الكاتبة مريم أحمد
إن الفطرة السليمة تنفر من انكشاف سوءتها الجسدية والنفسية وتحرص على سترها.
والذين يحاولون تعرية الجسم من اللباس والنفس من التقوى ومن الحياء من الله يستخدمون كل الحيل الشيطانية ويتفننون فيها لينفذوا مخططات صهيونية تهدف إلى سلب الإنسان من إنسانيته…
إن العري فطرة حيوانية جبل عليها، فإذا ما مال إليها الإنسان نزل إلي مرتبة أدنى من المرتبة الشريفة التي منحها إياه المولى - عز وجل -… فالبعض من النساء يعتقد السعادة بلبس العاري والشفاف أو المفتوح …
وفي حديثنا هذا نخص النساء باللباس لعدة أمور:
1- إن النساء يرغبن في بهارج الدنيا وزينتها.
2- إن النساء ينزعن إلى التقليد والمحاكاة والمبالغة فيها.
3- المرأة جبلت على إغراء الرجل والتزين له كما إن الرجل جبل على الانجذاب للمرأة.
إن الجاهلية الحديثة التقدمية انتكست إلى الحضيض بمبدأ التمدن والتقدم..من خلال أجهزة شيطانية مدربة موجهة لتدمير النفس الإنسانية الإسلامية خاصة.
وقصة النشأة الإنسانية في القرآن توحي بهذه القيم والموازين؛ فنجد أول من حرض على كشف العورة إبليس ومن سار على هديه فهو معه ومنه، وذلك وارد في قصة آدم وحواء - عليهما السلام - في قوله - تعالى -: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (الأعراف: 20) تغلغل إليهما عدوهما إبليس بمكره فوسوس لهما وسوسة خدعهما بها وموه عليهما وقال مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أي من جنس الملائكة أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ، وأقسم لهما بالله أنه من الناصحين فاغترا بذلك وغلبت الشهوة في تلك الحال على العقل ((فَدَلَّاهُمَا)) أي أنزلهما من رتبتهما العالية التي هي البعد عن الذنوب والمعاصي إلى التلوث بها فأقدما إلى أكل تلك الشجرة فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا أي ظهرت عورة كل منهما بعدما كانت مستورة فصار العري الباطن من التقوى في هذه الحال له أثر في اللباس الظاهر حتى انخلع فظهرت عوراتهما فخجلا وجعلا يخصفان على عوراتها من أوراق شجر الجنة؛ ليستترا بها واستغفرا ربهما وتابا فغفرا لهما ذلك.
ثم لما أنزلهما إلى الأرض أخبرهما بحال إقامتهم فيها وأنه جعل لهما فيها حياة يتلوها الموت مشحونة بالامتحان والابتلاء قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ?الأعراف: 25? ثم امتن عليهم بما يسر لهم من اللباس الضروري واللباس المقصود منه الجمال يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ(الأعراف: 26)، فاللباس ستر العورات وهي السوءات والريش من التكميلات والزيادة في التجمل الظاهري، فالأول من الضروريات والريش من التكميلات والزيادات فهناك تلازم بين شرع الله في اللباس لستر العورة والزينة وبين التقوى وكلاهما لباس.
وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ(الأعراف: 26).. خير من اللباس الحسي؛لأن لباس التقوى يستمر مع العبد ولا يبلى وهو جمال القلب والروح وأما الظاهري فغايته يستر العورة الظاهرة ويكون جمالاً وزينة للإنسان.
فهناك تلازم بين شرع الله في اللباس لستر العورة والزينة وبين التقوى، وكلاهما لباس فهذا يستر عورة القلب ويزينه …وذاك يستر عورة الجسم ويزينه فمن شعور التقوى لله والحياء منه ينبثق الشعور باستقباح عري الجسد والحياء منه..
ومن لا يستحي من الله ولا يتقيه لا يهمه أن يتعرى أو أن يدعو للعري.. فالحياء ليس مجرد اصطلاح وتقاليد كما تزعمها مخططات صهيون …. إنما هي فطرة خلقها الله ثم هي شريعة أنزلها الله للبشر فالله يذكّر بني آدم بنعمته عليهم في تشريع اللباس والستر صيانة وحفظاً لإنسانيتهم أن تتدهور إلى عرف البهائم يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ فلولا وجوب ستر الجسم ما وقع الامتنان باللباس الذي يواريها وإنما وقع الامتنان من الله - تعالى -على عباده أن أنزل عليهم لباسا يستر عوراتهم لقبح ظهورها.
ثم يحذر الله - تعالى -بني آدم من إبليس مبينا لهم عداوته القديمة لأبي البشر آدم - عليه السلام - في سعيه لإخراجه من الجنة التي هي دار النعيم إلى دار التعب والشقاء والتسبب في هتك عورته بعدما كانت مستورة عنه.
يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ?الأعراف: 27?.
إن الدين لم يجعل المسألة فوضى يقول فيها كل إنسان بهواه، بل أمر بأن تكون دنيا الإنسان وعبوديته كاملة لله وحده.. والناس جميعاً لا يملكون أن يعيشوا بدون دنيا … ومن لا يجعل دنياه لله وحده فإنه يقع في شر ألوان العبودية لغير الله في أيّ جانب من جوانب الحياة المختلفة؛ فيقع فريسة لهواه … وهذا ما نراه لمن صارت أسيرةً للموضة؛لأنها تجردت من العبودية الخالصة لله وخلطت بها عبادة الموضة فأصبح نداء الموضة في نفسها يفوق نداء الحق فاتبعت الموضة دون أن تعرضها على الشرع … ولو أنها دانت نفسها لله مثل ما تدينها لصانعي الأزياء لكانت عابدة مبتذلة في نظرهم!!.
ما كان المؤمنين سابقاً يعرفون هذا التبجح في الأزياء ولم يكونوا يلبسون ثياباً من غير أكمام بل بزمن ليس ببعيد مستنكر نصف الكم، والآن أصبح مستنكر ثوب بكم بل وينظرون لمن تلبسه وكأنها قروية لا تعرف التمدن.
وليت الأمر استقر عند هذا الحد بل تعداه إلى أن ظهر النحر والصدر والبطن ولم يبق شيء …فأظهروا هذه العورات وجملوها بالفصوص اللامعة أو بالوشم المحرم متناسين لعن الله الواشمة والمستوشمة أو مقلين من فظاعة اللعن، وما يفعل ذلك نساءنا إلا لأ نه انعدم الحياء عندهن فسلب الأعداء حياءهن؛ لأن كل إنسان يولد وفيه:
1- حياء فطري.. من الله - تعالى -ومنا من ينهض بهذا الحياء فيرفعه إلى ما يحبه الله ويرضاه ومنا من انخلعت من حياءها حتى وصل بها الحال إلي إظهار جسدها …
2- وهناك حياء مكتسب.. وهو من مات لديها الحياء الفطري الذي قد تكون قتلته بارتكاب المعاصي حتى استلمتها نفسها وقادتها إلى التعري …. فهذه تكتسب الحياء من معرفة الله وعظمته وقربه من عباده واطلاعه عليهم وعلمه - سبحانه - بخائنة الأعين وما تخفي الصدور.
3- ولدينا حياء موروث من الأنبياء ولم تستنسخه الشرائع فيما نسخت وهو قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن مما أدرك كلام النبوة الأولى إذ لم تستح فاصنع ما شئت)).
4- فالحياء يظهر آثره على السلوك بشكل مباشر واضح وهو عبادة عظيمة "الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ".
سبحان الله إذا رفع الحياء رفع الإيمان، الإسلام دين الفطرة لا يسلك في كل شأن من شؤون الحياة إلا ما يوافق الفطرة؛ لذا لم يقرر الإسلام نوعا خاصا من اللباس لا يجوز تخطيه بل اعترف بشرعية كل لباس مادام متفق مع المبادئ الإسلامية.
وقد وضع الإسلام ضوابط وقواعد تنقسم إلى قسمين:
1- أن لا يكون اللباس ضيقا يصف الجسم ولا بالشفاف فيصف لون البشرة يقول أسامة بن زيد: كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبطية كثيفة أهداها له دحية ال****ي فكسوتها امرأتي فقال مالك: لم تلبس القبطية؟؟ قلت: كسوتها امرأتي فقال: ((مرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها)) أخرجه أحمد ج5/205.
فالقبطية وان كانت لا تشف ثقيلة، لكنها من طبيعتها الليونة والانثناء لهذا أمر الرسول أسامة أن تجعل زوجته تحتها غلالة، لئلا تلتصق القبطية بجسم المرأة فتصف تفاصيل جسدها ….. وهذا شبيه بالثياب التي تلبسها بعض النساء وهو ما يسمي "بالاسترتش" الذي يلتصق بالجسد فيرسم أجزاؤه رسما واضحا وينبغي التنبيه أن اللباس الضيق داخل في لباس أهل النار.
وقد قال رسول الله صلى لله عليه وسلم: ((سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات…))، وفي صحيح مسلم من حديث أبى هريرة.. (لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها …)؛ فسر العلماء ومنهم ابن تيمية الكاسيات العاريات بأنها المرأة تلبس الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع جسمها وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرحه لحديث كاسيات عاريات.. )
*إن لابسة الضيق كاسية عارية يوم القيامة.
*لابسة الشفاف ولو كان بكم الطويل كاسية عارية يوم القيامة.
*لابسة المفتوح كاسية عارية يوم القيامة.
*لابسة العاري كاسية عارية يوم القيامة.
*لابسة البنطلون كاسية عارية يوم القيامة.
*لابسة العباءة المتبرجة كاسية عارية يوم القيامة.
جاء الزبير بن العوام من العراق فأرسل لأسماء والدته كسوة من ثياب مرو وهي ثياب رقيقة وقد كانت كفيفة فلمسته، فقالت: أف ردوا عليه كسوته فلما وصلته قال: يا أماه أنه لا يشف فقالت: إن لم يشف فهو يرسم.
وكانت هند بنت عتبة تضع زرار في كمها تزره بها لسعة كمها قال الحافظ: إنها تخشى أن تدخل في حديث كاسيات عاريات…
2- أن يكون مستوعبا لجميع البدن …وذلك حتى يكون ساترا للعورة وللزينة التي نهيت المرأة عن إبدائها فالمقصود من اللباس هو الستر.
فلماذا خرجنا من الغرض الشرعي إلى هوى النفس وخالفنا الشرع؟
فهذا القصير أو ما تسميه النساء بالميدي أو الشانيل وهي مسميات غربية ما كنا نعرفها سابقا، وهذا ما رسمته بنو صهيون علينا ليجردونا من إنسانيتنا فإذا ما تجردنا من الإنسانية لم نعد نعرف لديننا هوية.
وللأسف بدت النساء تجري لهثا وراء هذه المخططات من باب التمدن والتقدم، وهي لا تعلم أنها باب التخلف والتأخر …. رحم الله أم سلمة عندما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة قالت أم سلمة: كيف تصنع النساء بذيولهن؟؟ قال: يرخينه شبرا قالت: إذا تنكشف أقدامهن قال: يرخينه ذراعا ولا يزدن" (1 أخرجه البخاري (10/258)ومسلم(14/304) من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.
حرصت أم سلمة على ستر القدم الذي ربما لا ترين أنت فيه جمالا لكنه عند الرجل يعني الشيء الكثير.
يعرف منه لون بشرتك ويزيده جمالا ونعومة الأحذية التي بدأت الآن تصدر لتزيد القدم إشراقا وجاذبية لمن لا ترتدي الجورب الأسود الذي يطفي من نعومة الحذاء والقدم.
3- أن لا يشبه لباس الرجل:
من صفات ثوب لرجل أن لا يكون طويلا تحت الكعبين وإنما فوقها أو إلى أنصاف الساقين كما قال الرسول الكريم (ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار) (2أخرجه البخاري (10/ 256
ومن صفات ثوب المرأة أن يطول شبرا تحت قدميها أو ذراعها كما ورد في حديث ابن عمر عندما سألت أم سلمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث السابق وذلك لئلا تنكشف قدميها.
*الآن أصبح العكس أصبحت المرأة تقصر ثوبها إلى الساق والرجل يطيل ثوبه ….. عاكسوا الموازين الشرعية سبحان الله تناسوا قول الرسول الكريم "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال "، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه الضابط في تشبه الرجل بالمرأة وتشبه المرأة بالرجل وبين أن ذلك يرجع إلى الأغلب فما كان من اللباس للرجال نهيت عنه المرأة والعكس.
فالمرأة مأمورة بستر قدميها فثوبها أسفل الكعبين والرجل فوق الكعبين فمن فصل ثوبه على صفة الآخر فهو متشبه به.
4- أن لا يشبه لباس الكافرات:
روى الإمام أحمد بإسناد صحيح " ذروا التنعم وزي العجم ".
وثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي لله عنه كتب إلى المسلمين المقيمين في بلاد فارس "إياكم والتنعم وزي أهل الشرك".
حذر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - المسلمين من التشبه بزي أهل الشرك وذلك؛ لأن التشبه بهم في الظاهر يورث موالاتهم في الباطن.
إن بيوت الأزياء العالمية هي التي ترسم لنا الأزياء بشكل يتنافى مع قواعد الإسلام في لباس المرأة، لأنها صممت في بلاد الكفرة والإباحية التي لا ترى بأسا بتغليب العري والتكشف في النساء بل إنه من سنن الحياة عندهم الذي يقول: إن المرأة خلقت لمتعة الرجل فقط.
إعلان فتوى عن شروط اللباس في الإذاعة المدرسية وتفسير بعض آيات اللباس عن طريق الإذاعة.
وبعد أيتها الحبيبة أرأيت كيف ماع الحياء في أوساط النساء لدرجة أن المرأة لا تبالي خرج صدرها أم نحرها …بردت الأجسام وماع الحياء حتى عند الصغار الذين اعتادوا من أمهاتهن لبس القصير وبدون الأكمام والصغيرة تكبر وتكبر معها الجرأة واللامبالاة!!.
غاليتي: لابد أن نقف مع أنفسنا وقفة جادة …كفانا عبثا بأعمارنا…. هاهي الدنيا بدأت تتكالب علينا من كل حدب وصوب،،، عندما نحينا الإسلام عن القيادة وصارت أنفسنا وشهواتها تقودنا …. لنلتفت على حالنا لعل الله يرضى عنا وينصرنا بعزه ولا يغيب عن بالك (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
كان الصحابة رضوان الله عليهم يتركون الحلال مخافة الوقوع في الحرام فيا ليتنا نترك الحرام فقط…ما بالنا ماتت أحاسيسنا تجاه الحرام نفسه فأصبحنا ننمص ونغير في خلق الله - تعالى -وكأنه لم يعجبنا ما أعطانا الله.. أليس كذلك؟؟!
ما بالنا ماتت أحاسيسنا ونحن نقرأ لعن الله لعن الله…. وكأن اللعن أصبح عندنا كالسلام …ولم نتمثل أو نستشعر أن اللعن عندما يدخل الناس جميعهم في رحمة الله يوم القيامة تخرج هذه التي أصابتها اللعنة من بينهم لا تشملها الرحمة إلا بمشيئة الرحمن…. تخيلي حالك تلك اللحظة!!؟
نعم أخيتي ماتت أحاسيسنا وأشعلنا أحاسيس الرجال الأجانب عندما لبسنا العباءة التي لا تزيدنا الا جمالا وزينة وضاع الغرض منها وهو الستر والحشمة لماذا أرتدي العباءة للزينة أم الستر؟؟ ما بال عقولنا لا تفهم،،.. ؟ أم أنها لا تعرف الله حق المعرفة فأصبحت لا تبالي!!؟؟
ما بالنا نتجرأ على الله - سبحانه - !! نأكل من رزقه ونشرب من مائه ونعيش على أرضه وندعوه ونريد أن يستجيب لنا وفي المقابل نمن على أنفسنا بطاعته وهي أمر ممتع وبسيط…
لو جلسنا مع هذه النفس ساعة وناقشناها لوجدنا أنها ستذهب بنا إلى الهاوية …إن لم نقودها إلى طاعة الرحمن التي ستجدين فيها السعادة الحقيقية أم أنها شعيرات بسيطة ولباس عاري وعباءة فاتنة تحول بيني وبين الجنة.. ؟؟ لا بورك فيه من لباس أو عباءة أو شعيرات …
عفوا غاليتي أثقلت عليك لكنها كلمات في صدري أبت من محبتي لك إلا أن تخرج إليك وأسأل الله أن يفتح مسامع قلبك لذكره وخشيته.
إن الفطرة السليمة تنفر من انكشاف سوءتها الجسدية والنفسية وتحرص على سترها.
والذين يحاولون تعرية الجسم من اللباس والنفس من التقوى ومن الحياء من الله يستخدمون كل الحيل الشيطانية ويتفننون فيها لينفذوا مخططات صهيونية تهدف إلى سلب الإنسان من إنسانيته…
إن العري فطرة حيوانية جبل عليها، فإذا ما مال إليها الإنسان نزل إلي مرتبة أدنى من المرتبة الشريفة التي منحها إياه المولى - عز وجل -… فالبعض من النساء يعتقد السعادة بلبس العاري والشفاف أو المفتوح …
وفي حديثنا هذا نخص النساء باللباس لعدة أمور:
1- إن النساء يرغبن في بهارج الدنيا وزينتها.
2- إن النساء ينزعن إلى التقليد والمحاكاة والمبالغة فيها.
3- المرأة جبلت على إغراء الرجل والتزين له كما إن الرجل جبل على الانجذاب للمرأة.
إن الجاهلية الحديثة التقدمية انتكست إلى الحضيض بمبدأ التمدن والتقدم..من خلال أجهزة شيطانية مدربة موجهة لتدمير النفس الإنسانية الإسلامية خاصة.
وقصة النشأة الإنسانية في القرآن توحي بهذه القيم والموازين؛ فنجد أول من حرض على كشف العورة إبليس ومن سار على هديه فهو معه ومنه، وذلك وارد في قصة آدم وحواء - عليهما السلام - في قوله - تعالى -: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (الأعراف: 20) تغلغل إليهما عدوهما إبليس بمكره فوسوس لهما وسوسة خدعهما بها وموه عليهما وقال مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أي من جنس الملائكة أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ، وأقسم لهما بالله أنه من الناصحين فاغترا بذلك وغلبت الشهوة في تلك الحال على العقل ((فَدَلَّاهُمَا)) أي أنزلهما من رتبتهما العالية التي هي البعد عن الذنوب والمعاصي إلى التلوث بها فأقدما إلى أكل تلك الشجرة فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا أي ظهرت عورة كل منهما بعدما كانت مستورة فصار العري الباطن من التقوى في هذه الحال له أثر في اللباس الظاهر حتى انخلع فظهرت عوراتهما فخجلا وجعلا يخصفان على عوراتها من أوراق شجر الجنة؛ ليستترا بها واستغفرا ربهما وتابا فغفرا لهما ذلك.
ثم لما أنزلهما إلى الأرض أخبرهما بحال إقامتهم فيها وأنه جعل لهما فيها حياة يتلوها الموت مشحونة بالامتحان والابتلاء قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ?الأعراف: 25? ثم امتن عليهم بما يسر لهم من اللباس الضروري واللباس المقصود منه الجمال يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ(الأعراف: 26)، فاللباس ستر العورات وهي السوءات والريش من التكميلات والزيادة في التجمل الظاهري، فالأول من الضروريات والريش من التكميلات والزيادات فهناك تلازم بين شرع الله في اللباس لستر العورة والزينة وبين التقوى وكلاهما لباس.
وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ(الأعراف: 26).. خير من اللباس الحسي؛لأن لباس التقوى يستمر مع العبد ولا يبلى وهو جمال القلب والروح وأما الظاهري فغايته يستر العورة الظاهرة ويكون جمالاً وزينة للإنسان.
فهناك تلازم بين شرع الله في اللباس لستر العورة والزينة وبين التقوى، وكلاهما لباس فهذا يستر عورة القلب ويزينه …وذاك يستر عورة الجسم ويزينه فمن شعور التقوى لله والحياء منه ينبثق الشعور باستقباح عري الجسد والحياء منه..
ومن لا يستحي من الله ولا يتقيه لا يهمه أن يتعرى أو أن يدعو للعري.. فالحياء ليس مجرد اصطلاح وتقاليد كما تزعمها مخططات صهيون …. إنما هي فطرة خلقها الله ثم هي شريعة أنزلها الله للبشر فالله يذكّر بني آدم بنعمته عليهم في تشريع اللباس والستر صيانة وحفظاً لإنسانيتهم أن تتدهور إلى عرف البهائم يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ فلولا وجوب ستر الجسم ما وقع الامتنان باللباس الذي يواريها وإنما وقع الامتنان من الله - تعالى -على عباده أن أنزل عليهم لباسا يستر عوراتهم لقبح ظهورها.
ثم يحذر الله - تعالى -بني آدم من إبليس مبينا لهم عداوته القديمة لأبي البشر آدم - عليه السلام - في سعيه لإخراجه من الجنة التي هي دار النعيم إلى دار التعب والشقاء والتسبب في هتك عورته بعدما كانت مستورة عنه.
يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ?الأعراف: 27?.
إن الدين لم يجعل المسألة فوضى يقول فيها كل إنسان بهواه، بل أمر بأن تكون دنيا الإنسان وعبوديته كاملة لله وحده.. والناس جميعاً لا يملكون أن يعيشوا بدون دنيا … ومن لا يجعل دنياه لله وحده فإنه يقع في شر ألوان العبودية لغير الله في أيّ جانب من جوانب الحياة المختلفة؛ فيقع فريسة لهواه … وهذا ما نراه لمن صارت أسيرةً للموضة؛لأنها تجردت من العبودية الخالصة لله وخلطت بها عبادة الموضة فأصبح نداء الموضة في نفسها يفوق نداء الحق فاتبعت الموضة دون أن تعرضها على الشرع … ولو أنها دانت نفسها لله مثل ما تدينها لصانعي الأزياء لكانت عابدة مبتذلة في نظرهم!!.
ما كان المؤمنين سابقاً يعرفون هذا التبجح في الأزياء ولم يكونوا يلبسون ثياباً من غير أكمام بل بزمن ليس ببعيد مستنكر نصف الكم، والآن أصبح مستنكر ثوب بكم بل وينظرون لمن تلبسه وكأنها قروية لا تعرف التمدن.
وليت الأمر استقر عند هذا الحد بل تعداه إلى أن ظهر النحر والصدر والبطن ولم يبق شيء …فأظهروا هذه العورات وجملوها بالفصوص اللامعة أو بالوشم المحرم متناسين لعن الله الواشمة والمستوشمة أو مقلين من فظاعة اللعن، وما يفعل ذلك نساءنا إلا لأ نه انعدم الحياء عندهن فسلب الأعداء حياءهن؛ لأن كل إنسان يولد وفيه:
1- حياء فطري.. من الله - تعالى -ومنا من ينهض بهذا الحياء فيرفعه إلى ما يحبه الله ويرضاه ومنا من انخلعت من حياءها حتى وصل بها الحال إلي إظهار جسدها …
2- وهناك حياء مكتسب.. وهو من مات لديها الحياء الفطري الذي قد تكون قتلته بارتكاب المعاصي حتى استلمتها نفسها وقادتها إلى التعري …. فهذه تكتسب الحياء من معرفة الله وعظمته وقربه من عباده واطلاعه عليهم وعلمه - سبحانه - بخائنة الأعين وما تخفي الصدور.
3- ولدينا حياء موروث من الأنبياء ولم تستنسخه الشرائع فيما نسخت وهو قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((إن مما أدرك كلام النبوة الأولى إذ لم تستح فاصنع ما شئت)).
4- فالحياء يظهر آثره على السلوك بشكل مباشر واضح وهو عبادة عظيمة "الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر ".
سبحان الله إذا رفع الحياء رفع الإيمان، الإسلام دين الفطرة لا يسلك في كل شأن من شؤون الحياة إلا ما يوافق الفطرة؛ لذا لم يقرر الإسلام نوعا خاصا من اللباس لا يجوز تخطيه بل اعترف بشرعية كل لباس مادام متفق مع المبادئ الإسلامية.
وقد وضع الإسلام ضوابط وقواعد تنقسم إلى قسمين:
1- أن لا يكون اللباس ضيقا يصف الجسم ولا بالشفاف فيصف لون البشرة يقول أسامة بن زيد: كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبطية كثيفة أهداها له دحية ال****ي فكسوتها امرأتي فقال مالك: لم تلبس القبطية؟؟ قلت: كسوتها امرأتي فقال: ((مرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها)) أخرجه أحمد ج5/205.
فالقبطية وان كانت لا تشف ثقيلة، لكنها من طبيعتها الليونة والانثناء لهذا أمر الرسول أسامة أن تجعل زوجته تحتها غلالة، لئلا تلتصق القبطية بجسم المرأة فتصف تفاصيل جسدها ….. وهذا شبيه بالثياب التي تلبسها بعض النساء وهو ما يسمي "بالاسترتش" الذي يلتصق بالجسد فيرسم أجزاؤه رسما واضحا وينبغي التنبيه أن اللباس الضيق داخل في لباس أهل النار.
وقد قال رسول الله صلى لله عليه وسلم: ((سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات…))، وفي صحيح مسلم من حديث أبى هريرة.. (لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها …)؛ فسر العلماء ومنهم ابن تيمية الكاسيات العاريات بأنها المرأة تلبس الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع جسمها وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرحه لحديث كاسيات عاريات.. )
*إن لابسة الضيق كاسية عارية يوم القيامة.
*لابسة الشفاف ولو كان بكم الطويل كاسية عارية يوم القيامة.
*لابسة المفتوح كاسية عارية يوم القيامة.
*لابسة العاري كاسية عارية يوم القيامة.
*لابسة البنطلون كاسية عارية يوم القيامة.
*لابسة العباءة المتبرجة كاسية عارية يوم القيامة.
جاء الزبير بن العوام من العراق فأرسل لأسماء والدته كسوة من ثياب مرو وهي ثياب رقيقة وقد كانت كفيفة فلمسته، فقالت: أف ردوا عليه كسوته فلما وصلته قال: يا أماه أنه لا يشف فقالت: إن لم يشف فهو يرسم.
وكانت هند بنت عتبة تضع زرار في كمها تزره بها لسعة كمها قال الحافظ: إنها تخشى أن تدخل في حديث كاسيات عاريات…
2- أن يكون مستوعبا لجميع البدن …وذلك حتى يكون ساترا للعورة وللزينة التي نهيت المرأة عن إبدائها فالمقصود من اللباس هو الستر.
فلماذا خرجنا من الغرض الشرعي إلى هوى النفس وخالفنا الشرع؟
فهذا القصير أو ما تسميه النساء بالميدي أو الشانيل وهي مسميات غربية ما كنا نعرفها سابقا، وهذا ما رسمته بنو صهيون علينا ليجردونا من إنسانيتنا فإذا ما تجردنا من الإنسانية لم نعد نعرف لديننا هوية.
وللأسف بدت النساء تجري لهثا وراء هذه المخططات من باب التمدن والتقدم، وهي لا تعلم أنها باب التخلف والتأخر …. رحم الله أم سلمة عندما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة قالت أم سلمة: كيف تصنع النساء بذيولهن؟؟ قال: يرخينه شبرا قالت: إذا تنكشف أقدامهن قال: يرخينه ذراعا ولا يزدن" (1 أخرجه البخاري (10/258)ومسلم(14/304) من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.
حرصت أم سلمة على ستر القدم الذي ربما لا ترين أنت فيه جمالا لكنه عند الرجل يعني الشيء الكثير.
يعرف منه لون بشرتك ويزيده جمالا ونعومة الأحذية التي بدأت الآن تصدر لتزيد القدم إشراقا وجاذبية لمن لا ترتدي الجورب الأسود الذي يطفي من نعومة الحذاء والقدم.
3- أن لا يشبه لباس الرجل:
من صفات ثوب لرجل أن لا يكون طويلا تحت الكعبين وإنما فوقها أو إلى أنصاف الساقين كما قال الرسول الكريم (ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار) (2أخرجه البخاري (10/ 256
ومن صفات ثوب المرأة أن يطول شبرا تحت قدميها أو ذراعها كما ورد في حديث ابن عمر عندما سألت أم سلمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث السابق وذلك لئلا تنكشف قدميها.
*الآن أصبح العكس أصبحت المرأة تقصر ثوبها إلى الساق والرجل يطيل ثوبه ….. عاكسوا الموازين الشرعية سبحان الله تناسوا قول الرسول الكريم "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال "، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه الضابط في تشبه الرجل بالمرأة وتشبه المرأة بالرجل وبين أن ذلك يرجع إلى الأغلب فما كان من اللباس للرجال نهيت عنه المرأة والعكس.
فالمرأة مأمورة بستر قدميها فثوبها أسفل الكعبين والرجل فوق الكعبين فمن فصل ثوبه على صفة الآخر فهو متشبه به.
4- أن لا يشبه لباس الكافرات:
روى الإمام أحمد بإسناد صحيح " ذروا التنعم وزي العجم ".
وثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي لله عنه كتب إلى المسلمين المقيمين في بلاد فارس "إياكم والتنعم وزي أهل الشرك".
حذر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - المسلمين من التشبه بزي أهل الشرك وذلك؛ لأن التشبه بهم في الظاهر يورث موالاتهم في الباطن.
إن بيوت الأزياء العالمية هي التي ترسم لنا الأزياء بشكل يتنافى مع قواعد الإسلام في لباس المرأة، لأنها صممت في بلاد الكفرة والإباحية التي لا ترى بأسا بتغليب العري والتكشف في النساء بل إنه من سنن الحياة عندهم الذي يقول: إن المرأة خلقت لمتعة الرجل فقط.
إعلان فتوى عن شروط اللباس في الإذاعة المدرسية وتفسير بعض آيات اللباس عن طريق الإذاعة.
وبعد أيتها الحبيبة أرأيت كيف ماع الحياء في أوساط النساء لدرجة أن المرأة لا تبالي خرج صدرها أم نحرها …بردت الأجسام وماع الحياء حتى عند الصغار الذين اعتادوا من أمهاتهن لبس القصير وبدون الأكمام والصغيرة تكبر وتكبر معها الجرأة واللامبالاة!!.
غاليتي: لابد أن نقف مع أنفسنا وقفة جادة …كفانا عبثا بأعمارنا…. هاهي الدنيا بدأت تتكالب علينا من كل حدب وصوب،،، عندما نحينا الإسلام عن القيادة وصارت أنفسنا وشهواتها تقودنا …. لنلتفت على حالنا لعل الله يرضى عنا وينصرنا بعزه ولا يغيب عن بالك (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
كان الصحابة رضوان الله عليهم يتركون الحلال مخافة الوقوع في الحرام فيا ليتنا نترك الحرام فقط…ما بالنا ماتت أحاسيسنا تجاه الحرام نفسه فأصبحنا ننمص ونغير في خلق الله - تعالى -وكأنه لم يعجبنا ما أعطانا الله.. أليس كذلك؟؟!
ما بالنا ماتت أحاسيسنا ونحن نقرأ لعن الله لعن الله…. وكأن اللعن أصبح عندنا كالسلام …ولم نتمثل أو نستشعر أن اللعن عندما يدخل الناس جميعهم في رحمة الله يوم القيامة تخرج هذه التي أصابتها اللعنة من بينهم لا تشملها الرحمة إلا بمشيئة الرحمن…. تخيلي حالك تلك اللحظة!!؟
نعم أخيتي ماتت أحاسيسنا وأشعلنا أحاسيس الرجال الأجانب عندما لبسنا العباءة التي لا تزيدنا الا جمالا وزينة وضاع الغرض منها وهو الستر والحشمة لماذا أرتدي العباءة للزينة أم الستر؟؟ ما بال عقولنا لا تفهم،،.. ؟ أم أنها لا تعرف الله حق المعرفة فأصبحت لا تبالي!!؟؟
ما بالنا نتجرأ على الله - سبحانه - !! نأكل من رزقه ونشرب من مائه ونعيش على أرضه وندعوه ونريد أن يستجيب لنا وفي المقابل نمن على أنفسنا بطاعته وهي أمر ممتع وبسيط…
لو جلسنا مع هذه النفس ساعة وناقشناها لوجدنا أنها ستذهب بنا إلى الهاوية …إن لم نقودها إلى طاعة الرحمن التي ستجدين فيها السعادة الحقيقية أم أنها شعيرات بسيطة ولباس عاري وعباءة فاتنة تحول بيني وبين الجنة.. ؟؟ لا بورك فيه من لباس أو عباءة أو شعيرات …
عفوا غاليتي أثقلت عليك لكنها كلمات في صدري أبت من محبتي لك إلا أن تخرج إليك وأسأل الله أن يفتح مسامع قلبك لذكره وخشيته.