--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ...،
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال سبحانه
(( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ))
التناحر بين المسلمين يوقف انتشارهم وجهادهم أعداءهم
ويضعف شوكتهم ويجرأ عليهم عدوهم
هذا أمر لا يحتاج إلى دليل شرعي ولا عقلي ولا فطري ولا تاريخي
فهذه من الأمور التي تطبق على صحتها الفطر السليمة والعقول المستقيمة
ندع لكم هذه القصة التي حدثت في أوج الفتنة الكبرى
التي قامت بين الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم أجمعين
وبينما انشغل المسلمون ببعضهم حتى أفضى الأمر إلى
ترك طلب الكافرين من كلا الفريقين المتنازعين اقرؤوا أولا ثم يكون بعد ذلك مقال
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله
(( فلم يزل معاوية نائبا على الشام في الدولة العمرية والعثمانية مدة خلافة عثمان، وافتتح في سنة سبع
وعشرين جزيرة قبرص وسكنها المسلمون قريبا من ستين سنة في أيامه ومن بعده، ولم تزل الفتوحات
والجهاد قائما على ساقه في أيامه في بلاد الروم والفرنج وغيرها، فلما كان من أمره وأمر أمير المؤمنين
علي ما كان، لم يقع في تلك الايام فتح بالكلية ، لا على يديه ولا على يدي علي، وطمع في معاوية "ملك
الروم "بعد أن كان قد أخشاه وأذله، وقهر جنده
ودحاهم، فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب
علي تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه،
فكتب معاوية إليه:
والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لاصطلحن
أنا وابن عمي عليك ولاخرجنك من جميع بلادك،
ولاضيقن عليك الارض بما رحبت.
فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف، وبعث يطلب الهدنة. ))
البداية والنهاية المجلد الثامن
فوائد
أولا :: الأعداء يتربصون الدوائر بالمسلمين
وينتظرون أي ضعف منهم للانقضاض عليهم لذلك
علينا أن نحجم الخلافات ولا نضعف بلادنا ونصنع فيها
الثغرات التي تمكن أعدائنا من الانقضاض علينا فهذا
مطلب كلي وليس مطلبا جزئيا
لذلك ليس صعبا علينا استقراء أساليب الاعداء في عصرنا
الحاضر والتي تتبنى التفريق بين المسلمين بدعم بعض
الخلايا السرطانية في المجتمع وتكبير شانها
لا حبا فيها وإنما طمعا في تفكيكنا وإضعاف شوكتنا
كما تدعم دول الكفر الصليبيين ومجموعات الشواذ
والمنحرفين والمنحرفات من الكتاب والصحفيين
والأحزاب الشيوعية والعلمانية المعروفة بولائها للغرب وتدعم أبواقها كذلك
ثانيا :: أثر الاجتماع في رد الأعداء وعدم طمعهم في المسلمين
وأثر الفرقة في استئساد أهل الكفر على أهل الإسلام
ثالثا :: وجوب السعي لإزالة الخلافات بين المسلمين وعدم السعي لتعميقها
رابعا :: نظل إخوة مع الاختلاف ونغلب مصلحة الدين على المصالح الشخصية
(( لاصطلحن أنا وابن عمي عليك ))
خامسا:: هوان الكافرين يوم كانت
للمسلمين قوة رادعة قادرة على رد الكافرين
بينما نلحظ اليوم استقواء الكافرين على المسلمين
بترسانات نووية وطائرات حربية وقوات برية بينما نزع سلاح المسلمين
وأمور أخرى كثيرة يمكن للكثيرين استنباطها من
هذه القصة ومن غيرها من الوقائع الثابتة تاريخيا
فالحاصل
اصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين
والله أني اخاف عليكم وقلبي معكم فكونوا عقلانيين وكونوا أخوة متحابين
بسم الله الرحمن الرحيم
"لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ...،
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال سبحانه
(( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ))
التناحر بين المسلمين يوقف انتشارهم وجهادهم أعداءهم
ويضعف شوكتهم ويجرأ عليهم عدوهم
هذا أمر لا يحتاج إلى دليل شرعي ولا عقلي ولا فطري ولا تاريخي
فهذه من الأمور التي تطبق على صحتها الفطر السليمة والعقول المستقيمة
ندع لكم هذه القصة التي حدثت في أوج الفتنة الكبرى
التي قامت بين الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم أجمعين
وبينما انشغل المسلمون ببعضهم حتى أفضى الأمر إلى
ترك طلب الكافرين من كلا الفريقين المتنازعين اقرؤوا أولا ثم يكون بعد ذلك مقال
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله
(( فلم يزل معاوية نائبا على الشام في الدولة العمرية والعثمانية مدة خلافة عثمان، وافتتح في سنة سبع
وعشرين جزيرة قبرص وسكنها المسلمون قريبا من ستين سنة في أيامه ومن بعده، ولم تزل الفتوحات
والجهاد قائما على ساقه في أيامه في بلاد الروم والفرنج وغيرها، فلما كان من أمره وأمر أمير المؤمنين
علي ما كان، لم يقع في تلك الايام فتح بالكلية ، لا على يديه ولا على يدي علي، وطمع في معاوية "ملك
الروم "بعد أن كان قد أخشاه وأذله، وقهر جنده
ودحاهم، فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب
علي تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة وطمع فيه،
فكتب معاوية إليه:
والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين لاصطلحن
أنا وابن عمي عليك ولاخرجنك من جميع بلادك،
ولاضيقن عليك الارض بما رحبت.
فعند ذلك خاف ملك الروم وانكف، وبعث يطلب الهدنة. ))
البداية والنهاية المجلد الثامن
فوائد
أولا :: الأعداء يتربصون الدوائر بالمسلمين
وينتظرون أي ضعف منهم للانقضاض عليهم لذلك
علينا أن نحجم الخلافات ولا نضعف بلادنا ونصنع فيها
الثغرات التي تمكن أعدائنا من الانقضاض علينا فهذا
مطلب كلي وليس مطلبا جزئيا
لذلك ليس صعبا علينا استقراء أساليب الاعداء في عصرنا
الحاضر والتي تتبنى التفريق بين المسلمين بدعم بعض
الخلايا السرطانية في المجتمع وتكبير شانها
لا حبا فيها وإنما طمعا في تفكيكنا وإضعاف شوكتنا
كما تدعم دول الكفر الصليبيين ومجموعات الشواذ
والمنحرفين والمنحرفات من الكتاب والصحفيين
والأحزاب الشيوعية والعلمانية المعروفة بولائها للغرب وتدعم أبواقها كذلك
ثانيا :: أثر الاجتماع في رد الأعداء وعدم طمعهم في المسلمين
وأثر الفرقة في استئساد أهل الكفر على أهل الإسلام
ثالثا :: وجوب السعي لإزالة الخلافات بين المسلمين وعدم السعي لتعميقها
رابعا :: نظل إخوة مع الاختلاف ونغلب مصلحة الدين على المصالح الشخصية
(( لاصطلحن أنا وابن عمي عليك ))
خامسا:: هوان الكافرين يوم كانت
للمسلمين قوة رادعة قادرة على رد الكافرين
بينما نلحظ اليوم استقواء الكافرين على المسلمين
بترسانات نووية وطائرات حربية وقوات برية بينما نزع سلاح المسلمين
وأمور أخرى كثيرة يمكن للكثيرين استنباطها من
هذه القصة ومن غيرها من الوقائع الثابتة تاريخيا
فالحاصل
اصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين
والله أني اخاف عليكم وقلبي معكم فكونوا عقلانيين وكونوا أخوة متحابين
بسم الله الرحمن الرحيم
"لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "صدق الله العظيم