من لحوم "الهامبرجر" ملوثة بالفضلات الحيوانية
يعود تاريخ الوجبات السريعة إلى آلاف السنين ، إلا أن سلسلة الوجبات السريعة، أو مطاعم الوجبات السريعة ظاهرة يربو عمرها على الخمسين عاما، وكانت سمعة الهامبرجر في بداياتها سيئة، حيث كانت تعتبر طعاما للفقراء، وتتصف بالتلوث وغير آمنة، وقد كانت الصفة السائدة لها بأنها لحوم رديئة مثقلة بالمواد الكيميائية الحافظة، وقد وُصفت ذلك الحين بأنها آمنة بقدر حصول متناولها على اللحم من صفيحة الزبالة.
نشأت فكرة الوجبات السريعة في كاليفورنيا الجنوبية بعد الحرب العالمية الثانية ثم أصبحت صناعة ثورية عالمية، فانتشرت بسرعة هائلة، بحيث أصبحنا نلاحظ وجودها في الشوارع الرئيسية في أغلب دول العالم، ويتنافس في الحصول على حق امتياز شركات الوجبات السريعة العالمية أصحاب رؤوس الأموال، لتقديم المنتج أو الخدمة نفسها، مستغلين انجذاب الزبائن إلى العلامات التجارية المألوفة، وهكذا تمتلك إحدى شركات الوجبات السريعة الأمريكية حوالي ثلاثين ألف مطعم في مختلف أنحاء العالم، ويعمل لديها أكثر من مليون عامل، كما أنها تكسب غالبية أرباحها من جمع الايجارات وليس من بيع الوجبات..!!
الوجبات السريعة تستهدف الأطفال
أصبح الأطفال مستهدفين ليس من مصانع الحلويات والألعاب فقط، بل من مختلف الشركات بما فيها سلاسل مطاعم الوجبات السريعة، مستغلة عقدة ذنب الوالدين بعدم قضائهم وقتا كافيا مع أولادهم نتيجة العمل أو المناسبات الاجتماعية، لذلك نلاحظهم في كثير من الأحيان يرضخون لطلبات أطفالهم، وتستمر سلاسل مطاعم الوجبات السريعة في إنفاق ثلاثة مليارات دولار سنويا على الإعلانات التلفزيونية، موجهة جهودها التسويقية للأطفال، بل تمتد إلى أبعد من الإعلانات التقليدية، حيث نلاحظ ملاعب الأطفال داخل مطاعم الوجبات السريعة، وتقديم هدايا الدمى مع وجبات الأطفال، ويقول أحد المسوقين " إن الملاعب تجلب الأطفال والأطفال يجلبون الآباء والآباء يجلبون المال"، وقد ذكرت دراسة علمية نشرتها مجلو نيو ميديا إيج New Media Age Magazine أن شركات الوجبات السريعة تتحايل على القوانين التي تمنع الإعلان عن الوجبات غير الصحية للأطفال عبر الانترنت، وقالت الدراسة ان شركات الوجبات السريعة تستهدف الأطفال عن طريق تقديم العاب وأفلام كرتونية وغيرها عبر مواقعها على الانترنت، فهذه الشركات قد تلتزم بنصوص القوانين لا بروحها، وستقاوم أي محاولة لمنعها من الإعلان عن منتجاتها.
في بداية التسعينيات لاحظ أحد المستشفيات الأمريكية دخول عدد غير عادي من الأطفال بحالات إسهال دموي، أدى إلى تضرر الكلى، وفي خلال ثماني سنوات من نهاية التسعينيات أصيب حوالي نصف مليون أمريكي، معظمهم من الأطفال ببكتريا E.coli 0157:H7 المتواجدة في لحوم الهامبرجر الملوث، ومكث الآلاف منهم في المستشفيات، ومات المئات.
الوجبات السريعة نظام مثالي للجراثيم
يمرض في أمريكا حوالي 200 الف شخص يوميا بسبب الأغذية، يعالج منهم 900 شخص ويموت 14 شخصا، كما يعاني ما يزيد على ربع عدد سكان الولايات المتحدة من حالة تسمم غذائي سنويا، وقد ذكرت الدراسات أن الجراثيم التي تنشأ من الوجبات الغذائية تتسبب أو تعجل في حدوث أمراض مزمنة، مثل مرض القلب والتهابات الأمعاء ومشاكل عصبية واضطراب المناعة وتضرر الكلية. ولقد كانت صناعة الهامبرجر أكبر الأثر في انتشار الإصابة بهذه البكتريا.
وقد قدرت مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن أكثر من ثلاثة أرباع حالات الوفيات والأمراض الغذائية في الولايات المتحدة تحدث بواسطة عوامل معدية لم تكتشف حتى الان، كما أكدت دراسة نشرتها USDA عام 1996م بأن 7,5% من اللحم المفروم ملوثة بالسالمونيلا و 11,7% بالليستريا و 30% بالمكورات العنقودية و53% ملوثة بالكلسترديوم. علما بان هذه الجراثيم تصيب بالأمراض، وبكتريا الليستريا تحتاج إلى عناية طبية فائقة، ومع ذلك تتسبب في وفاة خمس الحالات المصابة.
كما أن الدراسة ذكرت بان 78,6% من اللحوم البقرية المفرومة (التي تعد غالبيتها للهامبرجر) تحتوي على مادة برازية، وبعيدا عن المصطلحات العلمية التي ذكرتها الدراسة أو الدراسات العلمية لوجود مثل هذه النتائج، يمكن تلخيص ذلك بأن الإصابة بالأمراض الغذائية كانت بسبب تناول اللحم المفروم "الهامبرجر" الملوث بالبراز.
الرئيس الأمريكي ونظام الهاسب HACCP
في عام 1996م أعلن الرئيس الأمريكي كلينتون وهو محاط ببعض آباء الأطفال الذين توفوا بعد تناولهم الهامبرجر الملوث بتبني خطة تطبيق نظام فحص علمي للحوم، وإرغام الشركات مع نهاية العقد على تنفيذ خطة تطبيق نظام تحليل مخاطر نقاط التحكم الحرجة HACCP مصدقة من الحكومة لتلافي التلوث. وقد وصفت تلك التغيرات بأنها الإصلاح الأكثر شمولا لسياسات السلامة الغذائية للحكومة الأمريكية.
أهمية تطبيق نظام الهاسب في المنشآت الغذائية
كانت الأنظمة التقليدية للسلامة الغذائية تعتمد على التفتيش، وكان هدف صاحب المنشأة الغذائية إرضاء القائمين على التفتيش دون النظر إلى المستهلك، وغالبا ما يتم اكتشاف المشكلة بعد وقوعها، بينما نظام الهاسب هدفه إرضاء المستهلك والتأكد من سلامته، ولا يسمح بإنتاج منتجات غذائية رديئة الجودة، ويعتبر حاليا نظام الهاسب من أكفأ الطرق للتأكد من سلامة الغذاء في المنشآت الغذائية (مثل مصانع الأغذية والمطاعم ..)، حيث يتميز بأنه نظام تفتيش ذاتي، تتم فيه إجراءات تتبع مصادر الخطر والتحقق من إزالته قبل وقوعه، ويحدد نظاما دقيقا للمتابعة وتحديد المسؤولية وتوزيع الأدوار. لذلك نجد أن بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية المحلية ( مثل الخطوط الجوية العربية السعودية وبعض مستشفيات وزارة الصحة..) طبقت نظام الهاسب، إدراكا منها بأهمية تطبيق هذا النظام حرصا منها على سلامة وصحة مستهلكي الوجبات الغذائية، كما بادرت بعض شركات ومصانع الأغذية بتطبيقه طوعا لرفع سمعة منتجاتهم الغذائية.
يعود تاريخ الوجبات السريعة إلى آلاف السنين ، إلا أن سلسلة الوجبات السريعة، أو مطاعم الوجبات السريعة ظاهرة يربو عمرها على الخمسين عاما، وكانت سمعة الهامبرجر في بداياتها سيئة، حيث كانت تعتبر طعاما للفقراء، وتتصف بالتلوث وغير آمنة، وقد كانت الصفة السائدة لها بأنها لحوم رديئة مثقلة بالمواد الكيميائية الحافظة، وقد وُصفت ذلك الحين بأنها آمنة بقدر حصول متناولها على اللحم من صفيحة الزبالة.
نشأت فكرة الوجبات السريعة في كاليفورنيا الجنوبية بعد الحرب العالمية الثانية ثم أصبحت صناعة ثورية عالمية، فانتشرت بسرعة هائلة، بحيث أصبحنا نلاحظ وجودها في الشوارع الرئيسية في أغلب دول العالم، ويتنافس في الحصول على حق امتياز شركات الوجبات السريعة العالمية أصحاب رؤوس الأموال، لتقديم المنتج أو الخدمة نفسها، مستغلين انجذاب الزبائن إلى العلامات التجارية المألوفة، وهكذا تمتلك إحدى شركات الوجبات السريعة الأمريكية حوالي ثلاثين ألف مطعم في مختلف أنحاء العالم، ويعمل لديها أكثر من مليون عامل، كما أنها تكسب غالبية أرباحها من جمع الايجارات وليس من بيع الوجبات..!!
الوجبات السريعة تستهدف الأطفال
أصبح الأطفال مستهدفين ليس من مصانع الحلويات والألعاب فقط، بل من مختلف الشركات بما فيها سلاسل مطاعم الوجبات السريعة، مستغلة عقدة ذنب الوالدين بعدم قضائهم وقتا كافيا مع أولادهم نتيجة العمل أو المناسبات الاجتماعية، لذلك نلاحظهم في كثير من الأحيان يرضخون لطلبات أطفالهم، وتستمر سلاسل مطاعم الوجبات السريعة في إنفاق ثلاثة مليارات دولار سنويا على الإعلانات التلفزيونية، موجهة جهودها التسويقية للأطفال، بل تمتد إلى أبعد من الإعلانات التقليدية، حيث نلاحظ ملاعب الأطفال داخل مطاعم الوجبات السريعة، وتقديم هدايا الدمى مع وجبات الأطفال، ويقول أحد المسوقين " إن الملاعب تجلب الأطفال والأطفال يجلبون الآباء والآباء يجلبون المال"، وقد ذكرت دراسة علمية نشرتها مجلو نيو ميديا إيج New Media Age Magazine أن شركات الوجبات السريعة تتحايل على القوانين التي تمنع الإعلان عن الوجبات غير الصحية للأطفال عبر الانترنت، وقالت الدراسة ان شركات الوجبات السريعة تستهدف الأطفال عن طريق تقديم العاب وأفلام كرتونية وغيرها عبر مواقعها على الانترنت، فهذه الشركات قد تلتزم بنصوص القوانين لا بروحها، وستقاوم أي محاولة لمنعها من الإعلان عن منتجاتها.
في بداية التسعينيات لاحظ أحد المستشفيات الأمريكية دخول عدد غير عادي من الأطفال بحالات إسهال دموي، أدى إلى تضرر الكلى، وفي خلال ثماني سنوات من نهاية التسعينيات أصيب حوالي نصف مليون أمريكي، معظمهم من الأطفال ببكتريا E.coli 0157:H7 المتواجدة في لحوم الهامبرجر الملوث، ومكث الآلاف منهم في المستشفيات، ومات المئات.
الوجبات السريعة نظام مثالي للجراثيم
يمرض في أمريكا حوالي 200 الف شخص يوميا بسبب الأغذية، يعالج منهم 900 شخص ويموت 14 شخصا، كما يعاني ما يزيد على ربع عدد سكان الولايات المتحدة من حالة تسمم غذائي سنويا، وقد ذكرت الدراسات أن الجراثيم التي تنشأ من الوجبات الغذائية تتسبب أو تعجل في حدوث أمراض مزمنة، مثل مرض القلب والتهابات الأمعاء ومشاكل عصبية واضطراب المناعة وتضرر الكلية. ولقد كانت صناعة الهامبرجر أكبر الأثر في انتشار الإصابة بهذه البكتريا.
وقد قدرت مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن أكثر من ثلاثة أرباع حالات الوفيات والأمراض الغذائية في الولايات المتحدة تحدث بواسطة عوامل معدية لم تكتشف حتى الان، كما أكدت دراسة نشرتها USDA عام 1996م بأن 7,5% من اللحم المفروم ملوثة بالسالمونيلا و 11,7% بالليستريا و 30% بالمكورات العنقودية و53% ملوثة بالكلسترديوم. علما بان هذه الجراثيم تصيب بالأمراض، وبكتريا الليستريا تحتاج إلى عناية طبية فائقة، ومع ذلك تتسبب في وفاة خمس الحالات المصابة.
كما أن الدراسة ذكرت بان 78,6% من اللحوم البقرية المفرومة (التي تعد غالبيتها للهامبرجر) تحتوي على مادة برازية، وبعيدا عن المصطلحات العلمية التي ذكرتها الدراسة أو الدراسات العلمية لوجود مثل هذه النتائج، يمكن تلخيص ذلك بأن الإصابة بالأمراض الغذائية كانت بسبب تناول اللحم المفروم "الهامبرجر" الملوث بالبراز.
الرئيس الأمريكي ونظام الهاسب HACCP
في عام 1996م أعلن الرئيس الأمريكي كلينتون وهو محاط ببعض آباء الأطفال الذين توفوا بعد تناولهم الهامبرجر الملوث بتبني خطة تطبيق نظام فحص علمي للحوم، وإرغام الشركات مع نهاية العقد على تنفيذ خطة تطبيق نظام تحليل مخاطر نقاط التحكم الحرجة HACCP مصدقة من الحكومة لتلافي التلوث. وقد وصفت تلك التغيرات بأنها الإصلاح الأكثر شمولا لسياسات السلامة الغذائية للحكومة الأمريكية.
أهمية تطبيق نظام الهاسب في المنشآت الغذائية
كانت الأنظمة التقليدية للسلامة الغذائية تعتمد على التفتيش، وكان هدف صاحب المنشأة الغذائية إرضاء القائمين على التفتيش دون النظر إلى المستهلك، وغالبا ما يتم اكتشاف المشكلة بعد وقوعها، بينما نظام الهاسب هدفه إرضاء المستهلك والتأكد من سلامته، ولا يسمح بإنتاج منتجات غذائية رديئة الجودة، ويعتبر حاليا نظام الهاسب من أكفأ الطرق للتأكد من سلامة الغذاء في المنشآت الغذائية (مثل مصانع الأغذية والمطاعم ..)، حيث يتميز بأنه نظام تفتيش ذاتي، تتم فيه إجراءات تتبع مصادر الخطر والتحقق من إزالته قبل وقوعه، ويحدد نظاما دقيقا للمتابعة وتحديد المسؤولية وتوزيع الأدوار. لذلك نجد أن بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية المحلية ( مثل الخطوط الجوية العربية السعودية وبعض مستشفيات وزارة الصحة..) طبقت نظام الهاسب، إدراكا منها بأهمية تطبيق هذا النظام حرصا منها على سلامة وصحة مستهلكي الوجبات الغذائية، كما بادرت بعض شركات ومصانع الأغذية بتطبيقه طوعا لرفع سمعة منتجاتهم الغذائية.