يا أيها الناس، من قال لكم إن القمر الصناعى المصرى «إيجيبت سات 1» قد اختفى فى ظروف فنية غامضة؟، أو أنه قرر أن يهرب كما هرب المهندسون الذين يشغلونه إلى دول عربية لكى يتمكنوا من شراء الطماطم لأولادهم؟
الحكاية وما فيها أن القمر الصناعى كان على ما يبدو من المؤيدين لتوريث مقعد الرئاسة لجمال مبارك، وبينما كان يجلس فى مداره الفضائى يحلم بيوم التغيير القريب، سمع صوتا هاتفا فى البرية وقادما من جهة شقيقه القمر الصناعى نايل سات الذى لم يفكر بعد فى الهرب برغم كل ما ينوء بحمله من أكاذيب، أو ربما أنه لم يعد قادرا على الهرب من فرط ما ينوء بحمله من أكاذيب، بالطبع لم يكن الصوت الهاتف غريبا على القمر إيجيبت سات، فقد كان صوت قطب الحزب الوطنى وشيخ الطريقة الصفرية الدكتور على الدين هلال الذى كان يعلن فى قناة الحرة أن الرئيس مبارك باق باق باق، وأن الذين يؤيدون رئاسة جمال مبارك إما منافقون أو واهمون،
لذلك قرر «إيجيبت سات 1» أن ينفد بجلده من المذبحة القادمة التى كان البعض يظن أنها ستطال مؤيدى الدكتور البرادعى فقط، فإذا بها ستطال كل من تسول له نفسه أن يختلف مع منهج «حتى آخر نفس» الذى كان الرئيس مبارك قد أعلنه فى خطاب تاريخى لم أعد أذكر تاريخ إلقائه بالضبط، لكننى أذكر أننى صدقت ما قاله الرئيس، مع أن البعض يومها ظن أنه كلام يمكن أن يندرج تحت بند الكلام المرحلى الذى يمكن أن تغيره الظروف، كما غيرت من قبل تعهد الرئيس بألا يرشح نفسه لفترة رئاسية أخرى، ثم أجبرته الظروف على الاستمرار فى الحكم خمس فترات رئاسية كاملة، وها نحن بحمد الله داخلون على الفترة السادسة.
أسمعك تقول لى «طيب وانت زعلان ليه.. ألم تكن من المعارضين للتوريث.. ألا ينبغى أن تسجد لله وتحمده على أن وفق الرئيس إلى هذا القرار التاريخى الذى أنهى كل أحلام البعض فى تحويل مصر إلى عزبة.. ألا ينبغى أن تشكر الرئيس مبارك لأنه قال فصدق ووعد فأوفى بما قاله منذ سنين فى حوار مع مجلة أكتوبر أن مسألة التوريث ليست مطروحة على الإطلاق لأن مصر ليست سوريا». إذا كنت قد قلت لى ذلك فعلا، فدعنى أبشرك بأننى لست بحاجة إلى مناسبة لكى أحمد الله، فقد أوصانا الله بأن نحمده فى السراء والضراء، وهو سبحانه الذى لا يحمد على مكروه سواه.
أما عن شكر الرئيس مبارك فصدقنى أننى كنت سأشكره من أعماق قلبى لو كان قد قرر أن يدخل التاريخ كأول رئيس سابق فى تاريخ مصر، بعد أن يكون آخر قراراته التاريخية إجراء تعديلات دستورية تقصر مدة الرئاسة على فترتين رئاسيتين فقط، وأقسم بالله غير حانث أننى ساعتها سأحشد كل ما أملكه من قدرات مادية ومعنوية من أجل دعم المرشح الرئاسى الذى يختاره الرئيس مبارك لكى لا تقع مصر فى يد قوى التطرف أو تدخل فى نفق مظلم كما يقول بعض الخائفين من التغيير سواء كانوا مخلصين أو غير ذلك، بشرط ألا يكون هذا المرشح نجله جمال أو أحد أصحاب نجله من أصحاب الأعمال، لاحظ أننى قلت نجله ولم أقل ابنه لكى يعطينى الأستاذ مفيد فوزى درجة فى الأدب مع الرئيس، ولاحظ أننى قلت «أصحاب» ولم أقل «رجال» لأن الرجولة أدب وليست مليارات جاءت ببركة قروض المودعين، ولاحظ أننى لم أقل أسماء المرشحين المحتملين...
لأننى أؤمن بأن دوائر الحكم مليئة برجال محترمين أكفاء يصلحون لتولى مسؤولية البلاد، وأنت تعلمهم وأنا أعلمهم وتعلم لماذا لا أذكر أسماءهم، وحتى لو كانت الأيام ستثبت عدم صلاحية أحدهم أو جميعهم لتولى الرئاسة، فإن ضمان عدم تأبيد الرئاسة بعد تعديل الدستور يكفى لضمان مستقبل البلاد التى عندما نقول مرارا وتكرارا، إنها بحاجة ماسة إلى التغيير، فنحن نقصد أنها بالضرورة تحتاج إلى تغيير الرئيس، وليس إلى تغيير رقم فترته الرئاسية من خمسة إلى ستة.
يبقى عندى سؤال أخير، إذا قاطعتنى وقلت لى «سؤال إيه تانى فى يومك اللى مش فايت ده؟»، وهنا دعنى أطمئنك أنه سؤال لا يخص مستقبل مصر التى ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، اعتبره السؤال الوحيد الذى أصبحت مهتما بالعثور على إجابة له، «طب القمر إيجيبت سات واحد واختفى، فين بقى إيجيبت سات اتنين؟، ولا مافيش إيجيبت سات اتنين أساسا؟».
بلال فضل
Mon, 25/10/2010 -
الحكاية وما فيها أن القمر الصناعى كان على ما يبدو من المؤيدين لتوريث مقعد الرئاسة لجمال مبارك، وبينما كان يجلس فى مداره الفضائى يحلم بيوم التغيير القريب، سمع صوتا هاتفا فى البرية وقادما من جهة شقيقه القمر الصناعى نايل سات الذى لم يفكر بعد فى الهرب برغم كل ما ينوء بحمله من أكاذيب، أو ربما أنه لم يعد قادرا على الهرب من فرط ما ينوء بحمله من أكاذيب، بالطبع لم يكن الصوت الهاتف غريبا على القمر إيجيبت سات، فقد كان صوت قطب الحزب الوطنى وشيخ الطريقة الصفرية الدكتور على الدين هلال الذى كان يعلن فى قناة الحرة أن الرئيس مبارك باق باق باق، وأن الذين يؤيدون رئاسة جمال مبارك إما منافقون أو واهمون،
لذلك قرر «إيجيبت سات 1» أن ينفد بجلده من المذبحة القادمة التى كان البعض يظن أنها ستطال مؤيدى الدكتور البرادعى فقط، فإذا بها ستطال كل من تسول له نفسه أن يختلف مع منهج «حتى آخر نفس» الذى كان الرئيس مبارك قد أعلنه فى خطاب تاريخى لم أعد أذكر تاريخ إلقائه بالضبط، لكننى أذكر أننى صدقت ما قاله الرئيس، مع أن البعض يومها ظن أنه كلام يمكن أن يندرج تحت بند الكلام المرحلى الذى يمكن أن تغيره الظروف، كما غيرت من قبل تعهد الرئيس بألا يرشح نفسه لفترة رئاسية أخرى، ثم أجبرته الظروف على الاستمرار فى الحكم خمس فترات رئاسية كاملة، وها نحن بحمد الله داخلون على الفترة السادسة.
أسمعك تقول لى «طيب وانت زعلان ليه.. ألم تكن من المعارضين للتوريث.. ألا ينبغى أن تسجد لله وتحمده على أن وفق الرئيس إلى هذا القرار التاريخى الذى أنهى كل أحلام البعض فى تحويل مصر إلى عزبة.. ألا ينبغى أن تشكر الرئيس مبارك لأنه قال فصدق ووعد فأوفى بما قاله منذ سنين فى حوار مع مجلة أكتوبر أن مسألة التوريث ليست مطروحة على الإطلاق لأن مصر ليست سوريا». إذا كنت قد قلت لى ذلك فعلا، فدعنى أبشرك بأننى لست بحاجة إلى مناسبة لكى أحمد الله، فقد أوصانا الله بأن نحمده فى السراء والضراء، وهو سبحانه الذى لا يحمد على مكروه سواه.
أما عن شكر الرئيس مبارك فصدقنى أننى كنت سأشكره من أعماق قلبى لو كان قد قرر أن يدخل التاريخ كأول رئيس سابق فى تاريخ مصر، بعد أن يكون آخر قراراته التاريخية إجراء تعديلات دستورية تقصر مدة الرئاسة على فترتين رئاسيتين فقط، وأقسم بالله غير حانث أننى ساعتها سأحشد كل ما أملكه من قدرات مادية ومعنوية من أجل دعم المرشح الرئاسى الذى يختاره الرئيس مبارك لكى لا تقع مصر فى يد قوى التطرف أو تدخل فى نفق مظلم كما يقول بعض الخائفين من التغيير سواء كانوا مخلصين أو غير ذلك، بشرط ألا يكون هذا المرشح نجله جمال أو أحد أصحاب نجله من أصحاب الأعمال، لاحظ أننى قلت نجله ولم أقل ابنه لكى يعطينى الأستاذ مفيد فوزى درجة فى الأدب مع الرئيس، ولاحظ أننى قلت «أصحاب» ولم أقل «رجال» لأن الرجولة أدب وليست مليارات جاءت ببركة قروض المودعين، ولاحظ أننى لم أقل أسماء المرشحين المحتملين...
لأننى أؤمن بأن دوائر الحكم مليئة برجال محترمين أكفاء يصلحون لتولى مسؤولية البلاد، وأنت تعلمهم وأنا أعلمهم وتعلم لماذا لا أذكر أسماءهم، وحتى لو كانت الأيام ستثبت عدم صلاحية أحدهم أو جميعهم لتولى الرئاسة، فإن ضمان عدم تأبيد الرئاسة بعد تعديل الدستور يكفى لضمان مستقبل البلاد التى عندما نقول مرارا وتكرارا، إنها بحاجة ماسة إلى التغيير، فنحن نقصد أنها بالضرورة تحتاج إلى تغيير الرئيس، وليس إلى تغيير رقم فترته الرئاسية من خمسة إلى ستة.
يبقى عندى سؤال أخير، إذا قاطعتنى وقلت لى «سؤال إيه تانى فى يومك اللى مش فايت ده؟»، وهنا دعنى أطمئنك أنه سؤال لا يخص مستقبل مصر التى ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، اعتبره السؤال الوحيد الذى أصبحت مهتما بالعثور على إجابة له، «طب القمر إيجيبت سات واحد واختفى، فين بقى إيجيبت سات اتنين؟، ولا مافيش إيجيبت سات اتنين أساسا؟».
بلال فضل
Mon, 25/10/2010 -