بسم الله الرحمن الرحيم
" ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين "
لقد عبرت مصر خلال اليومين الأخيرين وبتوفيق من الله وبإدراك كبير من أبناء مصر حكومة وشعبا على أن مصر هى الأهم وأنها الوطن الكبير الذى نضحي كلنا من أجله سواء كنا على كراسي الحكم أو أفراد وطوائف من أبناء مصر أو متظاهرين نطالب بحق الشعب فى الحياة الحرة الكريمة
لقد أدركنا جميعا أننا كنا مخطئين فى حق بعضنا البعض وفى حق هذا الوطن
أدرك رئيس الجمهورية خطأه عندما اعتمد على مجموعة من الخونة لإدارة هذه البلاد العظيمة وقدموا له تقارير كاذبة تثبت مدى امتنان الشعب وتمتعه بكل المطالب والحقوق وأن الشعب لن يخالفه فى أي أمر من الأمور
أدرك الرئيس خطأه عندما استهان بهذا الشعب وهؤلاء الشباب فى بداية الأزمة واستمع إلى صوت الشيطان " الخونة من حوله " أنه أمر عادى وأن ما يقوم به الشباب ما هى إلا زوبعة فى فنجان " سوف تنتهى سريعا بضربة واحدة من العصي الغليظة بأيد أحبائه " رجال الشرطة "
أدرك الرئيس خطأه عندما قام بتغيير بنود الدستور من أجل أبنائه وفى سبيل ذلك تغاضى عن الفساد المستشري فى الحكومة من بيع للمال العام ونهب لخيرات هذا الوطن
أدرك الرئيس خطأه عندما نسى إمكانيات هذا الشعب المصري الأبي الأصيل الذى لا يرضى بالذل والهوان ولا يرضى بالخضوع لأحد ولا يرضى أن يسلبه أحد كرامته
نعم أخطأ الرئيس فى كل ذلك وابتعد عن الشعب ولكن من منا لا يخطئ ، من منا لا يستهين ببعض الأمور التى يتعرض لها ولا يتذكرها إلا عندما تقع الطامة الكبرى
أدركت الحكومة خطأها عندما عرفت أن الشعب أقوى منها وأنها لا يمكن أن تفرض سيطرتها على هذا الشعب
أدركت الحكومة خطأها عندما اختارت وزراء من أصحاب طبقة رجال الأعمال الذين لا يشعرون بحال الشعب ومدى ما يعانيه
أدركت الحكومة خطأها عندما وجدت أن الانهيار الاقتصادي لمصر هم السبب فيه وأنه يجب عليهم أن ينالوا نصيبهم من هذه التركة التى لا حق لهم فيها تطبيقا للمثل القائل " يا بت إن خرب بيت أبوك خذي منه قالب أقصد حائط "
أدركت الحكومة خطأها عندما وجدت أن سيل من الشباب عاجز عن توفير فرص عمل شريفة وأن الملايين من الشباب أصبحوا ملازمين للقهاوى وينتظرون المصروف من آبائهم حتى بعد تخرجهم
أدرك الشعب خطأه عندما ترك الأمور تصل إلى هذا الحد فى أيدى هؤلاء الخونة
أدرك الشعب خطأه عندما وجد أن فئة قليلة من الشعب هى التى تتمتع بخير هذه البلاد وتركها تمارس دورها فى السلب والنهب
بعد هذه المقدمة الطويلة التى عرضت فيها أخطاء الجميع وكان لابد منها حتى إذا أردنا الإصلاح والعلاج فلابد من أن نحدد الداء أولا
أولا : نحيى شباب مصر على هذه الانتفاضة الرائعة التى تثبت مدى عظمة هذا الشعب المصرى وعدم رضوخه للذل والهوان
ثانيا : نحيى الرئيس الوطني الجندي المحارب الرئيس محمد حسنى مبارك على اعترافه بالخطأ وتحمله للمسئولية وعدم فراره من المواجهة بل قابلها بكل قوة وحكمة تثبت مدى خبرته وحنكته ققائد عسكري شهد له العالم أجمع والأعداء والأحباب ببراعته وحكمته
ثالثا : نطلب من جميع أبناء هذا الشعب العمل من أجل هذا الوطن ومن أجل رفعته ليسابق الأمم فى مضمار الرقى والتقدم
رابعا : نطالب أحزاب المعارضة الحفاظ على كيان هذا الوطن والعمل على مصلحته وألا يكونوا اليد التى يستخدمها الخونة لتدمير هذا الوطن فإن كنتم وطنيين وتحبون هذا الوطن فاعملوا لصالحه ولرفعته
خامسا : نطالب الخونة الذين يزعمون أنهم أصحاب هذه الثورة ويظهرون على الفضائيات مالئين الدنيا بعبارات الديمقراطية والحب لهذا الشعب - مع أنهم فئة ضالة – أن ترحل عن هذه البلاد قبل أن يدفنوا فيها رمما بالية
سادسا : محاسبة الخونة من رموز الحكومة الفاسدة الذين كنزوا المال وأهدروا ثروات هذا الشعب وكلنا على علم بهم من بداية عاطف عبيد الذى باع هذه البلد بأرخص الأسعار ووصولا إلى الإقطاعي أحمد عز
سابعا : تأميم كل الشركات التى بيعت وتم خصخصتها لتعود مرة ثانية إلى الشعب المصري ومصادرة أملاك الخونة وتطبيق قانون من أين لك هذا على كل الوزراء السابقين وأعضاء مجلسي الشعب والشورى الذين تربحوا من مناصبهم واستغلوها لأنفسهم
ثامنا : محاسبة المسئول عن أعمال العنف أثناء المظاهرات والمتسبب فى الانفلات الأمني وهروب السجناء وأعتقد أنه المسئول السابق عن الشرطة فى مصر
تاسعا : حل مجلسي الشعب والشورى وإعادة الانتخابات مرة ثانية تحت إشراف القضاء ومناقشة المادة 88 فى الدستور بجانب المادتين 76 ، 77
عاشرا : ألا يترشح لعضوية مجلس الشعب أى من الوزراء الجدد أو السابقين حتى يتم محاسبة المقصرين منهم " فكيف سيتم حساب المهمل منهم وهو عضو فى مجلس الشعب ومعه أحبائه من الوزراء الذين سيقفون معه "
هناك الكثير والكثير ولكن فى النهاية نؤكد على مطلب واحد أننا جميعا نعمل من أجل مصر ولرفعة مصر وسوف تظل مصر إن شاء الله ودائما بلد الأمن والأمان البلد الذى وهب للعالم أجمع أرقى مدنية وأعظم حضارة
بلادي بلادي اسلمي وانعمي *** ورب العقيدة لن تهزمي
ونحن معك يا رئيس الجمهورية فى هذه الأزمة حتى يزيل الله الغمة وسوف تظل مصر كنانة الله فى أرضه بلد الأمن والأمان " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته