الامن هوهو اطمئنان النفس وزوال الخوف , ومنه قوله تعالى(( وآمنهم من خوف)) من سورة قريش:4 , ومنه الإيمان والأمانة , وضده الخوف . ووقع من أسمائه الحسنى المؤمن في قوله تعالى (( الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر )) الحشر:22 ومعناه أنه هو المعطي الأمان لعباده المؤمنين حين يؤمنهم من العذاب في الدنيا والآخرة .
وقد منح الله سبحانه وتعالى هذا الاسم لعباده الذين صدّقوا به وبرسله وكتبه فسماهم (المؤمنين ).
وينقسم الأمن إلى قسمين :
- أمن في الدنيا : وهو يتحقق على الصعيد الفردي والاجتماعي بمختلف الأشكال الحياتية : سياسي , عسكري ، اقتصادي , تعليمي , اجتماعي ...
- وأمن في الآخرة : وهو الاطمئنان بعدم عذاب الله في جهنم ، وهو خاص بالمؤمنين الذين عملوا الصالحات (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )) الأنعام 82 .
وهذا الأمن يؤدي إلى تفريغ طاقاته وأمواله في مجتمعه ، وإلاّ فإن الخوف يؤدي إلى إحدى حالتين سلبيتين : إما الانعزال والانطواء والبعد عن المجتمع وبالتالي التقوقع وتعطيل القدرات عن الإنتاج والسعي . وإما الهجرة من الوطن إلى وطن آخر حيث يجد الأمن والاطمئنان . يؤثر عن الإمام علي رضي الله عنه :" حلاوة الأمن تنكدها مرارة الخوف والحذر ."
وقد ذكروا أيضا أن الخوف من العوامل التي تدفع الإنسان إلى تحقيق الأمن ، فالخوف من العقرب يدفع الإنسان إلى قتلها كي يحرز الأمن لنفسه . ومن هنا قالوا :" نعم مطية الأمن الخوف ."
وربما ما حدث يوم بدر للمسلمين (( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ... وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام )) (الأنفال:11) ,من هذا القبيل ، إذ الخوف كاد يسيطر على قلوب المؤمنين لقلة عددهم وعدتهم وعتادهم أمام استعدادات وعدد وقوة المشركين , فأرسل عليهم النعاس لينسيهم ما هم فيه من الخوف ولتستريح أحاسيسهم استعدادا للمعركة التي لن يخوضوها وحدهم , بل جند الله وعناية الله تحيط بهم وتنصرهم .
والأمن الفكري: ينبثق من مصدرين أساسيين : أولهما – محور الفكر التعليمي التربوي . وثانيهما – المحور الإعلامي الثقافي .
فيجب على الأمة أن لا تنزلق في انحدارات التغريب والتبعية لثقافات قوم ما هم لنا بناصحين , بل يألوننا الخبال والضياع .
إن الأمن على العقول لا يقل خطرا عن أمن الأرواح والممتلكات , فكما أن للأموال والممتلكات لصوصا يهتبلون الفرص لسرقتها ، فللعقول لصوصا محترفين خبثاء مخططين , يتربصون بالمسلمين الفرص لسرقة عقول شبابهم وبناتهم , ومن ثم دفعهم إلى وجهة التغريب والبعد عن دينهم وتراثهم وحضارتهم .
فينبغي علينا أن نحمي مصادر التلقي والأخذ وتنقية تلك المصادر مما شابها سابقا ولاحقا من الدخن والأعشاب الدخيلة , والتي ربما انخدع بها كثير من مثقفينا فرأوها أعشابا خضراء , فظنوها من أصناف أعشابنا وتنفعنا , وما علموا أنها أعشاب سامة تصيب مستعملها بمقتل .
فالحذر الحذر من التبعية المقيتة لما يفد علينا من خارج حدود مصادر ثقافتنا الأصيلة بأي شكل من الأشكال وبأي لون من الألوان . وأضر من ذلك التقليل من شأن وأهمية العلوم الدينية النافعة أو استثقالها على النفوس , أو الاعتراف بها أمام الآخرين على استحياء وتخوف . وهذا هو الضعف والوهن بعينه الذي يستدعي الأعداء إلى قصعتنا وينثر ما فيها .
إن مفهوم الأمن مفهوم واسع , وليس مقتصرا على مفهوم حماية المجتمع من السرقة أو النهب أو القتل ونحوه , بل الأمن مفهوم أعم من ذلك كله , وأول وأعظم مفهوم للأمن هو الحفاظ على العقيدة السليمة الصحيحة الخالية من الزيغ والشبهات والتحريفات , والتي تؤدي إلى ارتباط المسلم بربه ارتباطا وثيقا , هذا هو أول الواجبات الأمنية التي يتحقق بها الوازع الديني المانع من كل الممارسات الخاطئة في تطبيق الشريعة الإسلامية وتعاليمها .
كما أن مركز الأمن يجب أن لا ينحى عن مراكز القوى في المجتمعات المسلمة , أو يدب التجاهل فيه لينسينا أثر هذه المراكز الملموسة في أمن المجتمعات سلبا وإيجابا , فهناك ما يعرف بمفهوم الأمن الغذائي , والأمن الصحي الوقائي و ...
والتكافل الاجتماعي وتهيئة فرص عمل للشباب , وزيادة الإنتاج والقضاء على البطالة , والعناية بالنشء وتوجيهه إلى العمل النافع , وحسم مادة البطالة الفكرية والخواء الروحي , فهما سراج وقود الخلل والفوضى في الشبهات والشهوات .
والكلمة الأخيرة :
لا بد من تتبع وفهم وعلاج النواحي الأمنية المنبثقة من دراسة المشاكل الأسرية وما يعتريها من اضطرابات في بنيتها التحتية .
ففي ظل الأمن والأمان تحلو العبادة , ويحلو العمل وتحلو الدراسة ويحلو قطف ثمار كل شيء بذل فيه جهد واجنهاد , في ظل الأمن يصير النوم راحة وهناء والطعام هنيئا والشراب مريئا .
الأمن والأمان هما عماد كل جهد تنموي وهدف مرتقب لكل المجتمعات على اختلاف مشاربها .
وآخر دعوانا أن رب العالمين . [b]
وقد منح الله سبحانه وتعالى هذا الاسم لعباده الذين صدّقوا به وبرسله وكتبه فسماهم (المؤمنين ).
وينقسم الأمن إلى قسمين :
- أمن في الدنيا : وهو يتحقق على الصعيد الفردي والاجتماعي بمختلف الأشكال الحياتية : سياسي , عسكري ، اقتصادي , تعليمي , اجتماعي ...
- وأمن في الآخرة : وهو الاطمئنان بعدم عذاب الله في جهنم ، وهو خاص بالمؤمنين الذين عملوا الصالحات (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )) الأنعام 82 .
وهذا الأمن يؤدي إلى تفريغ طاقاته وأمواله في مجتمعه ، وإلاّ فإن الخوف يؤدي إلى إحدى حالتين سلبيتين : إما الانعزال والانطواء والبعد عن المجتمع وبالتالي التقوقع وتعطيل القدرات عن الإنتاج والسعي . وإما الهجرة من الوطن إلى وطن آخر حيث يجد الأمن والاطمئنان . يؤثر عن الإمام علي رضي الله عنه :" حلاوة الأمن تنكدها مرارة الخوف والحذر ."
وقد ذكروا أيضا أن الخوف من العوامل التي تدفع الإنسان إلى تحقيق الأمن ، فالخوف من العقرب يدفع الإنسان إلى قتلها كي يحرز الأمن لنفسه . ومن هنا قالوا :" نعم مطية الأمن الخوف ."
وربما ما حدث يوم بدر للمسلمين (( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ... وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام )) (الأنفال:11) ,من هذا القبيل ، إذ الخوف كاد يسيطر على قلوب المؤمنين لقلة عددهم وعدتهم وعتادهم أمام استعدادات وعدد وقوة المشركين , فأرسل عليهم النعاس لينسيهم ما هم فيه من الخوف ولتستريح أحاسيسهم استعدادا للمعركة التي لن يخوضوها وحدهم , بل جند الله وعناية الله تحيط بهم وتنصرهم .
والأمن الفكري: ينبثق من مصدرين أساسيين : أولهما – محور الفكر التعليمي التربوي . وثانيهما – المحور الإعلامي الثقافي .
فيجب على الأمة أن لا تنزلق في انحدارات التغريب والتبعية لثقافات قوم ما هم لنا بناصحين , بل يألوننا الخبال والضياع .
إن الأمن على العقول لا يقل خطرا عن أمن الأرواح والممتلكات , فكما أن للأموال والممتلكات لصوصا يهتبلون الفرص لسرقتها ، فللعقول لصوصا محترفين خبثاء مخططين , يتربصون بالمسلمين الفرص لسرقة عقول شبابهم وبناتهم , ومن ثم دفعهم إلى وجهة التغريب والبعد عن دينهم وتراثهم وحضارتهم .
فينبغي علينا أن نحمي مصادر التلقي والأخذ وتنقية تلك المصادر مما شابها سابقا ولاحقا من الدخن والأعشاب الدخيلة , والتي ربما انخدع بها كثير من مثقفينا فرأوها أعشابا خضراء , فظنوها من أصناف أعشابنا وتنفعنا , وما علموا أنها أعشاب سامة تصيب مستعملها بمقتل .
فالحذر الحذر من التبعية المقيتة لما يفد علينا من خارج حدود مصادر ثقافتنا الأصيلة بأي شكل من الأشكال وبأي لون من الألوان . وأضر من ذلك التقليل من شأن وأهمية العلوم الدينية النافعة أو استثقالها على النفوس , أو الاعتراف بها أمام الآخرين على استحياء وتخوف . وهذا هو الضعف والوهن بعينه الذي يستدعي الأعداء إلى قصعتنا وينثر ما فيها .
إن مفهوم الأمن مفهوم واسع , وليس مقتصرا على مفهوم حماية المجتمع من السرقة أو النهب أو القتل ونحوه , بل الأمن مفهوم أعم من ذلك كله , وأول وأعظم مفهوم للأمن هو الحفاظ على العقيدة السليمة الصحيحة الخالية من الزيغ والشبهات والتحريفات , والتي تؤدي إلى ارتباط المسلم بربه ارتباطا وثيقا , هذا هو أول الواجبات الأمنية التي يتحقق بها الوازع الديني المانع من كل الممارسات الخاطئة في تطبيق الشريعة الإسلامية وتعاليمها .
كما أن مركز الأمن يجب أن لا ينحى عن مراكز القوى في المجتمعات المسلمة , أو يدب التجاهل فيه لينسينا أثر هذه المراكز الملموسة في أمن المجتمعات سلبا وإيجابا , فهناك ما يعرف بمفهوم الأمن الغذائي , والأمن الصحي الوقائي و ...
والتكافل الاجتماعي وتهيئة فرص عمل للشباب , وزيادة الإنتاج والقضاء على البطالة , والعناية بالنشء وتوجيهه إلى العمل النافع , وحسم مادة البطالة الفكرية والخواء الروحي , فهما سراج وقود الخلل والفوضى في الشبهات والشهوات .
والكلمة الأخيرة :
لا بد من تتبع وفهم وعلاج النواحي الأمنية المنبثقة من دراسة المشاكل الأسرية وما يعتريها من اضطرابات في بنيتها التحتية .
ففي ظل الأمن والأمان تحلو العبادة , ويحلو العمل وتحلو الدراسة ويحلو قطف ثمار كل شيء بذل فيه جهد واجنهاد , في ظل الأمن يصير النوم راحة وهناء والطعام هنيئا والشراب مريئا .
الأمن والأمان هما عماد كل جهد تنموي وهدف مرتقب لكل المجتمعات على اختلاف مشاربها .
وآخر دعوانا أن رب العالمين . [b]