حواريو الرئيس يخلعون جلبابه
فراج إسماعيل
ما يزال مشهد تونس درسا بليغا للطغاة ولمستشاري الطغاة الذين ينافقونهم ويزينون لهم أخطاءهم وكوارثهم على أنها انجازات العظماء.
اليوم يقرأ التونسيون لكتاب وصحفيين كانوا إلى يوم الخميس الماضي فقط يعتبرون بن على أعظم من أنجبت تونس والعالم العربي. رؤساء تحرير كرسوا صحفهم للرفاهية التي وفرها حزب التجمع الدستوري الديمقراطي.. قدراته الفذة على انتشال الفقراء من فقرهم.
فنانون غنوا للبطل المغوار صاحب التجربة الإقتصادية الفريدة. حامي الحريات وراعي الديمقراطية ونصير الفقراء وقائد ثورة العلم والتكنولوجيا زين العابدين بن علي.. ومن هؤلاء الفنانين من نعرفهم في مصر جيدا مثل صابر الرباعي وهند صبري.
منذ مساء الجمعة بعد أن تبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود عقب غروب بن علي.. انقلب كل هؤلاء. كتبت صحفهم وأقلامهم أنه فاسد وأن أسرته وعائلات المال والسلطة النافذة نهبوا تونس وخربوها وتركوها أطلالا، وغادروا ناسها مرضى اعتلت صحتهم وشاخ فيهم الشاب وهلك المسن.
يتباكى صابر الرباعي وهند صبري الآن على ضحايا من غنيا له بالأمس أو مثلا بين يديه يقبلانها على ما تفيض به من خيرات!
حواريو الزعيم ومساعدوه كرئيس الحكومة الحالي محمد الغنوشي ورئيس البرلمان فؤاد المبزع الذي صار رئيسا مؤقتا للجمهورية.. كانت خطبه تطربهما فيقولان له: أعد أيها القائد الملهم. يأمرهما فيقولان له: لو طلبت منا أن نخوض البحر سباحة نمخر أمواجه لفعلنا!
اليوم استقال الغنوشي والمبزع من الحزب الحاكم. كان يقول المبزوع للأحزاب المعارضة والمعارضين: تعلموا منه لتصبحوا كبارا.. تعلموا من حزبنا التنظيم والسياسة وخدمة الشعب وبناء الاقتصاد وحماية الاستثمار.
بعد ثلاثة أيام فقط من رحيل الزعيم الملهم تحدث الغنوشي واصفا نفسه بأنه كان جريئا عندما طلبه الرئيس بن علي من منفاه كما قال في حوار مع قناة (فرانس 24).
يقول الغنوشي "أخلاقي لم تسمح لي بغلق الخط في وجهه".. يا سلام!
"وأنا بمكتبي، رن الهاتف، وقيل لي بأن شخصية احترمها وأكن لها كل المحبة والصدق تريد مخاطبتي... وقد تعودت على هذه المكالمات في الأيام الأخيرة لأنه منذ يوم الجمعة عشرات المكالمات تصلني لمساندة تونس والتعاطف معها... والدعاء لها... ففوجئت أن من خاطبني هو الرئيس السابق".
وتابع رئيس الوزراء: "أخلاقي لا تسمح لي بأن أغلق الهاتف بوجه أحد... كشفت له بكل جرأة ما هو واقع في البلاد وقلت له إن الوضع خطير، توجد عملية نهب للأموال العمومية... وهنالك شعور بأن لا مكان لك في تونس"... يا راااجل.. بجد؟!!
محمد الغنوشي متفرغ حاليا للأحاديث التلفزيونية لتجميل صورته وليتبرأ من ماضيه مع بن علي حتى يقنع الشعب التونسي بأنه الرجل المناسب لقيادة ثورتهم والوصول به إلى أهدافها.
في حديث مع راديو (أوروبا 1) يقول: "في السنوات الأولى من حكمه رأيت الأمور تتغير.. أصبحت الدائرة المحيطة ببن علي تتمتع بثراء فاحش".. يا رااجل.. مرة ثانية وألف. من السنوات الأولى وأنت ترى ذلك ولا تفعل شيئا.. والأدهى أنك صرت وزيره الأول الذي أمر وزير الداخلية باطلاق الرصاص على الشعب!
يضيف محمد الغنوشي "كنت أشعر بأن زوجة بن علي هي التي تحكم البلاد".. كيف قبلت إذاً تكليفك برئاسة الحكومة وأنت تعرف أن من كلفك وهو الرئيس لا وجود له؟!
نترك محمد الغنوشي وبقية شياطين الطاغية الذين يتسابقون على خلع جلبابه إلى الأبطال شعب تونس.. فأخيرا نقل التلفزيون التونسي صلاة الفجر ورفع منه الأذان لأول مرة.. ربما تكون في تاريخه.. كما بدأت القناة السابعة التونسية الإخبارية ترفع الأذان في أوقات الصلاة.. وأن الشباب التونسي الذي أسقط الطاغية استقبل ذلك براحة كبيرة وصلوا جماعة في الشوارع.
أتوقع طبعا ان يعتبر شياطين الإعلام ذلك سيطرة من الإسلاميين على تونس!!
فراج إسماعيل
ما يزال مشهد تونس درسا بليغا للطغاة ولمستشاري الطغاة الذين ينافقونهم ويزينون لهم أخطاءهم وكوارثهم على أنها انجازات العظماء.
اليوم يقرأ التونسيون لكتاب وصحفيين كانوا إلى يوم الخميس الماضي فقط يعتبرون بن على أعظم من أنجبت تونس والعالم العربي. رؤساء تحرير كرسوا صحفهم للرفاهية التي وفرها حزب التجمع الدستوري الديمقراطي.. قدراته الفذة على انتشال الفقراء من فقرهم.
فنانون غنوا للبطل المغوار صاحب التجربة الإقتصادية الفريدة. حامي الحريات وراعي الديمقراطية ونصير الفقراء وقائد ثورة العلم والتكنولوجيا زين العابدين بن علي.. ومن هؤلاء الفنانين من نعرفهم في مصر جيدا مثل صابر الرباعي وهند صبري.
منذ مساء الجمعة بعد أن تبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود عقب غروب بن علي.. انقلب كل هؤلاء. كتبت صحفهم وأقلامهم أنه فاسد وأن أسرته وعائلات المال والسلطة النافذة نهبوا تونس وخربوها وتركوها أطلالا، وغادروا ناسها مرضى اعتلت صحتهم وشاخ فيهم الشاب وهلك المسن.
يتباكى صابر الرباعي وهند صبري الآن على ضحايا من غنيا له بالأمس أو مثلا بين يديه يقبلانها على ما تفيض به من خيرات!
حواريو الزعيم ومساعدوه كرئيس الحكومة الحالي محمد الغنوشي ورئيس البرلمان فؤاد المبزع الذي صار رئيسا مؤقتا للجمهورية.. كانت خطبه تطربهما فيقولان له: أعد أيها القائد الملهم. يأمرهما فيقولان له: لو طلبت منا أن نخوض البحر سباحة نمخر أمواجه لفعلنا!
اليوم استقال الغنوشي والمبزع من الحزب الحاكم. كان يقول المبزوع للأحزاب المعارضة والمعارضين: تعلموا منه لتصبحوا كبارا.. تعلموا من حزبنا التنظيم والسياسة وخدمة الشعب وبناء الاقتصاد وحماية الاستثمار.
بعد ثلاثة أيام فقط من رحيل الزعيم الملهم تحدث الغنوشي واصفا نفسه بأنه كان جريئا عندما طلبه الرئيس بن علي من منفاه كما قال في حوار مع قناة (فرانس 24).
يقول الغنوشي "أخلاقي لم تسمح لي بغلق الخط في وجهه".. يا سلام!
"وأنا بمكتبي، رن الهاتف، وقيل لي بأن شخصية احترمها وأكن لها كل المحبة والصدق تريد مخاطبتي... وقد تعودت على هذه المكالمات في الأيام الأخيرة لأنه منذ يوم الجمعة عشرات المكالمات تصلني لمساندة تونس والتعاطف معها... والدعاء لها... ففوجئت أن من خاطبني هو الرئيس السابق".
وتابع رئيس الوزراء: "أخلاقي لا تسمح لي بأن أغلق الهاتف بوجه أحد... كشفت له بكل جرأة ما هو واقع في البلاد وقلت له إن الوضع خطير، توجد عملية نهب للأموال العمومية... وهنالك شعور بأن لا مكان لك في تونس"... يا راااجل.. بجد؟!!
محمد الغنوشي متفرغ حاليا للأحاديث التلفزيونية لتجميل صورته وليتبرأ من ماضيه مع بن علي حتى يقنع الشعب التونسي بأنه الرجل المناسب لقيادة ثورتهم والوصول به إلى أهدافها.
في حديث مع راديو (أوروبا 1) يقول: "في السنوات الأولى من حكمه رأيت الأمور تتغير.. أصبحت الدائرة المحيطة ببن علي تتمتع بثراء فاحش".. يا رااجل.. مرة ثانية وألف. من السنوات الأولى وأنت ترى ذلك ولا تفعل شيئا.. والأدهى أنك صرت وزيره الأول الذي أمر وزير الداخلية باطلاق الرصاص على الشعب!
يضيف محمد الغنوشي "كنت أشعر بأن زوجة بن علي هي التي تحكم البلاد".. كيف قبلت إذاً تكليفك برئاسة الحكومة وأنت تعرف أن من كلفك وهو الرئيس لا وجود له؟!
نترك محمد الغنوشي وبقية شياطين الطاغية الذين يتسابقون على خلع جلبابه إلى الأبطال شعب تونس.. فأخيرا نقل التلفزيون التونسي صلاة الفجر ورفع منه الأذان لأول مرة.. ربما تكون في تاريخه.. كما بدأت القناة السابعة التونسية الإخبارية ترفع الأذان في أوقات الصلاة.. وأن الشباب التونسي الذي أسقط الطاغية استقبل ذلك براحة كبيرة وصلوا جماعة في الشوارع.
أتوقع طبعا ان يعتبر شياطين الإعلام ذلك سيطرة من الإسلاميين على تونس!!