«مايوه» الدكتور البرادعى
الكاتب
محمد سلماوي
دوّنت فى مفكرتى هذا الأسبوع، أننى قررت بشكل نهائى ألا أعطى صوتى للدكتور محمد البرادعى فيما لو ترشح للرئاسة أو لأى شىء آخر، حتى لو كانت انتخابات نادى كوم أمبو الرياضى، وذلك بعد أن اتضح لى، بما لا يدع مجالاً للشك، أن ابنته، وربما سيدات أخريات من أسرته، ينزلن البحر بلباس البحر!
إن حديث الرجل عن تغيير الدستور هو طبعاً أضغاث أحلام، وكذلك دعوته - غير الواقعية - لأن تصبح الانتخابات السياسية بمصر فى نزاهة وشفافية انتخابات النوادى الرياضية، لكن ما دعانى لتأييده كان موقفه من «المايوه»، والذى تحطم للأسف أمام عينى هذا الأسبوع، فقد كنت على ثقة بأن الدكتور البرادعى وأسرته يفضلون الجلباب البلدى ****اس للبحر، وعلمت من بعض معاونيه المقربين أنه أثناء وجوده فى الخارج كان دائماً ما يحمل معه الجلباب أبوسُفرة على الشواطئ، محاولاً شرح فوائده للمصطافات الأجنبيات، قائلاً إنه يحول المرأة إلى بالونة منتفخة يصعب أن تغيب عن نظر الجالسين على الشاطئ، فإذا ما سحبها التيار أو دفع بها زوجها إلى العمق وكانت على وشك الغرق، لمحها البحار على الفور من على الشاطئ وأحبط مخططات زوجها الخبيثة.
أما بالنسبة للأزواج فكان للدكتور البرادعى حديث آخر يدور حول منظر جسد المرأة الشابة وهى خارجة من الماء وقد التصق بها الجلباب المبلل، فكشف عن نعمة الله عز وجل لعبيده من الأزواج المعذبين الجالسين على الشاطئ، والذين تخطت زوجاتهم سن اليأس.
وهكذا فإن تأييدى للدكتور البرادعى - الذى لم تواتنى الفرصة قبل ذلك للإفصاح عنه - لم يكن اعتباطاً، وإنما اعتمد فى الأساس على ركن مؤسس من أركان الأيديولوجية السياسية للدكتور البرادعى، ألا وهو الرفض القاطع من حيث المبدأ لـ«المايوه»، وأنا واحد من الناس أبحث دائماً عن أفعال الرجال ولا أكتفى بما قد يقولون من معسول الكلام، وإلا كنت صدقت ما يقوله مسؤولو الحزب الوطنى الذى يحكمنا منذ ثلاثين سنة عن الديمقراطية والحرية وشفافية الانتخابات ونزاهتها، لذلك بحثت جاهداً عن الجانب العملى فى الممارسات الحياتية للبرادعى حتى تأكدت أنه ليس مثل مسؤولى الحزب الوطنى، وأنه يطبق ما يقول، حيث تأكدت أن جميع سيدات أسرة البرادعى معروفات فى شواطئ العالم وليس فى مصر وحدها ببالوناتهم المائية، وعلمت أن الدكتور البرادعى بليبراليته، الزائدة قليلاً على الحد، يترك لكل سيدة أن تختار لون البالونة على هواها، وأن يذهب فى ذلك إلى حد السماح حتى بالبالونات المنقطة والمزركشة حتى لا تجىء البالونات كلها سوداء كئيبة كما هو الحال فى شاطئ الأنفوشى، فهذا قد يفسَّر على أنه تعبير واضح عن الحداد على حال الديمقراطية فى مصر، التى وصل فيها التنافس الانتخابى إلى أسفل درج.
لكنى وجدت نفسى فى لحظة مكاشفة مع النفس، أكتب فى مفكرتى هذا الأسبوع، معترفاً بأننى غيرت موقفى من تأييد البرادعى، ووجدت فى نفسى رغبة شديدة فى دعوة كل من أيده إلى أن يعيد النظر فى هذا التأييد، وها أنا أقول لهم بلا مواربة: لقد تسرعتم جميعاً فى تأييدكم للبرادعى قبل أن تتأكدوا من موقفه من «المايوه»!
لقد جاءت الصور الأخيرة لتثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن البرادعى فى النهاية لا يختلف كثيراً عن قيادات الحزب الوطنى الذى يحكمنا منذ ثلاثين سنة، الذين لم تشاهد ولا واحدة من زوجاتهم حتى الآن وهى تنزل البحر بذلك الجلباب البلدى الجميل الذى يحول المرأة داخل الماء إلى بالونة مبهرة، والذى كان حتى الآن أحد الأركان الثابتة فى البرنامج السياسى للبرادعى، ثم سقط سقوطاً مدوياً، وهو ما يسقِط بالتالى كل حق للبرادعى فى خوض أى انتخابات مقبلة.. لا للرئاسة ولا لنادى كوم أمبو الرياضى.