العمـل لا العـدد يا مسلمون
قرأت بحثا لعالم فى الجغرافيا البشرية تحدث فيه عن سكان الأرض منذ تمهَّدت لآدم وبنيه حتى اليوم، ثم أتبع كلامه ببحث آخر عن سكان الأرض
فى عالمنا المعاصر وعن أعدادهم وأديانهم، وختم البحث بنبذة علمية عن الصبغة الدينية التى ستغلب على العالم فى العصر القادم.
يرى الباحث أن الأرض سكنها من بَدْء الخليقة إلى الآن ثمانون مليارا من البشر، ولست أعرف المقدمات التى انتهت به إلى هذه النتيجة!
ولم أستكثر العدد ولم أستقله.
كل ما أحسسته أن هذه المليارات الثمانين موجودة لم يلحقها فناء، وأننا سنلحق بها حتما لنزيد عددها على نحو ما قال الشاعر العربى.
لكل أناس مقبر بفنائهم فهم ينقصون، والقبور تزيد!
ويستيقظ السابقون واللاحقون يوما ليواجهوا مستقبلا متفاوت الألوان والدرجات كما جاء فى الكتاب الكريم: " ربنا إنك جامع الناس ليوم لا
ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد ".
إن القشرة رقيقة جدا بين الموت والحياة، وفى كل طرفة عين يستخفى من بيننا أقرباء وغرباء كانوا ملء السمع والبصر، والمدهش أننا
نكترث لذلك قليلا ثم يخطفنا تيار الحياة بعيدا فننسى كل شئ!
لأترك هذا التفكير، ولأعد إلى ما يقوله الباحث فى الجغرافيا البشرية عن الأحياء من سكان الأرض إنهم نحو خمسة مليارات الآن موَّزعة على
الإسلام والنصرانية والوثنية والشيوعية واليهودية.
ويرى الباحث أن المسيحيين يزيدون على المليار، وأن المسلمين يقاربونه، ومع أنى أعلم أن عبئا كبيرا يقع فى إحصاء المسلمين إلا أنى
لم أهتم به، وإنما اهتممت بالنبوءة التى سـجلها الباحث الجغرافى ـ ولعله كتب مقاله من أجلها ـ فقد قال: إن هناك حرصا على تقليل
النسل فى أوربا وأمريكا، وأن تعداد السكان فى أغلب الدول الغربية ثابت، وقد ينقص قليلا أو يزيد، أما فى العالم الإسلامى فالتعداد
فى صعود..
ولا أدرى أنسى الكاتب أم أنه تناسى بقايا العفة والطهر فى العلاقات الجنسية بين المسلمين، وطوفان العهر والتسيب بين جماهير من
الأمريكيين والأوربيين!.
إن الناس لا يزيدون مع انتشار " الإيدز" وغيره من العلل النّتِنّة!
وقد استخدم غزو الفضاء لبحث جرثومة الإيدز ومحاولة استكشاف علاج يقضى عليها، أى أن التقدم العلمى يستغل فى تغطية آثار
الجريمة الشاذة.
أما كان أقرب من ذلك كله تحكيم وحى الله وتحريم المنكر من العمل والقول؟.
وأعالن بعد ذلك إخوانى المسلمين بأن زيادة عددهم إلى مليارين لا يفرحنى!
فالمهم كثرة العمل لا كثرة العدد.