لم تكن ثورة 25 يناير ضد نظام حكم مبارك، وإنما كانت ضد النظام السياسى كله بما فيه كل الأحزاب السياسية القائمة.
عاشت مصر طوال حكم مبارك حياة حزبية فاسدة، ولم ترتق كل أحزاب المعارضة الرئيسية إلى مستوى المسئولية، وحسبت هذه الأحزاب نفسها خلف أبوابها، ولأنها ارتضت لنفسها أن تبقى أسيرة ما تمنحه لها الحكومة والحزب الوطنى من فتات، عزفت عنها الجماهير.
ودل مشهد الثورة على أنه لا يوجد الحزب الذى تتوجه إليه الجماهير بمطالبها، فيكون معبرا عنها، ويستطيع التفاوض باسمها، نعم كانت الأحزاب موجودة فى المشهد، وكان العديد من قيادتها ملتحمين مع الجماهير فى ميدان التحرير، لكن هذا شىء، وثقة الجماهير فيها شىء آخر، كما عبر المشهد أيضا عن أسخف ما فى الحياة الحزبية عموما،وذلك حين نقلت وسائل الإعلام صورة عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية فى النظام السابق، وهو يجلس على طاولة الحوار مع رؤساء أحزاب لا يعرف المصريون أسماءهم، كما لا يوجد فى أحزابهم عضوية تذكر، ومع ذلك تعطيهم الحكومة منحة سنوية مقدارها نصف مليون جنيه، ولأنها أحزاب بلا نشاط وبلا عضوية، وتوجد لزوم الديكور فقط من حق الشعب المصرى أن يتساءل عن سبب منح هذه الأحزاب تلك المبالغ، التى تقترب فى مجموعها من عشرة ملايين جنيه سنويا، من الأفضل أن يتم توجيهها إلى أى مشروعات للفقراء.
ولدت الأحزاب المصرية بقرارات من النظام، وبالتالى فقدت أهم ما يميز أى حزب فى البناء، وهو أن يكون ميلاده من الجماهير وليس بمنحه حكومية، تستطيع الحكومة سحبها فى أى وقت إن حدث تجاوز للخطوط الحمراء.
لم تصدق الجماهير تبرير القيادات الحزبية لضعف أحزابها، بتحميل الحكومة المسئولية وحدها، لأنه فى الوقت الذى كانت فيه الأحزاب توجه تلك الاتهامات، كانت رائحة الصفقات مع الحكومة تتحدث عن نفسها، وتفضح ما يدور فى الغرف المغلقة.
المطلوب الآن أن تجدد أحزاب المعارضة نفسها، وتطرح على نفسها قضية رئيسية وهى أن الثورة لم تكن ضد كل النظام السياسى وفى القلب منه أحزابنا التى انتهت صلاحيتها قبل 25 يناير بكثير.ش
عاشت مصر طوال حكم مبارك حياة حزبية فاسدة، ولم ترتق كل أحزاب المعارضة الرئيسية إلى مستوى المسئولية، وحسبت هذه الأحزاب نفسها خلف أبوابها، ولأنها ارتضت لنفسها أن تبقى أسيرة ما تمنحه لها الحكومة والحزب الوطنى من فتات، عزفت عنها الجماهير.
ودل مشهد الثورة على أنه لا يوجد الحزب الذى تتوجه إليه الجماهير بمطالبها، فيكون معبرا عنها، ويستطيع التفاوض باسمها، نعم كانت الأحزاب موجودة فى المشهد، وكان العديد من قيادتها ملتحمين مع الجماهير فى ميدان التحرير، لكن هذا شىء، وثقة الجماهير فيها شىء آخر، كما عبر المشهد أيضا عن أسخف ما فى الحياة الحزبية عموما،وذلك حين نقلت وسائل الإعلام صورة عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية فى النظام السابق، وهو يجلس على طاولة الحوار مع رؤساء أحزاب لا يعرف المصريون أسماءهم، كما لا يوجد فى أحزابهم عضوية تذكر، ومع ذلك تعطيهم الحكومة منحة سنوية مقدارها نصف مليون جنيه، ولأنها أحزاب بلا نشاط وبلا عضوية، وتوجد لزوم الديكور فقط من حق الشعب المصرى أن يتساءل عن سبب منح هذه الأحزاب تلك المبالغ، التى تقترب فى مجموعها من عشرة ملايين جنيه سنويا، من الأفضل أن يتم توجيهها إلى أى مشروعات للفقراء.
ولدت الأحزاب المصرية بقرارات من النظام، وبالتالى فقدت أهم ما يميز أى حزب فى البناء، وهو أن يكون ميلاده من الجماهير وليس بمنحه حكومية، تستطيع الحكومة سحبها فى أى وقت إن حدث تجاوز للخطوط الحمراء.
لم تصدق الجماهير تبرير القيادات الحزبية لضعف أحزابها، بتحميل الحكومة المسئولية وحدها، لأنه فى الوقت الذى كانت فيه الأحزاب توجه تلك الاتهامات، كانت رائحة الصفقات مع الحكومة تتحدث عن نفسها، وتفضح ما يدور فى الغرف المغلقة.
المطلوب الآن أن تجدد أحزاب المعارضة نفسها، وتطرح على نفسها قضية رئيسية وهى أن الثورة لم تكن ضد كل النظام السياسى وفى القلب منه أحزابنا التى انتهت صلاحيتها قبل 25 يناير بكثير.ش