اسم المقال : موقف علماء المملكة في مواجهة النظام الليبي
كاتب المقال:
موقف علماء المملكة في مواجهة النظام الليبي
لم يكن يتوقع النظام الليبي في صراعه اليائس للسيطرة على ما تبقى من ملكه أن يقف علماء المملكة العربية السعودية وقفة واحدة ضد ظلمه وبطشه لشعبه ظناً منه أن دعوتهم بالالتفاف حول الحكام المسلمين وعدم الخروج عليهم سوف تدخله في دائرة هؤلاء الحكام بمجرد لجوئه إلى المعاني الدينية في خطابه و ادعائه بأن ثورة شعبه ضده ثورة مأجورة تحركها أياد خارجية.
فقد استنكر عدد من كبار العلماء والدعاة في المملكة وعلى رأسهم فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ صالح اللحيدان والدكتور ناصر بن سليمان العمر والدكتور سلمان العودة ما يقوم به القذافي ونظامه من قمع وإبادة لشعبه الأعزل مجردين هذا النظام من شرعيته وداعين للخروج عليه وتخليص العباد والبلاد من وطأته وظلمه مع التأكيد على وجوب حقن الدماء والحفاظ على أرواح الأبرياء.
الشيخ البراك: حاكم ليبيا لا حرمة له ويجب إسقاطه
فقد أكد فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك ـ حفظه الله ـ أن لا كرامة ولا حرمة للقذافي لما عرف عنه من الأقوال الكفرية حيث أنه لا يعد في الحقيقة حاكمًا شرعيًا فهو ليس كغيره من الحكام إذ أنه سفيه أحمق في تخيلاته السياسية في بلده وخارج بلده.
وقال البراك أن ما يجري في ليبيا هو مصاب جلل يجب على المسلمين أن يتعاونوا على تلافيه واستدراكه حقنًا لدماء الأبرياء
ودعا فضيلته المسلمين في ليبيا أن يكونوا صفًا واحدًا في وجه هذا الظالم، ولا يحل لأحد من العاملين في القطاع العسكري من الجيش أو من رجال الأمن، نصرة القذافي على إخوانهم.
مطالباً رجال الأمن في ليبيا بالانضمام إلى إخوانهم لإسقاط هذا الظالم، سائلاً المولى عز وجل أن يسقطه وأن يذله، وأن يولي عليهم من ينفع لهم في دينهم ودنياهم إنه سبحانه على كل شيء قدير.
الشيخ اللحيدان : التخلص من القذافي من المهمات
وشدد الشيخ العلامة صالح اللحيدان عضو هيئة كبار العلماء أن التخلص من هذا الرجل من المهمات مضيفاً أنه لا يرى بأن حكومة القذافي حكومة إسلامية لأنه لم يتول المنصب بمبايعة أهل الحل والعقد من رجال البلاد وقادتها وأهل الدين، بل جاء مغتصبا ثائراً على من سبقه.
ووصف القذافي بأنه فاتح على باب الشر وليس على باب الخير مؤكداً أن هذا الرجل ليس مسلماً في الحقيقة ؛ لأنه تنكر للمعارف الدينية وأنكر سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقال "يكفينا القرآن"، كما أنه أنكر إجماع الصحابة والمسلمين جميعا، مشيرا إلى أنه رجل عامي وجاهل بدوي وأصله عسكري، فهو ليس إمام.
وأكد فضيلته على ضرورة إنهاء هذه الفتنة حقناً للدماء، مطالباً الليبيين بحفظ الأمن وأما هذا الرجل وأعوانه فإذا أمكن شيء بدون قتل فهو الأفضل ، وقال " ينبغي أن تصان الدماء بكل مايمكن ، اجتهدوا بكل مايمكنكم إلى إبعاده مع حقن الدماء ، مع صيانة الممتلكات الحكومية وأفراد الناس "
ورد فضيلته على الفتاوى الزاعمة بأن من قاتل القذافي فهو من الخوارج بأنها غير صحيحة ولا يمكن أن يفتى بها موضحاُ أن من يقاتل لمكاسب دنيوية وعصبية فقتل فقد مات ميتة جاهلية ومن قاتل لتحكيم الشريعة ولنصرة الحق فهو في سبيل الله
د.العمر يهدر دم القذافي ويعتبر ما يفعله إبادة جماعية
وأهدرفضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر المشرف العام على ديوان المسلم دم الطاغية الليبي معمر القذافي بسبب ما ينفذه من إبادة جماعية بحق شعبه الأعزل وقال في في مداخلة له مع قناة المجد الفضائية:" من استطاع أن يقتله فليبادر إلى ذلك" بعد أن "أصبح يمارس إبادة جماعية مع افراد شعبه كما هو معلوم وكما اعلنت المنظمات الدولية ".
وذكر فضيلته أن استمرار القذافي طوال هذه السنوات رغم ظلمه جاء لتأييد بعض الناس له وعدم الإنكار عليه من البعض دعاياً بقايا نظامه وحرسه والمحيطين به إلى عصيانه وعدم تنفيذ أوامره.
واعتبر الشيخ العمر أنه ما من أحد حاول قتله ثم قتله القذافي فهو شهيد ،
وانتقد فضيلته مرجئة العصر الذين يعتبرون أن القذافي إماماً لا يجوز الخروج عليه وإن ظلم, وأوضح أن المقصود بالإمام الذي لا يجوز الخروج عليه هو الإمام الشرعي المسلم الذي يطبق الشريعة ولكن عنده ظلم, أما أن تطبق هذه القاعدة على القذافي وأمثاله فلا يجوز, وتابع: إن هؤلاء المرجئة تأتي الاحداث وتكشفهم وتبين قلة علمهم ودينهم وورعهم.
ودعا فضيلته المسلمين إلى "الوقوف مع إخوانهم بليبيا بكل ما يستطيعون معبراً عن ألمه الشديد من المجازر التي يرتكبها النظام الليبي بحق شعب ليبيا , وواسى الشعب الليبي في قتلاهم , وأوصى "الليبيين بالصبر والاتفاق كما يوصيهم بالتوجه إلى الله سبحانه
الشيخ القرني : ما قام به النظام الليبي أفقده شرعيته
واستنكر الشيخ عائض القرني ما حصل من مجازر ومذابح في حق الشعب الليبي مبيناً أن هذا شي تحرمه الشرائع السماوية والأعراف الدولية ويندى لها جبين كل حر وكل مؤمن وكل حر شريف
وناشد القيادة الليبية أن تحقن دماء الليبين وأن ترفع الظلم عن الشعب وأن تنصت لصوت الفقراء والمطهدين وأن تعطي الناس حرياتهم التي سلبتها منهم.
ودعا كل رجل أمن و مسؤول ليبي أن يرفع السلاح الآن عن ابن وطنه وأن يخاف الله في شعبه وأن يتق الله في أرواح المؤمنين والمؤمنات أحفاد عمر المختار
وأشاف إلى قول الله تعالى {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} فكيف بمن يقتل شعب بأكمله شيوخه ورجاله ونسائه
وتسائل الشيخ ماهو ذنب الليبيين الشرفاء الأوفياء الأبطال أبناء عمر المختار يوم خرجوا يشكون من الظلم والاستبداد والقهر فيقابلون من السلطة بالرصاص الحي في وجوههم و صدورهم في عمل عدواني بشع يفقد السلطة شرعيتها
و كشف الشيخ عائض القرني عن تلقيه اتصالاً هاتفياً من نجل الزعيم الليبي الساعدي القذافي طالباً منه إدانة التظاهرات التي تشهدها ليبيا الآن ضد نظام والده وأنه شعر من حديثه بأن أباه في لحظاته الأخيرة وسوف يقدم على الانتحار، أو يشنق نفسه - بإذن الله - أمام العالم وأمام شعبه
د. العودة : الحاكم الذي يقتل شعبه ليس جديراً بهم
وقال الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على موقع "الإسلام اليوم"إن الحاكم الذي يقتل شعبه ليس جديراً بهم، والقتل جريمة عظمى، وعدوان كبير، خاصة إذا صدر بحق أبرياء يريدون التعبيرعن مطالبهم المشروعة بالطرق السلمية، وفي دول تعترف نظرياً بأن شرعيتها ووجودها مكتسب من الشعب، وأن الجماهير هي صاحبة الحل والعقد، فمن حق هذه الجماهير أن تحتج وأن تبلغ صوتها،.
وكشف العودة عن اتصال سيف الإسلام القذافي به مؤخرا مستهجناً محاولات لجوء النظام الليبي إلى المعاني الدينية الآن في خطابه، وقال "هذا خطاب بائس".مضيفاً أنه لجأ إلى هذه المعاني الدينية عندما أدركه الغرق فقال آمنت"
وأضاف العودة أعتقد أنه لم يعد هناك شرعية للنظام الليبي بحال من الأحوال مشيراً إلى الفتاوى الصادرة بعدم شرعيته وأنه أصبح نظاماً غاصباً. إلى غير ذلك من الأقوال الكفرية الصادرة عن القذافي وفتاوى علماء ليبيا المدينة له وجوب الخروج عليه وعلى ونظامه.
وطالب الشيخ العودة بأن يتدخل الخطاب الديني الرشيد لتحقيق أمل الشعب في التخلص من هذا النظام.
بيان لعلماء ودعاة سعوديون
وكان عدد من أهل العلم بالمملكة قد أصدروا بيانا عن الأحداث التي تشهدها ليبيا مستنكرين والقمع الدموي الذي تمارسه السلطات الليبية ضد الشعب الليبي بعد انتفاضته على حكم معمر القذافي
وأكد البيان أن الرابطة الإيمانية والأخوة الإسلامية تقتضي وجوب نصرة إخواننا في ليبيا ، ومد كافة أنواع العون لهم وعلى الدول الإسلامية والمجاورة تقديم كافة المساعدات الإغاثية والطبية والعينية ، وفتح الحدود أمامها وتمكينها من الوصول لمن يحتاجها ، ومنع المأجورين من المرتزقة من الدخول لمواطأة هذه العصابة الظالمة
وخاطب البيان كافة المنظمات الدولية والحقوقية في العالم الوقوف ضد هذه الانتهاكات وممارسة كافة أنواع الضغوط عليه لإيقاف جرائمه القمعية تجاه هذا الشعب الأعزل .
وناشد البيان قوات الأمن والجيش الليبي بألا يكونوا شركاء لهذا النظام الظالم في جرائمه ضد شعبه بل يجب عليهم أن يعملوا على حماية الناس وكف الظلم عنهم ،
وثمن للقبائل الليبية موقفها المشرف في انحيازها لبقية أفراد الشعب، ونناشدهم الاستمرار في نصرة إخوانهم ، والحذر من مكائد النظام في شق صفوفهم ، وإثارة النعرة الجاهلية بينهم .
وأوصى البيان المسلمين في ليبيا بتقوى الله تعالى ، والصبر والمصابرة ، وصدق اللجوء إليه سبحانه، ومواصلة ما بدؤوه من هذه الهبّة المباركة التي يُرجى لها بعون الله تعالى أن تكون سبباً في زوال هذا النظام الحاكم الخبيث
ومعتبراً أن ما يمر به إخواننا المسلمون في ليبيا يُعَدُّ من النوازل التي يشرع لها القنوت ، داعياً عموم المسلمين الدعاء لإخوانهم بأن يحقن الله دمائهم ويحفظ أعراضهم ويرفع الظلم عنهم" .