منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
المسلم في مواجهة أمراض العصر Support


    المسلم في مواجهة أمراض العصر

    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : المسلم في مواجهة أمراض العصر Pi-ca-10

    المسلم في مواجهة أمراض العصر Empty المسلم في مواجهة أمراض العصر

    مُساهمة من طرف ابو انس 7/4/2010, 6:16 am

     

    نتيجة  لتسارع  وتيرة  الحياة  الحديثة، وفي  محاولة  منه  لمواكبة  هذا  التسارع  يتعرض  المسلم  المعاصر لضغوط  لم  يكن  يتعرض  لها  آباؤه  وأجداده، وهذه  الضغوط  تؤثر  عليه  نفسيًّا واجتماعيًّا  ومهنيًّا.


     


      فهناك  ضغوط  خاصة  بمحدودية  المي**** الأسرية  في  مواجهة المتطلبات  المتزايدة،  ففي  العقود  السابقة كانت  متطلبات  الزواج بالنسبة  للشاب  أقل،  وكان  تأثيث  شقة  الزوجية ليس  بهذا  التعقيد الذي  هو  عليه  الآن،  فأصبح  المطلوب  اجتماعيًّا أثاثًا  وأجهزة  كهربائية ومفروشات  غالية  الثمن، فضلًا  عن  ثمن  شقة  الزوجية ومصروفات  حفل  الزفاف، وكل  هذا  يضغط  على  الزوج  ذي  الدخل  المحدود.


     


    ولا  تقف  الضغوط عند  هذا  الحد،  فتكاليف  الحياة مرتفعة  في  ظل  ارتفاع  الأسعار؛ حيث  تلتهم  فاتورة الطعام  والشراب  أغلب  المي****،  وهناك  ضغوط  فيما  يتعلق  بالملبس المناسب  وثمنه  المرتفع، وبفواتير  الخدمات  من  كهرباء  وغاز  ومياه  وإنترنت وربما  وصلة  الدش  وفاتورة  الهاتف، مضافًا  إلى  ذلك  بند  المجاملات الاجتماعية  والترفيه  إن  أمكن.


     


    أما  البند  المتعلق بالتعليم،  فهو  أخطر  البنود  وأشدها ضغطًا  على  الأسرة، ففي  ظل  الخصخصة في  التعليم  والارتفاع الجنوني  في  تكاليف الدراسة  الخاصة  بالمدارس والجامعات،  وسط  انسحاب الدولة  التدريجي  من  مسئولية  التعليم، ولرغبة  الأب  في  أن  يحصل  أبناؤه  على  أجود  مستوى  تعليمي  لا  توفره  الدولة، كل  هذا  يشكل  أكبر  ضغط  على  أعصاب  الأب  والأم، خاصة  وأن  فاتورة تعليم  ابن  واحد  في  كلية  خاصة  مرموقة قد  تكون  أعلى  من  دخل  الأب  بالكامل طيلة  العام.


     


    أما  ملف  العلاج، بعد  أن  انهارت الخدمات  العلاجية  التي  تقدمها  الدولة، وبعد  أن  أصبحت  الخصخصة  هي  عنوان  كل  شيء،  فإن  فاتورة  الخدمة الصحية  المتميزة  للأسرة أصبحت  هي  الأخرى عبئًا  إضافيًّا  في  ظل  ارتفاع قيمتها.


     


    إلا  إن  الضغط  الرئيسي  والأكبر هو  أن  يفقد  الأب  والزوج عمله  في  ظل  زيادة  نسبة  البطالة  وصعوبة الحصول  على  عمل،  فماذا  لو  أصبح  عاطلًا بلا  عمل  في  ظل  هذه  الفواتير  المتراكمة والمطلوبة  شهريًّا؟


     


    بل  إن  الأمور تصبح  أكثر  تعقيدًا إذا  تخرج  ابن  أو  ابنان  من  الجامعة بعد  أن  امتصا  دماء  الأسرة ثم  لا  يجدان  عملًا  ويظلان عبئًا  على  الأسرة.


     


    في  هذا  الإطار المادي  المرهق،  يجد  الإنسان  المسلم هجومًا  إعلاميًّا  كاسحًا عليه،  فيضاف  إلى  همه  المادي هم  إعلامي،  فتحاصره الجرائد  الكاذبة  التي  تقدم  الوعي  المزيف،  وتؤرقه الصحافة  الصفراء  التي  تخاطب  الغرائز وتتاجر  بالأعراض،  وتستفزه الفضائيات  التي  تفسد  ولا  تصلح.


     


      أما  الهجوم  الثقافي والفكري  فيتعرض  له  المسلم  عبر  الآلة  الثقافية التي  تنحاز  إلى  كل  ما  هو  علماني يساري  والتي  تخاصم  وتشوه  كل  ما  هو  إسلامي،  ويرى  المسلم  وسائل  الإعلام  وهي  تحتفي  وتكرم  المفكرين  والأدباء والكتاب  والشعراء  العلمانيين الفاسدين،  الذين  يزيد  اهتمامها  بهم  كلما  خاصموا الحق  والدين  والفضيلة.


     


    يضاف  إلى  ذلك  معاناة سياسية  متجددة  تؤكد  للمسلم  المعاصر أنه  مهمش  لا  يحترم  أحد  رأيه  وتسرق  الحكومة  إرادته وتزيف  صوته  في  صندوق  الانتخابات، فيجد  هذا  المسكين نفسه  وهو  لا  يستطيع  أن  يفعل  شيئًا، ولو  فعل  فالمعتقل مفتوح  على  مصراعيه، يواكب  ذلك  كله  نخبة  سياسية مخترقة  ومزيفة،  وثروة  بلاد  مسروقة ومهربة.


     


    أما  على  المستوى  العالمي، فالكارثة  أكبر  بعد  أن  أصبح  الإسلام  والمسلمين مستهدفين  في  كل  بقاع  الأرض، فلا  تكاد  تخلو  نشرة  أخبار  من  حرب  تستهدف  أقلية  مسلمة  أو  من  مؤامرة تستهدف  بلدًا  مسلمًا أو  فيلمًا  يهاجم  الإسلام  أو  رواية  تشكك  في  قيمة  إسلامية  ...  إلخ.


     


    كل  ذلك  يتابعه  المسلم بأعصابه  وأحاسيسه،  فيصاب  بالإحباط  والألم وربما  الاكتئاب  والتوتر والضيق  النفسي،  وهي  أمراض  العصر  التي  تهدد  سعادة  الإنسان واستقراره  بل  ربما  تهدد  صحته  نفسها،  فالاكتئاب يؤدي  إلى  شعور  الإنسان  بالحزن والكدر  واليأس  وفقدان الاهتمام  وعدم  القدرة على  الاستمتاع  بأي  شيء  سار  أو  ممتع،  ولأن  الاكتئاب مرض  العصر  فإنه  يصيب  5%  من  تعداد  السكان  في  أي  مكان. 


     


      والأخطر من  ذلك  أن  الإجهاد  طويل  المدى  والضغوط والإحباط  والاكتئاب،  تؤدي  إلى  شيخوخة مبكرة  للجهاز  المناعي، فقد  اكتشف  العلماء أن  المواقف  الضاغطة والمؤلمة  والتي  تسبب  الإجهاد  والتوتر ينتج  عنها  إطلاق  مواد  كيماوية في  الجسم  تؤدى  إلى  شيخوخة مبكرة  للجهاز  المناعي.


     


    والثابت  علميًّا أن  معدل  الاكتئاب في  المرأة  ضعف  معدله  في  الرجل،  فالمرأة بفطرتها  ذات  مشاعر  حيه  وجياشة، كما  أن  المرأة دائمًا  متعلقة  بغيرها بدرجة  أكبر  من  الرجل،  وهى  تندمج  بقوة  في  هذه  العلاقات  أكثر  من  الرجل  وتصبح  جزءًا  هامًا  من  حياتها  وبالتالي حين  تفقد  أيًا  من  هذه  العلاقات  فإنها  تصاب  بالحزن والأسى  وربما  تصل  لدرجة  الاكتئاب، ويساعد  في  ذلك  التغيرات  البيولوجية المتلاحقة  للمرأة  وما  يصاحبها  من  تغيرات  هرمونية.


     


      ورغم  أهمية  الإرشاد والعلاج  النفسي،  وكذلك  أنواع  العلاجات الدوائية  المتاحة  التي    تسمى  تلك  الأدوية  بمضادات الاكتئاب،  التي  تعمل  على  تصحيح  بعض  المواد الكيميائية  في  مخ  الإنسان،  إلا  إن  العلاج الذاتي  في  هذا  الشأن  هو  الأساس،  من  خلال  الإرادة القوية  والهمة  العالية والعزم  والتصميم،  ولا  يمكن  تحقيق  ذلك  إلا  بتقوية  الإيمان والصلة  بالله  تعالى، فإذا  اطمأن  القلب  اطمأن  سائر  الجسد،  وحتى  يتحقق  الاطمئنان لابد  من  تحقق  الإيمان،  وتحقيق الإيمان  بالله  تعالى  يتحقق  بمعرفة الله  بأسمائه  وصفاته، تعلّما  وتدبرًا  وتحقيقًا لآثارها  في  الأرض.


     


    فمعرفة  اسم  الله  الصبور  يورث  العبد  الصبر، ومعرفة  اسمه  الحكيم   يورثه  الاطمئنان؛  لأنه  يؤمن  أن  الله  حكيم  بما  يقدره  عليه،  ومعرفة أسمائه  تعالى  "المانع، المعطي،  القابض،  الباسط" تورث  الرضا  والقناع.


     


    وهكذا  حين  يتحقق  الإيمان الحق  بأسمائه  سبحانه تعالى؛  فإن  العبد  يزول  ما  يجد  في  قلبه  من  الهم  والاكتئاب والحزن،  ويساعده  في  ترسيخ  إيمانه لمواجهة  الضغوط  والاكتئاب الصبر  والاحتساب  والأذكار وقراءة  القرآن،  والبعد عن  الفواحش  والآثام ومجاهدة  النفس.


     


    أما  التبسم  فله  أهمية  كبيرة  في  هذا  الشأن،  فقد  أثبتت  البحوث العلمية  أن  الابتسامة تؤثر  على  الشرايين التي  تغذي  المخ  بالدم؛  فيزداد تدفق  الدم  إليه  مما  يبعث  في  النفس  الهدوء  والإحساس بالبهجة  والسرور.


     


    كما  أن  هناك  أهمية  كبرى  للتفاؤل  الذي  تدعو  إليه  السنة  النبوية الشريفة،  فكان  صلى  الله  عليه  وسلم  يعجبه  الفأل؛  وهناك  أهمية  كبرى  أيضًا  لحسن  الظن  بالله.


      الوقت/التاريخ الآن هو 27/4/2024, 5:30 am