رغم رفضه الترشح عدة مرات .. قرر فجأة منصور حسن، رئيس المجلس الاستشاري خوض الانتخابات الرئاسية عقب اجتماعه مع بعض أعضاء المجلس العسكرى لبحث ، وحسب مؤشرات سابقة بخصوص ما وصف بـ " المرشح التوافقي " فإن منصور حسن يبدو هو الشخص المناسب لهذا الدور خاصة وأنه يحظي بتأييد جماعة الإخوان – التى قررت رسمياً عدم دعم أى مرشح له خلفية إسلامية - والمجلس العسكري وعدد من ائتلافات شباب الثورة ..
وقد أكد منصور حسن أن هناك قوى سياسية تدعمه في السباق الرئاسي ، وقال حسن "قررت الترشح وهناك قوى تدعمني لن أكشف عنها في الوقت الراهن.. وهي قوى داخل البرلمان وخارجه" ، ورفض الإفصاح عما إذا كان ينوي جمع 30 ألف توقيع من مؤيديه أم أنه سوف يلجأ لتأييد 30 برلمانياً .
وكانت بعض الصحف أشارت إلى أن الجماعة تتفاوض فعلاً مع المستشار طارق البشري و منصور حسن لحث أحدهما على الترشح، أما بخصوص السلفيين فقد نفى د. عبدالمنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية استقرار السلفيين على دعم ترشيح المستشار حسام الغرياني رئيس مجلس القضاء الأعلى أو طارق البشري .. وعندما سئل عن منصور حسن قال " هو محل احترام من الشعب المصري والقوى السياسية، ولكن ليس من الحكمة أن نعلن الآن من هو مرشح الجماعة ، وفي النهاية الشعب هو الذي سيختار".
ورغم إعلان حزب الوفد تأييده الرسمي للمرشح عمرو موسي .. لكن الوفد سبق منذ أشهر وطلب من منصور حسن الترشح تحت اسم الحزب ، وبالتالي فربما تكون هناك حسابات أخرى خاصة لو وصل الاثنان لجولة الإعادة مثلاً ، كما إن لقاءات المجلس العسكري ومنصور حسن من ناحية .. وقرار حسن استمرار المجلس الاستشاري حتى نهاية الفترة الانتقالية رغم مطالبة كل أعضائه بالاستقالة من ناحية أخري ، هي مؤشرات أيضاً على عدم صحة مقولة إن الفريق أحمد شفيق هو مرشح العسكر كما كان يوصف ، أيضاً هناك تأكيدات بأن سبب تراجع عمر سليمان عن الترشح للرئاسة هو ضغوط من المجلس العسكري لأنهم لن يؤيدوه إذا كانت المنافسة مع منصور حسن .
وخلال الشهرين الماضيين اشتعلت بورصة الترشيحات لمنصب رئيس الجمهورية على الساحة السياسية، وخاصة بعد سيطرة الإخوان على مجلسي الشعب والشورى ، وطبعاً نضع في الحسابات أيضاً أن انتخابات الرئاسة ستكون قبل أيام من النطق بالحكم في قضية مبارك يوم 2 يونيو القادم .
وبعيداً عن كل الحسابات السابقة .. مشوار منصور حسن نفسه جدير بالتأمل لأنه ربما يكون السياسي الوحيد الذى ظل 30 عاماً فى الظل ومغضوباً عليه ثم يعود علي رأس السلطة وبالتوافق بين الجميع ، وهو من مواليد محافظة الشرقية لأسرة ريفية متوسطة ، وقرر والده أن يرسله للدراسة في كلية فيكتوريا بالإسكندرية، ثم سافر منصور حسن إلي لندن لمدة عام ليحصل علي شهادة تؤهله لدخول الجامعة، ثم عاد ليدرس العلوم السياسية في كلية التجارة جامعة القاهرة ، وشغل منصب وزير الإعلام والثقافة عام 1979 ليكون الوزير الخامس الذي يجمع بين وزارتي الإعلام والثقافة، ثم تم تعيينه في عام 1981 وزيرًا للرئاسة والإعلام والثقافة في وقت واحد، وكان السادات يستعد لإصدار قرار اختياره نائبا له، بديلا عن مبارك، لكن مقتل السادات حرمه من ذلك المنصب ، وظل حسن بعيداً عن الحياة العامة طوال حكم مبارك وحتى قامت ثورة 25 يناير ليطل من جديد على الحياة السياسية ويصبح رئيسا للمجلس الاستشاري .
ولابد هنا أن نتوقف عند نقطة مهمة وهي أنه على مدار نحو 4 أشهر .. أصدر المجلس الاستشارى جملة من القرارات والتوصيات نالت رضاء غالبية القوى السياسية على الساحة، ويقال أن المجلس العسكرى لم يرفض أى توصية صدرت عن المجلس الاستشارى برئاسة منصور حسن ، مما جعل هجوم النخبة السياسية على "الاستشارى" شبه منعدمة، لوقوف أعضائه إلى جوار مطالب الشعب، خاصة فى أحداث وزارة الداخلية، عندما أعلنوا نيتهم عن الاستقالة الجماعية، وفى مقدمتهم منصور حسن، ما لم يتوقف نزيف الدماء فى محيط الوزارة، وهو ما تحقق بالفعل، حيث خشى المجلس العسكرى من الاستقالة، ويصبح فى مواجهة مع القوى السياسية مباشرة.
منصور حسن
ويعتمد المراهنون على شخص منصور حسن على عدة معايير أهمها أنه المدني الوحيد – بين المرشحين – الذي يحظي بعلاقة قوية بالمجلس العسكري تتيح له التفاهم معهم خلال مرحلة تسليم السلطة ، خاصة وأنه صاحب عبارة " المجلس العسكرى متواضع ويعلم الواقع ولا يستعلى على الموقف، وجاد فى معرفة الحقائق " .. كما إنه المرشح الوحيد الذى أعلن عقب ترشيح نفسه بدقائق عن اختياره لنائب له عند فوزه بانتخابات الرئاسة وهو اللواء سامح سيف اليزل ، قائلاً "إنه لم يكن بينهما أى حوار مسبق وقد زارنى سيف اليزال برفقة منى مكرم عبيد فى منزلى وطالبونى بالترشح للرئاسة، وفى هذه الجلسة اكتشفت شخصيته القوية الجادة وهو خبير إستراتيجى، وطالبته بأن يساعدنى فى تلك المهمة وقلت له: "إذا كنت تريدنى الترشح للرئاسة فأنا أريدك نائبا لى"، وقد اخترت اللواء سيف الليزل نائبًا لكونه خبرة عسكرية لا يستهان بها" ، وحول مدى إمكانية دعمه من الإخوان فى انتخابات الرئاسة قال منصور حسن "هناك حالة من الارتياح من جانب الإخوان لدعمى ولا أخفى عليكم أنه كانت تأتينى رسل وكنت أبحث معهم وأشوف هل الإخوان يؤيدوننى أم لا، واستشعرت أنه لا يوجد اعتراض على ترشحى للرئاسة، والرسل التى كانت تتحدث مع الإخوان كانوا يقولون عنى: |والله منصور حسن رجل محترم"، وقلت: |سأنزل لأرى الأمر وأنا معتمد على الله ثم الشعب" .. بل وحتى المنتقدين لكبر سنه – من مواليد 10 فبراير1937 – مردود عليهم بأن عمرو موسي أكمل 75 عاماً وأحمد شفيق عمره 72 عاماً .. بل وحتى محمد البرادعي لو كان أكمل المشوار فهو تعدي السبعين .
وقد قال عنه الدكتور علي السمان في مذكراته «أوراق عمري»، التي صدرت العام قبل الماضي : من الصعب أن أتكلم عن الإعلام المصري دون أن تكون لي وقفة خاصة مع الوزير الأسبق منصور حسن، خصوصا أن هذا الرجل جاء إلي منصبه بفكر شاب وأسلوب قائم علي الحوار والنقاش والإقناع، وكان مختلفا بشكله ومظهره ومضمونه. ويبدو أن السمان لخص بذكاء ملامح وسمات أصابت الهدف مباشرة لأن كل من يقترب من منصور حسن الذي شغل وزيرا للإعلام والثقافة وشؤون الرئاسة في آخر عهد السادات يعرف قدر هذا الرجل ودوره الوطني في المواقع التي شغلها، ويعتبر حسن أحد أبرز أعضاء «نادي الصامتين» فهو معروف بصمته، لكن غير المعروف علي وجه التحديد ما إذا كان صمته الطويل، والذي لم يخرج عنه إلا قليلاً، طواعية منه أو مفروضا عليه، مثله مثل عشرات الشخصيات والرموز البارزة في مصر، ووفقا لبعض المقربين منه فإن الرجل آثر الابتعاد بعد خروجه من السلطة عن كل شيء يمكن أن يورط اسمه أو ينال منه.
وكشف الدكتور محمود جامع الذي كان أحد المقربين من الرئيس الراحل أنور السادات أنه لم يكن يطلع زوجته السيدة جيهان التي كانت تعرف بسيدة مصر الأولي علي قراراته المهمة وأسرار الدولة «فقد كان لها دولتها وشلتها وأهدافها بمنأي عنه، وأنها كانت " تتجسس عليه بمعرفة سكرتيره الخاص فوزي عبدالحافظ وتسببت في تقديم نائبه حسني مبارك استقالته احتجاجا علي صلاحيات منحت لوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية منصور حسن علي حسابه" ، و يصف جامع، منصور حسن بأنه " شخصية ممتازة ورجل محترم لا يستطيع أحد أن يقول عنه شيئاً.. محب للسادات تماما ومكث معه بالفعل مدة طويلة" .
منصور حسن
والشهادة الأخيرة هنا نشرتها مجلة الشباب للكاتب الكبير صلاح منتصر من خلال عرض كتابه " الصعود والسقوط ..من المنصة إلي المحكمة " ، وقال فيها " منصور حسن كان هو عقدة مبارك ، فهو كان النجم الصاعد الذي احتضنه السادات فور أن تعرف عليه وجذبته اليه حيويته الشابة ولغة حديثه الهادئة السليمة التي تخاطب العقل, وشجاعته في إبداء رأيه حتي لو كان مخالفا للرئيس وإجادته الانجليزية نتيجة دراسته في كلية فكتوريا بالاسكندرية ثم في لندن ثم العلوم السياسية في كلية التجارة قبل انشاء كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, وقد تعرف السادات علي منصور من خلال الحزب الوطني الذي أنشأه عام 8791، في يونيو 9791 ظهر اسم منصور وزيرا للدولة لأول مرة في وزارة د.مصطفي خليل وبعد عشرة أشهر فقط في 0891أصبح وزيرا للثقافة والإعلام ، وعندما أجري السادات تعديلا رأس فيه الوزارة في يناير81 أضاف إلي منصور وزارة شئون رياسة الجمهورية, وهكذا فإنه في أقل من سنتين صعد نجم منصور حسن بسرعة بالغة لدرجة توقع معها بعض المراقبين انه " الرجل القادم في مصر " كما وصفته مجلة الحوادث اللبنانية أشهر المجلات العربية في ذلك الوقت ، وكان منصور حسن بدا العقبة الوحيدة التي برزت في طريق حسني مبارك بعد أن خلا له الطريق من الأربعة الذين كان يخشاهم وقال إنهم سيضعونه تحت أسنانهم ويقرقشونه, فعثمان أحمد عثمان خرج من الوزارة في 6791ولم يعد له دور تنفيذي خاصة بعد ردود الأفعال التي أحدثها كتابه صفحات من تجربتي وهجومه فيه علي جمال عبد الناصر, وبالنسبة لممدوح سالم الذي كان رئيسا للوزارة فقد انتهي دوره في اكتوبر87 وخلفه الدكتور مصطفي خليل, وكذلك خرج سيد مرعي الذي كان رئيسا لمجلس الشعب وخلفه في عام8791 الدكتور صوفي أبو طالب, أما أشرف مروان فقد أنهي عمله رئيسا للهيئة العربية للتصنيع عام97 وتفرغ لأعماله الخاصة, ولكن القدر كما أبعد الأربعة من طريق مبارك فإنه فعل ذلك مع منصور بطريقة غير متوقعة من خلال ، وكما روي منصور حسن للأستاذ صلاح منتصر .. فقد جري خلافه مع الرئيس الراحل أنور السادات لسبب وحيد هو قرارات 5 سبتمبر81 التي تضمنت اعتقال 6351 مصريا من الشخصيات العامة التي تمثل مختلف الأحزاب والتيارات والقوي السياسية بسبب معارضتهم اتفاقية كامب ديفيد, ولم يقتنع منصور بالمبررات التي قيلت للقرارات وإنما علي العكس رآها ضد مبادئه وضد السادات نفسه الذي وحد بقراراته مشاعر غضب جميع قوي المعارضة ومن المفارقات أن مبارك فعل قبل نهايته بشهر واحد نفس الشيء عندما وحد ضده مشاعر غضب كل القوي المعارضة بصورة غير مسبوقة من خلال نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في ديسمبر0102, وهكذا فإنه بينما أودع السادات معارضيه السجون فإن مبارك اطلق معارضيه في الشارع ولم يبق علي واحد يدافع عنه " .
وقد أكد منصور حسن أن هناك قوى سياسية تدعمه في السباق الرئاسي ، وقال حسن "قررت الترشح وهناك قوى تدعمني لن أكشف عنها في الوقت الراهن.. وهي قوى داخل البرلمان وخارجه" ، ورفض الإفصاح عما إذا كان ينوي جمع 30 ألف توقيع من مؤيديه أم أنه سوف يلجأ لتأييد 30 برلمانياً .
وكانت بعض الصحف أشارت إلى أن الجماعة تتفاوض فعلاً مع المستشار طارق البشري و منصور حسن لحث أحدهما على الترشح، أما بخصوص السلفيين فقد نفى د. عبدالمنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية استقرار السلفيين على دعم ترشيح المستشار حسام الغرياني رئيس مجلس القضاء الأعلى أو طارق البشري .. وعندما سئل عن منصور حسن قال " هو محل احترام من الشعب المصري والقوى السياسية، ولكن ليس من الحكمة أن نعلن الآن من هو مرشح الجماعة ، وفي النهاية الشعب هو الذي سيختار".
ورغم إعلان حزب الوفد تأييده الرسمي للمرشح عمرو موسي .. لكن الوفد سبق منذ أشهر وطلب من منصور حسن الترشح تحت اسم الحزب ، وبالتالي فربما تكون هناك حسابات أخرى خاصة لو وصل الاثنان لجولة الإعادة مثلاً ، كما إن لقاءات المجلس العسكري ومنصور حسن من ناحية .. وقرار حسن استمرار المجلس الاستشاري حتى نهاية الفترة الانتقالية رغم مطالبة كل أعضائه بالاستقالة من ناحية أخري ، هي مؤشرات أيضاً على عدم صحة مقولة إن الفريق أحمد شفيق هو مرشح العسكر كما كان يوصف ، أيضاً هناك تأكيدات بأن سبب تراجع عمر سليمان عن الترشح للرئاسة هو ضغوط من المجلس العسكري لأنهم لن يؤيدوه إذا كانت المنافسة مع منصور حسن .
وخلال الشهرين الماضيين اشتعلت بورصة الترشيحات لمنصب رئيس الجمهورية على الساحة السياسية، وخاصة بعد سيطرة الإخوان على مجلسي الشعب والشورى ، وطبعاً نضع في الحسابات أيضاً أن انتخابات الرئاسة ستكون قبل أيام من النطق بالحكم في قضية مبارك يوم 2 يونيو القادم .
وبعيداً عن كل الحسابات السابقة .. مشوار منصور حسن نفسه جدير بالتأمل لأنه ربما يكون السياسي الوحيد الذى ظل 30 عاماً فى الظل ومغضوباً عليه ثم يعود علي رأس السلطة وبالتوافق بين الجميع ، وهو من مواليد محافظة الشرقية لأسرة ريفية متوسطة ، وقرر والده أن يرسله للدراسة في كلية فيكتوريا بالإسكندرية، ثم سافر منصور حسن إلي لندن لمدة عام ليحصل علي شهادة تؤهله لدخول الجامعة، ثم عاد ليدرس العلوم السياسية في كلية التجارة جامعة القاهرة ، وشغل منصب وزير الإعلام والثقافة عام 1979 ليكون الوزير الخامس الذي يجمع بين وزارتي الإعلام والثقافة، ثم تم تعيينه في عام 1981 وزيرًا للرئاسة والإعلام والثقافة في وقت واحد، وكان السادات يستعد لإصدار قرار اختياره نائبا له، بديلا عن مبارك، لكن مقتل السادات حرمه من ذلك المنصب ، وظل حسن بعيداً عن الحياة العامة طوال حكم مبارك وحتى قامت ثورة 25 يناير ليطل من جديد على الحياة السياسية ويصبح رئيسا للمجلس الاستشاري .
ولابد هنا أن نتوقف عند نقطة مهمة وهي أنه على مدار نحو 4 أشهر .. أصدر المجلس الاستشارى جملة من القرارات والتوصيات نالت رضاء غالبية القوى السياسية على الساحة، ويقال أن المجلس العسكرى لم يرفض أى توصية صدرت عن المجلس الاستشارى برئاسة منصور حسن ، مما جعل هجوم النخبة السياسية على "الاستشارى" شبه منعدمة، لوقوف أعضائه إلى جوار مطالب الشعب، خاصة فى أحداث وزارة الداخلية، عندما أعلنوا نيتهم عن الاستقالة الجماعية، وفى مقدمتهم منصور حسن، ما لم يتوقف نزيف الدماء فى محيط الوزارة، وهو ما تحقق بالفعل، حيث خشى المجلس العسكرى من الاستقالة، ويصبح فى مواجهة مع القوى السياسية مباشرة.
منصور حسن
ويعتمد المراهنون على شخص منصور حسن على عدة معايير أهمها أنه المدني الوحيد – بين المرشحين – الذي يحظي بعلاقة قوية بالمجلس العسكري تتيح له التفاهم معهم خلال مرحلة تسليم السلطة ، خاصة وأنه صاحب عبارة " المجلس العسكرى متواضع ويعلم الواقع ولا يستعلى على الموقف، وجاد فى معرفة الحقائق " .. كما إنه المرشح الوحيد الذى أعلن عقب ترشيح نفسه بدقائق عن اختياره لنائب له عند فوزه بانتخابات الرئاسة وهو اللواء سامح سيف اليزل ، قائلاً "إنه لم يكن بينهما أى حوار مسبق وقد زارنى سيف اليزال برفقة منى مكرم عبيد فى منزلى وطالبونى بالترشح للرئاسة، وفى هذه الجلسة اكتشفت شخصيته القوية الجادة وهو خبير إستراتيجى، وطالبته بأن يساعدنى فى تلك المهمة وقلت له: "إذا كنت تريدنى الترشح للرئاسة فأنا أريدك نائبا لى"، وقد اخترت اللواء سيف الليزل نائبًا لكونه خبرة عسكرية لا يستهان بها" ، وحول مدى إمكانية دعمه من الإخوان فى انتخابات الرئاسة قال منصور حسن "هناك حالة من الارتياح من جانب الإخوان لدعمى ولا أخفى عليكم أنه كانت تأتينى رسل وكنت أبحث معهم وأشوف هل الإخوان يؤيدوننى أم لا، واستشعرت أنه لا يوجد اعتراض على ترشحى للرئاسة، والرسل التى كانت تتحدث مع الإخوان كانوا يقولون عنى: |والله منصور حسن رجل محترم"، وقلت: |سأنزل لأرى الأمر وأنا معتمد على الله ثم الشعب" .. بل وحتى المنتقدين لكبر سنه – من مواليد 10 فبراير1937 – مردود عليهم بأن عمرو موسي أكمل 75 عاماً وأحمد شفيق عمره 72 عاماً .. بل وحتى محمد البرادعي لو كان أكمل المشوار فهو تعدي السبعين .
وقد قال عنه الدكتور علي السمان في مذكراته «أوراق عمري»، التي صدرت العام قبل الماضي : من الصعب أن أتكلم عن الإعلام المصري دون أن تكون لي وقفة خاصة مع الوزير الأسبق منصور حسن، خصوصا أن هذا الرجل جاء إلي منصبه بفكر شاب وأسلوب قائم علي الحوار والنقاش والإقناع، وكان مختلفا بشكله ومظهره ومضمونه. ويبدو أن السمان لخص بذكاء ملامح وسمات أصابت الهدف مباشرة لأن كل من يقترب من منصور حسن الذي شغل وزيرا للإعلام والثقافة وشؤون الرئاسة في آخر عهد السادات يعرف قدر هذا الرجل ودوره الوطني في المواقع التي شغلها، ويعتبر حسن أحد أبرز أعضاء «نادي الصامتين» فهو معروف بصمته، لكن غير المعروف علي وجه التحديد ما إذا كان صمته الطويل، والذي لم يخرج عنه إلا قليلاً، طواعية منه أو مفروضا عليه، مثله مثل عشرات الشخصيات والرموز البارزة في مصر، ووفقا لبعض المقربين منه فإن الرجل آثر الابتعاد بعد خروجه من السلطة عن كل شيء يمكن أن يورط اسمه أو ينال منه.
وكشف الدكتور محمود جامع الذي كان أحد المقربين من الرئيس الراحل أنور السادات أنه لم يكن يطلع زوجته السيدة جيهان التي كانت تعرف بسيدة مصر الأولي علي قراراته المهمة وأسرار الدولة «فقد كان لها دولتها وشلتها وأهدافها بمنأي عنه، وأنها كانت " تتجسس عليه بمعرفة سكرتيره الخاص فوزي عبدالحافظ وتسببت في تقديم نائبه حسني مبارك استقالته احتجاجا علي صلاحيات منحت لوزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية منصور حسن علي حسابه" ، و يصف جامع، منصور حسن بأنه " شخصية ممتازة ورجل محترم لا يستطيع أحد أن يقول عنه شيئاً.. محب للسادات تماما ومكث معه بالفعل مدة طويلة" .
منصور حسن
والشهادة الأخيرة هنا نشرتها مجلة الشباب للكاتب الكبير صلاح منتصر من خلال عرض كتابه " الصعود والسقوط ..من المنصة إلي المحكمة " ، وقال فيها " منصور حسن كان هو عقدة مبارك ، فهو كان النجم الصاعد الذي احتضنه السادات فور أن تعرف عليه وجذبته اليه حيويته الشابة ولغة حديثه الهادئة السليمة التي تخاطب العقل, وشجاعته في إبداء رأيه حتي لو كان مخالفا للرئيس وإجادته الانجليزية نتيجة دراسته في كلية فكتوريا بالاسكندرية ثم في لندن ثم العلوم السياسية في كلية التجارة قبل انشاء كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, وقد تعرف السادات علي منصور من خلال الحزب الوطني الذي أنشأه عام 8791، في يونيو 9791 ظهر اسم منصور وزيرا للدولة لأول مرة في وزارة د.مصطفي خليل وبعد عشرة أشهر فقط في 0891أصبح وزيرا للثقافة والإعلام ، وعندما أجري السادات تعديلا رأس فيه الوزارة في يناير81 أضاف إلي منصور وزارة شئون رياسة الجمهورية, وهكذا فإنه في أقل من سنتين صعد نجم منصور حسن بسرعة بالغة لدرجة توقع معها بعض المراقبين انه " الرجل القادم في مصر " كما وصفته مجلة الحوادث اللبنانية أشهر المجلات العربية في ذلك الوقت ، وكان منصور حسن بدا العقبة الوحيدة التي برزت في طريق حسني مبارك بعد أن خلا له الطريق من الأربعة الذين كان يخشاهم وقال إنهم سيضعونه تحت أسنانهم ويقرقشونه, فعثمان أحمد عثمان خرج من الوزارة في 6791ولم يعد له دور تنفيذي خاصة بعد ردود الأفعال التي أحدثها كتابه صفحات من تجربتي وهجومه فيه علي جمال عبد الناصر, وبالنسبة لممدوح سالم الذي كان رئيسا للوزارة فقد انتهي دوره في اكتوبر87 وخلفه الدكتور مصطفي خليل, وكذلك خرج سيد مرعي الذي كان رئيسا لمجلس الشعب وخلفه في عام8791 الدكتور صوفي أبو طالب, أما أشرف مروان فقد أنهي عمله رئيسا للهيئة العربية للتصنيع عام97 وتفرغ لأعماله الخاصة, ولكن القدر كما أبعد الأربعة من طريق مبارك فإنه فعل ذلك مع منصور بطريقة غير متوقعة من خلال ، وكما روي منصور حسن للأستاذ صلاح منتصر .. فقد جري خلافه مع الرئيس الراحل أنور السادات لسبب وحيد هو قرارات 5 سبتمبر81 التي تضمنت اعتقال 6351 مصريا من الشخصيات العامة التي تمثل مختلف الأحزاب والتيارات والقوي السياسية بسبب معارضتهم اتفاقية كامب ديفيد, ولم يقتنع منصور بالمبررات التي قيلت للقرارات وإنما علي العكس رآها ضد مبادئه وضد السادات نفسه الذي وحد بقراراته مشاعر غضب جميع قوي المعارضة ومن المفارقات أن مبارك فعل قبل نهايته بشهر واحد نفس الشيء عندما وحد ضده مشاعر غضب كل القوي المعارضة بصورة غير مسبوقة من خلال نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في ديسمبر0102, وهكذا فإنه بينما أودع السادات معارضيه السجون فإن مبارك اطلق معارضيه في الشارع ولم يبق علي واحد يدافع عنه " .