افرزوها افرزوها.. إسلامية حتلاقوها.. والليبرالية رفضوها!
المصدر : موقع الرحمة المهداة http://mohdat.com/play-14872.html
، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد أظهرت نتائج انتخابات مجلس الشعب التأييد القوي من جماهير الشعب للتيار الإسلامي؛ حيث حصل الإسلاميون على أكثر من 75% من مقاعد المجلس، وهي نتيجة مطابقة لتوقعات الكثيرين، لكنها مخيبة تمامًا لآمال العلمانيين والليبراليين الذين دأبوا على مهاجمة التيار الإسلامي عبر وسائل الإعلام المختلفة التي مكَّنهم منها "نظام مبارك" السابق، فلم يدخروا جهدًا في تشويه الإسلاميين -خاصة السلفيين- وتلفيق الاتهامات لهم، وإثارة الشبهات حولهم؛ لصرف الناس عنهم، وتزهيد الجماهير فيهم، ولكن هذا المكر عاد عليهم بهزيمة مُرَّة في أول انتخابات حقيقية.
فحصد الإسلاميون مئات المقاعد، وخرج العلمانيون والليبراليون من معمعة الانتخابات بمقاعد قليلة؛ ولأن هذا يُحرج كبريائهم، ويفضح حقيقتهم، ويضعف مكانتهم، فأبوا إلا أن يواصلوا حملات التشهير والتزييف وقلب الحقائق، متناسين أن الجماهير قد انصرفت عنهم ولم تعد تنخدع بأكاذيبهم وافتراءاتهم، ولتبرير هزيمتهم التي توقعها كثيرون إلا هم، ولم تُحزن أحدًا إلا هم، راحوا يتشدقون بأن الإسلاميين مارسوا الخداع والتضليل، وحولوا الانتخابات إلى منافسة غير شريفة نالوا بها هذا الفوز الكبير! وهي ادعاءات لا وزن لها ولا قيمة، يحاولون بها تحسين صورتهم.
- فمن ذلك: زَعَمَ العلمانيون والليبراليون أن الإسلاميين استخدموا الشعارات الدينية فانخدعت بها الجماهير.
وهذه مقولة غريبة! إذ إن المشرفين على العملية الانتخابية أكدوا مرارًا وتكرارًا على منع الشعارات الدينية، وأنهم سيقصون من الانتخابات من يرفعها، ولم نسمع أنهم أقصوا أحدًا من المرشحين الإسلاميين لهذا السبب، أي أن الانتخابات جاءت خالية من الشعارات الدينية.
وهل يحتاج الإسلاميون إلى الإصرار والتمسك بشعارات دينية، وقد أعلنوها عالية في برامج أحزابهم أنهم متمسكون بالمرجعية الإسلامية، وبات الجميع يعرف برامجهم الإسلامية ويدرك تطلعاتهم؟!
- وزعم هؤلاء -أيضًا-: أن الإسلاميين قاموا بتقديم الخدمات الاجتماعية، والأعمال الخيرية لقطاعات محتاجة من الشعب، فاستمالوا بها قلوبهم ونالوا بها أصواتهم.
فهل يعيب ذلك الإسلاميين؟!
إنَّ مَن يتولى أمر الناس يجب أن يكون مهتمًا بهم مشفقًا عليهم، حريصًا على الخير لهم، لا يعيش في أبراج عالية.
إن الإسلاميين على اختلاف تياراتهم شعروا باحتياجات الناس مِن قبْل الانتخابات بكثير؛ فسارعوا في إيصال الخير لهم مِن إعانات ومساعدات، وقاموا بمنع جشع التجار عند الأزمات، فلم يتمكن هؤلاء التجار مِن استغلال معاناة الناس ليربحوا من ورائها، وهذا دأب الإسلاميين من سنوات طويلة حتى أوقات تضييق الأمن عليهم، وليس وليد اليوم، فأين كان العلمانيون والليبراليون؟! وهل يعاب على الجماهير أن أيدت مَن يتفاعل معها فيوافقها في العودة لإسلامها، ويسارع في تلبية حوائجها بقدر طاقته رغم قلة إمكانياته، ولا يهنأ بالشبع وجاره بجواره جائع؟!
- وزعم هؤلاء: أن الإسلاميين يستغلون ما في المصريين من تدين!
وهذا ادعاء عجيب وغريب! فهل تَمسُّك المصريين بإسلامهم يعاب عليهم؟! وهل تلبية رغبتهم بالرجوع إلى الإسلام في شئون الحياة يقال عنه: استغلال؟!
إن الواجب على مَن يريد أن يمثِّل هذه الجماهير وينوب عنها أن يوافقها في فكرها ومعتقداتها، وأن يسعى إلى تحقيق آمالها وتطلعاتها، وهذا الشعب أعلنها -ويعلنها قبل ومع الانتخابات- أنه يريد الإسلام، ولهذا يؤيد الإسلاميين، بل لا نتجاوز الحقيقة إن قلنا: إن مَن حصل على مقاعد فردية في مجلس الشعب من الليبراليين إنما نالها؛ لأنه لم يظهر العداء للإسلاميين، ولم يجهر بما يخالف الإسلام؛ وإلا للفظته الجماهير، يؤكد على ذلك تأييد الجماهير لقوائم الإسلاميين في نفس الدوائر الانتخابية التي حصل فيها الليبراليون على مقاعد فردية.
- وزعم هؤلاء: أن الجماهير التي انساقت خلف الإسلاميين هي قطاعات غير متعلمة وغير مثقفة راجت عليهم أفكار الإسلاميين.
وهو ادعاء غريب -أيضًا-! فهذه الأغلبية التي اختارت الإسلاميين تتضمن -بلا شك- كل الطوائف مِن المتعلمين وغيرهم، ومِن المثقفين وغيرهم، ومن الشباب والمسنين، ومن العمال والفلاحين، ومن الرجال والنساء، مِن شمال مصر إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها؛ إذ لم تخل دائرة واحدة في كل الانتخابات مِن تصدر الإسلاميين فيها؛ فما لهؤلاء الليبراليين لا يفقهون حديثًا؟!
وبعد؛ فعلى العلمانيين والليبراليين أن يدركوا أن الشعب رفضهم رسميًّا، وجعل ثقته وتطلعه في الإسلاميين، فآن لهم أن ينتهوا عما هم فيه، فقد لقنهم الشعب درسًا يجب ألا ينسوه، وعليهم أن يعوه، وليحملوا أوراقهم وأفكارهم التي معهم، ويمضوا تاركين أماكنهم لمن يستحقها، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف:21).
المصدر : موقع الرحمة المهداة http://mohdat.com/play-14872.html
، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد أظهرت نتائج انتخابات مجلس الشعب التأييد القوي من جماهير الشعب للتيار الإسلامي؛ حيث حصل الإسلاميون على أكثر من 75% من مقاعد المجلس، وهي نتيجة مطابقة لتوقعات الكثيرين، لكنها مخيبة تمامًا لآمال العلمانيين والليبراليين الذين دأبوا على مهاجمة التيار الإسلامي عبر وسائل الإعلام المختلفة التي مكَّنهم منها "نظام مبارك" السابق، فلم يدخروا جهدًا في تشويه الإسلاميين -خاصة السلفيين- وتلفيق الاتهامات لهم، وإثارة الشبهات حولهم؛ لصرف الناس عنهم، وتزهيد الجماهير فيهم، ولكن هذا المكر عاد عليهم بهزيمة مُرَّة في أول انتخابات حقيقية.
فحصد الإسلاميون مئات المقاعد، وخرج العلمانيون والليبراليون من معمعة الانتخابات بمقاعد قليلة؛ ولأن هذا يُحرج كبريائهم، ويفضح حقيقتهم، ويضعف مكانتهم، فأبوا إلا أن يواصلوا حملات التشهير والتزييف وقلب الحقائق، متناسين أن الجماهير قد انصرفت عنهم ولم تعد تنخدع بأكاذيبهم وافتراءاتهم، ولتبرير هزيمتهم التي توقعها كثيرون إلا هم، ولم تُحزن أحدًا إلا هم، راحوا يتشدقون بأن الإسلاميين مارسوا الخداع والتضليل، وحولوا الانتخابات إلى منافسة غير شريفة نالوا بها هذا الفوز الكبير! وهي ادعاءات لا وزن لها ولا قيمة، يحاولون بها تحسين صورتهم.
- فمن ذلك: زَعَمَ العلمانيون والليبراليون أن الإسلاميين استخدموا الشعارات الدينية فانخدعت بها الجماهير.
وهذه مقولة غريبة! إذ إن المشرفين على العملية الانتخابية أكدوا مرارًا وتكرارًا على منع الشعارات الدينية، وأنهم سيقصون من الانتخابات من يرفعها، ولم نسمع أنهم أقصوا أحدًا من المرشحين الإسلاميين لهذا السبب، أي أن الانتخابات جاءت خالية من الشعارات الدينية.
وهل يحتاج الإسلاميون إلى الإصرار والتمسك بشعارات دينية، وقد أعلنوها عالية في برامج أحزابهم أنهم متمسكون بالمرجعية الإسلامية، وبات الجميع يعرف برامجهم الإسلامية ويدرك تطلعاتهم؟!
- وزعم هؤلاء -أيضًا-: أن الإسلاميين قاموا بتقديم الخدمات الاجتماعية، والأعمال الخيرية لقطاعات محتاجة من الشعب، فاستمالوا بها قلوبهم ونالوا بها أصواتهم.
فهل يعيب ذلك الإسلاميين؟!
إنَّ مَن يتولى أمر الناس يجب أن يكون مهتمًا بهم مشفقًا عليهم، حريصًا على الخير لهم، لا يعيش في أبراج عالية.
إن الإسلاميين على اختلاف تياراتهم شعروا باحتياجات الناس مِن قبْل الانتخابات بكثير؛ فسارعوا في إيصال الخير لهم مِن إعانات ومساعدات، وقاموا بمنع جشع التجار عند الأزمات، فلم يتمكن هؤلاء التجار مِن استغلال معاناة الناس ليربحوا من ورائها، وهذا دأب الإسلاميين من سنوات طويلة حتى أوقات تضييق الأمن عليهم، وليس وليد اليوم، فأين كان العلمانيون والليبراليون؟! وهل يعاب على الجماهير أن أيدت مَن يتفاعل معها فيوافقها في العودة لإسلامها، ويسارع في تلبية حوائجها بقدر طاقته رغم قلة إمكانياته، ولا يهنأ بالشبع وجاره بجواره جائع؟!
- وزعم هؤلاء: أن الإسلاميين يستغلون ما في المصريين من تدين!
وهذا ادعاء عجيب وغريب! فهل تَمسُّك المصريين بإسلامهم يعاب عليهم؟! وهل تلبية رغبتهم بالرجوع إلى الإسلام في شئون الحياة يقال عنه: استغلال؟!
إن الواجب على مَن يريد أن يمثِّل هذه الجماهير وينوب عنها أن يوافقها في فكرها ومعتقداتها، وأن يسعى إلى تحقيق آمالها وتطلعاتها، وهذا الشعب أعلنها -ويعلنها قبل ومع الانتخابات- أنه يريد الإسلام، ولهذا يؤيد الإسلاميين، بل لا نتجاوز الحقيقة إن قلنا: إن مَن حصل على مقاعد فردية في مجلس الشعب من الليبراليين إنما نالها؛ لأنه لم يظهر العداء للإسلاميين، ولم يجهر بما يخالف الإسلام؛ وإلا للفظته الجماهير، يؤكد على ذلك تأييد الجماهير لقوائم الإسلاميين في نفس الدوائر الانتخابية التي حصل فيها الليبراليون على مقاعد فردية.
- وزعم هؤلاء: أن الجماهير التي انساقت خلف الإسلاميين هي قطاعات غير متعلمة وغير مثقفة راجت عليهم أفكار الإسلاميين.
وهو ادعاء غريب -أيضًا-! فهذه الأغلبية التي اختارت الإسلاميين تتضمن -بلا شك- كل الطوائف مِن المتعلمين وغيرهم، ومِن المثقفين وغيرهم، ومن الشباب والمسنين، ومن العمال والفلاحين، ومن الرجال والنساء، مِن شمال مصر إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها؛ إذ لم تخل دائرة واحدة في كل الانتخابات مِن تصدر الإسلاميين فيها؛ فما لهؤلاء الليبراليين لا يفقهون حديثًا؟!
وبعد؛ فعلى العلمانيين والليبراليين أن يدركوا أن الشعب رفضهم رسميًّا، وجعل ثقته وتطلعه في الإسلاميين، فآن لهم أن ينتهوا عما هم فيه، فقد لقنهم الشعب درسًا يجب ألا ينسوه، وعليهم أن يعوه، وليحملوا أوراقهم وأفكارهم التي معهم، ويمضوا تاركين أماكنهم لمن يستحقها، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف:21).