الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
مع انتظارنا وترقُّبنا جميعاً لقدوم شهر رمضان، وتحفزنا إلى لقاءه؛ أردنا أن يكون حديثنا حول مسألة من المسائل الشرعية المهمة في هذا الشهر؛ وهي مما شرعه نبيُّ الهُدَى والرَّحمةِ محمَّد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - لأُمَّته في شهر رمضان المباركِ؛ إنها صلاة التراويح، ولنا معها وقفات:
الوقفة الأولى: مع الأئمة:
إيجابيات أئمة المساجد يصعب حصرها، ولكن ثمة عدة مخالفات نلحظها على بعض الأئمة - وفقنا الله وإياهم لهداه -، ومن ذلك:
1- السرعة في القراءة والصلاة، والإخلال بشيء من الركوع والسجود، والطمأنينة والخشوع.
2- الاعتداء في الدعاء، والإطالة فيه إطالة مملة، بل والتكلف فيه تكلفاً مبالغاً فيه.
3- المشقة على الناس وذلك بتطويل القراءة إطالة مملة.
الوقفة الثانية: مع الناس عموماً:
وللناس مع التراويح والقيام مخالفات، ولنا عليهم ملاحظات وتنبيهات، فمن ذلك:
1- الإكثار والمبالغة في تتبع المساجد، والتنقل طلباً للصوت فقط، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: ((ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه، ولا يتبع المساجد))1، ونهى السلف عن ذلك لما فيه من هجر بعض المساجد، ولأن في ذلك سبب للتأخر عن تكبيرة الإحرام، وما قد يحصل من عشق الأصوات وغيره، ولكن لا حرج في أن يلتزم المصلي بمسجد ولو كان غير مسجده، وأن يستمر معه إلى نهاية رمضان إن وجد ذلك؛ فهذا أدعى لحصول الخشوع وتدبر القراءة.
2- الصراخ والعويل عند البكاء، أو رفع الصوت، والتكلف في البكاء تكلفاً مزعجاً، وليس هذا من هدي السلف - رضي الله عنهم -، بل كان قدوتنا - صلى الله عليه وسلم - إذا بكى سُمِعَ له أزيز كأزيز المرجل فحسب، والتكلف منهي عنه، وهو مدعاة للرياء، وفيه إزعاج للمصلين إلّا من غلبه ذلك فهو معذور، ولكن عليه مجاهدة نفسه، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
3- التأثر من كلام البشر، وعدم التأثر من كلام رب البشر، فتجد منهم من يجهش بالبكاء من الدعاء فقط، وأمّا عند تلاوة القرآن فلا، والله - تعالى - يقول: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}2.
4- البعض ينتظر فلا يدخل الصلاة حتى يركع الإمام، وهو في ذلك منشغل بالكلام مع من حوله؛ فإذا ركع الإمام دخل معه في الصلاة، ويكثر هذا الفعل في المسجد الحرم، وهذا العمل فيه ترك لمتابعة الإمام، وتفويت تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة؛ فلا يليق بك أيها الأخ المسلم فعله؛ ولا بأس أن تصلي قاعداً إن تعبت؛ أو أن تريح نفسك قليلاً؛ لكن لا يكن ذلك ديدن لك.
5- ينشغل كثير من المأمومين بالنظر إلى المصحف وهو في الصلاة حال قراءة الإمام، وفي هذا العمل عدة مساوئ منها: كثرة الحركة باليدين وبالبصر، ومنها ترك سنة القبض، ووضع اليدين على الصدر، ومنها ترك النظر إلى موضع السجود .. إلخ.
6- يكتفي البعض بأربع أو ست ركعات مع الإمام ثم ينصرف إلى دنياه، وفي هذا فوات لأجر عظيم قال عنه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة))3.
7- الإكثار من الأكل عند الإفطار فيأتي المصلي وهو متخم بالطعام، فلا يستطيع إكمال صلاته، أو تجده يضايق المصلين بالجشاء.
الوقفة الثالثة: مع النّساء:
لا ننسى هنا أن نذكِّر أخواتنا ببعض الأمور، وأن نحذرهن من بعض المخالفات التي تقع فيها بعضهن؛ فمن ذلك:
1- حضور بعضهن إلى المسجد وهن متبخرات متعطرات، وفي هذا مخالفة صريحة لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي ****))4.
2- عدم التستر الكامل، مع إظهار شيء من الجسم، والواجب عليهن ستر جميع الجسد، وأن لا يكون الحجاب شفافاً ولا ضيقاً، بل واسعاً ساتراً فضفاضاً، وأن لا يظهر شيئاً من الزينة، وليس هذا كبتاً وحبساً لهن؛ وإنما احتراماً وحماية وصيانة لهن عن أعين الذئاب.
3- حضور بعضهن إلى المسجد مع السائق الأجنبي بمفردها؛ فترتكب بذلك مخالفة شرعية من أجل الحصول على أمر مباح أو مستحب لها، وهذا خطأ.
4- ترك بعض النساء لأولادهن عند المعاصي من مشاهدة الأفلام، وسماع أغاني ونحوها، أو مصاحبة الفساق، والله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}5، فبقاؤها في هذه الحالة في بيتها أوجب للمحافظة عليهم.
5- إحضار الأطفال المزعجين إلى المسجد، وإشغال المصلين بذلك، والتشويش عليهم.
6- الاشتغال بعد الصلاة بالقيل والقال، والكلام في النّاس، وارتفاع الأصوات بذلك حتى يسمعهن الرجال بدلاً من قول: "سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح" (ثلاثاً)، وعموم الذكر والاستغفار.
والسنة أن ينصرفن مباشرة بعد فراغ الإمام، ولا يتأخرن إلّا لعذر، وأما الرجال فيبقون قليلاً حتى ينصرفن، أو ينتظرن قليلاً حتى يخرج الرجال، فلا يكون الخروج في وقت واحد مع الرجال، وبخاصة إذا كانت الأبواب متقاربة فيحصل الزحام والاختلاط على الأبواب.
8- عدم التراص في الصفوف، ووجود الفرجات، والخلل فيها.
هذه بعض الملاحظات التي أحببنا أن ننبه عليها، وأن نحذر منها، نسأل الله أن ينفعنا بهذه الوقفات، وأن يرزقنا الإخلاص والسداد والقبول في القول والعمل.
مع انتظارنا وترقُّبنا جميعاً لقدوم شهر رمضان، وتحفزنا إلى لقاءه؛ أردنا أن يكون حديثنا حول مسألة من المسائل الشرعية المهمة في هذا الشهر؛ وهي مما شرعه نبيُّ الهُدَى والرَّحمةِ محمَّد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - لأُمَّته في شهر رمضان المباركِ؛ إنها صلاة التراويح، ولنا معها وقفات:
الوقفة الأولى: مع الأئمة:
إيجابيات أئمة المساجد يصعب حصرها، ولكن ثمة عدة مخالفات نلحظها على بعض الأئمة - وفقنا الله وإياهم لهداه -، ومن ذلك:
1- السرعة في القراءة والصلاة، والإخلال بشيء من الركوع والسجود، والطمأنينة والخشوع.
2- الاعتداء في الدعاء، والإطالة فيه إطالة مملة، بل والتكلف فيه تكلفاً مبالغاً فيه.
3- المشقة على الناس وذلك بتطويل القراءة إطالة مملة.
الوقفة الثانية: مع الناس عموماً:
وللناس مع التراويح والقيام مخالفات، ولنا عليهم ملاحظات وتنبيهات، فمن ذلك:
1- الإكثار والمبالغة في تتبع المساجد، والتنقل طلباً للصوت فقط، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: ((ليصل أحدكم في المسجد الذي يليه، ولا يتبع المساجد))1، ونهى السلف عن ذلك لما فيه من هجر بعض المساجد، ولأن في ذلك سبب للتأخر عن تكبيرة الإحرام، وما قد يحصل من عشق الأصوات وغيره، ولكن لا حرج في أن يلتزم المصلي بمسجد ولو كان غير مسجده، وأن يستمر معه إلى نهاية رمضان إن وجد ذلك؛ فهذا أدعى لحصول الخشوع وتدبر القراءة.
2- الصراخ والعويل عند البكاء، أو رفع الصوت، والتكلف في البكاء تكلفاً مزعجاً، وليس هذا من هدي السلف - رضي الله عنهم -، بل كان قدوتنا - صلى الله عليه وسلم - إذا بكى سُمِعَ له أزيز كأزيز المرجل فحسب، والتكلف منهي عنه، وهو مدعاة للرياء، وفيه إزعاج للمصلين إلّا من غلبه ذلك فهو معذور، ولكن عليه مجاهدة نفسه، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
3- التأثر من كلام البشر، وعدم التأثر من كلام رب البشر، فتجد منهم من يجهش بالبكاء من الدعاء فقط، وأمّا عند تلاوة القرآن فلا، والله - تعالى - يقول: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}2.
4- البعض ينتظر فلا يدخل الصلاة حتى يركع الإمام، وهو في ذلك منشغل بالكلام مع من حوله؛ فإذا ركع الإمام دخل معه في الصلاة، ويكثر هذا الفعل في المسجد الحرم، وهذا العمل فيه ترك لمتابعة الإمام، وتفويت تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة؛ فلا يليق بك أيها الأخ المسلم فعله؛ ولا بأس أن تصلي قاعداً إن تعبت؛ أو أن تريح نفسك قليلاً؛ لكن لا يكن ذلك ديدن لك.
5- ينشغل كثير من المأمومين بالنظر إلى المصحف وهو في الصلاة حال قراءة الإمام، وفي هذا العمل عدة مساوئ منها: كثرة الحركة باليدين وبالبصر، ومنها ترك سنة القبض، ووضع اليدين على الصدر، ومنها ترك النظر إلى موضع السجود .. إلخ.
6- يكتفي البعض بأربع أو ست ركعات مع الإمام ثم ينصرف إلى دنياه، وفي هذا فوات لأجر عظيم قال عنه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة))3.
7- الإكثار من الأكل عند الإفطار فيأتي المصلي وهو متخم بالطعام، فلا يستطيع إكمال صلاته، أو تجده يضايق المصلين بالجشاء.
الوقفة الثالثة: مع النّساء:
لا ننسى هنا أن نذكِّر أخواتنا ببعض الأمور، وأن نحذرهن من بعض المخالفات التي تقع فيها بعضهن؛ فمن ذلك:
1- حضور بعضهن إلى المسجد وهن متبخرات متعطرات، وفي هذا مخالفة صريحة لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي ****))4.
2- عدم التستر الكامل، مع إظهار شيء من الجسم، والواجب عليهن ستر جميع الجسد، وأن لا يكون الحجاب شفافاً ولا ضيقاً، بل واسعاً ساتراً فضفاضاً، وأن لا يظهر شيئاً من الزينة، وليس هذا كبتاً وحبساً لهن؛ وإنما احتراماً وحماية وصيانة لهن عن أعين الذئاب.
3- حضور بعضهن إلى المسجد مع السائق الأجنبي بمفردها؛ فترتكب بذلك مخالفة شرعية من أجل الحصول على أمر مباح أو مستحب لها، وهذا خطأ.
4- ترك بعض النساء لأولادهن عند المعاصي من مشاهدة الأفلام، وسماع أغاني ونحوها، أو مصاحبة الفساق، والله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}5، فبقاؤها في هذه الحالة في بيتها أوجب للمحافظة عليهم.
5- إحضار الأطفال المزعجين إلى المسجد، وإشغال المصلين بذلك، والتشويش عليهم.
6- الاشتغال بعد الصلاة بالقيل والقال، والكلام في النّاس، وارتفاع الأصوات بذلك حتى يسمعهن الرجال بدلاً من قول: "سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح" (ثلاثاً)، وعموم الذكر والاستغفار.
والسنة أن ينصرفن مباشرة بعد فراغ الإمام، ولا يتأخرن إلّا لعذر، وأما الرجال فيبقون قليلاً حتى ينصرفن، أو ينتظرن قليلاً حتى يخرج الرجال، فلا يكون الخروج في وقت واحد مع الرجال، وبخاصة إذا كانت الأبواب متقاربة فيحصل الزحام والاختلاط على الأبواب.
8- عدم التراص في الصفوف، ووجود الفرجات، والخلل فيها.
هذه بعض الملاحظات التي أحببنا أن ننبه عليها، وأن نحذر منها، نسأل الله أن ينفعنا بهذه الوقفات، وأن يرزقنا الإخلاص والسداد والقبول في القول والعمل.