إن الجميع يريد المشاركة في الكعكة السياسية، لكنها حتى الآن غير جاهزة، هذه الكعكة التي أعاد المصريون إعدادها عشرات المرات، وميدان التحرير هو المطبخ. الثورة لم تنته في مصر بعد، ويخشى أن تصل إلى مرحلة الاختطاف من قبل المنتفعين، أو بعض فلول النظام السابق. ثورة مصر ماتت، ويتناسى الناس الرموز والأبطال في ميدان التحرير بداية هذا العام، وتفقد أحداث مصر نكهتها الخاصة، لأن النزول إلى ميدان التحرير والاعتراض الدائم والصراعات أفقدتها تلك النكهة.
بإمكان شباب مصر التفكير جدياً في الطريقة التي بها تتم معالجة الديون والمشاكل الاقتصادية، ويتم إنعاش اقتصاد "أم الدنيا" على أيدي شبابها، ويشاركون في الحكومة المنتخبة، ويدخلون شركاء في مرحلة صناعة مصر الجديدة، مصر التي كان يزورها الناس طمعاً في أجواء النيل، ومشاهدة التاريخ الفرعوني العظيم، والآن، سيصبح ميدان التحرير لا يقل أهمية عن قوس النصر. لكن ينقصه الجمال، ينقصه العقل والحكمة من قبل المتظاهرين. ميدان التحرير، رمز تحرير فعلاً وتحرر من سلطة جثمت على قلوب المصريين وأنهكت اقتصادهم، لكن ينقصه أن يعود كما كان، ويبقى رمزاً لا يفسده المختطفون.
لكم تحياتي