لا أحد منا يجهل دخول الانترنت لاغلب البيوت...ان لم تكن كلها فى عصرنا التكنولوجى
"علم الانسان ما لم يعلم"
فهذا التقدم قد يكون نعمة وعلم ينتفع به,ومن الممكن أيضا ان يكون نقمة تسبب لنا كوارث وتحدث أضرارا لمجتمعات بأكملها
ان لم نستفد به ونستغله استغلالا حسنا
وهذا ما يحدث فى عالمنا العربى للأسف
لقدجلب لنا الغرب علم يمكن أن نطوره ونستفيد به
فى امور كثيره فى حياتنا
فعلينا ملاحقة هذا التطور المذهل والاستفاده به
لا التخلف عنه
واعتباره وسيلة من وسائل الانحراف
ومازال رواد الانترنت بالتزايد يوما بعد يوم
موضوعى ليس مناقشة قضية الانترنت وتأثيرها على المجتمعات وبالذات المجتمع الاسلامى
المحافظ
ولكن ما أود مناقشته هو تأثير الانترنت على الحياة الأسريه بوجه عام
وعلاقة الرجل بزوجته بوجه خاص
سواء بالسلب أو الايجاب
ان علاقة الزواج هى أرقى العلاقات الانسانيه
لأن الله جعلها أية من آياته لما فيها من سكن ومودة ورحمة
وكذلك هى أعقد الارتباطات البشرية لما فيها من مسؤولية مشتركه وعلاقة حميمية يشترك فيها
الجسد والروح فى نفس الوقت
ومن الضرورى عدم الاقدام على الزواج الابعد معرفة قوية بالطرف الآخر
ويحدث القبول والتفاهم العقلى
وهؤلاء لا يمكن معرفته الا بتكرار الرؤية والقاء أكثرمن مرة
الذى تتيحه الخطبه المطولة دون خلوه طبعا
ولكن ما يحدث فى عصرنا هذا هو ان يلجأ بعض الشباب والشابات الى التعارف وتكوين الصداقات
عبر الانترنت
التى تصل الى حب وممكن الى زواج
وفى الحالتين كثيرا ما يحدث الفشل
فما أكثر الخداع الذى يحدث ....فكل واحد يجمل نفسه امام الآخر وبعد الزواج يكتشف كل منهما الآخر وتحدث الصدمة الكبرى(الانفصال)
ومن الممكن أن ينتج عن هذه الزيجة أطفال
قد تحدث تأثيرات سلبية وأخرى ايجابيه
من وراء التكنولوجيا العصريه والتى من الممكن ان تكون مصدر سعادة لأسره او فشلها
ومن التأثيرات السلبيه
1.اهمال الأسره للابناء وانشغالها الدائم عنهم
2.انقطاع التواصل والحديث اليومى المنتظم مع الابناء
3.التقصير العاطفى او المادى فى الوفاء باحتياجات الابناء الصحيه والانفعاليه والاجتماعيه
ومن التأثيرات الايجابيه التى تحدث من وراء الانترنت ويكون لها دور فى اسعاد الاسرة
1.تخصيص وقت لمصاحبة الأبناء خلال دخولهم للانترنت والابحار فى مواقعها والاستفاده من كل جديد
2.تعليم الاب او الام والاخوه الكبار مع الابناء
3.تخصيص وقت للحديث وتبادل الآراء حول مشاهدات وخبرات الأبناء على الانترنت
4.استثمار الانترنت فى التربية المعاصرة للأبناء
5.كما يمكننا ايضا استخدامه كوسيلة للترفيه المفيد للأبناء
ولو لاحظنا شكل بيوتنا قبل وجود الانترنت لصدمنا من التفكك الأسرى الحادث فى البيوت
لقد كانت الاسرة حياتها منظمه مرتبه قبل ظهور الانترنت اللعين وغزو بيوتنا
كانت الأبناء تأتى من مدارسهم يتناولون طعامهم معا
ويبدأون فى عمل واجباتهم المدرسيه
وبعد انتهائهم من دراستهم يجتمعون ويتناولون الحلوى ومشاهدة التلفاز
والبنت كانت تساعد أمها فى فى المطبخ وتحضر طعام العشاء معها
او ان يذهبون جميعا للتنزه ويعودون لتناول العشاء والنوم مبكرا للذهاب الى مدارسهم فى نشاط وحيويه
اما حال الأسر الآن بعد هذا الغزو انقلب رأسا على عقب
فلقد دمر روح الاسره الجميل بسبب التفكك الحادث فى المنزل
فيأتى الابناء بملابسهم من المدرسه
ويجلسون امام الانترنت بل ويتشاجرون من الذى يسبق الآخر للجلوس امامه
وتأتى الام بالتشاجر مع ابنائها
كى يتناولون الغذاء لكن لاحياة لمن تنادى
وتبدأ هذه المسيرة مستمره طيلة اليوم حتى دخول الليل
فلا دراسة ولا ترابط والام لاتعلم شيئا عن ابنائها
وبالتالى يهبط المستوى الدراسى للابناء
اصبح الآن اكثر من جهاز فى منزل كل اسره ان لم يكن كل فرد جهاز
ومن المشكلات الشائعه ايضا
هى جلوس الزوج لساعات طويله امام شاشة الانترنت لأغراض تافهه مثل الشات والتعارف مع الغير
تاركا زوجته وأولاده ومهملا واجباته الزوجيه وتوجيه اولاده ومساعدتهم فى مراجعة الدروس
وينتج عن هذا الجلوس غالبا تكوين صداقات وتعارف ومشاهدة افلام اباحية وممكن الى ادمان مشاهدتها اعاذنا الله واياكم منها
مما يجعل الزوج الحاضر الغائب فى المنزل ويحدث الخرس الزوجى والفتور فى علاقته بزوجته ومن ثم هجرها
فيدفع الزوجه ضعيفة الايمان هى الاخرى الى الابتعاد عن زوجها وبيتها واولادها
والجلوس امام هذه الشاشة اللعينه لتعويض ما ينقصها من فراغ وتنجذب فى علاقات عاطفيه وغيرها
فالخيانة ليست مقتصرة فقط على الخيانة الجسدية
فهناك الخيانة البصرية ...من مشاهدة المناظر الاباحية
أو سماعية...بواسطة المادة الهاتفية
وهناك الخيانة العقلية...عبر الخيال والكلام
فيقول تعالى "ولا تقربو الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا"
وبما أن الأم هى المسؤولة
عن المنزل ومتابعة شؤونه فعليها الحذر والحرص على أبنائها من استخدام
الانترنت ومتابعتهم متابعة دورية كى تتجنب وقوع اسرتها فى التهلكه
فبالنسبة لأبنائها عليها ان تشاهد البرامج والمواقع التى يدخلون عليها وأن يكون الجهاز فى مكان ظاهر وعدم الاختلاء به فى غرفهم
كما يجب على الأم منع أضبنائها من استعمال النت فى المساء
ومراقبتهم مراقبه دائمة
ومراقبة سلوك أبنائها وملاحظة أى تغيير طرأ عليهم
كما يجب عليها ان تجلس مع أبنائها وتلفت انتباههم بأن نتجنب رؤية ما يحرمه الله حتى لا نقع فى خطأ
وأن لا نرافق أصدقاء السوء الذين يحرضون على مشاهدة تلك المشاهد المحرمة
لأن ديننا الحنيف أمرنا بذلك
وبما أن مسؤولية الأم كبيرة جدا فى المنزل فعليها أيضا مراقبة زوجها ومعرفة المواقع التى يدخل عليها اذا أحست بأى تغيير يطرأ عليه
وعليها دائما أن تنصحه وتذكره بحرمة هذه الأشياء
وأنه القدوة الحسنة لأهل بيته
واذا كان الأب صالح صلح البيت وان كان فاسدا فسد البيت
وأن تخصص للاسرة كلها عدد معين من الساعات فى الأسبوع للجلوس أمام الانترنت حتى لا تفقد الاسرة ترابطها
أيضا بالنسبة لها يجب أن لا يأخذها بعيدا عن شؤون بيتها وأولادها
وتخصص هى الاخرى عدد ساعات لها بحيث تجلس امامه وتكون قد أنهت كل مشاغلها
وعليها تقسيم وقتها وتنظيم حياتها لها ولأسرتها
حتى تستفيد من هذا التطور التكنولوجى الكبير ولكى لا يكون سببا فى تعاسة الأسرة وتفككها
واليكم نماذج لمواقف حدثت بالفعل من وراء الانترنت
الاولى:لسيدة تعشق الطبخ كانت تتصفح فى
الانترنت للبحث عن وصفات جديدة فوجدت ان معظم الوصفات كانت موجوده فى
منتديات فبدأت بالتسجيل فى منتديات وابدعت فى قسم المطبخ حيث كانت تقوم
بتنزيل أعمالها وتصورها حتى اصبحت ماهرة فى العديد من الوصفات
فاحترفت المهنة وقامت بعمل مشروع صغير فى منزلها وقد أقبل عليها العديد وأصبح لها اسما كبيرا
والآن تنوى فتح مطعم خاص بها
الثانية:لزوج قام بوضع برنامج خاص لمراقبة تصرفات ابنائه والاطلاع على ما يشاهدوه عبر الانترنت
فاكتشف المصيبة الكبرى
ان زوجته على علاقه برجل من احط انواع البشر وتفعل معه الرزيلة من خلال الكاميرا
فجن جنونه وطلقها
أما هى فكانت تبكى وتتوسل اليه أن يسامحها
لكنه لم يرجع عن قراره وانهار البيت
فكلنا أمير نفسه وكلنا عليه الاختيار...خدمة الانترنت واقع لا مفر منه وهذه الخدمة تفتح أمامنا أيديها
بعطاء وخير ومنافع لاتحصى,ولكنها خدمة تجر معها مسؤوليات
فعلينا نحن ان نكون خير مستخدمين
وخير مربين لأبنائنا
"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"
وأسأل الله عز وجل أن يعيننا على حسن استخدام هذه الخدمة وعدم استخدامها فيما يضر