من طرف الموجى 26/5/2010, 12:40 am
اسمحو لى وتقبلو رأيي المتواضع فإن • من عبثيات نزار:
ومن نماذج العبثية ومن مظاهر الانحراف من يستغل الجنس ويدغدغ مشاعر النساء من أجل إسقاطهن في أحضان شهوته وتحت أقدامه، ولو كان ذلك على حساب السخرية بالخالق ـ جلَّ في علاه ـ كقول (نزار قباني):
فاليوم أخلق منك إله
وأجعل نهدكِ قطعة من جوهر.
ويقول أيضاً:
كان ثغرك مرة
ربي فأصبح خادمي[7]
ويقول كذلك:
لا تخجلي مني فهذي فرصتي
لأكون رباً أو أكون رسولاً[8]
• عبث يسمونه شعراً:
بل يصرح (نزار) نفسه بقلقه وإلحاده عندما قدَّم نفسه إلى حبيبته في بعض أشعاره قائلاً:
فأنا إنسان مفقود
لا أعرف في الأرض مكاني
تاريخي ما لي تاريخ
إني نسيان النسيانِ
ماذا أعطيكِ أجيبي؟
قلقي؟ إلحادي؟ غثياني؟! [12].
فماذا ينتظر من مثل هذه المعاني الواردة في تلك الأشعار المتقدمة إذا ما سُمعت وارتفع علمها؟ وأي نتيجة تنتهي إليها؟ إنه لا يختلف عاقلان في أنّ من نتاج ذلك إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا والترغيب في فعلها، والسخرية بكل خُلُقٍ ينهى عنها، والطعن في كل دين يحرمها، وفي ذلك إهانة للمسلمين في أعراضهم، ونيلٌ من محارمهم واجتراء على نسائهم وعبثٌ بأخلاقهم وخطرٌ عظيم محدقٌ على دينهم، وقد قال - سبحانه -: {إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النور: 91]، وقال - سبحانه -:{إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} [الأحزاب: 75].إن حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - يكاد يكون قاعدة مفيدة تضبط هذه المسألة الخطيرة وترسم المنهج السليم للمجتمع المسلم؛ فلقد حدَّث النعمان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها؛ فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم؛ فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذِ مَنْ فوقنا؛ فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً« أخرجه البخاري في صحيحه.
فقد علّق هذا الحديث سلامة المجتمع بالوقوف أمام المنكرات القولية أو الفعلية والحد من الحريات التي يكون إطلاقها وانطلاقها سبباً في إلحاق الضرر والأذى بالآخرين، ولم يحدد الحديث نوع الأذى سوى الكشف عن عاقبته وبيان نتيجته وهي هلاك الجميع إذا لم يقفوا دونه؛ وبذلك أفاد الحديث العموم في أن كل ضرر أو أذى ـ قولياً كان أو فعلياً ينبغي الحد منه والوقوف أمام مصدره بالتي هي أحسن، فإن لم يكن فبما يدفع الأذى ويمنع الضرر. وبيّن الحديث أن ذلك واجب اجتماعي جماعي؛ وذلك حتى ينجو أفراد المجتمع وتستقيم حياتهم وتحفظ كرامتهم؛ ولذلك فقد قضى النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث رواه ابن ماجه في سننه بأن «لا ضرر ولا ضرار».
وبذلك يُـعلَم أن كـل حُرية تصـدر عـنهـا أذيـة للفـرد أو للمجتـمع فمن مصلحة الجميع مصادرتها والوقوف أمام مصدرها وتصحيح مسارها، ويندرج في ذلك حرية الأدباء على مختلف مشاربهم ومهما تعددت فنون نتاجهم؛ فإن الضابط لهذه الفنون أن تكون موافقة للحق نافعة للخـلق أو على الأقـل لا تصادم الحق ولا تفتن الناس عن دينهم ولا يكون فـيها تهـييج لمشـاعر العنـصريـة أو الجنـسـية أو المذهبية أو الطائفية أو ما في حكم ذلك مما يخالف قواعد الدين أو ينال من وحدة المسلمين، والتعاون على ذلك دفعاً له وتجفيفاً لمصادره ومناوئةً لدعاته من التعاون على البر والتقوى، والتساهل في ذلك أو إذاعته أو نشره أو ترويجه في الفضائيات أو الصحف أو المجلات أو الإذاعات أو شبكة المعلومات من التعاون على الإثم والعدوان، وهذه قاعدة عريضة عظيمة نبّه الله - عز وجل - إليها وخاطب المسلمين بها قائلاً: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2]. وينبغي أن يُعلَم أن استمراء الفتن والتساهل بها وعدم وَأْدِها في مهدها يفضي إلى العقوبة الربانية التي إذا وقعت تعمّ ولا تخص؛ فقد قال - سبحانه -: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 52]. ثم ينبغي أن يُعلَم ـ أيضاً أن التولي عن دين الله - عز وجل - وعـدم الغيرة عليه وعلى أصوله وأركانه خطرٌ ماحق رتّب الله - عز وجل - عليه إنذاراً لكل من تتحقق فيه هذه الصفة قائلاً: {وَإن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 83].
اسف على الاطاله تقبلو مرورى وتحياااااااااتى مع احترامى لجميع الاراء التى ادلى بها الاساتذه الافاضل و