منتدي شباب إمياي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي شباب إمياي

مجلس الحكماء

التسجيل السريع

:الأســـــم
:كلمة السـر
 تذكرنــي؟
 
فتاوى شرعية - صفحة 3 Support


+6
ابو انس
عبدالله السعيد
محمد الكومى
أحمد الله
engineer
عبدالعزيز الحنفى
10 مشترك

    فتاوى شرعية

    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 14/2/2010, 7:56 pm

    تكبيرة الانتقال لمن أدرك الإمام راكعاً أو ساجداً
    السؤال : لو أتيت والجماعة في الركوع والسجود فهل تكفي تكبيرة الركوع أو السجود أم لابد من تكبيرة قبلها للإحرام ثم تليها تكبيرة الركوع أو السجود؟


    الجواب :
    Cool
    "إذا جاء والناس ركوع فإن الواجب عليه أولاً أن يكبر تكبيرة الإحرام ، ثم إن تيسر له أن يكبر عند انحنائه تكبيرة الركوع فإنه يكبرها ، وإن لم يتيسر له ذلك أجزأته تكبيرة الإحرام على الصحيح ، ولكن إن أتى بهما جميعاً فهذا هو الأفضل والأكمل خروجاً من خلاف العلماء ، ثم ركع مع إمامه وتجزئه هذه الركعة ، وليس عليه قضاء الركعة .
    وأما إذا جاء وهم سجود فإنه يكبر تكبيرة الإحرام فقط وهو واقف ثم ينحط ساجداً بدون تكبير ولا تجزئه هذه الركعة ؛ لأنه فاته ركوعها وقيامها" انتهى .
    سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
    "فتاوى نور على الدرب" (2/904) .

    أحمد عيد
    أحمد عيد
    عضو مبدع
    عضو مبدع


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 186
    العمر : 59
    تاريخ التسجيل : 15/11/2009
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف أحمد عيد 16/2/2010, 8:53 pm

    جزاك الله خيراً أخي العزيز على هذا المجهود الكبير

    وأن يجعله الله في ميزان حسناتك
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 9:48 am

    تحصين المجتمعات من الزنا

    كيف يتم إحضار أربعة شهود على الزاني وال**** ، في الوقت الحاضر ؟ وكيف تتم نصيحة شبابنا المسلم من هذا العمل القبيح ؟ جزاكم الله خير الجزاء .




    الحمد للَّه
    أولا :
    يعد العلماء في طرق ثبوت الزنا أربعة طرق :
    1- الشهادة . 2- والإقرار . 3- وحمل من لا زوج لها ولا سيد . 4- وإذا تم لعان الزوج ولم تدافعه الزوجة .
    ويشترط في الشهود على الزنا أن يكونوا أربعة ممن تجوز شهادتهم ، يصفون الزنا بصريح لفظه – وهو أنهم رأوا ذكر الرجل في فرج المرأة - ، فإن اكتفى بعضهم بالشهادة برؤيتهما متجردين من اللباس ، أو وصفوا هيئة وحركة معينة ، فلا يكفي ذلك لثبوت الزنا .
    يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (6/157) :
    " يصفون الزنا بلفظ صريح بأن يقولوا : رأينا ذكره في فرجها . لا بد من هذا ، فلو قالوا رأيناه عليها متجردين ، فإن ذلك لا يقبل ، حتى لو قالوا نشهد بأنه كان منها كما يكون الرجل من امرأته ، فإنها لا تكفي الشهادة ، لا بد أن يقولوا نشهد أن ذكره في فرجها ، وهذا صعب جدا ، مثلما قال الرجل الذي شهد عليه في عهد عمر ، لو كنت بين الأفخاذ لن تشهد هذه الشهادة . ولهذا ذكر شيخ الإسلام في عهده أنه لم يثبت الزنا عن طريق الشهادة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عهد شيخ الإسلام ابن تيمية ، وإذا لم يثبت من هذا الوقت إلى ذلك الوقت ، فكذلك لا نعلم أنه ثبت بطريق الشهادة إلى يومنا هذا ؛ لأنه صعب جدا " انتهى .

    وليس هذا التشديد في أمر الشهادة على الزنا إلا لتحقيق مقصد أراده الشارع ، وهو الستر على العباد ، وعدم إشاعة الفاحشة ، وتجنيب المجتمعات الاتهام في الأعراض والطعن في الأنساب .
    يقول القرطبي رحمه الله في "الجامع لأحكام القرآن" (5/83) :
    " جعل الله الشهادة على الزنا خاصةً أربعةً : تغليظاً على المدَّعِي ، وسترا على العباد " انتهى
    ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في "تفسيره" (1/563) :
    " ( لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ) أي : هلا جاء الرامون على ما رموا به ، ( بأربعة شهداء ) أي : عدول مرضيين . ( فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) وإن كانوا في أنفسهم قد تيقنوا ذلك ، فإنهم كاذبون في حكم الله ، لأن الله حرم عليهم التكلم بذلك من دون أربعة شهود ، ولهذا قال : ( فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) ولم يقل ( فأولئك هم الكاذبون ) وهذا كله من تعظيم حرمة عرض المسلم ، بحيث لا يجوز الإقدام على رميه من دون نصاب الشهادة بالصدق " انتهى .
    وانظر جواب السؤال رقم (839) ، (6926)

    ثانيا :
    أما تحصين شبابنا ومجتمعاتنا من هذه الفاحشة المهلكة ، فلا بد له من عمل عام تقوم عليه الدول والمجتمعات ، وتتضافر له جهود الجهات المختلفة ، فهي مسؤولية جماعية وليست فردية ، ولا يمكن تحقيق سلامة المجتمعات إلا بتكامل الأخذ بالأسباب التي تحفظ من الزنا والولوغ فيه ، ومن تلك الأسباب :
    1- نشر التوعية العامة بعظم إثم الزنا ، وأنه من الكبائر التي اتفق العقل والشرع على قبحه وشناعته وتحريمه ، وبيان أنه سبب لهلاك الأمم وحلول المصائب والكوارث في الدنيا ، وأن جزاءه النار يوم القيامة .
    قال الإمام أحمد : ليس بعد قتل النفس أعظم من الزنا . "غذاء الألباب" (2/435)
    يقول الله تعالى : ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) الإسراء/32
    يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في "تفسيره" (1/457) :
    " ووصف الله الزنى وقبحه بأنه ( كَانَ فَاحِشَةً ) أي : إثما يستفحش في الشرع والعقل والفِطَر ؛ لتضمنه التجري على الحرمة في حق الله وحق المرأة وحق أهلها أو زوجها وإفساد الفراش واختلاط الأنساب وغير ذلك من المفاسد . وقوله: ( وَسَاءَ سَبِيلا ) أي : بئس السبيل سبيل من تجرأ على هذا الذنب العظيم " انتهى .
    2- توعية الشباب بالآثار السيئة المترتبة على انتشار هذه الفاحشة ، والتي يتهدد استقرار الأسر والمجتمعات ، كانتشار الأمراض القاتلة ، وظهور أولاد الحرام ، وانهيار التكوين الأسري ، وتشرد الأبناء ، وتلقيهم السلوكات السيئة ، وارتفاع معدلات الطلاق ، وانتشار الجريمة ، وغير ذلك ، وهي آثار تعيشها المجتمعات التي تنتشر فيها الإباحية في أسوأ صورها ، مما ينذر بانحلال مجتمعاتهم ، وسقوط حضارتهم .
    3- العمل على تيسير الطريق الشرعي للعلاقات الجنسية ، بالزواج الحلال الطيب ، وذلك بالترغيب فيه وبيان ندب الشريعة إليه ، وأنه من سنن المرسلين ، وأن من تزوج فقد استكمل نصف الدين ، وأن له أجرا في إعفافه نفسه وزوجه .
    4- ومن مسؤولية المجتمع في هذا السبيل إزالة العوائق التي تؤخر الزواج ، فتعالج الفقر الذي قد يكون مانعا من الزواج ، وتوفر الدعم المادي للشباب الذي لا يملك ما يعف به نفسه ، حتى قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) النور/32
    " زوجوا من لا زوج له منكم ، فإنه طريق التعفف " انتهى . (12/239) .

    وفي كتاب "الأموال" لأبي عبيد القاسم بن سلام (251) أن عمربن عبد العزيز كتب إلى واليه بالعراق : أن انظر كل بكر وليس له مال فشاء أن تزوجه فزوجه وأصدق عنه .
    ويقول ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (7/587) :
    " يلزم الرجل إعفاف ابنه إذا احتاج إلى النكاح ، وهذا ظاهر مذهب الشافعي " انتهى .

    5- وأدنى ما يمكن أن يتحمله المجتمع والآباء تجاه هذه المسألة المهمة ترك المغالاة في المهور ، أو التفاخر والمباهاة بتكاليف الزواج ، أو السعي إلى التكسب منها .
    خطب عمر بن الخطاب على المنبر فقال :
    ( أَلَا لَا تُغَالُوا بِصُدُقِ النِّسَاءِ – أي مهورهن - فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللَّهِ لَكَانَ أَوْلَاكُمْ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصْدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَلَا أُصْدِقَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً ) رواه أبو داود (2106) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

    ولا يختلف المصلحون في أن استغلال الآباء مهور البنات كان واحدا من أسباب انتشار الفساد والرذيلة في المجتمعات .
    يقول وول ديورانت وهو يحكي أسباب انتشار الرذيلة في بعض المجتمعات الغربية في فترة من التاريخ في كتاب "مباهج الفلسفة" (127-128) :
    " ولا نزاع في أن ذلك يرجع إلى حد ما إلى ما كان يقتضيه الآباء المغرمون ببناتهم من مهر غال ثمنا لعفتهن ، وقت أن كان الزواج يشترى صراحة " انتهى .

    6- ومن أهم ما يقي المجتمعات رذيلة الزنا إشاعة جو المحبة والمودة بين الأزواج ، والحرص على سعادة الأسرة بالحب والاحترام والصدق والوفاء وأداء الحقوق والواجبات ، فإن الأسرة السعيدة والزوجين المتفاهمين المتآلفين وقاءٌ للمجتمع من الانحراف والسقوط في الفواحش بحثا عن سعادة موهومة .
    7- وأخيرا لا بد من العمل على تهيئة المناخ المحافظ الملتزم المتعلق بالله سبحانه وتعالى ، والذي تختفي فيه مظاهر التبرج والسفور ، وتستر فيه العورات ، وتمنع فيه الخمور والمعازف التي هي رقية الزنا ، فإن هذه الأمور هي الوقود التي تشعل نار الفاحشة ، فإذا تخلص المجتمع منها فقد أمِن من النار .

    الطير المهاجر
    الطير المهاجر
    عضو جديد
    عضو جديد


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 7
    العمر : 40
    تاريخ التسجيل : 23/02/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف الطير المهاجر 23/2/2010, 9:52 am

    [color=red]
    Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool
    السلام عليكم[/color]




    جزاك اللة خيرا اخى الفاضل وليجعلها اللة فى ميزان حسناتك
    Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool Cool
    avatar
    زائر
    زائر


    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف زائر 23/2/2010, 1:45 pm

    بارك الله فيكم أيها الاحبة الكرام

    جعله في ميزان حسناتكم
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:07 pm

    الحكمة من وجوب الوضوء من خروج الريح
    السؤال : ما هو الهدف من الوضوء بعد أن يقوم المرء بإخراج غازات ؟ .

    الجواب :
    Cool
    أولاً:
    الوضوء من خروج الريح واجب لمن أراد الصلاة ، وقد ثبت ذلك في صحيح السنَّة ، وأجمع عليه علماء الإسلام قاطبة .
    فَعَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ) قَالَ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ : مَا الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : فُسَاءٌ أَوْ ضُرَاطٌ .
    رواه البخاري (135) ومسلم (225) .
    وعَنْ عَبْدِ الله بنِ زَيْد أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ الَّذِي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ : (لَا يَنْصَرِفْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا ، أَوْ يَجِدَ رِيحاً) رواه البخاري (137) ومسلم (361) .
    قال ابن المنذر رحمه الله :
    وأجمعوا على أن خروج الغائط من الدبر ، وخروج البول من الذكر ، وكذلك المرأة ، وخروج المني ، وخروج الريح من الدبر ، وزوال العقل بأي وجه زال العقل : أحداث ينقض كل واحد منها الطهارة ، ويوجب الوضوء .
    "الإجماع" ( ص 29 ) .
    ثانياً :
    المسلم يعتقد أن ما شرعه الله تعالى فيه الحكمة البالغة ، ومن مقتضى الإيمان به تعالى : تعظيم أوامره ونواهيه ، واعتقاد أنه لم يشرع إلا ما فيه حكمة بالغة ، ولا يتوقف انقياد المسلم لله تعالى ، ورسوله صلى الله عليه وسلم على معرفته بحكمة التشريع ، بل يكفيه أن يعلم ما شرع الله فيسارع إلى تنفيذه .
    قال ابن القيم رحمه الله :
    ومن علامات تعظيم الأمر والنهي : أن لا يحمل الأمرَ على عِلةٍ تُضعِف الانقياد والتسليم لأمر الله عز وجل ، بل يُسَلِّمُ لأمرِ الله تعالى وحُكمه ، ممتثلا ما أمر به ، سواء ظهرت له حكمة الشرع في أمره ونهيه أو لم تظهر ، فإن ظهرت له حكمة الشرع في أمره ونهيه : حمله ذلك على مزيد الانقياد بالبذل والتسليم لأمر الله .
    "الوابل الصيب" (ص 35) .
    ثالثاً :
    ومن حكمة التشريع : أن الريح التي تخرج من الدبر تخرج من موضع خروج الغائط الذي ينقض الوضوء، فأخذت حكمه ، بخلاف الريح التي تخرج من الفم (الجشاء) فلا تنقض الوضوء .
    قال ابن القيم رحمه الله :
    وأما قوله "وفرَّق بين الريح الخارجة من الدبُر وبين الجشوة فأوجب الوضوء من هذه دون هذه" : فهذا - أيضاً - من محاسن هذه الشريعة وكمالها ، كما فرق بين البلغم الخارج من الفم وبين العذرة في ذلك .
    ومَن سوَّى بين الريح والجشاء : فهو كمن سوَّى بين البلغم والعذرة ، والجشاء من جنس العطاس الذي هو ريح تحتبس في الدماغ ثم تطلب لها منفذاً ، فتخرج من الخياشيم ، فيحدث العطاس ، وكذلك الجشاء ريح تحتبس فوق المعدة ، فتطلب الصعود ، بخلاف الريح التي تحتبس تحت المعدة .
    ومن سوَّى بين الجشوة والضرطة في الوصف والحكم : فهو فاسد العقل والحس .
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:08 pm

    تخالفه زوجته فتطيل أظفارها بحجة أن ذلك أمر شخصي ! فماذا يفعل معها ؟
    السؤال : بعد زواجي أمرت زوجتي بقص أظافرها (عدم تطويلها) اقتداء بالسنة وقد استجابت لمدة سنة والآن قد رجعت لعادتها بتطويل الأظافر وقد اشتد الخلاف لدرجة الانفصال (من جانبي مخالفتها السنة , من جانبها أنها سنة وأمر شخصي لا يدعو لتدخل الزوج كأمور مثل الحجاب) .


    الجواب :
    Cool

    أولاً :

    تقليم الأظفار من خصال الفطرة ، ومن تمام العناية بالبدن وتمام نظافته .

    روى البخاري (5891) ومسلم (257) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (الْفِطْرَةُ خَمْسٌ : الْخِتَانُ وَالِاسْتِحْدَادُ وَقَصُّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ وَنَتْفُ الْآبَاطِ) .

    قال الحافظ رحمه الله : "قَوْله : ( وَتَقْلِيم الْأَظْفَار ) الْمُرَاد إِزَالَة مَا يَزِيد عَلَى مَا يُلَابِس رَأْس الْإِصْبَع مِنْ الظُّفْر , لِأَنَّ الْوَسَخ يَجْتَمِع فِيهِ فَيُسْتَقْذَر , وَقَدْ يَنْتَهِي إِلَى حَدّ يَمْنَع مِنْ وُصُول الْمَاء إِلَى مَا يَجِب غَسْله فِي الطَّهَارَة" انتهى مختصراً .

    وقد وقّت النبي صلى الله عليه وسلم لذلك أربعين يوما ، فلا يجوز للمسلم أن يتعداها .

    روى مسلم (258) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : ( وُقِّتَ لَنَا فِي قَصِّ الشَّارِبِ وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ وَنَتْفِ الْإِبِطِ وَحَلْقِ الْعَانَةِ أَنْ لَا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) .

    ولا ينبغي للمسلم أو المسلمة التهاون بشأن هذه السنن التي حض عليها الشارع ، وأمر بها ، بدعوى أنها من الحريات الشخصية ، فما دام الشرع قد أمر بها ، فليس للمسلم إلا الامتثال ، قال الله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) الأحزاب/36 .

    وقال تعالى : (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ) النور/51 .

    ثانياً :

    يجب على الزوج في مثل هذه المسائل التحلي بالصبر والحكمة ، والنصح بالموعظة الحسنة .

    - وينبغي التأكيد في النصيحة على جانب القدوة ، وأن المرأة المسلمة يجب عليها أن تتخذ من رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة ، تصديقا لقول الله تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب/21 .

    - وينبغي أن يكون النصح مقرناً بالترغيب والترهيب : الترغيب في ما عند الله من الجزاء الحسن بالمتابعة والطاعة ، والترهيب مما عند الله من العذاب بالعصيان والمخالفة .

    - التذكير بحق الزوج على زوجته في طاعته وعدم عصيان أمره ، وخاصة عندما يأمر بما يأمر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وبيان أنه لا يحسن أبدا بالمرأة المسلمة أن تخالف أمر الله تعالى وأمر رسوله ، وتخالف زوجها ، لتتشبه بغير المسلمين !

    - إبراز معنى الولاء والبراء بالتشبه بالصالحين ، وترك التشبه بالكافرين ومن حذا حذوهم من المنحرفين .

    - التأكيد على أن هذه المسائل ليست – كما تقول الزوجة – أمرا شخصيا ، فهذا القول مخالف للشرع كما سبق ، ومخالف للعقل أيضاً ، فاهتمام المرأة بمظهرها وجمالها ليس أمراً شخصياً ، بل لزوجها في ذلك حق .

    - لا ينبغي أبدا أن يصل الخلاف معها في مثل هذا إلى حد الانفصال ، وإنما الواجب احتواء المشكلة ، والسعي في معالجتها بالحكمة والموعظة الحسنة ، مع ضرورة عدم التساهل المفضي إلى المخالفة الشرعية .

    وعليك – أخيرا - أن تكثر من الدعاء لها بقبول الحق والإذعان له .

    ثالثاً :

    هذه بعض فتاوى أهل العلم في هذه المسألة :

    سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

    ما حكم تطويل الأظافر ؟

    فأجابوا : "لا يجوز تطويل الأظافر ؛ لأن هذا مخالف لسنن الفطرة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم ومنها (قص الأظافر) فالواجب في تقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة وقص الشارب ، أن لا يترك شيء من ذلك أكثر من أربعين ليلة .

    فيجب على هؤلاء النسوة التوبة إلى الله وترك هذه العادة السيئة المخالفة لما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، والله سبحانه وتعالى يقول : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) ، ويقول سبحانه : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)" انتهى .

    "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/60) .

    وقالوا أيضاً :

    "الحكمة في ذلك : النظافة والنقاء مما قد يكون تحتها من الأوساخ ، والترفع عن التشبه بمن يفعل ذلك من الكفار ، وعن التشبه بذوات المخالب والأظفار من الحيوانات" انتهى .

    "فتاوى اللجنة الدائمة" (5/173) .

    وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

    "تطويل الأظافر خلاف السنة ، ولا يجوز أن تترك أكثر من أربعين ليلة ، وتطويلها فيه تشبه بالبهائم وبعض الكفرة" انتهى ملخصا .

    "مجموع فتاوى ابن باز" (10/49) .

    وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

    هناك كثير من الطالبات إذا نصحناهن بأن تطويل الأظافر مخالف للسنة تساهلت بهذا وقالت بأن السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها ، فهل من توجيه لهؤلاء النسوة ؟

    فأجاب : "نعم ، أوجه كلمتي هذه إلى جميع النساء الصغار منهن والكبار وأقول :

    على المرأة أن تتقي الله عز وجل وأن تنجي نفسها من النار ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه وجد أن أكثر أهل النار النساء ، وعليها أن تتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد قال أنس رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم وقت في الأظفار وشبهها مما يؤخذ أربعين يوما . وظاهر هذا الحديث أنه لا يجوز تأخير تقليم الأظفار أكثر من أربعين يوما .

    وأما قولها إن السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها : فهذا تهاون منها ، ألم تعلم أنها سيأتيها اليوم الذي تتمنى أن يكون في حسناتها زيادة حسنة واحدة ؟

    ثم إن هذه الموضة من أين أخذت ؟ إنها ليست معروفة لا في أمهاتنا ولا في جداتنا .

    ثم إن هذه الموضة التي يكون فيها المناكير يكون فيها شيء يمنع من وصول الماء إلى الظفر ، وهذا يخل بالوضوء ؛ إذ من شرط صحة الوضوء إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة أو إلى الظفر" انتهى .

    "فتاوى نور على الدرب" (116/24-25) .

    وقال أيضا رحمه الله :

    "من الغرائب أن هؤلاء الذين يدعون المدنية والحضارة يبقون هذه الأظافر مع أنها تحمل الأوساخ والأقذار ، وتوجب أن يكون الإنسان متشبها بالحيوان" انتهى .

    "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (11/87) .

    والله أعلم .
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:09 pm

    حكم تقصير اللحية
    السؤال : سمعت كثيراً من مشائخ السلفية الذين يحثون على إعفاء اللحية بينما هم أنفسهم يقصرونها ، ولا يقبلون النقاش في ذلك . ويقولون إن طول اللحية لا يهم بقدر ما يهم الاعتناء بها وتنظيفها . فهل من كلمة في هذا الشأن؟




    الجواب :

    Cool

    دلت سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية على وجوب إعفاء اللحية ، وعدم جواز الأخذ منها ، وهو ما دل عليه اللفظ النبوي ، وصحت به السنة في غير ما حديث .

    فروى البخاري (5892) ومسلم (259) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ ، وَفِّرُوا اللِّحَى ، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ) .

    (وفروا اللحى) : أي : اتركوها وافرة . "فتح الباري" (10/350) .

    قال النووي رحمه الله :

    "حَصَلَ لهَذا الحَديثِ خَمْس رِوَايَات : أَعْفُوا وَأَوْفُوا وَأَرْخُوا وَأَرْجُوا وَوَفِّرُوا , وَمَعْنَاهَا كُلّهَا : تَرْكُهَا عَلَى حَالهَا . هَذَا هُوَ الظَّاهِر مِنْ الْحَدِيث الَّذِي تَقْتَضِيه أَلْفَاظه , وَهُوَ الَّذِي قَالَهُ جَمَاعَة مِنْ أَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ مِنْ الْعُلَمَاء ... وَالْمُخْتَار تَرْك اللِّحْيَة عَلَى حَالهَا وَأَلَّا يَتَعَرَّضَ لَهَا بِتَقْصِيرِ شَيْء أَصْلا" انتهى بتصرف يسير .

    وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

    "ما يفعله بعض الناس من حلق اللحية أو أخذ شيء من طولها وعرضها فإنه لا يجوز ؛ لمخالفة ذلك لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وأمره بإعفائها ، والأمر يقتضي الوجوب حتى يوجد صارف لذلك عن أصله ، ولا نعلم ما يصرفه عن ذلك" انتهى .

    "فتاوى اللجنة الدائمة" (5/137) .

    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

    "القص من اللحية خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : (وفروا اللحى) ، (أعفوا اللحى) ، (أرخوا اللحى) فمن أراد اتباع أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، واتباع هديه صلى الله عليه وسلم ، فلا يأخذن منها شيئاً ؛ فإن هدي الرسول عليه الصلاة والسلام أن لا يأخذ من لحيته شيئاً ، وكذلك كان هدي الأنبياء قبله" انتهى .

    "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (11/82) .

    وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

    "الواجب : إعفاء اللحية ، وتوفيرها ، وإرخاؤها ، وعدم التعرض لها بشيء .

    وأما ما رواه الترمذي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها . فهو خبر باطل عند أهل العلم .

    فلا يجوز للمؤمن أن يتعلق بهذا الحديث الباطل ، ولا أن يترخص بما يقوله بعض أهل العلم ، فإن السنة حاكمة على الجميع" انتهى مختصرا .

    "مجموع فتاوى ابن باز" (10/96-97) .

    وبهذا يتبين أن قول من يقول : إن طول اللحية لا يهم بقدر ما يهم الاعتناء بها وتنظيفها : قول مخالف للسنة الآمرة بتوفير اللحية وإعفائها .

    فالمطلوب من المسلم الأمران معاً : إعفاء اللحية وعدم الأخذ منها ، والعناية بتنظيفها .

    فعلى المسلم الحريص على دينه ، المبتغي تمام الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ، أن لا يلتفت إلى مثل هذه الأقاويل التي تخالف النصوص الشرعية .

    والله أعلم .
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:10 pm

    يسأله النصارى أين هي نسخ المصاحف التي نسخها عثمان رضي الله عنه
    السؤال: يسألني النصارى أين توجد نسخ القرآن التي نسخها عثمان بن عفان ؟ فلا أستطيع إجابتهم .


    الجواب :
    Cool

    هذا السؤال يحتمل أمرين :

    الأول : أن يكون سؤال استفهام حقيقي عن مكان وجود المصاحف التي أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه بنسخها ، وبعث بها إلى أمصار المسلمين ليعتمدوها ويحرقوا ما سواها ، فالجواب عن هذا الاستفهام أنه لم يثبت لدينا شيء عن مكان وجود هذه المصاحف اليوم ، ولا عن صحة ما تدعيه بعض المتاحف في العالم من احتوائها على بعض المصاحف العثمانية أو حتى مصحف عثمان الشخصي " المصحف الإمام "، وإن كنا كذلك لا ننفي صحة هذه الاحتمالات ، فعالم المخطوطات عالم عميق عمق التاريخ ، ومعقد بتعقيداته ، ولا يبعد أن تكون بعض المصاحف المسماة بالعثمانية اليوم هي فعلا تلك التي نسخت بأمر عثمان رضي الله عنه .

    وللاطلاع على تفاصيل هذا الموضوع يمكن قراءة كتاب " أضواء على مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه ورحلته شرقا وغربا " للدكتورة سحر السيد عبد العزيز سالم ، طبع مؤسسة شباب الجامعة ، الإسكندرية ، 1991م.

    يقول الشيخ الزرقاني رحمه الله :

    " ليس بين أيدينا دليل قاطع على وجود المصاحف العثمانية الآن ، فضلا عن تعيين أمكنتها ، وقصارى ما علمناه أخيرا أن ابن الجزري رأى في زمانه مصحف أهل الشام ، ورأى في مصر مصحفا أيضا .

    أما المصاحف الأثرية التي تحتويها خزائن الكتب والآثار في مصر ويقال عنها إنها مصاحف عثمانية : فإننا نشك كثيرا في صحة هذه النسبة إلى عثمان رضي الله عنه ؛ لأن بها زركشة ونقوشا موضوعة كعلامات للفصل بين السور ، ولبيان أعشار القرآن ، ومعلوم أن المصاحف العثمانية كانت خالية من كل هذا ، ومن النقط والشكل أيضا .

    نعم إن المصحف المحفوظ في خزانة الآثار بالمسجد الحسيني والمنسوب إلى عثمان رضي الله عنه مكتوب بالخط الكوفي القديم ، مع تجويف حروفه وسعة حجمه جدا ، ورسمه يوافق رسم المصحف المدني أو الشامي ، حيث رسم فيه كلمة : ( من يرتدد ) من سورة المائدة بدالين اثنين مع فك الإدغام ، وهي فيها بهذا الرسم .

    فأكبر الظن أن هذا المصحف منقول من المصاحف العثمانية على رسم بعضها .

    وكذلك المصحف المحفوظ بتلك الخزانة ، ويقال إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كتبه بخطه ، يلاحظ فيه أنه مكتوب بذلك الخط الكوفي القديم ، بيد أنه أصغر حجما ، وخطه أقل تجويفا من سابقه ، ورسمه يوافق غير المدني والشامي من المصاحف العثمانية حيث رسمت فيه الكلمة السابقة : ( من يرتد ) بدال واحدة مع الإدغام ، وهي في غيرهما كذلك .

    فمن الجائز أن يكون كاتبه عليا ، أو يكون قد أمر بكتابته في الكوفة .

    " مناهل العرفان " (1/404-405)

    ويقول الدكتور غانم القدوري :

    " مسألة مصير المصاحف العثمانية الأصلية ، وهل من المحتمل أن يكون قد بقي منها شيء : هي مسألة تاريخية كبيرة ، ليس من اليسير – هنا – الإلمام بكل جوانبها ، ونكتفي بالإشارة إلى أن العلماء قد رووا – في وقت مبكر – ذهاب تلك المصاحف ، ولا شك أن من روى ذلك كانت روايته بقدر ما عرفه ، ولا ينفي أن تكون المصاحف العثمانية قد بقيت لعدة قرون بعد ذلك :

    فبينما نجد الإمام مالك بن أنس (ت179هـ) يسأله ابن وهب عن مصحف عثمان رضي الله عنه ، فيقول : بأنه ذهب ، نجده يخرج لهم مصحفا قديما كان قد كتبه جده إذ كتب عثمان المصاحف .

    ويُروى أن أبا عبيد قال : إنه رأى الإمام مصحف عثمان ، استخرج له من بعض خزائن الأمراء ، وأنه رأى فيه أثر دمه .

    ويشير الداني (ت 444هـ) كثيرا إلى تتبعه بعض الحروف في المصاحف العتق ، فيقول – مثلا – إنه رأى مصحفا جامعا عتيقا كتب في أول خلافة هشام بن عبد الملك سنة عشر ومائة كان تاريخه في آخره .

    كذلك يَروي ابن كثير (ت 774هـ) وابن الجزري (ت 833هـ) أنهما رأيا بعض المصاحف القديمة المكتوبة على الرق في جامع دمشق وفي مصر كذلك .

    فهذه الروايات تشير إلى احتمال أن تكون المصاحف العثمانية الأصلية قد ظلت موجودة دهرا طويلا في المساجد الجامعة ، خاصة إذا تصورنا ما حظيت به تلك المصاحف من الرعاية والاحترام ، فهي المصاحف الأئمة التي نسخ الناس عنها مصاحفهم في الأمصار بعد إجماع الأمة على المصاحف التي نسخت في خلافة عثمان رضي الله عنه .

    ومن الملاحظ أن أئمة رواية الرسم كثيرا ما يقولون إنهم رأوا كلمة معينة في المصحف الإمام مصحف عثمان ، كالذي يروى عن أبي عبيد ، وعاصم الجحدري ، ويحيى بن الحارث ، وأبي حاتم ، ولعل كلمة المصحف الإمام كانت تشمل جميع المصاحف التي كتبت بأمر عثمان رضي الله عنه في أي مصر من الأمصار ، وليس مصحف المدينة أو المصحف الخاص بالخليفة فحسب ، وربما تشمل أيضا المصاحف الكبيرة التي كانت توضع في المساجد الجامعة للقراءة أو لنسخ المصاحف منها ، والتي نسخت من المصاحف العثمانية الأصلية ، ولعل ذلك يفسر لنا أيضا ما يكتب في آخر بعض المصاحف من أنه بخط الخليفة عثمان ، أي بنفس الهجاء الذي كتبت عليه المصاحف التي نسخت في خلافة عثمان رضي الله عنه .

    وتوجد الآن في مكتبات العالم مجموعة كبيرة من المصاحف القديمة ، أو قطع منها قد كتبت على الرق ، وبالخط الكوفي القديم ، مجردة من النقط والشكل ، ومن كثير مما ألحق بالمصاحف من أسماء السور وعدد آيها وغير ذلك ، بحيث تبدو أقرب إلى الصورة التي كانت عليها المصاحف الأولى .

    ويثار السؤال القديم مرة أخرى في الوقت الحاضر ، وهو : هل يمكن أن يكون واحد من هذه المصاحف القديمة الباقية أحد المصاحف العثمانية الأصلية ؟

    إن أغلب الباحثين أَمْيَل إلى استبعاد ذلك ، إذ من المتعذر اليوم العثور على مصحف كامل كتب في القرن الهجري الأول أو الثاني وعليه تاريخ نسخه أو اسم ناسخه ، وكذلك فإنها في الغالب غير مجردة تماما من العلامات التي أدخلت في وقت متأخر ، إلى جانب أن إقرار ذلك يحتاج إلى أدلة تاريخية ومادية واضحة وقوية ، ودراسة متعددة الوجود ، وهو ما لم يتح للدارسين بعد القيام بها .

    ومهما كان الرأي في تلك المصاحف فإنها – دون شك – قديمة ترجع إلى القرون الهجرية الأولى ، بل ربما إلى القرن الأول بالذات ، خاصة حين لا يظهر فيها أي أثر للإصلاحات التي أدخلت على الخط العربي في النصف الثاني من القرن الأول الهجري ، إلا بعض العلامات النادرة أحيانا ، فهي بذلك أقرب إلى الفترة التي يحتمل أن تكون المصاحف العثمانية موجودة فيها ، وربما نسخت منها أو من مصحف نسخ من أحدها ، وهي لذلك خير ما يمثل واقع الرسم الذي نسخت به المصاحف العثمانية .

    وتملك مكتبات التراث الإسلامية في مصر خير مجموعة من تلك المصاحف القديمة ، كذلك يروى أن أحد تلك المصاحف القديمة كان موجودا في الحرم النبوي في المدينة المنورة حتى الحرب العالمية الأولى (1914-1918م)، حيث نقله العثمانيون إلى الآستانة مع انسحابهم من أراضي الحجاز ، ويقال إنه انتقل إلى ألمانيا .

    ومنها مصحف محفوظ الآن في مدينة طشقند في تركستان الإسلامية في روسيا ، وقد قامت بنشره – في مطلع هذا القرن – جمعية الآثار القديمة الروسية ، وطبعت منه خمسين نسخة ، ومع ذلك فإن الدراسات عن تلك المصاحف القديمة وعددها في مكتبات العالم لا تزال قليلة " انتهى باختصار يسير.

    " رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية " (ص/188-191)



    الاحتمال الثاني الذي يحتمله هذا السؤال : أن يكون الغرض منه التشكيك في المصاحف الموجودة بين أيدينا اليوم : وهذا ما نستبعده عن السائل لظهور خطئه ؛ فإن تواتر نقل القرآن الكريم عبر مئات الآلاف من الأسانيد المتصلة والكتب والمصاحف والمخطوطات أمر مشهور معروف ، ولو أنشئت المؤسسات العلمية الكبيرة لحصر هذه الأسانيد والمصاحف والكتب وجمع أدلة تواتر القرآن الكريم لما أمكنها ذلك ، تماما كما لو أنشأنا مؤسسة بحثية لإثبات تواتر خبر وجود دولة كالصين مثلا في عالم الناس اليوم ، فهل يطلب عاقل القيام بذلك ، وهل بالإمكان حصر جميع الأخبار ، والآثار ، والمشاهدات ، التي وقعت لكل إنسان رأى الصين ، أو جاءه شيء منها ، أو اتصل به خبرها بوجه ما ؟!!

    ثم مع ذلك كله ، بل فوق ذلك كله : حفظ القرآن في الصدور ، ونقله شفاها ، شخصا عن شخص ، وجيلا عن جيل ، وقرنا عن قرن ، من أول نزول الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، إلى يوم الناس هذا ، لا يختلفون ولا يمترون فيه .

    والمصاحف العثمانية إنما أخذت عن تواتر القرآن الكريم في عهد الصحابة رضوان الله عليهم وليست هي المصدر الأول لرواية القرآن ، فكيف نقلب المنهج اليوم وننفي تواتر القرآن بعدم وقوفنا على المصاحف العثمانية .

    يقول العلامة الزرقاني رحمه الله:

    " ثم إن عدم بقاء المصاحف العثمانية قاطبة لا يضرنا شيئا ، ما دام المعول عليه هو النقل والتلقي ثقة عن ثقة ، وإماما عن إمام ، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك متواتر مستفيض على أكمل وجه في القرآن حتى الآن .

    على أن المصاحف العثمانية نسخت على غرارها الآلاف المؤلفة في كل عصر ومصر ، مع المحافظة على الرسم العثماني " انتهى.

    " مناهل العرفان " (1/405)

    فقل لسائلك ، بدلا من أن تتحير :

    أين عشر معشار ذلك كله ، وأدنى منه بكثير ، لشيء من كتبكم ، ودينكم ؟!

    لقد ذكرنا سؤال هذا النصراني بقول الشاعر حافظ إبراهيم رحمه الله :

    يا ساكِنَ البَيتِ الزُجا جِ ، هَبِلتَ ، لا تَرمِ الحُصونا

    أَرَأَيتَ قَبلَكَ عارِياً يَبغي نِزالَ الدارِعينا

    والله أعلم .
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:12 pm

    طلقها بعد حفلة الزفاف وقبل أن يدخل بها
    السؤال: عقد علي ابن عمي ..وبعدها حدث حفل للزواج ..وبقيت عنده بالبيت لمدة ثلاثة أيام فقط ..لكن لم يحدث جماع أو تقبيل أو نحوه .. وحدث خلاف بيننا وطلبت الطلاق منه .. هل لي عدة طلاق؟ ..وهل يجوز يطلقني وأنا حائض ..وهل المهر لي أو له ..وهل يجوز له أن يعقد علي ويتزوجني مرة أخرى بعد الطلاق؟
    الجواب :
    Cool
    أولا :
    إذا عقد الرجل على زوجته ودخل بها ( أي جامعها ) ، ثم طلقها ، كان الطلاق رجعيا باتفاق العلماء ، ولزمتها العدة ، واستحقت بالدخول المهر كاملا .
    فإن لم يجامعها ، ولم يَخْلُ بها ، ثم طلقها ، كان طلاقا بائنا باتفاق العلماء ، ولا تجب به عدة ، ولها نصف المهر ، ولا تحل لزوجها إلا بعقد جديد . قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ) الأحزاب/49، وقال سبحانه : ( وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ ) البقرة/237.
    وإن خلا بها بحيث لا يراهما رجل أو امرأة أو طفل مميز ، ولم يجامعها ، ثم طلقها ، فهو طلاق رجعي في مذهب الإمام أحمد ، ولها المهر كاملا ؛ لأن الخلوة تقوم مقام الدخول ، لا سيما في الصورة المسؤول عنها ، فإنك بقيت في بيته ثلاثة أيام .
    وعلى هذا ؛ فإنه لو طلقك بعد هذه الخلوة كان الطلاق رجعيا ، ولزمتك العدة ، ولك المهر كاملا ، وله أن يراجعك أثناء العدة ولو لم ترضي ، وتحصل الرجعة بقوله : راجعتك ، أو بالوطء بنية الرجعة .
    ثانيا :
    الطلاق في حال الحيض محرم ، ولا يجوز للزوج أن يفعله ، فإن عصى الله تعالى وأقدم عليه ، فقد اختلف العلماء في وقوعه ، والراجح أنه لا يقع ، وينظر : جواب السؤال رقم 72417.
    ثالثا :
    لا يجوز للمرأة أن تسأل زوجها الطلاق إلا لعذر يبيح ذلك ؛ لما روى أبو داود (2226) والترمذي (1187) وابن ماجه (2055) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة ) صححه الألباني في صحيح أبي داود .
    والبأس : هو الشدة والسبب الملجئ للطلاق .
    والنصيحة لك عدم التعجل في طلب الطلاق ، ومحاولة التفاهم من زوجك ، وإنهاء هذه المشاكل في جو من الهدوء والمودة والرحمة .
    نسأل الله تعالى أن يجمع بينكم في خير .
    والله أعلم .
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:13 pm

    حكم وضع العسل داخل الرحم للتداوي؟
    السؤال : لدي مرض أجاركم الله في الرحم وعجز الطب في الشفاء ، وتوصلت إلي حل عبر الإنترنت ، هو استخدام العسل السدر يوضع داخل الرحم عبر أنبوب ، إلى مدة شهر أو أقل (علماً بأنه مجرب من قبل كاتبة الرسالة في الموقع وأدت إلى النتيجة) . سؤالي : هل هو جائز وضع العسل في الرحم للشفاء ؟
    الجواب :
    Cool
    أولاً : العسل من الأطعمة التي جعل الله فيها شفاءً للناس من كثير من الأمراض ، وامتن الله بذلك على عباده فقال : (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .
    والتداوي بالعسل لا يقتصر على طريقة دون أخرى ، بل يستعمل بأي طريقة تُثبت الأبحاث أو التجارب نفعه بها ، وسواء كان ذلك عن طريق الأكل ، أو الشرب ، أو الدهن بأن يُطلَى به موضع المرض .
    قال ابن القيم : " هو غذاء مع الأغذية ، ودواء مع الأدوية ، وشراب مع الأشربة ، وحلو مع الحلوى ، وطلاء مع الأطلية ... فما خلق لنا شيء في معناه أفضل منه ، ولا مثله ، ولا قريباً منه ، ولم يكن معول القدماء إلا عليه " . انتهى "زاد المعاد" (4/30) .
    وقال السيوطي : " أخرج حميد بن زنجويه عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان لا يشكو قرحة ، ولا شيئاً إلا جعل عليه عسلاً ، حتى الدُّمَّل إذا كان به طلاه عسلاً .
    فقلنا له : تداوي الدُّمَّل بالعسل ؟
    فقال : أليس يقول الله : (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ) ". انتهى من "الدر المنثور" (5 / 145) .
    ثانياً : إذا ثبت أن استعمال العسل داخل الرحم يفيد في علاج بعض الأمراض ، فلا حرج من استعماله ، وليس في ذلك امتهان له ؛ لأنه من باب التداوي ، وليس في النصوص الشرعية ما يمنع من ذلك .
    قال الشيخ ابن باز : " ولا مانع من التداوي بالبيض والحنطة وغيرهما من الأطعمة ; لأن الشيء المباح الذي فيه منفعة لا مانع من التداوي به ; لقوله صلى الله عليه وسلم : ( عباد الله ، تداووا ، ولا تداووا بحرام ) ". انتهى" مجموع فتاوى ابن باز" (10/177) .
    ومن المعلوم أن استعمال العسل في الرحم لا يعرضه للنجاسة ؛ لأن الرحم ليس محلا للنجاسة ، وقد سبق في جواب السؤال بيان أن الإفرازات التي تخرج من رحم المرأة طاهرة .
    والله أعلم .
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:14 pm

    كيف تعلم الكفيفة أنها قد طهرت من الحيض ؟
    السؤال : كيف تعلم الكفيفة أنها قد طهرت من الحيض ؟


    الجواب :
    Cool

    الطهر من الحيض يعرف بإحدى علامتين :
    الأولى : نزول القصة البيضاء ، وهي ماء أبيض تعرفه النساء .
    الثانية : حصول الجفاف التام ، بحيث لو وضعت في المحل قطنة ونحوها ، خرجت نظيفة ليس عليها أثر من دم أو صفرة .
    والمرأة الكفيفة تعاونها أمها أو أختها فتنظر في القطن أو الخرقة ، فإن رأت القصة البيضاء أو رأتها نظيفة أعلمتها بأنها طاهرة .

    وقد روى مالك في الموطأ (130) عن أم علقمة أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ النِّسَاءُ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ بِالدِّرَجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ مِنْ دَمِ الْحَيْضَةِ يَسْأَلْنَهَا عَنْ الصَّلَاةِ فَتَقُولُ لَهُنَّ : لَا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ . تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنْ الْحَيْضَةِ .

    والدُّرْجة : هو وعاء صغير تضع المرأة فيه طيبها ومتاعها .وينظر : النهاية لابن الأثير (2/ 246) .

    والكرسف : القطن .

    وإذا كان هذا تفعله المبصرات ، فالكفيفة من باب أولى .

    والله أعلم .
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:15 pm

    حكم أخذ المال من غير سؤال ولا تطلع إليه
    السؤال : هل يجوز لي قبول ما يأتيني من المال من غير سؤال ، سواء كان بمناسبة أو من غير مناسبة أم أن الواجب ترك قبوله ؟




    الجواب :
    Cool

    من أعطي شيئاً من غير مسألة ولا تطلع إليه جاز له قبوله ؛ لما رواه البخاري (1473) ومسلم (1045) (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعْطِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْعَطَاءَ فَيَقُولُ لَهُ عُمَرُ : أَعْطِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ ، أَوْ تَصَدَّقْ بِهِ ، وَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ ، وَلَا سَائِلٍ فَخُذْهُ ، وَمَا لَا فَلَا تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ) قَالَ سَالِمٌ فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا ، وَلَا يَرُدُّ شَيْئًا أُعْطِيَهُ) .

    قال النووي رحمه الله : "والمشرف إلى الشيء هو المتطلع إليه الحريص عليه" انتهى من شرح مسلم.

    قال النووي رحمه الله : " إذا عُرض عليه مال من حلال على وجه يجوز أخذه ولم يكن مِنْهُ مسألة ولا تطلع إليه جاز أخذه بلا كراهة ، ولا يجب . وقال بعض أهل الظاهر : يجب ; لحديث سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر رضي الله عنه...فذكره .

    دليلنا حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : (سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي , ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي , ثُمَّ قَالَ : يَا حَكِيمُ , إنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ , وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ وَكَانَ كَاَلَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ , وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى . قَالَ حَكِيمُ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَاَلَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا . فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدْعُوَ حَكِيمًا لِيُعْطِيَهُ الْعَطَاءَ فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا . ثُمَّ إنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهُ , فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ , أُشْهِدُكُمْ عَلَى حَكِيمٍ أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ الَّذِي قَسَمَ اللَّهُ لَهُ فِي هَذَا الْفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ . فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ .

    وقوله : " يَرْزَأُ " : - مَعْنَاهُ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا..., وَمَوْضِعُ الدَّلَالَةِ مِنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَقَرَّهُ عَلَى هَذَا . وَكَذَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَسَائِرُ الصَّحَابَةِ الْحَاضِرِينَ رضي الله عنهم , وَحَدِيثُ عُمَرَ مَحْمُولٌ عَلَى النَّدْبِ وَالْإِبَاحَةِ " انتهى من "شرح المهذب"(6/234) .

    وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : أرسل إلي أحد أقاربي مبلغا كبيرا من المال بمناسبة زواجي ، يقصد به مساعدتي . هل أقبله أم أن العفاف أولى والاكتفاء بما أملك؟

    فأجابوا :

    "لا بأس بقبوله دون استشراف نفس ، ويكافأ عليه إذا تيسر ذلك بما يناسب ، أو يُدعى له ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : (من صنع إليكم معروفا فكافئوه ، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له ، حتى تروا أنكم قد كافأتموه) رواه أبو داود والنسائي" انتهى .

    "فتاوى اللجنة الدائمة" (16/176) .

    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح "رياض الصالحين" (1/275) :

    كان ابن عمر رضي الله عنهما لا يسأل أحداً شيئاً ، وإذا جاءه شيء من غير سؤال قبله ، وهذا غاية ما يكون من الأدب ألا تذل نفسك بالسؤال ، ولا تستشرف للمال وتعلق قلبك به .

    فالذي ينبغي أن من أعطاك بغير مسألة تقبل منه إلا إذا كان الإنسان يخشى ممن أعطاه أن يَمُنَّ به عليه في المستقبل فيقول : أنا أعطيتك أنا فعلت معك كذا وكذا وما أشبه ذلك فهنا يرده ؛ فليحم نفسه من هذا.." انتهى .

    وأما سؤال الناس من غير ضرورة ، فهو محرم لا يجوز .

    قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" : اتفق العلماء على النهي عن السؤال من غير ضرورة ، قال : واختلف أصحابنا في سؤال القادر على الكسب على وجهين : أصحهما التحريم لظاهر الأحاديث ، والثاني يجوز مع الكراهة ، بشروط ثلاثة : أن لا يلح ، ولا يذل نفسه زيادة على ذل نفس السؤال ، ولا يؤذي المسئول ، فإن فقد شرط من ذلك حرم
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:16 pm

    حكم النظر إلى المجلات الفاسدة وما فيها من صور للرد عليها
    السؤال : أريد أن أستفسر عن شاب يعمل في جريدة دينية فيها من نشر القيم ، والدين الصحيح في اتباع السلف ، وقد يخصصون بعض المقالات لكشف رذائل بعض المجلات العلمانية والجرائد ، وذلك تحذيرا للمسلمين كي لا ينجروا وراءها . وكذا دفاعا عن الدين ، حتى لا تجد مثل هذه المجلات العلمانية راحتها وحريتها في الإفساد ، لذا يضطر الشباب العاملون في الجريدة الدينية لشراء تلك الجرائد العلمانية . وقد كتبت بعض المقالات في بعض الأعداد عن صور نساء عاريات وممثلات غربيات نشرت صورهن في المجلات العلمانية ، يعني هم حتى يكشفوا أخطار العلمانية سيرون تلك الصورة الخادشة للحياء ، وصور الممثلات والراقصات الغربيات العاريات . فهل هذا يجوز لهم بذاك الدافع المذكور سابقا وليس بنية سيئة؟ أو ليس عليهم غض البصر مهما كان؟ ألا يمكن مثلا أن تشتري إحدى النساء من أقاربهم تلك المجلات وتغطي صور العاريات ، وبإمكان المحررين في الجريدة الدينية أن يكشفوا خرائب العلمانيين ويحاربوهم دون رؤيتهم لتلك الصور . أريد جوابا مفصلا وصريحا ، وما هو الحل الأمثل أعليهم ترك ذلك؟


    الجواب :

    Cool

    العمل في جريدة دينية على النحو الذي ذكرت عمل صالح نافع ؛ لما فيه من دلالة المسلمين على الخير ، وتحذيرهم من الشر ، وتصحيح المفاهيم ، ونشر القيم ، وتثبيت الإيمان ، ولا حرج على من يشتغل بالرد على المجلات العلمانية أن ينظر فيها ، ويقف على شرورها ليحذّر منها ، ويقتصر على القدر اللازم في ذلك دون تساهل أو استرسال ، وإن أمكنه أن يكتفي بشهادة امرأة ثقة تعمل في هذا المجال اكتفى بذلك لحصول المقصود ، والأصل أنه يُرتكب أهون الشرين لدفع أعلاهما ، مع أن المرأة - أيضا - لا يحل لها أن تنظر لصور النساء العاريات الساقطات ، لكن نظر الجنس إلى الجنس أخف ، ولهذا لا يدع الموظف المكلف بهذا العمل إحدى قريباته تنظر إلى هذه الصور ، ولا يُدخل عليها شيئا من هذا الشر .

    والضابط في هذا الباب : أنه يباح ارتكاب مفسدة النظر لدفع مفسدة أعظم ، ويقتصر في ذلك على ما يحقق الغرض ، مع الحذر من اتباع خطوات الشيطان ، والرضا بالمنكر والاستمتاع به ، ومن قواعد الشريعة : "الضرر يزال" ، و "الضرر لا يزال بالضرر" .

    ولا ينبغي أن يعمل في هذا المجال إلا من قوي دينه ، ولم يخش الفتنة على نفسه .

    وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : هل تجوز مراقبة المجلات الفاسدة .. وأشرطة الفيديو لكشف زيفها وبطلانها والتحذير منها ؟
    فأجاب : "نعم .. يجب أن يعتني بالأشرطة الفاسدة .. والأفلام التي يخشى منها ، وتجميع ما يخشى منه سواء في التلفاز أم في المجلات أم في الإذاعة والصحافة ، والفيديو ، وغير ذلك .
    يجب أن يكون هناك من يشرف على هذه الأشياء ليمنع الشر ويسمح بالخير ولو بأجرة ، وأجرته حلال إذا كان المقصود أن يعرف الخير فيأذن فيه ، ومن فعله بأجر دنيوي مع الاحتساب فله أجر [يعني في الآخرة] وأجرة جميعاً" انتهى .

    وسئل أيضا : قد يضطر رجل الإعلام المسلم لحضور بعض الحفلات أو المسرحيات فيجلس رغم وجود الموسيقى ورغم المشاهد المؤذية ، وذلك حتى يبين ضررها على المجتمع فهل يأثم في ذلك؟
    فأجاب : "إذا كان المقصود المصلحة العامة وليس التمتع ، وأنه قصد من حضوره أن يحذر من الشر، فدخل في هذه المعمعة أو في هذا المجتمع الذي فيه ما يذم ليعرف شره ويبين عيوبه بقصد صالح فلا بأس، أما إن دخله لقصد التمتع أو الشر فلا . قال الله تعالى : (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) الأنعام/68 ، وقال صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها بالخمر) فجعل الله الذين يجلسون مع الخائضين ولم ينكروا عليهم مثلهم" انتهى نقلا عن "فتاوى إسلامية" (4/ 368).

    ومن التساهل الممنوع : تناقل هذه المجلات الهابطة بين يدي الموظفين ، وترك الصور دون طمس ؛ إذ الواجب طمس هذه الصور أو سترها بلاصق ونحوه بعد اطلاع من يحتاج الاطلاع عليها ، حتى لا ينظر إليها من لا يسوغ له النظر .

    والنصيحة لمن تجشم هذا الأمر أن يتقي الله تعالى ، وأن يحذر خائنة الأعين ، فإن الله تعالى لا تخفى عليه خافية (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) غافر/19 .

    وعلى من عوفي من هذا ألا يسيء الظن بإخوانه ، وأن يحمل أمرهم على أحسن المحامل ؛ فمن تكلم على الصور العارية في مجلةٍ ما لا يلزم أن يكون قد نظر ودقق النظر ، فربما اعتمد على خبر غيره ، أو اكتفى بقراءة المقال بعد طمس ما فيه من صور ، إلى غير ذلك من التصرف الحسن الذي يليق بصاحب الدين والخلق .

    ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى .

    والله أعلم .
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:16 pm

    تجهيز الميت الفقير من الزكاة
    السؤال : هناك بعض المؤسسات الخيرية تقوم بشراء الأكفان من المال الخاص بالزكاة ، فمن كان فقيراً ليس عنده مال لشراء الكفن ومؤن التجهيز...تقوم الجمعية بأمور دفنه من مال الزكاة فهل يشرع ذلك ؟
    الجواب :
    Cool
    أن الميت إذا كان له مال ، فنفقات تجهيزه تكون من ماله ، وإذا لم يكن له مال وجب تكفينه على من تلزمه نفقته ( كأبيه وابنه والزوج ) , فإن لم يكن وجبت من بيت المال , فإن لم يكن وجب ذلك على عامة المسلمين .
    وعليه فلا يجوز صرف زكاة الأموال في تجهيز الموتى ولو كانوا فقراء .
    قال "البهوتي" رحمه الله في "كشاف القناع" (2/271) : "أهل الزكاة ... ثمانية أصناف , لا يجوز صرفها إلى غيرهم ، كبناء المساجد..., وتكفين الموتى , ووقف المصاحف وغير ذلك من جهات الخير..." انتهى .
    وقال ابن قدامة رحمه الله : "ولا يجوز صرفها إلى غيرهم من بناء مساجد أو إصلاح طريق أو كفن ميت ؛ لأن الله تعالي خصهم بها بقوله : (إنما) وهي للحصر تثبت المذكور وتنفي ما عداه " انتهى من "الكافي" .
    وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "وهذا صحيح ، هذا استدلال جيد ، ولا حجة لمن قال إن قوله : (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ) يشمل كل أعمال الخير ، لأن "سبيل الله" هو الطريق الموصل إليه ، نقول : هذا خطأ ، أولاً : لأن الله ذكرها في باطن أشياء معينة ، يعني لو كانت في الآخر لقلنا : تعميم بعد تخصيص ، أو في الأول لقلنا : تخصيص بعد تعميم ، أما أن يذكرها في جوف المستحقين ويقول : "وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ" ، فهذا يدل على أن المراد "وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ" شيء خاص ، وهو الجهاد في سبيل الله ، وأيضاً لو قلنا : "وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ"عام لكل خير لكان ذكر الحصر لغواً لا فائدة منه فالصواب ما ذكره المؤلف رحمه الله" انتهى من "شرح الكافي" .
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:17 pm

    هل تطلب الطلاق من زوجها الذي تزوجها من أجل الحصول على الإقامة؟
    السؤال : أخت مسلمة تقول : تزوجت منذ سنة تقريبا ومعاملة زوجي معي ليست جيدة أبدا ، وأعلم أنه تزوجني ليحصل على الإقامة والمشكلة أنني حامل منه وأنا في مصيبة كبيرة ، زوجي لا يعتبر وجودي أبدا ، يعتبرني قبيحة ، وأرى أنه لا يريد تكوين أسرة كما أمر الله ، وكلما يسافر إلى أهله في بلده لا يأخذني معه ، وأنا كلمته عن هذه المشكلة لكنه لا يلقي بالا ، فهل يجوز لي طلب الطلاق؟


    الجواب :
    Cool

    ينبغي السعي للإصلاح بين هذين الزوجين بتذكير كل منهما بما عليه من الحق والواجب ، كما قال تعالى : (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) النساء/114 ، وقال سبحانه : (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) النساء/35 .

    فهذا مقدم على التفكير في الطلاق ، فقد تكون أسباب الخلاف واهية ، أو يمكن علاجها ، وقد يفيء الرجل إلى رشده ، ويعلم قدر أهله ، ويحرص على أسرته ، وقد تكون الزوجة مبالغة في تصورها وتقييمها لحال زوجها معها .

    وكون الزوج تزوجها من أجل الحصول على الإقامة لا يعني أنه لا يحبها أو لا يرغب فيها أو لا يحرص عليها ، وكذلك عدم أخذها معه إلى أهله قد يكون لسبب من الأسباب .

    ولهذا فالأولى بالزوجين هو المصارحة والوقوف على أسباب الخلاف والنفور ، والسعي لعلاجها .

    فإذا لم تنفع الوسائل المذكورة ، وتضررت المرأة ببقائها مع زوجها ، جاز لها طلب الطلاق .

    وقد روى أبو داود (2226) والترمذي (1187) وابن ماجه (2055) عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة) والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود .


    وهذا الحديث يدل على تحريم سؤال الطلاق إلا عند وجود البأس والضرر والمشقة ، كهجران الزوج ، أو اعتدائه على زوجته بالضرب أو الشتم ، أو الامتناع عن النفقة ونحو ذلك .

    والله أعلم .
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:21 pm

    رأى حادثاً هرب فاعله فهل تلزمه الشهادة وإخبار صاحب الحق
    السؤال : ما الواجب على المسلم فعله عندما يرى شخصاً يقود سيارة واصطدم بسيارة أخرى متوقفة ثم ذهب؟ هل على المسلم أن ينتظر صاحب السيارة المصدومة ويعطيه رقم لوحة السيارة الصادمة؟ أم عليه أن يذهب ولا يتدخل فيما لا يعنيه؟




    الجواب :
    Cool

    من رأى مثل هذا الحادث وحده ، تعينت عليه الشهادة ؛ لأن في سكوته تضييعا لحق أخيه ، فينتظر صاحب السيارة ليخبره ، فإن شق عليه الانتظار كتب ما شاهد ووضعه في سيارته ، أو كتب رقم هاتفه ونحو ذلك ليتمكن صاحب السيارة من الاتصال به ومعرفة الجاني . وإن وقع الحادث أمام جماعة من الناس كانت الشهادة في حقهم فرض كفاية فإن تركوها جميعا أثموا .

    جاء في "الموسوعة الفقهية" (26/217) : "تحمّل الشهادة وأداؤها فرض على الكفاية , لقوله تعالى : (وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا) . وقوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ) وقوله : (وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) . ولأن الشهادة أمانة فلزم أداؤها كسائر الأمانات . فإذا قام بها العدد الكافي سقط الإثم عن الجماعة , وإن امتنع الجميع أثموا كلهم . وإنما يأثم الممتنع إذا لم يتضرر بالشهادة , وكانت شهادته تنفع . فإذا تضرر في التحمل أو الأداء , أو كانت شهادته لا تنفع , بأن كان ممن لا تقبل شهادته , أو كان يحتاج إلى التبذل في التزكية ونحوها , لم يلزمه ذلك , لقوله تعالى : (وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ) . وقوله صلى الله عليه وسلم : (لا ضرر ولا ضرار) . وإن كان ممن لا تقبل شهادته لم يجب عليه ; لأن مقصود الشهادة لا يحصل منه . وقد يكون تحملها وأداؤها أو أحدهما فرضا عينيا إذا لم يكن هناك غير ذلك العدد من الشهود الذي يحصل به الحكم , وخيف ضياع الحق" انتهى .

    وقال في "العناية شرح الهداية" (7/366) : "إذا علم الشاهد الشهادة ولم يعلم بها المدعي ويعلم الشاهد أنه إن لم يشهد يضيع حقه فإنه يجب عليه الشهادة" انتهى .

    وقال ابن فرحون رحمه الله : "فمن كانت عنده شهادة فلا يحل أن يكتمها , ويلزمه إذا دعي إليها أن يقوم بها , وأما إذا لم يدع إلى القيام بها فهذا ينقسم على وجهين :

    أحدهما : أن يكون حقا لله تعالى .

    والثاني : أن يكون حقا لآدمي .

    أما إن كان حقا لله عز وجل فإنه ينقسم إلى قسمين : قسم لا يستدام فيه التحريم , وقسم يستدام فيه التحريم . فأما ما لا يستدام فيه التحريم , كالزنا وشرب الخمر وما أشبه ذلك , فلا يضر الشاهد ترك إخباره بالشهادة ; لأن ذلك ستر ستره عليه , والأصل في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لهذال في قضية ماعز : (هلا سترته بردائك) وأشار ابن رشد إلى أن هذا في حق من يندر منه ذلك . أما من كثر ذلك منه , وعلم أنه مشتهر ولا ينفك عنه , فينبغي أن يشهد عليه , وأن يعلم الإمام بذلك ...

    وأما ما يستدام فيه التحريم كالعتق والطلاق , والخلع والرضاع , وCrying or Very sad عن القصاص , وتملك الأحباس [الأوقاف] , والمساجد والقناطر , وما أشبه ذلك , فيلزمه أن يخبر بشهادته , ويقوم بها عليه عند الحاكم ...

    وأما الضرب الآخر : وهو أن يكون حقا لآدمي , فيلزمه أن يخبر بشهادته صاحب الحق" انتهى من "تبصرة الحكام" (1/246) .

    وشهادة الإنسان دون أن تطلب منه جاء فيها مدح وذم ، وذلك بحسب الحال .

    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ولكن لو أدى [الشهادة] بدون أن يدعى إليها، فهل هذا محمود أو هو مذموم؟
    اختلف العلماء في ذلك، فمنهم من قال : إنه مذموم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون) [رواه البخاري2651ومسلم 2533] ، وفي رواية : (يشهدون قبل أن يستشهدوا) [رواه مسلم 2534] ، فقالوا : إن هذا ذم لمن يشهد قبل أن يستشهد ؛ وعللوا ذلك ـ أيضا ـ بأن الإنسان الذي يبادر إلى الشهادة قبل أن يستشهد قد يتهم ، ويظن أن معه تحيزا للمشهود له ، أو للمشهود عليه ، وإلا فما الذي جعله يشهد قبل أن تطلب منه الشهادة؟!
    وقال بعض العلماء : بل الأفضل أن يشهد ، وإن لم يستشهد لقول النبي عليه الصلاة والسلام : (ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بالشهادة قبل أن يسألها) [رواه مسلم 1719 من حديث زيد بن خالد] ، وهذا يدل على فضيلة من شهد قبل أن يستشهد .
    والصحيح أن في ذلك تفصيلا : فإن كان المشهود له لا يعلم بالشهادة فإن الشاهد يؤديها وإن لم يسألها ، مثل أن يكون الشاهد قد استمع إلى إقرار المشهود عليه ، من غير أن يعلم به المشهود له ، فيكون قد أقر عنده في مجلس بأن فلانا يطلبني كذا وكذا ، أو بأن العين التي في يدي لفلان ، أو ما أشبه ذلك ، والمشهود له لم يعلم ، فهنا إذا علم الإنسان أن المسألة وصلت إلى المحكمة ، فالواجب عليه أن يشهد ويبلغ ؛ لئلا يفوت حق المشهود له ، أما إذا كان المشهود له عالما وذاكرا فإنه لا يشهد حتى تطلب منه الشهادة؛ لأنه إذا تعجل فقد يتهم في شدة محاباته للمشهود له ، أو معاداته للمشهود عليه ، وأما الحديث في ذم قوم يشهدون ولا يستشهدون ، فإنه لا يتعين أن يكون المراد به أداء الشهادة ، إذ يحتمل أن المعنى يشهدون دون أن يتحملوا الشهادة ، فيكون هذا وصفا لهم بشهادة الزور ، ولا شك أن شهادة الزور من أكبر الكبائر ، وهذا هو المتعين في قوله صلى الله عليه وسلم : «يشهدون ولا يستشهدون» ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم : «يشهدون قبل أن يستشهدوا» فيحمل على قوله صلى الله عليه وسلم : «يشهدون ولا يستشهدون» ، فالتفصيل الذي ذكرنا هو المتعين" انتهى من "الشرح الممتع" (15/394) .

    وهذا الوجه في الجمع بين الحديثين هو أحسن الأجوبة كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ، وهو الذي أجاب به الإمام مالك وغيره .

    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى اَلْجَمْعِ بَيْنَهُمَا فَأَجَابُوا بِأَجْوِبَة أَحَدُهَا : أَنَّ اَلْمُرَادَ بِحَدِيثِ زَيْد : مَنْ عِنْدَهُ شَهَادَة لِإِنْسَانٍ بِحَقٍّ لَا يَعْلَمُ بِهَا صَاحِبُهَا فَيَأْتِي إِلَيْهِ فَيُخْبِرُهُ بِهَا أَوْ يَمُوتُ صَاحِبُهَا اَلْعَالِمُ بِهَا وَيَخْلُفُ وَرَثَةً فَيَأْتِي اَلشَّاهِدُ إِلَيْهِمْ أَوْ إِلَى مَنْ يَتَحَدَّثُ عَنْهُمْ فَيُعْلِمُهُمْ بِذَلِكَ ، وَهَذَا أَحْسَنُ اَلْأَجْوِبَةِ ، وَبِهَذَا أَجَابَ يَحْيَى بْن سَعِيد شَيْخُ مَالِك ، وَمَالِكٌ وَغَيْرُهُمَا " انتهى من "فتح الباري .

    وسئل الشيخ ابن جبرين رحمه الله : ما حكم من يكتشف شخصاً على معصية ويستر عليه ويكتفي بنصحه رجاء صلاحه وهدايته ؟ وهل يأثم لأنه لم يدل عليه الجهات المختصة ؟

    فأجاب : "يجوز الستر عليه إذا لم يكن من أهل التهاون بالمعاصي ، ولم يعرف عنه كثرة اقتراف الذنوب وارتكاب المحرمات ، ففي هذه الحالة ينصحه ويخوفه ويحذره من العودة إليها .



    أما إن كان صاحب عادة وفسوق فلا تبرأ ذمته حتى يرفع أمره إلى من يعاقبه بما ينزجر به .



    أما إن كانت المعصية في حق لآدمي كأن يراه يسرق من بيت أو دكان أو رآه يزني بامرأة فلان فلا يجوز الستر عليه ، لما فيه من إهدار حق الآدمي ، وإفساد فراشه ، وخيانة المسلم . وكذا لو علم أنه القاتل أو الجارح لمسلم فلا يستر ويضيع حق مسلم ، بل يشهد عليه عند الجهات بأخذ الحقوق ، والله أعلم" انتهى من "فتاوى علماء البلد الحرام" ص (344) .

    والحاصل : أن من رأى ما تتعلق به الشهادة من حقوق العباد ، وعلم أنه لم يشهده غيره ، تعيّن عليه إخبار صاحب الحق ، وأداء الشهادة أمام المحكمة أيضا إن لزم الأمر ؛ لئلا يضيع الحق على صاحبه ، وذلك ما لم يخش ضررا محققا .

    والله أعلم .
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:22 pm

    كيف جمع الإمامان البخاري ومسلم الأحاديث ؟
    هل يمكن أن تشرحوا لي باختصار كيف جمع البخاري ومسلم الحديث ؟


    الجواب :
    Cool

    جمع الإمامان الجليلان محمد بن إسماعيل البخاري ، ومسلم بن الحجاج النيسابوري الأحاديث المروية في كتابيهما من مصدرين أساسيين :

    مصادر شفوية : تتمثل في أخذهما العلم عن شيوخهما ، وسماعهما الأحاديث من رواتها .

    مصادر مدونة ومكتوبة : وهي كتب الحديث المجموعة من قِبَل المحدِّثين الكبار السابقين لتاريخ تأليف الإمامين لصحيحيهما ، فقد ظهرت كتب حديث سميت بـ " المسانيد " في بدايات القرن الثاني الهجري ، كما ظهرت الكتب المرتبة على الأبواب الفقهية ، وهذه الكتب بدورها حوت الكتب والصحف الحديثية المكتوبة في القرن الأول الهجري ، ومن أشهر هذه الكتب : الجامع أو السنن لعبد الملك بن جريج (80-150هـ)، والسنن للأوزاعي (88-156هـ)، والجامع لسفيان الثوري (97-161هـ)، والموطأ لمالك بن أنس (93-179هـ) وغيرها كثير ، وقد شَكَّلَت هذه الكتب المادة الأولى لصحيحي البخاري ومسلم ، حيث سمعا هذه الكتب بالأسانيد الصحيحة إليها ، ثم ضمَّناها في كتابيهما .

    يقول د/فؤاد سزكين :

    " علماء الحديث لا يخفى عليهم محاولة المؤلف أنه استهدف تأليف جامع صحيح مختصر ، مستخرج من مصنفات الجيلين السابقين من المحدثين ، التي قد كثر عددها وكبرت أحجامها وتعذر على المهتمين الإحاطة بها والاستفادة منها ، ويبدو أن البخاري لم يفد من كتب الحديث فحسب ، بل إنه استخدم كثيرا من الكتب اللغوية والتاريخية والفقهية " انتهى.

    " تاريخ التراث العربي " (1/221)

    ولفؤاد سزكين كتاب خاص بعنوان " دراسات في مصادر البخاري " كتبه باللغة التركية ، وكتب مقدمته باللغة الانجليزية ، وكان في ترجمتها أن قال :

    " ما زال الاعتقاد سائدا أن البخاري – مثل باقي المؤلفين في الحديث – لم يكن من الممكن أن يستخدموا كتبا مدونة من قبل ، وأنه جمع صحيحه من مصادر شفوية ، جمعه من رواة الحديث الذين التقى بهم أثناء رحلاته في الأقاليم المختلفة للعالم الإسلامي ، وعلى العكس من هذا الاقتناع حقيقة أن هذا العالم نفسه كان له فضل اكتشاف المصادر المدونة الأولى للحديث ، وأنه مثل بعض سابقيه قد وصل عن طريق مصادره إلى معرفة أنه وجدت بعض الوثائق في الحديث من القرن الأول الهجري ، ومع هذا فقد أخطأ هذا الباحث في فكرة أن العلماء المسلمين زعموا أن الحديث كان يؤخذ كلية من المواد الشفوية ، والواقع أن المقارنة – بين صحيح البخاري وموطأ مالك – وحدها كافية للرد على الزعم بأن البخاري لم يكن من الممكن أن يستخدم كتبا مدونة " انتهى باختصار.

    نقلا عن هامش " تاريخ التراث العربي " (1/221-225) ، وينظر: (1/148-151) منه . ويقول الدكتور حاكم المطيري :

    " مرحلة ظهور الموسوعات الحديثية ، تبدأ تقريبا من النصف الثاني للقرن الثاني الهجري إلى آخر القرن الثاني (150-200هـ)، حيث ظهرت الموسوعات ، وكثرت كتب الحديث ، وتنوعت في موضوعها وترتيبها وأسلوبها وحجمها ، وهذه المرحلة هي التي حددها الذهبي بقوله : ( ثم كثر ذلك – أي تأليف الكتب – أيام الرشيد ، وكثرت التصانيف )، أي أن عصر هارون الرشيد (170-203هـ) هو عصر ازدهار وانتشار الكتب والمؤلفات في جميع العلوم الإسلامية والعربية في الحديث والتفسير والفقه والأصول والنحو والأدب .

    وقد اعتمد علماء الحديث في هذه المرحلة على الكتب والمؤلفات التي ظهرت في المرحلة الثالثة ، فقد ألف العلماء الموسوعات الحديثية الكبيرة التي تضم كثيرا من كتب تلك المرحلة ، فنجد أن ( المصنفات ) و ( المسانيد ) في المرحلة الرابعة أصبحت تشتمل على الأحاديث التي في كتب ابن جريج ومالك وحماد بن سلمة والأوزاعي والليث بن سعد وابن أبي عروبة ، وغيرهم من علماء المرحلة الثالثة ، وقد تضاعف عدد الروايات في هذه الموسوعات الحديثية إلى حد كبير ؛ لأن مؤلفيها قد سمعوا وقرؤوا تلك الكتب على عدد من الشيوخ الذين قرؤوها أو سمعوها من أصحابها ، فيضعون في موسوعاتهم جميع روايات هؤلاء الشيوخ ، فنجد – مثلا – أن أحمد بن حنبل قد قرأ أو سمع كتب حماد بن سلمة من تلاميد حماد بن سلمة ، كشيخه يزيد بن هارون وشيخه عفان بن مسلم وشيخه موسى بن إسماعيل..إلخ ، فجمع في ( المسند ) رواياتهم جميعا ، فصار الحديث الواحد في ( مصنف ) حماد بن سلمة ثلاثة أحاديث أو أكثر في ( مسند ) أحمد بعدد الشيوخ الذين قرأ عليهم أحمد، أو سمع منهم هذا ( المصنف).

    وهكذا تنوعت الكتب والمؤلفات في المرحلة الرابعة ، وتفنن العلماء في التصنيف بعدها ، فهناك المسانيد التي جمعت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وحده مرتبة على أسماء الصحابة الذين رووها... وهناك أيضا الصحاح ، وهي التي اقتصرت على الأحاديث النبوية التي اتفق علماء الحديث على صحتها مرتبة على الأبواب الفقهية ، وأشهرها صحيح البخاري (ت256هـ)، ومسلم (ت261هـ) " انتهى.

    " تاريخ تدوين السنة وشبهات المستشرقين " (ص/99-103) .



    وهكذا نعلم أن الإمامين البخاري ومسلم إنما جمعا جهود من سبقهما ، وانتقيا منها الأحاديث التي هي في أعلى مراتب الصحيح ، وذلك من خلال الرواية بالأسانيد إلى أصحاب الكتب الكثيرة المؤلفة في المرحلة السابقة ، إلى جانب الرواية عن الشيوخ الذين أسندوا الأحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غير طرق الكتب السابقة .



    والله أعلم .
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 23/2/2010, 7:23 pm

    تفسير قوله تعالى في سورة المدثر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة
    ما تفسير الآيات رقم 30 و 31 من سورة المدثر ؟ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31)


    الجواب:

    Cool

    الآيات المقصودة بالسؤال يقول الله تعالى فيها : ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ . لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ . لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ. عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ . وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) المدثر/27-31.

    وهي من الآيات العظيمة التي تخبر عن خزنة جهنم التسعة عشر ، وكيف أن إخبار الله عز وجل عن عددهم كان فتنة : فآمن المؤمنون به وصدقوه ، وارتاب الذين في قلوبهم مرض .

    ونحن ننقل هنا كلام الحافظ ابن كثير ، ثم كلام العلامة السعدي رحمه الله في تفسير الآيات ، حيث وجدنا عبارتيهما سهلة واضحة ليس فيها غموض .

    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

    " وقوله : ( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ) أي : من مقدمي الزبانية ، عظيم خَلقُهم ، غليظ خُلُقُهم .

    ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ ) أي : خُزَّانها ، ( إِلا مَلائِكَةً ) أي : زبانية غلاظا شدادا .

    ( وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) أي : إنما ذكرنا عدتهم أنهم تسعةَ عشرَ اختبارًا منَّا للناس ، ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ) أي : يعلمون أن هذا الرسول حق ؛ فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء قبله .

    ( وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ) أي : إلى إيمانهم بما يشهدون من صدق إخبار نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم .

    ( وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) أي : من المنافقين ( وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا ) أي : يقولون : ما الحكمة في ذكر هذا هاهنا ؟ قال الله تعالى: ( كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) أي : من مثل هذا وأشباهه يتأكد الإيمان في قلوب أقوام ، ويتزلزل عند آخرين ، وله الحكمة البالغة ، والحجة الدامغة .

    وقوله : ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ ) أي : ما يعلم عددهم وكثرتهم إلا هو تعالى ، لئلا يتوهم متوهم أنهم تسعة عشر فقط ، كما قد قاله طائفة من أهل الضلالة والجهالة .

    وقوله : ( وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) قال مجاهد وغير واحد : ( وَمَا هِيَ ) أي : النار التي وصفت ، ( إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) " انتهى باختصار.

    " تفسير القرآن العظيم " (8/268-270)

    وقال العلامة السعدي رحمه الله :

    " ( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ) من الملائكة ، خزنة لها ، غلاظ شداد ، لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون .

    ( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً ) وذلك لشدتهم وقوتهم .

    ( وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا )

    يحتمل أن المراد : إلا لعذابهم وعقابهم في الآخرة ، ولزيادة نكالهم فيها ، والعذاب يسمى فتنة ، كما قال تعالى : ( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ) .

    ويحتمل أن المراد : أنا ما أخبرناكم بعدتهم إلا لنعلم مَن يُصَدِّق ومَن يُكذب ، ويدل على هذا ما ذكر بعده في قوله : ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا )، فإن أهل الكتاب إذا وافق ما عندهم وطابقه ازداد يقينهم بالحق ، والمؤمنون كلما أنزل الله آية فآمنوا بها وصدقوا ازداد إيمانهم .

    ( وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ) أي : ليزول عنهم الريب والشك .

    وهذه مقاصد جليلة ، يعتني بها أولو الألباب ، وهي السعي في اليقين ، وزيادة الإيمان في كل وقت ، وكل مسألة من مسائل الدين ، ودفع الشكوك والأوهام التي تعرض في مقابلة الحق ، فجعل ما أنزله الله على رسوله محصلا لهذه الفوائد الجليلة ، ومميزا للكاذبين من الصادقين ، ولهذا قال: ( وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) أي : شك وشبهة ونفاق .

    ( وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا ) وهذا على وجه الحيرة والشك ، والكفر منهم بآيات الله.

    وهذا وذاك من هداية الله لمن يهديه ، وإضلاله لمن يضل ، ولهذا قال : ( كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) فمن هداه الله جعل ما أنزله الله على رسوله رحمة في حقه ، وزيادة في إيمانه ودينه ، ومن أضله جعل ما أنزله على رسوله زيادة شقاء عليه وحيرة ، وظلمة في حقه .

    والواجب أن يتلقى ما أخبر الله به ورسوله بالتسليم ، فإنه لا ( يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ ) من الملائكة وغيرهم ، ( إلا هُوَ ) فإذا كنتم جاهلين بجنوده ، وأخبركم بها العليم الخبير ، فعليكم أن تصدقوا خبره ، من غير شك ولا ارتياب .

    ( وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ) أي : وما هذه الموعظة والتذكار مقصودا به العبث واللعب ، وإنما المقصود به أن يتذكر به البشر ما ينفعهم فيفعلونه ، وما يضرهم فيتركونه " انتهى.

    " تيسير الكريم الرحمن " (ص/896)

    والله أعلم .
    عبدالله الكومى
    عبدالله الكومى
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2604
    العمر : 32
    تاريخ التسجيل : 22/07/2009
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-53

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف عبدالله الكومى 23/2/2010, 7:25 pm

    Embarassed على المجهود الاكثر من الرائع جزاكم الله كل خير
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 24/2/2010, 8:52 am

    اخواني المسئولين عن قسم الفتاوى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لي عتاب عليكم أنا وضعت فتاوى في هذا القسم وشطبت لماذا فتوصيل العلم الى الناس غاية مرادنا وهدفنا رضاء الله عز وجل والكل يستفيد
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 24/2/2010, 3:01 pm

    الاحتفال بالمولد النبوي بدعة شيعية صوفية
    Cool، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
    فإن الثابت من الأدلة الشرعية أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولد يوم الاثنين، كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في صحيح مسلم، وقد اختلف فيما عدا ذلك في تاريخ مولده -صلى الله عليه وسلم- على وجه التحديد.
    يقول الدكتور أكرم ضياء العمري:
    "إن القرائن التاريخية المحتفة بالروايات التي تفيد أن مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- عام الفيل قوية، ويرى ابن القيم -رحمه الله- ويتابعه القسطلاني: أن مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في عام الفيل بعد حادثة الفيل؛ لأن قصة الفيل توطئة وإرهاص لظهوره، حيث دفع الله نصارى الحبشة عن الكعبة دون حول من العرب المشركين تعظيمًا لبيته".
    يقول: "وقد اختلف المؤرخون في تاريخ مولده وشهره، فذهب ابن إسحاق إلى أنه ولد لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، وذهب الواقدي إلى أنه ولد لعشر ليال خلت من شهر ربيع الأول، وذهب أبو معشر السندي إلى أنه ولد لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول، وابن إسحاق أوثق الثلاثة". (السيرة النبوية الصحيحة للعمري: ا/98 ط. العبيكان).
    ويقول المباركفوري في (الرحيق المختوم):
    "ولد سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول".
    وقال: "ويوافق ذلك العشرين أو اثنين وعشرين من شهر إبريل سنة 571م حسبما حققه العالم الكبير محمد سليمان المنصورفوري، والمحقق الفلكي محمود باشا".
    قال الألباني -رحمه الله- في صحيح السيرة النبوية (ص13):
    "وأما تاريخ يوم الولادة فقد ذكر فيه وفي شهره أقوال ذكرها ابن كثير في الأصل، وكلها معلقة بدون أسانيد يمكن النظر فيها ووزنها بميزان علم مصطلح الحديث، إلا قول من قال إنه في الثامن من ربيع الأول، فإنه رواه مالك وغيره بالسند الصحيح عن محمد بن جبير بن مطعم، وهو تابعي جليل، ولعله لذلك صحح هذا القول أصحاب التاريخ واعتمدوه، وقطع به الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي ورجحه أبو الخطاب بن دحية، والجمهور على أنه في الثاني عشر منه. والله أعلم".
    وهذا الاختلاف في تحديد يوم ميلاده -صلى الله عليه وسلم- يرجع إلى أنه لم يثبت في ذلك حديث صحيح، وما أورده المؤرخون في كتب السيرة فبدون أسانيد متصلة كعادة كـُتـَّاب السيرة، خاصة وأنه لا يرتبط بتحديد هذا اليوم عمل شرعي، ولا تتعلق به أحكام شرعية، وعلى هذا جرى الحال طوال القرون الخيرية، في عهد الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، كما هو معلوم، لا ينكر ذلك أحد.
    قال الحافظ السخاوي في فتاويه:
    "عمل المولد الشريف لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد".اهـ. نقلا عن: (سبل الهدى والرشاد للصالحي (1/439) ط. وزارة الأوقاف المصرية).
    يقول الشيخ على محفوظ في كتابه (الإبداع في مضار الابتداع) في بدع الموالد وأول من أحدثها:
    "قيل: أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع -أي الهجري-، فابتدعوا ستة موالد: المولد النبوي، ومولد الإمام علي -رضي الله عنه-، ومولد السيدة فاطمة الزهراء -رضي الله عنها-، ومولد الحسن والحسين -رضي الله عنهما-، ومولد الخليفة الحاضر -أي الخليفة الفاطمي الذي يحكم الدولة-، وبقيت هذه الموالد على رسومها إلى أن أبطلها الأفضل ابن أمير الجيوش، ثم أعيدت في خلافة الآمر بأحكام الله في سنة أربع وعشرين وخمسمائة بعدما كاد الناس ينسونها".اهـ.
    فعلى هذا أول من أحدث ما يسمى بالمولد النبوي هم بنو عبيد الذين اشتهروا بالفاطميين.
    وقد قرَّر هذا جماعة من المتأخرين منهم:
    ـ العلامة الشيخ على محفوظ في كتابه: (الإبداع في مضار الإبتداع)، والعلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي في كتابه: (أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام)، والشيخ إسماعيل الأنصاري في كتابه: (القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل)، والشيخ ابن منيع في (رده على المالكي)، وانظر بقية من قال به من أهل العلم لما نقله الشيخ مشهور حسن سلمان -حفظه الله- في تعليقه أثناء تحقيقه لكتاب: (الباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة) ص (96).
    الأيام التي كان يحتفل بها الفاطميون:
    يقول المقريزي في كتابه الخطط (1/490 وما بعدها):
    ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعيادًا ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم.
    قال: "وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم؛ وهي مواسم رأس السنة، ومواسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومولد علي بن أبي طالب، ومولد الحسن والحسين، ومولد فاطمة الزهراء، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وموسم ليلة رمضان، وغرة رمضان، وسماط رمضان، وليلة الختم، وموسم عيد الفطر، وموسم عيد النحر، وعيد الغدير، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، وموسم فتح الخليج، ويوم النوروز، ويوم الغطاس، ويوم الميلاد، وخميس العدس، وأيام الركوبات".اهـ.
    وقال المقريزي في إتعاظ الحنفاء (2/48)، سنة (394):
    "وفي ربيع الأول ألزم الناس بوقود القناديل بالليل في سائر الشوارع والأزقة بمصر".
    وقال في موضع آخر (3/99)، سنة (517):
    "وجرى الرسم في عمل المولد الكريم النبوي في ربيع الأول على العادة". وانظر (3/105).
    ووصف المقريزي هيئة هذه الاحتفالات التي تقام للمولد النبوي خاصة وما يحدث فيها من الولائم ونحوها. انظر الخطط (1/432-433)، صبح الأعشى للقلقشندي (3/498-499).
    فالمولد النبوي سـُنة فاطمية ابتدعها الفاطميون من غلاة الشيعة ليستميلوا بها عوام المصريين في فترة حكمهم لمصر. وقد ادعى الفاطميون أنهم من آل البيت، وغالوا في آل البيت ليخدعوا العوام، فلينظر من يحتفل بالمولد النبوي بمن يقتدي؟
    ماذا قال أهل العلم عن الدولة الفاطمية العبيدية التي أحدثت هذا الأمر (المولد النبوي)؟
    قال الإمام أبو شامة المؤرخ المحدث صاحب كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ص (200-202) عن الفاطميين العبيديين:
    "أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد، وقهروا العباد، وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحًا، بل المعروف أنهم (بنو عبيد)، وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي، وقيل: كان والد عبيد هذا يهوديًّا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادًا.
    وعبيد هذا كان اسمه (سعيدًا) فلما دخل المغرب تسمى بـ (عبيد الله)، وزعم أنه علوي فاطمي، وادعى نسبًا ليس بصحيح، لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب العلوية، بل ذكر جماعة من العلماء بالنسب خلافه، ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى بـ(المهدي)، وبنى المهدية بالمغرب ونسبت إليه، وكان زنديقًا خبيثًا عدوًّا للإسلام متظاهرًا بالتشيع متسترًا به حريصًا على إزالة الملة الإسلامية، قتل من الفقهاء والمحدثين جماعة كثيرة، وكان قصده إعدامهم من الوجود لتبقى العالم كالبهائم؛ فيتمكن من إفساد عقائدهم وضلالتهم، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
    ونشأت ذريته على ذلك منطوين يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسروه، والدعاة لهم منبثون في البلاد يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد، وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين (299) إلى سنة سبع وستين وخمسمائة (567).
    وفي أيامهم كثرت الرافضة واستحكم أمرهم ووضعت المكوس على الناس، واقتدى بهم غيرهم، وأفسدت عقائد طوائف من أهل الجبال الساكنين بثغور الشام؛ كالنصيرية، والدرزية، والحشيشية نوع منهم, وتمكن رعاتهم منهم لضعف عقولهم وجهلهم ما لم يتمكنوا من غيرهم, وأخذت الفرنج أكثر البلاد بالشام والجزيرة إلى أن منَّ الله على المسلمين بظهور البيت الأتابكي وتقدمه مثل: (صلاح الدين), فاستردوا البلاد، وأزالوا هذه الدولة عن أرقاب العباد.
    وكانوا أربعة عشر مستخلفًا، يدَّعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي، حتى اشتهر لهم ذلك بين العوام فصاروا يقولون: (الدولة الفاطمية) و(الدولة العلوية)، وإنما هي (الدولة المجوسية أو اليهودية الباطنية الملحدة).
    ومن قباحتهم أنهم كانوا يأمرون الخطباء بذلك (أي أنهم علويون فاطميون) على المنابر، ويكتبونه على جدران المساجد وغيرها، وخطب عبدهم جوهر الذي أخذ لهم الديار المصرية وبنى لهم القاهرة (المعزية) بنفسه خطبة قال فيها: (اللهم صلِّ على عبدك ووليك ثمرة النبوة وسليل العترة الهادية المهدية معد أبي تميم الإمام المعز لدين الله أمير المؤمنين كما صليت على آبائه الطاهرين وسلفه المنتخبين الأئمة الراشدين)، كذب عدوّ الله اللعين، فلا خير فيه ولا في سلفه أجمعين ولا في ذريته الباقين، والعترة النبوية الطاهرة منهم بمعزل -رحمة الله عليهم وعلى أمثالهم من الصدر الأول-.
    والملقب بالمهدي -لعنه الله- كان يتخذ الجهال ويسلطهم على أهل الفضل، وكان يرسل إلى الفقهاء والعلماء فيذبحون في فرشهم، وأرسل إلى الروم وسلطهم على المسلمين، وأكثر من الجور واستصفاء الأموال، وقتل الرجال، وكان له دعاة يضلون الناس على قدر طبقاتهم فيقولون لبعضهم: (هو المهدي ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحجة الله على خلقه)، ويقولون لآخرين: (هو رسول الله وحجة الله)، ويقولون لآخرين: (هو الله الخالق الرازق)، لا اله إلا الله وحده لا شريك له، تبارك سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.
    ولما هلك قام ابنه المسمى بالقائم مقامه، وزاد شره على شر أبيه أضعافًا مضاعفة، وجاهر بشتم الأنبياء، فكان ينادى في أسواق المهدية وغيرها: (العنوا عائشة وبعلها العنوا الغار وما حوى) اللهم صلِّ على نبيك وأصحابه وأزواجه الطاهرين، والعن هؤلاء الكفرة الفجرة الملحدين، وارحم من أزالهم وكان سبب قلعهم، ومن جرى على يديه تفريق جمعهم، وأصلهم سعيرًا، ولقهم ثبورًا، وأسكنهم النار جمعًا، واجعلهم ممن قلت فيهم: (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)(الكهف:104).
    ولو وفق ملوك الإسلام لصرفوا أعنة الخيل إلى مصر لغزو الباطنية الملاعين؛ فإنهم من شر أعداء دين الإسلام، وقد خرجت من حدّ المنافقين إلى حد المجاهرين لما ظهر في ممالك الإسلام من كفرها وفسادها، وتعيَّن على الكافة فرض جهادها، وضرر هؤلاء أشدّ على الإسلام وأهله من ضرر الكفار إذا لم يقم بجهادها أحد إلى هذه الغاية مع العلم بعظيم ضررها وفسادها في الأرض". انتهى كلام أبي شامة -رحمه الله-.
    ويزيد الأمر نكارة وسوءًا ما دأب عليه المحتفلون بالمولد النبوي مما ورثوه عن الشيعة والصوفية من أمور ربطوها ببدعتهم.
    فمن ذلك:
    إنفاق الأموال على هذا الاحتفال المبتدع، فتقام السرادقات الكبيرة، وتوقد الأنوار الكثيرة، وتقدم أنواع من الحلوى والمأكولات والمشروبات على جموع الناس، ويتنافس الأغنياء في ذلك، مما لا يخلو من رياء وسمعة.
    ويجتمع المحتفلون ومعهم آلات الغناء، وتقام حلقات الذكر الجماعي المحرف، فيعم الضجيج والصياح والغناء، لساعات وساعات، فينشغلون بها عن واجبات للدين ومسنوناته! والعجب كل العجب من تهافتهم على هذه الأعمال المخالفة للشرع، وتكاسلهم عن واجبات الدين وسننه!!
    ومن بدعهم:
    الطواف بالشوارع في مراكب مـُزيـَّنة، مغنين ومنشدين وراقصين، في جموع لا تخلو من اختلاط، تنتهي بالجميع إلى قبور الصالحين، أو مساجد بنيت على أضرحة، أو أماكن أعدت لهذه الاحتفالية، فتلقى الكلمات، وتنشد الأشعار، وتتلى المدائح النبوية التي لا تخلو من غلو في النبي -صلى الله عليه وسلم- يصل إلى الشرك -والعياذ بالله تعالى-، خاصة بردة البوصيري، ومن أبياتها:
    فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
    وفيها يقول:
    يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به سواك في الحادث العمم
    ويقول آخر:
    مولاي مولاي فرِّج كل معضلة عني فقد أثـقلت ظهري الخـطيات
    واعـطف عـليَّ وخـذ يا سيدي بيدي إذا دهتني الملمات المهمات
    ومن بدعهم المنكرة في احتفالهم بالمولد النبوي:
    زعمهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يحضر معهم احتفالياتهم بالروح، أو بالروح والجسد، فتجدهم يقومون في مجالسهم محيين، ومرحبين به -صلى الله عليه وسلم-!!
    يقول الشيخ ابن باز -رحمه الله-:
    "وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل؛ فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج من قبره إلى يوم القيامة، ولا يتصل بأحد من الناس، ولا يحضر اجتماعاتهم، بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة، وروحه في أعلى عليين عند ربه في دار الكرامة".
    نابليون المستعمر الفرنسي يحيي المولد ويدعمه:
    واسمع إلى ما يحدثنا به المؤرخ المصري الجبرتي في كتابيه عجائب الآثار (2/201-249) ومظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس ص (47) حيث ذكر أن المستعمرين الفرنسيين عندما احتلوا مصر بقيادة نابليون بونابرت انكمش الصوفية وأصحاب الموالد فقام نابليون وأمرهم بإحيائها ودعمها.
    قال في مظهر التقديس:
    "وفيها -(أي سنة 1213هـ في ربيع الأول)- سأل صاري العسكر عن المولد النبوي، ولماذا لم يعملوه كعادتهم؟! فاعتذر الشيخ البكري بتوقف الأحوال وتعطل الأمور وعدم المصروف، فلم يقبل وقال: (لابد من ذلك)، وأعطى الشيخ البكري ثلاثمائة ريال فرانسة يستعين بها، فعلقوا حبالا وقناديل، واجتمع الفرنسيس يوم المولد ولعبوا ودقوا طبولهم، وأحرقوا حراقة في الليل وسواريخ تصعد في الهواء ونفوطًا".
    ولعل سائلا يسأل: ما هدفهم من تأييد ودعم مثل هذه البدع وهذه الموالد؟!
    ندع الجواب للمؤرخ الجبرتي المعاصر لهم حيث يقول في تاريخ عجائب الآثار (2/306):
    "ورخص الفرنساوية ذلك للناس لما رأوا فيه من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات، والتلاهي وفعل المحرمات".
    ونقول في إجمال:
    إنّ اتخاذ المولد النبوي عيدًا شرعيًا، أو التقرب إلى الله -تعالى- بالاحتفال به لا يجوز شرعًا، وهو ابتداع في الدين لم يـُعرف في عهده -صلى الله عليه وسلم- وعهد السلف الصالح، فما لم يكن في زمنه -صلى الله عليه وسلم- من الدين فلا يكون اليوم من الدين -كما قال مالك رحمه الله-، والإنكار على من ينكر الاحتفال به دليل الجهل العظيم بهديه -صلى الله عليه وسلم-، والخروج عن هدي خلفائه الراشدين -رضي الله عنهم-.
    يقول الأستاذ محمد عبد السلام الشقيري عن شهر ربيع الأول وبدعة المولد فيه:
    "ففي هذا الشهر ولد -صلى الله عليه وسلم-، وفيه توفي، فلماذا يفرحون بميلاده ولا يحزنون لوفاته؟ فاتخاذ مولده موسمًا والاحتفال به بدعة منكرة ضلالة، لم يرد بها شرع ولا عقل، ولو كان في هذا خير فكيف يغفل عنه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة والتابعين وتابعيهم، والأئمة وأتباعهم؟! لا شك أنه ما أحدثه إلا المتصوفون الأكالون البطالون، وأصحاب البدع، وتبع الناس بعضهم بعضًا فيه إلا من عصمه الله ووفقه لفهم حقائق الدين".
    يقول الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى-:
    "والرسول -صلى الله عليه وسلم- قد بلـَّغ البلاغ المبين ولم يترك طريقًا يوصل إلى الجنة ويباعد من النار إلا بينه للأمة، كما ثبت في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِىٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ) رواه مسلم.
    ويقول: "فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله -سبحانه- لبينه الرسول -صلى الله عليه وسلم- للأمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه -رضي الله عنهم-. فلمّا لم يقع شيء من ذلك عـُلم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول -صلى الله عليه وسلم- منها أمته".اهـ.
    وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) متفق عليه، أي: مردود على صاحبه. وقال -صلى الله عليه وسلم-: (فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ) رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني.
    وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 24/2/2010, 3:04 pm

    إعطاء برامج لشخص يستخدمها في الحرام
    السؤال:

    رجل صاحب استديو للتصوير يطلب مني بعض برامج المونتاج على جهاز الكمبيوتر فأبحث على الإنترنت وأعطيه له، هل على إثم لو أعطيته طلبه من هذه البرامج مع العلم أنه قد يستخدمها في شرائط الأفراح؟

    الجواب:

    Cool والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

    إذا علمت أنه يستخدمها في المحرم لم يجز لك إعانته.
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 24/2/2010, 3:05 pm

    حقوق الطبع لشركات برامج الكمبيوتر
    السؤال:

    سؤالي عن برامج الكمبيوتر التي لا يستغنى عنها أي أحد، ولكن لكي أحصل عليها لابد أن أدفع مال، مثل مثلاً برنامج الويندوز الذي لا يستغنى عنه تقريباً من يمتلك حاسب آلي، فثمنه مثلاً 500جنيهاً، فما الحكم إن استطعت أن أحصل على أي من هذه البرامج بدون مال عن طريق عمل ما يسمى ( بالكراك(؟

    الجواب:

    Cool، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

    حقوق النسخ للمسلمين والكفار المعاهدين محفوظة لا يجوز التعدي عليهم، وأما غيرهم فالمسلم له أن ينتفع بالعلم حيث كان.
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 25/2/2010, 2:55 pm

    اخواني الكرام


    بالنسبة لحكم قيادة المرآة للشيخ بن باز رحمه الله


    الشيخ يفتي في السعودية على المرأة السعودية في هذا الشأن لأن المجتمع السعودي ليس كالمجتمع المصري فالمرأة تقود السيارة في مصر منذ سنوات تزيد على خمسين سنة أما في السعودية لايوجد امرأة واحدة رأيتها وأنا في السعودية تقود السيارة ولو فرضاً قادت امرأة السيارة لجرى ورائها الشباب وانقلبت السيارة ولذلك العلماء في السعودية حرموا القيادة


    أما في مصر فأنا لا أعرف محتاجين فتوى في هذا الأمر من علمائنا الأجلاء وEmbarassedً

    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 25/2/2010, 2:58 pm

    المزمار الذهبي

    كتبه/ عصام حسنين

    Cool، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

    ففي صباح أحد الأيام دخل عليَّ زميلي صائحًا: "الحق يا شيخ.. بيلحنوا القرآن"! وأخبرني أن قناة "الفجر" الفضائية تجري مسابقة بعنوان: "المزمار الذهبي"، حيث يُطلب من المتسابق أن يقرأ جزءًا من القرآن بأحد المقامات الموسيقية!

    وعندما عُدت إلى بيتي ووجدت فراغًا من وقت بحثت على شبكة الإنترنت عن هذه المسابقة فوجدت ما هالني -"وحقـًا ليس الخبر كالمعاينة"-!

    فإني أسمع عن القراءة بالمقامات؛ ولم أدرِ أن الأمر بهذه الفظاعة، ولو رآهم الإمام الشافعي -رحمه الله- وهو من قال في رواية: "لا أكره القراءة بالألحان" -إذا لم يختل شيء من الحرف عن مخرجه-؛ تحسينـًا لصوته، وإثارة للخشية، وإقبالاً للنفوس؛ لقال: حُكمي فيهم أن يضربوا بالجريد والنعال؛ صيانة للقرآن!

    رأيتُ أناسًا يغنون القرآن غناءً بألحان الموسيقى، وممتحن يقول لمتسابق: "ترنيمة في غير موضعها! قل لنا مقطعًا من القرآن يطابق ما أقول لك"!

    "قل من هنا: جواب الجواب".

    "صوتك جميل، لكن متعني كما يقول أهل الفن: وشوشني واطربني"!!

    ولما شرع المتسابق في القراءة، جعل يشير إليه بأصابعه ويديه، أي: في الطلوع والنزول!

    وقال ممتحن آخر: "لقد أتى بالصبا، ولم يأتِ بالعجم"، ثم يقرأه بصوته ويطلب من المتسابق أن يُحاكيه.

    - وبهذه المقامات خرج المتسابق في بعض الأحيان عن قواعد التجويد، وزاد أو أنقص في الحروف، ويدل على ذلك توقيف الشيخ المسئول عن تقدير التجويد، يقول لأحد المتسابقين: "أنت لم تأتِ بالقلقلة في الموضع الفلاني".

    ومتسابق آخر وقف يُضحك الحضور، ويحكي أنه كان يؤم الناس وقرأ الفاتحة بـ"نهاوند" فإذا بمصلٍّ وراءه يحاكي القراءة بالنغمة الموسيقية، فنقلتُ إلى مقام آخر، فإذا به يلحنه أيضًا -وإنا لله وإنا إليه راجعون-!!

    - ثم صُدمتُ وحزنت كثيرًا عندما وجدت بين المتسابقين ابن شيخ مشهور له مكانته ومكانه وسط أبناء الصحوة؛ فقلت: لعل... ولعل... وضعت الأعذار، لكن سرعان ما طاشت هذه الأعذار برؤيتي لحلقة مسجلة لقناة الفجر عن ابن الشيخ المشهور الفائز في المسابقة.

    يقول الابن: "أبي هو الذي حببني في تقليد الأصوات والقراءة بالمقامات"!

    ويقول الشيخ: "أود أن أحيي قناة الفجر تحية خاصة على اهتمامها البالغ بالقرآن، وقراء القرآن بهذه الصورة الملفتة الجميلة! ولطالما تابعت هذه المسابقة، وسعدتُ سعادة غامرة بهذه الأصوات التي كنا نجهلها"!

    إذن هو تشجيع للابن على ذلك، ومتابعة للمسابقة، وسعادة غامرة، وتحية خاصة -فالله المستعان-!!

    ويقول -محتجًا على ذلك بأدلة في غير موضعها-: "التغني بالقرآن سنة، ولا حرج على أولادنا أن يزينوا القرآن بأصواتهم"، وذكر أحاديث التغني بالقرآن، وتزيين القرآن بأصواتنا كما سنذكرها -إن شاء الله تعالى-.

    وهنا نقول: هذه زلة من الشيخ -حفظه الله- ينبغي أن يتقيها، وأن يرجع عنها(1)، ونقول لإخواننا ما قاله الصحابي الجليل معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: "وأحذركم زيغة الحكيم -أي: انحرافه عن الحق- أي: لا تتبعوه عليه- فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق... اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات -أي: بالبطلان- التي يقال لها: ما هذه؟ ولا يشينك ذلك عنه؛ فإنه لعله أن يراجع، وتلَق الحق إذا سمعته؛ فإن على الحق نورًا" انظر عون المعبود 6/237.

    ثم رأيتُ ما أثلج صدري، وهو تبرؤ الشيخ "المعصراوي" -حفظه الله- من هذه المسابقة، وذكر -جزاه الله خيرًا- أنه لم يعلم أن المسابقة بهذه الصورة، وأنه حضر ربع ساعة ثم انسحب عندما رأى هذه الإساءة لكتاب الله -تعالى-.

    وبإنكار الشيخ -أيده الله- هذه المسابقة خرجت قناة الرحمة بعد أن أذاعت احتفالاً بهؤلاء المتسابقين تعتذر باعتذارات تحتاج إلى اعتذارات (إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (البقرة:160).

    وخوفـًا من انصراف الشباب إلى تعلم هذه المقامات الموسيقية كما أخبر أحد علماء المغرب -في اتصال- ببرنامج شهد تبرؤ الشيخ المعصراوي من هذه المسابقة: إن فئة من الشباب عندهم انصرفوا إلى تعلم هذه المقامات الموسيقية بعد أن كان الشباب مقبلاً على حفظ القرآن والقراءات، بعد هذه المسابقة!!

    ونظرًا إلى التقصير الشديد من الدعاة -الآن- في غرس أصل الاتباع في نفوس الناس -خاصة الشباب-، وصارت الحجة -عند الأكثر- أقوال وأفعال العلماء والدعاة؛ أحببت أن أبين نقاطًا مهمة تتعلق بمسألة القراءة بالألحان "المقامات الموسيقية" نصحًا لكتاب الله -تعالى- ولإخواننا؛ امتثالاً لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ) (رواه مسلم).

    أولاً: أنزل الله -تعالى- كتابه الكريم؛ ليكون منهج حياة لعباده المؤمنين، قال الله -تعالى-: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2)، وقال -سبحانه وتعالى-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا) (الإسراء:82)، وقال -عز وجل-: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس:58).

    ثانيًا: أمرنا الله -تعالى- عند تلاوته بالخشوع والتدبر والخضوع، وهو المقصود الذي تنشرح به الصدور، وتستنير به القلوب، قال الله -تعالى-: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) (ص:29)، وقال -سبحانه-: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر:23).

    قال الإمام محمد بن الحسين الآجرِّي -رحمه الله-: "ألا ترون -رحمكم الله- إلى مولاكم الكريم كيف يحثّ خلقه على أن يتدبروا كلامه، ومن تدبر كلامه عرف الرب -عز وجل-، وعرف عظيم سلطانه وقدرته، وعرف عظيم تفضله على المؤمنين، وعرف ما عليه من فرض عبادته فألزم نفسه الواجب؛ فحذر مما حذره مولاه الكريم، ورغب فيما رغبه فيه، ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن وعند استماعه من غيره كان القرآن له شفاء؛ فاستغنى بلا مال، وعز بلا عشيرة، وأنِس بما يستوحش منه غيره، وكان همه عند التلاوة للسورة إذا افتتحها متى أتعظ بما أتلو؟ ولم يكن مراده متى أختم السورة؟ وإنما مراده متى أعقل عن الله الخطاب؟ متى أزدجر؟ متى أعتبر؟ لأن تلاوته للقرآن عبادة، والعبادة لا تكون بغفلة!

    قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "لا تنثروه نثر الدَّقـَل، ولا تَهذُّوه هذَّ الشعر -أي السرعة في قراءته-، قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، ولا يكن همُّ أحدكم آخر السورة"، وعن عطاء -رحمه الله- قال: "إنما القرآن عبر" اهـ بتصرف من "أخلاق حملة القرآن" ص25-26.

    ثالثـًا: يستحب عند تلاوة القرآن البكاء، والتباكي لمن لا يقدر على البكاء؛ فإن البكاء عند القراءة صفة العارفين، وشعار عباد الله الصالحين؛ قال الله -تعالى-: (وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) (الإسراء:109)، وقال -تعالى- عن الذين آمنوا من نصارى الحبشة: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83)، تأمل: يبكون ويزيدهم خشوعًا.. لا طربًا وهزًا للرأس!

    وطريقة تحصيل البكاء: أن يتأمل ما يقرؤه من التهديد والوعيد، والوثائق بالعهود، ثم يفكر في تقصيره فيها، فإن لم يحضره حزن وبكاء فليبكِ على فقد ذلك فإنه من المصائب" بتصرف من مختصر التبيان للنووي -رحمه الله- ص53.

    ويستحب أن يرتل قراءته؛ فقد اتفق العلماء على استحباب ذلك؛ لقول الله -تعالى-: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا) (المزمل:4)، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "بيِّنه بيانـًا".

    وثبَتَ في الأحاديث الصحيحة أن قراءته -صلى الله عليه وسلم- كانت مرتلة مفسرة، وكذا كانت قراءة السلف.

    قال العلماء: والترتيل مستحب للتدبر، ولكونه أقرب على الإجلال والتوقير، وأشد تأثيرًا في القلب، ولهذا يُستحب الترتيل للأعجمي الذي لا يفهم؛ قال الله -تعالى-: (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ) (الإسراء:106)، قال مجاهد: "على تؤدة" اهـ بتصرف من مختصر التبيان ص53، وأخلاق حملة القرآن ص54.

    ويستحب تحسين الصوت بالقراءة بالاتفاق؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ) (رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ) (رواه البخاري).

    وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) (متفق عليه)، قال وكيع وابن عيينة: "يستغني به".

    وقال الشافعي: "يتحزن ويترنم به"، وعن شعبة قال: "نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث"، قال أبو عبيد: "وإنما كره أيوب -فيما نرى- أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الألحان المبتدعة؛ فلهذا نهاه أن يحدث به" اهـ(2) من فضائل القرآن له نقله عنه ابن كثير.

    قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: "والمراد من تحسين الصوت بالقرآن: تطريبه وتحزينه، والتخشع به كما في حديث أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَو رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ)؟ قلت: "لو علمتُ أنك تستمع لحبرته لك تحبيرًا"، رواه بقي بن مخلد، وزاد مسلم: (لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ)(3)، والغرض أن أبا موسى -رضي الله عنه- قال: "لو علمتُ أنك تستمع لحبرته لك تحبيرًا"؛ فدل على جواز تعاطي ذلك وتكلفه" اهـ من فضائل القرآن ص90.

    وقد بيَّن لنا -صلى الله عليه وسلم- مَنْ أحسَنَ الناس صوتًا بالقرآن؛ فقال: (إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ الَّذِي إِذَا سَمِعْتُمُوهُ يَقْرَأُ حَسِبْتُمُوهُ يَخْشَى اللَّهَ) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

    وقال طاوس: "أحسن الناس صوتـًا بالقرآن أخشاهم لله" فضائل القرآن ص90.

    وقال ابن القيم -رحمه الله-:

    "التطريب والتغني على وجهين:

    أحدهما: ما اقتضته الطبيعة وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم، بل إذا خُلي وطبعه واسترسلت طبيعته جاءت بذلك التطريب والتلحين؛ فذلك جائز وإن أعان طبيعته بفضل تزيين وتحسين كما قال أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرًا"، والحزين ومن هاجه الطرب والحب والشوق لا يملك من نفسه دفع التحزين والتطريب في القراءة، ولكن النفوس تقبله وتستحليه لموافقته الطبع وعدم التكلف والتصنع فيه؛ فهو مطبوع لا متطبع، وكلف لا متكلف، فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه، وهو التغني الممدوح المحمود، وهو الذي يتأثر به التالي والسامع، وعلى هذا الوجه تحمل أدلة أرباب هذا القول كلها.

    الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعة من الصنائع وليس في الطبع السماحة به، بل لا يحصل إلا بتكلف وتصنع وتمرن كما يتعلم أصوات الغناء بأنواع الألحان البسيطة والمركبة على إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة لا تحصل إلا بالتعلم والتكلف؛ فهذه هي التي كرهها السلف وعابوها وذموها، ومنعوا القراءة بها وأنكروا على من قرأ بها، وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه، وبهذا التفصيل يزول الاشتباه، ويتبين الصواب من غيره... " من زاد المعاد 1/137.

    يا صاحب الصوت الحسن -يقول لك الآجري -رحمه الله-: "ينبغي لمن رزقه الله حسن الصوت بالقرآن أن يعلم أن الله قد خصه بخير عظيم؛ فليعرف قدر ما خصه الله به، وليقرأ لله لا للمخلوقين، وليحذر من الميل إلى أن يُستمع منه؛ ليحظى به عند السامعين رغبة في الدنيا، والميل إلى حسن الثناء والجاه عند أبناء الدنيا، والصلاة بالملوك دون الصلاة بعوام الناس.

    فمن مالت نفسه إلى ما نهيته عنه خِفت عليه أن يكون حسن صوته فتنة عليه، وإنما ينفعه حسن صوته إذا خشي الله -عز وجل- في السر والعلانية، وكان مراده أن يُستمع منه القرآن؛ لينتبه أهل الغفلة عن غفلتهم، فيرغبوا فيما رغبهم الله -عز وجل- وينتهوا عما نهاهم، فمن كانت هذه صفته انتفع بحسن صوته، وانتفع به الناس" اهـ من أخلاق حملة القرآن ص94-95.

    وينبغي لك أن تعلم قدر نعمة الله عليك، وما جعله الله عندك، وأن تكون من الشاكرين لها، العاملين بها، فلقد أعطاك الله القرآن، فصِرت من أهل الله وخاصته؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ). قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: (هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ) (رواه النسائي وابن ماجه، وصححه الألباني).

    وهذا الشرف يكون بالعمل بكتاب الله -تعالى-؛ فقد جاء رجل إلى أبي الدرداء -رضي الله عنه- فقال: "إن ابني جمع القرآن"، فقال: "اللهم غفرًا، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع".

    وقال عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-: "من جمع القرآن فقد حمل أمرًا عظيمًا، لقد أُدرجت النبوة بين كتفيه غير أنه لا يوحى إليه، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يَحِد -يغضب- مع من يَحِد، ولا يجهل مع من يجهل؛ لأن القرآن في جوفه".

    وقال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع مَنْ يلهو" أخلاق حملة القرآن ص59.

    رابعًا: وينبغي لك ألا تلتفت إلى المقامات الموسيقية، وأن تحذرها، وتـُحذِّر منها، لتحذير العلماء منها، وقبل بيان ذلك أذكر لك تأريخًا للقراءة بالألحان ذكره "الرافعي" -رحمه الله- في كتابه "إعجاز القرآن ص 57 تحت عنوان: "قراءة التلحين":

    "ومما ابتدع في القراءة والأداء هذا التلحين الذي بقي إلى اليوم يتناقله المفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم، ويقرأون به على ما يُشبه الإقناع -وهو الغناء التقي-... ومن أنواعه عندهم في أقسام النغم "الترعيد" وهو أن يُرعد القارئ صوته، قالوا: كأنه يرعد من البرد أو الألم... "والترقيص" وهو أن يروم السكوت.. ثم ينقر مع الحركة كأنه في عَدْو أو هرولة؛ و"التطريب" وهو: أن يترنم بالقرآن ويتنغم به، فيمد في غير مواضع المدّ، ويزيد في المد إن أصاب موضعه، "والتحزين" وهو أن يأتي بالقراءة على وجه حزين يكاد يبكي مع خشوع وخضوع، ثم "الترديد" وهو ردّ الجماعة على القارئ في ختام قراءته بلحن واحد على وجه من تلك الوجوه.

    وإنما كانت القراءة تحقيقـًا أو حدرًا أو تدبرًا(4)، فلما كانت المائة الثانية كان أول من قرأ بالتلحين والتطنين "عبيد الله بن بكرة"، وكانت قراءته حزنـًا، ليست على شيء من ألحان الغناء والحداء، فورث ذلك عنه حفيده عبد الله بن عبيد الله، فهو الذي يقال له: "قرارة بن عمر"، وأخذها عنه الإباضي، ثم أخذ سعيد بن العلاف وأخوه عن الإباضي، وصار سعيد رأس هذه القراءة في زمنه، وعرفت به؛ لأنه اتصل بالرشيد فأعجب بقراءته وكان يحظيه، ويعطيه حتى عرف بين الناس بقارئ أمير المؤمنين(5).

    وكان القراء بعده: كالهيثم وأبان وابن أعين، وغيرهم ممن يقرأون في المجالس أو المساجد يدخلون في القراءة من ألحان الغناء والحداء والرهبانية، فمنهم من كان يدس الشيء من ذلك دسًا خفيفـًا، ومنهم من يجهر به حتى يسلخه.

    حتى كان "الترمذي محمد بن سعيد" في المائة الثالثة، وكان الخلفاء والأمراء يومئذ قد أولعوا بالغناء، وافتنـُّوا فيه فقرأ محمد هذا على الأغاني المولدة والمحدثة، سلخها في القراءة بأعيانها...

    ولم يكن يُعرف من مثل هذا شيء لعهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا لعهد أصحابه وتابعيهم إلا ما رواه الترمذي في "الشمائل" واختلفوا في تفسيره فقد روى بإسناده عن عبد الله بن مغفل قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- على ناقة يوم الفتح وهو يقرأ: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا . لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) (الفتح:1-2)، قال: فقرأ ورجَّع، وفسره ابن معقل بقوله: آآآ بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثلاث مرات.

    ولا خلاف بينهم في أن هذا الترجيع لم يكن ترجيع غناء(6)، وكان في الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم- من يُحكم القراءة على أحسن وجوهها، ويؤديها بأفصح مخرج وأسراه، فكأنما يُسمع منه القرآن غضًا طريًا؛ لفصاحته وعذوبة منطقه وانتظام نبراته، وهو لحن اللغة نفسها في طبيعتها لا لحن القراءة في الصناعة... "اهـ المقصود بتصرف.

    قال ابن القيم -رحمه الله-: "كان له -صلى الله عليه وسلم- حزب يقرؤه ولا يخل به، وكانت قراءته ترتيلاً لا هذَّا ولا عجلة، بل قراءة مفسرة حرفـًا حرفًا. وكان يقطع قراءته آية آية، وكان يمد عند حروف المد؛ فيمد الرحمن، ويمد الرحيم... وكان يحب أن يسمع القرآن من غيره، وأمر عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- فقرأ عليه وهو يسمع.

    وخشع -صلى الله عليه وسلم- لسماع القرآن منه حتى ذرفت عيناه. وكان يقرأ القرآن قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا ومتوضئًا ومحدثـًا... "، إلى أن قال: "وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعًا أنهم برآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة، وأنهم أتقى لله من أن يقرءوا بها ويسوغوها، ويعلم قطعًا أنهم كانوا يقرءون بالتحزين والتطريب، ويحسنون أصواتهم بالقرآن، ويقرءونه بشجى تارة وبطرب تارة، وبشوق تارة، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به، وقال: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ)، وفيه وجهان أحدهما: أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله، والثاني: أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته -صلى الله عليه وسلم-" اهـ من زاد المعاد 1/134 وما بعدها.

    ولما حدثت هذه الألحان أنكرها الصحابة -رضي الله عنهم- قال الدارمي -رحمه الله- في سننه: "باب كراهية الألحان في القرآن"، وذكر بسنده عن أيوب قال: حدثني آل سالم بن عبد الله قال: "قدم سلمة البيذق المدينة فقام يصلي بهم، فقيل لسالم: لو جئت فسمعت قراءته؟ فلما كان بباب المسجد سمع قراءته رجع، فقال: "غناءٌ.. غناء" رقم: 3495، وذكر بسنده عن الأعمش قال: "قرأ رجل عند أنس بلحن من هذه الألحان فكره ذلك أنس" رقم: 3502.

    وختم سننه بأثر عن ابن سيرين قال: "كانوا يرون هذه الألحان في القرآن محدثة" رقم: 3503، وقال محقق السنن: صحيح موقوف. وإنما فعلوا ذلك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حذرهم منها.

    قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: "والغرض أن المطلوب شرعًا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والانقياد للطاعة فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي، فالقرآن يُنزه عن هذا ويجل، ويعظم أن يسلك في أدائه هذا المذهب!

    وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك كما قال الإمام العلم أبو عبيد القاسم بن سلام -رحمه الله-، وذكر بسنده عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم" قال ابن الجوزي: "لا يصح".

    وعن عابس الغفاري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه ذكر أمورًا تخوفها على أمته، منها: (وَنَشْئاً يَتَّخِذُونَ الْقُرْآنَ مَزَامِيرَ يُقَدِّمُونَهُ يُغَنِّيهِمْ وَإِنْ كَانَ أَقَلَّ مِنْهُمْ فِقْهاً) (رواه أحمد والطبراني، وصححه الألباني)(7).

    وهذا يدل على أنه محذور كبير، وهي قراءة القرآن بالألحان التي يُسلك بها مذاهب الغناء، وقد نص الأئمة -رحمهم الله- على النهي عنه، فأما إن خرج به إلى التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرفـًا أو ينقص حرفـًا، فقد اتفق العلماء على تحريمه، والله أعلم" اهـ باختصار من فضائل القرآن.

    ونقل هذا الإجماع أيضًا النووي -رحمه الله-، وقال الماوردي والآجري: "يأثم القارئ والمستمع"؛ قال النووي: "ومن هذا النوع ما يقرؤه بعض الجهلة على الجنائز وفي محافل الوعاظ وغيرها، وهي بدعة محرمة ظاهرة نسأل الله الكريم تعجيل زوالها بخير" اهـ من مختصر التبيان ص64.

    وأما إذا خلا عن هذا المحذور فقد اختلف الأئمة:

    فالجمهور على الكراهة؛ لخروجها عما جاء القرآن له من الخشوع والتفهم.

    وقال مالك وأحمد: بدعة، ونقل ابن حجر عن الإمام مالك: التحريم.

    وأباحها أبو حنيفة وجماعة من السلف؛ لأنها سبب للرقة وإثارة الخشية، وإقبال النفوس على استماعه.

    وعن الشافعي قولان: قول بالكراهة، حملها أصحابه على الخروج إلى حد التمطيط، وقول بالإباحة إذا لم يكن فيها ذلك انظر شرح مسلم للنووي 6/80، وفتح الباري 8/690.

    والراجح -إن شاء الله-: المنع؛ لما ذكرنا من الأدلة والآثار عن السلف، وأنه محدث، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَ****نَا ، فَهْوَ رَدٌّ) (رواه مسلم)، أي: مردود على صاحبه. فيجب أن يُرد.

    وبذلك أفتى العلماء المعاصرون الذين يُعتبر قولهم؛ لقدمهم الراسخة في العمل والعلم؛ فقد سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن: قارئ يقرأ القرآن بواسطة مقامات هي أشبه بالمقامات الغنائية، بل هي مأخوذة منها؟

    فقال: "لا يجوز للمؤمن أن يقرأ القرآن بألحان الغناء وطريقة المغنيين، بل يجب أن يقرأه كما قرأه سلفنا الصالح من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأتباعهم بإحسان فيقرأه مرتلاً متحزنـًا متخشعًا؛ حتى يؤثر في القلوب التي تسمعه وحتى يتأثر هو بذلك، أما أن يقرأه على صفة المغنيين، وعلى طريقتهم فهذا لا يجوز" اهـ.

    وقال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-: "التلحين في القراءة تلحين الغناء والشعر، مسقط للعدالة، ومن أسباب رد الشهادة قضاءً، وكان أول حدوث هذه البدعة في القرن الرابع الهجري على أيدي الموالي" اهـ من بدع القراء.

    وسئل شيخنا الدكتور ياسر برهامي -حفظه الله- سؤالاً عن تعلم المقامات بدون استخدام موسيقى إنما عن طريق تدريب الأصوات؟

    فقال: "لا ينبغي أن يتشبه قارئ القرآن بألحان الأعاجم وطريقتهم في الأداء، ويكفي أنه يصرف ذهن القارئ إلى مثل هذا الأمر ليضبط صوته به؛ فتضيع هيبة التلاوة وغاية التدبر" اهـ راجع موقع صوت السلف.

    هذا والله -تعالى- أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وCool رب العالمين.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) ثم تبرَّأ الشيخ بعد ذلك من القراءة بالمقامات، وقال أن أقوال أهل العلم دائرة بين التحريم والكراهة، وكذا أخبر أنه اتصل بمدير قناة الفجر وناصحه في ذلك، فجزاه الله خيرًا.


    (2) قلتُ: هذا هو الفقه ووظيفة الفقيه والداعي أن يقرِّب الناس من ربهم -تعالى-، وأن يحذرهم معصية الله، ولا يذكر حديثًا كمثل هذه الأحاديث عند قوم كهؤلاء الذين ذكرنا حالهم في هذه المسابقة يترخصون به على ما يفعلون من هذا الغناء، والذي هو قطعًا غير مراد من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- كما بينا وسنبين -إن شاء الله-؛ فما أفقه أيوب -رحمه الله-.

    قال ابن حجر -رحمه الله- في ضابط كراهة التحديث ببعض الحديث دون بعض: "وضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي البدعة، وظاهره في الأصل غير مراد، فالإمساك عنه عند من يُخشى عليه الأخذ بظاهره مطلوب" الفتح 1/298.

    (3) قال النووي -رحمه الله-: "قال العلماء: المراد بالمزمار هنا: الصوت الحسن، وأصل الزمر: الغناء"، وآل داود: هو داود نفسه، وكان -عليه السلام- حسن الصوت جدًا" اهـ شرح مسلم.

    (4) التحقيق: إعطاء كل حرف حقه على مقتضى ما قرره العلماء مع ترتيل وتؤدة، والحدر: إدراج القراءة وسرعتها مع مراعاة شروط الأداء الصحيحة، والتدبر: التوسط بين التحقيق والحدر (الرافعي).

    (5) نرجح أن هذا كان أول تأريخ اتخاذ الأمراء وأهل السعة للقراء في بيوتهم كما هي سنتهم إلى اليوم (الرافعي).

    قلت: ذكر الشيخ بكر أبو زيد أنه ظهر في القرن الرابع على يد الموالي.

    (6) الترجيع هو: ترديد الصوت، وفسِّر بأنه كان بسبب حركة الدابة التي كانت تحته -صلى الله عليه وسلم-، ومثل هذا يغتفر فيه الترجيع، قاله ابن كثير في فضائل القرآن ص112، ومنهم من فسره بأنه فعله -صلى الله عليه وسلم- اختيارًا كابن القيم -رحمه الله-، وهو تغنٍّ بالقرآن بفضل تحسين بصوته -صلى الله عليه وسلم-. زاد المعاد 1/137.

    (7) قلتُ: كما يفعل بعض إخواننا؛ يقدمون الأحسن صوتـًا مع وجود الأفضل من قراءة وتقوى وهجرة وعلمًا مخالفين قوله -صلى الله عليه وسلم-: (يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَقْدَمُهُمْ قِرَاءَةً فَإِنْ كَانَتْ قِرَاءَتُهُمْ سَوَاءً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَكْبَرُهُمْ سِنًّ) (رواه مسلم).
    عبدالعزيز الحنفى
    عبدالعزيز الحنفى
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 1589
    العمر : 37
    تاريخ التسجيل : 18/07/2009
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-52

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف عبدالعزيز الحنفى 1/3/2010, 7:05 pm

    شروط رد المطلقة

    السلام عليكم أنا مطلقة من زوجي من 6 شهور لو عايز يردني دلوقتي لازم نكتب عقد جديد أرجو إفادتي؟

    يجيب على هذه الفتوى الدكتور عبدالله سمك: نعم، لا يجوز الرجعة إلا بعقد ومهر جديدين، مادامت العدة قد انتهت.
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 2/3/2010, 8:54 am

    التأدب في وصف النبي صلى الله عليه وسلم
    هل يقال للنبي صلى الله عليه وسلم إنه " بدوي " ؟


    Cool
    نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكرم الخلق ، وسيد البشر ، وأحب خلق الله إلى الله ، له المقام المحمود ، والحوض المورود ، اصطفاه الله من بين ولد آدم كلهم ، واختاره من خير العرب أعراقا وأنسابا وأحسابا ، مولدُه في أعظم حاضرةٍ من حواضر العرب يومها ، في مكة المكرمة ، خير بقاع الأرض ، وأحب أرض الله إلى الله ، سماها القرآن الكريم " أم القرى " لعظيم مكانتها في جزيرة العرب ، بل في الأرض كلها ، "
    قال الله عز وجل : ( وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ) الأنعام/92
    وقد أورثت هذه المكانة الجليلة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه من الإكبار والإجلال والتقدير ما يبلغ الغاية والكمال ، فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يرجع عن موقف الإمامة في الصلاة ليتقدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم ، ويقول : ( مَا كَانَ لِابْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) البخاري (684) ومسلم (421) .
    ويرفض أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن يعلو سقيفة تحتها رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه مسلم (2053) .
    وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول : ( وَمَا كُنْتُ أُطِيقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنَيَّ مِنْهُ إِجْلَالًا لَهُ ، وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَهُ مَا أَطَقْتُ ، لِأَنِّي لَمْ أَكُنْ أَمْلَأُ عَيْنَيَّ مِنْهُ ) رواه مسلم (121) .
    ولمَّا قام البراء بن عازب يَعُدُّ كما عد النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يجوز في الأضاحي قال : ( وَأَصَابِعِي أَقْصَرُ مِنْ أَصَابِعِهِ ، وَأَنَامِلِي أَقْصَرُ مِنْ أَنَامِلِهِ صلى الله عليه وسلم ) رواه أبو داود (2802) وصححه ابن دقيق العيد في "الاقتراح" (ص/121) والشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" .
    إلى غير ذلك من صُورِ الأدب العظيمة التي ضربها الصحابة رضوان الله عليهم للبشرية كلها في تكريمِ وإجلالِ أفضلِ الرسل وسيد البشر صلوات الله وسلامه عليه .
    أما وَصفُهُ صلى الله عليه وسلم بما لا يليق به ، أو لَمْزُهُ بسيء الألفاظ والمعاني ، أو حكايةُ ما فيه تنقيصٌ لقدره فهو من الكذب الفج القبيح ، والكفر الصريح ، لِما فيه من تزويرٍ للحقائق وتَعَدٍّ على خير الخلائق ، ولا يقع في ذلك إلا مَن لا يَعرف الأدبَ ولا الخلقَ ولا الإيمان .
    قال الله عز وجل : ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ ) التوبة/65-66.
    قال القاضي عياض رحمه الله في "الشفا" (2/214) :
    " اعلم - وفقنا الله وإياك - أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عابه ، أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه ، أو خصلة من خصاله ، أو عرَّض به ، أو شبَّهَه بشيء على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه والعيب له ، فهو سابٌّ له ، والحكم فيه حكم الساب ، يُقتل ...وكذلك مَن نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم ، أو عَبَثَ في جهته العزيزة بسخفٍ من الكلام ، وهُجر ومنكر من القول وزور ، أو عَيَّره بشيءٍ مما جرى من البلاء والمحنة عليه ، أو غَمَصَهُ ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه .
    وهذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هَلُمَّ جرًّا " انتهى .
    ولا شك أن إطلاق لفظ " البداوة " أو وصفه صلى الله عليه وسلم بـ " البدوي " هو من التنقص الصريح والعيب الواضح ، فإن البداوة وصفُ ذمٍّ وتنقيص ، يُقصَد به الوسمُ بالجهل والرعونة والجفاء ، وهو صلى الله عليه وسلم مُعَلَّمٌ من رب الأرض والسماء ، جاء وصفه في التوراة بأنه ( ليس بفظٍّ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ) ، كما وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم/4 ، فكيف يجرؤ كذاب أن يصفه صلى الله عليه وسلم بخلاف ذلك ؟! لا جرم أن في هذا مِن الجرأة والوقاحة ما يستحق عليها متعمدها العذاب والنكال في الدنيا والآخرة .
    قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) التوبة/61 .
    قال النووي في "شرح مسلم" (1/169) :
    " أهل البادية هم الأعراب ، ويغلب فيهم الجهل والجفاء ، ولهذا جاء فى الحديث : ( من بدا جفا ) والبادية والبدو بمعنًى : وهو ما عدا الحاضرة والعمران . والنسبة اليها بدوي " انتهى .
    وقد أفتى العلماء بكفر كلِّ وَصفٍ فيه إشعارٌ بتنقُّصِ قدرِ الرسول صلى الله عليه وسلم ولو لم يكن صريحا في ذلك ، حتى روى ابن وهب عن الإمام مالك رحمه الله :
    " مَن قال : إن رداء النبي صلى الله عليه وسلم وَسِخ - وأراد به عَيْبه - قُتل .
    وقال أحمد بن أبى سليمان ( من علماء المالكية ، توفي عام 291هـ) : من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أسود ، يُقتل .
    وأفتى فقهاء الأندلس بقتل " ابن حاتم " المُتَفَقِّه الطُّلَيطلي وصلبه ، بما شُهد عليه به من استخفافه بحق النبي صلى الله عليه وسلم ، وتسميته إياه أثناء مناظرته بـ " اليتيم " و " ختن حيدرة " ، وزعمه أن زهده لم يكن قصدا ، ولو قدر على الطيبات أَكَلَهَا . إلى أشباهٍ لهذا " انتهى .
    نقل جميع ما سبق القاضي عياض في "الشفا" (2/217-219) ، ثم قال :
    " وكذلك أقول حكم من غَمَصَه ، أو عَيَّره برعاية الغنم ، أو السهو ، أو النسيان ، أو السحر ، أو ما أصابه من جُرحٍ أو هزيمة لبعض جيوشه ، أو أذى من عدوه ، أو شدة من زمنه ، أو بالميل إلى نسائه ، فحُكمُ هذا كلِّه - لِمن قصد به نقصَه - القتل " انتهى .
    ونسبته صلى الله عليه وسلم إلى " البداوة " من الكذب الصريح ، لأنه عاش في مكة ، ثم هاجر منها إلى المدينة ، وهما أفضل مدينتين في الأرض كلها ، فكيف يكون بدوياً ؟!
    ولم يعرف صلى الله عليه وسلم البادية إلا في صغره حين استرضع في بادية بني سعد عند مرضعته حليمة السعدية . انظر "السيرة النبوية الصحيحة" د. أكرم العمري (1/103) .
    يقول الدكتور جواد علي في "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" (4/271) :
    " المجتمع العربي : بدو وحضر . أهل وبر وأهل مدر ، فأما أهل المدر ، فهم الحواضر وسكان القرى ، وكانوا يعيشون من الزرع والنخل والماشية والضرب في الأرض للتجارة . وأما أهل الوبر ، فهم قطان الصحارى ، يعيشون من ألبان الإبل ولحومها ، منتجعين منابت الكلأ ، مرتادين لمواقع القطَر ، فيخيمون هنالك ما ساعدهم الخصب وأمكنهم الرعي ، ثم يتوجهون لطلب العشب وابتغاء المياه ، فلا يزالون في حلّ وترحال .
    ويعرف الحضر ، وهم العرب المستقرون بـ " أهل المدر " ، عرفوا بذلك لأن أبنية الحضر إنما هي بالمدر . والمدر : قطع الطين اليابس .
    وورد أن أهل البادية إنما قيل لهم " أهل الوبر " ، لأن لهم أخبية الوبر . تمييزاً لهم عن أهل الحضر الذين لهم مبان من المدر .
    وتطلق لفظة " عرب " على أهل المدر خاصة ، أي على الحضر و " الحاضر " و " الحاضرة " من العرب ، أما أهل البادية فعرفوا بـ " أعراب " . " انتهى .
    وسئل الشيخ محمد الحسن الددو حفظه الله :
    لماذا ذكر الله أنه ما أرسل رسولاً إلا من أهل القرى ؟
    فأجاب :
    " أما كون الأنبياء جميعاً من سكان القرى كما أخبر الله بذلك في كتابه ، فإن ذلك مقتض منهم لحصول الرفعة ، وأهل البوادي دائماً أشد عنجهية وأسوأ أخلاقاً ، وأقل نظافةً ممن سواهم ؛ ولذلك قال الله تعالى في كتابه : ( الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ) التوبة/97 ، وليس التحضر نسباً ، حتى يقال : فلان بدوي ، معناه : أن أباه كان كذلك ، بل المقصود هو في نفسه ، فلو سكن شخص من أهل البادية في الحاضرة ، فإنه ليس من الأعراب ، ولا يدخل في ذلك ؛ بل المقصود به من يتصف بهذه الصفة بنفسه لا بنسبه .
    الرسل عليهم الصلاة والسلام يراد بهم أن يسوسوا البشرية وأن يقودوها ، فلا بد أن يعرفوا طرق تدبير المعاش ، وهذه لا يعرفها أهل البوادي ، ولا يعتنون بها ، فأهل البوادي إنما يعيشون من الصيد – مثلاً - أو اتباع البهائم ، ويعيشون مع الأحلام والأوهام كثيراً ، وقد أخرج أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من طلب الصيد غفل ، ومن بدا جفا ) ومعناه : من سكن البادية غلظ طبعه ، ( ومن طلب الصيد غفل ) أي : نقص عقله بقدر ذلك ؛ فلهذا اختير الرسل من أهل القرى " انتهى . "سلسلة دروس منشورة" (الدرس الثالث/ص/9) .
    وقال العلامة عبد الله بن جبرين حفظه الله :
    " وكذلك أيضا من سخر بشيء من آيات الله تعالى ، أو بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ذُكر عن بعض الكتاب أنه كتب مرة يطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ويقول : إنه بدوي ، إنه كان يرعى الغنم ، وإنه عاش في عهد ليس فيه تقدم ، وليس فيه كذا وكذا ، ولا شك أن هذا طعن في الدين ؛ لأن هذا الدين جاءنا من قبل هذا النبي الكريم ؛ فمن طعن فيه بأنه جاهل ، أو بأنه بدوي لا يعرف شيئا ، أو بأن هذا الذي جاء به من محادثة فكره ، أو أنه مما خيل إليه ، أو أنه يريد بذلك أن يكون له شهرة وأتباع ونحو ذلك ؛ يعتبر قد كذب على الله ، وكذب النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء بهذا الدين الشرعي ، وكذَّب القرآن ، وكذَّب الشرع كله ، لا شك أن هذا أيضا قادح في الدين ، قادح في العقيدة ، وهو ما ذكر في هذه الآية : ( قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ) يعني بالاستهزاء بالله تعالى الاستهزاء بأسمائه وصفاته ، وكذلك الاستهزاء بكلامه والتنقص له ؛ داخل أيضا في القوادح في الدين .
    وكذلك أيضا الاستهزاء بالقرآن ، كما ذكر الله تعالى عن الكفار الذين قالوا : (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا ) الفرقان/4 وهؤلاء بلا شك أتوا بما يقدح في عقيدتهم وفي دينهم ؛ فلأجل ذلك جعل الله مقالتهم مقالة كفرية ، وكذلك أيضا هؤلاء الذين قدحوا في النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا : إنه جاهل ، أو إنه بدوي ، أو ما أشبه ذلك " انتهى .
    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 3/3/2010, 7:15 pm

    هل يصلي في البيت ليصلي أولاده معه


    السؤال : هناك مسجد بجوار منزلنا يمكننا أن نؤدي فيه الصلوات اليومية لكنى أذهب لأقرب مسجد لأداء صلاة الجمعة وبعض الصلوات في عطلة نهاية الأسبوع، ولدى ابن يبلغ من العمر 16 عام لا يهتم كثيرا بأداء الصلاة فهو لا يصلى إلا بعد ملاحقته مرات عديدة وأحيانا يتجاهلها كما يعيش معنا أخ زوجتي الذي يدرس بالجامعة وعندما أكون بالمنزل أحاول أن أؤم الصلاة حتى يقوم ابني وأخ زوجتي بأداء الصلاة في وقتها هما وزوجتي وابنتاي الصغيرتين. وسؤالي هو: 1-ماهو حكم أداء الصلاة بالمنزل عند عدم وجود مسجد مصلى مجاور كثيرا للمنزل. 2- ماهو حكم أداء الصلاة بالمنزل في جماعة عوضا عن الذهاب للمصلى للتأكد من أداء أفراد الأسرة للصلاة. 3- أعلم أن الوالدين يتحملان مسئولية التأكد من تعلم الأطفال العلم الديني والتأكد من التزامهم بأحكام الله (سبحانه وتعالى) وأتساءل ما إذا كان هناك عمر محدد يصبح بعده الوالدين غير ملتزمين بتحمل هذه المسئولية. هدانا الله (سبحانه وتعالى) جميعا سواء السبيل آمين وجزاكم الله خيرا


    الجواب :


    Cool


    أولا :


    صلاة الجماعة واجبة على كل رجل بالغ مستطيع يسمع النداء .


    والمقصود بسماع النداء : أن يسمع الإنسان الأذان بالصوت المعتاد من غير مكبرٍ للصوت ، مع رفع المؤذن صوته ، وسكون الرياح والضوضاء ونحو ذلك مما يؤثر على السماع.


    هذا بالنسبة للصلوات الخمس مع الجماعة ، وأما الجمعة فإنها تجب على كل من كان في المدينة أو القرية التي تقام فيها الجمعة ، سواء سمع النداء أم لم يسمع ، مهما ترامت أطراف البلد وعليه فإذا كان المسجد بعيدا عنك بحيث لا تسمع النداء ، لم يجب عليك الذهاب لجماعة المسجد ، وتصلي حينئذ مع أهلك .


    وأما إن كنت تسمع النداء فتلزمك الجماعة ، ولا يجوز تركها للتأكد من أداء أفراد الأسرة للصلاة ؛ لما في ذلك من ترك الواجب لأمر يتعلق بالغير ويمكن تحقيقه بوسيلة أخرى ، كمتابعتهم وسؤالهم بعد الرجوع من المسجد .


    ثالثا :


    إذا بلغ الصبي صار مكلفا مسئولا ، لكن ذلك لا يسقط واجب الوالدين في النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا سيما إذا كان الولد يعيش معهما . قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم/6 .


    وقال صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ : الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا ) رواه البخاري ( 853 ) ومسلم ( 1829 )
    وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) رواه البخاري (6731) ومسلم (142).


    ومن هذه المسئولية : أن لا يدخل الأب شيئا من المنكرات إلى بيته ، وألا يسمح بوجودها إذا أدخلها الابن ، كما لو أراد إدخال قناة فضائية ماجنة - مثلا - فإنه يتعين على الأب رفض ذلك ومقاومته ؛ لأن ذلك يجري في بيته الذي هو مسئول عنه ، فإن انتقل الابن إلى بيت يخصه وفعل ذلك كان واجب الأب هو النصح والتذكير والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة .


    نسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق السداد .


    والله أعلم .

    ابو انس
    ابو انس
    صاحب مكان
    صاحب مكان


    النوع : ذكر
    عدد المشاركات : 2689
    العمر : 57
    تاريخ التسجيل : 17/01/2010
    مزاجي النهاردة : فتاوى شرعية - صفحة 3 Pi-ca-10

    للأهمية رد: فتاوى شرعية

    مُساهمة من طرف ابو انس 3/3/2010, 7:16 pm

    حكم الاحتفال بالنجاح أو قدوم الغائب إذا كان في موسم الكريسمس
    السؤال : هل يحل إقامة احتفالات أثناء موسم الكريسماس لكن النية في الاحتفال ليس لها علاقة بالكريسماس فالموضوع ليس له علاقة بالكريسماس مطلقا إلا أنه قريب من وقته.


    الجواب :

    Cool

    لا حرج في الاحتفال والفرح للمناسبات السارة كالزواج ، وولادة المولود ، وقدوم الغائب ، ونجاح الطالب ، والحصول على وظيفة ، ونحو ذلك من الأمور العادية ، بشرط أن تفعل عند حدوث المناسبة ، ولا تتكرر ؛ لأنها لو تكررت صارت عيدا ، ولا يشرع لنا - معاشر المسلمين - غير عيدي الفطر والأضحى والجمعة ، فلا يشرع الاحتفال كل سنة بعيد ميلاد الشخص ، أو عيد زواجه ، أو عيد تخرّجه من الجامعة ونحو ذلك .

    ولا يضر وقوع الاحتفالات الجائزة في موسم الكريسماس ؛ لأنها أمور مرتبطة بحدوث أسبابها ، فتفعل عند حدوث السبب .

    سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عن إقامة الحفلات عند ختم القرآن أو عند المناسبات السارة كالنجاح والقدوم من السفر هل يعتبر هذا من الإسراف أرجو التفصيل في هذا جزاكم الله خيرا؟

    فأجاب : "إقامة الحفلات عند قدوم الغائب أو عند النجاح أو ما أشبه ذلك لا بأس ولا حرج فيه ؛ لأن الناس يفعلون هذا لا بقصد العبادة ولم يطرأ على بالهم أنهم يفعلون هذا تقربا إلى الله ولكنهم يفعلون ذلك فرحا وسرورا بما أنعم الله به عليهم من حصول مطلوبهم ، ولا بأس بهذه الحفلات لكن الذي يخشى منه أن يسرف في هذه الحفلات إما بكثرة الطعام الذي يزيد على الحاجة كثيرا ، وإما بكثرة المدعوين بحيث يدعى المئات من الناس من أجل هذا الاحتفال وإلا فالأصل أن الاحتفال بمناسبة الفرح لا تعبداً لله أو تقرباً إليه وإنما إظهارا للفرح والسرور لا بأس به والله أعلم " انتهى من "فتاوى نور على الدرب".

    وجاء في مجموع فتاويه رحمه الله (9/ 376) : " حكم الاحتفال بعيد ميلاد الأطفال :

    فائدة : كل شيء يتخذ عيدا يتكرر كل أسبوع ، أو كل عام وليس مشروعا ، فهو من البدع ، والدليل على ذلك : أن الشارع جعل للمولود العقيقة ، ولم يجعل شيئا بعد ذلك ، واتخاذهم هذه الأعياد تتكرر كل أسبوع أو كل عام معناه أنهم شبهوها بالأعياد الإسلامية ، وهذا حرام لا يجوز ، وليس في الإسلام شيء من الأعياد إلا الأعياد الشرعية الثلاثة : عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، وعيد الأسبوع ، وهو يوم الجمعة.
    وليس هذا من باب العادات ؛ لأنه يتكرر ، ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم فوجد للأنصار عيدين يحتفلون بهما ، قال: (إن الله أبدلكما بخير منهما : عيد الأضحى ، وعيد الفطر) مع أن هذا من الأمور العادية عندهم " انتهى .

      الوقت/التاريخ الآن هو 5/11/2024, 2:53 pm