 |
اليوم ندخل سويا إلى مدرسة الكريم بن الكريم بن الكريم
يوسف الصديق بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل
لنتعلم منه عليه الصلاة والسلام سرا ربانيا دقيقا
سرا ربانيا يعيننا على فهم لغز الحياة
لقد صدق الله إذ قال لخاتم انبيائه محمد صلى الله عليه وسلم : نحن نقص عليك " أحسن " القصص
لقد اودع الله في هذا السرد العظيم وهذه القصة الكبيرة أسرارا حارت فيها العقول ولا زال معينها لا ينضب ابدا
ولا زالت السورة الكريمة تبث أسرارها للباحثين المنقبين عن ما حوته من لآلئ ربانية
فهل أنت مستعدون ؟
لننطلق ..
السر ؟!!
السر واضح وضوح الشمس والقمر واثنى عشر كوكب
السر في إجابتكم على هذه الاسئلة
كيف كانت ستتحقق رؤيا يوسف الطفل إن لم يلق به أخوته في الجب ؟
وماذا لو لم تحصل له المكيدة فيدخل السجن فيلقى صاحبيه الذي سيكون احدهما سببا لتقربه من العزيز ؟
ومن أين تكون له المكانة والفضل والسلطان الذي يجعل الناس يسجدون له ومن
هؤلاء الناس قومه : ابويه واخوته ( كانت العادة قديما ان يسجدون عند تحية
الملوك والرؤساء كما هي عادة دول شرق اسيا ) - ؟
السر يا أحبائى الكرام :
هو أن ما نراه إبتلاءات هو تدرج لطيف من الله ليترقى بعبده ويرفعه أعلى الدرجات
أنظروا ماذا قال يوسف عليه السلام :
إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ
يصف يوسف عليه السلام الشدائد التي شاء الله أن يمر بها حتى تتحقق الرؤيا
ويناله الفضل الكبير اذي رآه في منامه - يصف فعل الله ذلك باللطف
واللطف هو : الرفق مع دقة العلم وقال ابن الأثير : اللطيف هو الذي اجتمع
له الرفق في الفعل، والعلم بدقائق المصالح، وإيصالها إلى من قدرها له من
خلقه
عن سعد بن أبي وقاص : قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم
الأمثل فالأمثل ؛ يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلبا اشتد
بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد
حتى يتركه
يمشي على الأرض وما عليه خطيئة
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2398
خلاصة الدرجة: حسن صحيح
يمشي على الأرض وما عليه خطيئة
هذا هو معنى قوله تعالى : " إن ربي لطيف لما يشاء " وقد ظهر معناها من
مقصود الابتلاء وهو ترقية العبد حتى يمحي الله ذنوبه ويتحقق اللطف بكون
المرء يبتلى على قدر دينه دون جور أو عنت
فالله يختار الصالح لعبادة
لذا أخي المسلم إذا إبتلاك الله بشئ فأصبر وأعلم انك قادر على ذلك لأن
الله اللطيف ما كان ليبتليك بما لا تقدر عليه وما كان ليبتليك بما يحط من
نفسك بل بما يرفعها ويرقيها إلى درجة النبيين الصالحين الصديقيين
ودمتم بود
المنتديات الإسلامية
من طرف 
