في جازة رسمية مهيبة ظهر أمس الخميس 27 أغسطس / آب 2009 شيع آلاف المواطنين جنازة اللواء مصطفى زيد، رئيس المباحث الجنائية فى الجيزة، إلى مثواه الأخير، وسط صرخات ابنته التى انهمرت فى البكاء، ودموع العشرات من زملائه وأقاربه وجيرانه.
كان الفقيد قد توفى إثر اصطدام أتوبيس طائش به، أثناء معاينته مكان هبوط طائرة الرئيس مبارك، أعلى الطريق الدائرى، لتأمين زيارته لافتتاح الوصلة التى تربط طريقى المحور والدائرى.
من جانبه، أكد الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر، الذى أمّ المصلين وشارك فى الجنازة: "إن الفقيد من الشهداء ونحتسبه عند الله ونطلب أن يلحقنا به، ويتغمده برحمته ويلهم أهله الصبر والسلوان".
ووقف أبناء الشهيد مصطفى زيد فى حالة انهيار شديد، واستند ابنه الأكبر أيمن "23 سنة ـ مهندس" على بعض أصدقائه وأقاربه، وكان الابن الأصغر أحمد "16 سنة" لا يقوى على الوقوف وظل يبكى طوال الجنازة واحتضنته شقيقته أمل، عقب تشييع الجنازة وأطلقا صرخات أبكت الجميع.
وأمر المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام، بحبس سائق الأتوبيس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق ووجه له تهمة القتل الخطأ والإصابة الخطأ والإتلاف العمدى.
وكشفت التحقيقات بإشراف المستشار حمادة الصاوى، المحامى العام الأول، عن أن الضحية كان يعاين مكان هبوط طائرة الرئيس، وأوقفت القوة التى كانت برفقته الطريق، وأثناء المعاينة فوجئ الجميع بأتوبيس يقتحم سيارة الشرطة ويدهس اللواء زيد.
وقد كشفت أسرة اللواء مصطفى زيد مدير مباحث الجيزة ـ الذى استشهد إثر تعرضه لحادث أثناء عمله في تسيير حركة المرور ـ أن الشهيد كان يستعد للسفر لأداء العمرة في الليلة التي توفي فيها، كما اعتاد كل عام ، ولكن القدر لم يمهله.
وتحدثت اسرة الشهيد ـ المكونة من زوجته وأبناؤه الثلاثة أيمن "مهندس" وأحمد الطالب بالأكاديمية البحرية وأمل الطالبة بإحدي الجامعات الخاصة ـ عن اللحظات الأخيرة قبل تلقيهم النبأ، وقالوا إنهم كانوا في إنتظار الشهيد علي طعام الإفطار كما إعتاد كل يوم أن يحضر إليهم، لكنه تأخر بعض الوقت بسبب إنشغاله بأداء واجبه الأمني، ولكن إنتظارهم طال بعض الشيء في هذا اليوم حتى ساورهم القلق، حسبما ذكرت صحيفة الاهرام في عددها الصادر يوم الجمعة 28 أغسطس / آب 2009.