ماهي أبرز الملامح الشخصية للدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح؟
هو الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب وعضو سابق بمكتب
إرشاد جماعة الإخوان المسلمين, هو صاحب المناقشة الشهيرة
مع السادات حين شغل منصب رئيس اتحاد طلاب جامعة
القاهرة, واتهم السادات بأن من يعمل حوله هم مجموعة
من المنافقين, متعللا بمنع الشيخ محمد الغزالي من
الخطابة, واعتقال طلاب ممن تظاهروا في الحرم الجامعي.
فغضب الرئيس السادات وأمره بالوقوف أثناء مناقشته, طالبا
منه أن يحترم نفسه لأنه يتحدث مع كبير العائلة.
هذه الشخصية شديدة الثقة بالنفس فمناظرته مع السادات خير
دليل علي ذلك بالإضافة إلي انشقاقه عن الجماعة فهي
جرأة وهذه الثقة تنعكس علي جرأته في الحديث والحوار
وعدم الخوف من الخوض في أي حوار مهما كان .
هو شخصيه هادئة الطباع, نبرة صوته ثابتة ومنخفضة, بشوش
الوجه وهذه الأشياء تعطيه نوعا من الكاريزما التي قد
تجذب قاعدة عريضة من الناس الذين عرفوه مع جماعة
الإخوان وحتي الذين هم ضد الجماعة حاليا, قلما ينفعل
لأنه يتميز بالثبات الانفعالي.
رغم حديثه الدائم عن الحرية والليبرالية فإن خلفيته
الإخوانية تنعكس كثيرا علي لغة جسده, فجلسته دائما ما
تكون بتربيع اليدين وهذا يعني في لغة الجسد الشخصية
المنغلقة ذات الحواجز والحدود وفي حالات أخري تتشابك
يداه معا مما يعطي نفس الانطباع لاحتياج هذه الشخصية
للأمان والاستقرار.
في بعض الاوقات التي تكون فيها يداه مفتوحتين أثناء
الحديث سوف تلاحظ أن مفردات حديثه تكون معظمها عن
الجماعة أو عن معتقداته الشخصيه لأن هذه الحركة في لغة
الجسد تعني أن الكلام صادر من القلب ولا يوجد حساب
وقتئذ عن التركيز في مفردات معينة مما يدل علي
تلقائية شديدة أثناء الحديث عن انتمائه الأول لجماعة
الإخوان المسلمين وبالتالي فمهما قال عن الحرية وفصل
الدين عن السياسة فاختباؤه وراء مكتبه الدائم خلال
أحاديثه التليفزيونية واتخاذه كساتر له يوحي بجريان
انتمائه للجماعة التي تسري في دمه.
وماذا عن د.محمد سليم العوا؟
- مفكر إسلامي وفقيه قانوني وكان الأمين العام السابق
للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مؤسس بالفريق
العربي للحوار الإسلامي المسيحي وعمل أستاذا للقانون
والفقه الإسلامي في عدد من الجامعات العربية, وعضو مجمع
اللغة العربية بالقاهرة ومجمع الفقه الإسلامي الدولي
بمنظمة المؤتمر الإسلامي.
وهنا يأتي مربط الفرس وهو اللغة العربية الفصحي التي
يتحدث بها العوا في معظم خطاباته بصوته الرخيم وجاذبيته
التي يتمتع بها مع فئات كبيرة من الشعب ولكنها تعطي
انطباع الفقيه او الواعظ وليس انطباع الخطاب السياسي
فهو يعطي إحساسا بأننا نستمع إلي درس أو موعظة وهنا
تحدث الفجوة بين المرسل والمتلقي, ذكاؤه في ترشيح نفسه
للرئاسة هو ذكاء ديني وسياسي فهو يعلم جيدا مدي
قابلية فئات كثيرة من الشعب لدروسه ونصائحه الدينيه
والتي يمكن أن تخدمه في الحياة السياسية وتحدث له
شعبية كافية ليرشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية.
لغة جسده تتسم بالصرامة والرزانة ولكنه يعتبر بشوش الوجه
إلي حد ما خصوصا في لقاءاته التليفزيونية الأخيرة فهو
يحاول استخدام بعض المواقف الفكاهية في السياسة ويدمجها
في أحاديثه وعلي سبيل المثال حينما كان يتحدث عن أحد
الأشخاص الذي اقترح عليه قانونا لتجريم النفاق.
بالنسبة لحركات يديه فلا تعتبر كثيرة, فهو شخص عاطفي
بنسبة معقولة ويظهر ذلك في ارتفاع يد واحدة عن الأخري
أثناء حديثه ولكن الطبع يغلب التطبع فالمعلم الواعظ
يستخدم أصبعه السبابة التي يستخدمها في دروسه للإرشاد
كثيرا ولكن كسياسي يترجم استخدام هذه الأصبع كتهديد أو
تحذير .
حتي الآن لم يتعود سليم العوا علي كونه مرشحا مستقلا
فمازال يستخدم كلمه احنا أو نحن في معظم أحاديثه كما
ذكرنا من قبل كونه معلما أو واعظا دينيا فلا غبار
عليه إنما كقائد أو رئيس للجمهورية قد تستخدم أنها
تعال علي الشعب فاستخدام الجمع حينما يتحدث فرد عن
نفسه تدل في اللغة العربية علي التعظيم والتبجيل.
هل تؤثر خلفية المستشار هشام البسطاويسي في التحليل؟
- الميزان, العدل والحكمة.. هذه هي البيئة التي عاش
فيها القاضي المستشار هشام البسطويسي نائب رئيس محكمة
النقض, وتمرس وتوغل داخل قضايا المجتمع, يختلف كثيرا
المتحدث والمتلقي من حيث المنصب والوضع; فأمامنا هنا
مستمع جيد بالفطرة والممارسة علي الجانب الآخر من
المحامين والشعب, إذا نحن أمام هيكل ثابت جسمانيا يتميز
بثبات انفعالي هائل, ووزن للأفكار المتلقاة متحكم جيد
جدا في حركات يديه وطريقة جلسته, وحتي إيماءات وجهه,
يصعب الحكم عليه إذا ما كان شخصا منفعلا أو مزاجيا;
فهو يمتلك القدرة علي الاحتفاظ ببشاشة وجهه والتحكم في
مشاعره, وهذا طبيعي جدا لمنصبه كقاض, تتميز عيناه
بالارتخاء ليس نتيجة ملل إنما لاستيعاب أكبر قدر ممكن
من الكلام ووزنه ثم الرد عليه, جلسته الواثقة من نفسه
تؤهله للترشح كرئيس للجمهورية, ولكن ليس هناك شخص كامل
من حيث المهارات البشرية; فيجب أن تأخذ مهارة قدرا
أكبر من مهارة أخري; فهو مسترسل في أحاديثه ويرتب
أفكاره, ولكن لديه لازمة في النطق تتضح بسهولة لمدربي
المهارات البشرية; وهي كثرة الوقفات أثناء الحديث فهي لا
تعد تلعثما وإنما مجرد مد لبعض الكلمات المتصلة بحرف
الألف آااااه وهذا إن دل علي شيء فهو يدل علي أنه
في هذه اللحظات والوقفات يستجمع أفكاره بطريقة سريعة
وواعية جدا داخل عقله, ولكن اللاوعي يظهر علي نطقه
وهذا ما يمكن أن يؤخذ عليه.
تواضعه يمكن أن يحصد به أصواتا كثيرة حين ترشحه لمنصب
رئيس الجمهورية, ولكن يمكن للبعض الآخر أن يعتبره ضعفا
ليس في الشخصية ولكن كهيئة رئيس جمهورية يجب أن تكون
له هذه المهارات, وهي التسويق لنفسه بطريقة جيدة, وعلي
كافة المستويات, حيث تضمن له عنصر الانتشار, فإن لم
يكن يملك هو بنفسه هذه المهارة فيجب أن يملك الحنكة
في اختيار من يقوم بالتسويق له, والدليل علي ذلك أنه
عند ذكر قائمة أسماء المرشحين للرئاسة يأتي اسمه في
مؤخرة هذه القائمة مع التركيز لتذكر اسمه بالكامل فهو
يأخذ من نفسه هذا الحق بيده مع أنه شخصية شديدة
الذكاء.
يتميز هشام البسطويسي بدبلوماسية هائلة, بل ومحترف في
الردود علي جميع الأسئلة في أحاديثه التليفزيونية ولكنها
مخيفة كرئيس جمهورية لدولة في حجم مصر وشعبها الذي
عاني كثيرا من دبلوماسية خادعة علي مر العصور.
الانتماء لمجال دبلوماسي مثل عمرو موسي عنصر إيجابي أم سلبي في التحليل؟
أما أمين عام الجامعة العربية السابق عمرو موسي فهو
دبلوماسي ومتحدث لبق ومنمق في إجاباته وتسلسله للأفكار
ويتميز بأسلوب إقناع عال فهو يسرد القضية ويحللها ويشرح
جميع النقاط بمنتهي السلاسة وفي أول حديث إعلامي له
بعد إعلان ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية ظهر من تحليل
مهاراته البشرية ولغة جسده أيضا.
أولا: الأسلوب السلس في الرد علي جميع الأسئلة بدون
استثناء وكان واضحا جدا ولكنه في الحقيقة لم يرد
عليها كاملة فهو في الرد علي الأسئلة كان يطرح
المشكلة ويعطي الحل المثالي وتميز أسلوبه بالمثالية التي
تتناقض كثيرا مع الواقع الذي نعيش فيه الآن .
حركة يده كثيرة وترتفع اليسري عن اليمني وهذا في لغة
الجسد ينم عن شخصية انفعالية فيظهر ذلك في انفعالاته
حين يتكلم أو يسأل سؤالا محرجا فتزيد حركة اليد, وهو
محاور جيد جدا وهذا طبيعي في مجال الخارجية ولكن
عندما تزيد جرعة الدبلوماسية تفقد المصداقية. وجلوسه في
بعض اللقاءات وقدماه في حالة انثناء لأسفل يعكس عدم
الاطمئنان وبحثه عن الأمان داخله ولوحظ في طريقة حديثه
حركة يديه كثيرة وارتفاع الكوع عن الوسط مما يعني أن
الشخص لديه انفعال زائد توزع الطاقة علي اليدين وتحرك
الشخص كثيرا كما أنه يتحرك عند الكلام للأمام والخلف
وعلي الجانبين بطريقة لافتة تدل علي الانفعال الداخلي.
كيف ترين حمدين صباحي؟
الكاتب الصحفي الناصري حمدين صباحي, هو شخصية انفعالية
وهذا يظهر في حركات يديه الكثيرة والتي لا يتحكم فيها
فيظهر انفعاله في أصابعه عندما يتكلم في حقوق الآخرين
فيستخدم أصابعه, وبالتحديد الإبهام والوسط والتصاقهما
بالسبابة في معظم حديثه عن حقوق الشعب المنهوبة, وهو
من بلد ريفي وكان عضوا بالبرلمان عن دائرة بلطيم
بمحافظة كفر الشيخ وتظهر لكنته الريفية في بعض ألفاظه,
ملامح وجهه بها طيبة فطرية و لكن ارتسمت بعض الحدة
عليها بسبب سنين سجنه, عنده مهارات حوارية عالية بسبب
دراسته في الإعلام.
كما أن طريقة جلوسه مرخيا الظهر علي الكرسي مع رجوع
الرأس إلي الوراء ورفع الذقن في بعض لقاءاته في
البرامج الحوارية تنم عن ثقة في النفس, وليست تمثيلا
للثقة في النفس, بل هي بالفعل ثقة بالنفس داخلية
وتمكن من الحديث, يمتلك مهارة في التحدث وترتيبا في
نقاط الأفكار التي يريد أن يستعرضها, كما لوحظ أنه
يستخدم ضم أصابعه مع بعضها مع تلامسها مما يجعله
يوازن بين طاقة جسده ويعطيه تمكنا أكثر في الحديث.
وما هي أهم سمات شحصية د. محمد مرسي المرشح
الذي طرحه حزب الحرية والعدالة بعد استبعاد المهندس
خيرت الشاطر؟
د. محمد مرسي من الشخصيات التحليلية المادية يتحدث
بنغمة صوت علي وتيرة واحدة وفي مجلس الشعب السابق
كانت العصبية تغلب علي أسلوبه ولأنه شخصية تحليلية
عندما يتحدث عن اتجاهات تتحرك اليدان في اتجاهات ولو
تحدث عن دوائر يشير بالأيدي في اتجاهات دائرية ليس
لديه كاريزما دائما مكشر مما يدل علي أن هناك مشكلة
في التواصل هو واثق من نفسه منغلق عن طريق تشبيك
اليد مددا طويلة عند الاستماع للآخرين مما يعني مشاعر
سلبية وهو سريع الغضب كما يبدو من مناقشاته بالبرلمان
لأنه يستخدم لغة جسد خشبية الجسد مشدود السبابة كذلك
ونبرة الصوت تعلو مع الحوار.
وآخر العائدين للسباق بعد قبول الطعن الفريق أحمد شفيق؟
لغة الجسد لدي المرشح المحتمل الدكتور أحمد شفيق ناجحة
جدا للتواصل مع فئة الشباب, فطريقة ملبسه الكاجوال
(البلوفر) والهيئة وطريقة مشيه وكأنه يطير علي الأرض فهو
كان طيارا وقائدا لسلاح الطيران, ثم وزيرا للطيران
المدني, ومن عاشر الطيران فلا حرج عليه أن يمشي بخفة
ورشاقة, وهذا من أسرار الكاريزما التي يتمتع بها,
وحركات يديه الرقيقة في التعبير عما بداخله تنم عن
ممثل بارع جدا في تمثيل هيئة الواثق بدرجة كبيرة من
نفسه وعندما ننظر لشفيق بدون معرفته يمكن أن ننبهر
بحركات جسد سياسي ماهر وأسلوب بسيط في الحوار و لكن
نبرة صوته الهادئة وتبسيط كل الأمور للشعب ممكن أن
تكون مستفزة لعدد كبير ولاسيما من فقد عزيزفهو يتكلم
عن الشهداء والضحايا كأنهم شيء عادي وبسيط ولا يعتبر
هذا الأسلوب نافعا أو ملائما لدولة عانت الكثير مثل
مصر, فهو كان أول رئيس وزراء وخاطف الأنظار بعد
الثورة, ولكن لأيام قليلة; فالكاريزما الخاصة به بالرغم
من كثرة معجبيه إلا أن عمرها كان قصيرا جدا ولا
ننسي الموقف الذي تعرض له في حواره مع الكاتب علاء
الأسواني حين كان يحاول طوال وقت الحديث الحفاظ علي
ثبات حركة جسده وجلوسه مستقيم الظهر إلا أنه انفعل
بشده ليلقي ما بيده من أوراق وظهرت انفعالاته العصبية
طبيعية. أما نبرة الصوت فهي هادئة وبذات الوتيرة مما
يعطي راحة نفسية للمستمع وهي إحدي أدوات الكاريزما لمن
يتسم بالثبات الانفعالي إلا أنه قد يكون مستفزا لبعض
آخر.
هو الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب وعضو سابق بمكتب
إرشاد جماعة الإخوان المسلمين, هو صاحب المناقشة الشهيرة
مع السادات حين شغل منصب رئيس اتحاد طلاب جامعة
القاهرة, واتهم السادات بأن من يعمل حوله هم مجموعة
من المنافقين, متعللا بمنع الشيخ محمد الغزالي من
الخطابة, واعتقال طلاب ممن تظاهروا في الحرم الجامعي.
فغضب الرئيس السادات وأمره بالوقوف أثناء مناقشته, طالبا
منه أن يحترم نفسه لأنه يتحدث مع كبير العائلة.
هذه الشخصية شديدة الثقة بالنفس فمناظرته مع السادات خير
دليل علي ذلك بالإضافة إلي انشقاقه عن الجماعة فهي
جرأة وهذه الثقة تنعكس علي جرأته في الحديث والحوار
وعدم الخوف من الخوض في أي حوار مهما كان .
هو شخصيه هادئة الطباع, نبرة صوته ثابتة ومنخفضة, بشوش
الوجه وهذه الأشياء تعطيه نوعا من الكاريزما التي قد
تجذب قاعدة عريضة من الناس الذين عرفوه مع جماعة
الإخوان وحتي الذين هم ضد الجماعة حاليا, قلما ينفعل
لأنه يتميز بالثبات الانفعالي.
رغم حديثه الدائم عن الحرية والليبرالية فإن خلفيته
الإخوانية تنعكس كثيرا علي لغة جسده, فجلسته دائما ما
تكون بتربيع اليدين وهذا يعني في لغة الجسد الشخصية
المنغلقة ذات الحواجز والحدود وفي حالات أخري تتشابك
يداه معا مما يعطي نفس الانطباع لاحتياج هذه الشخصية
للأمان والاستقرار.
في بعض الاوقات التي تكون فيها يداه مفتوحتين أثناء
الحديث سوف تلاحظ أن مفردات حديثه تكون معظمها عن
الجماعة أو عن معتقداته الشخصيه لأن هذه الحركة في لغة
الجسد تعني أن الكلام صادر من القلب ولا يوجد حساب
وقتئذ عن التركيز في مفردات معينة مما يدل علي
تلقائية شديدة أثناء الحديث عن انتمائه الأول لجماعة
الإخوان المسلمين وبالتالي فمهما قال عن الحرية وفصل
الدين عن السياسة فاختباؤه وراء مكتبه الدائم خلال
أحاديثه التليفزيونية واتخاذه كساتر له يوحي بجريان
انتمائه للجماعة التي تسري في دمه.
وماذا عن د.محمد سليم العوا؟
- مفكر إسلامي وفقيه قانوني وكان الأمين العام السابق
للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مؤسس بالفريق
العربي للحوار الإسلامي المسيحي وعمل أستاذا للقانون
والفقه الإسلامي في عدد من الجامعات العربية, وعضو مجمع
اللغة العربية بالقاهرة ومجمع الفقه الإسلامي الدولي
بمنظمة المؤتمر الإسلامي.
وهنا يأتي مربط الفرس وهو اللغة العربية الفصحي التي
يتحدث بها العوا في معظم خطاباته بصوته الرخيم وجاذبيته
التي يتمتع بها مع فئات كبيرة من الشعب ولكنها تعطي
انطباع الفقيه او الواعظ وليس انطباع الخطاب السياسي
فهو يعطي إحساسا بأننا نستمع إلي درس أو موعظة وهنا
تحدث الفجوة بين المرسل والمتلقي, ذكاؤه في ترشيح نفسه
للرئاسة هو ذكاء ديني وسياسي فهو يعلم جيدا مدي
قابلية فئات كثيرة من الشعب لدروسه ونصائحه الدينيه
والتي يمكن أن تخدمه في الحياة السياسية وتحدث له
شعبية كافية ليرشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية.
لغة جسده تتسم بالصرامة والرزانة ولكنه يعتبر بشوش الوجه
إلي حد ما خصوصا في لقاءاته التليفزيونية الأخيرة فهو
يحاول استخدام بعض المواقف الفكاهية في السياسة ويدمجها
في أحاديثه وعلي سبيل المثال حينما كان يتحدث عن أحد
الأشخاص الذي اقترح عليه قانونا لتجريم النفاق.
بالنسبة لحركات يديه فلا تعتبر كثيرة, فهو شخص عاطفي
بنسبة معقولة ويظهر ذلك في ارتفاع يد واحدة عن الأخري
أثناء حديثه ولكن الطبع يغلب التطبع فالمعلم الواعظ
يستخدم أصبعه السبابة التي يستخدمها في دروسه للإرشاد
كثيرا ولكن كسياسي يترجم استخدام هذه الأصبع كتهديد أو
تحذير .
حتي الآن لم يتعود سليم العوا علي كونه مرشحا مستقلا
فمازال يستخدم كلمه احنا أو نحن في معظم أحاديثه كما
ذكرنا من قبل كونه معلما أو واعظا دينيا فلا غبار
عليه إنما كقائد أو رئيس للجمهورية قد تستخدم أنها
تعال علي الشعب فاستخدام الجمع حينما يتحدث فرد عن
نفسه تدل في اللغة العربية علي التعظيم والتبجيل.
هل تؤثر خلفية المستشار هشام البسطاويسي في التحليل؟
- الميزان, العدل والحكمة.. هذه هي البيئة التي عاش
فيها القاضي المستشار هشام البسطويسي نائب رئيس محكمة
النقض, وتمرس وتوغل داخل قضايا المجتمع, يختلف كثيرا
المتحدث والمتلقي من حيث المنصب والوضع; فأمامنا هنا
مستمع جيد بالفطرة والممارسة علي الجانب الآخر من
المحامين والشعب, إذا نحن أمام هيكل ثابت جسمانيا يتميز
بثبات انفعالي هائل, ووزن للأفكار المتلقاة متحكم جيد
جدا في حركات يديه وطريقة جلسته, وحتي إيماءات وجهه,
يصعب الحكم عليه إذا ما كان شخصا منفعلا أو مزاجيا;
فهو يمتلك القدرة علي الاحتفاظ ببشاشة وجهه والتحكم في
مشاعره, وهذا طبيعي جدا لمنصبه كقاض, تتميز عيناه
بالارتخاء ليس نتيجة ملل إنما لاستيعاب أكبر قدر ممكن
من الكلام ووزنه ثم الرد عليه, جلسته الواثقة من نفسه
تؤهله للترشح كرئيس للجمهورية, ولكن ليس هناك شخص كامل
من حيث المهارات البشرية; فيجب أن تأخذ مهارة قدرا
أكبر من مهارة أخري; فهو مسترسل في أحاديثه ويرتب
أفكاره, ولكن لديه لازمة في النطق تتضح بسهولة لمدربي
المهارات البشرية; وهي كثرة الوقفات أثناء الحديث فهي لا
تعد تلعثما وإنما مجرد مد لبعض الكلمات المتصلة بحرف
الألف آااااه وهذا إن دل علي شيء فهو يدل علي أنه
في هذه اللحظات والوقفات يستجمع أفكاره بطريقة سريعة
وواعية جدا داخل عقله, ولكن اللاوعي يظهر علي نطقه
وهذا ما يمكن أن يؤخذ عليه.
تواضعه يمكن أن يحصد به أصواتا كثيرة حين ترشحه لمنصب
رئيس الجمهورية, ولكن يمكن للبعض الآخر أن يعتبره ضعفا
ليس في الشخصية ولكن كهيئة رئيس جمهورية يجب أن تكون
له هذه المهارات, وهي التسويق لنفسه بطريقة جيدة, وعلي
كافة المستويات, حيث تضمن له عنصر الانتشار, فإن لم
يكن يملك هو بنفسه هذه المهارة فيجب أن يملك الحنكة
في اختيار من يقوم بالتسويق له, والدليل علي ذلك أنه
عند ذكر قائمة أسماء المرشحين للرئاسة يأتي اسمه في
مؤخرة هذه القائمة مع التركيز لتذكر اسمه بالكامل فهو
يأخذ من نفسه هذا الحق بيده مع أنه شخصية شديدة
الذكاء.
يتميز هشام البسطويسي بدبلوماسية هائلة, بل ومحترف في
الردود علي جميع الأسئلة في أحاديثه التليفزيونية ولكنها
مخيفة كرئيس جمهورية لدولة في حجم مصر وشعبها الذي
عاني كثيرا من دبلوماسية خادعة علي مر العصور.
الانتماء لمجال دبلوماسي مثل عمرو موسي عنصر إيجابي أم سلبي في التحليل؟
أما أمين عام الجامعة العربية السابق عمرو موسي فهو
دبلوماسي ومتحدث لبق ومنمق في إجاباته وتسلسله للأفكار
ويتميز بأسلوب إقناع عال فهو يسرد القضية ويحللها ويشرح
جميع النقاط بمنتهي السلاسة وفي أول حديث إعلامي له
بعد إعلان ترشيحه لمنصب رئيس الجمهورية ظهر من تحليل
مهاراته البشرية ولغة جسده أيضا.
أولا: الأسلوب السلس في الرد علي جميع الأسئلة بدون
استثناء وكان واضحا جدا ولكنه في الحقيقة لم يرد
عليها كاملة فهو في الرد علي الأسئلة كان يطرح
المشكلة ويعطي الحل المثالي وتميز أسلوبه بالمثالية التي
تتناقض كثيرا مع الواقع الذي نعيش فيه الآن .
حركة يده كثيرة وترتفع اليسري عن اليمني وهذا في لغة
الجسد ينم عن شخصية انفعالية فيظهر ذلك في انفعالاته
حين يتكلم أو يسأل سؤالا محرجا فتزيد حركة اليد, وهو
محاور جيد جدا وهذا طبيعي في مجال الخارجية ولكن
عندما تزيد جرعة الدبلوماسية تفقد المصداقية. وجلوسه في
بعض اللقاءات وقدماه في حالة انثناء لأسفل يعكس عدم
الاطمئنان وبحثه عن الأمان داخله ولوحظ في طريقة حديثه
حركة يديه كثيرة وارتفاع الكوع عن الوسط مما يعني أن
الشخص لديه انفعال زائد توزع الطاقة علي اليدين وتحرك
الشخص كثيرا كما أنه يتحرك عند الكلام للأمام والخلف
وعلي الجانبين بطريقة لافتة تدل علي الانفعال الداخلي.
كيف ترين حمدين صباحي؟
الكاتب الصحفي الناصري حمدين صباحي, هو شخصية انفعالية
وهذا يظهر في حركات يديه الكثيرة والتي لا يتحكم فيها
فيظهر انفعاله في أصابعه عندما يتكلم في حقوق الآخرين
فيستخدم أصابعه, وبالتحديد الإبهام والوسط والتصاقهما
بالسبابة في معظم حديثه عن حقوق الشعب المنهوبة, وهو
من بلد ريفي وكان عضوا بالبرلمان عن دائرة بلطيم
بمحافظة كفر الشيخ وتظهر لكنته الريفية في بعض ألفاظه,
ملامح وجهه بها طيبة فطرية و لكن ارتسمت بعض الحدة
عليها بسبب سنين سجنه, عنده مهارات حوارية عالية بسبب
دراسته في الإعلام.
كما أن طريقة جلوسه مرخيا الظهر علي الكرسي مع رجوع
الرأس إلي الوراء ورفع الذقن في بعض لقاءاته في
البرامج الحوارية تنم عن ثقة في النفس, وليست تمثيلا
للثقة في النفس, بل هي بالفعل ثقة بالنفس داخلية
وتمكن من الحديث, يمتلك مهارة في التحدث وترتيبا في
نقاط الأفكار التي يريد أن يستعرضها, كما لوحظ أنه
يستخدم ضم أصابعه مع بعضها مع تلامسها مما يجعله
يوازن بين طاقة جسده ويعطيه تمكنا أكثر في الحديث.
وما هي أهم سمات شحصية د. محمد مرسي المرشح
الذي طرحه حزب الحرية والعدالة بعد استبعاد المهندس
خيرت الشاطر؟
د. محمد مرسي من الشخصيات التحليلية المادية يتحدث
بنغمة صوت علي وتيرة واحدة وفي مجلس الشعب السابق
كانت العصبية تغلب علي أسلوبه ولأنه شخصية تحليلية
عندما يتحدث عن اتجاهات تتحرك اليدان في اتجاهات ولو
تحدث عن دوائر يشير بالأيدي في اتجاهات دائرية ليس
لديه كاريزما دائما مكشر مما يدل علي أن هناك مشكلة
في التواصل هو واثق من نفسه منغلق عن طريق تشبيك
اليد مددا طويلة عند الاستماع للآخرين مما يعني مشاعر
سلبية وهو سريع الغضب كما يبدو من مناقشاته بالبرلمان
لأنه يستخدم لغة جسد خشبية الجسد مشدود السبابة كذلك
ونبرة الصوت تعلو مع الحوار.
وآخر العائدين للسباق بعد قبول الطعن الفريق أحمد شفيق؟
لغة الجسد لدي المرشح المحتمل الدكتور أحمد شفيق ناجحة
جدا للتواصل مع فئة الشباب, فطريقة ملبسه الكاجوال
(البلوفر) والهيئة وطريقة مشيه وكأنه يطير علي الأرض فهو
كان طيارا وقائدا لسلاح الطيران, ثم وزيرا للطيران
المدني, ومن عاشر الطيران فلا حرج عليه أن يمشي بخفة
ورشاقة, وهذا من أسرار الكاريزما التي يتمتع بها,
وحركات يديه الرقيقة في التعبير عما بداخله تنم عن
ممثل بارع جدا في تمثيل هيئة الواثق بدرجة كبيرة من
نفسه وعندما ننظر لشفيق بدون معرفته يمكن أن ننبهر
بحركات جسد سياسي ماهر وأسلوب بسيط في الحوار و لكن
نبرة صوته الهادئة وتبسيط كل الأمور للشعب ممكن أن
تكون مستفزة لعدد كبير ولاسيما من فقد عزيزفهو يتكلم
عن الشهداء والضحايا كأنهم شيء عادي وبسيط ولا يعتبر
هذا الأسلوب نافعا أو ملائما لدولة عانت الكثير مثل
مصر, فهو كان أول رئيس وزراء وخاطف الأنظار بعد
الثورة, ولكن لأيام قليلة; فالكاريزما الخاصة به بالرغم
من كثرة معجبيه إلا أن عمرها كان قصيرا جدا ولا
ننسي الموقف الذي تعرض له في حواره مع الكاتب علاء
الأسواني حين كان يحاول طوال وقت الحديث الحفاظ علي
ثبات حركة جسده وجلوسه مستقيم الظهر إلا أنه انفعل
بشده ليلقي ما بيده من أوراق وظهرت انفعالاته العصبية
طبيعية. أما نبرة الصوت فهي هادئة وبذات الوتيرة مما
يعطي راحة نفسية للمستمع وهي إحدي أدوات الكاريزما لمن
يتسم بالثبات الانفعالي إلا أنه قد يكون مستفزا لبعض
آخر.