منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
 الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Support


3 مشترك

    الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 10:40 pm



    بعض من نص على أنهم في الجنةغير من ذكر

    ==================

    1- 2 - جعفر بن أبي طالب ، وحمزة بن عبد المطلب :

    من الذين أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنهم في الجنة جعفر وحمزة ، ففي سنن الترمذي ، ومسند أبي يعلى ، ومستدرك الحاكم وغيرهم عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير في الجنة بجناحين ". (1)

    وروى الطبراني، وابن عدي، والحاكم عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " دخلت الجنة البارحة، فنظرت فيها، فإذا جعفر يطير مع الملائكة، وإذا حمزة متكئ على سرير ". وإسناده صحيح. (2)

    وقد صح أن الرسول قال : " سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب " . (3)

    3- عبد الله بن سلام :

    روى أحمد والطبراني والحاكم بإسناد صحيح عن معاذ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة ". (4)

    4- زيد بن حارثة :

    روى الروياني والضياء عن بريدة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " دخلت الجنة، فاستقبلتني جارية شابة، فقلت: لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة ". (5)

    5- زيد بن عمرو بن نفيل :

    روى ابن عساكر بإسناد حسن عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " دخلت الجنة، فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل درجتين ". (6)

    وزيد هذا كان يدعو إلى التوحيد في الجاهلية، وكان على الحنيفية ملة إبراهيم .

    6- حارثة بن النعمان :

    وروى الترمذي والحاكم عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " دخلت الجنة، فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا ؟ قالوا: حارثة بن النعمان، كذلكم البر، كذلكم البر ". (7)

    7- بلال بن رباح :

    روى الطبراني وابن عدي بإسناد صحيح عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " دخلت الجنة، فسمعت خَشفة بين يدي، قلت: ما هذه الخشفة ؟ فقيل : هذا بلال يمشي أمامك ". (8)

    وفي المسند بإسناد صحيح عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " دخلت الجنة ليلة أسري بي، فسمعت من جانبها وجساً، فقلت: يا جبريل ما هذا ؟ قال: بلال المؤذن ". (9)

    8 – أبو الدحداح :

    روى مسلم في صحيحه وأبو داود والترمذي وأحمد عن جابر بن سمرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " كم من عذق معلق لأبي الدحداح في الجنة ". (10)

    وأبو الدحداح هذا هو الذي تصدق ببستانه : بيرحاء ، أفضل بساتين المدينة عندما سمع الله يقول: ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون ) [البقرة: 245].

    9- ورقة بن نوفل :

    روى الحاكم بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تسبوا ورقة بن نوفل، فإني قد رأيت له جنة أو جنتين ". (11)

    وورقة آمن بالرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما جاءته خديجة بالرسول - صلى الله عليه وسلم - في أول مرة ، وتمنى على الله أن يدرك ظهور أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - لينصره .

    --------------------------------
    (1) قال الشيخ ناصر في سلسلة الأحاديث الصحيحة (3/226)، حديث رقم : 1226: (حديث صحيح جاء من طرق عن أبي هريرة، وابن عباس، وعلي بن أبي طالب، وأبي عامر والبراء) وقد ساق طرقه .

    (2) صحيح الجامع : (3/140)، ورقمه : 3358.

    (3) صحيح الجامع: (3/129)، ورقمه : 3569 .

    (4) صحيح الجامع الصغير: (4/25) ورقمه : 3870.

    (5) صحيح الجامع (3/141)، ورقمه : 3361 .

    (6) صحيح الجامع الصغير: (3/141)، ورقمه : 3362 .

    (7) صحيح الجامع الصغير: (3/141)، ورقمه: 3366 .

    (8) صحيح الجامع الصغير : (3/141)، ورقمه : 3364 .

    (9) صحيح الجامع الصغير (3/141)، ورقمه : 3367 .

    (10) صحيح الجامع الصغير : (4/185)، ورقمه : 4450 .

    (11) صحيح الجامع الصغير : (6/153)، ورقمه : 7197 .
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 10:44 pm



    الجنة ليست ثمناً للعمل
    ..............
    ............................

    الجنة شيء عظيم
    لا يمكن أن يناله المرء بأعماله التي عملها، وإنما تنال برحمة الله وفضله، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لن يدخل أحد منكم عمله الجنة " قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة ". (1)
    وقد يشكل على هذا النصوص التي تشعر بأن الجنة ثمن للعمل ، كقوله تعالى : ( فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) [السجدة : 17]، وقوله: ( تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ) [الأعراف : 43].
    ولا تعارض بين الآيات وما دل عليه الحديث ، فإن الآيات تدل على أن الأعمال سبب لدخول الجنة، وليست ثمناً لها. والحديث نفى أن تكون الأعمال ثمناً للجنة. وقد ضل في هذا فرقتان: الجبرية التي استدلت بالحديث على أن الجزاء غير مرتب على الأعمال، لأنه لا صنع للعبد في عمله، والقدرية استدلوا بالآيات، وقالوا: إنها تدل على أن الجنة ثمن للعمل، وأن العبد مستحق دخول الجنة على ربه بعمله.
    يقول شارح الطحاوية في هذه المسالة :
    "وأما ترتب الجزاء على الأعمال، فقد ضل فيه الجبرية والقدرية، وهدى الله أهل السنة، وله الحمد والمنة، فإن الباء التي في النفي غير الباء التي في الإثبات. فالمنفى في قوله - صلى الله عليه وسلم - : " لن يدخل الجنة أحد بعمله " – باء العوض، وهو أن يكون العمل كالثمن لدخول الرجل إلى الجنة، كما زعمت المعتزلة أن العامل مستحق دخول الجنة على ربه بعمله، بل ذلك برحمه الله وفضله. والباء التي في قوله: ( جزاء بما كانوا يعملون ) [السجدة: 17] وغيرها باء السبب، أي بسبب عملكم، والله تعالى هو خلق الأسباب والمسببات، فرجع الكل إلى محض فضل الله ورحمته". (2)
    --------------------------------
    (1) صحيح مسلم : (4/2170) ورقم الحديث : 2816 .
    (2) شرح الطحاوية: 495 .

    عمرو محمد فتحي يوسف موسي
    عمرو محمد فتحي يوسف موسي
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 234
    العمر : 30
    تاريخ التسجيل : 29/05/2010
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-10

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف عمرو محمد فتحي يوسف موسي 30/7/2010, 10:46 pm

    جعلك الله وجعلنا من اهل الجنة ان شاء الله والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منا ومنهن والاموات وجعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله


    ابن القرية من دبي عمرو محمد فتحي ابوفت
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 10:49 pm




    صفة أهل الجنة ونعيمهم فيها

    0000000000000000


    يدخل أهل الجنة الجنة على أكمل صورة وأجملها، على صورة أبيهم آدم عليه السلام، فلا أكمل ولا أتم من تلك الصورة والخلقة التي خلق الله عليها أبا البشر آدم، فقد خلقه الله تعالى بيده فأتم خلقه، وأحسن تصويره، وكل من يدخل الجنة على صورة آدم وخلقته، وقد خلقه الله طوالاً كالنخلة السحوق، طوله في السماء ستون ذراعاً، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال : " خلق الله عز وجل آدم على صورته ، طوله ستون ذراعاً .. فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، وطوله ستون ذراعاً، فلم يزل الخلق ينقص بعده ". (1)

    وإذا كان خلقهم الظاهري متفق، فكذلك خلقهم في باطنهم واحد، نفوسهم صافية، وأرواحهم طاهرة زكية، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة في الحديث الذي يصف فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - دخول أهل الجنة ومنهم الزمرة الذين يدخلون الجنة نورهم كالبدر قال: " أخلاقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء ". (2)

    ومن جمال صورتهم أنهم يكونون جرداً مرداً كأنهم مكحلون، وكلهم يدخل الجنة في عمر القوة والفتوة والشباب أبناء ثلاث وثلاثين، ففي مسند أحمد وسنن الترمذي عن معاذ بن جبل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " يدخل أهل الجنة جرداً مرداً، كأنهم مكحلون، أبناء ثلاث وثلاثين ". (3)

    وأهل الجنة – كما جاء في حديث أبي هريرة في الصحيحين – " لا يبصقون، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون ". (4)

    وأهل الجنة لا ينامون، فقد جاء في حديث جابر بن عبد الله، وعبد الله ابن أبي أوفى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "النوم أخو الموت، ولا ينام أهل الجنة". (5)

    --------------------------------
    (1) صحيح مسلم، كتاب الجنة ، باب يدخل الجنة أقواما أفئدتهم مثل أفئدة الطير، (4/2183)، ورقمه : 2841 .

    (2) صحيح مسلم ، كتاب الجنة، باب أول زمرة يدخلون الجنة، (4/2179) ورقم الحديث: 2834 .

    (3) صحيح الجامع : (6/337)، ورقمه: 7928، وقال الشيخ ناصر فيه: صحيح.

    (4) هذا جزء من حديث طويل سقناه بكامله في ( دخول الجنة ) .

    (5) أورد الشيخ ناصر الدين الألباني هذا الحديث في "سلسلة الأحاديث الصحيحة": (3/74) ورقمه: 1087، وقد ذكر هناك أنه أخرجه كثير من كتب الحديث منها الكامل لابن عدي، والحلية لأبي نعيم، تاريخ أصبان له، وقد جمع الشيخ ناصر طرق الحديث، وختم الكلام على الحديث قائلاً: "وبالجملة فالحديث صحيح من بعض طرقه عن جابر".
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 10:52 pm



    نعيم أهل الجنة

    فضل نعيم الجنة على متاع الدنيا

    -----------------------------------------------------
    =======================================
    متاع الدنيا واقع مشهود، ونعيم الجنة غيب موعود، والناس يتأثرون بما يرون ويشاهدون، ويثقل على قلوبهم ترك ما بين أيديهم إلى شيء ينالونه في الزمن الآتي، فكيف إذا كان الموعود ينال بعد الموت؟ من أجل ذلك قارن الحق تبارك وتعالى بين متاع الدنيا ونعيم الجنة، وبين أن نعيم الجنة خير من الدنيا وأفضل، وأطال في ذم الدنيا وبيان فضل الآخرة، وما ذلك إلا ليجتهد العباد في طلب الآخرة ونيل نعيمها.

    وتجد ذم الدنيا ومدح نعيم الآخرة، وتفضيل ما عند الله على متاع الدنيا القريب العاجل في مواضع كثيرة، كقوله تعالى: ( لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وما عند الله خيرٌ للأبرار ) [ آل عمران : 198]، وقوله : (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزوجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خيرٌ وأبقى ) [ طه : 131].

    وقال في موضع ثالث : ( زين للناس حب الشهوات من النساء والنساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب * قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزوج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد ) [ آل عمران : 14-15].

    ولو ذهبنا نبحث في سر أفضلية نعيم الآخرة على متاع الدنيا لوجدناه من وجوه متعددة :

    أولاً : متاع الدنيا قليل ، قال تعالى : ( قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ) [ النساء : 77].

    وقد صور لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - قلة متاع الدنيا بالنسبة إلى نعيم الآخرة بمثال ضربه فقال: " والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه – وأشار بالسبابة – في اليم، فلينظر بم ترجع "(1). ما الذي تأخذه الإصبع إذا غمست في البحر الخضم ، إنها لا تأخذ منه قطرة. هذا هو نسبة الدنيا إلى الآخرة .

    ولما كان متاع الدنيا قليلاً ، فقد عاتب الله المؤثرين لمتاع الدنيا على نعيم الآخرة ( يا أيها الذين ءامنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) [ التوبة : 38].

    الثاني : هو أفضل من حيث النوع ، فثياب أهل الجنة وطعامهم وشرابهم وحليهم وقصورهم – أفضل مما في الدنيا، بل لا وجه للمقارنة، فإن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ففي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها "(2). وفي الحديث الآخر الذي يرويه البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ولقاب قوس أحدكم من الجنة خير مما طلعت عليه الشمس " (3) . وقارن نساء أهل الجنة بنساء الدنيا لتعلم فضل ما في الجنة على ما في الدنيا ، ففي صحيح البخاري عن أنس ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت على الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " (4) .

    الثالث : الجنة خالية من شوائب الدنيا وكدرها ، فطعام أهل الدنيا وشرابهم يلزم منه الغائط والبول ، والروائح الكريهة ، وإذا شرب المرء خمر الدنيا فقد عقله، ونساء الدنيا يحضن ويلدن، والمحيض أذى، والجنة خالية من ذلك كله، فأهلها لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يبصقون ولا يتفلون، وخمر الجنة كما وصفها خالقها ( بيضاء لذة للشاربين * لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون ) [ الصافات : 46-47] وماء الجنة لا يأسن، ولبنها لا يتغير طعمه ( أنهار من ماء غير ءاسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ) [ محمد: 15]، ونساء أهل الجنة مطهرات من الحيض والنفاس وكل قاذورات نساء الدنيا، كما قال تعالى: ( ولهم فيها أزوج مطهرة ) [ البقرة : 25].

    وقلوب أهل الجنة صافيه ، وأقوالهم طيبة، وأعمالهم صالحة، فلا تسمع في الجنة كلمة نابية تكدر الخاطر، وتعكر المزاج، وتستثير الأعصاب، فالجنة خالية من باطل الأقوال والأعمال، ( لا لغو فيها ولا تأثيم ) [ الطور: 23]، ولا يطرق المسامع إلا الكلمة الصادقة الطيبة السالمة من عيوب كلام أهل الدنيا ( لا يسمعون فيها لغواً ولا كذابا &nbsp [ النبأ : 35]، ( لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاما ) [مريم : 62]، ( لا تسمع فيها لاغية &nbsp [الغاشية : 11]، إنها دار الطهر والنقاء والصفاء الخالية من الأوشاب والأكدار، إنها دار السلام والتسليم ( لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً * إلا قيلاً سلاماً سلاما ) [ الواقعة : 25-26].

    ولذلك فإن أهل الجنة إذا خلصوا من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار ، ثم يهذبون وينقون بأن يقتص لبعضهم من بعض، فيدخلون الجنة وقد صفت منهم القلوب ، وزال ما في نفوسهم من تباغض وحسد ونحو ذلك مما كان في الدنيا، وفي الصحيحين في صفة أهل الجنة عند دخول الجنة " لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشياً " (5). وصدق الله إذ يقول: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين ) [ الحجر : 47 ].

    والغل : الحقد ، وقد نقل عن ابن عباس وعلي بن أبي طالب أن أهل الجنة عندما يدخلون الجنة يشربون من عين فيذهب الله ما في قلوبهم من غل ، ويشربون من عين أخرى فتشرق ألوانهم وتصفو وجوههم. ولعلهم استفادوا هذا من قوله تعالى: ( وسقاهم ربهم شراباً طهورا ) [ الإنسان: 21]. (6)

    الرابع : نعيم الدنيا زائل ، ونعيم الآخرة باق دائم ، ولذلك سمى الحق تبارك وتعالى ما زين للناس من زهرة الدنيا متاعاً، لأنه يتمتع به ثم يزول ، أما نعيم الآخرة فهو باق، ليس له نفاد ، ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ) [النحل : 96] ، ( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) [ ص : 54]، ( أكلها دائم وظلها ) [ الرعد : 35]، وقد ضرب الله الأمثال لسرعة زوال الدنيا وانقضائها ( واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا * المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ أملا ) [الكهف : 45 – 46]. فقد ضرب الله مثلاً لسرعة زوال الدنيا وانقضائها بالماء النازل من السماء الذي يخالط نبات الأرض فيخضر ويزهر ويثمر، وما هي إلا فترة وجيزة حتى تزول بهجته، فيذوى ويصفر، ثم تعصف به الرياح في كل مكان، وكذلك زينة الدنيا من الشباب والمال والأبناء الحرث والزرع ... كلها تتلاشى وتنقضي، فالشباب يذوى ويذهب ، والصحة والعافية تبدل هرماً ومرضاً ، والأموال والأولاد قد يذهبون ، وقد ينتزع الإنسان من أهله وماله ، أما الآخرة فلا رحيل ، ولا فناء ، ولا زوال ( ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين * جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار ) [ النحل : 30-31].

    الخامس : العمل لمتاع الدنيا ونسيان الآخرة يعقبه الحسرة والندامة ودخول النيران، ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) [آل عمران : 185].

    --------------------------------
    (1) صحيح مسلم : (4/2193). ورقم الحديث : 2858 .

    (2) مشكاة المصابيح : (3/85) ورقم الحديث : 5613 .

    (3) مشكاة المصابيح : (3/85). ورقم الحديث : 5615 والقدر: الموضع والمقدار .

    (4) مشكاة المصابيح : (3/85). ورقم الحديث : 5614 والنصيف: الخمار .

    (5) رواه البخاري عن أبي هريرة، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة ، فتح الباري: (6/318) .

    (6) التذكرة ، للقرطبي : ص 499 .
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 10:57 pm



    طعام أهل الجنة وشرابهم

    -==-=-=-=-=-=--=-==--=-=

    سبق أن تحدثنا عن أشجار الجنة وثمارها، وقطوفها الدانية المذللة تذليلاً، واختيار أهل الجنة من ثمارها ما يريدون ويشتهون، وفي الجنة ما تشتهيه الأنفس من المآكل والمشارب ، ( وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون ) [ الوقعة : 20 – 21]، ( وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ) [ الزخرف : 71]، وقد أباح الله لهم أن يتناولوا من خيراتها وألوان طعامها وشرابها ما يشتهون ( كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية &nbsp [الحاقة: 24].

    وذكرنا أيضاً فيما سبق أن في الجنة بحر الماء ، وبحر الخمر ، وبحر اللبن ، وبحر العسل ، وأن أنهار الجنة تنشق من هذه البحار. وفي الجنة عيون كثيرة ، وأهل الجنة يشربون من تلك البحار والأنهار والعيون .

    قال تعالى: ( إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً * عيناً بشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا ) [ الإنسان : 5 – 6].

    وقال : ( ويسقون فيها كأساً كان من مزاجها زنجبيلاً * عيناً فيها تسمى سلسبيلا ) [الإنسان : 17-18] ، وقال : ( ومزاجه من تسنيم * عيناً يشرب بها المقربون ) [المطففين: 27-28].

    المطلب الأول

    خمر أهل الجنة

    من الشراب الذي يتفضل الله على أهل الجنة الخمر، وخمر الجنة خالي من العيوب والآفات التي تتصف بها خمر الدنيا ، فخمر الدنيا تذهب العقول ، وتصدع الرؤوس ، وتوجع البطون ، وتمرض الأبدان ، وتجلب الأسقام ، وقد تكون معيبة في صنعها أو لونها أو غير ذلك ، أما خمر الجنة فإنها خالية من ذلك كله ، جميلة صافية رائقة ، ( يطاف عليهم بكأس من معين * بيضاء لذة للشاربين * لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون ) [ الصافات : 45-47].

    لقد وصف الله جمال لونها ( بيضاء ) ثم بين أنها تلذ شاربها من غير اغتيال لعقله، كما قال: ( وأنهار من خمر لذة للشاربين ) [محمد:18] ، ثم إن شاربها لا يمل من شربها ( ولا هم عنها ينزفون ) [ الصافات : 47] ، وقال في موضع آخر يصف خمر الجنة: (يطوف عليهم ولدن مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين * لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) [ الواقعة : 17-19].

    قال ابن كثير في تفسير هذه الآيات : " لا تصدع رؤوسهم ، ولا تنزف عقولهم ، بل هي ثابتة مع الشدة المطربة واللذة الحاصلة ، وروى الضحاك عن ابن عباس أنه قال : في الخمر أربع خصال: السكر ، والصداع ، والقيء ، والبول ، فذكر الله خمر الجنة ، ونزهها عن هذه الخصال ". (1)

    وقال الحق في موضع ثالث : ( يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك &nbsp [ المطففين: 25-26]، والرحيق الخمر، ووصف هذا الخمر بوصفين : الأول أنه مختوم ، أي موضوع عليه خاتم . الأمر الثاني : أنهم إذا شربوه وجدوا في ختام شربهم له رائحة المسك.

    المطلب الثاني

    أول طعام أهل الجنة

    أول طعام يُتحِف الله به أهل الجنة زيادة كبد الحوت ، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة ، يتكفؤها الجبار بيده ، كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة " فأتى رجل من اليهود ، فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة ؟ قال: " بلى " قال: تكون الأرض خبزة واحدة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلينا، ثم ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: " ألا أخبرك بإدامهم ؟ بالام والنون. قالوا: وما هذا ؟ قال : ثور ونون، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفاً ". (2)

    قال النووي في شرح الحديث ما ملخصه: " النزل: ما يعد للضيف عند نزوله، ويتكفأها بيده ، أي: يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي ، لأنها ليست منبسطة كالرقاقة ونحوها، ومعنى الحديث: أن الله تعالى يجعل الأرض كالرغيف العظيم، ويكون طعاماً ونزلاً لأهل الجنة ، والنون: الثور، والـ (بلام): لفظة عبرانية، معناها: ثور، وزائدة كبد الحوت: هي القطعة المنفردة المتعلقة في الكبد، وهي أطيبها ". (3)

    وفي صحيح البخاري أن عبد الله بن سلام سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أول قدومه المدينة أسئلة منها: " ما أول شيء يأكله أهل الجنة ؟ فقال: زيادة كبد الحوت ". (4)

    وفي صحيح مسلم عن ثوبان أن يهودياً سأل الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: " فما تحفتهم حين يدخلون الجنة ؟ " قال : زيادة كبد الحوت ". قال: " فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال : ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من أطرافها ". قال: " فما شرابهم عليه؟ " قال: " من عين تسمى سلسبيلا " قال: صدقت . (5)

    المطلب الثالث

    طعام أهل الجنة وشرابهم لا دنس معه

    قد يتبادر إلى الذهن أن الطعام والشراب في الجنة ينتج عنه ما ينتج عن طعام أهل الدنيا وشرابهم من البول والغائط والمخاط والبزاق ونحو ذلك، والأمر ليس كذلك ، فالجنة دار خالصة من الأذى ، وأهلها مطهرون من أوشاب أهل الدنيا، ففي الحديث الذي يرويه صاحبا الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال نافياً هذا الظن: " أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون فيها ". (6)

    وليس هذا خاص بأول زمرة تدخل الجنة، وإنما هو عام في كل من يدخل الجنة ، ففي رواية عند مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة، ثم هم بعد ذلك منازل ، لا يتغوطون، ولا يتبولون، ولا يبزقون ". (7)

    فالذي يتفاوت فيه أهل الجنة مما نص عليه في الحديث قوة نور كل منهم، أما خلوصهم من الأذى فإنهم يشتركون فيه جميعاً، فهم لا يتغوطون ولا يتبولون، ولا يتفلون، ولا يبزقون، ولا يمتخطون.

    وقد يقال: فأين تذهب فضلات الطعام والشراب، وقد وجه هذا السؤال إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - من قبل أصحابه ، فأفاد أن بقايا الطعام والشراب تتحول إلى رشح كرشح المسك يفيض من أجسادهم، كما يتحول بعض منه أيضاً إلى جشاء، ولكنه جشاء تنبعث منه روائح طيبة عبقة عطرة ، ففي صحيح مسلم عن جارب عبد الله ، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يقول : " إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون، ولا يتفلون، ولا يتبولون ، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون" ، قالوا: فما بال الطعام ؟ قال: جشاء كجشاء المسك ". (8)

    المطلب الرابع

    لماذا يأكل أهل الجنة ويشربون ويمتشطون ؟

    إذا كان أهل الجنة فيها خالدون، وكانت خالية من الآلام والأوجاع والأمراض، لا جوع فيها ولا عطش، ولا قاذورات ولا أوساخ، فلماذا يأكل أهل الجنة فيها ويشربون، ولماذا يتطيبون ويمتشطون ؟

    أجاب القرطبي في التذكرة عن هذا السؤال قائلاً : " نعيم أهل الجنة وكسوتهم ليس عن دفع ألم اعتراهم، فليس أكلهم عن جوع، ولا شربهم عن ظمأ، ولا تطيبهم عن نتن، وإنما هي لذات متوالية، ونعم متتابعة، ألا ترى قوله تعالى لآدم : ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى * وإنك لا تظمؤا فيها ولا تضحى ) [ طه : 118-119]. وحكمة ذلك أن الله تعالى عرفهم في الجنة بنوع ما كانوا يتنعمون به في الدنيا، وزادهم على ذلك ما لا يعلمه إلا الله عز وجل ". (9)

    المطلب الخامس

    آنية طعام أهل الجنة وشرابهم

    آنية طعام أهل الجنة ، التي يأكلون ويشربون بها من الذهب والفضة، قال تعالى: ( يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب ) [الزخرف: 71] ، أي وأكواب من ذهب ، وقال : ( ويطاف عليهم بئانية من فضة وأكواب كانت قواريرا * قواريرا من فضة قدروها تقديرا &nbsp [الإنسان: 15-16]، أي اجتمع فيها صفاء القوارير وبياض الفضة.

    وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة .. وجنتان من فضة ، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ". (10)

    ومن الآنية التي يشربون بها الأكواب والأباريق والكؤوس ( يطوف عليهم ولدن مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين ) [الواقعة : 17]، والكوب : ما لا أذن له ولا عروة ولا خرطوم ، والأباريق : ذوات الآذان والعرا ، والكأس القدح الذي فيه الشراب.

    --------------------------------
    (1) تفسير ابن كثير: 6/514 .

    (2) مشكاة المصابيح : (3/56) .

    (3) شرح النووي على مسلم: (17/136) .

    (4) النهاية لابن كثير : (2/270) .

    (5) النهاية لابن كثير : (2/270) .

    (6) رواه البخاري، كتاب بد الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، فتح الباري: (6/317)، ورواه مسلم في كتاب الجنة، باب أول زمرة تدخل الجنة، (4/2178)، حديث رقم : 2834 .

    (7) رواه مسلم، كتاب الجنة، باب أول زمرة تدخل الجنة ، (4/2188)، ورقم الحديث : 2834 .

    (8) رواه مسلم في صحيحه : (4/2180) ورقم الحديث : 2835 .

    (9) التذكرة للقرطبي: ص 475، وانظر فتح الباري : (6/325) .

    (10) أي : وللمؤمن جنتان .
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 11:00 pm



    لباس أهل الجنة وحليهم ومباخرهم
    ================
    \\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\


    أهل الجنة يلبسون فيها الفاخر من اللباس

    ويتزينون فيها بأنواع الحلي من الذهب والفضة واللؤلؤ ،
    فمن لباسهم الحرير، ومن حلاهم أساور الذهب والفضة واللؤلؤ :
    قال تعالى:
    ( وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا &nbsp
    [ الإنسان : 12]،


    ( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير )
    [ الحج : 23]،
    ( جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤاً ولباسهم فيها حرير )
    [فاطر: 33]،
    ( وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهورا )

    [الإنسان:21].

    وملابسهم ذات ألوان، ومن ألوان الثياب التي يلبسون الخضر من السندس والإستبرق
    ( يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس

    وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا )

    [ الكهف : 31]
    ( عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة &nbsp
    [ الإنسان: 21].

    ولباسهم أرقى من أي ثياب صنعها الإنسان ،
    فقد روى البخاري في صحيحه عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:
    " أتى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بثوب من حرير،

    فجعلوا يعجبون من حسنه ولينه ، فقال رسول الله

    - صلى الله عليه وسلم - :
    "لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أفضل من هذا ". (1)

    وقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم -
    أن لأهل الجنة أمشاطاً من الذهب والفضة، وأنهم يتبخرون بعود الطيب،
    مع أن روائح المسك تفوح من أبدانهم الزاكية،

    ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -
    في صفة الذين يدخلون الجنة:
    " آنيتهم الذهب والفضة،
    وأمشاطهم الذهب، ووقود مجامرهم الألوّة – قال أبو اليمان: عود الطيب
    – ورشحهم المسك ". (2)

    ومن حليهم التيجان ، ففي سنن الترمذي
    ابن ماجة عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله

    - صلى الله عليه وسلم -
    في ذكر الخصال التي يُعطاها الشهيد:
    " ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها "
    . (3)

    وثياب أهل الجنة وحليهم لا تبلى ولا تفنى ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : "من يدخل الجنة ينعم لا يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه " . (4)

    --------------------------------
    (1) صحيح البخاري ، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة والنار، فتح الباري : (6/319) .

    (2) المصدر السابق .

    (3) مشكاة المصابيح: (3/358)، ورقمه : 3834، وصحح الشيخ ناصر إسناده .

    (4) صحيح مسلم، كتاب الجنة ، باب في دوام نعيم الجنة ، (4/2181) ، ورقم الحديث : 2836 .
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 11:03 pm



    فرش أهل الجنة

    1111111111111111111111
    1111111111111
    11111

    أعدت قصورالجنة
    وأماكن الجلوس في حدائقها وبساتينها بألوان فاخرة

    رائعة من الفرش للجلوس والاتكاء ونحو ذلك ،
    فالسرر كثيرة راقية والفرش عظيمة القدر بطائنها من الإستبرق،
    فما بالك بظاهرها، وهناك ترى النمارق مصفوفة على نحو يسر الخاطر،
    ويبهج النفس، والزرابي مبثوثة على شكل منسق متكامل ،
    قال تعالى: ( فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة *
    ونمارق مصفوفة * وزرابى مبثوثة ) [ الغاشية : 13-16]

    ( متكئين على فرش بطائنها من إستبرق ) [الرحمن : 54]
    ( متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين ) [ الطور: 20]
    ( ثلة من الأولين * وقليل من الأخرين *
    على سرر موضونة * متكئين عليها متقابلين )

    [الواقعة: 13-16].

    واتكاؤهم عليها على هذا النحو نوع من النعيم الذي يتمتع به أهل الجنة

    حين يجتمعون كما أخبر الله تعالى:

    ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين )
    [ الحجر : 47]
    وقال: ( متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان )
    [الرحمن: 76]،
    (متكئين فيها على الأرائك ) [ الكهف: 31]. والمراد بالنمارق : المخاد ، والوسائد: المساند ، والزرابي : البسط ، والعبقري : البسط الجياد. والرفرف: رياض الجنة. وقيل: نوع من الثياب، والأرائك: السرر.


    خدم أهل الجنة

    يخدم أهل الجنة ولدان ينشئهم الله لخدمتهم، يكونون في غاية الجمال والكمال، كما قال تعالى: ( يطوف عليهم ولدان مخلدون* بأكواب وأباريق وكأس من معين ) [الواقعة: 17-18]، وقال في موضع آخر : ( ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثورا ) [ الإنسان: 19].

    قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " يطوف على أهل الجنة للخدمة ولدان من ولدان أهل الجنة ( مخلدون ) أي : على حالة واحدة مخلدون عليها، لا يتغيرون عنها، لا تزيد أعمارهم عن تلك السن، ومن فسرهم بأنهم مخرصون، في آذانهم الأقرطة، فإنما عبر عن المعنى، لأن الصغير هو الذي يليق له ذلك دون الكبير. وقوله تعالى: ( إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثورا ) [الإنسان: 19]، أي إذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة وكثرتهم وصباحة وجوههم وحسن ألوانهم وثيابهم وحليهم، حسبتهم لؤلواً منثوراً، ولا يكون في التشبيه أحسن من هذا ، ولا في المنظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على المكان الحسن". (1)

    وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن هؤلاء الولدان هم الذين يموتون صغاراً من أبناء المؤمنين أو المشركين، وقد رد العلامة ابن تيمية رحمه الله تعالى هذا القول ، وبين أن الولدان المخلدون هم خلق من خلق الجنة قال: " والولدان الذين يطوفون على أهل الجنة : خلق من خلق الجنة ليسوا من أبناء الدنيا ، بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة كمل خلقهم كأهل الجنة، على صورة أبيهم آدم ". (2)

    --------------------------------
    (1) تفسير ابن كثير: 7/183 .

    (2) مجموع الفتاوى : (4/279)، وانظر: (4/311) .
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 11:06 pm




    سوق أهل الجنة
    ======================
    ==========
    ===

    روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن في الجنة لسوقاً ، يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال، فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً، فيقولون: وأنتم، والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً ". (1)

    قال النووي في شرحه لهذا الحديث: " المراد بالسوق مجمع لهم يجتمعون كما يجتمع الناس في الدنيا في السوق ، ومعنى يأتونها كل جمعة، أي في مقدار كل جمعة، أي أسبوع، وليس هناك حقيقة أسبوع، لفقد الشمس والليل والنهار ، ...... وخص ريح الجنة بالشمال، لأنها ريح المطر عند العرب ، كانت تهب من جهة الشام ، وبها يأتي سحاب المطر ، وكانوا يرجون السحابة الشامية ، وجاءت في الحديث تسمية هذه الريح المثيرة ، أي المحركة ، لأنها تثير في وجوههم ما تثيره من مسك أرض الجنة وغيره من نعيمها ". (2)

    --------------------------------
    (1) صحيح مسلم، كتاب الجنة، باب في سوق الجنة، (4/2178)، ورقمه: 2833 .

    (2) النووي على مسلم : (17/170) .


    ...............


    اجتماع أهل الجنة وأحاديثهم

    أهل الجنة يزور بعضهم بعضاً، ويجتمعون في مجالس طيبة يتحدثون، ويذكرون ما كان منهم في الدنيا، وما من الله به عليهم من دخول الجنان، قال تعالى في وصف اجتماع أهل الجنة: ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين ) [ الحجر: 47]، وأخبرنا الله بلون من ألوان الأحاديث التي يتحدثون بها في مجتمعاتهم ( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمن الله علينا ووقنا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البرّ الرحيم ) [ الطور : 25-27].

    ومن ذلك تذكرهم أهل الشر الذين كانوا يشككون أهل الإيمان، ويدعونهم إلى الكفران، ( فاقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول إءنك لمن المصدقين * إءذا متنا وكنا تراباً وعظماً أءنا لمدينون * قال هل أنتم مطلعون * فاطلع فرءاه في سواء الجحيم * قال تالله إن كدت لتردين * ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين * أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين * إن هذا لهو الفوز العظيم * لمثل هذا فليعمل العاملون ) [الصافات : 50-61].


    ............
    أماني أهل الجنة

    يتمنى بعض أهل الجنة فيها أماني تتحقق على نحو عجيب، لا تشبه حال ما يحدث في الدنيا ، وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن بعض هذه الأماني وكيفية تحققها.

    فهذا واحد من أهل الجنة يستأذن ربه في الزرع، فيأذن له، فما يكاد يلقي البذر، حتى يضرب بجذوره في الأرض، ثم ينمو، ويكتمل، وينضج في نفس الوقت، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتحدث – وعنده رجل من أهل البادية - : " إن رجلاً من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: ألست فيما شئت؟ (1). قال: بلى ، ولكن أحب الزرع ، فبذر، فبادر الطرف نباته (2). واستواؤه، واستحصاده، فكان أمثال الجبال ، فيقول الله تعالى: دونك يا ابن آدم ، فإنه لا يشبعك شيء " فقال الأعرابي : " والله لا تجده إلا قرشياً أو أنصارياً، فإنهم أصحاب الزرع ، وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع ، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ". (3)

    وهذا آخر يتمنى الولد ، فيحقق الله له أمنيته في ساعة واحدة ، حيث تحمل وتضع في ساعة واحدة .

    وروى الترمذي في سننه، وأحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه فإسناد صحيح عن أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة، كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهي ". (4)

    --------------------------------
    (1) أي فيما شئت من أنواع النعيم وألوان الطعام والشراب.

    (2) سابق النظر .

    (3) مشكاة المصابيح: (3/95)، ورقم الحديث : 5653 .

    (4) صحيح الجامع : (6/5) ، ورقم الحديث : 6525 .

    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 11:13 pm



    نساء أهل الجنة

    المطلب الأول

    زوجة المؤمن في الدنيا زوجته في الآخرة إذا كانت مؤمنة

    //*/*/*/*/*/*/*/*/*/*/**/*//*/*/*/*/**/

    إذا دخل المؤمن الجنة، فإن كانت زوجته صالحة، فإنها تكون زوجته في الجنة أيضاً: ( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ءابائهم وأزواجهم وذرياتهم ) [ الرعد : 23]، وهم في الجنات منعمون مع الأزواج ، يتكئون في ظلال الجنة مسرورين فرحين ( هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون ) [يس : 56]، ( أدخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ) [الزخرف: 70].

    المطلب الثاني

    المرأة لآخر أزواجها

    روى أبو على الحراني في " تاريخ الرقة " عن ميمون بن مهران قال : خطب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أم الدرداء، فأبت أن تتزوجه، وقالت: سمعت أن أبا الدرداء يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " المرأة في آخر أزواجها، أو قال: لآخر أزواجها " ورجال هذا الإسناد موثقون غير العباس بن صالح فليس له ترجمة، ورواه أبو الشيخ في التاريخ بإسناد صحيح مقتصراً منه على المرفوع، ورواه الطبراني في معجمه الأوسط بإسناد ضعيف، ولكنه بمجموع الطريقين قوي، والمرفوع منه صحيح، وله شاهدان موقوفان: الأول يرويه ابن عساكر عن عكرمة " إن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وكان شديداً عليها، فأتت أباها، فشكت ذلك إليه، فقال: يا بنية اصبري، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح، ثم مات عنها، فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة ".

    ورجاله ثقات إلا أن فيه إرسالاً لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر إلا أن يكون تلقاه عن أسماء .

    والآخر أخرجه البيهقي في السنن أن حذيفة قال لزوجته: " إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة ، فلا تزوجي بعدي ، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا " (1). فلذلك حرم الله على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينكحن من بعده ، لأنهن أزواجه في الآخرة .

    المطلب الثالث

    الحور العين

    يزوج الله المؤمنين في الجنة بزوجات جميلات غير زوجاتهم اللواتي في الدنيا، كما قال تعالى: ( كذالك وزوجناهم بحور عين ) [الدخان: 54]. والحور: جمع حوراء، وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض، وسواده شديد السواد. والعين : جمع عيناء، والعيناء هي واسعة العين.

    وقد وصف القرآن الحور العين بأنهن كواعب أتراب، قال تعالى: ( إن للمتقين مفازاً * حدائق وأعناباً * وكواعب أترابا ) [النبأ: 31-33]. والكاعب: المرأة الجميلة التي برز ثدياها، والأتراب المتقاربات في السن . والحور العين من خلق الله في الجنة ، أنشأهن الله إنشاءً فجعلهنّ أبكاراً، عرباً أتراباً ( إنا أنشأنهن إنشاء * فجعلنهن أبكاراً * عرباً أترابا ) [ الواقعة : 35-37] وكونهن أبكاراً يقضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد، كما قال تعالى: ( لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان ) [ الرحمن : 56]، وهذا ينفي قول من قال : إن المراد بالزوجات اللواتي ينشئهن الله في الجنة زوجاتهم في الدنيا إذ يعيدهن شباباً بعد الكهولة والهرم، وهذا المعنى صحيح ، فالله يدخل المؤمنات الجنة في سن الشباب، ولكنهن لسن الحور العين اللواتي ينشئهن الله إنشاء.

    والمراد بالعُرُب : الغنجات المتحببات لأزواجهنّ .

    وقد حدثنا القرآن عن جمال نساء الجنة فقال: ( وحورٌ عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون ) [ الواقعة : 22 – 23] والمراد بالمكنون: المخفي المصان ، الذي لم يغير صفاء لونه ضوء الشمس، ولا عبث الأيدي، وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان ( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جان * فبأى ءالاء ربكما تكذبان * كأنهن الياقوت والمرجان ) الرحمن : 56-58] ، والياقوت والمرجان حجران كريمان فيهما جمال ، ولهما منظر حسن بديع، وقد وصف الحرور العين بأنهن قاصرات الطرف، وهن اللواتي قصرن بصرهن على أزواجهن، فلم تطمح أنظارهن لغير أزواجهن، وقد شهد الله لحور الجنة بالحسن والجمال، وحسبك أن الله شهد بهذا ليكون قد بلغ غاية الحسن والجمال ( فيهن خيرات حسان * فبأى ءالآء ربكما تكذبان * حور مقصورات في الخيام ) [ الرحمن : 70-72].

    ونساء الجنة لسن كنساء الدنيا، فإنهن مطهرات من الحيض والنفاس، والبصاق والمخاط والبول والغائط ، وهذا مقتضى قوله تعالى: ( ولهم فيها أزوج مطهرة وهم فيها خالدون ) [ البقرة: 25].

    وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن جمال نساء أهل الجنة، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون، ولا يمتخطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن ". (2)

    وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - هل تجد له نظيراً مما تعرف؟ " ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها " رواه البخاري . (3)

    وتحديد عدد زوجات كل شخص في الجنة باثنين يبدو أنه أقل عدد، فقد ورد أن الشهيد يزوج باثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ففي سنن الترمذي وسنن ابن ماجة. بإسناد صحيح عن المقدام بن معدي كرب قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "للشهيد عند الله ثلاث خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقربائه ". (4)

    غناء الحور العين

    وقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الحور العين في الجنان يغنين بأصوات جميلة عذبة ، ففي معجم " الطبراني الأوسط" بإسناد صحيح عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط . إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان، أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان. وإن مما يغنين به: نحن الخالدات فلا يمتنه، نحن الآمنات فلا يخفنه، نحن المقيمات فلا يظعنّه ". (5)

    وروى سموية في " فوائده " عن أنس، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الحور العين لتغنين في الجنة، يقلن: نحن الحور الحسان، خبئنا لأزواج كرام ". (6)

    غيرة الحور العين على أزواجهنّ في الدنيا :

    أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الحور العين يغرن على أزواجهن في الدنيا إذا آذى الواحد زوجته في الدنيا ، ففي مسند أحمد، وسنن الترمذي بإسناد صحيح عن معاذ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا ، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو دخيل عندك ، يوشك أن يفارقك إلينا ". (7)

    المطلب الرابع

    يُعطى المؤمن في الجنة قوة مائة رجل

    عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا من الجماع ". قيل : يا رسول الله ، أو يطيق ذلك؟ قال: " يعطى قوة مائة رجل " رواه الترمذي . (8)

    --------------------------------
    (1) هذا التحقيق أخذناه بشيء من الاختصار من (سلسلة الأحاديث الصحيحة) للشيخ ناصر: (3/275) ورقم الحديث : 1281 .

    (2) رواه البخاري في صحيحه، كتاب الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، فتح الباري: (6/318)، ورواه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيم أهلها، باب أول زمرة تدخل الجنة: (4/2178) ورقمه: 2834 .

    (3) رواه البخاري في صحيحه ، كتاب الجهاد، باب وزوجناهم بحور عين، فتح الباري: (6/15)، والنصيف: الخمار.

    (4) مشكاة المصابيح : (3/358)، ورقمه: 3834 .

    (5) صحيح الجامع الصغير: (2/48)، ورقم الحديث: 1557، وعزاه الشيخ ناصر أيضاً إلى الطبراني في الأوسط، وإلى أبي نعيم، والضياء في صفة الجنة.

    (6) صحيح الجامع: (2/58)، ورقمه: 1598 .

    (7) صحيح الجامع الصغير : (6/125)، ورقم الحديث: 7069 .

    (8) مشكاة المصابيح: (3/90)، ورقمه: 5636، وقال محقق المشكاة : (قال الترمذي : حديث صحيح غريب) قلت (المحقق): وإسناده حسن، بل هو صحيح ، لأنه له شواهد منها عن زيد بن أرقم عند الدارمي بسند صحيح) .
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 11:27 pm




    ضحك أهل الجنة من أهل النار
    ...............................
    ..........

    بعد أن يدخل الله أهل الجنة الجنة ينادون خصومهم من الكفار
    أهل النار مبكتين ومؤنبين
    ( ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً
    فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم
    أن لعنه الله على الظالمين )
    [ الأعراف : 44].

    لقد كان الكفار في الدنيا يخاصمون المؤمنين، ويسخرون منهم، ويهزؤون بهم
    وفي ذلك اليوم ينتصر المؤمنون
    فإذا بهم وهم في النعيم المقيم، ينظرون إلى المجرمين
    فيسخرون منهم، ويهزؤون بهم
    ( إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون *
    تعرف في وجوههم نضرة النعيم * يسقون من رحيق مختوم *
    ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون *
    ومزاجه من تسنيم * عيناً يشرب بها المقربون *
    إن الذين أجرموا كانوا من الذين ءامنوا يضحكون *
    وإذا مروا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين*
    وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون *
    وما أرسلوا عليهم حافظين * فاليوم الذين ءامنوا من الكفار يضحكون *
    على الأرائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون )
    [المطففين : 22-36].

    نعم
    والله لقد جوزي الكفار بمثل ما كانوا يفعلون، والجزاء من جنس العمل
    ويتذكر المؤمن في جنات النعيم ذلك القرين أو الصديق
    الذي كان يزين له الكفر في الدنيا
    وكان يدعوه إلى تلك المبادئ الضالة التي تجعله في صف الكافرين أعداء الله
    فيحدّث إخوانه عن ذلك القرين، ويدعوهم للنظر إليه في مقره الذي يعذب فيه
    فعندما يرى ما يعاينه من العذاب – يعلم مدى نعمة الله عليه
    وكيف خلصه من حاله، ثم يتوجه إليه باللوم والتأنيب
    ( فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون *
    قال قائل منهم إني كان لي قرين * يقول أءنك لمن المصدقين *
    أءذا متنا وكنا تراباً وعظماً أءنا لمدينون * قال هل أنتم مطلعون *
    فاطلع فرءاه في سواء الجحيم *
    قال تالله إن كدت لتردين* ولولا نعمه ربي لكنت من المحضرين *
    أفما نحن بميتين * إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين *
    إن هذا لهو الفوز العظيم )
    [الصافات: 50-60].


    ........
    التسبيح والتكبير من نعيم أهل الجنة

    الجنة دار جزاء وإنعام
    لا دار تكليف واختبار، وقد يشكل على هذا ما رواه البخاري وغيره
    عن أبي هريرة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -
    في صفة أول زمرة تدخل الجنة،
    قال في آخره : " يسبحون الله بكرة وعشياً
    " (1).
    ولا إشكال في ذلك إن شاء الله تعالى ، لأن هذا ليس من باب التكليف
    قال ابن حجر في شرحه للحديث :
    " قال القرطبي: هذا التسبيح ليس عن تكليف وإلزام !

    وقد فسره جابر في حديثه عند مسلم بقوله:
    " يُلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس "
    ووجه التشبيه أن تنفس الإنسان لا كلفة عليه فيه
    ولا بد منه، فجعل تنفسهم تسبيحاً
    وسببه أن قلوبهم تنورت بمعرفة الرب سبحانه، وامتلأت بحبه
    ومن أحب شيئاً أكثر من ذكره ".
    (2)

    وقد قرر شيخ الإسلام أن هذا التسبيح والتكبير لون من ألوان النعيم
    الذي يتمتع به أهل الجنة، قال:
    " هذا ليس من عمل التكليف الذي يطلب له ثواب منفصل
    بل نفس هذا العمل من النعيم الذي تتنعم به الأنفس وتتلذذ به ".
    (3)

    --------------------------------
    (1صحيح البخاري، كتاب بده الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، فتح الباري: (6/318) .

    (2) فتح الباري : (6/326) .

    (3) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : (4/330) .
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 11:37 pm



    أفضل ما يُعطاه أهل الجنة

    رضوان الله والنظر إلى وجهه الكريم


    -=-==-=-=-==-=-=-=
    -=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

    عن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير كله في يديك، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى يا رب، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً " ، متفق عليه. (1)

    وأعظم النعيم النظر إلى وجه الله الكريم في جنات النعيم ، يقول ابن الأثير: " رؤية الله هي الغاية القصوى في نعيم الآخرة، والدرجة العليا من عطايا الله الفاخرة، بلغنا الله منها ما نرجو ". (2)

    وقد صرح الحق تبارك وتعالى برؤية العباد لربهم في جنات النعيم ( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ) [ القيامة : 22-23] ، والكفار والمشركون يحرمون من هذا النعيم العظيم، والتكرمة الباهرة : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [ المطففين:15]، وقد روى مسلم في صحيحه والترمذي في سننه عن صهيب الرومي – رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا دخل أهل الجنة ، يقول تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك وتعالى "، زاد في رواية: " ثم تلا هذه الآية: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) [يونس : 26] ". (3)

    وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها – وفي رواية طولها – ستون ميلاً، في كل زاوية منها أهل، ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ". (4)

    والنظر إلى وجه الله تعالى هو من المزيد الذي وعد الله به المحسنين ( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ) [ ق: 35]، ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) [ يونس : 26]، وقد فسرت الحسنى بالجنة ، والزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم، يشير إلى هذا الحديث الذي رواه مسلم وذكرناه قيل قليل .

    ورؤية الله رؤية حقيقية، لا كما تزعم بعض الفرق التي نفت رؤية الله تعالى بمقاييس عقلية باطلة ، وتحريفات لفظية جائرة ، وقد سئل الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة عن قوله تعالى: ( إلى ربها ناظرة ) [ القيامة : 23]، فقيل : إن قوماً يقولون : إلى ثوابه. فقال مالك: كذبوا ، فأين هم عن قوله تعالى: ( إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [المطففين: 15]؟ قال مالك: الناس ينظرون إلى الله يوم القيامة بأعينهم، وقال: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة، لم يعبر الله عن الكفار بالحجاب، فقال: ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [ المطففين : 15] ، رواه في " شرح السنة" . (5)

    ومن الذين نصوا على رؤية المؤمنين ربهم في الجنات الطحاوي في العقيدة المشهورة باسم " العقيدة الطحاوية " ، قال : " والرؤية حق لأهل الجنة ، بغير إحاطة ولا كيفية، كما نطق به كتاب ربنا: ( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ) [ القيامة : 22-23] ، وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعلمه ، وكل ما جاء في ذلك الحديث الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو كما قال، ومعناه على ما أراد ، لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا، فإنه ما سَلِم في دينه إلا من سلّم لله عز وجل ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -. وردّ علم ما اشتبه عليه إلى عالمه ". (6)

    وقال شارح الطحاوية مبيناً مذاهب الفرق الضالة في هذه المسألة ومذهب أهل الحق :

    " المخالف في الرؤية الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الخوارج والإمامية . وقولهم باطل مردود بالكتاب والسنة ، وقد قال بثبوت الرؤية الصحابة والتابعون ، وأئمة الإسلام المعروفون بالإمامة في الدين ، وأهل الحديث ، وسائر طوائف أهل الكلام المنسوبون إلى السنة والجماعة ".

    ثم بين أهمية هذه المسألة فقال :

    " وهذه المسألة من أشرف مسائل أصول الدين وأجلها ، وهي الغاية التي شمر إليها المشمرون، وتنافس المتنافسون ، وحرمها الذين هم عن ربهم محجوبون ، وعن بابه مردودن ".

    ثم بين أن بين أن قوله تعالى: ( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ) [ القيامة: 22-23]. من أظهر الأدلة على هذه المسألة ، وأما الذين أبوا إلا تحريفها بما يسمونه تأويلاً : فتأويل نصوص المعاد والجنة والنار والحساب ، أسهل من تأويلها على أرباب التأويل . ولا يشاء مبطل أن يتأول النصوص وبحرفها عن مواضعها إلا وجد إلى ذلك من السبيل ما وجده متأول هذه النصوص.

    وبين خطورة التأويل : " وهذا الذي أفسد الدنيا والدين. وهكذا فعلت اليهود والنصارى في نصوص التوراة والإنجيل، وحذرنا الله أن نفعل مثلهم. وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم، وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية. فهل قتل عثمان رضي الله عنه إلا بالتأويل الفاسد ؟ وكذا ما جرى في يوم الجمل، وصفين، ومقتل الحسين ، والحرة ؟ وهل خرجت الخوارج ، واعتزلت المعتزلة ، ورفضت الروافض ، وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، إلا بالتأويل الفاسد "!؟ .

    ثم بين أن دلالة الآية على الرؤية من جانبين : الأول فقه النص . والثاني : فقه علماء السلف لهذا النص . ففي الأول قال: " وإضافة النظر إلى الوجه، والذي هو محله، في هذه الآية، وتعديته بأداة " إلى " الصريحة في نظر العين ، وإخلاء الكلام من قرينة تدل على خلافه – حقيقة موضوعة صريحة في أن الله أراد بذلك نظر العين التي في الوجه إلى الرب جل جلاله.

    فإن النظر له عدة استعمالات، بحسب صلاته وتعديه بنفسه: فإن عدي بنفسه فمعناه : التوقف والانتظار: ( انظرونا نقتبس من نوركم ) [ الحديد : 13]. وإن عدي بـ " في" فمعناه: التفكر والاعتبار، كقوله: ( أو لم ينظروا في ملكوت السموات والأرض ) [ الأعراف: 185]. وإن عدي بـ " إلى" فمعناه: المعاينة بالأبصار، كقوله تعالى: ( انظروا إلى ثمره إذا أثمر ) [ الأنعام: 99] . فكيف إذا أضيف إلى الوجه الذي هو محل البصر ؟

    وساق في الثاني عدة نصوص عن السلف تبين فقههم للآية، فعن " الحسن قال: نظرت إلى ربها فنضرت بنوره ، وقال أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، ( إلى ربها ناظرة ) [ القيامة : 23] . قال : تنظر إلى وجه ربها عز وجل. وقال عكرمة: ( وجوه يومئذ ناضرة ) [القيامة : 22]. قال : من النعيم، ( إلى ربها ناظرة ) [القيامة : 23] ، قال : تنظر إلى ربها نظراً، ثم حكى عن ابن عباس مثله. وهذا قول المفسرين من أهل السنة والحديث. وقال تعالى: ( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ) [ق: 35] . قال الطبري: قال علي بن أبي طالب وأنس بن مالك: هو النظر إلى وجه الله عز وجل .

    ثم ذكر معنى الزيادة في قوله تعالى: ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) [يونس : 26]، وأنها النظر إلى وجه الله الكريم وساق في ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن صهيب، قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) [يونس : 26] ، قال: " إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد : يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه ، فيقولون: ما هو ؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار؟ فيكشف الحجاب، فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة ".

    ورواه غيره بأسانيد متعددة وألفاظ أخر ، معناها أن الزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل . وكذلك فسرها الصحابة رضي الله عنهم . روى ابن جرير ذلك عن جماعة، منهم : أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وحذيفة، وأبو موسى الأشعري، وابن عباس، رضي الله عنهم.

    ومن الأدلة على هذه المسألة قوله تعالى: ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [ المطففين : 15].

    وذكر المصنف أن الشافعي – رحمه الله – وغيره من الأئمة احتجوا بهذه الآية على الرؤية لأهل الجنة، ذكر ذلك الطبري وغيره عن المزني عن الشافعي ، وقال الحاكم: حدثنا الأصم حدثنا الربيع بن سليمان قال: حضرت محمد بن إدريس الشافعي، وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها: ما تقول في قول الله عز وجل : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [المطففين : 15]. فقال الشافعي : لما أن حجب هؤلاء في السخط ، كان في هذا دليل على أن أولياءه يرونه في الرضا .

    ثم تعرض لاستدلال المعتزلة بقوله تعالى: ( لن تراني ) [ الأعراف : 143]. وبقوله تعالى: ( لا تدركه الأبصار ) [ الأنعام: 103]، وذكر أن الآيتين دليل عليهم ، فالآية الأولى : تدل على ثبوت رؤيته من وجوه :

    أحدها : أنه لا يظن بكليم الله ورسوله الكريم وأعلم الناس بربه في وقته أن يسأل ما لا يجوز عليه، بل هو عندهم من أعظم المحال.

    الثاني : أن الله لم ينكر عليه سؤاله ، ولما سأل نوح ربه نجاة ابنه أنكر سؤاله، وقال: ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) [هود:46] .

    الثالث : أنه تعالى قال: ( لن تراني ) ، ولم يقل : إني لا أرى ، أو لا تجوز رؤيتي ، أو لست بمرئي. والفرق بين الجوابين ظاهر. ألا ترى أن من كان في كمه حجر فظنه رجل طعاماً صح أن يقال: إنك لن تأكله. وهذا يدل على أنه سبحانه مرئي، ولكن موسى لا تحتمل قواه رؤيته في هذه الدار، لضعف قوى البشر فيها عن رؤيته تعالى.

    الرابع : يوضح الوجه الثالث قوله تعالى: ( ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني ) [ الأعراف : 143]. فأعلمه أن الجبل مع قوته وصلابته لا يثبت للتجلي في هذه الدار، فكيف بالبشر الذي خُلق من ضعف ؟ .

    الخامس : أن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يجعل الجبل مستقراً، وذلك ممكن ، وقد علق به الرؤية ، ولو كانت محالاً لكان نظير أن يقول : إن استقر الجبل فسوف آكل وأشرب وأنام. والكل عندهم سواء .

    السادس : قوله تعالى: ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا ) [الأعراف: 143]، فإذا جاز أن يتجلى للجبل، الذي هو جماد لا ثواب له ولا عقاب ، فكيف يمتنع أن يتجلى لرسوله وأوليائه في دار كرامته؟ ولكن الله أعلم موسى أن الجبل إذا لم يثبت لرؤيته في هذه الدار، فالبشر أضعف .

    السابع : أن الله كلم موسى ، وناداه ، ومن جاز عليه التكلم والتكليم وأن يسمع مخاطبة كلامه بغير واسطة، فرؤيته أولى بالجواز. ولهذا لا يتم إنكار رؤيته بإنكار كلامه، وقد جمعوا بينهما .

    ثم أجاب على دعواهم أن " لن " تفيد التأبيد وتدل على نفس الرؤية في الآخرة، وبيّن الشيخ أنها لو قيدت بالتأبيد فلا تدل على دوام التفي في الآخرة، فكيف إذا أطلقت ؟ ولهذا نظائر في القرآن ، قال تعالى: ( ولن يتمنوه أبدا ) [ البقرة: 95]، مع قوله: ( ونادوا يامالك ليقض علينا ربك ) [ الزخرف : 77]. ولأنها لو كانت للتأبيد المطلق لما جاز تحديد الفعل بعدها، وقد جاء ذلك ، قال تعالى: (فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبى ) [ يوسف : 80].

    فثبت أن ( لن ) لا تقتضي النفي المؤبد .

    قال الشيخ جمال الدين بن مالك رحمه الله :

    ومن رأى النفي بلن مؤبداً ××× فقوله اردد وسواه فاعضدا

    وأما الآية الثانية : فالاستدلال بها على الرؤية من وجه حسن لطيف، وهو: أن الله تعالى إنما ذكرها في سياق التمدح، ومعلوم أن المدح إنما يكون بالصفات الثبوتية، أما العدم المحض فليس بكمال فلا يمدح به، وإنما يمدح الرب تعالى بالنفي إذا تضمن أمراً وجودياً، كمدحه بنفي السِّنة والنوم، المتضمن كمال القيومية، وفي الموت المتضمن كمال الحياة، ونفي اللغوب والإعياء، المتضمن كمال القدرة، ونفي الشريك والصاحبة والولد والظهير، المتضمن كمال صمديته وغناه، ونفي الظلم، المتضمن كمال عدله وعلمه وغناه، ونفي النسيان وعزوب شيء عن علمه، المتضمن كمال علمه وإحاطته، ونفي المثل، المتضمن لكمال ذاته وصفاته.

    ولهذا لم يتمدح بعدم محض لم يتضمن أمراً ثبوتياً ، فإن المعدم يشارك الموصوف في ذلك العدم، ولا يوصف الكامل بأمر يشترك هو والمعدوم فيه، فإن المعنى: إنه يُرى ولا يدرك ولا يحاط به، فقوله: ( لا تدركه الأبصار ) [ الأنعام : 103] يدل على كمال عظمته، وأنه أكبر من كل شيء، وأنه لكمال عظمته لا يدرك بحيث يحاط به، فإن " الإدراك " هو الإحاطة بالشيء ، وهو قدر زائد على الرؤية، كما قال تعالى: ( فلما تراءا الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون * قال كلا ) [ الشعراء: 61-62]. فلم ينف موسى الرؤية، وإنما نفى الإدراك، فالرؤية والإدراك كل منهما يوجد مع الآخر وبدونه، فالرب تعالى يرى ولا يدرك ، كما يعلم ولا يحاط به علماً، وهذا هو الذي فهمه الصحابة والأئمة من الآية، كما ذكرت أقوالهم في تفسير الآية. بل هذه الشمس المخلوقة لا يتمكن رائيها من إدراكها على ما هي عليه.

    ثم ذكر الشيخ أن " الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم – وأصحابه ، الدالة على الرؤية متواترة ، رواها أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن . فمنها: حديث أبي هريرة: " أن ناساً قالوا: يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هل تُضارّون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا :لا يا رسول الله، قال:هل تُضارّون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا ، قال فإنكم ترونه كذلك "، الحديث، أخرجاه في "الصحيحين" بطوله.

    وحديث أبي سعيد الخدري أيضاً في "الصحيحين" نظيره. وحديث جرير بن عبد الله البجلي، قال: " كنا جلوساً مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال: إنكم سترون ربكم عياناً، كما ترون هذا ، لا تضامون في رؤيته ". الحديث أخرجاه في "الصحيحين".

    وحديث صهيب المتقدم، رواه مسلم وغيره. وحديث أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : " وجنتان من فضة ، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب، آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن يروا ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن "، أخرجاه في "الصحيحين". ومن حديث عدي بن حاتم: " ولَيَلقَينّ الله أحدكم يوم يلقاه ، وليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له ، فيقول: ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك ؟ فيقول: بلى يا رب، فيقول: ألم أعطك مالاً وأفضل عليك ؟ فيقول : بلى يا رب " (7) . أخرجه البخاري في "صحيحه".

    --------------------------------
    (1) مشكاة المصابيح : (3/88) .

    (2) جامع الأصل : (10/557) .

    (3) جامع الأصول: (10/560) .

    (4) مشكاة المصابيح: (10/86)، ورقمه : 5616 .

    (5) مشكاة المصابيح : (3/100)، ورقمه : 5663 .

    (6) شرح الطحاوية : 203 .

    (7) راجع شرح الطحاوية : 204-210 .
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 11:42 pm




    الفوز بنعيم الجنة لا يستلزم ترك متاع الدنيا
    .......................
    ***********
    000000000000000000000000000

    ظن الرهبان وكثير من عباد هذه الأمة أن نعيم الآخرة
    لا يمكن أن ينال إلا إذا رفض العبد طيبات الدنيا وملاذها
    ولذلك ترى هؤلاء يعذبون أجسادهم، ويشقون على أنفسهم فيديمون الصيام والقيام
    وقد يحرم بعضهم الطيبات من الطعام والشراب واللباس
    وقد يتركون العمل والزواج وهذه فكرة خاطئة
    فإن الله خلق الطيبات للمؤمنين، وذم من حرم زينة الله التي أخرج لعباده :
    ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق
    قل هي للذين ءامنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة )
    [ الأعراف : 32].

    والدنيا تذم إذا كانت شاغلاً عن الآخرة، أما إذا جعلها العبد معبراً
    ومدخلاً لنيل الآخرة، فالأمر ليس كما يظن بعض الناس.


    ............
    آخر دعواهم

    يمر المؤمنون في الموقف العظيم بأهوال عظام، ثم يمرون على الصراط
    فيشاهدون هولاً ورعباً
    ثم يدخلهم الله جنات النعيم بعد أن أذهب عنهم الحزن
    فيرون ما أعد الله لهم فيها من خيرات عظام، فترتفع ألسنتهم تسبح ربهم وتقدسه

    فقد أذهب عنهم الحزن، وصدقهم وعده
    وأورثهم الجنة
    (وقالوا Cool الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور *
    الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصبٌ ولا يمسنا فيها لغوب )
    [فاطر: 34-35]

    ( وقالوا Cool الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض
    نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين )
    ] الزمر : 74].

    وآخر دعواهم في جنات النعيم : Cool رب العالمين
    ( دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام
    وءاخر دعواهم أن Cool رب العالمين )
    [ يونس : 10].
    ......................
    أصحاب الأعراف

    أخبرنا ربنا تبارك وتعالى عن قوم يكونون في يوم القيامة على الأعراف
    والأعراف هو السور الحاجز بين الجنة والنار .

    وعلى هذا لسور يحبس أقوام بين الجنة والنار
    ومنه يشرفون على أهل الجنة وعلى أهل النار.

    وأصحاب الأعراف – كما يقول ابن كثير –
    قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، ذلك أن الله أخبرنا أن من ثقلت موازينه
    فهو من أهل الجنة المفلحين، ومن خفت موازينه
    فهو من أهل النار الخاسرين ( فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون *
    ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون )
    [المؤمنون: 102-103]
    وسكت النص عمن استوت حسناته وسيئاته.

    وفي أصحاب الأعراف يقول رب العزة: ( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاً بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون * وإذا صرفت أبصرهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين * ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون * هؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ) [الأعراف : 46-49].

    والتمعن في هذه الآيات يدل على ما يأتي :

    1- أن أهل الأعراف ليسوا بكفار قطعاً، لأن الكفار يدخلون النار لا شك في ذلك ، إذ مصير الكفار النار.

    2- أنهم يطمعون في دخول الجنة، وهم يدعون ربهم أن لا يجعلهم مع القوم الظالمين أهل النار.

    3- أنهم ينادون أصحاب الجنة مسلمين عليهم طامعين في صحبتهم، ومنادين أهل النار مبكتيهم ذاميهم.

    4- أن الموقع الذي هم فيه موقع مشرف، يشرفون منه على أهل الجنة وأهل النار، ومن هنا سمي الموضع الذي هم فيه بالأعراف، فالأعراف جمع عرف، والعرب تسمي كل مرتفع من الأرض عرفاً، ومنه قيل لعرف الديك عرفاً لارتفاعه.

    5- أهل الأعراف أحسن حالاً من بعض المؤمنين الذين خفت موازينهم، فأدخلوا النار بذوبهم ، ثم يخرجهم الله من النار بإيمانهم وتوحيدهم، فأهل الأعراف لا يدخلون النار، وإن تأخر دخولهم الجنة.
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 11:49 pm


    المحاجة بين الجنة والنار
     الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 037

    أخبرنا رسولنا - صلى الله عليه وسلم -
    أن الجنة والنار تحاجتا عند ربهما
    فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

    " تحاجت الجنة والنار، فقالت النار:
    أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين
    وقالت الجنة: فمالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم ؟

    - زاد في رواية :
    وغرتهم – فقال الله عز وجل للجنة :
    أنت رحمتي أرحمن بك من أشاء من عبادي
    وقال للنار : إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي
    ولكل واحدة منهما ملؤها
    فأما النار: فلا تمتلئ حتى يضع رجله –
    وفي رواية :

    حتى يضع الله تبارك وتعالى رجله – فتقول : قط قط قط

    فهنالك تمتلئ
    ويزوى بعضها إلى بعض
    ولا يظلم الله من خلقه أحداً
    وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقاً "
    أخرجه البخاري ومسلم.

     الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 037

    وللبخاري قال:
    " اختصمت الجنة والنار ( إلى ربهما )
    فقالت الجنة: يا رب مالها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم ؟
    وقالت النار (1)

    فقال (الله) للجنة : أنت رحمتي
    وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء
    ولكل واحدة منهما ملؤها، فأما الجنة
    فإن الله لا يظلم من خلقه أحداً، وإنه ينشئ للنار (2) .
    من يشاء، فيلقون فيها، فتقول: هل من مزيد ؟
    ويلقون فيها، فتقول هل من مزيد ؟

    حتى يضع قدمه فيها، فتمتلئ ،
    ويزوى بعضها إلى بعض، فتقول: قط قط قط ".

    وله في أخرى : -
    وكان كثيراً ما يقفه أبو سفيان الحميري
    أحد رواته، قال :
    " يقال لجهنم، هل امتلأت ؟

    وتقول: هل من مزيد ؟ فيضع الرب قدمه عليها
    فتقول : قط قط ".


    ولمسلم بنحو الأولى

    وانتهى عند قوله :
    " ولكل واحدة منهما ملؤها ".

    وقال في رواية :
    " فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم (3) وغرتهم ؟

    " وفي آخره:

    " فأما النار، فلا تمتلئ حتى يضع قدمه عليها
    فهنالك تمتلئ، ويزوى بعضها إلى بعض "
    وأخرجه الترمذي نحو الأولى (4) (5) .


    (1) قال محقق جامع الأصل: كذا في الأصول المخطوطة. وفي النسخ المطبوعة:
    يعني: أوثرت بالمتكبرين، قال الحافظ في (الفتح): كذا وقع هنا مختصراً، قال ابن بطال:
    سقط قول النار هنا من جميع النسخ، وهو محفوظ في الحديث وانظر (الفتح) (13/434).

    (2) جزم غير واحد من أهل العلم أن هذا خطأ من بعض الرواة، وصوابه ينشئ للجنة .

    (3) السّقط: المزدرى به ، ومنه السَّقط: لرديء المتاع.

    وغرتهم: الغرّ الذي لم يجرب الأمور، فهو قليل الشر منقاد.

    (4) رواه البخاري (8/458) في تفسير سورة (ق) ، باب قوله تعالى :
    ( وتقول هل من مزيد ) [ق: 30] وفي التوحيد، باب ما جاء في قول الله تعالى:

    ( إن رحمت الله قريب من المحسنين ) [الأعراف : 56 ]،
    ومسلم رقم (2846) في الجنة ، باب النار ويدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء،

    والترمذي رقم (2564) في صفة الجنة ، باب ما جاء في احتجاج الجنة والنار.

    (5) جامع الأصول: (10/544-547) .





     الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 037

    [color=red]اتمنى ان تكونوا استمتعتم بكا ما جاء بالبحث الشيق

    الملىء بالبهجة والسرور عن الجنة
    اللهم اجعلنا من اهلها
    اللهم أمــــــــــــــــــــين
    والى بحث اخر
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/
    color]


     الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 037


    سلامه سيف
    سلامه سيف
    مشرف الصالون الأدبي
    مشرف الصالون الأدبي


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 705
    العمر : 40
    تاريخ التسجيل : 19/09/2009
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-53

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف سلامه سيف 7/8/2010, 2:44 am

    ماشاء الله

    رزقنا الله واياكم جنات تجرى من تحتها الانهار

    اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

    اللهم اجعل عملنا لوجهك خالصا ولا تجعل لأنفسنا ولا للشيطان نصيب فيه

    جزاك الله خيرا ووفقك وعلى طريق الحق سدد خطاك
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل - صفحة 2 Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 7/8/2010, 6:28 am


    شاكر لك مرورك ودعائك اخى فى الله
    اتمنى تمام الاستفادة للجميع

    دمت فى حفظ الله

      الوقت/التاريخ الآن هو 20/9/2024, 2:15 am