افرد الاستاذ مصطفى موضوعا عن الاصلاح ممن اين ؟
وهنا اود ان الفت نظر الاعضاء الكرام ان هناك محور هام وضرورى لنا لا نخرج ابدا عن حدوده وهو القرأن والسنه
ايها الاخوة على مر التاريخ لا نجد كتابا ولا نظاما، ولا دستورا، يبدأ بالأمر بالقراءة والتعلم والكتابة سوى القرآن الكريم وهذا أمر يحتاج أن يقف الانسان عنده والذي لم يكن أمرا مهما في ذلك الوقت بالنسبة للعرب الجاهليين بل لم يكن ذا اهمية كذلك عند أهل العبادة والكتاب لأن الدين والعبادة كانت هي الأصل وبالرغم من هذه الاسبقية وهذه الاعتبارات كلها يخرج القرآن بأمر غير مسبوق وغير منتظر بما في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يتحنث في غار حراء ويفكر في العبادة مترقبا ان ينزل عليه جبريل ليعلمه كيف يعبد الله العبادة الصحيحة فيأتي جبريل ولكن بامر القراءة والكتابة << اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم الانسان ما لم يعلم >>
سبحان الله ولقد وقفت أفكر منذ عشرات السنين لماذا هذا البدأ وقد اهتديت والله أعلم الى أن هذا الأمر كان فيه إيذان بامر خطير جدا وهو أن هذه الامة هي الأمة التي كلفها الله سبحانه وتعالى بتوريث الأرض وتعميرها وتحقيق ما أراده الله سبحانه وتعالى للانسان بأن يكون خليفة في الأرض وقد بين الله سبحانه وتعالى بأن جميع الامم لن يتمكنوا من الأرض التمكن الكامل وفي مدد زمنية طويلة ولذلك يقول القرآن الكريم << ولقد كتبنا من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين>> فبين سبحانه وتعالى بأن هذه الأرض يرثها في الدنيا هذه الأمة المحمدية والتي هي يتوافر فيها أربعة عناصر أساسية أولها: عنصر العبودية لله سبحانه وتعالى ثانيها عنصر الصلاح لحمل الامانة لحمل العدالة والصلاح <<عبادي الصالحون>> الصالحون لتحقيق العدل الصالحون لتحقيق سنن الله سبحانه وتعالى وهذه الأمة تقوم على مبدأ الرحمة في التعامل مع الكون وكذلك مع الانسان.
إذا كانت هذه الأمة هي أمة التوريث لهذه الأرض فإن توريث الأرض لا يمكن أن يتحقق إلا بشيئين اثنين أولا وبعد العقيدة الصحيحة والامور الأخلاقية فالأمر الأول هو العلم الأمر الثاني هو وجود نظام سياسي صالح أي اصلاح النظام التعليمي والنظام السياسي وقد بين سبحانه وتعالى هذين الأمرين بصورة مفصلة في هذه الآية الكريمة حيث أمر بالقراءة ثم بعد ذلك في هذه الأية ربط بين آخر الأنبياء سيدنا محمد المكلف بتعمير الأرض وبين أول الأنبياء الذي جعله الله خليفة في الأرض وكان خضوع الكون كله لهذا الانسان وهو آدم وعلى رأسهم الملائكة المقربون وأمرهم بالسجود لهذا الانسان بسبب العلم ربط بين العلم الذي خضع له الملائكة بسببه وبين العلم الذي يخضع له الكون لهذه الأمة بسببه.
وأنتم تعرفون كما جاء في سورة البقرة بقوله سبحانه << إني جاعل في الأرض خليفة >> فردت الملائكة قائلة<< أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك>> وهذه حكمة الاهية أخرى كيف سمح الله جل في علاه الى ملائكته بالادلاء برأيهم وهو يسمع لهم بل سيمر الى إقناعهم بأن هذا الكائن يمتلك من المؤهلات ما يجعله قادرا على تعمير الأرض على افضل ما يكون وليس كما صوروه من الافساد وسفك للدماء وهذا درس لنا كذلك معشر البشر في أن نتحلى بالشورية وسماع الرأي الآخر مهما كان مصدره ووجاهته فإذا الله سبحانه وتعالى يسمع لمخلوقاته فكيف بنا نحن مع الحكماء والعلماء والرأساء.
لكن وظيفة الاستخلاف هي خاصة بالانسان ومحاطة بالعلم الاستنباطي وليس بالعلم اللدني فالملائكة لديهم العلم ولكنه من الله سبحانه وتعالى << لا علم لنا إلا ما علمتنا>> أما الانسان فالله أعطاه العقل والعقل يتطور ففي أول مناضرة بين هذا الكائن الجديد والملائكة انتصر فيها هذا الانسان فبماذا انتصر بالعلم فكان أن سجدت له الملائكة وهذه اشارة مهمة جدا وهي أن خضوع الكون للانسان انما يأتي عن طريق العلم.
إذا أيها الاخوة الاحبة هذه الأهمية مع الأسف الشديد نحن قصرنا في حقها في عصرنا الحاضر بينما كان المسلمون في عهده صلى الله عليه وسلم حيث يجعل تعليم سبعة من الصحابة مقابل لفداء أسير والذي كان من المفروض أن يقتل وعلى هذا واصل السلف الصالح وخاصة في عهد خلافة بني العباس الذين كانوا يزنون الكتاب بالذهب وهنا تبرز قيمة العلم عند هؤلاء الأوائل لأن في الحقيقة العلم هو مفتاح لكل الدنيا ولذلك قادوا العالم من شرقه الى غربه ولكن نحن اليوم قد انصرفنا عن العلم فأصبحنا ننفق على كرة القدم أكثر مما ننفق على العلم فانا لست ضد الرياضة فأنا اشجع على الرياضة ولكن ليس بالقدر الذي نهتم بالعلم فيصبح ما ننفقه على الارجل والابدان أضعاف ما ننفقه على العقل وتطويرقدراته.
ولهذا فنحن في قاع السلم وبعيدون كل البعد عن مصاف الامم المتحضرة والمتقدمة ولذلك فإذا أردنا أن نعيد لهذه الامة اعتبارها فعلينا أن نولي العلم والعلماء المكانة التي تليق بهم وهنا نقصد كل مناحي العلم فالعلوم كلها في الطب والفيزياء والكيمياء وغيرها وليس فقط في العلوم الشرعية فهذه الثنائية بين العلوم الشرعية والغير شرعية ثنائية غير صحيحة فحتى العلوم الصحيحة كالطب والهندسة وغيرها إذا انعدمت في الامة أصبحت من الفروض العينية على كل مسلم فمن الممكن أن نطلق التسمية التالية أدق وأفضل علوم تكليفية وغير تكليفية مثلا.
ولهذا نرى أن القرآن الكريم في سورة اقرأ بين عشرة مسائل لاصلاح النظام التعليمي من اهما أن تكون القراءة شاملة للكتاب، القرآن والكتب الدينية وجميع الكتب المكتوبة والمقروؤة وكذلك لكتاب الكون والانسان فالمسلم مطالب بأن يقرأ الكتب ويقرأ الانسان والكون وهذه القراءة تكون متجددة وتكون كذلك مربوطة بنظام سياسي صالح <<اقرأ وربك الأكرم>> أي أن يكون هذا الانسان العالم مكرما، أن يكون هذا الشعب الذي ينتج هذا العالم مكرما وهنا اشارة لعلاقة الابداع بكرامة الانسان فالانسان المهان لا يمكن أن يبدع ولهذا فعالمنا الاسلامي بما هو عليه اليوم من استبداد لا يمكن أن ينتج علماء ومبدعين فقد قلنا أن هذه السورة تحتوي على عشر معالم في الاصلاح التعليمي فهي كذلك تحتوي على عشر معالم في الاصلاح السياسي ولا يسع المجال لذكرها. وبهذا فإذا أصلحنا النظام التعليمي والنظام السياسي فبهذا تتحقق الحضارة والقوة والتقدم
وهنا اود ان الفت نظر الاعضاء الكرام ان هناك محور هام وضرورى لنا لا نخرج ابدا عن حدوده وهو القرأن والسنه
ايها الاخوة على مر التاريخ لا نجد كتابا ولا نظاما، ولا دستورا، يبدأ بالأمر بالقراءة والتعلم والكتابة سوى القرآن الكريم وهذا أمر يحتاج أن يقف الانسان عنده والذي لم يكن أمرا مهما في ذلك الوقت بالنسبة للعرب الجاهليين بل لم يكن ذا اهمية كذلك عند أهل العبادة والكتاب لأن الدين والعبادة كانت هي الأصل وبالرغم من هذه الاسبقية وهذه الاعتبارات كلها يخرج القرآن بأمر غير مسبوق وغير منتظر بما في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان يتحنث في غار حراء ويفكر في العبادة مترقبا ان ينزل عليه جبريل ليعلمه كيف يعبد الله العبادة الصحيحة فيأتي جبريل ولكن بامر القراءة والكتابة << اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم الانسان ما لم يعلم >>
سبحان الله ولقد وقفت أفكر منذ عشرات السنين لماذا هذا البدأ وقد اهتديت والله أعلم الى أن هذا الأمر كان فيه إيذان بامر خطير جدا وهو أن هذه الامة هي الأمة التي كلفها الله سبحانه وتعالى بتوريث الأرض وتعميرها وتحقيق ما أراده الله سبحانه وتعالى للانسان بأن يكون خليفة في الأرض وقد بين الله سبحانه وتعالى بأن جميع الامم لن يتمكنوا من الأرض التمكن الكامل وفي مدد زمنية طويلة ولذلك يقول القرآن الكريم << ولقد كتبنا من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين>> فبين سبحانه وتعالى بأن هذه الأرض يرثها في الدنيا هذه الأمة المحمدية والتي هي يتوافر فيها أربعة عناصر أساسية أولها: عنصر العبودية لله سبحانه وتعالى ثانيها عنصر الصلاح لحمل الامانة لحمل العدالة والصلاح <<عبادي الصالحون>> الصالحون لتحقيق العدل الصالحون لتحقيق سنن الله سبحانه وتعالى وهذه الأمة تقوم على مبدأ الرحمة في التعامل مع الكون وكذلك مع الانسان.
إذا كانت هذه الأمة هي أمة التوريث لهذه الأرض فإن توريث الأرض لا يمكن أن يتحقق إلا بشيئين اثنين أولا وبعد العقيدة الصحيحة والامور الأخلاقية فالأمر الأول هو العلم الأمر الثاني هو وجود نظام سياسي صالح أي اصلاح النظام التعليمي والنظام السياسي وقد بين سبحانه وتعالى هذين الأمرين بصورة مفصلة في هذه الآية الكريمة حيث أمر بالقراءة ثم بعد ذلك في هذه الأية ربط بين آخر الأنبياء سيدنا محمد المكلف بتعمير الأرض وبين أول الأنبياء الذي جعله الله خليفة في الأرض وكان خضوع الكون كله لهذا الانسان وهو آدم وعلى رأسهم الملائكة المقربون وأمرهم بالسجود لهذا الانسان بسبب العلم ربط بين العلم الذي خضع له الملائكة بسببه وبين العلم الذي يخضع له الكون لهذه الأمة بسببه.
وأنتم تعرفون كما جاء في سورة البقرة بقوله سبحانه << إني جاعل في الأرض خليفة >> فردت الملائكة قائلة<< أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك>> وهذه حكمة الاهية أخرى كيف سمح الله جل في علاه الى ملائكته بالادلاء برأيهم وهو يسمع لهم بل سيمر الى إقناعهم بأن هذا الكائن يمتلك من المؤهلات ما يجعله قادرا على تعمير الأرض على افضل ما يكون وليس كما صوروه من الافساد وسفك للدماء وهذا درس لنا كذلك معشر البشر في أن نتحلى بالشورية وسماع الرأي الآخر مهما كان مصدره ووجاهته فإذا الله سبحانه وتعالى يسمع لمخلوقاته فكيف بنا نحن مع الحكماء والعلماء والرأساء.
لكن وظيفة الاستخلاف هي خاصة بالانسان ومحاطة بالعلم الاستنباطي وليس بالعلم اللدني فالملائكة لديهم العلم ولكنه من الله سبحانه وتعالى << لا علم لنا إلا ما علمتنا>> أما الانسان فالله أعطاه العقل والعقل يتطور ففي أول مناضرة بين هذا الكائن الجديد والملائكة انتصر فيها هذا الانسان فبماذا انتصر بالعلم فكان أن سجدت له الملائكة وهذه اشارة مهمة جدا وهي أن خضوع الكون للانسان انما يأتي عن طريق العلم.
إذا أيها الاخوة الاحبة هذه الأهمية مع الأسف الشديد نحن قصرنا في حقها في عصرنا الحاضر بينما كان المسلمون في عهده صلى الله عليه وسلم حيث يجعل تعليم سبعة من الصحابة مقابل لفداء أسير والذي كان من المفروض أن يقتل وعلى هذا واصل السلف الصالح وخاصة في عهد خلافة بني العباس الذين كانوا يزنون الكتاب بالذهب وهنا تبرز قيمة العلم عند هؤلاء الأوائل لأن في الحقيقة العلم هو مفتاح لكل الدنيا ولذلك قادوا العالم من شرقه الى غربه ولكن نحن اليوم قد انصرفنا عن العلم فأصبحنا ننفق على كرة القدم أكثر مما ننفق على العلم فانا لست ضد الرياضة فأنا اشجع على الرياضة ولكن ليس بالقدر الذي نهتم بالعلم فيصبح ما ننفقه على الارجل والابدان أضعاف ما ننفقه على العقل وتطويرقدراته.
ولهذا فنحن في قاع السلم وبعيدون كل البعد عن مصاف الامم المتحضرة والمتقدمة ولذلك فإذا أردنا أن نعيد لهذه الامة اعتبارها فعلينا أن نولي العلم والعلماء المكانة التي تليق بهم وهنا نقصد كل مناحي العلم فالعلوم كلها في الطب والفيزياء والكيمياء وغيرها وليس فقط في العلوم الشرعية فهذه الثنائية بين العلوم الشرعية والغير شرعية ثنائية غير صحيحة فحتى العلوم الصحيحة كالطب والهندسة وغيرها إذا انعدمت في الامة أصبحت من الفروض العينية على كل مسلم فمن الممكن أن نطلق التسمية التالية أدق وأفضل علوم تكليفية وغير تكليفية مثلا.
ولهذا نرى أن القرآن الكريم في سورة اقرأ بين عشرة مسائل لاصلاح النظام التعليمي من اهما أن تكون القراءة شاملة للكتاب، القرآن والكتب الدينية وجميع الكتب المكتوبة والمقروؤة وكذلك لكتاب الكون والانسان فالمسلم مطالب بأن يقرأ الكتب ويقرأ الانسان والكون وهذه القراءة تكون متجددة وتكون كذلك مربوطة بنظام سياسي صالح <<اقرأ وربك الأكرم>> أي أن يكون هذا الانسان العالم مكرما، أن يكون هذا الشعب الذي ينتج هذا العالم مكرما وهنا اشارة لعلاقة الابداع بكرامة الانسان فالانسان المهان لا يمكن أن يبدع ولهذا فعالمنا الاسلامي بما هو عليه اليوم من استبداد لا يمكن أن ينتج علماء ومبدعين فقد قلنا أن هذه السورة تحتوي على عشر معالم في الاصلاح التعليمي فهي كذلك تحتوي على عشر معالم في الاصلاح السياسي ولا يسع المجال لذكرها. وبهذا فإذا أصلحنا النظام التعليمي والنظام السياسي فبهذا تتحقق الحضارة والقوة والتقدم