لم يعد يخفى على أحد من المسلمين استنفار الغرب النصراني كل قواه من أجل العمل على القضاء على الإسلام والمسلمين، وبات ذلك واضحًا جليًا لا ينكره إلا معاند أو صاحب تخليط في انتمائه، وصارت دول الغرب النصراني تتجمع وتتفق - برغم اختلافها - على الحرب ضد الإسلام، وبات عملهم من أجل تحريف الإسلام وتغييره وطمس معالمه يكسو كل سياساتهم تجاه بلاد المسلمين، مما قد يطرح التساؤلات من قِبَل الكثيرين من أبناء المسلمين، ما سر كل هذا العداء والحقد تجاه المسلمين؟! وما سر هذا السعي المحموم لتغيير الإسلام وتفصيله وفق الإرادة الغربية؟!
هناك العديد من الأمور التي تدفع الغرب النصراني دفعًا، وتحرضه على تحريف الإسلام وتغييره، فمن هذه الأمور:
أولًًًا: إزالة العوائق أمام المخططات الاستعمارية:
إن الإسلام بالنسبة للغرب النصراني ومعه اليهود هو الصخرة الصماء، والعقبة الكأداء التي تعيق تحقيق مخططاتهم لنتائجها، والتي تتكسر عليها أمواج غزواتهم العاتية، وهم يدركون من خلال معرفتهم بالإسلام، ومن خلال الخبرة المكتسبة من احتكاكهم بالمسلمين في الحروب الصليبية التي استمرت قرابة قرنين من الزمان، وفي غيرها أنه لا أمل في نجاح حملاتهم، أو تحقيق مخططاتهم لنتائجها، ما دام الإسلام في ميدان المعركة، رغم ما يمتلكونه من سلاح وعتاد وخبرة تكنولوجية متقدمة، ويصبح إخراج الإسلام من ميدان المعركة هو شرط أساس لنجاحهم واستقرارهم في بلاد المسلمين.
ولا يمكن إخراج الإسلام من المعركة إلا في ظل عملية تغيير واسعة النطاق تُجرى في البناء العقدي والشرعي، ولما كان هذا متعذرًا بغير غطاء من الخداع والتضليل، ظهرت الدعوة إلى "تجديد الخطاب الديني" التي حقيقتها تحريف الدين؛ إنه لمن أكبر الخيانة لله ولرسوله والمؤمنين إجابة هؤلاء لما يريدون أو مساعدتهم عليه، وانظر إلى عداوتهم للإسلام وماذا يكيدون له.
وقف "غلادستون" رئيس وزراء إنجلترا في أواخر القرن التاسع عشر في مجلس العموم البريطاني، وقد أمسك بيمينه القرآن المجيد، وصاح في أعضاء البرلمان قائلًا: "إن العقبة الكئود أمام استقرارنا بمستعمراتنا في بلاد المسلمين في شيئين، ولابد من القضاء عليهما مهما كلفنا الأمر:
أولهما: هذا الكتاب، وسكت قليلًا بينما أشار بيده اليسرى نحو الشرق، وقال: وهذه الكعبة، وقال أيضًا: "ما دام هذا القرآن موجودًا في أيدي المسلمين، فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان"، وقال أيضًا: "لن تستقيم حالة الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة، ويغطى به القرآن" [عودة الحجاب، محمد إسماعيل المقدم].
وقال الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على احتلال فرنسا الصليبية للجزائر: "إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرأون هذا القرآن، ويتكلمون اللغة العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم" [الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية، عمر سليمان الأشقر]، وأقوالهم في ذلك كثيرة، وهذا يفسر حرصهم الآن على ما يسمونه بتجديد الخطاب الديني.
ثانيًا: الاستعداد والتجهيز للمعركة الفاصلة:
يشعر الغرب النصراني ـ وفق معتقداته الدينية المحرفة ـ أن الحرب الفاصلة التي يسمونها "هرمجدون" والتي ستدور رحاها بين المسلمين والنصارى، قد اقترب زمنها، وأن المسلمين لم يعد لهم ما يستندون إليه في هذه المعركة إلا الدين، ولخبرة الصليبيين ومعرفتهم بقدرة الإسلام على شحذ همم أصحابه لقبول التحدي النصراني، والصمود أمامه لفترة طويلة ـ رغم التخلف التقني وضعف التسليح البالغ ـ وقدرته على استيعاب موجات الهجوم النصراني واحتوائها، ومن ثم الكرّ وتحقيق النصر في النهاية، فإنهم يرغبون بشدة في أن يدخل المسلمون هذه الحرب وأيديهم خاوية من أهم سلاح لديهم، لذا كان لابد من العمل على تحريف هذا الدين.
إن من يستجيب للرغبات الغربية في ذلك ويساعدهم عليه، حتى ينجو ـ بزعمه ـ من البطش وغيره هو شخص غارق في الوهم والضلال، أولًا: لمخالفته لشرع الله في إعانة الكافر على المسلم، وفي تحريف الدين.
ثانيًا: لظنه أن مسارعته فيهم تنجيه من بطشهم، فإنهم ما فعلوا ذلك ولا طالبوا به، أو حرصوا عليه إلا لينتزعوا من الأمة كل سلاح في أيديهم، حتى إذا حانت ساعة الذبح لم يجدوا في ذلك عناء، وقاموا بذبح الجميع، وما مثل هذا النوع من الناس إلا كمثل من ألقى بنفسه من شاهق جبل، لينجو من قرصة بعوضة سمع طنينها ولم يرها، فكان في فعله ذلك هلاكه المحقق.
ثالثًا: لظنه أن تفوق الكفار على المسلمين سيظل أبد الدهر، وقد أكذب الله - تعالى - هذا الظن، وقال: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) [آل عمران: 140].
ثالثًا: إيقاف مقاومة العولمة:
في ظل التقدم التقني الغربي الذي لا يكاد يُنافس أراد الغرب فتح أبواب أسواق الدول، خاصة المتخلفة تقنيًا ـ ومنها بالطبع الدول العربية والإسلامية ـ أمام منتجاتهم بدون عوائق، وتصدير نمطهم الاستهلاكي في تعاملهم مع ملذات الحياة، تضخيمًا للمكاسب المتحصلة من وراء ذلك، فكان أن أبرم لذلك الغرض الاتقاقية التي عرفت باسم "اتفاقية الجات"، وتم التوسع فيها بإدخال أكثرية دول العالم فيها، وتعززت بذلك مكانة المنظمة العالمية للتجارة، وتمخض عن ذلك كله ما ذاع واشتهر باسم "العولمة" ـ خاصة بعد انهيار المعسكر الشرقي ـ التي تحاول دمج العالم كله في نسق واحد من الثقافة والاقتصاد والأخلاق، وهو النسق الغربي بالطبع.
وهذا الدمج يرفضه الإسلام؛ لأنه أوسع وأشمل وأدق وأصدق من أن يندمج مع هذا الخليط الرديء من الأخلاق والثقافات والأفكار، فكان لابد من عملية تحريف الخطاب الديني التي تعني إجراء تغييرات واسعة النطاق في العقيدة والشريعة والثقافة، حتى يقبل الإسلام أن ينصهر ويذوب في ذلك الخليط الرديء.
هناك العديد من الأمور التي تدفع الغرب النصراني دفعًا، وتحرضه على تحريف الإسلام وتغييره، فمن هذه الأمور:
أولًًًا: إزالة العوائق أمام المخططات الاستعمارية:
إن الإسلام بالنسبة للغرب النصراني ومعه اليهود هو الصخرة الصماء، والعقبة الكأداء التي تعيق تحقيق مخططاتهم لنتائجها، والتي تتكسر عليها أمواج غزواتهم العاتية، وهم يدركون من خلال معرفتهم بالإسلام، ومن خلال الخبرة المكتسبة من احتكاكهم بالمسلمين في الحروب الصليبية التي استمرت قرابة قرنين من الزمان، وفي غيرها أنه لا أمل في نجاح حملاتهم، أو تحقيق مخططاتهم لنتائجها، ما دام الإسلام في ميدان المعركة، رغم ما يمتلكونه من سلاح وعتاد وخبرة تكنولوجية متقدمة، ويصبح إخراج الإسلام من ميدان المعركة هو شرط أساس لنجاحهم واستقرارهم في بلاد المسلمين.
ولا يمكن إخراج الإسلام من المعركة إلا في ظل عملية تغيير واسعة النطاق تُجرى في البناء العقدي والشرعي، ولما كان هذا متعذرًا بغير غطاء من الخداع والتضليل، ظهرت الدعوة إلى "تجديد الخطاب الديني" التي حقيقتها تحريف الدين؛ إنه لمن أكبر الخيانة لله ولرسوله والمؤمنين إجابة هؤلاء لما يريدون أو مساعدتهم عليه، وانظر إلى عداوتهم للإسلام وماذا يكيدون له.
وقف "غلادستون" رئيس وزراء إنجلترا في أواخر القرن التاسع عشر في مجلس العموم البريطاني، وقد أمسك بيمينه القرآن المجيد، وصاح في أعضاء البرلمان قائلًا: "إن العقبة الكئود أمام استقرارنا بمستعمراتنا في بلاد المسلمين في شيئين، ولابد من القضاء عليهما مهما كلفنا الأمر:
أولهما: هذا الكتاب، وسكت قليلًا بينما أشار بيده اليسرى نحو الشرق، وقال: وهذه الكعبة، وقال أيضًا: "ما دام هذا القرآن موجودًا في أيدي المسلمين، فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان"، وقال أيضًا: "لن تستقيم حالة الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة، ويغطى به القرآن" [عودة الحجاب، محمد إسماعيل المقدم].
وقال الحاكم الفرنسي في الجزائر في ذكرى مرور مائة سنة على احتلال فرنسا الصليبية للجزائر: "إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرأون هذا القرآن، ويتكلمون اللغة العربية، فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم، ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم" [الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية، عمر سليمان الأشقر]، وأقوالهم في ذلك كثيرة، وهذا يفسر حرصهم الآن على ما يسمونه بتجديد الخطاب الديني.
ثانيًا: الاستعداد والتجهيز للمعركة الفاصلة:
يشعر الغرب النصراني ـ وفق معتقداته الدينية المحرفة ـ أن الحرب الفاصلة التي يسمونها "هرمجدون" والتي ستدور رحاها بين المسلمين والنصارى، قد اقترب زمنها، وأن المسلمين لم يعد لهم ما يستندون إليه في هذه المعركة إلا الدين، ولخبرة الصليبيين ومعرفتهم بقدرة الإسلام على شحذ همم أصحابه لقبول التحدي النصراني، والصمود أمامه لفترة طويلة ـ رغم التخلف التقني وضعف التسليح البالغ ـ وقدرته على استيعاب موجات الهجوم النصراني واحتوائها، ومن ثم الكرّ وتحقيق النصر في النهاية، فإنهم يرغبون بشدة في أن يدخل المسلمون هذه الحرب وأيديهم خاوية من أهم سلاح لديهم، لذا كان لابد من العمل على تحريف هذا الدين.
إن من يستجيب للرغبات الغربية في ذلك ويساعدهم عليه، حتى ينجو ـ بزعمه ـ من البطش وغيره هو شخص غارق في الوهم والضلال، أولًا: لمخالفته لشرع الله في إعانة الكافر على المسلم، وفي تحريف الدين.
ثانيًا: لظنه أن مسارعته فيهم تنجيه من بطشهم، فإنهم ما فعلوا ذلك ولا طالبوا به، أو حرصوا عليه إلا لينتزعوا من الأمة كل سلاح في أيديهم، حتى إذا حانت ساعة الذبح لم يجدوا في ذلك عناء، وقاموا بذبح الجميع، وما مثل هذا النوع من الناس إلا كمثل من ألقى بنفسه من شاهق جبل، لينجو من قرصة بعوضة سمع طنينها ولم يرها، فكان في فعله ذلك هلاكه المحقق.
ثالثًا: لظنه أن تفوق الكفار على المسلمين سيظل أبد الدهر، وقد أكذب الله - تعالى - هذا الظن، وقال: (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) [آل عمران: 140].
ثالثًا: إيقاف مقاومة العولمة:
في ظل التقدم التقني الغربي الذي لا يكاد يُنافس أراد الغرب فتح أبواب أسواق الدول، خاصة المتخلفة تقنيًا ـ ومنها بالطبع الدول العربية والإسلامية ـ أمام منتجاتهم بدون عوائق، وتصدير نمطهم الاستهلاكي في تعاملهم مع ملذات الحياة، تضخيمًا للمكاسب المتحصلة من وراء ذلك، فكان أن أبرم لذلك الغرض الاتقاقية التي عرفت باسم "اتفاقية الجات"، وتم التوسع فيها بإدخال أكثرية دول العالم فيها، وتعززت بذلك مكانة المنظمة العالمية للتجارة، وتمخض عن ذلك كله ما ذاع واشتهر باسم "العولمة" ـ خاصة بعد انهيار المعسكر الشرقي ـ التي تحاول دمج العالم كله في نسق واحد من الثقافة والاقتصاد والأخلاق، وهو النسق الغربي بالطبع.
وهذا الدمج يرفضه الإسلام؛ لأنه أوسع وأشمل وأدق وأصدق من أن يندمج مع هذا الخليط الرديء من الأخلاق والثقافات والأفكار، فكان لابد من عملية تحريف الخطاب الديني التي تعني إجراء تغييرات واسعة النطاق في العقيدة والشريعة والثقافة، حتى يقبل الإسلام أن ينصهر ويذوب في ذلك الخليط الرديء.