منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
 الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Support


3 مشترك

    الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 6:28 pm




    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    الجنة تعريف وبيان



    الجنة هي الجزاء العظيم ، والثواب الجزيل
    الذي أعده الله لأوليائه وأهل طاعته

    وهي نعيم كامل لا يشوبه نقص، ولا يعكر صفوه كدر
    وما حدثنا الله به عنها، وما أخبرنا به الرسول

    - صلى الله عليه وسلم -
    يحير العقل ويذهله

    لأن تصور عظمة ذلك النعيم يعجز العقل عن إدراكه واستيعابه.

    استمع إلى قوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي

    " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت
    ولا أذن سمعت ،ولا خطر على قلب بشر"
    ثم قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - :

    " اقرؤوا إن شئتم

    (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ )
    [السجدة:17]".
    (1)


    وتظهر عظمةالنعيم بمقارنته بمتاع الدنيا

    فإن متاع الدنيا بجانب نعيم الآخرة تافه حقير
    لا يساوي شيئاً. ففي صحيح البخاري

    عن سهل بن سعد الساعدي قال:
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
    " موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها ".
    (2)


    ولذا كان دخول الجنة والنجاة من النار
    في حكم الله وتقديره هو الفلاح العظيم

    والفوز الكبير، والنجاة العظمى قال تعالى:

    ( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ...)
    [ آل عمران:185]

    وقال:

    ( وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
    جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا

    وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ

    وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)

    [ التوبة:72]

    وقال أيضا :
    (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ
    تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا

    وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ...)

    [ النساء:13].




    (1) رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة
    في كتاب: بدء الخلق ، باب:

    ما جاء في صفة النار.
    فتح الباري: (6/318).ورقم الحديث : 3244.

    (2) صحيح البخاري: 3250.



    تابعونا فى هذه السلسلة
    ان شاء الله تجدوا تمام الاستفادة



    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 6:35 pm



    الجنة والنار مخلوقتان

    قال الطحاوي في العقيدة السلفية التي تنسب إليه المعروفة بالعقيدة الطحاوية :
    " والجنة والنار مخلوقتان، لا تفنيان أبداً ولا تبيدان
    فإن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق، وخلق لهما أهلاً
    فمن شاء منهم إلى الجنة فضلاً منه، ومن شاء منهم إلى النار عدلاً منه
    وكل يعمل لما قد فرغ له، وصائر إلى ما خلق له، والخير والشر مقدران على العباد ".



    وقال محمد بن محمد بن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية في شرحه لهذا النص:

    " أما قوله :
    "إن الجنة والنار مخلوقتان"
    فاتفق أهل السنة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن
    ولم يزل أهل السنة على ذلك، حتى نبغت نابغة من المعتزلة والقدرية
    فأنكرت ذلك
    وقالت: بل ينشئهما الله يوم القيامة.
    وحملهم على ذلك أصلهم الفاسد الذي وضعوا به شريعة لما يفعله الله
    وأنه ينبغي أن يفعل كذا، ولا ينبغي له أن يفعل كذا
    وقاسوه على خلقه في أفعالهم، فهم مشبهة في الأفعال
    ودخل التجهم فيهم، فصاروا مع ذلك معطلة.
    وقالوا: خلق الجنة قبل الجزاء عبث، لأنها تصير معطلة مدداً متطاولة .
    فردوا من النصوص ما خالف هذه الشريعة الباطلة التي وضعوها للرب تعالى
    وحرفوا النصوص عن مواضعها، وضللوا وبدعوا من خالف شريعتهم".

    ثم ساق الأدلة من الكتاب والسنة التي تدل على أنهما مخلوقتان،
    "فمن نصوص الكتاب:وله تعالى عن الجنة :

    أعدت للمتقين (

    [آل عمران: 133]
    &أعدت للذين ءامنوا بالله ورسله (

    [الحديد: 21]
    وعن النار
    أعدت للكافرين )
    [ آل عمران : 131]
    ( إن جهنم كانت مرصاداً * للطغين مئاباً )
    [ النبأ: 21 – 22].
    وقال تعالى:

    ( ولقد رءاه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى )
    [ النجم: 13– 15] .


    وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - سدرة المنتهي
    ورأى عندها جنة المأوى. كما في "الصحيحين"
    من حديث أنس رضي الله عنه، في قصة الإسراء، وفي آخره:
    " ثم نطلق بي جبرائيل، حتى أتى سدرة المنتهى
    فغشيها ألوان لا أدري ما هي، قال : ثم دخلت الجنة
    فإذا هي جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك ".



    وفي "الصحيحين" من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
    أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

    " إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي
    إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار
    فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ".
    (1)


    وحديث البراء بن عازب وفيه :
    " ينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي ، فأفرشوه من الجنة
    وافتحوا له باباً إلى الجنة ، قال: فيأتيه من روحها وطيبها ".



    وفي "صحيح مسلم" ، عن عائشة رضي الله عنها
    قالت: خسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

    فذكرت الحديث، وفيه: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

    " رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم
    حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفاً من الجنة حين رأيتموني جعلت أقدم.
    ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضاً حين رأيتموني تأخرت ".
    (2)



    وفي " الصحيحين " واللفظ للبخاري، عن عبد الله بن عباس
    قال: انخسفت الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

    فذكر الحديث ، وفيه :
    فقالوا : يا رسول الله رأيناك تناولت شيئاً في مقامك

    ثم رأيناك كعكعت ؟ فقال:
    " أني رأيت الجنة، فتناولت عنقوداً ، ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا
    ورأيت النار، فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء "



    قالوا: بم ، يا رسول الله ؟ قال : "بكفرهن" قيل : يكفرن بالله ؟
    قال:
    " يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله
    ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت خيراً قط " .
    (3)


    وفي "صحيح مسلم" من حديث عائشة السابق أن الرسول

    - صلى الله عليه وسلم -

    قال في خطبته بعد الصلاة:

    " لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيراً ، ولضحكتم قليلاً ".
    (4)
    "الموطأ والسنن" ، من حديث كعب بن مالك
    قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

    " إنما نسمة المؤمن طيرٌ تعلق في شجر الجنة
    حتى يرجعها الله إلى جسده يوم القيامة "

    . (5)

    وهذا صريح في دخول الروح الجنة قبل يوم القيامة.

    وفي "صحيح مسلم والسنن والمسند"

    من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله

    -صلى الله عليه وسلم -

    قال:

    " لما خلق الله الجنة والنار، أرسل جبرائيل إلى الجنة
    فقال: اذهب فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها
    فذهب فنظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها، فرجع فقال: وعزتك
    لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فأمر بالجنة، فحفت بالمكاره
    فقال: ارجع فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها. قال: فنظر إليها
    ثم رجع فقال :وعزتك، لقد خشيت أن لا يدخلهاأحد .

    قال: ثم أرسله إلى النار
    قال: اذهب فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها
    قال: فنظر إليها، فإذا هي يركب بعضها بعضاً

    ثم رجع فقال: وعزتك
    لا يدخلها أحد سمع بها، فأمر بها فحفت بالشهوات
    ثم قال: اذهب فانظر إلى ما أعددت لأهلهافيها، فذهب فنظر إليها
    فرجع فقال: وعزتك، لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها ".
    ونظائر ذلك في السنة كثيرة .

    (6)




    وقد عقد البخاري في صحيحه باباً قال فيه :

    "باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة
    (7)

    وساق في هذا الباب أحاديث كثيرة تدل على أن الجنة مخلوقة
    منها الحديث الذي ينص على أن الله يُري الميت

    عندما يوضع في قبره مقعده من الجنة والنار
    وحديث إطلاع الرسول - صلى الله عليه وسلم -
    على الجنة والنار وحديث رؤية الرسول - صلى الله عليه وسلم -
    لقصر عمر بن الخطاب في الجنة وغير ذلك من الأحاديث
    وقد كان ابن حجر مصيباً عندما قال:
    " وأصرح مما ذكره البخاري في ذلك ما أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد قوي

    عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
    " لما خلق الله الجنة، قال لجبريل: اذهب فانظر إليها ".
    (8)
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 6:41 pm


    شبهة من قال النار لم تخلق بعد :



    وقد ناقش شارح الطحاوية شبهة الذين قالوا :
    لم تخلق النار بعد ، ورد عليها فقال:
    "وأما شبهة من قال: إنها لم تخلق بعد
    وهي: أنها لو كانت مخلوقة الآن لوجب اضطراراً أن تفنى يوم القيامة

    وأن يهلك كل من فيها ويموت، لقوله تعالى:

    ( كل شيء هالك إلا وجهه( [ القصص : 88]

    و ( كل نفس ذائقة الموت ) [ آل عمران:185]
    وقد روى الترمذي في جامعه، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه
    قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

    " لقيت إبراهيم ليلة أسري بي ، فقال : يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام
    وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان
    وأن غراسها سبحان الله، وCool، ولا إله إلا الله والله أكبر " (9) .
    قال : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود.

    وفيه أيضاً من حديث أبي الزبير، عن جابر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

    أنه قال: " من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة "
    (10)

    قال فيه الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

    قالوا: فلو كانت مخلوقة مفروغاً منها لم تكن قيعاناً، ولم يكن لهذا الغراس معنى .
    قالوا: وكذا قوله تعالى عن امرأة فرعون أنها قالت:
    ( رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة )

    [ التحريم : 11].


    فالجواب :
    إنكم إن أردتم بقولكم إنها الآن معدومة بمنزلة النفخ في الصور

    وقيام الناس من القبور، فهذا باطل
    يرده ما تقدم من الأدلة وأمثالها مما لم يذكر
    وإن أردتم أنها لم يكمل خلق جميع ما أعد الله فيها لأهلها
    وأنها لا يزال الله يُحدث فيها شيئاً يعد شيء

    وإذا دخلها المؤمنون أحدث فيها عند دخولهم أموراً أخر –

    فهذا حق لا يمكن رده، وأدلتكم هذه إنما تدل على هذا القدر.

    وأما احتجاجكم بقوله تعالى:

    ( كل شيء هالك إلا وجهه )
    [ القصص : 88]

    فأتيتم من سوء فهمكم معنى الآية
    واحتجاجكم بها على عدم وجود الجنة والنار الآن –
    نظير احتجاج إخوانكم على فنائهما وخرابهما وموت أهلهما!!
    فلم توفقوا أنتم ولا إخوانكم لفهم معنى الآية
    وإنما وفق لذلك أئمة الإسلام. فمن كلامهم : أن المراد ( كل شيء )
    مما كتب الله عليه الفناء والهلاك ( هالك )

    والجنة والنار خُلِقتا للبقاء لا للفناء، وكذلك العرش
    فإنه سقف الجنة.

    وقيل : المراد إلا مُلْكَه. وقيل : إلا ما أريد به وجهه. وقيل :

    إن الله تعالى أنزل:
    ( كل من عليها فان ) [ الرحمن : 26]
    فقالت الملائكة : هلك أهل الأرض ، وطمعوا في البقاء
    فأخبر تعالى عن أهل السماء والأرض أنهم يموتون، فقال:
    ( كل شيء هالك إلا وجهه ) [ القصص : 88]
    لأنه حي لا يموت، فأيقنت الملائكة عند ذلك بالموت.
    وإنما قالوا ذلك توفيقاً بينها وبين النصوص المحكمة، الدالة على بقاء الجنة
    وعلى بقاء النار أيضاً، على ما يُذْكَر عن قريب، إن شاء الله تعالى" .
    (11)


    (1) صحيح البخاري 1379. وصحيح مسلم : 2866.
    (2) صحيح مسلم : 901.
    (3) صحيح البخاري: 1052، 5197. وصحيح مسلم : 907.
    (4) صحيح مسلم : 901

    (5) قال الألباني في تحقيقه للطحاوية: صحيح .

    (6) شرح الطحاوية : 476 – 478 .

    (7) في كتاب بدء الخلق، انظر فتح الباري : (6/317)

    (8) فتح الباري 6/320).

    (9) سنن الترمذي : 3462. وقال الشيخ ناصر في تعليقه على شرح الطحاوية ص : 106 وهو مخرج في الصحيحة.

    (10) وقال أيضاً في هذا الحديث: صحيح، وهو مخرج في المصدر السابق : 64. وهو في سنن الترمذي برقم : 3464.

    (11) شرح الطحاوية: ص 479/ وراجع في هذه الموضوع: (بقظة أولى الاعتبار لصديق حسن خان ص : 37، وعقيدة السفاريني : (2/230).





    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 6:45 pm

    دخول الجنة
    ..................

    لا شك أن سعادة المؤمنين لا تعادلها سعادة

    عندما يساقون معززين مكرمين زمراً إلى جنات النعيم

    حتى إذا ما وصلوا إليها فتحت أبوابها

    واستقبلتهم الملائكة الكرام يهنئونهم بسلامة الوصول
    بعدما عانوه من الكربات ، وشاهدوه من الأهوال

    ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا

    حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا
    وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ
    فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)

    [ الزمر:73]
    أي طابت أعمالكم وأقوالكم وعقائدكم، فأصبحت نفوسكم زاكية

    وقلوبكم طاهرة، فبذلك استحققتم الجنات.


    المبحث الأول

    الشفاعة في دخول الجنة


    ثبت في الأحاديث الصحيحة أن المؤمنين

    عندما يطول عليهم الموقف في يوم الجزاء يطلبون من الأنبياء أن يستفتحوا لهم باب الجنة

    فكلهم يمتنع ويتأبى ، ويقول: لست لها حتى يبلغ الأمر نبينا محمد
    - صلى الله عليه وسلم -
    فيشفع في ذلك ، فيُشفّع

    ففي صحيح مسلم عن حذيفة بن اليمان وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا:
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
    " يجمع الله تبارك وتعالى الناس ، فيقوم المؤمنون
    حتى تزلف لهم الجنة، فيأتون آدم، فيقولون : يا أبانا

    استفتح لنا الجنة ، فيقول:

    وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم ، لست بصاحب ذلك.. ".
    الحديث. (1)



    وذكر فيه تدافع الأنبياء لها ، حتى يأتون محمداً - صلى الله عليه وسلم -، فيؤذن لهم.









    (1) رواه مسلم في كتاب الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة4/186)، ورقمه:195.



    تهذيب المؤمنين وتنقيتهم قبل الدخول



    بعد أن يجتاز المؤمنون الصراط يوقفون على قنطرة بين الجنة والنار
    ثم يهذبون وينقون، وذلك بأن يقتص لبعضهم من بعض إذا كانت بينهم مظالم في الدنيا
    حتى إذا دخلوا الجنة كانوا أطهاراً أبراراً

    ليس لأحد عند الآخر مظلمة ، ولا يطلب بعضهم بعضاً بشيء.

    روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
    " يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار
    فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا

    حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة

    فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزلة في الجنة منه بمنزلة كان في الدنيا ".
    (1)

    ورسولنا - صلى الله عليه وسلم -
    هو أول من يستفتح الجنة
    بعد أن يأبى أبو البشر آدم وأولوا العزم من الرسل التعرض لهذه المهمة.

    --------------------------------
    (1) صحيح البخاري ، كتاب الرقاق ، باب القصاص يوم القيامة ، فتح الباري: (11/395).

    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 6:53 pm



    الأوائل في دخول الجنة

    أول البشر دخولاً الجنة على الإطلاق هو رسولنا محمد
    - صلى الله عليه وسلم -

    وأول الأمم دخولاً الجنة أمته

    وأول من يدخل الجنة من هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

    وقد ساق ابن كثير الأحاديث الواردة في ذلك (1) .



    فمن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس قال:
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

    " أنا أول من يقرع "
    أي : باب الجنة. وفيه أيضاً:

    " أنا أول شفيع في الجنة ".

    (2)



    وروى مسلم عن أنس أيضاً ، قال :
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
    " آتي باب الجنة فأستفتح ، فيقول الخازن: من أنت؟
    فأقول: محمد ، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك ".
    (3)



    وثبت في الصحيحين وسنن النسائي، عن أبي هريرة

    عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
    " نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة ".
    (4)

    وفي سنن أبي داود عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

    " أتاني جبريل ، فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي

    " فقال أبو بكر: يا رسول الله ، وددت أني كنت معك حتى أنظر إليه

    فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

    " أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي ".
    (5)

    --------------------------------
    (1) النهاية لابن كثير: (2/213).

    (2) صحيح مسلم: 197.

    (3) صحيح مسلم : 197.

    (4) رواه البخاري في مواضع من صحيحه: 238 ، 876 ، 896 ،2956 . ومسلم : 855.

    (5) سنن أبي داود: 4652. وأورده الألباني في ضعيف أبي داود.
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 7:43 pm



    الذين يدخلون الجنة بغير حساب
    ..................


    أول زمرة تدخل من هذه الأمة الجنة
    هي القمم الشامخة في الإيمان والتقى والعمل الصالح والاستقامة على الدين الحق

    يدخلون الجنة صفاً واحداً، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم
    صورهم على صورة القمر ليلة البدر.

    روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

    " أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر
    لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب

    أمشاطهم من الذهب والفضة ، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك

    ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن
    لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد
    يسبحون الله بكرة وعشياً ".
    (1)




    وروى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي
    - صلى الله عليه وسلم - قال:
    " ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً أو سبعمائة ألف –

    لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم
    وجوههم على صورة القمر ليلة البدر".

    (2)




    وقد صح أن الله أعطى رسوله - صلى الله عليه وسلم -
    مع كل واحد من السبعين هؤلاء سبعين ألفاً
    ، ففي مسند أحمد بإسناد صحيح عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله

    - صلى الله عليه وسلم - قال:
    " أعطيت سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب

    وجوههم كالقمر ليلة البدر ، قلوبهم على قلب رجل واحد
    فاستزدت ربي عز وجل ، فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً ".
    (3)





    وفي مسند أحمد وسنن الترمذي وصحيح ابن حبان عن أبي أمامة

    بإسناد صحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
    " وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً بلا حساب عليهم ولا عذاب

    مع كل ألف سبعون

    وثلاث حثيات من حثيات ربي ".

    (4)
    فذكر هذا الحديث زياد ثلاث حثيات.

    وقد وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم -
    السبعين ألفاً الأوائل وبيَّن علاماتهم

    ففي صحيح البخاري عن ابن عباس قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

    " عُرضت عليّ الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة

    والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة

    والنبي يمر وحده ، فنظرت فإذا سواد كثير ، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟

    قال : لا ، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير .
    قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب
    قلت : ولم ؟

    قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون
    وعلى ربهم يتوكلون، فقام إليه عكاشة بن محصن

    فقال: ادع الله أن يجعلني منهم . قال : اللهم اجعله منهم.

    ثم قال إليه رجل آخر فقال : ادع الله أن يجعلني منهم.
    قال: سبقك بها عكاشة ".

    (5)


    ولعل هؤلاء هم الذين سماهم الحق بالمقربين ، وهم السابقون

    ( والسابقون السابقون * أولئك المقربون * في جنات النعيم )

    [الواقعة:10-12]
    وهؤلاء ثلة من الأولين وقليل من الآخرين
    ( ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين )

    [ الواقعة: 13-14].

    --------------------------------
    (1) رواه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في صفة الجنة ، فتح الباري 6/318) ، ورواه مسلم: 2834، والترمذي وغيرهما .

    (2) المصدر السابق ، فتح الباري : (6/319).

    (3) صحيح الجامع : (1/350) ،ورقمه 1068.

    (4) صحيح الجامع: (6/108)، ورقمه: 6988.

    (5) صحيح البخاري ، كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب، فتح الباري : (11/450).

    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 7:48 pm

    [
    color=red]

    الفقراء يسبقون الأغنياء إلى الجنة
    ...........

    روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

    " إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة ٍإلى الجنة بأربعين خريفاً ".
    (1)

    وروى الترمذي عن أبي سعيد

    وأحمد والترمذي وابن حبان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
    - صلى الله عليه وسلم -:
    " فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة سنة ".

    (2)

    وقد بيّن الرسول - صلى الله عليه وسلم -

    في موضع آخر أن هؤلاء لم يكن عندهم شيء يحاسبون عليه

    هذا مع جهادهم وفضلهم
    أخرج الحاكم في مستدركه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
    " أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي؟
    قلت: الله ورسوله أعلم، فقال: فقراء المهاجرين
    يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة، ويستفتحون، فيقول لهم الخزنة :
    أو قد حوسبتم ؟ فيقولون : بأي شيء نحاسب
    وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك؟
    قال: فيفتح لهم ، فيقيلون فيه أربعين عاماً قبل أن يدخلها الناس ".
    (3)


    وفي صحيح البخاري عن أسامة بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

    قال:

    " قمت على باب الجنة فكان عامة من دخلها المساكين
    وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار "

    (4)

    وأصحاب الجد هم الأغنياء من المسلمين.

    وقد وقع في الأحاديث السابقة أن الفقراء يسبقون الأغنياء بأربعين خريفاً

    وجاء في حديث آخر بخمسمائة عام

    ووجه التوفيق بين الحديثين أن الفقراء مختلفو الحال

    وكذلك الأغنياء – كما يقول القرطبي-
    (5) .
    فالفقراء متفاوتون في قوة إيمانهم وتقدمهم

    والأغنياء كذلك، فإذا كان الحساب باعتبار أول الفقراء دخولاً الجنة

    وآخر الأغنياء دخولاً الجنة فتكون المدة خمسمائة عام
    أما إذا نظرت إلى آخر الفقراء دخولاً الجنة

    وأول الأغنياء دخولاً الجنة فتكون المدة أربعين خريفاً
    باعتبار أول الفقراء وآخر الأغنياء والله أعلم".
    (6)

    --------------------------------
    (1) مشكاة المصابيح2/663)، ورقمه: 5235. وهو في مسلم برقم: 2979.

    (2) صحيح الجامع: (4/90) ورقمه:4104. وهو في سنن الترمذي برقم: 2351 .

    (3) انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة: (2/532)، ورقمه: 853، وقد قال الشيخ ناصر فيه :أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، أقول (الشيخ ناصر) : إنما هو على شرط مسلم فقط.

    (4) صحيح البخاري، كتاب الرقاق ، باب صفة الجنة والنار، فتح الباري2/345).

    (5) التذكرة ، للقرطبي : ص470 .

    (6) النهاية لابن كثير2/345).
    [/color]
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 7:56 pm


    أول ثلاثة يدخلون الجنة


    روى الترمذي بإسناد حسن عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
    قال :
    عُرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة :
    "
    شهيد

    وعفيف متعفف

    وعبد أحسن عبادة الله ، ونصح مواليه

    "

    .

    (1)

    --------------------------------
    (1) جامع الأصول 20/535). وعزاه محقق الجامع إلى أحمد في مسنده

    والحاكم في مستدركه، والبيهقي في السنن.وهو في سنن الترمذي برقم : 1642 .
    وقال الترمذي فيه هذا حديث حسن وأورده الألباني في ضعيف الترمذي.




    دخول عصاة المؤمنين الجنة


    المطلب الأول

    إخراجهم من النار وإدخالهم الجنة بالشفاعة



    روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله

    - صلى الله عليه وسلم -:

    " أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون
    ولكن (1) ناس أصابتهم النار بذنوبهم (أو قال: بخطاياهم) فأماتتهم إماتة

    حتى إذا كانوا فحماً، أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر (2)

    فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم

    فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل".
    (3)

    ولمسلم من حديث جابر بن عبد الله يرفعه إلى رسول الله

    - صلى الله عليه وسلم -:
    " إن أقواماً يخرجون من النار يحترقون فيها
    إلا دارات وجوههم ، حتى يدخلون الجنة ".
    (4)

    وهؤلاء الذين يخرجون من النار ويدخلون الجنة يسميهم أهل الجنة بالجهنميين

    ففي صحيح البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنهما

    عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
    " يخرج قوم من النار بشفاعة محمد - صلى الله عليه وسلم -

    فيدخلون الجنة ، يسمون الجهنميين ".
    (5)

    وفي الصحيح أيضاً عن جابر رضي الله عنه أن النبي

    - صلى الله عليه وسلم -

    قال: " يخرج (6) من النار بالشفاعة كأنهم الثعارير
    قلت : وما الثعارير؟ قال: الضغابيس ".
    (7)

    وروى البخاري عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -

    قال: " يخرج قوم من النار بعدما مسهم منها سفع

    فيدخلون الجنة، فيسميهم أهل الجنة الجهنميين".

    (8)




    وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة الطويل في وصف الآخرة: .
    " حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد
    وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار
    أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئاً

    ممن أراد الله أن يرحمه، ممن يقول: لا إله إلا الله ، فيعرفونهم في النار

    يعرفونهم بأثر السجود، تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود
    حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود

    فيخرجون من النار وقد امتحشوا (احترقوا)، فيصب عليهم ماء الحياة

    فينبتون منه ، كما تنبت الحبة في حميل السيل ".
    (9)

    وقد ورد في أكثر من حديث أن الله يخرج من النار

    من كان في قلبه مثقال دينار أو نصف دينار أو مثقال ذرة من إيمان
    بل يخرج أقواماً لم يعملوا خيرا ً قط، ففي حديث أبي سعيد الخدري قال:
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

    " يدخل الله أهل الجنة الجنة ،يدخل من يشاء برحمته
    ويدخل أهل النار النار ، ثم يقول:

    " انظروا من وجدتم في قلبه حبة من خردل من إيمان فأخرجوه.. ".

    (10)



    وفي حديث جابر بن عبد الله في ورود النار:
    " ثم تحل الشفاعة
    ويشفعون حتى يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله

    وكان في قلبه من الخير مثقال شعيرة ، فيجعلون بفناء الجنة

    ويجعل أهل الجنة يرشون عليهم الماء ، حتى ينبتوا نبات الشيء في حميل السيل.
    ويذهب حراقه (11)
    ثم يسأل حتى يجعل له الدنيا وعشرة أمثالها معها".
    (12)

    وفي حديث أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
    قال:
    " يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله

    وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة
    ثم يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله، وكان في قلبه ما يزن برة،
    ثم يخرج من النار من قال:

    لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن الذرة".

    (13)



    المطلب الثاني

    موقف الفِرَق من الشفاعة


    أنكرت الخوارج والمعتزلة (14)

    شفاعة الشافعين في أهل الكبائر والذين أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها
    والذين دخلوها أن دخلوها أن يخرجوا منها
    قال القرطبي:

    " وهذه الشفاعة أنكرتها المبتدعة الخوارج والمعتزلة
    فمنعتها على أصولهم الفاسدة

    وهي الاستحقاق العقلي المبني على التحسين والتقبيح " .
    (15)

    وهذه المقولة المضادة للأحاديث الصحيحة المتواترة برزت والصحابة أحياء

    روى مسلم في صحيحه عن يزيد الفقير، قال:
    " كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج

    فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد الحج ، ثم نخرج على الناس

    قال: فمررنا على المدينة، فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم
    جالس إلى سارية ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    قال: فإذا هو ذكر الجهنميين

    قال: فقلت له : يا صاحب رسول الله، ما هذا الذي تحدثون به والله
    يقول:

    ( إنك من تدخل النار فقد أخزيته &nbsp

    [ آل عمران:192]

    و ( كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها )
    [ السجدة:20]
    ؟ فما هذا الذي تقولون: قال: فقال: أتقرأ القرآن؟
    قلت : نعم. قال: فهل سمعت بمقام محمد عليه السلام(
    يعني الذي يبعثه الله فيه)؟
    قلت: نعم ، قال: فإنه مقام محمد - صلى الله عليه وسلم -

    المحمود الذي يخرج الله به من يخرج
    قال: ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه
    قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك، قال:
    غير أنه قد زعم أن قوماً يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها.

    قال: يعني فيخرجون كأنهم عيدان السماسم
    قال: فيدخلون نهراً من أنهار الجنة فيغتسلون فيه ، فيخرجون كأنهم القراطيس (16)

    فرجعنا قلنا: ويحكم، أترون الشيخ يكذب على رسول الله

    - صلى الله عليه وسلم - ؟

    فرجعنا. فلا والله ، ما خرج منا غير رجل واحد".

    (17)




    والخوارج والمعتزلة تطرفوا في هذه المسألة إذ زعموا أن أهل الكبائر .
    لا يخرجون من النار،ولا تنفعهم شفاعة الشافعين
    كما أن المرجئة تطرفوا في الجانب المقابل

    حيث لم يقطعوا بدخول أحد من أهل الكبائر النار

    ويزعمون أن أهل الكبائر جميعاً في الجنة من غير عذاب
    وكلا الفريقين مخالف للسنة المتواترة الثابتة عن الرسول

    - صلى الله عليه وسلم -
    وهم مخالفون لإجماع سلف الأمة وأئمتها
    وقد هدى الله أهل السنة والجماعة لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه
    حيث ذهبوا إلى أن أهل الكبائر تحت مشيئة الله

    إن شاء غفر لهم برحمته، وإن شاء عذبهم بذنوبهم
    ثم أدخلهم الجنة برحمته
    (أ نَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ...)
    [ النساء:48]
    وقال تعالى :

    ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ.
    إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
    [ الزمر:53]
    فالشرك لا يغفره الله ، وما دونه تحت المشيئة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له .
    وحجة الخوارج في نفي هذه الشفاعة الآيات الواردة

    في نفي الشفاعة التي يثبتها أهل الشرك

    فأهل الشرك يعتقدون أن الشفاعة عند الله كالشفاعة في الدنيا

    يشفع الشافع عند غيره بدون إذن منه، ويشفع الشافع عند غيره

    وإن لم يرض عن المشفوع له، وهذا لا يكون عند الله تبارك وتعالى
    وقد جاءت النصوص بإبطال هذا النوع من الشفاعة، كما قال تعالى:

    ( واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل )

    [ البقرة:48]
    وقال : ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )

    [المدثر:48]
    وقال: ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )
    [ غافر:18]
    وقد جاءت النصوص مبينة أن الشفاعة عند الله لا تكون إلا بإذنه
    ولا تكون إلا بعد أن يرضى عن الشافع والمشفوع له:

    ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) [البقرة:255]
    وقال: ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) [ الأنبياء:28]
    وقال : ( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً

    إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) [ النجم:26]
    وقال عن الملائكة أيضاً:
    ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون

    إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ) [الأنبياء:28]
    وقال:

    ( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له &nbsp [ سبأ:23].



    فهذه النصوص تنفي الشفاعة التي أثبتها المشركون للملائكة والأنبياء والصالحين وتبطلها
    وتثبت الشفاعة التي تكون بإذن الله ورضاه عن الشافع والمشفوع

    والله لا يرضى عن الكفرة المشركين، أما عصاة أهل التوحيد

    فيشفع فيهم الشافعون، ولا يشفعون لمشرك.
    روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:
    قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟
    قال:
    " لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك
    لما رأيت من حرصك على الحديث

    أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال:
    لا إله إلا الله

    خالصاً من قِبل نفسه ".

    (18)

    --------------------------------
    (1) لكن هنا مخففة مهملة لا تعمل .

    (2) جماعات جماعات .

    (3) رواه مسلم، كتاب الإيمان ، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار، (1/172). رقم : 185.

    (4) رواه مسلم كتاب الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة، (1/178) ، ودارات وجوههم: ما يحيط بالوجه من جوانبه.

    (5) صحيح البخاري ، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، فتح الباري: (11/418) ولهم ذكر في حديث جابر عند مسلم : (1/179).

    (6) أي أقوام .

    (7) رواه البخاري ، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، فتح الباري: (11/416) والثعايير: قثاء صغار ، والضغبوس: نبت يخرج قدر شبر في دقة الأصبع لا ورق له، فيه حموضة . والمقصود (وصفهم بالبياض والدقة ).

    (8) المصدر السباق ، فتح الباري: (11/416).

    (9) صحيح مسلم، كتاب الإيمان ، باب الرؤية: (1/299) ،حديث رقم : (182).

    (10) صحيح مسلم ، كتاب الإيمان، باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين: (1/172).

    (11) حراقة : معناه أثر النار ، والضمير في (حراقه) يعود على المخرجين .

    (12) صحيح مسلم ، باب أدنى أهل الجنة منزلة: (1/178).

    (13) صحيح مسلم ، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة: (1/182). والأحاديث في هذا كثيرة.

    (14) الخوارج فرقة خرجت بعد معركة صفين كفّرت علياً ومعاوية، ومن معهما، وزعمت أن أهل المعاصي مخلدون في النار، والمعتزلة أتباع واصل بن عطاء ذهبوا مذهب المعتزلة ، في القول بتخليد أصحاب الكبائر في النار، وتوقفوا في أمرهم في الدنيا .

    (15) التذكرة للقرطبي: ص249.

    (16) الصحف التي يكتب فيها .

    (17) صحيح مسلم، كتاب الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة،(1/179)، ورقمه:191.

    (18) رواه البخاري ، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، فتح الباري11/418).
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 8:00 pm




    آخر من يدخل الجنة

    حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم -
    قصة آخر رجل يخرج من النار ويدخل الجنة

    وما جرى من حوار بينه وبين ربه

    وما أعطاه الله من الكرامة العظيمة التي لم يُصدّق أن الله أكرمه بها لعظمها
    وقد جمع ابن الأثير روايات هذا الحديث في جامع الأصول

    ومنه نقلنا هذه الأحاديث
    (1) :

    1- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله

    - صلى الله عليه وسلم -:
    " إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها ، وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة :
    رجل يخرج من النار حبواً

    فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى
    فيرجع فيقول: يا رب ، وجدتها ملأى
    فيقول الله عز وجل: اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا
    وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا

    فيقول: أتسخر بي – أو أتضحك بي – وأنت الملك ؟
    قال : فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    ضحك حتى بدت نواجذه

    فكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة "
    أخرجه البخاري ومسلم.



    ولمسلم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

    " إني لأعرف آخر أهل النار خروجاً من النار :
    رجل يخرج منها زحفا، فيقال له: انطلق فادخل الجنة
    قال: فيذهب فيدخل الجنة ، فيجد الناس قد أخذوا المنازل
    فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟ فيقول : نعم

    فيقال له : تمنَّ ، فيتمنى فيقال له : لك الذي تمنيت ، وعشرة أضعاف الدنيا

    فيقول : أتسخر بي وأنت الملك ؟
    قال: فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    يضحك حتى بدت نواجذه "
    وفي رواية الترمذي مثل هذه التي لمسلم.

    (2)

    2- عن عبد الله بن مسعود رضي الله أن رسول الله

    - صلى الله عليه وسلم -
    قال:
    " آخر من يدخل الجنة رجل ، فهو يمشي مرة ، ويكبو مرة
    وتسفعه النار مرة، فإذا ما جاوزها التفت إليها

    فقال: تبارك الذي نجاني منك
    لقد أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحداً من الأولين والآخرين
    فترفع له شجرة ، فيقول: يا رب

    أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها ،وأشرب من مائها

    فيقول الله عز وجل: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها؟
    فيقول: لا ، يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها
    قال : وربه عز وجل يعذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها

    فيستظل بظلها ،ويشرب من مائها
    ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى ، فيقول: أي رب

    أدنني من الشجرة لأشرب من مائها وأستظل بظلها

    لا أسألك غيرها فيقول: يا ابن آدم ، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟

    فيقول: لعلي أن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها
    وربه تعالى يعذره ، لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها

    فيستظل بظلها، ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة
    وهي أحسن من الأوليين، فيقول: أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها

    وأشرب من مائها، لا أسألك غيرها، فيقول: يا ابن آدم

    ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى
    يا رب لا أسألك غيرها – وربه عز وجل يعذره، لأنه يرى ما لا صبر له عليه

    فيدنيه منها ، فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة فيقول: أي رب أدخلنيها

    فيقول: يا ابن آدم ، ما يصريني منك (4)

    أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟
    قال : يا رب ، أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟
    فضحك ابن مسعود ، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟
    فقالوا: مم تضحك؟
    قال: هكذا ضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ فقال: من ضحك رب العالمين

    حين قال : أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟
    فيقول: إني لا أستهزئ منك ، ولكني على ما أشاء قادر "

    أخرجه مسلم .
    (5)



    وهذا الحديث هكذا أخرجه الحميدي وحده في أفراد مسلم
    والذي قبله في المتفق عليه ، وقال: إنما أفردناه للزيادة التي فيه.

    وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله
    - صلى الله عليه وسلم - قال:
    " إن أدنى أهل الجنة منزلة: رجل صرف الله وجهه عن النار قِبل الجنة
    ومثل له شجرة ذات ظل ، فقال : أي رب

    قربني من هذه الشجرة لأكون في ظلها ..

    وساق الحديث بنحو حديث ابن مسعود، ولم يذكر:
    فيقول: يا ابن آدم ، ما يصريني منك ؟ ..

    إلى آخر الحديث ".

    وزاد فيه :

    " ويذكره الله ، سل كذا وكذا ، فإذا انقطعت به الأماني
    قال الله : هو لك وعشرة أمثاله، قال: ثم يدخل بيته

    فتدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فيقولان : Cool الذي أحياك لنا

    وأحيانا لك، قال:" فيقول: ما أعطي أحد مثل ما أعطيت "
    أخرجه مسلم هكذا عقيب حديث ابن مسعود.

    (6)

    --------------------------------
    (1) جامع الأصول10/553) .

    (2) رواه البخاري11/386) في الرقاق، باب في صفة الجنة والنار،وفي التوحيد، باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، ومسلم رقم : 186 في الإيمان ، باب آخر أهل النار خروجاً ، والترمذي رقم : 2598 في صفة جهنم، باب رقم 10.

    (4) أي ما الذي يرضيك ، ويقطع مسألتك وأصل التصرية: القطع والجمع، ومنه الشاة المصراة: وهي التي جمع لبنها وقطع حلبه .

    (5) رقم: 187 في الإيمان ، باب آخر أهل النار خروجاً.

    (6) رواه مسلم رقم : 188 في الإيمان ، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها .

    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 8:05 pm



    الذين دخلوا الجنة قبل يوم القيامة

    أول من دخل الجنة من البشر هو أبو البشر آدم

    ( وقلنا يا أدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما )

    [ البقرة:35]
    وقال :

    ( ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما

    ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )

    [ الأعراف: 19]
    ولكن آدم عصى ربه بأكله من الشجرة التي نهاه الله عن الأكل منها

    فأهبطه الله من الجنة إلى دار الشقاء :

    ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً*
    وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى*
    فقلنا يا آدم هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى*

    إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى* وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى*
    فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى*
    فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما

    وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى*
    ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى*
    قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو &nbsp

    [ طه : 115-123].


    وقد رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
    الجنة ففي صحيح البخاري عن عمران بن حصين عن النبي
    - صلى الله عليه وسلم - قال:
    " اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء
    واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ".
    (1)

    ومن الذين يدخلون الجنة قبل يوم القيامة الشهداء
    ففي صحيح مسلم عن مسروق قال:
    سألنا عبد الله بن مسعود عن هذه الآية:

    ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون )
    [ آل عمران :169].
    قال: " إنا قد سألنا عن ذلك فقال:
    " أرواحهم في أجواف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش
    تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل
    فاطلع إليهم ربهم اطلاعه، فقال: هل تشتهون شيئاً؟

    قالوا: أي شيء نشتهي، ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا
    ففل بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا:

    قالوا: يا رب، نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى
    فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا ".
    (2)



    ومن مات عرض عليه مقعده من الجنة والنار بالغداة والعشي
    ففي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله

    - صلى الله عليه وسلم - قال:

    " إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي
    إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة

    وإن كان من أهل النار فمن أهل النار
    يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة ".
    (3)

    --------------------------------
    (1) صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في صفة الجنة ، فتح الباري: (6/318).

    (2) مشكاة المصابيح: (2/351)، ورقمه:3804.

    (3) رواه مسلم في صحيحه ، انظر مسلم بشرح النووي: (17: 300).
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 8:10 pm



    الجنة خالدة وأهلها خالدون

    النصوص الدالة على ذلك




    الجنة خالدة لا تفنى ولا تبيد،وأهلها فيها خالدون

    لا يرحلون عنها ولا يظعنون، ولا يبيدون ولا يموتون

    ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم )
    [ الدخان:56]
    ...

    ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً *

    خالدين فيها لا يبغون عنها حولا )
    [ الكهف:107-108].



    وقد سقنا عند الحديث عن خلود النار – الأحاديث التي يخبر فيها رسول الله
    - صلى الله عليه وسلم -

    عن ذبح الموت بين الجنة والنار، ثم يقال لأهل الجنة ولأهل النار :
    " يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ".

    إن مقتضى النصوص الدالة أن الجنة تخلق خلقاً غير قابل للفناء
    وكذلك أهلها ، ففي الحديث عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
    قال:

    " من يدخل الجنة ينعم ، لا يبأس ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ".
    (1)

    واستمع إلى النداء العلوي الرباني الذي ينادي به أهل الجنة بعد دخولهم الجنة :
    " إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً

    وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً

    وإن لكم أن تنعموا، فلا تبتئسوا أبدا

    فذلك قوله عز وجل :
    ( ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون &nbsp
    [ الأعراف:43].

    (2)



    --------------------------------
    (1) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة ، باب في دوام نعيم الجنة، (4/2181)، ورقمه:2836 .

    (2) صحيح مسلم ، كتاب الجنة ، باب دوام نعيم الجنة4/2183)، ورقمه :2837.

    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 8:16 pm

    القائلون بفناء الجنة


    قال بفناء الجنة كما قال بفناء النار الجهم بن صفوان إمام المعطلة
    وليس له سلف قط، لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان

    ولا من أئمة المسلمين ، و لا من أهل السنة ، وأنكره عليه عامة أهل السنة .

    وأبو الهذيل العلاف شيخ المعتزلة قال بفناء حركات أهل الجنة والنار
    بحيث يصيرون إلى سكون دائم لا يقدر أحد منهم على حركة (1).
    وكل هذا باطل



    قال شارح الطحاوية :
    " فأما أبدية الجنة، وأنها لا تفنى ولا تبيد، فهذا مما يعلم بالضرورة أن الرسول

    - صلى الله عليه وسلم - أخبر به، قال تعالى:

    ( وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض

    إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ )
    [هود:108]

    أي غير مقطوع، ولا ينافي ذلك قوله :
    ( إلا ما شاء ربك ) [ هود:108]
    " (2)

    وقد ذكر شارح الطحاوية اختلاف السلف في هذا الاستثناء فقال:

    " واختلف السلف في هذا الاستثناء:
    فقيل : معناه إلا مدة مكثهم في النار
    وهذا يكون لمن دخل منهم إلى النار ثم أخرج منها، لا لكلهم .
    وقيل: إلا مدة مقامهم في الموقف

    وقيل : إلا مدة مقامهم في القبور والموقف .
    وقيل: هو استثناء الرب ولا يفعله
    كما تقول: والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك
    وأنت لا تراه، بل تجزم بضربه.
    وقيل: " إلا " بمعنى الواو، وهذا على قول بعض النحاة
    وهو ضعيف.وسيبويه يجعل إلا بمعنى لكن

    فيكون الاستثناء منقطعاً

    ورجحه ابن جرير وقال : إن الله تعالى لا خلف لوعده

    وقد وصل الاستثناء بقوله : ( عطاء غير مجذوذ ) [ هود:108]

    قالوا :
    ونظيره أن تقول : أسكنتك داري حولاً إلا ما شئت، أي سوى ما شئت
    ولكن ما شئت من الزيادة عليه . وقيل : الاستثناء لإعلامهم بأنهم

    – مع خلودهم – في مشيئة الله ، لأنهم لا يخرجون عن مشيئته

    ولا ينافي ذلك عزيمته وجزمه لهم بالخلود، كما في قوله تعالى :

    ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا )
    [ الإسراء:86]

    وقوله تعالى : ( فإن يشأ الله يختم على قلبك )
    [الشورى:24]

    وقوله :

    (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به ) [يونس:16]

    ونظائره كثيرة، يخبر عباده سبحانه أن الأمور كلها بمشيئته
    ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن.

    وقيل : إن " ما " بمعنى " من " أي: إلا من شاء الله دخوله النار بذنوبه من السعداء .
    وقيل غير ذلك.

    وعلى كل تقدير ، فهذا الاستثناء من المتشابه، وقوله:
    ( عطاء غير مجذوذ ) [ هود:108].
    وكذلك قوله تعالى : ( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد )
    [ص:54]
    . وقوله : ( أكلها دائم وظلها ) [ الرعد:35].
    وقد أكد الله خلود أهل الجنة بالتأبيد في عدة مواضع من القرآن
    وأخبر أنهم ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ) [الدخان:56].
    وهذا الاستثناء منقطع ، وإذا ضممته إلى الاستثناء في
    قوله تعالى :

    (إلا ما شاء ربك &nbsp [هود:108]

    - تبين أن المراد من الآيتين استثناء الوقت الذي لم يكونوا فيه في الجنة من مدة الخلود

    كاستثناء الموتة الأولى من جملة الموت
    فهذه موتة تقدمت على حياتهم الأبدية
    وذلك مفارقة للجنة تقدمت على خلودهم فيها ".
    (3)

    --------------------------------
    (1) راجع شرح الطحاوية: ص480 .

    (2) شرح الطحاوية:481.

    (3) شرح العقيدة الطحاوية: 481.
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 8:19 pm



    صفة الجنة

    الجنة لا مثل لها

    .........................


    نعيم الجنة يفوق الوصف ، ويقصر دونه الخيال، ليس لنعيمها نظير فيما يعلمه أهل الدنيا، ومهما ترقى الناس في دنياهم ، فسيبقى ما يبلغونه أمراً هيناً بالنسبة لنعيم الآخرة، فالجنة كما ورد في بعض الآثار لا مثل لها، " هي نور يتلألأ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد، ونهر مطرد وفاكهة نضيجة ، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة ، في مقام أبداً، في حبرة ونضرة ، في دور عالية سليمة بهية ". (1)

    وقد سأل الصحابة الرسول عن بناء الجنة ، فأسمعنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الإجابة وصفاً عجباً، يقول عليه السلام في صفة بنائها: " لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة، وملاطها المسك الأذفر (2)، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس ، ويخلد ولا يموت، ولا يبلى ثيابها ، ولا يفنى شبابهم "(3). وصدق الله حيث يقول : ( وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ) [الإنسان:20].

    وما أخفاه الله عنا من نعيم الجنة شيء عظيم لا تدركه العقول، ولا تصل إلى كنهه الأفكار ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) [ السجدة:17] ، وقد جاء في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قال الله : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) [السجدة:17](4). ورواه مسلم من عدة طرق عن أبي هريرة وجاء في بعض طرقه : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخراً ، بلْه (5) ما أطلعكم الله عليه، ثم قرأ : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) . [ السجدة:17]" (6). ورواه مسلم عن سهل بن سعد الساعدي قال: شهدت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلساً وصف فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال - صلى الله عليه وسلم - في آخر حديثه:" فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم قرأ هذه الآية : ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) [ السجدة: 16-17](7) .

    --------------------------------
    (1) هذا نص حديث أورده ابن ماجة في سننه ، في كتاب الزهد، باب صفة الجنة،(2/1448)، ورقمه: 4332 ، ولم ننسبه إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن في إسناده مقالاً ، وإن كان ابن حبان أورده في صحيحه، ومعناه جميل تشهد له النصوص من الكتاب والسنة.

    (2) الملاط: المادة التي توضع بين اللبنتين .

    (3) رواه أحمد والترمذي والدارمي، انظر مشكاة المصابيح: (3/89)، وهو صحيح بطرقه كما أشار إلى ذلك محقق المشكاة.

    (4) رواه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة، فتح الباري6/318).

    (5) بله: بفتح الباء وسكون اللام ، ومعناها: دع ما أطلعكم الله عليه ، فالذي لم يطلعكم عليه أعظم، وكأنه أضرب عنه استقلالاً له في جنب ما لم يطلع عليه، أفاده النووي في شرحه على مسلم (17/166) .

    (6) رواه مسلم في صحيحه في كتاب الجنة وصفة نعيم أهلها: (2/2174)،ورقم الحديث:2824 .

    (7) رواه مسلم ، حديث رقم:2824.
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 8:23 pm

    ..
    أبواب الجنة

    .............

    للجنة أبواب يدخل منها المؤمنون كما يدخل منها الملائكة

    ( جنات عدن مفتحة لهم الأبواب ) [ ص:50]
    ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب *
    سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار &nbsp

    [ الرعد:23]
    وأخبرنا الحق تبارك وتعالى أن هذه الأبواب تفتح عندما يصل المؤمنون إليها
    وتستقبلهم الملائكة محيية بسلامة الوصول :
    ( حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ) [الزمر:73].

    وأخبرنا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أن أبواب الجنة تفتح في كل عام في رمضان، فعن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ". (1)

    وعدد أبواب الجنة ثمانية، وأحد هذه الأبواب يسمى الريّان وهو خاص بالصائمين ففي الصحيحين عن سهل بن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " في الجنة ثمانية أبواب، باب منها يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل غيرهم". (2)

    وهناك باب للمكثرين من الصلاة ،وباب للمتصدقين، وباب للمجاهدين ، بالإضافة إلى باب الصائمين المسمى بالريّان، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أنفق زوجين في سبيل الله من ماله، دُعي من أبواب الجنة، وللجنة ثمانية أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام ". فقال أبو بكر : والله ما على أحد من ضرر دعي من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال: نعم ، وأرجو أن تكون منهم". (3)

    وسؤال أبي بكر يريد به شخصاً اجتمعت فيه خصال الخير، من صلاة، وصيام ، وصدقة وجهاد ونحو ذلك ، بحيث يدعي من جميع تلك الأبواب ، وقد أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الذي ينفق زوجين في سبيل الله يدعى من أبواب الجنة الثمانية ، وأخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الذي يتوضأ فيحسن الوضوء ، ثم يرفع بصره إلى السماء فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله تفتح له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها يشاء.

    فقد روى مسلم في صحيحه، عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ (أبو يسبغ) الوضوء ، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله ،وأن محمداً عبده ورسوله ، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية ، يدخل من أيها شاء ". (4)

    وقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن خص الذين لا حساب عليهم بباب خاص بهم دون غيرهم وهو باب الجنة الأيمن ، وبقيتهم يشاركون بقية الأمم في الأبواب الأخرى، ففي الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة في حديث الشفاعة " فيقول الله : يا محمد : أدخل من لا حساب عليه من أمتك من الباب الأيمن ، وهم شركاء الناس في الأبواب الأخرى " ثم بين في هذا الحديث سعة أبواب الجنة ، وأن ما بين جانبي الباب كما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى، ففي الحديث السابق المتفق عليه يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفس محمد بيده: إن بين المصراعين من مصاريع الجنة ، أو ما بين عضادتي الباب، كما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبصرى ". (5)

    وقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن أبواب الجنة تفتح في رمضان ، ففي الصحيحين ومسند أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وفي رواية: " فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار " . (6)

    وورد في بعض الأحاديث أن ما بين المصراعين مسيرة أربعين سنة ، فقد روى أحمد في "مسنده" وأبو نعيم في " الحلية" عن حكيم بن معاوية عن أبيه معاوية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن ما بين المصراعين في الجنة مسيرة أربعين سنة ، وليأتين عليه يوم، وإنه لكظيظ " وإسناده صحيح.

    ورواه مسلم وأحمد عن عتبة بن غزوان قال: " لقد ذكر لنا أن ما بين المصراعين في الجنة مسيرة أربعين نسة ،وليأتين عليه يوم ،وإنه لكظيظ من الزحام ".

    ورواه الطبراني في معجمه الكبير عن عبد الله بن سلام: " إن ما بين المصراعين في الجنة مسيرة أربعين سنة، يزاحم عليه كازدحام الإبل وردت لخمس ظما ". (7)

    --------------------------------
    (1) صحيح البخاري : 1898. وصحيح مسلم: 1079.

    (2) النهاية لابن كثير(2/214).

    (3) النهاية لابن كثير : (2/214).

    (4) صحيح مسلم:234.

    (5) النهاية لابن كثير 2/221).

    (6) مشكاة المصابيح1/612).

    (7) هذا التحقيق أخذناه بشيء من الاختصار من سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ ناصر الدين الألباني: (4/273)، ورقم الحديث: 1698.
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 8:30 pm



    درجات الجنة

    المطلب الأول

    الأدلة على أن الجنة درجات، وأهلها متفاوتون في الرفعة

    ........

    الجنة درجات بعضها فوق بعض ، وأهلها متفاضلون فيها بحسب منازلهم فيها ، قال الله تعالى : ( ومن يأتيه مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى ) [ طه:75].

    ومن الذين وضحوا هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية، قال: " والجنة درجات متفاضلة تفاضلاً عظيماً ، وأولياء الله المؤمنون المتقون في تلك الدرجات بحسب إيمانهم وتقواهم. قال تبارك وتعالى : ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكوراً * كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً * انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً ) [ الإسراء: 18-21].

    فبين الله سبحانه وتعالى أنه يمد من يريد الدنيا ومن يريد الآخرة من عطائه ،وأن عطاءه ما كان محظوراً من بر ولا فاجر، ثم قال تعالى : ( انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ) [ الإسراء:21]. فبين الله سبحانه أن أهل الآخرة يتفاضلون فيها أكثر مما يتفاضل الناس في الدنيا وأن درجات الآخرة أكبر من درجات الدنيا . وتفاضل أنبيائه عليهم السلام كتفاضل سائر عباده المؤمنين. فقال تعالى : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس &nbsp [ البقرة: 253]، وقال تعالى : ( ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبوراً ) [ الإسراء:55].

    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان ".

    وفي الصحيحين عن أبي هريرة وعمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر ". وقد قال الله تعالى: ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الدين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى ) [الحديد:10]وقال تعالى : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً* درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفوراً رحيماً ) [النساء: 95-96].

    وقال تعالى : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم * خالدين فيها أبداً إن الله عنده أجر عظيم ) [التوبة: 19-22] وقال تعالى: ( أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ) [ الزمر:9]، وقال تعالى: ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ) [ المجادلة:11] ". (1)

    وقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقاً على الله أن يدخله الجنة ، جاهد في سبيل ، أو جلس في أرضه التي ولد فيها، فقالوا : يا رسول الله ، أفلا نبشر الناس ؟ قال : إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله ، فاسألوه الفروس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ، أراه قال: وفوقه عرش الرحمن – ومنه تفجر أنهار الجنة ". (2)

    وثبت في الصحيح أيضاً عن أنس أن أم حارثة أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد هلك حارثة يوم بدر، أصابه سهم غرب، فقالت: يا رسول الله، قد علمت موقع حارثة من قلبي، فإن كان في الجنة لم أبك عليه، وإلا سوف ترى ما أصنع، فقال لها: " أجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه في الفردوس الأعلى ". (3)

    وقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن أهل الجنة متفاضلون في الجنة بحسب منازلهم فيها ، ففي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر (4) في الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم. قالوا: يا رسول الله ، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ؟ قال : بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ". (5)

    وفي مسند أحمد وسنن الترمذي وسنن ابن ماجة وصحي ابن حبان عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن أهل الدرجات العلى يراهم من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب الطالع في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما ". (6)

    قال القرطبي: " اعلم أن هذه الغرف مختلفة في العلو والصفة بحسب اختلاف أصحابها في الأعمال ، فبعضها أعلى من بعض وأرفع.. وقوله " والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين " ولم يذكر عملاً ، ولا شيئاً سوى الإيمان والتصديق للمرسلين، ذلك ليعلم أنه عنى الإيمان البالغ لتصديق المرسلين من غير سؤال آية ولا تلجلج، وإلا فكيف تنال الغرفات بالإيمان والتصديق الذي للعامة ، ولو كان كذلك كان جميع الموحدين في أعالي الغرفات ، وأرفع الدرجات، وهذا محال، وقد قال الله تعالى : (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ) [ الفرقان:75]، والصبر بذل النفس والثبات له وقوفاً بين يديه بالقلوب عبودية وهذه صفة المقربين.

    وقال في آية أخرى : ( ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحاً فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون ) [ سبأ:37]، فذكر شأن الغرفة ، وأنها لا تنال بالأموال والأولاد ، وإنما تنال بالإيمان والعمل الصالح، ثم بين أن لهم جزاء الضعف، وأن محلهم الغرفات ، يعلمك أن هذا إيمان طمأنينة وتعلق قلب به ، مطمئناً به في كل ما نابه ، وبجميع أموره وأحكامه ، فإذا عمل عملاً صالحاً، فلا يخلطه بضده ، وهو الفاسد ، فلا يكون العمل الصالح الذ ي لا يشوبه فساد إلا مع إيمان بالغ مطمئن صاحبه بمن آمن وبجميع أموره وأحكامه، والمخلط ليس إيمانه وعمله هكذا، فلهذا كانت منزلته دون غيره". (7)

    وأهل الدرجات العاليات يكونون في نعيم أرقى من الذين دونهم، فقد ذكر الله أنه أعد للذين يخافونه جنتين ( ولمن خاف مقام ربه جنتان &nbsp [ الرحمن:46]، ووصفهما ، ثم قال : ( ومن دونهما جنتان ) [الرحمن:62]، أي دون تلك الجنتين في المقام والمرتبة، من تأمل صفات الجنتين اللتين ذكرهما الله آخراً علم أنهما دون الأوليين في الفضل، فالأوليان للمقربين، والأخريان لأصحاب اليمين ، كما قال ابن عباس وأبو موسى الأشعري. (8)

    قال القرطبي: " لما وصف الجنتين أشار إلى الفرق بينهما، فقال في الأوليين: ( فيهما عينان تجريان ) [ الرحمن:50] ، وقال في الأخريين : ( فيهما عينان نضاختان ) [الرحمن:66]، أي فوارتان بالماء، ولكنهما ليستا كالجاريتين ، لأن النضخ دون الجري ، وقال في الأوليين: ( فيهما من كل فاكهة زوجان ) [ الرحمن:52]، معروف وغريب، رطب ويابس، فعم ولم يخص ، وفي الأخريين: ( فيهما فاكهة ونخل ورمان ) [الرحمن:68]، ولم يقل من كل فاكهة زوجان، وقال في الأوليين : ( متكئين على فرش بطائنها من استبرق ) [ الرحمن:54]، وهو الديباج، وفي الأخريين: ( متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان ) [الرحمن:76]، والعبقري الوشي ، ولا شك أن الديباج أعلى من الوشي، والرفرف كسر الخبا ، ولا شك أن الفرش المعدة للاتكاء عليها أفضل من الخبا.

    وقال في الأوليين في صفة الحور العين: ( كأنهن الياقوت والمرجان ) [الرحمن:58]، وفي الأخريين: ( فيهن خيرات حسان ) [الرحمن:70]، وليس كل حسن كحسن الياقوت والمرجان، وقال في الأوليين : ( ذواتا أفنان ) [الرحمن:48]، وفي الأخيرتين : (مدهامتان ) [الرحمن:64]، أي خضراوان كأنهما من شدة خضرتهما سوداوان، ووصف الأوليين بكثرة الأغصان، والآخرتين بالخضرة وحدها". (9)

    وفي صحيح البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " جنتان من فضة ، آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن " (10) ، وفي رواية الترمذي:" إن في الجنة جنتين من فضة .. "وذكر الحديث . (11)

    وذكر الحق تبارك وتعالى أن الأبرار يشربون كأساً ممزوجة بالكافور : ( إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا &nbsp [الإنسان:5]، وقال في موضع آخر : ( ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا ) [الإنسان:17] ، ويبدو أن هذا – والعلم عند الله – لأهل اليمين، وقال في موضع آخر: ( ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون ) [المطففين:28-28]، فأهل اليمين يشربون شراباً ممزوجاً من تسنيم ، وهي عين في الجنة ، والمقربون يشربون من تسنيم صرفاً غير ممزوج .
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 8:32 pm



    المطلب الثاني

    أعلى أهل الجنة وأدناهم منزلة

    .............

    روى مسلم في صحيحه عن المغيرة بن شعبة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – قال : " سأل موسى ربه :ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أدخل أهل الجنة الجنة ، فيقال له : ادخل الجنة . فيقول: أي رب كيف ؟ وقد نزل الناس منازلهم ، وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب ، فيقول : لك ذلك ومثله ، ومثله ، ومثله ، ومثله. فقال في الخامسة: رضيت، رب. فيقول: لك هذا وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذت عينك. فيقول: رضيت رب .

    قال: رب . فأعلاهم منزلة ؟ قال:" أولئك الذين أردت، غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها، فلم تر عين ،ولم تسمع أذن،ولم يخطر على قلب بشر " قال: ومصداقه في كتاب الله عز وجل : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) [ السجدة:17] ". (12)

    المطلب الثالث

    المنزلة العليا في الجنة

    أعلى منزلة في الجنة ينالها شخص واحد تسمى الوسيلة ، وسينالها- إن شاء الله – النبي المصطفى المختار خيرة الله من خلقه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن كثير النهاية: " ذكر أعلى منزلة في الجنة وهي الوسيلة، فيها مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محمودا الذي وعدته، حلت له الشفاعة يوم القيامة ". (13)

    وساق حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند مسلم في صحيحه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ فإن من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه عشراً، ثم سلوا الله تعالى لي الوسيلة، فإن من سأل الله لي الوسيلة حلت له الشفاعة ". (14)

    وقد سأل الصحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - قائلين : " وما الوسيلة؟ قال: أعلى درجة في الجنة ، لا ينالها إلا رجل واحد، وأرجو أن أكون هو " رواه أحمد عن أبي هريرة، وفي المسند عن أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الوسيلة درجة عند الله ،ليس فوقها درجة، فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة ". (15)

    المطلب الرابع

    الذين ينزلون الدرجات العاليات

    من الذين يحلون الدرجات العاليات في الجنة الشهداء ، وأفضلهم الذين يقاتلون في الصفوف الأولى لا يلتفون حتى يقتلوا ، ففي مسند أحمد ومعجم الطبراني عن نعيم بن همار (16) بإسناد صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أفضل الشهداء الذين يقاتلون في الصف الأول، فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة، يضحك إليهم ربهم ، فإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه ". (17)

    والساعي على الأرملة والمسكين له منزلة المجاهد في سبيل الله، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الساعي على الأرملة والمسكين ، كالمجاهد في سبيل الله – وأحسبه قال: وكالقائم لا يفتر ، وكالصائم لا يفطر ". (18)

    ومنزلة كافل اليتيم قريبة من منزلة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :" كافل اليتيم له أو لغيره، أنا وهو كهاتين في الجنة " وأشار مالك بالسبابة والوسطى . (19)

    ويرفع الله درجة الآباء ببركة دعاء الأبناء، ففي مسند أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أنَّى لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدك لك".

    قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة،ولكن له شاهد في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له ". (20)

    --------------------------------
    (1) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: (11/188).

    (2) رواه البخاري في صحيحه ، كتاب الجهاد ، باب درجات المجاهدين في سبيل الله : فتح الباري : (6/11).

    (3) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، فتح الباري: (11/418).

    (4) الغابر : الذاهب أو الباقي ، فإنّ غبر من الأضداد ، يقال : غبر إذا ذهب ، وغبر إذا بقي ، ويعني به أن الكوكب حالة طلوعه وغروبه بعيد عن الأبصار فيظهر صغيراً لبعده .

    (5) صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق، باب صفة الجنة والنار، فتح الباري: (6/220) وصحيح مسلم ، كتاب الجنة ، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف، (4/2177)، ورقمه:2831.

    (6) صحيح الجامع الصغير، (2/187)، ورقمه: 2026.

    (7) التذكرة للقرطبي : ص464.

    (8) التذكرة للقرطبي : ص440.

    (9) التذكرة للقرطبي : ص440.

    (10) جامع الأصول: (10/498)، ورقمه:8029.

    (11) المصدر السابق.

    (12) صحيح مسلم:189.

    (13) صحيح البخاري :614.

    (14) صحيح مسلم ، كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها: (1/176) ورقمه:189.

    (15) انظر هذه الأحاديث في (النهاية) لابن كثير2/2332).

    (16) قال ابن حجر في (تقريب التهذيب) نعيم بن همّار ، بتشديد الميم ، أو هبار ، أو خمّار، بالمعجمة أوالمهملة ، الغطفاني ، صحابي ، ورجح الأكثر أن اسم أبيه همار .

    (17) مسند أحمد : (5/287). صحيح الجامع الصغير: (1/363) ، ورقمه: 1118.

    (18) صحيح مسلم ، كتاب الزهد. باب الإحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم2/2286)، ورقم الحديث:2982.

    (19) المصدر السابق، وقوله له أو لغيره) أي سواء أكفله من ماله، أو من اليتيم بولاية شرعية.

    (20) النهاية لابن كثير: (2/340).
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 8:36 pm



    تربة الجنة
    ...........

    ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك عن أبي ذر في حديث المعراج قال
    : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

    " أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك ".

    وفي صحيح مسلم ومسند أحمد عن أبي سعيد أن ابن صياد سأل الرسول

    - صلى الله عليه وسلم - عن تربة الجنة ، فقال :
    " هي درمكة (1) بيضاء مسك خالص "
    وفي مسند أحمد عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    في اليهود: " إني سائلهم عن تربة الجنة

    وهي درمكة بيضاء، فسألهم، فقالوا: هي خبزة يا أبا القاسم
    فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الخبز من الدرمك ".
    (2)

    وروى أحمد والترمذي والدارمي عن أبي هريرة، قال: قلت:

    يا رسول الله، مم خلق الخلق ؟ قال:ٍ" من ماء". قلنا: الجنة ما بناؤها؟ قال :
    " لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وملاطها المسك الأظفر
    وحصباؤها الدر والياقوت، وتربتها الزعفران، من يدخلها ينعم ،
    ولا يبأس، ويخلد ولا يموت ، ولا يبلى ثيابهم ، ولا يفنى شبابهم ".

    (3)

    --------------------------------
    (1) الدرمكة : واحدة الدرمك ، وهو الدقيق الحواري الخالص البياض .

    (2) انظر هذه الأحاديث في النهاية لابن كثير: (2/242).

    (3) مشكاة المصابيح: (3/89)، ورقمة : 5630، وقال محقق المشكاة: وله طرق وشواهد، وأورده في سلسلة الأحاديث الصحيحة.




    أنهار الجنة

    ...........

    أخبرنا الله تبارك وتعالى بأن الجنة تجري من تحتها الأنهار،
    ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار )

    [ البقرة:25]
    وأحيانا يقول : تجري تحتهم الأنهار:

    ( أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار &nbsp
    [ الكهف:31].

    وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن أنهار الجنة حديثا واضحاً بينا ، ففي إسرائه صلوات الله وسلامه عليه:" رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها (1)
    نهران ظاهران ونهران باطنان ، فقلت: يا جبريل ، ما هذه الأنهار ؟
    قال : ٍأما النهران الباطنان : فنهران في الجنة وأما الظاهران: فالنيل والفرات " .
    (2)

    وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله

    - صلى الله عليه وسلم -: "

    رفعت لي السدرة ،فإذا أربعة أنهار: نهران ظاهران ، ونهران باطنان،

    فأما الظاهران : فالنيل والفرات ، وأما الباطنان: فنهران في الجنة".
    (3)

    وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة ". (4)

    " ولعل المراد من كون هذه الأنهار من الجنة أن أصلها منها كما أن أصل الإنسان من الجنة ،فلا ينافي الحديث ما هو معلوم مشاهد من أن هذه الأنهار تنبع من منابعها المعروفة في الأرض، فإذا لم يكن هذا هو المعنى أو ما يشبهه ، فالحديث من أمور الغيب التي يجب الإيمان بها، والتسليم للمخبر عنها ". (5)

    وقال القاري: " إنما جعل الأنهار الأربعة من أنهار الجنة، لما فيها من العذوبة والهضم، ولتضمنها البركة الإلهية، وتشرفها بورود الأنبياء إليها وشربهم منها ". (6)

    ومن أنهار الجنة الكوثر الذي أعطاه الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إنا أعطيناك الكوثر ) [ الكوثر:1]، وقد رآه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحدثنا عنه ، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " بينما أنا أسير في الجنة، إذ أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ، فإذا طيبه- أو طينه – مسك أذفر" شك هُدْبة. (7)

    وقد فسر ابن عباس الكوثر بالخير الكثير الذي أعطاه الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال أبو بشر لسعيد بن جبير راوي هذا التفسير عن ابن عباس: إن أناساً يزعمون أنه نهر في الجنة ، فقال سعيد : النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه. (8)

    وقد جمع الحافظ بن كثير الأحاديث التي أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيها عن الكوثر ، فمن هذه الأحاديث ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس ، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين أنزلت عليه ( إنا أعطيناك الكوثر ) [ الكوثر:1] قال: " أتدرون ما الكوثر ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هو نهر وعدنيه الله عز وجل ، عليه خير كثير".

    وساق حديث أنس عند أحمد في مسنده عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: " أعطيت الكوثر ، فإذا نهر يجري على ظهر الأرض ، حافتاه قباب اللؤلؤ، ليس مسقوفاً ، فضربت بيدي إلى تربته ، فإذا تربته مسك أذفر ، وحصباؤه اللؤلؤ ".

    وفي رواية أخرى في المسند عن أنس يرفعه: " هو نهر أعطانيه الله في الجنة ، ترابه مسك ، ماؤه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، ترده طيور أعناقها مثل أعناق الجزور".

    وقد ساق الحافظ ابن كثير روايات أخرى كثيرة في الموضوع فارجع إليه إن شئت المزيد. (9)

    وأنهار الجنة ليست ماء فحسب ، بل منها الماء ، ومنها اللبن ، ومنها الخمر ، ومنها العسل المصفى .

    قال تعالى : ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ) [ محمد:15].

    وفي سنن الترمذي بإسناد صحيح عن حكيم بن معاوية ( وهو جد بهز بن حكيم ) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن في الجنة بحر العسل ، وبحر الخمر ، وبحر اللبن ، وبحر الماء ، ثم تنشق الأنهار بعد ". (10)

    فأنهار الجنة تنشق من تلك البحار التي ذكرها الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن نهر يسمى بارق يكون على باب الجنة، ويكون الشهداء في البرزخ عند هذا النهر، ففي مسند أحمد، ومعجم الطبراني، ومستدرك الحاكم عن ابن عباس بإسناد حسن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " الشهداء على بارق نهر بباب الجنة ، في قبة خضراء ،يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً ". (11)

    --------------------------------
    (1) الضمير عائد إلى سدرة المنتهى،كما دل على ذلك سياق بعض الأحاديث .

    (2) رواه مسلم في صحيحه ، كتاب الإيمان، باب الإسراء (1/150)، ورقم الحديث :164.

    (3) جامع الأصول : (10/507)،وقال المحقق: رواه البخاري تعليقا في الأشربة ، قال الحافظ في الفتح : وصله أبو عوانة والإسماعيلي والطبراني في (الصغير) من طريقه.

    (4) صحيح مسلم، كتاب الجنة ، باب ما في الدنيا من أنهار الجنة، (4/2183)، ورقم الحديث 2839 وعزاه الشيخ ناصر في سلسلة الأحاديث الصحيحة: (1/6) إلى مسلم وأحمد والآجري والخطيب.

    (5) سلسلة الأحاديث الصحيحة(1/18).

    (6) نقله عن الشيخ ناصر في تعليقه على مشكاة المصابيح : (3/80).

    (7) صحيح البخاري ، كتاب الرقاق ، باب في الحوض ، فتح الباري: (11/464) ، وهدبة أحد رواة الحديث .

    (8) صحيح البخاري ،كتاب الرقاق،باب في الحوض، فتح الباري : (11/463).

    (9) النهاية لابن كثير: (2/246).

    (10) جامع الأصول : (10/507)، وقال المحقق: رواه الترمذي في صفة أنهار الجنة،ورواه أيضاً الدارمي ،وقال الترمذي : حديث حسن صحيح، وهو كما قال.

    (11) صحيح الجامع الصغير 3/235) ،ورقمه: 3636.
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 9:05 pm

    عيون الجنة
    ........

    في الجنة عيون كثيرة مختلفة الطعوم والمشارب ( إن المتقين في جنات وعيون )
    [ الحجر:45]،
    ( إن المتقين في ظلال وعيون ) [المرسلات:41]،

    وقال في وصف الجنتين اللتين أعدهما لمن خاف ربه

    ( فيهما عينان تجريان ) [ الرحمن:50].
    وقال في وصف الجنتين اللتين دونهما

    ( فيهما عينان نضاختان ) [ الرحمن: 66].

    وفي الجنة عينان يشرب المقربون ماءها صرفاً غير مخلوط ،
    ويشرب منهما الأبرار الشراب مخلوطاً ممزوجاً بغيره.

    العين الأولى : عين الكافور قال تعالى :
    ( إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً*
    عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا ) [الإنسان : 5-6].
    فقد أخبر أن الأبرار يشربون شرابهم ممزوجاً من عين الكافور ،
    بينما عباد الله يشربونها خالصاً.

    العين الثانية : عين التسنيم ، قال تعالىٍ :
    ( إن الأبرار لفي نعيم* على الأرائك ينظرون *
    تعرف في وجوههم نضرة النعيم * يسقون من رحيق مختوم *

    ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم*
    عيناً يشرب بها المقربون )
    [المطففين:22-28].

    ومن عيون الجنة عين تسمى السلسبيل ، قال تعالى : ( ويسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً * عيناً فيها تسمى سلسبيلاً ) [الإنسان:17-18]. ولعل هذه هي العين الأولى نفسها.
    ..........
    قصور الجنة وخيامها

    ..........
    يبني الله لأهل الجنة في الجنة مساكن طيبة حسنة كما قال تعالى:
    ( ومساكن طيبة في جنات عدن ) [التوبة:72].

    وقد سمى الله في مواضع من كتابه هذه المساكن بالغرفات ،

    قال تعالى: ( وهم في الغرفات آمنون ) [سبأ:37]،

    وقال في جزاء عباد الرحمن :

    ( أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما ) [الفرقان:75]،
    وقال تعالى واصفاً هذه الغرفات :

    ( لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار

    وعد الله لا يخلف الله الميعاد ) [الزمر:20].
    قال ابن كثير: " أخبر عز وجل عن عباده السعداء أن لهم غرفاً في الجنة

    وهي القصور أي الشاهقة ،
    ( من فوقها غرف مبنية ) [الزمر: 20]،
    طباق فوق طباق مبنيات محكمات مزخرفات عاليات.
    وقد وصف لنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه القصور ، ففي الحديث الذي يرويه أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه عن أبي مالك الأشعري والترمذي عن عليٍّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ،أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام ، وألان الكلام ، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام ". (1)
    وقد أخبرنا الحق تبارك وتعالى أن في الجنة خياماً ، قال تعالى: ( حور مقصورات في الخيام ) [ الرحمن:72].
    وهذه الخيام خيام عجيبة، فهي من لؤلؤ، بل هي من لؤلؤة واحدة مجوفة ،طولها في السماء ستون ميلاً ، وفي بعض الروايات عرضها ستون ميلاً ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن قيس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الخيمة درة مجوفة طولها في السماء ثلاثون ميلاً، في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون"، قال أبو عبد الصمد والحارث عن أبي عمران :"ستون ميلاً ". (2)
    ورواه مسلم عن عبد الله بن قيس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة ، طولها ستون ميلاً ٍ،للمؤمن فيها أهلون ، يطوف عليهم المؤمن ، فلا يرى بعضهم بعضاً ".
    وفي رواية عند مسلم : " في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل، ما يرون الآخرين ، يطوف عليهم المؤمن" . (3)
    وقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن صفات قصور بعض أزواجه وبعض أصحابه ، ففي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة،قال: أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:" يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معا إناء فيه إدام وطعام ، فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب". (4)
    وفي صحيح البخاري ومسلم عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة ، فقلت: من هذا ؟ فقال: هذا بلال ، ورأيت قصراً بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا؟ فقالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك " ، فقال عمر : بأبي أنت وأمي يا رسول الله : أعليك أغار؟ ". (5)
    وقد أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالطريق الذي يحصل به المؤمن على مزيد من البيوت في الجنة ، فالذي يبني لله مسجداً يبني الله له بيتاً في الجنة، ففي مسند أحمد عن ابن عباس بإسناد صحيح أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: " من بنى لله مسجداً ، ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتاً في الجنة ". (6)
    وفي مسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم وسنن الترمذي وسنن ابن ماجة عن عثمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من بنى مسجداً ،يبتغي به وجه الله ، بنى الله له مثله في الجنة ". (7)
    وفي صحيح مسلم ومسند أحمد وسنن أبي داود ، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجة عن أم حبيبة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعاً، بنى الله له بيتاً في الجنة ". (8)
    --------------------------------
    (1) صحيح الجامع الصغير: (2/220) ،ورقمه: 2119.
    (2) صحيح البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب صفة الجنة ، فتح الباري 6/318).
    (3) رواه مسلم كتاب الجنة ، باب في صفة خيام الجنة4/2182) ورقمه: 2838.
    (4) مشكاة المصابيح: (3/266).
    (5) مشكاة المصابيح : (3/226).
    (6) صحيح الجامع الصغير: (5/265)، ورقم الحديث: 6005.
    (7) صحيح الجامع 5/316) ، ورقمه 6234 .
    (8) صحيح الجامع : ( 5/316)، ورقمه : 6234.
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 9:12 pm




    نور الجنة
    00000000000000000000

    قال القرطبي: " قال العلماء : ليس في الجنة ليل ونهار ، وإنما هم في نور دائم أبداً ، وإنما يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب وإغلاق الأبواب ، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب ، ذكره أبو الفرج بن الجوزي . (1)

    قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا * تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً ([مريم:62-63]: " أي في مثل وقت البكرات ووقت العشيات ، لا أن هناك ليلاً ونهاراً، ولكنهم في ٍأوقات تتعاقب يعرفون مضيها بأضواء وأنوار ". (2)

    ويقول ابن تيمية في هذا الموضوع:" والجنة ليس فيها شمس ولا قمر، ولا ليل ولا نهار ، لكن تعرف البكرة والعشية بنور يظهر من قِبل العرش ". (3)

    --------------------------------
    (1) التذكرة للقرطبي : ص504 .

    (2) تفسير ابن كثير: (4/471).

    (3) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ٍ(4/312).


    ...............


    ريح الجنة

    للجنة رائحة عبقية زكية تملأ جنباتها ،وهذه الرائحة يجدها المؤمنون من مسافات شاسعة ، ففي مسند أحمد وسنن النسائي وابن ماجة ومستدرك الحاكم بإسناد صحيح أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة ،وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً ". (1)

    وفي صحيح البخاري ومسند أحمد ،وسنن النسائي،وسنن ابن ماجة عن عبد الله بن عمرو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً ". (2)

    --------------------------------
    (1) صحيح الجامع الصغير: (5/335)،ورقم الحديث : 6324.

    (2) صحيح الجامع 5/337) ،ورقم الحديث : 6333. وهو في صحيح البخاري برقم : 3166 .


    ....................
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 9:18 pm



    أشجار الجنة وثمارها

    المطلب الأول

    أشجارها وثمارها كثيرة متنوعة دائمة

    .................................

    أشجار الجنة كثيرة طيبة متنوعة ،وقد أخبرنا الحق أن في الجنة أشجار العنب والنخل والرمان ، كما فيها أشجار السدر والطلح، ( إن للمتقين مفازاً * حدائق وأعناباً ) [النبأ:31-32] ، ( فيها فاكهة ونخل ورمان ) [ الرحمن ٍ:68]، ( وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين* في سدر مخضود *وطلح منضود * وظل ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة ) [الواقعة:27-32] ، و السدر هو شجر النبق الشائك ، ولكنه في الجنة مخضود شوكه ، أي منزوع. والطلح: شجر من شجر الحجاز من نوع العضاه فيه شوك، ولكنه في الجنة منضود معد للتناول بلا كد ولا مشقة .

    وهذا الذي ذكره القرآن من أشجار الجنان شيء قليل مما تحويه تلك الجنان ، ولذا قال الحق : ( فيهما من كل فاكهة زوجان ) [الرحمن: 52]، ولكثرتها فإن أهلها يدعون منها بما يريدون، ويتخيرون منها ما يشتهون ( يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب ) [ص:51]، ( وفاكهة مما يتخيرون ) [ الواقعة:20]، ( إن المتقين في ظلال وعيون* وفواكه مما يشتهون ) [ المرسلات:41-42]، وبالجملة فإن في الجنة من أنواع الثمار والنعيم كل ما تشتهيه النفوس وتلذه العيون ( يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ) [ الزخرف:71].

    وقال ابن كثير كلاماً لطيفاً دلل فيه على عظيم ثمار الجنة ، إذ استنتج أن الله نبه بالقليل على الكثير ، والهين على العظيم عندما ذكر السدر والطلح ، قال: " وإذا كان السدر الذي في الدنيا لا يثمر إلا ثمرة ضعيفة وهو النبق، وشوكه كثير، والطلح الذي لا يراد منه في الدنيا إلا الظل ، يكونان في الجنة في غاية من كثرة الثمار وحسنها، حتى إن الثمرة الواحدة منها تتفتق عن سبعين نوعاً من الطعوم، والألوان، التي يشبه بعضها بعضاً ، فما ظنك بثمار الأشجار، التي تكون في الدنيا حسنة الثمار ، كالتفاح، والنخل ، والعنب ، وغير ذلك؟ وما ظنك بأنواع الرياحين، والأزاهير؟ وبالجملة فإن فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر، نسأل الله منها من فضله ". (1)

    وأشجار الجنة دائمة العطاء ،فهي ليست كأشجار الدنيا تعطي في وقت دون وقت ، وفصل دون فصل، بل هي دائمة الإثمار والظلال (مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها ) [ الرعد: 35] ( وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة &nbsp [الواقعة:32-33].أي دائمة مستمرة ، وهي مع دوامها لا يمنع عنها أهل الجنة . ومن لطائف ما يجده أهل الجنة عندما تأتيهم ثمارها أنهم يجدونها تتشابه في المظهر، ولكنها تختلف في المخبر، ( كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا به من قبل وأتوا به متشابهاً ) [ البقرة:25].

    وأشجار الجنة ذات فروع وأغصان باسقة نامية ( ولمن خاف مقام ربه جنتان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * ذواتا أفنان ) [ الرحمن:46-48]، وهي شديدة الخضرة : ( ومن دونهما جنتان * فبأي آلاء ربكما تكذبان* مدهامتان ) [ الرحمن :62-64]، ولا توصف الجنة بأنها مدهامة إلا إذا كانت أشجارها مائلة إلى السواد من شدة خضرتها، واشتباك أشجارها.

    أما ثمار تلك الأشجار فإنها قريبة دانية مذللة ينالها أهل الجنة بيسر وسهولة ، ( متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان &nbsp [الرحمن:54]، ( وذللت قطوفها تذليلاً ) [الإنسان:14].

    أما ظلها فكما قال تعالى: ( وندخلهم ظلاً ظليلاً ) [النساء:57]، و ( وظل ممدود ) [الواقعة:30]، ( إن المتقين في ظلال وعيون ) [المرسلات:41].

    المطلب الثاني

    وصف بعض شجر الجنة

    حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن بعض شجر الجنة حديثاً عجباً ينبيك عن خلق بديع هائل يسبح الخيال في تقديره والتعرف عليه طويلاً، ونحن نسوق لك بعض ما حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - به .

    1- الشجرة التي يسير الراكب في ظلها مائة عام :

    هذه شجرة هائلة لا يقدر قدرها إلا الذي خلقها ، وقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - عظم هذه الشجرة بأن أخبر أن الراكب لفرس من الخيل التي تعد للسباق يحتاج إلى مائة عام حتى يقطعها إذا سار بأقصى ما يمكنه ، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " إن في الجنة لشجرة (2) يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام وما يقطعها ". (3)

    وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، واقرؤوا إن شئتم : ( وظل ممدود ) [الواقعة : 30] ". (4)

    ورواه مسلم عن أبي هريرة وسهل بن سعد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال :" إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها ". (5)
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 9:26 pm

    2

    -
    سدرة المنتهى :

    .....................................
    .......

    وهذه الشجرة ذكرها الحق في محكم التنزيل ، وأخبر الحق أن رسولنا محمداً - صلى الله عليه وسلم - رأى جبريل على صورته التي خلقه الله عليها عندها ، وأن هذه الشجرة عند جنة المأوى ، كما أعلمنا أنه قد غشيها ما غشيها مما لا يعلمه إلا الله عندما رآها الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( ولقد رآها نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى* ما زاغ البصر وما طغى ) [النجم:13-17].

    وقد أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الشجرة بشيء مما رآه " ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة. قال: (أي جبريل) هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار،نهران باطنان، ونهران ظاهران، قلت : ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات ". رواه البخاري ومسلم. (6)

    وفي الصحيحين أيضاً: " ثم انطلق بي حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، ونبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة، تكاد الورقة تغطي هذه الأمة ، فغشيها ألوان لا أدري ما هي ، ثم أدخلت الجنة ،فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك ". (7)

    3- شجرة طوبى :

    وهذه شجرة عظيمة كبيرة تصنع ثياب أهل الجنة ، ففي مسند أحمد، وتفسير ابن جرير ،وصحيح ابن حبان عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " طوبى شجرة في الجنة ، مسيرة مائة عام ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها ". (8)

    وقد دل على أن ثياب أهل الجنة تشقق عنها ثمار الجنة – الحديث الذي يرويه أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ، أخبرنا عن ثياب أهل الجنة خلقاً تخلق ، أمن نسجاً تنسج؟ فضحك بعض القوم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" ومم تضحكون ، من جاهل سأل عالماً؟ ثم أكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: أين السائل؟ قال : هو ذا أنا يا رسول الله ، قال: " لا بل تشقق عنها ثمر الجنة ، ثلاث مرات ". (9)

    المطلب الثالث

    سيد ريحان الجنة

    أخبرنا الله أن في الجنة ريحاناً ( فأما إن كان من المقربين* فروح وريحان وجنة نعيم ) [ الواقعة:88-89] ، وأخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن سيد ريحان أهل الجنة الحناء ، ففي معجم الطبراني الكبير بإسناد صحيح على شرط الشيخين عن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " سيد ريحان الجنة الحناء ". (10)

    المطلب الرابع

    سيقان أشجار الجنة من ذهب

    ومن عجب ما أخبرنا به الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن سيقان أشجار الجنة من ذهب ، ففي سنن الترمذي ،وصحيح ابن حبان ، سنن البيهقي ، بإسناد صحيح ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب ". (11)

    المطلب الخامس

    كيف يكثر المؤمن حظه من أشجار الجنة ؟

    طلب خليل الرحمن أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام من نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في ليلة الإسراء أن يبلغ أمته السلام وأن يخبرهم بالطريقة التي يستطيعون بها تكثير حظهم من أشجار الجنة ، فقد روى الترمذي بإسناد حسن عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لقيت إبراهيم ليلة أسري بي ، فقال: يا محمد ، أقرئ أمتك أن الجنة أرض طيبة التربة ، عذبة الماء ، وأنها قيعان ،وأن غراسها سبحان الله ، وCool ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ". (12)

    --------------------------------
    (1) النهاية لابن كثير: (2/262) .

    (2) في صحيح مسلم : شجرة .

    (3) رواه البخاري في كتاب الرقاق، باب صفة الجنة ، فتح الباري : (11/416)، ورواه مسلم في كتاب الجنة باب إن في الجنة شجرة: (2/2176)، ورقم الحديث:2828 .

    (4) رواه البخاري في كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في صفة الجنة ، فتح الباري : (6/319) .

    (5) رواه مسلم في كتاب الجنة ، باب إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام (2/2175) ، ورقم الحديث : 2826 ، 2827 .

    (6) صحيح الجامع الصغير: (3/18)، ورقمة:2861، وعزاه إلى البخاري ومسلم وأحمد والترمذي.

    (7) صحيح الجامع الصغير: (4/82)، وعزاه إلى البخاري ومسلم ورقمه: 4075 .

    (8) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (4/639)، ورقم الحديث : 1985، والحديث إسناده حسن.

    (9) المصدر السابق : (4/640).

    (10) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (3/407)، ورقمه: 1420 .

    (11) صحيح الجامع الصغير: (5/150)، قال ابن كثير في النهاية: (2/254)،رواه الترمذي:وقال: حسن صحيح.

    (12) صحيح الجامع الصغير: (5/34) ، ورقم الحديث : 5028.


    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 9:32 pm



    دواب الجنة وطورها
    * ***************
    *************
    *****
    في الجنة من الطيور والدواب مالا يعلمه إلا الله تعالى ، قال تعالى فيما يناله أهل الجنة من النعيم ( ولحم طير مما يشتهون * وحور عين [الواقعة : 21-22]، وفي سنن الترمذي عن أنس قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما الكوثر ؟ قال : "ذاك نهر أعطانيه الله – يعني في الجنة – أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر (1) ". قال عمر: إن هذه لناعمة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أكلتها أنعم منها ". (2)

    وأخرج أبو نعيم في الحلية، والحاكم في مستدركه عن ابن مسعود قال: "جاء رجل بناقة مخطومة، فقال: يا رسول الله هذه الناقة في سبيل الله. فقال: " لك بها سبعمائة ناقة مخطومة (3) في الجنة ". وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، ووافقهما الشيخ ناصر الدين الألباني (4) . ورواه مسلم في صحيحه عن أبي مسعود الأنصاري، قال: جاء رجل بناقة مخطومة، فقال: هذه في سبيل الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مخطومة ". (5)

    --------------------------------
    (1) الجزر :الجمال .

    (2) مشكاة المصابيح : (2/91)، قال المحقق: رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب، قلت (الشيخ ناصر): سنده حسن.

    (3) مخطومة : فيها خطام وهو قريب من الزمام.

    (4) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (2/228)، ورقم الحديث : 634.

    (5) صحيح مسلم : 1892.


    .................
    أصحاب الجنة

    الأعمال التي التحقوا بها الجنة

    أصحاب الجنة هم المؤمنون الموحدون، فكل من أشرك بالله أو كفر به، أو كذب بأصل من أصول الإيمان فإنه يحرم من الجنان، ويكون في النيران.

    والقرآن يذكر كثيراً أن أصحاب الجنة هم المؤمنون الذين يعملون الصالحات، وفي بعض الأحيان يفصل الأعمال الصالحة التي يستحق بها صاجها الجنة.

    ومن المواضع التي نص القرآن على استحقاق أهل الجنة الجنة بالإيمان والأعمال الصالحة قوله تعالى: ( وبشر الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنت تجرى من تحتها الأنهر كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشبها ولهم فيها أزوج مطهرة وهم فيها خالدون ) [البقرة : 25]. وقوله : ( والذين ءامنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزوج مطهرة وندخلهم ظلاً ظليلا ) [النساء: 57]، وقوله : ( والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفساً إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) [الأعراف : 42] ، وقوله: ( وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم ) [ التوبة : 72] ، وقوله : ( إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجرى من تحتهم الأنهار في جنات النعيم * دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وءاخر دعواهم أن Cool رب العالمين ) [يونس : 9-10].

    وقوله تعالى: ( أولئك لهم جنات عدن تجرى من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا ) [الكهف : 31].

    وقوله تعالى : ( ومن يأته مؤمناً قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى * جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى ) [طه : 75-86].

    وفي بعض الأحيان يذكر أنهم استحقوا الجنة لتحقيقهم أمراً من أمور الإيمان أو عملاً صالحاً، وقد يفصل في الأعمال الصالحة، ويطيل في ذلك.

    ففي بعض الأحيان يذكر أنهم استحقوا الجنة بالإيمان والإسلام ( يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون * الذين ءامنوا بئاياتنا وكانوا مسلمين * أدخلوا الجنة أنتم وأزوجكم تحبرون ) [الزخرف:68-70].

    وأحياناً يذكر أنهم استحقوها لأنهم أخلصوا دينهم لله : ( إلا عباد الله المخلصين * أولئك لهم رزق معلوم * فواكه وهم مكرمون * في جنات النعيم ) [ الصافات : 40-43].

    وأحياناً يذكر استحقاقهم لها لقوة ارتباطهم بالله ورغبتهم إليه وعبادتهم له ( إنما يؤمن بئاياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون * تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) [السجدة : 15-18] .

    ومن الأعمال الصبر والتوكل : ( والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفاً تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ) [ العنكبوت : 58-59].

    ومنها الاستقامة على الإيمان : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون * أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون ) [ الأحقاف : 13-14]، ومنها الإخبات إلى الله تعالى : ( إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة هم فيها خلدون ) [ هود : 23]، ومن ذلك الخوف من الله: ( ولمن خاف مقام ربه جنتان &nbsp [ الرحمن : 46]. ومن ذلك بغض الكفرة المشركين، وعدم موادتهم ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخونهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه ) [ المجادلة : 22].

    وفي بعض الأحيان تفصل الآيات في ذكر الأعمال الصالحة التي يستحق بها أصحابها الجنة تفصيلاً كثيراً، فذكر في سورة الرعد أنهم استحقوها باعتقادهم أن ما أنزل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الحق، وبوفائهم بالعهود، وعدم نقضهم الميثاق، ووصلهم ما أمر الله بوصله، وخشيتهم لله، وخوفهم من سوء الحساب، وصبرهم لله ، وإقام الصلاة، والإنفاق سراً وعلانية، ودرئهم بالحسنة السيئة ( أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يذكر أولوا الألباب* الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق* والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب * والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار * جنت عدن يدخلونها ومن صلح من ءابائهم و أزواجهم وذريتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلم عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) [ الرعد: 19-24]

    وفي مطلع سورة المؤمنين حكم أن الفلاح إنما هو للمؤمنين ، ثم بين الأعمال التي تؤهلهم للفلاح ، وأعلمنا أن فلاحهم إنما يكون بإدخالهم الفردوس خالدين فيها أبداً. ( قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون * والذين هم للزكاة فاعلون * والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون * والذين هم لأمنتهم وعهدهم راعون * والذين هم على صلاتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خلدون ) [المؤمنون: 1 – 11].

    وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ثلاثة أعمال عظيمة يستحق بها أصحابها الجنة ، فقد روى مسلم في صحيحه عن عياض بن حمار المجاشعي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم في خطبته : "... وأهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال ". (1)

    --------------------------------
    (1) رواه مسلم، انظر شرح النووي على مسلم : (17/198).
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 9:35 pm



    طريق الجنة شاق
    //////////
    /////
    /

    الجنة درجة عالية، والصعود إلى العلياء يحتاج إلى جهد كبير، وطريق الجنة فيه مخالفة لأهواء النفوس ومحبوباتها، وهذا يحتاج إلى عزيمة ماضية، وإرادة قوية، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره " ولمسلم حفت بدل حجبت . (1)

    وفي سنن النسائي والترمذي وأبي داود عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لما خلق الله الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، فقال: وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها، فحفها بالمكاره، فقال: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثم جاء فقال: وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد ". (2)

    وقد علق النووي في " شرحه على مسلم " على الحديث الأول قائلاً: "هذا من بديع الكلام وفصيحه وجوامعه التي أوتيها - صلى الله عليه وسلم - من التمثيل الحسن، ومعناه لا يوصل الجنة إلا بارتكاب المكاره، والنار بالشهوات، وكذلك هما محجوبتان بهما، فمن هتك الحجاب وصل إلى المحجوب، فهتك حجاب الجنة باقتحام المكاره، وهتك حجاب النار بارتكاب الشهوات، فأما المكاره فيدخل فيها الاجتهاد في العبادة، والمواظبة عليها، والصبر على مشاقها، وكظم الغيظ، وCrying or Very sad، والحلم، والصدقة، والإحسان إلى المسيء ، والصبر عن الشهوات، ونحو ذلك ". (3)

    --------------------------------
    (1) جامع الأصول: (10/521) ورقمه : 8069 .

    (2) جامع الأصول : (10/520) ، ورقمه : 8068 ، وقال الترمذي فيه: حديث حسن صحيح غريب.

    (3) شرح النووي على مسلم : (17/165).
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 9:37 pm



    أهل الجنة يرثون نصيب أهل النار في الجنة
    0.0.0.0.0.0.0.0

    جعل الله لكل واحد من بني آدم منزلين: منزلاً في الجنة، ومنزلاً في النار، ثم إن من كتب له الشقاوة من أهل الكفر والشرك يرثون منازل أهل الجنة التي كانت لهم في النار، والذين كتب لهم السعادة من أهل الجنة يرثون منازل أهل النار التي كانت لهم في الجنة، قال تعالى في حق المؤمنين المفلحين بعد أن ذكر أعمالهم التي تدخلهم الجنة: ( أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خلدون ) [ المؤمنون : 10-11].

    قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: " قال ابن أبي حاتم – وساق الإسناد إلى أبي هريرة رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة ، ومنزل في النار، فأما المؤمن فيبني بيته الذي في الجنة، ويهدم بيته الذي في النار ".

    وروى عن سعيد بن جبير نحو ذلك، فالمؤمنون يرثون منازل الكفار، لأنهم خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له، فلما قام هؤلاء بما وجب عليهم من العبادة، وترك أولئك ما أمروا به مما خلقوا له، أحرز هؤلاء نصيب أولئك لو كانوا أطاعوا ربهم عز وجل ، بل أبلغ من هذا أيضاً، وهو ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يجيء ناس يوم القيامة من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعها على اليهود والنصارى" وفي لفظ له: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا كان يوم القيامة دفع الله لكل مسلم يهودياً أو نصرانياً، فيقال: هذا فكاكك من النار" . وهذا الحديث كقوله تعلى: ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ) [مريم: 63]، وقوله : ( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ) [الزخرف: 72]. فهم يرثون نصيب الكفار في الجنان . (1)

    --------------------------------
    (1) تفسير ابن كثير : (5/10).
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 9:41 pm



    الضعفاء أكثر أهل الجنة
    /*/*/*/**/*//*/

    أكثر من يدخل الجنة الضعفاء الذين لا يأبه الناس لهم، ولكنهم عند الله عظماء، لإخباتهم لربهم، وتذللهم له، وقيامهم بحق العبودية لله، روى البخاري ومسلم عن حارثة بن وهب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ألا أخبركم بأهل الجنة؟ قالوا : بلي ، قال : كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره ". (1)

    قال النووي في شرحه للحديث: " ومعناه يستضعفه الناس، ويحتقرونه، ويتجبرون عليه، لضعف حاله في الدنيا، والمراد أن أغلب أهل الجنة هؤلاء ... وليس المراد الاستيعاب ". (2)

    وفي الصحيحين ومسند أحمد عن أسامة بن زيد، قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء ". (3)

    وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اطلعت في الجنة ، فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء ". (4)

    --------------------------------
    (1) جامع الأصول: (10/535).

    (2) النووي على مسلم: (17/187) .

    (3) مشكاة المصابيح : (2/663)، ورقمه : 5233.

    (4) مشكاة المصابيح &nbsp 2/663)، ورقمه : 5234.
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 9:49 pm



    هل الرجال أكثر في الجنة أم النساء ؟

    ******************
    *********************************************


    تخاصم الرجال والنساء في هذا والصحابة أحياء ، ففي صحيح مسلم عن ابن سيرين قال: اختصم الرجال والنساء: أيهم أكثر في الجنة ؟ وفي رواية : إما تفاخروا ، وإما تذاكروا : الرجال في الجنة أكثر أم النساء ؟ فسألوا أبا هريرة ،.

    فاحتج أبو هريرة على أن النساء في الجنة أكثر بقول الرسول

    - صلى الله عليه وسلم - :.
    " إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ،
    والتي تليها على أضوأ كوكب دري في السماء ،
    لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم ،
    وما في الجنة أعزب ".
    (1)

    والحديث واضح الدلالة على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال، وقد احتج بعضهم على أن الرجال أكثر بحديث: "رأيتكن أكثر أهل النار ". والجواب أنه لا يلزم من كونهن أكثر أهل النار أن يكن أقل ساكني الجنة كما يقول ابن حجر العسقلاني (2) ، فيكون الجمع بين الحديثين أن النساء أكثر أهل النار وأكثر أهل الجنة، وبذلك يكن أكثر من الرجال وجوداً في الخلق .
    ويمكن أن يقال: إن حديث أبي هريرة يدل على أن نوع النساء في الجنة

    أكثر سواء كن من نساء الدنيا أو من الحور العين، والسؤال هو :
    أيهما أكثر في الجنة : رجال أهل الدنيا أم نساؤها ؟

    وقد وفق القرطبي بين النصين بأن النساء يكن أكثر أهل النار قبل الشفاعة

    وخروج عصاة الموحدين من النار،

    فإذا خرجوا منها بشفاعة الشافعين ورحمة أرحم الراحمين كن أكثر أهل الجنة .
    (3)

    ويدل على قلة النساء في الجنة ما رواه أحمد وأبو يعلى عن عمرو بن العاص قال:
    "بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    في هذا الشعب إذ قال: انظروا هل ترون شيئا؟
    فقلنا: نرى غرباناً فيها غراب أعصم، أحمر المنقار والرجلين،
    فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :

    لا يدخل الجنة من النساء إلا من كان منهن مثل هذا الغراب في الغربان ".
    (4)

    --------------------------------
    (1) صحيح مسلم، كتاب الجنة باب أول زمرة تدخل الجنة (4/2179)، ورقم الحديث: 2834.

    (2) فتح الباري : (6/325).

    (3) راجع التذكرة للقرطبي : ص 475 .

    (4) سلسلة الأحاديث الصحيحة : (4/466)، ورقمه : 1851، وصحح الشيخ ناصر إسناده.

    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 9:55 pm



    الذين توفوا قبل التكليف

    المطلب الأول

    أطفال المؤمنين

    ........................
    .............................................

    أطفال المؤمنين الذين لم يبلغوا الحلم هم في الجنة إن شاء الله تعالى بفضل الله ورحمته. قال تعالى : ( والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين ) [الطور : 21].

    واستدل علي بن أبي طالب بقوله تعالى: ( كل نفس بما كسبت رهينة &nbsp [المدثر : 38] . على أن أطفال المؤمنين في الجنة، لأنهم لم يكتسبوا فيرتهنوا بكسبهم . (1)

    وقد عقد البخاري في صحيحه باباً عنون له بقوله: " باب فضل من مات له ولد فاحتسب ". وساق فيه حديث أنس رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "ما من الناس مسلم يتوفي له ثلاث لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ". وحديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النساء قلن للنبي - صلى الله عليه وسلم - : اجعل لنا يوماً، فوعظهن، وقال:" أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا لها حجاباً من النار. قالت امرأة: واثنان؟ قال: واثنان ". (2)

    وعقد باباً آخر عنوانه : " باب ما قيل في أولاد المشركين " وساق فيه حديث أنس السابق، وحديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حجاباً من النار أو دخل الجنة ". وحديث البراء رضي الله عنه قال: " لما توفى إبراهيم عليه السلام قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن له مرضعاً في الجنة ". (3)

    ووجه الدلالة في الأحاديث التي ساقها البخاري على أن أطفال المؤمنين في الجنة – كما يقول – ابن حجر - : " إن من يكون سبباً في حجب النار عن أبوبه أولى بأن يحجب هو. لأنه أصل الرحمة وسببها ". (4)

    وقد جاءت نصوص صريحة في إدخال ذرية المؤمنين الجنة، فمن ذلك حديث علي مرفوعاً عند عبد الله بن أحمد في زيادات المسند : " إن المسلمين وأولادهم في الجنة ". (5)

    وحديث أبي هريرة عند أحمد في مسنده مرفوعاً: " ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله وإياهم بفضل رحمته الجنة ". (6)

    وروى مسلم في صحيحه، وأحمد في مسنده عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "صغارهم دعاميص (7) الجنة، يتلقى أحدهم أباه أو قال: أبويه، فيأخذ بثوبه، أو قال بيده، كما آخذ أنا بصنفه ثوبك هذا ، فلا يتناهى، أو قال: فلا ينتهي حتى يدخله الله وإياه الجنة ". (8)

    وروى الإمام أحمد، وابن حبان، والحاكم عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ذراري المسلمين في الجنة يكفلهم إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - ". (9)

    وروى أبو نعيم في أخبار أصبهان، والديلمي، وابن عساكر عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " أطفال المؤمنين في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة، حتى يدفعوهم إلى آبائهم يوم القيامة ". (10)

    وقد نقل النووي إجماع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين في الجنة، ونقل عنه أنه توقف بعضهم في ذلك . (11)

    وحكى القرطبي التوقف عن حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وإسحاق ابن راهويه . (12)

    قال النووي: "توقف فيه بعضهم لحديث عائشة، يعني الذي أخرجه مسلم بلفظ: " توفي صبي من الأنصار، فقلت: طوبى له لم يعمل سوءاً ولم يدركه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أغير ذلك يا عائشة، إن الله خلق للجنة أهلاً...".

    قال : " والجواب عنه أنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير دليل ، أو قال ذلك قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة ". (13)

    أقول: لعل الصواب أن الحديث يسير إلى أنه لا يجوز أن نجزم لواحد بعينه أنه من أهل الجنة، وإن كنا نشهد لهم مطلقاً بالجنة. والأمر الثاني هو عدم الهجوم على ذلك كي لا يتجرأ الناس على مثل هذا كما هو حاصل في زماننا، إذ يزعم نعاة الموتى أن ميتهم في الجنة، وإن كان أفسق الناس.

    يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى: " لا يشهد لكل معين من أطفال المؤمنين بأنه في الجنة، وإن شهد لهم مطلقاً ". (14)

    المطلب الثاني

    أطفال المشركين

    بوب البخاري في صحيحه باباً بعنوان "باب ما قيل في أولاد المشركين" وأورد فيه حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أولاد المشركين، فقال: الله إذ خلقهم أعلم بما كانوا عاملين".

    وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذراري المشركين، فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين ".

    وحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة، هل ترى فيها جدعاء ". (15)

    والبخاري رحمه الله تعالى – كما يقول ابن حجر – أشعر بهذه الترجمة أنه كان متوقفاً في أولاد المشركين، وقد جزم بعد هذا في تفسير سورة الروم من صحيحه بما يدل على اختيار القول الصائر إلى أنهم في الجنة ، وقد رتب أيضاً أحاديث هذا الباب ترتيباً يشير إلى المذهب المختار ، فإنه صدره بالحديث الدال على التوقف، ثم ثنى بالحديث المرجح لكونهم في الجنة ، ثم ثلث بالحديث المصرح بذلك في قوله في سياقه: " وأما الصبيان حوله فأولاد الناس " قد أخرجه البخاري في التعبير بلفظ: " وأما الولدان الذين حوله فكل مولود يولد على الفطرة ، فقال بعض المسلمين : وأولاد المشركين ؟ فقال : وأولاد المشركين ". (16)

    قال ابن حجر : ويؤيده ما رواه أبو يعلى من حديث أنس مرفوعاً " سألت ربي اللاهين من ذرية البشر أن لا يعذبهم فأعطانيهم" إسناده حسن ، وورد تفسير " اللاهين " بأنهم الأطفال من حديث ابن عباس مرفوعاً أخرجه البزار. وأخرج أحمد من طريق خنساء بنت معاوية بن صريم عن عمتها قالت: " قلت: يا رسول الله، من في الجنة؟ قال : النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة ". وإسناده حسن . (17)

    واحتجوا أيضاً بقوله - صلى الله عليه وسلم - : " أطفال المشركين خدم أهل الجنة " رواه ابن منده في المعرفة، وأبو نعيم في الحلية، وأبو يعلى في مسنده، وحكم عليه الشيخ ناصر الدين الألباني بالصحة بمجموع طرقه . (18)

    والقول بأنهم في الجنة هو قول جمع من أهل العلم، وهو اختيار أبي الفرج بن الجوزي (19) ، وقال النووي في هذا المذهب: "وهو المذهب الصحيح المختار الذي صار إليه المحققون لقوله تعالى: ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) [ الإسراء: 15)، واحتج بالأدلة التي ساقها البخاري وغيره ". (20)

    وأقول: وهذا القول هو الذي رجحه القرطبي أيضاً وقد وفق القرطبي بين النصوص التي يظهر منها التعارض في هذا الموضوع بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - : قال في أول الأمر هم مع آبائهم أي في النار، ثم حصل منه توقف في ذلك، فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين، ثم أوحى إليه أنه لا يعذب أحد بذنب غيره ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) [الإسراء: 15]، فحكم بأنهم في الجنة (21) ، وذكر في ذلك حديثاً رواه عبد الرزاق، ولكن الحديث ضعيف كما قال ابن حجر العسقلاني . (22)

    ويشكل على هذا التوفيق الذي ذكره ابن حجر أن المسألة ليست من مسائل النظر والاجتهاد ، ولكنها مسألة غيبية لا يتكلم فيها إلا بوحي ، والله أعلم .

    وقد يشكل على القول بأن أولاد المؤمنين والمشركين في الجنة ما ورد من نصوص دالة علي أن الله علم أهل الجنة والنار أزلاً، وأن الملك عندما يزور الرحم يكتب رزق الجنين وأجله وشقاءه وسعادته، وقد يقال في الجواب: إن من مات صغيراً قبل الاكتساب فإنه يكون مكتوباً من السعداء وهو في بطن أمه، والله أعلم بالصواب.

    وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أنهم في مشيئة الله تعالى، وهذا منقول عن حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وابن المبارك، وإسحاق ، ونقله البيهقي في " الاعتقاد " عن الشافعي في حق أولاد الكفار خاصة، قال ابن عبد البر: وهو مقتضى صنيع مالك، وليس عنده في هذا شيء منصوص، إلا أن أصحابه صرحوا بأن أطفال المسلمين في الجنة وأطفال الكفار خاصة في المشيئة، والحجة فيه حديث: " الله أعلم بما كانوا عاملين ". (23)

    وهذا القول حكاه أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة (24) ، وهو اختيار شيخ الإسلام، فقد اختار أن أطفال المشركين في مشيئة الله ، وأنهم يمتحنون في يوم القيامة، وعزا القول بذلك إلى أبي الحسن الأشعري والإمام أحمد، قال شيخ الإسلام: "والصواب أن يقال فيهم: الله أعلم بما كانوا عاملين، ولا يحكم لمعين منهم بجنة ولا نار، وقد جاء في عدة أحاديث أنهم يوم القيامة يمتحنون في عرصات القيامة يؤمرون وينهون، فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصى دخل النار، وهذا هو الذي ذكره أبو المحسن الأشعري عن أهل السنة والجماعة . (25)

    وقال في موضع آخر : "أطفال المشركين الذين لم يكلفوا في الدنيا يكلفون في الآخرة، كما وردت بذلك أحاديث متعددة، وهو القول الذي حكاه أبو الحسن الأشعري في أطفال المشركين، كما ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه سئل عنهم فقال : " الله أعلم بما كانوا عاملين ". (26)

    وقد ذكر ابن حجر أنهم يمتحنون في الآخرة بأن ترفع لهم نار، فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً، ومن أبى عذب ، أخرجه البزار من حديث أنس وأبي سعيد، وأخرجه الطبراني من حديث معاذ بن جبل، وقد صحت مسألة الامتحان في حق المجنون، ومن في الفترة من طرق صحيحة، وحكى البيهقي في " كتاب الاعتقاد " أنه المذهب الصحيح . (27)

    ويدل لصحة هذا القول ما ورد في محكم القرآن في قصة العبد الصالح الذي رحل نبي الله موسى إلى لقائه في مجمع البحرين، فإنه قال مبيناً السر في قتله الغلام: ( وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيناً وكفرا ) [ الكهف : 80]، وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : في الغلام الذي قتله الخضر: " طبع يوم طبع كافراً، ولو ترك لأرهق أبويه طغياناً وكفراً " قال ابن تيمية معقباً على الحديث: " يعني طبعه الله في أم الكتاب، أي أثبته وكتبه كافراً، أي أنه إن عاش كفر بالفعل ".

    وقد ضعف القرطبي هذا المذهب محتجاً بأن الآخرة دار جزاء لا ابتلاء، ففي " التذكرة " قال المؤلف (يعني نفسه): "ويضعفه (القول بامتحانهم في عرصات القيامة) من جهة المعنى أن الآخرة ليست بدار تكليف، وإنما هي دار جزاء: ثواب ، وقال الحليمي: وهذا الحديث ليس بثابت، وهو مخالف لأصول المسلمين، لأن الآخرة ليست بدار امتحان، فإن المعرفة بالله تعالى فيها تكون ضرورة، ولا محنة مع الضرورة ". (28)

    وهذا الذي اعترض به من أن التكليف ينقطع بالموت غير صحيح، وقد رد على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية، قال: " التكليف إنما ينقطع بدخول دار الجزاء وهي الجنة والنار، وأما عرصات القيامة فيمتحنون فيها كما يمتحنون في البرزخ ، فيقال لأحدهم : من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك ؟ وقال تعالى: ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ) [ القلم : 42] ، وقد ثبت في الصحيح من غير وجه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " يتجلى الله لعباده في الموقف، إذا قيل ليتبع كل قوم ما كانوا يعبدون، فيتبع المشركون آلهتهم، ويبقى المؤمنون، فيتجلى لهم الرب الحق في غير الصورة التي كانوا يعرفون، فينكرونه، ثم يتجلى لهم في الصورة التي يعرفون، فيسجد له المؤمنون، وتبقى ظهور المنافقين كقرون البقر، فيريدون أن يسجدوا فلا يستطيعون، وذلك لقوله : ( يوم يكشف عن ساق ) [القلم : 42] . (29)

    فالمحنة لا تتوقف إلا بدخول الجنة والنار، وما ذكره القرطبي من أن المعرفة بالله في ذلك اليوم ضرورية صحيح، إلا أن المحنة تكون بالأمر والنهي كما ورد في بعض النصوص أن الله يكلفهم في ذلك اليوم بالدخول في النار، فالذي يطيع يكون من أهل السعادة ، والذي يعصي يكون من أهل الشقاء .

    --------------------------------
    (1) التذكرة للقرطبي ص : 511، وعزاه إلى أبي عمر في التمهيد والاستذكار وأبي عبد الله الترمذي في نوادر الأصول.

    (2) صحبح البخاري، كتاب الجنائز، باب فضل من مات له ولد فاحتسب، فتح الباري: (3/118).

    (3) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المسلمين، فتح الباري: (3/244) وحديث أبي هريرة رواه معلقاً.

    (4) فتح الباري : (3/244).

    (5) فتح الباري 3/245)

    (6) فتح الباري : (3/245).

    (7) يراد بالدعموص هنا: الآذن على الملوك المتصرف بين أيديهم .

    (8) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (1/174)، ورقم الحديث : 432.

    (9) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (2/156) ، ورقم الحديث : 603، وذكر المحقق أن الحاكم صحح إسناده ووافقه الذهين، إلا أن الشيخ ناصر قال: هو حسن فقط.

    (10) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (3/451) ، ورقمه : 1468.

    (11) فتح الباري: (3/244).

    (12) التذكرة للقرطبي : (ص 511).

    (13) فتح الباري : (3/244)

    (14) مجموعة فتاوى شيخ الإسلام: (4/281).

    (15) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، فتح الباري: (3/246).

    (16) فتح الباري : (3/246).

    (17) فتح الباري: (3/246)

    (18) سلسلة الأحاديث الصحيحة : (3/452)، ورقمه : 1468.

    (19) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: (24/372).

    (20) فتح الباري : (3/247).

    (21) التذكرة للقرطبي : ص 515.

    (22) فتح الباري: (3/247).

    (23) فتح الباري : (3/246)

    (24) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : (4/281 – 404)، (24/372).

    (25) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : (4/281 – 404)، (24/372).

    (26) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : ( 4/281).

    (27) فتح الباري: (3/246).

    (28) التذكرة : ص 514.

    (29) مجموع فتاوى شيخ الإسلام : (24/372)، وانظر : (17/309).
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 9:58 pm



    مقدار ما يدخل الجنة من هذه الأمة
    ...........

    يدخل من هذه الأمة الجنة جموع كثيرة الله أعلم بعددهم، ففي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير قال: حدثني ابن عباس، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " عرضت على الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفاً قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب ". (1)

    والسواد الأول الذي ظنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمته هم بنو إسرائيل ، كما في بعض الروايات في الصحيح " فرجوت أن تكون أمتي فقيل: هذا موسى وقومه ". (2)

    ولا شك أن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أكثر من بني إسرائيل ، ففي الحديث : " فإذا سواد كثير " قال ابن حجر " في رواية سعيد بن منصور " عظيم " وزاد " فقيل لي : انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر مثله "، وفي رواية ابن فضيل : " فإذا سواد قد ملأ الأفق، فقيل لي: انظر هاهنا، وهاهنا في آفاق السماء " وفي حديث ابن مسعود: " فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال "، وفي لفظ لأحمد: " فرأيت أمتي قد ملؤوا السهل والجبل، فأعجبني كثرتهم وهيئتهم"، فقيل: أرضيت يا محمد ؟ قلت: نعم يا رب ". (3)

    وقد ورد في بعض الأحاديث أن مع كل ألف من السبعين ألفاً سبعين ألفاً ، وثلاث حثيات من حثيات الله، ففي مسند أحمد، وسنن الترمذي وابن ماجة عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفاً لا حساب عليهم، ولا عذاب ، مع كل ألف سبعون ألفاً، وثلاث حثيات من حثيات ربي " (4) ، ولا شك أن الثلاث حثيات تدخل الجنة خلقاً كثيراً.

    وقد كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يرجو أن تكون هذه الأمة نصف أهل الجنة، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي سعيد الخدري عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ذكر بعث النار، قال صلوات الله وسلامه عليه في آخره: " والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة " فكبرنا. فقال: " أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة "، فكبرنا. فقال: " أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة " فكبرنا. قال: " ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض، أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود ". (5)

    بل ورد في بعض الأحاديث أن هذه الأمة تبلغ ثلثي أهل الجنة، ففي سنن الترمذي بإسناد حسن، وسنن الدارمي، و " البعث والنشور" للبيهقي عن بريدة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون منها من هذه الأمة، وأربعون من سائر الأمم ". (6)

    وفي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنا أول شفيع في الجنة لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن من الأنبياء نبياً ما صدقة من أمته إلا رجل واحد ". (7)

    والسر في كثرة من آمن من هذه الأمة أن معجزة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الكبرى كانت وحياً متلواً يخاطب العقول والقلوب، وهي معجزة باقية محفوظة إلى قيام الساعة، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحياً أوحى الله إلىَّ ، وأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة ". (8)

    --------------------------------
    (1) رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً، فتح الباري: (11/406) .

    (2) فتح الباري: (11/407) .

    (3) فتح الباري: (11/408) .

    (4) مشكاة المصابيح : (3/64) ، ورقمه : 5556 ، وقد حسنه الترمذي وصحح الشيخ ناصر إسناده .

    (5) مشكاة المصابيح : (3/58) ، ورقم الحديث : 5541 .

    (6) مشكاة المصابيح : (3/92) ، ورقم الحديث : 5644 .

    (7) مشكاة المصابيح : (3/124) ، ورقم الحديث : 5744 .

    (8) مشكاة المصابيح : (3/124) ، ورقم الحديث : 5746 .
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 10:01 pm




    سادة أهل الجنة

    المطلب الأول

    سيد كهول أهل الجن
    ة
    ...............

    0000000000000
    .00.0.0.0.00.

    روى جمع من الصحابة منهم علي بن أبي طالب، وأنس بن مالك، وأبو جحيفة، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: " أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين ".

    وقد ذكر الشيخ ناصر الدين الألباني طرقه في كتب السنة، وقال في خاتمة تخريجه للحديث: "وجملة القول أن الحديث بمجموع طرقه صحيح بلا ريب، لأن بعض طرقه حسن لذاته، وبعضه يستشهد به .." . (1)

    المطلب الثاني

    سيدا شباب أهل الجنة

    أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثبت ذلك من طرق كثيرة تبلغ درجة التواتر، وقد جمع الشيخ ناصر الدين الألباني طرق الحديث في كتابه القيم: " سلسلة الأحاديث الصحيحة ".

    فقد رواه الترمذي والحاكم والطبراني وأحمد وغيرهم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ".

    ورواه الترمذي وابن حبان وأحمد والطبراني وغيرهم عن حذيفة رضي الله عنه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فصليت معه المغرب، ثم قام يصلي حتى العشاء، ثم خرج، فاتبعته، فقال: " عرض لي ملك استأذن ربه أن يسلم عليّ ويبشرني في أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ".

    وأخرجه الحاكم وابن عساكر عن عبد الله بن عمر أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "ابناي هذان سيدا شباب أهل الجنة ". (2)

    المطلب الثالث

    سيدات نساء أهل الجنة

    السيد الحق هو الذي يثني عليه ربه ويشهد له، والسيدة الفاضلة هي التي يرضى عنها ربها، ويتقبلها بقبول حسن، وأفضل النساء هن اللواتي يحزن جنات النعيم، ونساء أهل الجنة يتفاضلن، وسيدات نساء أهل الجنة: خديجة ، وفاطمة ، ومريم وآسية ، ففي مسند أحمد ، ومشكل الآثار للطحاوي ، ومستدرك الحاكم ، بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأرض أربعة أخطط، ثم قال: " تدرون ما هذا ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم . قال: " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، فاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ". (3)

    ومريم وخديجة أفضل الأربع، ففي صحيح البخاري عن علي بن أبي طالب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " خير نسائها مريم ، وخير نسائها خديجة ". (4)

    ومريم هي سيدة النساء الأولى وأفضل النساء على الإطلاق، فقد روى الطبراني بإسناد صحيح على شرط مسلم عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم ابنة عمران: فاطمة، وخديجة، وآسية امرأة فرعون " (5) . وكونها أفضل النساء على الإطلاق صرح به القرآن: ( وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهراك واصطفاك على نساء العالمين ) [آل عمران: 42]، وكيف لا تكون كذلك وقد صرح الحق بأنه تقبلها ( بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسنا ) [ آل عمران : 37].

    وهؤلاء الأربع نماذج رائعة للنساء الكاملات الصالحات، فمريم ابنة عمران أثنى عليها ربها في قوله: ( أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين ) [التحريم:12] .

    وخديجة الصديقة التي آمنت بالرسول - صلى الله عليه وسلم - من غير تردد، وثبتته، وواسته بنفسها ومالها، وقد بشرها ربها في حياتها بقصر في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب، فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " أتي جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب ". (6)

    وآسية امرأة فرعون هان عليها ملك الدنيا ونعيمها، فكفرت بفرعون وألوهيته، فعذبها زوجها فصبرت حتى خرجت روحها إلى بارئها (وضرب الله مثلاً للذين ءامنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجنى من فرعون وعمله، ونجنى من القوم الظالمين ) [التحريم : 11].

    وفاطمة الزهراء ابنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصابرة المحتسبة التقية الورعة فرع الشجرة الطاهرة ، وتربية معلم البشرية.

    --------------------------------
    (1) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (12/487)، ورقمه : 824.

    (2) وإن أحببت أن تقف على رواته، ومخرجيه من كتب السنة، فارجع إلى سلسلة الأحاديث الصحيحة: (2/438)، ورقم الحديث : 797.

    (3) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (4/13)، ورقمه : 1508.

    (4) رواه البخاري في صحيحه ، كتاب مناقب الأنصار، باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة وفضلها، فتح الباري: (7/133).

    (5) سلسلة الأحاديث الصحيحة: (3/410)ن ورقمه : 1424.

    (6) رواه البخاري في كتاب المناقب، باب تزويج النبي r خديجة وفضلها، فتح الباري: (7/133) والحديث مروى في هذا الباب م طرق أخرى عن عائشة وعبد الله بن أبي أوفي .
    أبو مصعب
    أبو مصعب
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1004
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 28/05/2010
    البلد :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل 3dflag23
    الهواية :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Readin10
    مزاجي النهاردة :  الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل Pi-ca-20

    مميز رد: الجنــــــــــــــــــــــــــــــــة...اللهم اجعلنا من اهل

    مُساهمة من طرف أبو مصعب 30/7/2010, 10:04 pm

    .


    العشرة المبشرون بالجنة
    .00..00.0.0.0.
    0.0.0.0..0.00.0..0.00..0.0

    نص الرسول - صلى الله عليه وسلم - نصاً صريحاً على أن عشرة من أصحابه من أهل الجنة، ففي مسند أحمد عن سعيد بن زيد، وسنن الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ". وإسناده صحيح . (1)

    وروى الحديث الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجة والضياء في المختارة عن سعيد بن زيد بلفظ فيه شيء من الاختلاف عن سابقه، ولفظه: " عشرة في الجنة: النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة " وإسناده صحيح . (2)

    وتذكر لنا كتب السنة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يوماً جالساً على بئر أريس وأبو موسى الأشعري بواب له، فجاء أبو بكر الصديق فاستأذن، فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " ائذن له وبشره بالجنة " ثم جاء عمر فقال: " ائذن له، وبشره بالجنة " ثم جاء عثمان، فقال: " ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه ". (3)

    وروى ابن عساكر بإسناد صحيح عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " القائم بعدي في الجنة ، والذي يقوم بعده في الجنة، والثالث والرابع في الجنة "(4) . ومراده بالقائم بعده : الذي يلي الحكم بعد موته، وهؤلاء الأربعة هم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعاً.

    وروى الترمذي والحاكم بإسناد صحيح عن عائشة رضي الله عنها أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر: " أنت عتيق من النار ". (5)

    --------------------------------
    (1) صحيح الجامع الصغير: (1/70) ، ورقمه : 50.

    (2) صحيح الجامع الصغير: (4/34)، ورقمه: 3905.

    (3) رواه البخاري ومسلم والنرمذي، جامع الأصول (8/562)، ورقمه: 6372، والحديث طويل، وقد اقتصرنا منه على موضع الشاهد فحسب.

    (4) صحيح الجامع الصغير: (4/149)، ورقمه : 4311.

    (5) صحيح الجامع الصغير: (2/24)، ورقمه : 1494.

      الوقت/التاريخ الآن هو 19/9/2024, 11:48 pm