الذي حرم الظلم على نفسه و
جعله بيننا محرما، و جعل الظلم لا يزال بالظلم فقال تعالى: "و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان
منصورا"،
و الصلاة و السلام على من قال : "لا ضرر و
لا ضرار"، أما بعد:
جاء رجل إلى الإمام أحمد في فتنة خلق القرآن فقال: يا أمام
قد شط الامر - يريد الخروج على المؤمون،
فقال الإمام و هو الذي جلد حتى قال جلاده لو جلدته لبعير لهلك.
و قد أمره المؤمون بأن يقول بخلق القرآن، و قد انعقد لسانه من الجلد
فأشار بأصبعه أن لا،
و قال للسائل: "اتقوا
الله في دماء المسلمين. و اصبروا حتى يستريح بر و يستراح من فاجر"،
و إمام الأمة الشافعي يجلد في نفس المحنة حتى لا يستطيع رفع يديه على
صدره في الصلاة فصبر و لم يخرج على المؤمون.
أئمة عرفوا الكتاب و السنة فعملوا
بها و لم تحركهم مشاعرهم.
لأنهم حفظوا قول الله تعالى: "يا أيها
الذين أمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الامر منكم"،
فطبقوا و عملوا في غير معصية للخالق
رغم أن القول بخلق القرآن كفر إلا أنهم جعلوا المؤمون مؤولا لأن الحجة
لم تقوم عليه.
و رغم أنه أمرهم بمعصية الخالق إلا أنهم لم يطيعوه و لم يخرجوا عليه.
وتأملوا قول حبيبهم محمد صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: " عليك بالسمع و الطاعة وإن ضرب ظهرك و أخذ مالك" رواه مسلم
وقال لالنواس بن سمعان: "عليك
بالسمع و الطاعة و إن تأمر عليك عبد حبشي كأن رأسه زبيبة".
أخي المصري الحبيب أشعر
بفقرك و ظلمك
و و الله إن في القلب لغصة و حرقة و لكن مهما بلغ الظلم و الفقر فهو
نعمة إذا كنت أمنا في بيتك و أهلك و مالك،
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة: "لولا أن
قومك حديث عهد بكفر لهدمت الكعبة و بنيتها على قواعد إبراهيم"،
فترك رسول الله بناء بناء الكعبة على قواعد إبراهيم و هو حق و تركها
على ما هي عليه درءًا للفتنة.
قد سمعت صوتك و أحسست بمعاناتك و لولا حبي لك لما سال فؤادي حبرا يكتظ
بالدموع،
قد حصل ما كان يخشاه الإمام أحمد فأهرقت الدماء و انتهكت الأعراض و
الأمر لا زال في بدايته،
قال رسول الله صلا الله عليه وسلم: "لأن تهدم
الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم".
لنصلح أنفسنا و من تحت أيدينا "يا أيها الذين آمنوا أن
تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم"
و لا تطمعوا الأعداء بكم، و لا تفسدوا خيراتكم فأنتم أصحاب عقول و علم،
فمنكم الفقية و الطبيب و التاجر و الأقتصادي و المهندس و الشاعر و
الأديب.
أحبكم و أحب أرض موسى، و أرض يوسف، و أرض عبدالله بن عمرو بن العاص، و
أرض ابن تيمية، و أرض صلاح الدين، و أرض المناظلين الأحرار.
و فرقتكم هي فرقة للمسلمين فاجتمعوا و احقنوا دماءكم و اجمعو كلمتكم
على الحق في الحوار.
اللهم احقن دماء المسلمين في مصر و في كل مكان و اخمد فتنتهم, اللهم
اجمع قلوبهم و وحد صفهم و لا تطمع بهم أعداءهم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فما كان من حق فمن الله و ما كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان.
كتبه المواطن المسلم/
ياسر بن إبراهيم العتيق