<رد سؤال يطرح نفسه لمن يتشكك في صدق الوضع الراهن فمصر ومن خلال نتاج الحراك السياسى القائم الآن. وقد يسأل البعض فيما يمكن أن يكون صدق مبارك.. أولا دعونا نتحدث بحيادية بعد الأسابيع التي مرت على مصر بعد أحداث الثورة المباركة . كيف يفكر الآن الشعب المصري وكيف يفكر النخبة . انقسم الشارع إلى عدة تيارات وحركات وتكتلات في الكثير من المدن وخصوصا القاهرة والتي تعد عاصمة للثورة ليس بحكم أنها عاصمة مصر فقط ولكن بحكم شهرة ميدان التحرير وقوته المؤثرة في الأحداث.متناسيين أو متجاهلين القاعدة العريضة من الشعب والقاطنة في أرياف وصعيد مصر . متخذين من الأندية والأماكن العامة والنقابات والفضائيات مركزا رسميا للتحدث باسم الثورة تارة وباسم مصر تارة أخرى . رافعين شعار الديمقراطية والمساواة عندما يعلنوا عن برامجهم الحزبية أو مزاعمهم التحررية . مستخدمين عصا الدكتاتورية والترهيب في حال معارضة فكرهم أو مناقشة وجهات نظرهم أو رفض الطرح أصلا. زاعمين بان ليس لحق أي فرد أن يناقش أو يحاور أي فكر يدعون انه نابع من الثورة.أحزاب تشابهت برامجها كما تشابهن الأقنعة التي ارتادوها ليخفوا تاريخهم الطويل في مؤازرة النظام والانتفاع من سياساته السابقة والتي أغنت الغنى وذادت ثرائه وأفقرت الفقير وزادت جوعه ومرضه.تكتلت كتل هي في الأصل كانت مجتمعه على الباطل وجلست على طاولة يدعون أنها مستديرة ولكن أبعاد الدائرة لا نعلم محيطها هل هو شمل كل الفئات أم هي دائرة مغلقة على أصحاب المصالح والذين قرروا أن يبنوا مجدهم على أجساد وجثث الشهداء والفقراء والثوار الثوار الذين لم نعلم لهم حتى الآن تنظيما أو قيادة تجمعهم إلا أنهم اجتمعوا على الحق ورضوا بنجاح ثورتهم بديلا عن المشاركة الفاعلة مع تكتلات لهم رائحة قديمة ولون معروف بدكانته.انقسم الشارع المصري إلى قسمين أساسيين كما تعودوا على هذه القسمة في المباريات والصراعات (لاعب ومتفرج) انقسموا إلى مشارك ومتفرج فالمشاركون نوع واحد . متطابقون في البرامج والأهداف مستخدمين شعارات الديمقراطية والحرية والعدالة والتنمية. وكل هذه الشعارات لا نعلم لها آلية للتطبيق والمشاهدون منقسمون إلى متربص وآخر مستسلم . إما متربص بمفاجأة قد تحقق أحلامه أو متربص بخيانة اعد لها ميدان التحرير حلا سريعا للنجاة منها . إما المستسلم فهو الورقة الرابحة والتي يلعب عليها كل التكتلات السياسية والتي يستخدمونها في الصناديق إما باسم الدين أو باسم العدالة والنجاة من الواقع المرير. مستغلين عدم قدرة هؤلاء الأغلبية الساحقة من المشاركة الفاعلة إما لقلة حيلتهم أو لفقرهم المضجع والذي قد يصل إلى عدم قدرتهم على شراء أي مادة إعلامية لمعرفة الواقع السياسي أو لعدم قدرتهم على القراءة أصلا .. وهنا يكون السؤال والذي بدأت به عنوان مقالتي .. هل صدق مبارك؟؟ ودعوني اذكر لكم مشهدان الأول حديث السيد عمر سليمان نائب مبارك والذي قال للإدارة الأمريكية أن الشعب المصري غير معد وغير جاهز للديمقراطية . وهذه الجملة والتي أججت مشاعر الكثير واستخدمتها وسائل الإعلام لتدل على ديكتاتورية النظام .. والمشهد الثاني كان قبل التصويت المرعب على تعديلات وترقيع الدستور وكان هناك تجمع للنخبة في القاهرة بأحد الفنادق الكبرى لمناقشة هذه التعديلات والتصويت عليها وعندها قام مؤسس احد الأحزاب وأعلن نعم للتعديلات فهاجمه الجميع من كتاب وصحفيين مدعين أن نعم تأتى بالإخوان وبكثير من التوجهات السياسية والتي لم تكن مصر مستعدة لهى ناهيك عن اتهام الرجل بالخيانة .. ونعود إلى السؤال . إذا كانت قد أجمعت كل الكتل والنخب والأنظمة السابقة والحالية على عدم قدرة الشعب المصري وهنا اقصد الأغلبية الساحقة عن عدم قدرتهم على ممارسة وفهم الديمقراطية مستنتجا من نتائج صناديق الانتخابات كيف لعب الهاجس الديني والحركات المتشددة دورا في حصد غزوة الانتخابات كما أطلق عليها احدهم وطالما أن النخبة أيضا لا تستطيع ممارسة الديمقراطية في التعامل مع بعضهم البعض وفى جل مجالسهم لم يحققوا ولو مكسبا ديمقراطيا واحدا فلماذا إذن اللعب بأوراق الديمقراطية في ملعب خالي من الجمهور وخالي من اللاعبين ونعود لسؤالنا هل صدق مبارك؟؟؟
[
[