بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو تأملنا في واقعنا المعاصر لوجدنا أن الحياء كخلق رفيع يجب أن يتمثله الكبير والصغير المرأة والرجل ،
نجد ان ذلك الخلق قد أوشك على الاندثار من بين المسلمين وللأسف!
وربما كان الكثير ممن ينسب للإسلام لا يفكر في هذه الكلمة ، لهذا سنعى - إن شاء الله - أن نجوب معكم في بستان الحياء ،
لعلنا نستطيع أن نبين بعض أزهاره التي عمت كثير من العيون عن رؤيتها :
فالـــحـيـــــــا ء
خلق عظيم من أخلاق الإسلام .
هو خلق جامع لكل خصال الخير، يدفع الإنسان إلى فعل المحاسن والفضائل ، ويبعده عن القبائح والرذائل.
خلق هو رأس مكارم الأخلاق ، فلا يكون في شيء إلا زانه ، ولا يخلو منه شيء إلا شانه.
إنه شعبة من شعب الإيمان ، وسبب من أسباب السعادة والقرب من الرحمن.
بل هو رمز وشعار الإسلام ، قال رسول الله:" إن لكل دين
خلق، وإن خلق الإسلام الحياء"
فمن رزقه الله الحياء ، فقد أعطاه خيراً كثيرا ، بل رزقه رأس الفضائل، وأعلاها.
فما معنى الحياء؟
الحياء : من الحياة ، فتقول على من عنده حياء ، هذا رجل حي.
وعرفه العلماء : بأنه خلق يحث الإنسان على ترك الأفعال القبيحة ، ويمنعه من التقصير في حق كل ذي حق،
ويدفع الإنسان إلى فعل كل خير.
قال الشاعر:
إن قل ماء الوجه قل حياؤه ولا خـير فـي وجه قـل ماؤه
حياؤك فاحفظه عليك فإنما يدل على وجه الكريم حياؤه
والحياء قسمان:
حياء فطري غريزي :
ويتمثل في حياء الإنسان من التعري أمام الناس، أو أن تظهر عورته أمامهم.
وحياء إيماني مكتسب :
وهذا الحياء هو الأعلى والأفضل، فيتمثل في تنفيذ أوامر الله واجتناب نواهيه.
فعن معاوية بن حيدة قال يا رسول الله: عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال: احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك.
قال: قلت: يا رسول الله: إذا كان القوم بعضهم في بعض ..
(أي إذا كان الناس مع بعضهم فما الذي نراها من بعضنا، وعورة الرجل من ركبته إلى سرته،
وأما المرأة فمن أخمص قدميها إلى أعلى رأسها، فإذا كنت مع أحد فلا تُظْهر أي جزء من بدنك حتى ولو كنت في عملك ،
وكذلك المرأة إذا كانت مع غيرها من النساء فلا يظهر منها لهن شيئا من عورتها،
ومن الصورة التي تُحزن هو ما نراه من التعري والتكشف من المسلمين رجالا ونساء في المصايف )
.. قال: إن استطعت أن لا يراها أحد فلا يراها، قال: قلت: يا رسول الله: إذا كان أحدنا خالياً، قال : فالله أحق أن يستحي منه الناس"
رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني.
فنعم فالله أحق بأن نستحيي منه ، إلا أننا وللأسف جعلناه أهو الناظرين إلينا.
جزاكم الله كل خير
فنعم فالله أحق بأن نستحيي منه ، إلا أننا وللأسف جعلناه أهو الناظرين إلينا.
جزاكم الله كل خير