قال الغزالي: فإن قيل: فما
فائدة الدعاء مع أن القضاءَ لا مَرَدَّ له؟ فاعلم أن من جملة القضاء ردّ البلاء بالدعاء، فالدعاءُ سببٌ لردّ
البلاء ووجود الرحمة، كما أن الترسَ
سبب لدفع السلاح، والماءُ سببٌ لخروج النبات من الأرض؛ فكما أن الترسَ يدفع السهمَ فيتدافعان، فكذلك الدعاءُ
والبلاء، وليس من شرط الاعتراف بالقضاء
أن لا يحملَ السلاح، وقد قال اللّه تعالى: «وَلْيَأخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأسْلِحَتَهُمْ» النساء 102،
فقدَّرَ اللّه تعالى الأمرَ وقدَّرَ
سبَبه. وفيه من الفوائد ما ذكرناه، وهو حضور القلب والافتقار، وهما نهاية العبادة والمعرفة، واللّه أعلم.
الأذْكَارُ
النَّوَويَّة_للإِمام الحافِظ المحَدِّثِ الفَقيْهُ أَبي
زَكَرِيَّا يَحْيى بن شَرَفِ النَّوَوي