مذكرات رجل راحل
--------------------------------------------------------------------------------
أكتب إليكي وأنا يعتصرني الألم وأشعر بالروح تخرج من كل أوصالي الواحد بعد الأخر....
ولكني سأكتب إليكي رغم ألمي الشديد.
رغم الالم المفزع الذي ينتاب يداي وأناملي كلما حاولت أن أمسك القلم .
لقد منع عني الطبيب مزاولة أي نشاط
ومنعني من أي مجهود مهما بسط.
تصوري حتي أن أمسك القلم لأأكتب اليك بات ذالك الامر يشكل خطرا علي حياتي
أكتب الكلمه ولا أدري هل ستقدر يداي أن تتمها لاخرها أم لا
أبدأ في أن أسطر الرساله وأنا لأ أعلم هل سأخط نهايتها أم سيسبقني الموت ويخط بيديه نهايتي
ولكني سأكتب اليكي سأكتب اليكي
وليكن ما يكون
يالها من حياة غريبه ونهاية أغرب
من كان يتصور أني سأمنع يوما من مزاولة ما أحب
من كان يتخيل أن هوايتي المفضله ومصدر رزقي الاول ستتحول يوما الي شبحا قاسيا قد يفتك بحياتي
سأكتب إليك حبيبتي
رغم علمي بأن هذا الخطاب سيكون آخر ما تخطه إليك يداي
وقد يكون هذا القاء آخر لقاء لي مع أوراقي وأقلامي
إنه لقاء الوداع,لقاء من يري شبح الموت يحلق فوق سقف حجرته
من يدرك أن ما يفصله عن الدار الآخره لا شيء سوي مجرد لحظات زمنيه
من يري الموت متجسدا أمامه فاتحا ذراعيه ينتظر أن يضمه ضمة فيحيله بعدها إلي خبر كان
إنه إحساس فظيع, إحساس مؤلم, مهما حاول الكتاب في تصويره والمبدعون في التعبير عنه
إنه مؤلم في كل شيء إن حتي الكلمات التي يعبر عنه بها كلمات تدمي النفس,كلمات من قسوتها ترهب أي كاتب أن يخطها فمهما كتب الكتاب,ومهما صور المبدعون
لن يساوي ذالك شيئا أمام تعبير من عايش ذالك الإحساس, من بات ذالك الشعور رفيقا له في كل حركاته وسكناته
يراه عند نومه, ويزوره في أحلامه, أصبح اقرب إليه من حبل وريده
إن من يبتليه القدر بمثل هذا الداء لا يحيا أبدا حياة باقي البشر
إنه أنسان أينعم ولكنه إنسان إسما فقط ,إنسان كل يوم يمر عليه ينتقص فيه من عمره,من جسده, من صحته وشبابه
يتنفس وهو لا يعرف هل سيرتد نفسه في صدره ثانية أم لا
يغمض عينيه ولا يدري هل سيتثني له ان يفتحها في عالم الدنيا أم لا
أكتب اليكي يا حبيبتي
يا من تمنيت يوما أن أقضي باقي العمر معها
من تمنيت أن الاقيها ويجمعني بها قدري وأنا في حال أفضل من هذا
من كانت لي دوما مرفأ أرنو اليه لأاستريح
من منحتني ما أحب وكل ما أتمني
ولكن هكذا حالي دوما مع الدنيا وهكذا نصيبي من الحياة
ألاقي كل المشاق في سبيل أحلامي حتي ألاقيها وعندما الاقيها يضن بها القدر علي
ويسلبني حقي في الاستمتاع بها
ويتفنن في وضع العراقيل والعقبات ليفقدني لذة طالما تمنيت أن أتذوقها
وكأن القدر يرسل الي دوما رسائل ساخره
ويقول لي,مسكين لم تتعلم بعد
إن مثلي كانت حياته رحلة شاقه ,رحلة كانت لابد أن تنتهي لإنه لم يكن يصح لها أن تبدأ
وأعذريني فما بقي من عمري لأ أعلم كم هو ولكنه لا شك بحساب البشر أقل من القليل ولكني لن أتركك وسأقضيه معك
سأقضيه معك خلال ماأكتبه اليك فأنا أراكي في كل سطرمن سطوري
أحسك في كل حرف من حروفي
حبيبتي أكتب إليكي
فلقد سمعت كل ما قاله الطبيب ولست بحاجه للمواساه فأنا أعلم حالتي جيدا
وأعلم أن الموت قادم لا محاله فمرضي لن يترك بدني الا بعد أن
يسلم روحي إلي خالقها
إن مرضي من ذالك النوع الذي لا تفلح معه جهود الاطباء, إنه المرض الذي يقف أمامه الطب عاجزا.
ويصبح الحل الوحيد هو انتظار النهايه المحتومه التي قد تفصل بينها وبين المريض لحظات او ساعات
والآن هل صدقت ما كنت أكتبه لك وما كنت أقوله
بأني ساترك الدنيا صغيرا, ساتركها وانا لم أتجاوز الأربعين من العمر
كنتي دوما تنعتيني بالتشاؤم والبؤس وكنت أقول لك لا أن هذا ما سيحدث
أن إحساسي لم يخيبني قط في حياتي وها هو يقدم الي برهان آخر
لن تصدقي إن اخبرتك باني استشعرت ذالك من اول يوم انتابني الالم
كان دوما ذالك الهاجس يراودني بأن نهايتي ستكون علي يد هذا المرض
وكنت اتناسي او أحاول النسيان لكن احساسي لم يكن يفارقني
يواتيني بين الحين والحين
وفي كل يوم كنت أستشعر في نفسي ذبولا وفي روحي خبوا ينذر بمأساة وشيكه
وأن ما أشعر به الان من ألم هو القطره التي تسبق السيل
ومرت الايام وبدأ المرض يفت في عضدي فأصبحت لا أقوي علي الحركه ولم تعد قدماي تستطيع ان تسير أكثر من خمس دقائق متواصله
وفقدت الشهيه للطعام ولازمت الفراش
وتمكن مني الداء لقد وجد في جسدي خير بيئة للنمو وخير جليس ليرافقه
ومن عظمي أتخذ بيتا يأويه وقد كانت عظامي له بيتا جم الراحه
فقرر أن يسكنه
ورويدا رويدا بدأت الأعراض النهائيه تبشر بقدومها
فقدت حاسة الإبصار تدريجيا وبدأت شعيراتي الناعمه في التساقط الواحده بعد الأخري
وأيقنت بان حالتي باتت ميئوس منها رغم محاولة الجميع انكار ذالك
رغم محاولتهم بإقناعي بأن مرضي بسيط وأن كل ما في الامر أني احتاج الي الراحه
لكني كنت استشعر ذالك في نظرات عيونهم, في هماستهم بينهم وبين بعضهم
أستشعر ألمهم المكتوم وحزنهم البادي في قسمات وجوههم
أستشعره من نبرة الاشفاق في أصواتهم
لما صمتكم وفيم محاولتكم لبث الطمانينه في نفسي
فالوضع لا يحتمل التنميق,والحال أبلغ وأفدح من أن يتواري وراء كتمانكم
لا تتعذبوا,لا تتجشموا عناء مالا تطيقوه
قولوها وأريحوني وأريحو انفسكم,قولوها فأنا أسمعها في كل ما في حولي
قولو أني سأموت..
أكتب اليكي حبيبتي
وأنا الان علي فراش الموت أجول بنظري في كل مكان ,أدير شريط حياتي أمامي فأستعيد ذكرياتي
أنظر لكل شيء وكاني أراه لأول مره أريد أن أتشبع بكل شيء حولي
فأنا أعلم انه لم تعد تبق لي الا ساعات
فلتكن تلك الساعات لك أيضا لن أبخل عليك بها
ستكون صورتك أخر ما ستراه عيناي
وروحك هي اخر من أرسل اليه برسائلي
فلقد كنت في صحتي وشبابي لك
وفي سقمي ورقودي كنت أنت من يجعلني اتحمل
ذالك العذاب, ذالك الالم الذي ما ينتابني حتي أستشعر بأن روحي تسلب مني سلبا.
وتخرج مني انتزاعا .
وها هي ساعاتي الاخيره أقضيها لأكتب خطابا اليك
لاكون فيها معك معك أنت وحدك
لا أعلم ان كان سيكتب لي العمر حتي تقرأي تلك الرساله أم لا
ولكن أودك ان تعلمي أني أحببتك كما لم أحب أحدا من قبل
وأن كل ما لاقيتيه من عذاب معي في قصة حبنا لم يكن بيدي
فكم تمنيت لو تبدل الحال وأغمضت عيني لأجد نفسي في مكان غير الذي انا فيه
مع أناس غير من كتب علي القدر أن أحيا بينهم
سامحيني علي كل خطأ أرتكبته قصدا
عن كل ما أذيتك به وأن أدري أو لا أدري
سامحيني عن لقاءات بيننا كم وددت ان نتقابل فيها وحالت الظروف دون ذالك
سامحيني علي جبني وعلي ضعفي في أن أحارب من أجلك
سامحيني علي الحرج الذي وضعتك فيه بسبب علاقتنا ببعضنا
سامحيني علي كل ما سببته لك من ألم أخبرتيني به وما لم تخبريني به خوفا منكي علي مشاعري
وليكن دوما في خيالك وفي عقلك أني أحببتك حبا لو وزع علي الدنيا لكفاها
لو وزع علي كل العاشقين لخلد حبهم في سجل التاريخ
هذا انا يا حبيبتي هذا هو فتاك الذي رفض ان يسمحو لكي بالد*** لتلقي عليه نظره قد تكون آخر نظره
نعم حبيبتي أنا من منعتهم
أنا من طلبت ذالك رغم قسوة ذالك القرار علي نفسي رغم إشتياقي بان أرنو اليك
لاني في حاله لا اتمني أن يراني أي شخص فيها فما بالك بكي انتي
لقد وفرت عليك المشقه. وفرت عليك ألما أعلم علم اليقين أنك لن تتحمليه.
ما ذنبك في أن تري أحلامك تتحطم, ما ذنبك في أن تحبي رجلا سيتخلي عنك وانت في أمس الحاجه إليه.
إن مثلك خلق ليحيا , خلق ليتمتع بكل ما في العالم من جمال.
لقد أحسست بأني بقربي منكي وانا في تلك الحاله بأني أجني عليكي.
أطلب منك مالا يحق لي أن أطلبه.
أتركيني يا حبيبيتي.
دعيني يا منية النفس.
أرفعي عنك الحرج وقولي لي وداعا.
قولي وداعا قبل أن تفاجئي بالطامه الكبري.
بأن من أحببتي سلب أغلي ما يملك.
سلب حقه في الحياه.
حبيبتي دعيني واذهبي.
اذهبي لحالك فلست بملاك وهناك بالتأكيد من هو أفضل مني.
من هو أحسن مني حالا .
من يستطيع ان يكون لكي عونا وليس العكس.
من سيمنحك ما تمنيتي ان تحييه.
إن اصراري علي ما بيننا لهو الظلم بعينه.
هو الافتراء والجبروت لا شك.
ارحلي وانتي في حل من أي عهد.
من أي وعد, لم يعد عليكي أي قيد.
ارحلي فمن أحببت سيموت.
سيموت وستترملي وأنتي في زهرة شبابك.
ستترملي وأنت في أوج جمالك وفتنتك.
أنت زهره لا بد أن تروي.
لا بد أن تحيا لتضفي جمالا لا يعادله جمال.
وانا اليد الآثمه التي تود ان تقطفك لتجعلكي أسيرة إصيص أجوف
فاصرخي في وجه اليد وقولي لها لا
تمردي قبل ان تضيع حياتك وأحلي ايامك سدي قبل ان تكتشفي أنك احتملتي عبئا سينوء به كاهلك
نحي الاخلاق جانبا, لا أريد الان عطفك وحنانك
لا اريد قلب حبيبتي أن يحكم عليها بالاعدام
فكري بعقلك
لا تتركي قلبك يقودك الي ما فيه حتفك, فكري في نفسك وفي حقوقك
وفي مصيرك بعد حادث اليم لاشك واقع
لن تتحملي يا حبيبتي, لن تتحملي تلك الالام
لن تتحملي نظرات العطف والشفقه في عيون الجميع
لن تتحملي سهام الشماته التي ستلاحقك,وضحكات السخريه المكتومه التي ستسير دوما ورائك
حبيبتي إن كنتي تحبينني فاتركيني
اتوسل اليكي بكل قبلاتنا
بكل احلامنا وامالنا ان تتركيني
لا تتلفتي الي
انصرفي
وتذكري دوما ان من يحب لا يجلب لحبيبه الشقاء والتعاسه
الحب هو التضحيه هو أن نري من نحب في سعاده حتي وان لم نكن نحن اسباب تلك السعاده
انصرفي ولا تخشي تأنيب الضمير واحساس الذنب
لا تخشي احساس الخيانه والتخلي عن حبيبك
انصرفي وكوني علي ثقه بان تركك لي الان هو التصرف السليم
وهو القرار الحكيم
انصرفي وستتكفل الايام بكل شيء
أما أنا فسأتحمل ذالك العذاب وحدي,سأحمل في صدري نيران تتأجج وسأسير بها
وتذكري دوما أن لو الأمر بيدي لو ضعت الدنيا كلها رهن طرفة عيناك
تذكري وسامحيني
--------------------------------------------------------------------------------
أكتب إليكي وأنا يعتصرني الألم وأشعر بالروح تخرج من كل أوصالي الواحد بعد الأخر....
ولكني سأكتب إليكي رغم ألمي الشديد.
رغم الالم المفزع الذي ينتاب يداي وأناملي كلما حاولت أن أمسك القلم .
لقد منع عني الطبيب مزاولة أي نشاط
ومنعني من أي مجهود مهما بسط.
تصوري حتي أن أمسك القلم لأأكتب اليك بات ذالك الامر يشكل خطرا علي حياتي
أكتب الكلمه ولا أدري هل ستقدر يداي أن تتمها لاخرها أم لا
أبدأ في أن أسطر الرساله وأنا لأ أعلم هل سأخط نهايتها أم سيسبقني الموت ويخط بيديه نهايتي
ولكني سأكتب اليكي سأكتب اليكي
وليكن ما يكون
يالها من حياة غريبه ونهاية أغرب
من كان يتصور أني سأمنع يوما من مزاولة ما أحب
من كان يتخيل أن هوايتي المفضله ومصدر رزقي الاول ستتحول يوما الي شبحا قاسيا قد يفتك بحياتي
سأكتب إليك حبيبتي
رغم علمي بأن هذا الخطاب سيكون آخر ما تخطه إليك يداي
وقد يكون هذا القاء آخر لقاء لي مع أوراقي وأقلامي
إنه لقاء الوداع,لقاء من يري شبح الموت يحلق فوق سقف حجرته
من يدرك أن ما يفصله عن الدار الآخره لا شيء سوي مجرد لحظات زمنيه
من يري الموت متجسدا أمامه فاتحا ذراعيه ينتظر أن يضمه ضمة فيحيله بعدها إلي خبر كان
إنه إحساس فظيع, إحساس مؤلم, مهما حاول الكتاب في تصويره والمبدعون في التعبير عنه
إنه مؤلم في كل شيء إن حتي الكلمات التي يعبر عنه بها كلمات تدمي النفس,كلمات من قسوتها ترهب أي كاتب أن يخطها فمهما كتب الكتاب,ومهما صور المبدعون
لن يساوي ذالك شيئا أمام تعبير من عايش ذالك الإحساس, من بات ذالك الشعور رفيقا له في كل حركاته وسكناته
يراه عند نومه, ويزوره في أحلامه, أصبح اقرب إليه من حبل وريده
إن من يبتليه القدر بمثل هذا الداء لا يحيا أبدا حياة باقي البشر
إنه أنسان أينعم ولكنه إنسان إسما فقط ,إنسان كل يوم يمر عليه ينتقص فيه من عمره,من جسده, من صحته وشبابه
يتنفس وهو لا يعرف هل سيرتد نفسه في صدره ثانية أم لا
يغمض عينيه ولا يدري هل سيتثني له ان يفتحها في عالم الدنيا أم لا
أكتب اليكي يا حبيبتي
يا من تمنيت يوما أن أقضي باقي العمر معها
من تمنيت أن الاقيها ويجمعني بها قدري وأنا في حال أفضل من هذا
من كانت لي دوما مرفأ أرنو اليه لأاستريح
من منحتني ما أحب وكل ما أتمني
ولكن هكذا حالي دوما مع الدنيا وهكذا نصيبي من الحياة
ألاقي كل المشاق في سبيل أحلامي حتي ألاقيها وعندما الاقيها يضن بها القدر علي
ويسلبني حقي في الاستمتاع بها
ويتفنن في وضع العراقيل والعقبات ليفقدني لذة طالما تمنيت أن أتذوقها
وكأن القدر يرسل الي دوما رسائل ساخره
ويقول لي,مسكين لم تتعلم بعد
إن مثلي كانت حياته رحلة شاقه ,رحلة كانت لابد أن تنتهي لإنه لم يكن يصح لها أن تبدأ
وأعذريني فما بقي من عمري لأ أعلم كم هو ولكنه لا شك بحساب البشر أقل من القليل ولكني لن أتركك وسأقضيه معك
سأقضيه معك خلال ماأكتبه اليك فأنا أراكي في كل سطرمن سطوري
أحسك في كل حرف من حروفي
حبيبتي أكتب إليكي
فلقد سمعت كل ما قاله الطبيب ولست بحاجه للمواساه فأنا أعلم حالتي جيدا
وأعلم أن الموت قادم لا محاله فمرضي لن يترك بدني الا بعد أن
يسلم روحي إلي خالقها
إن مرضي من ذالك النوع الذي لا تفلح معه جهود الاطباء, إنه المرض الذي يقف أمامه الطب عاجزا.
ويصبح الحل الوحيد هو انتظار النهايه المحتومه التي قد تفصل بينها وبين المريض لحظات او ساعات
والآن هل صدقت ما كنت أكتبه لك وما كنت أقوله
بأني ساترك الدنيا صغيرا, ساتركها وانا لم أتجاوز الأربعين من العمر
كنتي دوما تنعتيني بالتشاؤم والبؤس وكنت أقول لك لا أن هذا ما سيحدث
أن إحساسي لم يخيبني قط في حياتي وها هو يقدم الي برهان آخر
لن تصدقي إن اخبرتك باني استشعرت ذالك من اول يوم انتابني الالم
كان دوما ذالك الهاجس يراودني بأن نهايتي ستكون علي يد هذا المرض
وكنت اتناسي او أحاول النسيان لكن احساسي لم يكن يفارقني
يواتيني بين الحين والحين
وفي كل يوم كنت أستشعر في نفسي ذبولا وفي روحي خبوا ينذر بمأساة وشيكه
وأن ما أشعر به الان من ألم هو القطره التي تسبق السيل
ومرت الايام وبدأ المرض يفت في عضدي فأصبحت لا أقوي علي الحركه ولم تعد قدماي تستطيع ان تسير أكثر من خمس دقائق متواصله
وفقدت الشهيه للطعام ولازمت الفراش
وتمكن مني الداء لقد وجد في جسدي خير بيئة للنمو وخير جليس ليرافقه
ومن عظمي أتخذ بيتا يأويه وقد كانت عظامي له بيتا جم الراحه
فقرر أن يسكنه
ورويدا رويدا بدأت الأعراض النهائيه تبشر بقدومها
فقدت حاسة الإبصار تدريجيا وبدأت شعيراتي الناعمه في التساقط الواحده بعد الأخري
وأيقنت بان حالتي باتت ميئوس منها رغم محاولة الجميع انكار ذالك
رغم محاولتهم بإقناعي بأن مرضي بسيط وأن كل ما في الامر أني احتاج الي الراحه
لكني كنت استشعر ذالك في نظرات عيونهم, في هماستهم بينهم وبين بعضهم
أستشعر ألمهم المكتوم وحزنهم البادي في قسمات وجوههم
أستشعره من نبرة الاشفاق في أصواتهم
لما صمتكم وفيم محاولتكم لبث الطمانينه في نفسي
فالوضع لا يحتمل التنميق,والحال أبلغ وأفدح من أن يتواري وراء كتمانكم
لا تتعذبوا,لا تتجشموا عناء مالا تطيقوه
قولوها وأريحوني وأريحو انفسكم,قولوها فأنا أسمعها في كل ما في حولي
قولو أني سأموت..
أكتب اليكي حبيبتي
وأنا الان علي فراش الموت أجول بنظري في كل مكان ,أدير شريط حياتي أمامي فأستعيد ذكرياتي
أنظر لكل شيء وكاني أراه لأول مره أريد أن أتشبع بكل شيء حولي
فأنا أعلم انه لم تعد تبق لي الا ساعات
فلتكن تلك الساعات لك أيضا لن أبخل عليك بها
ستكون صورتك أخر ما ستراه عيناي
وروحك هي اخر من أرسل اليه برسائلي
فلقد كنت في صحتي وشبابي لك
وفي سقمي ورقودي كنت أنت من يجعلني اتحمل
ذالك العذاب, ذالك الالم الذي ما ينتابني حتي أستشعر بأن روحي تسلب مني سلبا.
وتخرج مني انتزاعا .
وها هي ساعاتي الاخيره أقضيها لأكتب خطابا اليك
لاكون فيها معك معك أنت وحدك
لا أعلم ان كان سيكتب لي العمر حتي تقرأي تلك الرساله أم لا
ولكن أودك ان تعلمي أني أحببتك كما لم أحب أحدا من قبل
وأن كل ما لاقيتيه من عذاب معي في قصة حبنا لم يكن بيدي
فكم تمنيت لو تبدل الحال وأغمضت عيني لأجد نفسي في مكان غير الذي انا فيه
مع أناس غير من كتب علي القدر أن أحيا بينهم
سامحيني علي كل خطأ أرتكبته قصدا
عن كل ما أذيتك به وأن أدري أو لا أدري
سامحيني عن لقاءات بيننا كم وددت ان نتقابل فيها وحالت الظروف دون ذالك
سامحيني علي جبني وعلي ضعفي في أن أحارب من أجلك
سامحيني علي الحرج الذي وضعتك فيه بسبب علاقتنا ببعضنا
سامحيني علي كل ما سببته لك من ألم أخبرتيني به وما لم تخبريني به خوفا منكي علي مشاعري
وليكن دوما في خيالك وفي عقلك أني أحببتك حبا لو وزع علي الدنيا لكفاها
لو وزع علي كل العاشقين لخلد حبهم في سجل التاريخ
هذا انا يا حبيبتي هذا هو فتاك الذي رفض ان يسمحو لكي بالد*** لتلقي عليه نظره قد تكون آخر نظره
نعم حبيبتي أنا من منعتهم
أنا من طلبت ذالك رغم قسوة ذالك القرار علي نفسي رغم إشتياقي بان أرنو اليك
لاني في حاله لا اتمني أن يراني أي شخص فيها فما بالك بكي انتي
لقد وفرت عليك المشقه. وفرت عليك ألما أعلم علم اليقين أنك لن تتحمليه.
ما ذنبك في أن تري أحلامك تتحطم, ما ذنبك في أن تحبي رجلا سيتخلي عنك وانت في أمس الحاجه إليه.
إن مثلك خلق ليحيا , خلق ليتمتع بكل ما في العالم من جمال.
لقد أحسست بأني بقربي منكي وانا في تلك الحاله بأني أجني عليكي.
أطلب منك مالا يحق لي أن أطلبه.
أتركيني يا حبيبيتي.
دعيني يا منية النفس.
أرفعي عنك الحرج وقولي لي وداعا.
قولي وداعا قبل أن تفاجئي بالطامه الكبري.
بأن من أحببتي سلب أغلي ما يملك.
سلب حقه في الحياه.
حبيبتي دعيني واذهبي.
اذهبي لحالك فلست بملاك وهناك بالتأكيد من هو أفضل مني.
من هو أحسن مني حالا .
من يستطيع ان يكون لكي عونا وليس العكس.
من سيمنحك ما تمنيتي ان تحييه.
إن اصراري علي ما بيننا لهو الظلم بعينه.
هو الافتراء والجبروت لا شك.
ارحلي وانتي في حل من أي عهد.
من أي وعد, لم يعد عليكي أي قيد.
ارحلي فمن أحببت سيموت.
سيموت وستترملي وأنتي في زهرة شبابك.
ستترملي وأنت في أوج جمالك وفتنتك.
أنت زهره لا بد أن تروي.
لا بد أن تحيا لتضفي جمالا لا يعادله جمال.
وانا اليد الآثمه التي تود ان تقطفك لتجعلكي أسيرة إصيص أجوف
فاصرخي في وجه اليد وقولي لها لا
تمردي قبل ان تضيع حياتك وأحلي ايامك سدي قبل ان تكتشفي أنك احتملتي عبئا سينوء به كاهلك
نحي الاخلاق جانبا, لا أريد الان عطفك وحنانك
لا اريد قلب حبيبتي أن يحكم عليها بالاعدام
فكري بعقلك
لا تتركي قلبك يقودك الي ما فيه حتفك, فكري في نفسك وفي حقوقك
وفي مصيرك بعد حادث اليم لاشك واقع
لن تتحملي يا حبيبتي, لن تتحملي تلك الالام
لن تتحملي نظرات العطف والشفقه في عيون الجميع
لن تتحملي سهام الشماته التي ستلاحقك,وضحكات السخريه المكتومه التي ستسير دوما ورائك
حبيبتي إن كنتي تحبينني فاتركيني
اتوسل اليكي بكل قبلاتنا
بكل احلامنا وامالنا ان تتركيني
لا تتلفتي الي
انصرفي
وتذكري دوما ان من يحب لا يجلب لحبيبه الشقاء والتعاسه
الحب هو التضحيه هو أن نري من نحب في سعاده حتي وان لم نكن نحن اسباب تلك السعاده
انصرفي ولا تخشي تأنيب الضمير واحساس الذنب
لا تخشي احساس الخيانه والتخلي عن حبيبك
انصرفي وكوني علي ثقه بان تركك لي الان هو التصرف السليم
وهو القرار الحكيم
انصرفي وستتكفل الايام بكل شيء
أما أنا فسأتحمل ذالك العذاب وحدي,سأحمل في صدري نيران تتأجج وسأسير بها
وتذكري دوما أن لو الأمر بيدي لو ضعت الدنيا كلها رهن طرفة عيناك
تذكري وسامحيني