نعش وجنازة رمزية لمعلمي مصر وفرحة عارمة
بسبب إشاعة استجابة "شرف" لإقالة وزير التعليم
في إشارة لنجاح مليونية المعلم وسماع دويها في مجلس الوزراء ،
أكدت مصادر مطلعة لـ" الدستور الأصلي " أن الدكتور عصام شرف رئيس مجلس
الوزراء ، طالب كل من الدكتور طارق الحصري مستشار وزير التربية والتعليم
لشئون التطوير الإداري، والدكتور رضا مسعد رئيس قطاع التعليم العام
بالوزارة " بالحضور إلى مقر مجلس الوزراء لبحث مطالب المعلمين ومحاولة
احتواء الموقف نظرا لسفر وزير التربية والتعليم خارج البلاد لمشاركته في
مؤتمر الدول ذات الكثافة السكانية بالهند وتمثيل الحكومة المصرية هناك .
وفشلت القوات العسكرية التابعة للجيش في تحجيم مليونية المعلم
التي نظمت اليوم- السبت- أمام مقر مجلس الوزراء ،حيث نجح المعلمون
المتظاهرون في إغلاق كافة مداخل ومخارج شارعي القصر العيني ومجلس الشعب ،
حيث افترش بعض المعلمون الأرض لمنع مرور السيارات ، نظرا لكثرة أعداد
المعلمين المشاركين في المليونية ، مما أدى إلى شلل حركة المرور في
الشارعين ، واضطرار سائقي السيارات وأتوبيسات النقل إلى الدوران للخلف
والبحث عن شوارع جانبية لسلكها .
المعلمون قاموا بتشكيل لجان شعبية لتأمين مداخل ومخارج شارعي
القصر العيني ومجلس الشعب والإطلاع على بطاقات تحقيق الهوية ، منعا لدخول
أي عناصر مندسة بين صفوف المعلمين وإحداث انشقاقات وتفرقة بينهم .
ومن وحي روح ميدان التحرير قام بعض المعلمون بتوزيع بعض
المأكولات الجافة والبلح والمشروبات على زملائهم من المعلمين المشاركين في
المليونية ، بينما نجح الباعة الجائلين في استغلال مليونية المعلم ،
وانتشروا بين المعلمين لبيع المشروبات المثلجة والمياه الغازية وبعض
الأطعمة بأسعار عالية.
وعلى الرغم من ارتفاع درجة حرارة الشمس الحارقة التي أرهقت
البعض إلا أن المعلمون أصروا على استكمال مليونيتهم لحين تنفيذ كافة
مطالبهم ، واختلف المعلمون حول تحويل المليونية إلى اعتصام مفتوح أمام مقر
مجلس الوزراء لحين تنفيذ مطالبهم ، أم جعلها الإنذار الأخير لمجلس الوزراء ،
تمهيدا للإضراب العام للمعلمين يوم 17 سبتمبر الجاري المقرر له بدء العام
الدراسي الجديد
ياسر عباس الشهاوي " عضو اللجنة التنسيقية العليا لاتحاد
معلمي مصر " قال في تصريح خاص لـ" الدستور الأصلي " أن اللجنة التنيسقية
قررت تنظيم اعتصام مفتوح اليوم –السبت- أمام مجلس الوزراء حتى استجابة
حكومة " شرف " لمطالب المعلمين ، بينما رفض بعض المعلمين تصريحات الشهاوى
باعلانه الاعتصام المفتوح ، مؤكدين على انهم سيسيروا وفق الخطة التي وضعها
المعلمون بتوجيه إنذار يوم العاشر من سبتمبر لحكومة " شرف " ، على أن يتم
الإضراب أول أيام العام الدراسي .
في سياق منفصل قام بعض شباب المعلمين المحسوبين على جماعة
الإخوان المسلمين بتسلق بعض الأشجار الأمامية لشارعي مجلس الشعب والقصر
العيني في تعليق اللافتات المزيلة بشعارات الجماعة ، خوفا من اتلافها من
قبل المعلمين المحتجين على تسييس قضيتهم ورفع شعارات للجماعات والأحزاب
السياسية ، فيما استغل البعض الآخر من معلمي الإخوان المليونية للدعاية
الانتخابية لانتخابات نقابة المهن التعليمية ومجلسي الشعب والشورى ، حيث
رفع معلمي الجماعة قائمة الغصلاح والتغيير المؤيدة لمطالب المعلمين .
أكد بعض المعلمون على أن اقالة وزير التربية والتعليم وحده لا
تكفي، بل يجب إقالة جميع مستشاريه معه ، ومديري الإدارات التعليمية وعلى
رأسهم الدكتور رضا أبو سريع .
انضم بعض معلمي المسمى الوظيفي المطالبين بتعديل المسمى
الوظيفي طبقا لتخصصاتهم المختلفة ونقلهم بالمرحلة الإعدادية والثانوية ،
إضافة إلى انضمام معلمي المدارس الخاصة الى المليونية ، مؤكدين على
مطلبهم بالاشراف الكلي على المدارس الخاصة من قبل وزارة التربية والتعليم
وتنفيذ جميع قرارات ولوائح وزارة التعليم عليها ، إضافة إلى تطهيرها من
الفساد الاداري والمالي وتطبيق قانون المثل الذي وضعه وزير التربية
والتعليم للمساواة بين معلمي الحكومة ومعلمي المدارس الخاصة ، وتطهير
مديريات التربية والتعليم من مديري التعليم الخاص .
ومن قاموس الزعيم الليبي المخلوع " معمر القذافي " استمد
المعلمون بعض الشعارات التي ألهمت حماس المتظاهرين وضاعفت من أعدادهم مثل "
زنجة ، زنجة ، دار ،دار .. المعلم ولع نار "... "زنجة ، زنجة ،دار، دار ..
عاوزين وزارة أحرار "..." زنجة ، زنجة حارة ، حارة .. المعلم رجع ورا " .
وكانت قد سيطرت فرحة عارمة بين أوساط المعلمين المشاركين في
مليونية المعلم اليوم السبت بسبب ما تردد حول إشاعة إصدار الدكتور عصام شرف
رئيس مجلس الوزراء قرار بإقالة الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية
والتعليم من منصبه ، مما ألهب حماس المعلمون المتظاهرون مرددين هتافات
بصوت عالي " الله أكبر ، ولله الحمد " .
بعد إعلان خبر استجابة مجلس الوزراء لمطلب المعلمين الأساسي
بإقالة وزير التعليم من منصبه ، طالبوا أيضا باقالة مستشاري الوزير والذي
على رأسهم الدكتور رضا أبو سريع مساعد أول وزير التعليم والدكتور طارق
الحصري مستشار وزير التعليم لشئون التطوير الإداري.
وباقي المستشارين إضافة الى المطالبة بإقالة الدكتور حازم
الببلاوي وزير المالية لعدم ستجابته لتحسين أجور المعلمين وصرف حافز الـ
200% كاملة دون احتساب مكافأة الامتحانات والكادر ، مرددين هتافات "ارحل ،
ارحل يا ببلاوي ، عاوزين 200% الوزارة دي حرامية "، وأكد المعلمين علي
ضرورة إقالة أي وزير لا يتناسب عمله مع روح الثورة المصرية مرددين " يسقط
يسقط أي وزير لو مش قادر علي التغيير " ، كما قام المعلمون بحمل نعش
وتشييع جنازة رمزية في إشارة إلى تدني أوضاع المعلمون.
ومن جانبه أعلن الاتحاد المصري للنقابات المستقلة على لسان
الناشط كمال أبو عيطة تضامن الاتحاد مع كافة مطالب المعلمين التي وصفها.
بالمشروعة والعادلة ، كما حث المعلمين على استكمال مسيرة الثورة والشهداء
والتكاتف في صف واحد ضد أي فرقة أو تقسيم بين صفوف المعلمين ، الأمر الذى
جعل المعلمون يرددون هتاف " معلمي مصر إيد واحدة ".
المعلمون أكدوا علي استيائهم من الطريقة التي تعامل بها
الإعلان المصري مع مليونيتهم وإذاعة أخبار مشوهة على أن عددهم عشرات
المعلمين فقط وردد المعلمون هتافات " الإعلام المصري باطل و وزير الإعلام
باطل وفلول الإعلام باطل ".