الذين دبروا هذا المشهد الساذج أساءوا إلى مصر، وإلى جهاز الدولة المصرية، وإلى وزارة الداخلية ورجالها فى كل قطاع، والذين ظنوا أنهم يضمنون بقاء الحرس الجامعى على هذا النحو، ألقوا بأنفسهم فى أحضان البلطجة ليواجهوا بها القانون.
أفهم طبعا كيف يمكن أن يدافع رجل أمن محترف، من قادة وزارة الداخلية، عن فلسفة بقاء الحرس الجامعى خالدا على أبواب الجامعة، أفهم أيضا أن تستخدم وزارة الداخلية كل أوراقها القانونية أو قوتها الأمنية لتأكيد هيمنتها على الجامعات، ففى الجامعة تولد الأفكار الكبرى وتهب رياح الحرية، وكلاهما (الفكر والحرية) فعلان ضد الأمن بوجه عام، ومن ثم نفهم أن يتوثب رجال الأمن غضبا من حكم إلغاء الحرس الجامعى، وتستنفر طاقاتهم شططا، ويعكفون على تدبير الحيل السرية حتى يبقى الحرس آمنا مطمئنا، ويبقى الفكر والحرية أسيرين داخل الأبنية، وسجينين خلف الأسوار.
أفهم رجل الأمن حين تلمع عيناه قسوة وبطشا حينا، أو تلمع دهاء ومكرا حينا آخر، حتى يحقق أهدافه الأمنية التى لا يرى سواها، لكننى لا أفهم بالقطع رجل العلم حين يصير بحد ذاته عصا فى يد الشرطة، أو يرضى لنفسه أن يكون قيدا فى يد الحرية أو (كلابشات) تحيط بمعصم طلاب الجامعة فى أقسام الشرطة، أو أن يجعل من نفسه ساترا من الدخان ليخفى بإرادته مساوئ البطش أو التنكيل عمدا وعن سبق الإصرار والترصد.
يؤسفنى أن رجلا يتولى وزارة التعليم العالى فى مصر، نأتمنه على أبنائنا وعلمنا وجامعاتنا ومستقبلنا هو الدكتور هانى هلال فعل ذلك دون أن يطرف له جفن، أو أن يخجل فى أعماقه ضمير، ويؤسفنى أن الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى، أخفى الحقيقة قسرا حين تحدث طويلا عن جريمة البلطجة فى جامعة عين شمس فى حواره مع الإعلامى محمود سعد فى برنامج «مصر النهارده»، فجعل من الجناة ضحايا، ومن الضحايا جناة، وقدم نموذجا مقيتا لرجل يمكنه أن يدهس كل قيمة حرة قاصدا وجها غير وجه الله، ومستقبلا قبلة غير قبلة مصلحة طلاب الجامعات، فالدكتور استبد به غرور المنصب إلى الحد الذى أراد لنا فيه أن نكذّب أعيننا ونصدقه هو، وأن نخالف ضمائرنا وننساق وراء ضميره هو، هذا الضمير الذى لم يشعر بمرارة تلوين الحقيقة، أو يتكبد عناء الألم حسرة على ما آلت إليه الجامعة تحت سمعه وبصره من فوضى وبلطجة وأسلحة بيضاء.
نحن نفهم رجل الأمن حين يتصلب غضبا، ويستطيل بطشا وهو يعاند الصور التى فضحت ممارسات البلطجة داخل حرم جامعة عين شمس، ونفهم أيضا كيف يشعر من دبّروا حادثة البلطجة بالخزى والعار، لأنهم رتبوا تمثيلية بائسة، واعتمدوا على عناصر رخيصة، ضل سعيهم فى إثارة فزع الطلاب وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
لكننا لا نفهم أن يكون وزير التعليم العالى، رجل العلم والمعرفة والمستقبل، بطلا فى هذا المشهد المهين للجامعات فى مصر، وستارا من الدخان لحماية حملة السنج والمطاوى، ثم مدعيا بغير علم أو هدى أو بصيرة على صحفى فى «اليوم السابع» هو الزميل محمد البديوى الذى لم يكن له ناقة أو جمل، سوى تأدية واجبه المهنى فى نقل ما يدور داخل الجامعة جنبا إلى جنب مع نخبة من الزملاء فى الصحف الأخرى (أبوالسعود محمد فى «المصرى اليوم»، وحسام خاطر فى «الشروق»).
الدكتور أهان مهنة الصحافة، واعتبر أن الصحفيين طرف فى المشهد ليقطع الطريق على نقد ما جرى داخل الجامعة، وليقطع كل الألسنة حتى لا تنطق بحقيقة ما جرى فى حرم مؤسسة علمية عريقة بحجم جامعة عين شمس.
الوزير استخدم الإرهاب نفسه الذى تعرض له الطلاب داخل الجامعة ليوجهه إلى صدور الصحفيين، فزعم أن الصور التى نقلت الحادث مفبركة، رغم أن الفبركة هى صنعة يتقنها هؤلاء الذين يخططون بليل لزرع البلطجية داخل الجامعة، وزعم أيضا أن الصحفيين جزء من مشهد المواجهة، رغم أنه يعلم يقينا أن الصحفيين تعرضوا للمهانة والضرب، وكان الزميل محمد البديوى ضحية أساسية لما جرى، ثم فوجئ بعد أن ذهب يستنجد بالشرطة فى قسم الوايلى أنه تحوّل من ضحية إلى جانٍ، ومن معتدى عليه إلى معتدٍ، والله يعلم أن الحقيقة غير ذلك، وما بين أيدينا، من صور وفيديو وشهادة الشهود، يقطع الشك باليقين، ويؤكد أن المكر السيئ لن يحيق إلا بأهله بإذن الله.
يؤسفنى أن الدكتور هانى هلال نسى مكانته العلمية وموقعه على قمة جبل التعليم العالى، وتحوّل فجأة إلى رجل شرطة يطارد الطلاب، ويرفع عصا البطش فى وجه المتظاهرين، ويكره الصحافة والصحفيين الذين لم تكن لهم غاية سوى تبديد ستار الدخان المزيف الذى يخفى وراءه جريمة متكاملة داخل الجامعة، هذه الجريمة التى تحركها عقول تفتقر إلى الإبداع والتخطيط، ولم تثمر شيئا إلا توريط الدولة فى أزمة أخرى أكبر وأعظم مع الرأى العام الداخلى، ومع الصحافة بكل طوائفها، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
الصحفيون داخل الجامعة لم يكن لهم مبتغى سوى تحطيم آلهة الكذب إذا نطقت ظلما وبهتانا أمام الطلاب، أو على الهواء مباشرة، والصحفيون حين تعرضوا للاعتداء لم يجدوا ملاذا سوى قسم شرطة الوايلى الذى ما إن استجاروا به حتى أدركوا أنهم سقطوا فى هاوية سحيقة تم ترتيبها عمدا لإخفاء معالم الخطيئة فى الجامعة.
الذين دبروا هذا المشهد الساذج أساءوا إلى مصر، وإلى جهاز الدولة المصرية، وإلى وزارة الداخلية ورجالها فى كل قطاع، والذين ظنوا أنهم يضمنون بقاء الحرس الجامعى على هذا النحو، ألقوا بأنفسهم فى أحضان البلطجة ليواجهوا بها القانون، والقانون هو الأعز والأغلى، لأنه بلا قانون قد ينقلب السحر على الساحر، ويصبح البلطجية فى خانة العدو، بعد أن كانوا عصا فى يد من يحركهم فى الخفاء.
الدكتور هانى هلال يعرف الحقيقة وينكرها، ويعرف ما جرى ويغطى عليه بالدخان الكثيف، وبالهجوم على الصحافة، ولكن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، والحقيقة ساطعة فى الصور والفيديو وشهادات الشهود، وإما أن يعلو القانون، أو أن يدهسنا بلطجية الجامعة فى الشوارع والطرقات بعد حين، وأولى الضحايا هى الدولة التى نظن أننا نخطط لحمايتها، والاستقرار الذى يتشدق به بعض السذج فيحمونه بالعصىّ والمطاوى والسنج والجنازير.
عيب على الدكتور هانى هلال، رجل الجامعة والعلم والتعليم العالى، أن يوظف مكانته فى هذا الفعل المشين، وعيب عليه أن ينحاز بلا هدى، وأن يستبق التحقيقات فى القضية على النحو الذى ظهر به فى حواراته بعد أحداث الجامعة.
أنت رجل علم يا دكتور، قد نفهم رجل الأمن الذى يدبر ويخطط، وقد نقرأ دوافعه وأفكاره حتى إن أساء التخطيط والتدبير، ولكننا لا يمكن أن نفهمك أو نسامحك أبدا، إذ إننا نظن دائما أن انحيازك هو لضميرك العلمى، لا لدنيا تريدها أو مصلحة قصيرة المدى.
أفهم طبعا كيف يمكن أن يدافع رجل أمن محترف، من قادة وزارة الداخلية، عن فلسفة بقاء الحرس الجامعى خالدا على أبواب الجامعة، أفهم أيضا أن تستخدم وزارة الداخلية كل أوراقها القانونية أو قوتها الأمنية لتأكيد هيمنتها على الجامعات، ففى الجامعة تولد الأفكار الكبرى وتهب رياح الحرية، وكلاهما (الفكر والحرية) فعلان ضد الأمن بوجه عام، ومن ثم نفهم أن يتوثب رجال الأمن غضبا من حكم إلغاء الحرس الجامعى، وتستنفر طاقاتهم شططا، ويعكفون على تدبير الحيل السرية حتى يبقى الحرس آمنا مطمئنا، ويبقى الفكر والحرية أسيرين داخل الأبنية، وسجينين خلف الأسوار.
أفهم رجل الأمن حين تلمع عيناه قسوة وبطشا حينا، أو تلمع دهاء ومكرا حينا آخر، حتى يحقق أهدافه الأمنية التى لا يرى سواها، لكننى لا أفهم بالقطع رجل العلم حين يصير بحد ذاته عصا فى يد الشرطة، أو يرضى لنفسه أن يكون قيدا فى يد الحرية أو (كلابشات) تحيط بمعصم طلاب الجامعة فى أقسام الشرطة، أو أن يجعل من نفسه ساترا من الدخان ليخفى بإرادته مساوئ البطش أو التنكيل عمدا وعن سبق الإصرار والترصد.
يؤسفنى أن رجلا يتولى وزارة التعليم العالى فى مصر، نأتمنه على أبنائنا وعلمنا وجامعاتنا ومستقبلنا هو الدكتور هانى هلال فعل ذلك دون أن يطرف له جفن، أو أن يخجل فى أعماقه ضمير، ويؤسفنى أن الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى، أخفى الحقيقة قسرا حين تحدث طويلا عن جريمة البلطجة فى جامعة عين شمس فى حواره مع الإعلامى محمود سعد فى برنامج «مصر النهارده»، فجعل من الجناة ضحايا، ومن الضحايا جناة، وقدم نموذجا مقيتا لرجل يمكنه أن يدهس كل قيمة حرة قاصدا وجها غير وجه الله، ومستقبلا قبلة غير قبلة مصلحة طلاب الجامعات، فالدكتور استبد به غرور المنصب إلى الحد الذى أراد لنا فيه أن نكذّب أعيننا ونصدقه هو، وأن نخالف ضمائرنا وننساق وراء ضميره هو، هذا الضمير الذى لم يشعر بمرارة تلوين الحقيقة، أو يتكبد عناء الألم حسرة على ما آلت إليه الجامعة تحت سمعه وبصره من فوضى وبلطجة وأسلحة بيضاء.
نحن نفهم رجل الأمن حين يتصلب غضبا، ويستطيل بطشا وهو يعاند الصور التى فضحت ممارسات البلطجة داخل حرم جامعة عين شمس، ونفهم أيضا كيف يشعر من دبّروا حادثة البلطجة بالخزى والعار، لأنهم رتبوا تمثيلية بائسة، واعتمدوا على عناصر رخيصة، ضل سعيهم فى إثارة فزع الطلاب وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
لكننا لا نفهم أن يكون وزير التعليم العالى، رجل العلم والمعرفة والمستقبل، بطلا فى هذا المشهد المهين للجامعات فى مصر، وستارا من الدخان لحماية حملة السنج والمطاوى، ثم مدعيا بغير علم أو هدى أو بصيرة على صحفى فى «اليوم السابع» هو الزميل محمد البديوى الذى لم يكن له ناقة أو جمل، سوى تأدية واجبه المهنى فى نقل ما يدور داخل الجامعة جنبا إلى جنب مع نخبة من الزملاء فى الصحف الأخرى (أبوالسعود محمد فى «المصرى اليوم»، وحسام خاطر فى «الشروق»).
الدكتور أهان مهنة الصحافة، واعتبر أن الصحفيين طرف فى المشهد ليقطع الطريق على نقد ما جرى داخل الجامعة، وليقطع كل الألسنة حتى لا تنطق بحقيقة ما جرى فى حرم مؤسسة علمية عريقة بحجم جامعة عين شمس.
الوزير استخدم الإرهاب نفسه الذى تعرض له الطلاب داخل الجامعة ليوجهه إلى صدور الصحفيين، فزعم أن الصور التى نقلت الحادث مفبركة، رغم أن الفبركة هى صنعة يتقنها هؤلاء الذين يخططون بليل لزرع البلطجية داخل الجامعة، وزعم أيضا أن الصحفيين جزء من مشهد المواجهة، رغم أنه يعلم يقينا أن الصحفيين تعرضوا للمهانة والضرب، وكان الزميل محمد البديوى ضحية أساسية لما جرى، ثم فوجئ بعد أن ذهب يستنجد بالشرطة فى قسم الوايلى أنه تحوّل من ضحية إلى جانٍ، ومن معتدى عليه إلى معتدٍ، والله يعلم أن الحقيقة غير ذلك، وما بين أيدينا، من صور وفيديو وشهادة الشهود، يقطع الشك باليقين، ويؤكد أن المكر السيئ لن يحيق إلا بأهله بإذن الله.
يؤسفنى أن الدكتور هانى هلال نسى مكانته العلمية وموقعه على قمة جبل التعليم العالى، وتحوّل فجأة إلى رجل شرطة يطارد الطلاب، ويرفع عصا البطش فى وجه المتظاهرين، ويكره الصحافة والصحفيين الذين لم تكن لهم غاية سوى تبديد ستار الدخان المزيف الذى يخفى وراءه جريمة متكاملة داخل الجامعة، هذه الجريمة التى تحركها عقول تفتقر إلى الإبداع والتخطيط، ولم تثمر شيئا إلا توريط الدولة فى أزمة أخرى أكبر وأعظم مع الرأى العام الداخلى، ومع الصحافة بكل طوائفها، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
الصحفيون داخل الجامعة لم يكن لهم مبتغى سوى تحطيم آلهة الكذب إذا نطقت ظلما وبهتانا أمام الطلاب، أو على الهواء مباشرة، والصحفيون حين تعرضوا للاعتداء لم يجدوا ملاذا سوى قسم شرطة الوايلى الذى ما إن استجاروا به حتى أدركوا أنهم سقطوا فى هاوية سحيقة تم ترتيبها عمدا لإخفاء معالم الخطيئة فى الجامعة.
الذين دبروا هذا المشهد الساذج أساءوا إلى مصر، وإلى جهاز الدولة المصرية، وإلى وزارة الداخلية ورجالها فى كل قطاع، والذين ظنوا أنهم يضمنون بقاء الحرس الجامعى على هذا النحو، ألقوا بأنفسهم فى أحضان البلطجة ليواجهوا بها القانون، والقانون هو الأعز والأغلى، لأنه بلا قانون قد ينقلب السحر على الساحر، ويصبح البلطجية فى خانة العدو، بعد أن كانوا عصا فى يد من يحركهم فى الخفاء.
الدكتور هانى هلال يعرف الحقيقة وينكرها، ويعرف ما جرى ويغطى عليه بالدخان الكثيف، وبالهجوم على الصحافة، ولكن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، والحقيقة ساطعة فى الصور والفيديو وشهادات الشهود، وإما أن يعلو القانون، أو أن يدهسنا بلطجية الجامعة فى الشوارع والطرقات بعد حين، وأولى الضحايا هى الدولة التى نظن أننا نخطط لحمايتها، والاستقرار الذى يتشدق به بعض السذج فيحمونه بالعصىّ والمطاوى والسنج والجنازير.
عيب على الدكتور هانى هلال، رجل الجامعة والعلم والتعليم العالى، أن يوظف مكانته فى هذا الفعل المشين، وعيب عليه أن ينحاز بلا هدى، وأن يستبق التحقيقات فى القضية على النحو الذى ظهر به فى حواراته بعد أحداث الجامعة.
أنت رجل علم يا دكتور، قد نفهم رجل الأمن الذى يدبر ويخطط، وقد نقرأ دوافعه وأفكاره حتى إن أساء التخطيط والتدبير، ولكننا لا يمكن أن نفهمك أو نسامحك أبدا، إذ إننا نظن دائما أن انحيازك هو لضميرك العلمى، لا لدنيا تريدها أو مصلحة قصيرة المدى.