من طرف أحمد الله 15/9/2009, 4:59 am
عنوان الحلقة : النبي ومعالجة الأخطاء
قانون الحلقة : أنت
الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم "ربِّ
اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي"
بكم وحلقة جديدة من برنامجنا قصة حب
الأصل
في الإنسان النقصان الإنسان مخلوق ناقص والنقص هذا كثير ما ينبع منه خطأ
ونحن لما نغلط وهذا شيء لا يحصل مرة في السنة ولا مرة في الشهر نحن نغلط
يوميا إما نتصرف تصرفات خاطئة فواحد يغلط والثاني يوجهه أو نغلط في بعض
إما عن عمد وإما عن غير عمد بسبب النقص الذي بداخلنا، المواقف هذه تتكرر
بين الزوج والزوجة بين الأب وابنه بين الأصحاب وبعضهم بين كل تفاصيل
المجتمع نحن نغلط في هذه اللحظات لو تم توجيه المخطئ والإنسان لما يغلط
ربنا خلق داخله حاجة مثل الترمومتر اسمها الضمير بها يعرف أنه غلطان حتى
لو يمثل هو يدافع عن نفسه لأنه خائف ممن أمامه لو اختفى الحب أثناء
التوجيه سيحصل صدام كثير وسيحصل عند من المخطئ لأنه عرف أنه لما يغلط يوجد
أحد سيوجهه بطريقة تخلو من الحب أو لن يحتويه فتصبح خير وسيلة للدفاع هي
الهجوم لدى المخطئ
والإنسان لما يخطئ يحب أن يجبر بخاطره
ليعترف بغلطه ويصبح غير متكبر ويعتذر . وكان النبي صلى الله عليه وسلم
مقدر بشريتنا ويعلم أن ربنا سبحانه وتعالى خلقنا نخطئ وراضي بنا هكذا
ويحبنا بل الأجمل أن النبي عليه الصلاة والسلام الحب كله كان يرى كيف يغير
الله أخطاء البشر وذلك عن طريق أنه يبعث لهم أحلى ناس وهم الأنبياء بأحلى
طريقة .. طريقة الأنبياء الحكمة والموعظة الحسنة وأحلى كلام الكتب
السماوية وعلى رأسها القرآن .
موقف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
حدث مرتين مرة في صلح الحديبية ومرة في غزوة خيبر فأثناء عودتهم كان
الطريق طويلا فقرروا النوم بالليل وأراد النبي تعيين حارس لهم وكان للحارس
وظيفتان حراسة الجيش وهم 1400 وإيقاظهم لصلاة الفجر "والحديث له روايتان
رواية في صحيح مسلم ورواية في مسند الإمام أحمد وسنجمع الروايتان ونحكيها
كقصة" فتكفل سيدنا بلال رضي الله عنه بالحراسة وإيقاظهم لصلاة الفجر وينام
النبي والألف وأربعمائة صحابي من أوائل المهاجرين والأنصار قال سيدنا بلال
كنت أصلي بالليل وتعبت فسندت ظهري على بعيري إلى أن يحين موعد أذان الفجر
فما أيقظنا إلا والشمس تضرب أجسادنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أول من فزع وقال: "ماذا صنعت فينا يا بلال!" فقال : يا رسول الله بابي أنت
وأمي أخذني الذي أخذك قال:"صدقت" ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم المربي
المعلم الذي هدفه أنت وليس فقط تصحيح خطأك ليجعل بعد أن يلحق بالرفيق
الأعلى أناس محبين يعالجون الأخطاء بحب: "لو أراد الله ألا تناموا لن
تناموا ولكن جعلكم لمن بعدكم فمن نام عن صلاة أو نسيها فليصليها إذا
ذكرها" فجعلهم الله سببا للخير لمن بعدهم فهم أخذوا بالأسباب وكانوا
متعبين ولم يقضِ لهم الله أن يصلوها في وقتها ليتعلم منهم من بعدهم فلو
نمت عن صلاة أو نسيتها صليها أول ما تذكرها. وهنا تظهر نقطة أن أي إنسان
يأخذ بأسباب طاعة والله لم يعطها له، الحب وصل وهجر وهذا الكلام في حقنا
نحن فالحب ليس وصلا دائما وإنما يوجد هجر فأنت حين تأخذ بالأسباب وأنت
متعود على هذه الطاعة فيشاء الله أن يأخذها منك يوما ما فشعورك أول ما
تستيقظ بتأنيب الضمير هل ربي غاضب عليّ. هذا الإحساس مطلوب في الحب لكن
ليس من تفوته الطاعة دائما يقول الله أراد ذلك وهذا القطع أي أن مراد الله
من أخذ الطاعة من شخص ما أن يتفكر ويراجع علاقته مع الله ويشتاق للطاعة
بعد أن كانت هذه الطاعة كالعادة بالنسبة له .
وبعد
فتح مكة والناس كلها دخلت في الإسلام إلا القليل جدا والنبي صلى الله عليه
وسلم يقول لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء" ويسامحهم بعد أن جعلوه يترك مكة.
ولما طاف بالكعبة بعد أن أزال كل الأصنام جاءه رجل من خلفه يدعى فضالة كان
سيرفع الخنجر ويطعن النبي في ظهره لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يستطيع أن يرى خلفه دون أن يلتفت كما في البخاري فقال له : "ما بك يا
فضالة" قال أنا أذكر الله وأحميك فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده
ووضعها على صدر فضالة اليد المتصلة بالصدر الذي قال فيه الله (ألم نشرح لك
صدرك) لتقبل الناس كلها بأخطائها ويكون همك قلوبهم وليس كسب الموقف وإنما
كسب القلب لتكون محبوب من الناس حولك ووضع النبي صلى الله عليه وسلم يده
على صدر فضالة وقال :"استغفر الله يا فضالة" يقول فما رفع النبي يده إلا
صار أحب الناس إليّ.
لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يضع يده على صدره؟
لأن
توجد منطقة في الصدر هي التي تحتوي على الأحاسيس والمشاعر تنتقل منها
وإليها طاقات سلبية أو إيجابية ولنور النبي وطاقة الحب الموجودة فيه يحبه
فضالة ويسلم على يديه لدرجة أنه كان يحب فتاة وهو عائد من هذا الموقف قالت
له: هلم إلى الحديث قلت: يأبى عليكِ الله والإسلام لو كنت رأيتِ محمدا
بالأمس يوم تكسر الأصنام وعلمتِ أن دين الله أصبح ظاهرا والكفر يداس
بالأقدام. فتغير فضالة بسبب الحب وان النبي كان هدفه أنت.
وفي
يوم من الأيام اشترى النبي من أحد الأعراب جزور أي جمل وقال له لما نرجع
سأعطيك وسق من تمر فلما رجع النبي فوجئ بأن التمر ليس في بيته فيطلع يقول
للرجل حنرجع الجمل لأني لم أجد التمر في البيت فقال: واغدراه فقال له
الناس : قاتلك الله أيغدر رسول الله وذهب النبي يبحث في بيته الثاني لم
يجد التمر فقال الرجل واغدراه فقال له الناس : قاتلك الله أيغدر رسول الله
فقال له النبي: "كنا نظن أن التمر عندنا" يبرر موقفه عليه الصلاة والسلام
ولما رأى الناس تقوم عليه قال: "دعوه إن لصاحب الحق مقالا" فطلب النبي أن
يجمع التمر من بيوت الصحابة ووفى الرجل حقه بعد ذلك مر الرجل وهو يحمل
التمر بالنبي وقال له: جزاك الله خيرا لقد أوفيت وأطيبت. فلو لم يعامله
النبي بطيب وحب لزاد في قسوته الرجل وبالتالي يكفر لأنه أساء للنبي صلى
الله عليه وسلم ولكن لأن النبي هدفه أنت كان يعالج الأخطاء بحب وود.
قصة
الرجل الذي تبول في المسجد وكيف أن النبي هو الوحيد الذي أدرك عدم علم
الرجل بخطئه لذلك لما قام عليه الصحابة منعهم وصحح له الخطأ برفق.
ومن المعلوم كراهية صلاة المسلم وليس على عاتقه شيء قال تعالى (خذوا زينتكم عند كل مسجد)
ولكن الصلاة صحيحة ومقبولة بإذن الله فيقول الأستاذ مصطفى أنه كان مرة في
الساحل الشمالي ودخل مطعم وأصحاب المطعم أخبروه أنهم في يوم اجتمعوا في
المسجد ليصلوا الفجر فجاء أحد الشباب ليصلي وكان يلبس بلوزة بدون أكمام
فمنعه الإمام من الصلاة في المسجد لأنه منهي عن الصلاة في مثل هذه الثياب.
أولا النبي لم ينه عن ذلك ولم يطرد أحد من المسجد.
رسالة حب من مفتي الديار السورية الشيخ بدر الدين حسون.
جاء
رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : هلكت يا رسول الله ، قال :
وما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان ، قال : هل تجد ما تعتق رقبة
؟ قال : لا ، قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا ، قال
فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا ؟ قال : لا ، قال : ثم جلس قال : فأتي النبي
- صلى الله عليه وسلم - عليه بعرق فيه تمر قال : تصدق بهذا ، قال : فهل
على أفقر منا فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه بنا ، فضحك النبي - صلى
الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه ، وقال : اذهب فأطعمه أهلك .