السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
هل المعصية تحول بيننا وبين الدين ؟؟
وهل تجعلنا نترك الخير ونفع الناس؟؟
وكلنا ذوو خطأ وزلل ولكن الإنسان لا يصر على المعاصي ..
ولا يقنط من رحمة الله .
وهذه قصة الصحابي الجليل الذي كان يأخذ معه أم الخبائث
إلى الجهاد
ولكن مالذي جرى ؟؟
استمعوا الى القصة ..
كما ذكرها الشيخ محمد العريفي في كتاب هل تبحث عن وظيفة ..
وإسناد القصة صحيح كما ذكر ذلك ابن حجر..
أبو محجن الثقفي شاعر وفارس عربي مسلم مغوار من بني ثقيف
وكان رجل من المسلمين قد ابتلى بشرب الخمر
وطالما عوقب عليها
ويعود ويعاقب ويعود ،
بل كان من شدة تعلقه بالخمر يوصى ولده ويقول :
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة *** تروي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفنني في الفلاة فإننــــــي *** أخاف إذا ما مت أن لا أذوقهـا
فلما تداعى المسلمون للجهاد ولقتال الفرس في معركة القادسية
خرج معهم أبو محجن..
وحمل زاده ومتاعه .
.ولم ينس أن يحمل خمرا..
دسها بين متاعه ..
فلما وصلو القادسية ..
طلب رستم مقابلة سعد بن أبي وقاص قائد المسلمين..
وبدأت المراسلات بين الجيشين..
عندها وسوس الشيطان لأبي محجن
فاختبأ في مكان بعيد وشرب الخمر..
فلما علم به سعد غضب عليه
وحرمه من دخول القتال..
وأمر أن يقيد بالسلاسل ويغلق عليه في خيمة. .
فلما ابتدأ القتال وسمع أبو محجن صهيل الخيول ..
وصيحات الأبطال ..
لم يطق أن يصبر على القيد .
.واشتاق للشهادة..
بل اشتاق إلى خدمة هذا الدين..
وبذل روحه لله .
.وإن كان عاصيا..وإن كان مدمن خمر..
إلا أنه مسلم يحب الله ورسوله. وأخذ يترنم قائلا:
كفى حزنا أن تدخل الخيل بالقنى *** وأترك مشدودا علي وثاقي
إذا قمت عناني الحديد وغلقت *** مصاريع دوني تصم المناديا
يُقَطِّع قلبي حسرةً أن أرى الوغى *** ولا سامعٌ صوتي ولا من يَرَانيا
وأن أشهدَ الإسلام يدعو مُغَوِّثاً *** فلا أُنجدَ الإسلام حينَ دعانيا
وقد كنت ذا مال كثير وإخوة *** وقد تركوني واحدالاأخى ليا
فلله عهد لاأحيف بعهده *** لإن فرجت لاأزور الحوانيا
ثم أخذ ينادي بأعلى صوته وهو ملتفت إلى زوجة القائد سعد
ويناشدها أن تطلق سراحه
ليشهد المعركة معلناً توبته قائلا هذه الابيات
سُلَيْمى دعيني أروِ سيفي من العدا *** فسيفيَ أضحى وَيْحَهُ اليومَ صاديا
دعيني أَجُلْ في ساحةِ الحربِ جَوْلَةً *** تُفَرِّجُ من همّي وتشفي فؤاديا
وللهِ عهدٌ لا أَحيفُ بعهده *** لئن فُرِّجت أَنْ لا أزورَ الحوانيا
فسألته امرأة سعد: ماذا تريد ؟ ؟!
فقال: فكي القيد من رجلي وأعطيني البلقاء فرس سعد
فأقاتل فإن رزقني الله الشهادة . .
فهو ماأريد
وإن بقيت فلك علي عهدالله وميثاقه أن أرجع
حتى تضعي القيد في رجلي ..
وأخذ يرجوها ويناشدها حتى فكت القيد
وأعطته البلقاء
فلبس درعه وغطى وجهه بالمغفر ..
ثم قفز كالأسد على ظهر الفرس
وألقى بنفسه بين يدي الكفار ..
علق نفسه بالآخرة ولم يفلح إبليس في تثبيطه
عن خدمة هذا الدين..
وحمل على القوم برقابهم بين الصفين
برمحه وسلاحه..
وتعجب الناس منه وهم لايعرفونه
ولم يروه بالنهار ..
ومضى أبو محجن يقاتل ويبذل روحه رخيصة
في ذات الله عز وجل ..
أما سعد بن أبي وقاص فقد كانت به قروح في فخذيه
فلم ينزل ساحة القتال ..
لكنه كان يرقب القتال من بعيد فلما رأى أبا محجن
عجب من قوة قتاله..
وقال : الضرب ضرب أبي محجن
والكر كر البلقاء ؟؟
وأبو محجن في القيد ،
والبلقاء في الحبس ..!!
فلما انتهى القتال عاد أبو محجن إلى سجنه ووضع رجله في القيد ..
ونزل سعد فوجد فرسه يعرق فقال : ما هذا ؟
فذكروا له قصة أبي محجن فرضي عنه وأطلقه
وقال :
والله لا جلدتك في الخمر أبدا..
فقال أبو محجن :
وأنا والله لا شربت الخمر أبدا
( فلله در أبي محجن لم تمنعه معصيته من الجهاد في سبيل الله ).
................
اَللّهُمَّ اَعِنّي فيهِ عَلى صِيامِهِ وَ قِيامِهِ ، وَ جَنِّبني فيهِ مِن هَفَواتِهِ وَاثامِهِ ، وَ ارْزُقني فيهِ ذِكْرَكَ بِدَوامِهِ ، بِتَوْفيقِكَ يا هادِيَ المُضِّلينَ .
اَللّهُمَّ ارْزُقْني فيهِ رَحمَةَ الأَيْتامِ وَ اِطعامَ الطَّعامِ وَاِفْشاءَ وَصُحْبَةَ الكِرامِ بِطَوْلِكَ يا مَلْجَاَ الأمِلينَ .