البطل
القومي أبو الليف
القومي أبو الليف
منقول من جريدة المصريون - فراج >بعض القنوات
الفضائية تصور لنا أن مصر مشغولة ببطل قومي ليس له شبيه في تاريخنا، لدرجة
أن جمال مروان – حفيد الزعيم الراحل عبدالناصر – رأى فيه عودة لأمجادنا
الزائلة وللريادة، ولصوت جده الذي ما يزال يرن في أذاننا منذ يوم حادث
المنشية الشهير مردداً "لقد علمتكم الكرامة"!
نتحدث عن الكرامة المنتهكة لكل مصري من التهديد المبطن بالاغتصاب الذي وجه
علنا في مكتب مدير مدرسة لمعلمة حديثة التخرج إذا لم تعتذر علنا على الملأ
لطالبتين من إحدى الدول العربية بحضور زملائها وطلاب كل الفصول في فناء
المدرسة!
توقعنا أن أبناء جلدتها من الشباب مشغولون بقضيتها، وأن شعبها مشغول
بالتغيير والانتخابات القادمة وخليفة الرئيس حسني مبارك، وباقامة العدل في
أرض ملئت ظلماً ونفاقا وجوراً.
مشغول بكيلو اللحمة الذي تجاوز التسعين جنيها دون أي مبررات، لا محلية ولا
دولية. لم نقرأ عن انفلونزا كنست الماشية ولا فيروس أصاب صحتها. أكثر الدول
غلاءً في العالم تبيعه بربع هذا الثمن، فما الذي جرى في مصر؟!
اكتشفت أنني ومن على شاكلتي من سواد القلوب والعيون، لا نرى أي ضوء في
نهاية النفق ولا في وسطه ولا في أوله. نحن إنهزاميون بالفطرة، نظرية
المؤامرة سرطان يجري في أجسادنا جريان الدم في الشرايين!
نصرخ ونحبط الناس بحاضرهم القاسي ومستقبلهم المجهول، فيما إعلامنا يحتفي
بالبطل القومي الذي جاء ليعلن بالفم المليان "أنا مش خرنق. لا أنا كينج
كونج. ده وأنا رابط إيدي بألعب بينج بونج"!..
أي لحمة غالية التي نتحدث عنها إذاً؟!.. أجيال الحاضر والمستقبل غير مهتمة
إلا ببطلها القومي "أبو الليف" وبمتابعة سيرته الذاتية من خلال الاعلان
التلفزيوني الذي يقول "بعدما شقي سنين عمره واتمرمط في مشواره الفني، أبو
الليف يعود بأنا مش خرنق".
"بتحبني. لا. أشك. مين دول اللي على الفيس بوك. لو شيلتش العيال دي عليك
حاسك. أنا مش خرنق. لا. أنا كينج كونج. ده وأنا رابط إيدي بألعب بينج
بونج"!
قاموس جديد من اللغة العربية. بطل قومي مطلع على الفيس بوك ومفردات
الكمبيوتر "مش ابن هانم ولا ابن لورد. تفضلي هاتي الباسبورد. ده أنا أراجوز
متربي في سيرك"!
الغريب أننا انشغلنا عن سيرة بطلنا القومي الذي يحتفي به اعلامنا الآن بعد
أن ضاع من عمره الكثير ولم ننتبه له في ظل انشغالنا بالدستور والبرادعي
والتوريث والفساد الاداري والمالي والغلاء الطاحن. أخيرا جاء ليعاتبنا على
قصر النظر وعمى البصر والبصيرة قائلا "بأغني من تالته ابتدائي.. قبل تامر
حسني ومحمد حماقي"!
أين كنت يا أبو الليف من زمان؟!. أخيرا انجلى الليل الطويل عن صباحك!
230 ألفا من شبابنا زاروا خلال وقت وجيز هذه
الأغنية على "اليوتيوب". الشريط نفذ من جميع محلات بيع شرائط الكاسيت في
مصر، أو بلغة الاعلامي عمرو أديب "اتشفط من السوق" وتحتاج لواسطة لكي تحصل
عليه وبالبقشيش فوق السعر المضاعف مرتين وثلاثا!
الفضائية تصور لنا أن مصر مشغولة ببطل قومي ليس له شبيه في تاريخنا، لدرجة
أن جمال مروان – حفيد الزعيم الراحل عبدالناصر – رأى فيه عودة لأمجادنا
الزائلة وللريادة، ولصوت جده الذي ما يزال يرن في أذاننا منذ يوم حادث
المنشية الشهير مردداً "لقد علمتكم الكرامة"!
نتحدث عن الكرامة المنتهكة لكل مصري من التهديد المبطن بالاغتصاب الذي وجه
علنا في مكتب مدير مدرسة لمعلمة حديثة التخرج إذا لم تعتذر علنا على الملأ
لطالبتين من إحدى الدول العربية بحضور زملائها وطلاب كل الفصول في فناء
المدرسة!
توقعنا أن أبناء جلدتها من الشباب مشغولون بقضيتها، وأن شعبها مشغول
بالتغيير والانتخابات القادمة وخليفة الرئيس حسني مبارك، وباقامة العدل في
أرض ملئت ظلماً ونفاقا وجوراً.
مشغول بكيلو اللحمة الذي تجاوز التسعين جنيها دون أي مبررات، لا محلية ولا
دولية. لم نقرأ عن انفلونزا كنست الماشية ولا فيروس أصاب صحتها. أكثر الدول
غلاءً في العالم تبيعه بربع هذا الثمن، فما الذي جرى في مصر؟!
اكتشفت أنني ومن على شاكلتي من سواد القلوب والعيون، لا نرى أي ضوء في
نهاية النفق ولا في وسطه ولا في أوله. نحن إنهزاميون بالفطرة، نظرية
المؤامرة سرطان يجري في أجسادنا جريان الدم في الشرايين!
نصرخ ونحبط الناس بحاضرهم القاسي ومستقبلهم المجهول، فيما إعلامنا يحتفي
بالبطل القومي الذي جاء ليعلن بالفم المليان "أنا مش خرنق. لا أنا كينج
كونج. ده وأنا رابط إيدي بألعب بينج بونج"!..
أي لحمة غالية التي نتحدث عنها إذاً؟!.. أجيال الحاضر والمستقبل غير مهتمة
إلا ببطلها القومي "أبو الليف" وبمتابعة سيرته الذاتية من خلال الاعلان
التلفزيوني الذي يقول "بعدما شقي سنين عمره واتمرمط في مشواره الفني، أبو
الليف يعود بأنا مش خرنق".
"بتحبني. لا. أشك. مين دول اللي على الفيس بوك. لو شيلتش العيال دي عليك
حاسك. أنا مش خرنق. لا. أنا كينج كونج. ده وأنا رابط إيدي بألعب بينج
بونج"!
قاموس جديد من اللغة العربية. بطل قومي مطلع على الفيس بوك ومفردات
الكمبيوتر "مش ابن هانم ولا ابن لورد. تفضلي هاتي الباسبورد. ده أنا أراجوز
متربي في سيرك"!
الغريب أننا انشغلنا عن سيرة بطلنا القومي الذي يحتفي به اعلامنا الآن بعد
أن ضاع من عمره الكثير ولم ننتبه له في ظل انشغالنا بالدستور والبرادعي
والتوريث والفساد الاداري والمالي والغلاء الطاحن. أخيرا جاء ليعاتبنا على
قصر النظر وعمى البصر والبصيرة قائلا "بأغني من تالته ابتدائي.. قبل تامر
حسني ومحمد حماقي"!
أين كنت يا أبو الليف من زمان؟!. أخيرا انجلى الليل الطويل عن صباحك!
230 ألفا من شبابنا زاروا خلال وقت وجيز هذه
الأغنية على "اليوتيوب". الشريط نفذ من جميع محلات بيع شرائط الكاسيت في
مصر، أو بلغة الاعلامي عمرو أديب "اتشفط من السوق" وتحتاج لواسطة لكي تحصل
عليه وبالبقشيش فوق السعر المضاعف مرتين وثلاثا!