يعيش المعلمون فى مصر عددا لا حصر له من المآسى، أقل ما يشغل بالهم منها هو تدنى المستوى التعليمى للطلاب، لكن تبقى أهم الكوارث فى نوعية ومؤهلات وعقلية وزراء التعليم المتعاقبين على هذا المنصب، فإما أن يكون فاسدا أو جاهلا أو حتى مجنونا يجعل من عقول التلاميذ حقول تجارب لعبقريته التى لا تصلح إلا لمنصب كاتب كسول فى قبو أرشيف حكومى يقضى يومه فى مطالعة صفحة الوفيات، وقد يكون الوزير أيضا مستسلما لتفاهات من حوله بدعوى أنها حرية الرأى والاختيار، ويفعل ما يبرره بأنه نزول على رغبة محبيه فيوافق على أن ينافس على منصب نقيب المعلمين ويرضى لبوستراته أن تملأ جدران المبنى الأثرى الذى شوهته البيروقراطية وسوء التقدير وعدم احترام التاريخ، ويترك بعض العاملين بالوزارة ممن كانوا يعملون مخبرين بمناصب شرفية لكى يشيعوا بين الغاضبين من قرار الوزير أنه جاء لينقذ النقابة من أن يختطفها مرشح الإخوان، مستندين لظاهرة التكويش التى قادتها الجماعة مؤخرا بديكتاتورية مراهقة، بينما هذه المبررات أيضا ديكتاتورية أخرى تستغل خوف الناس من نتائج لم تتضح مقدماتها جيدا وتصدر لهم السيناريو الأسود الذى سيحدث بالتأكيد طالما توافرت مثل هذه العقول التافهة.
وربما لن يكون مستغربا على وزير جاء فى غفلة من الثورة وسط حالة الإحباط والفوضى، أن تراوده كوابيس عن الانزواء والتلاشى بعد أسابيع قليلة يأتى خلالها الرئيس وتتغير فيها الحكومة، فيبحث لنفسه عن مكان يضمنه، فى ظل الفوضى أيضا، متأملا فى المساندة التى قد يوفرها له منصبه كوزير، متناسيا أنه بذلك يوقظ أساليب رخيصة كنا نظنها سقطت مع النظام السابق، ويمنحنا جرعة جديدة من اليأس فى تغيير العقليات التى أوصلتنا لتلك الحالة من الانحدار، وتتبدى سخرية الأقدار فى أن يسعى الوزير لإحياء تلك الأساليب فى نقابة حطمها التجاهل ونخر سوس الفساد عظامها، واحتمى فاسدوها بسلطة غشيمة منعدمة الوطنية، تجاهلت أطنانا من التقارير الرقابية التى تكشف ما يكفى لإقالة حكومة بأكملها ورغم ذلك ظل سارقوها يخرجون ألسنتهم للناس بعدما أمنوا العقاب.
قد نكون على يقين بأن انتقاد قرار الوزير بالترشح لمنصب النقيب، لن يجدى نفعا معه فى التراجع، لكن الأمل والرجاء يظلان متعلقين بما تبقى لدى معلمى مصر من بصيرة لكى يلقنوا عقلية الوزير ومن على شاكلته درسا فى قوة التغيير التى تجرى فى عروق هذا البلد، ورغبة الإصلاح التى تحرك الشرفاء من مربى الأجيال الذى لا يصح أبدا أنهم استطاعوا الاتحاد والتجمع خلف مطالب مادية، قالوا إنها من حقهم و الثورة فرضت عليهم المطالبة بها، ولا يمنحون الثورة حقا أصيلا عليهم بأن يعيدوا لنقابتهم شرفها وكرامتها التى أهدرت على مدار عقود، ويجعلونها مثالا لهزيمة الانتهازية والمصالح، وينتخبون صاحب البرنامج الأصلح والأكثر نفعا للمدرس ومستقبل المهنة أيا كانت توجهاته.
وربما لن يكون مستغربا على وزير جاء فى غفلة من الثورة وسط حالة الإحباط والفوضى، أن تراوده كوابيس عن الانزواء والتلاشى بعد أسابيع قليلة يأتى خلالها الرئيس وتتغير فيها الحكومة، فيبحث لنفسه عن مكان يضمنه، فى ظل الفوضى أيضا، متأملا فى المساندة التى قد يوفرها له منصبه كوزير، متناسيا أنه بذلك يوقظ أساليب رخيصة كنا نظنها سقطت مع النظام السابق، ويمنحنا جرعة جديدة من اليأس فى تغيير العقليات التى أوصلتنا لتلك الحالة من الانحدار، وتتبدى سخرية الأقدار فى أن يسعى الوزير لإحياء تلك الأساليب فى نقابة حطمها التجاهل ونخر سوس الفساد عظامها، واحتمى فاسدوها بسلطة غشيمة منعدمة الوطنية، تجاهلت أطنانا من التقارير الرقابية التى تكشف ما يكفى لإقالة حكومة بأكملها ورغم ذلك ظل سارقوها يخرجون ألسنتهم للناس بعدما أمنوا العقاب.
قد نكون على يقين بأن انتقاد قرار الوزير بالترشح لمنصب النقيب، لن يجدى نفعا معه فى التراجع، لكن الأمل والرجاء يظلان متعلقين بما تبقى لدى معلمى مصر من بصيرة لكى يلقنوا عقلية الوزير ومن على شاكلته درسا فى قوة التغيير التى تجرى فى عروق هذا البلد، ورغبة الإصلاح التى تحرك الشرفاء من مربى الأجيال الذى لا يصح أبدا أنهم استطاعوا الاتحاد والتجمع خلف مطالب مادية، قالوا إنها من حقهم و الثورة فرضت عليهم المطالبة بها، ولا يمنحون الثورة حقا أصيلا عليهم بأن يعيدوا لنقابتهم شرفها وكرامتها التى أهدرت على مدار عقود، ويجعلونها مثالا لهزيمة الانتهازية والمصالح، وينتخبون صاحب البرنامج الأصلح والأكثر نفعا للمدرس ومستقبل المهنة أيا كانت توجهاته.