شهدت عملية غسل الكعبة المشرّفة، يوم الثلاثاء، حدثًا يبدو غريبًا بعض
الشيء، بل ومثيرا، إذ لفت الرئيس الشيشاني أنظار المصلين والمعتمرين في
المسجد الحرام في مكة المكرمة وهو ينزل من الكعبة مرتدياً لباسا وكأنه أحد
عمال النظافة حاملاً "مكنسة خشبية". وبدا المشهد مثيراً وهو يعتمر القبعة
الشيشانية ويحمل بيده المكنسة ويمشي حافي القدمين وسط جموع من المسؤولين
السعوديين وعلى رأسهم أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بعد أن
انتهوا من غسيل الكعبة يوم الثلاثاء
لكن من يعرف الشيشانيين سيجد أن ما
ارتداه الرئيس قديروف المثير للجدل ليس إلا لباساً معتاداً في الشيشان وإن
كان اللون الأزرق "الفاقع" الذي ارتداه كان مميزاً ولافتاً. وكان قديروف
حضر للسعودية يوم الأحد الماضي في زيارة غير رسمية وأدى خلالها مناسك
العمرة واجتمع بأمير المنطقة الأمير خالد الفيصل قبل أن يتمكن من المشاركة
في غسيل الكعبة.
وتغسل الكعبة مرتين سنويا، ويحظى غسيلها بمتابعة رسمية
من أعلى المستويات في السعودية إذ يغسلها الملك أو من ينيبه وغالباً ما
يكون أمير منطقة مكة، حيث تغسل بماء زمزم مخلوطاً بماء الورد وتدلك
حيطانها بالخليط الذي تحضره الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد
النبوي. وشارك في غسل الكعبة المشرفة رؤساء الادارات الحكومية وعدد من
اعضاء السلك الدبلوماسي الإسلامي المعتمدين لدى المملكة وسدنة البيت و
جموع من المواطنين وقاصدي بيت الله الحرام.
ما يجدر ذكره أن غسل الكعبة
سنة نبوية فعلها الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم يوم فتح مكة، حينما دخل
وصحبه الكعبة، وقام بغسلها تطهيراً لها من أي رجس. وتتم عملية غسل الكعبة
جرياً على العادة السنوية التي تنتهجتها الحكومة السعودية منذ عهد الملك
عبدالعزيز مرتين في العام، الأولى في شهر شعبان والثانية في شهر المحرم.