قالت جاموسة بلدنا «لم أعد أقوى على الاستمرار بعد أن انهارت قدرتى على المقاومة، وأصبحت الدنيا فى عينى سوداء مظلمة.. لم يعد لدى ولو سبب واحد للإبقاء على هذه الحياة البائسة التعيسة...
لم أعد اتحمل طعم (البرسيم) المروى بمياه الصرف، ولا طعم المياه المخلوطة بمياه الصرف.. لم أعد أتحمل طعم الخبز المدعوم المسموم، بعد أن حذرتنى بقرة أوكرانية صديقة من مغبة تناوله.. لم أعد أتحمل مساميره ولا (دبارته) ولا صراصيره بعد أن حرمونى من (علفى الجميل) لأن سعره أغلى من هذا العلف الإنسانى الكريه..
لم أعد أتحمل ضيق التنفس الناتج من تلك السحابة التى يفوق سوادها سوادى.. لم أعد أتحمل ضيق (الزريبة) التى أقيم فيها رغم أنها أوسع بالتأكيد من الشقق.. ذات الـ(45 متر) التى يخصصونها للشباب، فليس لدى مثل هذه القدرة على التنازل، لم أعد أتحمل نظرة الحزن والوجوم على وجوه أقرانى كلما شاهدوا على الفضائيات بقرة إنجليزية أو أمريكية أو نيوزيلاندية (مربربة) تزن أربعة أضعاف الواحدة منا نحن (جاموس) العالم الثالث..
لم أعد أتحمل الاستماع إلى برامج (التوك شو) التى يصلنى صوتها مجلجلاً فى (زريبتى) يومياً حاملاً إلى مصائب الدنيا كلها ويصيبنى باكتئاب حاد وأرق.. لم أعد أتحمل وعود الحزب الوطنى الكاذبة بمراع مفتوحة واسعة فى توشكى وسيناء وغيرهما من أراض سيتم استصلاحها..
لن انتظر مزيداً من هذه الوعود فى مؤتمره القادم! لذلك ولكل ما سبق وغيره كثير قررت أن أضع حداً لحياتى فلن أنتظر حتى تهاجمنا (أنفلونزا الجواميس) فيقتلونى غدراً كما فعلوا مع أصدقائنا من الدواجن والخنازير! ولن أموت ميتة بطيئة بعد أن تترسب فى كبدى وكليتى ورئتى مياه الصرف، وسموم الخبز ودخان السحابة السوداء، فيذبحونى فى لحظاتى الأخيرة ليأكلنى البشر، فأصبح سماً جديداً مضافاً إلى السموم السابقة فى أكبادهم.. بيدى لا بيد الحكومة..
اليوم سأقف أمام أول قطار أقابله لأنهى هذه الحياة الحزينة، ولن تفلح كل محاولات بنى البشر لسحبى وجرى من أمام هذا القطار، حتى ولو انهالت علىّ كل عصى الدنيا فهذه هى النهاية.. الوداع يا صديقى الفلاح.. الوداع أيها المصريون.. وأتمنى أن تتحملوا ما لم أقو على تحمله.
إمضاء: جاموسة».
لم أعد اتحمل طعم (البرسيم) المروى بمياه الصرف، ولا طعم المياه المخلوطة بمياه الصرف.. لم أعد أتحمل طعم الخبز المدعوم المسموم، بعد أن حذرتنى بقرة أوكرانية صديقة من مغبة تناوله.. لم أعد أتحمل مساميره ولا (دبارته) ولا صراصيره بعد أن حرمونى من (علفى الجميل) لأن سعره أغلى من هذا العلف الإنسانى الكريه..
لم أعد أتحمل ضيق التنفس الناتج من تلك السحابة التى يفوق سوادها سوادى.. لم أعد أتحمل ضيق (الزريبة) التى أقيم فيها رغم أنها أوسع بالتأكيد من الشقق.. ذات الـ(45 متر) التى يخصصونها للشباب، فليس لدى مثل هذه القدرة على التنازل، لم أعد أتحمل نظرة الحزن والوجوم على وجوه أقرانى كلما شاهدوا على الفضائيات بقرة إنجليزية أو أمريكية أو نيوزيلاندية (مربربة) تزن أربعة أضعاف الواحدة منا نحن (جاموس) العالم الثالث..
لم أعد أتحمل الاستماع إلى برامج (التوك شو) التى يصلنى صوتها مجلجلاً فى (زريبتى) يومياً حاملاً إلى مصائب الدنيا كلها ويصيبنى باكتئاب حاد وأرق.. لم أعد أتحمل وعود الحزب الوطنى الكاذبة بمراع مفتوحة واسعة فى توشكى وسيناء وغيرهما من أراض سيتم استصلاحها..
لن انتظر مزيداً من هذه الوعود فى مؤتمره القادم! لذلك ولكل ما سبق وغيره كثير قررت أن أضع حداً لحياتى فلن أنتظر حتى تهاجمنا (أنفلونزا الجواميس) فيقتلونى غدراً كما فعلوا مع أصدقائنا من الدواجن والخنازير! ولن أموت ميتة بطيئة بعد أن تترسب فى كبدى وكليتى ورئتى مياه الصرف، وسموم الخبز ودخان السحابة السوداء، فيذبحونى فى لحظاتى الأخيرة ليأكلنى البشر، فأصبح سماً جديداً مضافاً إلى السموم السابقة فى أكبادهم.. بيدى لا بيد الحكومة..
اليوم سأقف أمام أول قطار أقابله لأنهى هذه الحياة الحزينة، ولن تفلح كل محاولات بنى البشر لسحبى وجرى من أمام هذا القطار، حتى ولو انهالت علىّ كل عصى الدنيا فهذه هى النهاية.. الوداع يا صديقى الفلاح.. الوداع أيها المصريون.. وأتمنى أن تتحملوا ما لم أقو على تحمله.
إمضاء: جاموسة».