هل ستصبح مصر ديمقراطية؟
معتز بالله عبد الفتاح
إن شاء الله، ستخطو مصر أولى خطوات التحول الديمقراطى فى الشهور القادمة. وكما شبهت من قبل تخوف المصريين وتشككهم الدائم فى أن الديمقراطية قادمة بالمرأة التى ظلت لفترة طويلة لا تنجب. وفى عدة مرات، شعرت بأعراض الحمل، ثم تبين أنه حمل كاذب. وأخيرا أصبح الحمل حقيقيا، لكن المحيطين بها لا يصدقون، وهذا تفكير له ما يبرره، من تاريخنا الملىء بالمؤامرات والدسائس، ومع الارتباك الشديد فى إدارة المرحلة الانتقالية. ولكن من يقرأ فى تاريخ التحول الديمقراطى فى دول مثل إندونيسيا وبولندا والبرازيل يجد «لخبطة» مشابهة. ومع ذلك أن على يقين أنه طالما هناك نسبة معقولة من المصريين يقظون وراغبون فى تحول ديمقراطى حقيقى، فهذا يكفى لبدء التحول الديمقراطية إن شاء الله.
ولكن ما الذى يعوق التحول الديمقراطى؟ هناك أكثر من سيناريو تردد على ألسنتنا فى الفترة الماضية.
السيناريو الأول: المجلس العسكرى يقول ما يرضى الناس عن الديمقراطية، لكنه يريد أن تسوء الأمور أمنيا، وبالتالى يكون من المستحيل أن تجرى الانتخابات فى موعدها، حتى لا يصل أحد إلى السلطة غيرهم. ولكن الانتخابات ستكون فى موعدها إن شاء الله.
السيناريو الثانى: يفترض هذا السيناريو أن المجلس العسكرى أزكى من أن يحكم بنفسه، فهو تحالف بالفعل مع السلفيين والإخوان حتى يفوز هؤلاء بالانتخابات القادمة، ويحكم هو من خلف الستار. وبما أن بقية الشعب الذى خرج فى 25 يناير «ساذج» (سامحونى، لكن لا بد أن يسير السيناريو على هذا النحو)، فالنتيجة النهائية أن التيار الإسلامى متحالف مع الجيش سيحكمان على نحو ما يوجد فى السودان أو إيران. وعليه فالحمل كاذب لأننا استبدلنا حكم العسكر والحزب الوطنى بحكم العسكر والإسلاميين. وهذا غير صحيح.
السيناريو الثالث: المجلس العسكرى متحالف مع القوى المدنية يريدون أن يعطوا للقوى الدينية الفرصة كى يحصلوا على الأغلبية ثم ينقلبوا عليهم مثلما حدث فى الجزائر وفى غزة. وهذا أيضا لا يبدو منطقيا لأنه ما الداعى للانتظار حتى ذلك بعد الانتخابات؟ وأزعم أن قوانا المحافظة دينيا أزكى من أن تكون تكرارا لتجربة الجزائر.
السيناريو الرابع: المجلس العسكرى يؤجل الانتخابات الرئاسية حتى يظهر شخص عسكرى مناسب ويفوز بها ليقضى على الديمقراطية من خلال واحدة من أهم أدواتها وهى الانتخابات. والحقيقة أننى لا أتمنى أن يحكم مصر رئيس عسكرى. لكن حتى لو حدث هذا فهو رئيس منتخب وفقا لدستور لا بد أن يحترمه، هناك قطعا سيناريوهات أخرى للحمل الكاذب. ولكن هى فى معظمها متهافتة.
أزعم أن هذا ليس حملا كاذبا، ولن يكون. نحن نسير على طريق الانتخابات التى هى خطوة أولى فى طريق بناء الديمقراطية، وإن كانت ليست ضامنة لها. وسيكون لكل حادث حديث حينئذ.
معتز بالله عبد الفتاح
إن شاء الله، ستخطو مصر أولى خطوات التحول الديمقراطى فى الشهور القادمة. وكما شبهت من قبل تخوف المصريين وتشككهم الدائم فى أن الديمقراطية قادمة بالمرأة التى ظلت لفترة طويلة لا تنجب. وفى عدة مرات، شعرت بأعراض الحمل، ثم تبين أنه حمل كاذب. وأخيرا أصبح الحمل حقيقيا، لكن المحيطين بها لا يصدقون، وهذا تفكير له ما يبرره، من تاريخنا الملىء بالمؤامرات والدسائس، ومع الارتباك الشديد فى إدارة المرحلة الانتقالية. ولكن من يقرأ فى تاريخ التحول الديمقراطى فى دول مثل إندونيسيا وبولندا والبرازيل يجد «لخبطة» مشابهة. ومع ذلك أن على يقين أنه طالما هناك نسبة معقولة من المصريين يقظون وراغبون فى تحول ديمقراطى حقيقى، فهذا يكفى لبدء التحول الديمقراطية إن شاء الله.
ولكن ما الذى يعوق التحول الديمقراطى؟ هناك أكثر من سيناريو تردد على ألسنتنا فى الفترة الماضية.
السيناريو الأول: المجلس العسكرى يقول ما يرضى الناس عن الديمقراطية، لكنه يريد أن تسوء الأمور أمنيا، وبالتالى يكون من المستحيل أن تجرى الانتخابات فى موعدها، حتى لا يصل أحد إلى السلطة غيرهم. ولكن الانتخابات ستكون فى موعدها إن شاء الله.
السيناريو الثانى: يفترض هذا السيناريو أن المجلس العسكرى أزكى من أن يحكم بنفسه، فهو تحالف بالفعل مع السلفيين والإخوان حتى يفوز هؤلاء بالانتخابات القادمة، ويحكم هو من خلف الستار. وبما أن بقية الشعب الذى خرج فى 25 يناير «ساذج» (سامحونى، لكن لا بد أن يسير السيناريو على هذا النحو)، فالنتيجة النهائية أن التيار الإسلامى متحالف مع الجيش سيحكمان على نحو ما يوجد فى السودان أو إيران. وعليه فالحمل كاذب لأننا استبدلنا حكم العسكر والحزب الوطنى بحكم العسكر والإسلاميين. وهذا غير صحيح.
السيناريو الثالث: المجلس العسكرى متحالف مع القوى المدنية يريدون أن يعطوا للقوى الدينية الفرصة كى يحصلوا على الأغلبية ثم ينقلبوا عليهم مثلما حدث فى الجزائر وفى غزة. وهذا أيضا لا يبدو منطقيا لأنه ما الداعى للانتظار حتى ذلك بعد الانتخابات؟ وأزعم أن قوانا المحافظة دينيا أزكى من أن تكون تكرارا لتجربة الجزائر.
السيناريو الرابع: المجلس العسكرى يؤجل الانتخابات الرئاسية حتى يظهر شخص عسكرى مناسب ويفوز بها ليقضى على الديمقراطية من خلال واحدة من أهم أدواتها وهى الانتخابات. والحقيقة أننى لا أتمنى أن يحكم مصر رئيس عسكرى. لكن حتى لو حدث هذا فهو رئيس منتخب وفقا لدستور لا بد أن يحترمه، هناك قطعا سيناريوهات أخرى للحمل الكاذب. ولكن هى فى معظمها متهافتة.
أزعم أن هذا ليس حملا كاذبا، ولن يكون. نحن نسير على طريق الانتخابات التى هى خطوة أولى فى طريق بناء الديمقراطية، وإن كانت ليست ضامنة لها. وسيكون لكل حادث حديث حينئذ.