمقيِم لتفكير الطفل وتوجيهه وتهذيبه واقتصاره في واقعها الحالي على
تلقين المعلومات بآليات غير قادرة متمثلة بالمعلم غير المؤهل فكرياً
ومادياً وتكوينا وضعف موجودات المدرسة من وسائل معينة وعدم توفرها في كثير
من المؤسسات التربوية والأقران الذين ينتقيهم الطفل في المدرسة والشارع
وغرفة الدرس يؤثرون في سلوكه ومعارفه بشكل كبير نتيجة اقتناعه بهم
لاختياره لهم.كل ذلك يؤسس لحالة بنائية قاصرة تستوجب السؤال:كيف ننمي
التفكير العلمي لدى الطفل العربي؟؟ وفي الاجابة نجد أن عملية تنمية الفكر
العلمي لدينا تلاقي مجموعة من عوامل الاعاقة والتقهقر بالقياس ألى
المجتمعات الأخرى. فهدف التربية العلمي تكوين قدرات الخلق والابداع
والابتكار لسببين: الأول: وجود استقطاب حاد في مجال
الأعمال.والثاني:التنافس العالمي في امتلاك التقدم والازدهار، مما يؤكد
ضرورة تحقيق شعار "تعليم الطفل كيف يتعلم".فلم يعد مقبولاً اعتبار الطفل
مستودع معلومات دون تمكنه من استخدامها وتطويرها حتى يستطيع أن يقود عملية
الثورة العلمية في واقعنا.فالطفل مرآة مجتمعه وواقعه، والأطفال مؤهلون
دائماً لتحقيق ذلك شريطة ألا يقتله الواقع بمعطياته القائمة. إذن من أين
البداية؟؟:
وجواباً: لبدء بالكبار. فهم الذين يقتلون التفكير العلمي لدى الأطفال ثم
يحاولون تعميقه بعد قتله.إن تغيير الأولين يحقق تغيير التالين، فتغيير
الكبار يضمن القدرة على تغيير الصغار وتأهيلهم عبر:
1- تطوير واستثمار القيم المجتمعية القائمة على التفكير العلمي بشكل فعلي
في عملية تغيير الكبار لأنها تلامس المفاهيم التي يحملونها وتعزيز ثقة
الأطفال بأنفسهم وبالكبار في الوقت نفسه.
2- تعميق الفكر العلمي الاجتماعي والبعد عن التفكير السلفي وتطوير الأساليب القائمة التي أصبحت قاصرة في ذلك.
3- تطوير اداء المؤسسات التربوية واغنائها وتحفيزها على القيام بهذه
المهمة، وتأمين مستلزمات نموها وفاعلية دورها وتزويدها بالآليات المتطورة
وتحويلها من أبنية لتلقين المعلومات إلى مراكز بحث وابداع علميين.
4- تفعيل عملية التنوير الفكري وارتقاء النظرة إلى العلم ومنتجاته وتنهيج
الخطاب المعرفي عبر الوسائل المتوفرة والمؤثرة (اعلام - منظمات
–مؤسسات...الخ) واغناء وتوجيه الخطط وتطوير المناهج والبرامج والأساليب.
5- الربط بين التفكير العلمي وممارسته وفسح المجال لهذه الممارسةحياتياً واجتماعياً وعلمياً.
إن التعامل مع الأطفال عملية هدم وبناء معاً وعملية خلق وتعميق الفكر
العلمي عملية ثقافية راقية وتربوية مستمرة فالتربية في حالتنا القائمة
تلغي دور العقل في التعليم والتعلم، ممايقتل القدرة على حل المشكلات التي
يلاقيها الطفل "رجل الغد".ويتطلب ذلك أن نسعى بنشاط فائق إلى امتلاك الزمن
والوقت ليكون معنا وبيدينا لا علينا،يجب ألا ننتظر حتى يأتينا الزمن
والوقت اللازم لذلك، بل أن نسارع لإمتلاكه ،فالانتظار تراجع وتقهقر وهزيمة
دائمة.
الغد من الحاضر، وهو صناعة اليوم، بطفل ينمو ابعاداً جديدة متعددة الظواهر.
من هذا تأتي أهمية هذا البحث من أهمية الغد الذي نريد، المرتبط بما نبنيه
اليوم، في ذاتنا، وأطفالنا غدنا الذي نتوق إليه، الغد العربي الآتي، من
أهمية وشراسة التحديات التي تواجه أمتنا ومجتمعنا وجوداً وحضارة ومكانة في
السياق المستشري عالمياً لامتلاك الأرض وما عليها قدرات وانساناً
ومعارفاً.
ويقصد بالتفكير العلمي: امتلاك المعطيات الحضارية القائمة بمعرفة موضوعية
واقعية تحرر العقل البشري وتطلقه للخلق والابداع. خاصة في زمننا هذا الذي
أصبح وسيلة التطور المتسارع في المجتمعات. ولذلك يجب التنويه بأهمية
التكوين النفسي والعقلي للطفل أداة وسلاح صنع المستقبل. بحيث أصبح ضرورياً
خلق وتعميق التفكير العلمي باعتباره الطاقة الخلاقة النادرة على قراءة
الواقع والانطلاق منه وممارسته بصيغ تطبيقه تترجم أنشطة اجتماعية متطورة.
ولتحقيقه لابد من تحقق ميزات ذات خصوصية أهمها:
1- الموضوعية: الإلمام بما هو قائم برؤية واضحة ومنطقية وبما يجب أن يكون ومفاعيل هذه الكينونة وصفاتها.
2- الدقة: والتزام الحقائق عبر التمحيص والتدقيق والمقارنة،بعيداً عن
الارتجال والتخمين، فالعلاقة رياضية منطقية ونتائجها دقيقة وواقعية.
فالتشخيص الدقيق علاج الآفة والمرض ونجاعة التطبيق.
3- الجهد المتواصل والمتميز للفرد في اطار المجتمع بما يقتضي استمرار
البحث وتطوير المعرفة بما يتوافق مع تطور المعطيات وتتشكل المرتكزات
الأولى للتفكير عبر مجموعة من المؤثرات تنعكس في تكوين الطفل، وتتمايز
وتتنوع في مجتمعنا العربي من خلال:
أ- المؤثرات الذاتية التي تظهر في الخصائص الوراثية للأبناء نتيجة قوانين
الزواج القبلية وتتحدد بنتيجتها المستويات العقلية المختلفة التي تتباين
من طفل لآخر حسب العوامل الوراثية والتكوينية.
ب- المؤثرات الداخلية:ويقصد بها الأسرة تكويناً وثقافة وتكاملاً ونمط
ومستوى معيشة ووعياً وتعاملاً وعلاقة متوضعة بين الأبوين ونظرة واقعية
للأبناء وتماسكاً ومستوى تفكير وأسلوب تعامل وعلاقات اجتماعية قائمة.
وتتصف الأسرة العربية بمواصفات عامة أهمها:
1- محافظة وترفض التغيير دون فرض من الخارج أو للضرورة القصوى.
2- قصور التكوين الفكري نتيجة النشأة المتخلفة المغلقة بالغيبية والبعد عن الحقيقة والصراحة والوضوح.
3- نمط العلاقة الأبوي التملكي الذي يعتبر الأبناء ملكية فردية يفرض عليها نمط التوجيه المقرر لازم التنفيذ.
4- عدم الاستقرار العاطفي وازدواجية التعامل مع الأبناء حسب الجنس والتمييز بين الأبناء نتيجة تعدد الزوجات.
جـ- المؤثرات الخارجية: مفرزات الدائرة الأوسع وهي المجتمع المجال
التطبيقي للمفاهيم الأولى والضاغط بقوة باعرافه وتقاليده واختلاف تعامله
معهم حسب طبيعة العلاقات الناتجة عن أنماط الانتاج السائدة ودور المؤسسات
الاجتماعية الشعبية والحكومية والثقافية والتربوية في توجيه أنماط التفكير
الطفولي باتجاه مختلف.
وتنبع معاناة المجتمع العربي فكرياً من:
1- انتشار الفكر الخرافي المعادي للعلم والغرق في السلفية والطوباوية.
2- التوجس من النشاط العلمي باعتباره إزاحة للقناعات القائمة وإلغاء الحقائق التي يحملها ويقتنع بها.
3- البعد عن المنطق العلمي مما يخلق حالة ضياع بين ما يتلقنه الطفل أسروياً وما يتلقاه في المدرسة ووسائل التأثير الأخرى.
4- الشعور بالدونية امام تطور المجتمعات الأخرى وانعكاس ذلك برفضها أو
الهروب منها أو محاولة الحاق بها ظاهرياً دون امتلاك معطياتها والتسليم
بتفوقها واستخدام المعطيات العلمية منجزات دون مضامين
5- الطبيعة الاستهلاكية غير المنتجة واتساع مساحة الفراغ وعدم استثمارها
فكرياً ومعرفياً وانتاجاً.اضافة إلى قصور دور المدرسة التي تعتبر المقِوم
والمقيِم لتفكير الطفل وتوجيهه وتهذيبه واقتصاره في واقعها الحالي على
تلقين المعلومات بآليات غير قادرة متمثلة بالمعلم غير المؤهل فكرياً
ومادياً وتكوينا وضعف موجودات المدرسة من وسائل معينة وعدم توفرها في كثير
من المؤسسات التربوية والأقران الذين ينتقيهم الطفل في المدرسة والشارع
وغرفة الدرس يؤثرون في سلوكه ومعارفه بشكل كبير نتيجة اقتناعه بهم
لاختياره لهم.كل ذلك يؤسس لحالة بنائية قاصرة تستوجب السؤال:كيف ننمي
التفكير العلمي لدى الطفل العربي؟؟ وفي الاجابة نجد أن عملية تنمية الفكر
العلمي لدينا تلاقي مجموعة من عوامل الاعاقة والتقهقر بالقياس ألى
المجتمعات الأخرى. فهدف التربية العلمي تكوين قدرات الخلق والابداع
والابتكار لسببين: الأول: وجود استقطاب حاد في مجال
الأعمال.والثاني:التنافس العالمي في امتلاك التقدم والازدهار، مما يؤكد
ضرورة تحقيق شعار "تعليم الطفل كيف يتعلم".فلم يعد مقبولاً اعتبار الطفل
مستودع معلومات دون تمكنه من استخدامها وتطويرها حتى يستطيع أن يقود عملية
الثورة العلمية في واقعنا.فالطفل مرآة مجتمعه وواقعه، والأطفال مؤهلون
دائماً لتحقيق ذلك شريطة ألا يقتله الواقع بمعطياته القائمة. إذن من أين
البداية؟؟:
وجواباً: لبدء بالكبار. فهم الذين يقتلون التفكير العلمي لدى الأطفال ثم
يحاولون تعميقه بعد قتله.إن تغيير الأولين يحقق تغيير التالين، فتغيير
الكبار يضمن القدرة على تغيير الصغار وتأهيلهم عبر:
1- تطوير واستثمار القيم المجتمعية القائمة على التفكير العلمي بشكل فعلي
في عملية تغيير الكبار لأنها تلامس المفاهيم التي يحملونها وتعزيز ثقة
الأطفال بأنفسهم وبالكبار في الوقت نفسه.
2- تعميق الفكر العلمي الاجتماعي والبعد عن التفكير السلفي وتطوير الأساليب القائمة التي أصبحت قاصرة في ذلك.
3- تطوير اداء المؤسسات التربوية واغنائها وتحفيزها على القيام بهذه
المهمة، وتأمين مستلزمات نموها وفاعلية دورها وتزويدها بالآليات المتطورة
وتحويلها من أبنية لتلقين المعلومات إلى مراكز بحث وابداع علميين.
4- تفعيل عملية التنوير الفكري وارتقاء النظرة إلى العلم ومنتجاته وتنهيج
الخطاب المعرفي عبر الوسائل المتوفرة والمؤثرة (اعلام - منظمات
–مؤسسات...الخ) واغناء وتوجيه الخطط وتطوير المناهج والبرامج والأساليب.
5- الربط بين التفكير العلمي وممارسته وفسح المجال لهذه الممارسةحياتياً واجتماعياً وعلمياً.
إن التعامل مع الأطفال عملية هدم وبناء معاً وعملية خلق وتعميق الفكر
العلمي عملية ثقافية راقية وتربوية مستمرة فالتربية في حالتنا القائمة
تلغي دور العقل في التعليم والتعلم، ممايقتل القدرة على حل المشكلات التي
يلاقيها الطفل "رجل الغد".ويتطلب ذلك أن نسعى بنشاط فائق إلى امتلاك الزمن
والوقت ليكون معنا وبيدينا لا علينا،يجب ألا ننتظر حتى يأتينا الزمن
والوقت اللازم لذلك، بل أن نسارع لإمتلاكه ،فالانتظار تراجع وتقهقر وهزيمة
دائمة.