اقترب "اليوم المشهود" (الأحد 11/7)، وحانت ساعة الحسم، واشرأبت الأعناق، وحبست الأنفاس، وارتفع ضغط الدم، وتوترت الأعصاب، وتوقف عمل البورصات، وشُلت مؤشرات أسواق المال والسندات، واستراح الساسة والحكومات، وأعلن عن"هدنة" ريثما يعقبها مشاجرات أسرية ومجتمعية ودولية الخ.
في ظل هذا وذاك بقي "الخلاص" مرهوناً على "بول".. حيث سيقول كلمة الفصل، ويعلن عن: الرابح/ الخاسر.
Paul the so-called octopus oracle...
لقد "صدقت كافة تنبؤاته: الإخطبوط/ العراف"بول"، "الإخطبوط قال كلمته"، "الإخطبوط بول يتوج الأسبان أبطالا لكأس العالم" الخ، إنها عناوين رئيسة على صدر الصحف ووسائل الإعلام غربيها وتبعاًً لها شرقيها.
فوسط اهتمام إعلامي، تنبأ الإخطبوط بول (Octopus Paul)بفوز منتخب إسبانيا على هولندا في نهائي مونديال 2010 بجنوب أفريقيا الأحد 11/7، وكانت وكالة (CNN)- قد أعلنت أن: (منتخب ألمانيا سيحقق فوزاً على الأرجنتين في المباراة التي ستجمع بين الفريقين ضمن منافسات كأس العالم 2010.. على الأقل هذا ما "يعتقده" الإخطبوط العراف "بول"، الذي "صدقت" كافة تكهناته حتى اللحظة)، وقال ناطق باسم حوض "الحياة البحرية" لـCNN، إن "بول" يراقب المونديال عن كثب، وعلينا ترقب المزيد من تنبؤاته مع بلوغ البطولة ذروتها. "
(الإخطبوط بول يفزع الهولنديين ويتوقع فوز إسبانيا بكأس العالم).. احتاج إلى 3 دقائق فقط ليكشف عن الفائز.. وقنوات تلفزيونية أوروبية نقلت الاختيار مباشرة برلين: «الشرق الأوسط»
في بث تلفزيوني حي توقع الأخطبوط بول تغلب إسبانيا على هولندا في المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم غدا (الأحد)، واختار الأخطبوط الشهير - الذي يبلغ من العمر عامين وتوقع بشكل دقيق نتائج ست مباريات لألمانيا في كأس العالم حتى الآن - سريعاً فوز إسبانيا على هولندا واحتاج الأخطبوط إلى ثلاث دقائق فقط ليقرر هوية الفائز بكأس العالم حسبما يرى.
(الحكومة الأسبانية: قلقون على حياة الأخطبوط "بول" ونعمل على حمايته من الصيد): قال ثاباتيرو رئيس الوزراء الأسباني: "أفكر في إرسال فريق لحماية الإخطبوط بول" وذلك رداً على ما تناقلته وسائل الإعلام على أن المشجعين الألمان يريدون التخلص من بول بعد توقعه بالخسارة أمام أسبانيا، وفي ذات السياق اقترحت وزيرة البيئة والثروة السمكية الأسبانية إيلينا اسينوزا: يكون هناك وقف ملاحقة بول، وأضافت أنه: "يوم الاثنين القادم سأكون في مجلس الوزراء الأوروبي، ويجب أن يفرض حظر على صيد الإخطبوط بول حتى لا تأكله ألألمان"، وقد أعلن في وقت سابق أن الإخطبوط بول سيقوم يوم الجمعة بتوقع نتيجة لقاء المركز الثالث بين ألمانيا وأوروجواي، وفي حالة أن الإخطبوط غير متعب سيقوم بالتوقع للمباراة النهائية بين أسبانيا وهولندا، وأضاف المتحدث باسم حوض السمك الموجود به الإخطبوط: " لا نريد أن نضغط عليه" في رده هل سيقوم الإخطبوط بتوقع المباراة النهائية من عدمه، ومن المعروف أن الإخطبوط قد توقع نتائج جميع مباريات الفريق الألماني بشكل صحيح وقد توقع في بطولة أوروبا عام 2008 بنسبة 80% من مباريات المانشافت بطريقة صحيحة.
وفي تعليق على هذا الخبر بموقع "جماهير الأهلي" قال "عبد الرءوف" أحد القراء: "عقول أخطبوطية،،،، وكذلك قالوا: أنهم سوف يكلّفون -الإنتربول بحراسة ـ بول ـ من مناوئيه، ومن جمهوره السابق وحيث أن شعبيته - تتنقل من مكان لآخر حسب - شطحات أصابعه، فاليوم هو محبوب في – عصبانيا-، ومكروه في هولندا بعد أن توقع الهزيمة لهذه، لكن إن حدث العكس، ستنعكس الشعبية وتتحول للجهة المقابلة، لو قدموا لهذا ـ البول ـ علم تركيا عوضاً عن علم اسبانيا اللذان يشتركان في اللون الأحمر، لتوقع الفوز لتركيا، رغم أنها غير مشاركة في المونديال،،، لذا فمن يصدق هذه الترهات يكون قد بين أن عقله أسخف من عقل هذا الإخطبوط الفاقد للعقل بطبيعة الحال كسائر الحيوانات الأخرى".
وكان "بول" قد تكهن بفوز ألمانيا على إنجلترا، ولم يستغرقه قرار تحديد الفريق الفائز سوى ثمان ثوان، إلا أنه ونظراً لصعوبة المباراة التي سيخوضها المنتخب الألماني أمام فريق دييغو مارادونا - الأرجنتين - فقد استغرقت عملية تنبؤ نتائج المباراة زهاء الساعة، وهو ما فسره البعض بأنه قد يجري تمديد المباراة بوقت إضافي، أو اللجوء إلى ضربات الجزاء".
ولإضفاء مسحة من "عقلانية" على مثل هذه الأخبار تراهم يقولون: "وقد يساور البعض الشك بشأن مدى دقة تكهنات حيوان بحري بثمانية أرجل، إلا أن "بول"، الذي يعيش في حوض "الحياة البحرية" في مدينة "أوبرهاوزن" غربي ألمانيا، قد توقع بشكل صحيح جميع نتائج المباريات الأربعة الأخيرة التي خاضها المنتخب الألماني، وفق المختصين في الحوض المائي.
وقبيل أن يسارع المراهنون بوضع كافة مدخراتهم بناء على توقعات الأخطبوط، عليهم مراعاة أن كافة مكاتب المراهنات ترجح كفة الأرجنتين في مباراة السبت، كما أن لـ"بول" هفواته، حيث بلغ معدل دقة تكهناته خلال بطول كأس الأمم الأوروبية عام 2008، حوالي 80 في المائة فقط.
ولشرح آليات عمل هذا (النظام الُمصمم بدقة وفق أحدث الدراسات والأساليب العلمية / الإستشرافية / المستقبلية، وفي ضوء الثورة الاتصالية، وشيوع المجتمعات المعرفية) تعتمد طريقة التوقع/ التنبؤ على: وضع الإخطبوط أمام صندوقين يحتويان على طعام (بلح البحر)، وعليهما علما المنتخبين المتنافسين، ويختار «بول» الصندوق (الذي يشتهيه)، والذي يحمل علم الدولة ويعني فتحه لأحد الصندوقين دليلاً على تحقيق ذلك الفريق النصر في المباراة المقررة، وبنفس الطريقة فضل الإخطبوط التوجه إلى الصندوق المثبت عليه علم إسبانيا في إشارة لتكهنه بفوز الماتادور بالمباراة وبالكأس، وتصدرت توقعات «بول» عناوين أشهر الصحف الألمانية والعالمية، حتى إن التليفزيون الألماني نقل على الهواء مباشرة عملية اختياره العلم، وفي سياق متصل، توقع بول فوز المنتخب الألماني بالمركز الثالث على حساب منتخب أوروجواي، مما يعني حال حدوث هذا احتفاظ الماكينات بالميدالية البرونزية للمونديال للمرة الثانية على التوالي).
لقد زاحم الإخطبوط الألماني (بول) نجوم كرة القدم في الحصول على نجومية المونديال، فبعد أن نجحت جميع توقعاته مع المنتخب الألماني الذي خرج أمام إسبانيا في الدور نصف النهائي، سلطت وسائل الإعلام الدولية الأنظار عليه لمعرفة توقعاته للمباراة النهائية ومباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، حيث رشح بول المنتخب الإسباني للفوز بلقب كأس العالم فيما توقع فوز المنتخب الألماني في مباراة الثالث والرابع أمام الاوروغواي".
ولقد جانب الصواب تكهنات الإخطبوط، الذي توقع فوز ألمانيا على غانا وأستراليا في مواجهات المجموعة الرابعة، وتحول إلى الصندوق الذي يحمل علم صربيا، التي فازت على ألمانيا بهدف مقابل لا شيء.
ورغم أن إنجلترا هي مسقط رأس "بول"، إلا أنه تنكر لجذوره، وتوقع فوز ألمانيا على المنتخب الإنجليزي، الذي خرج من البطولة بهزيمة مذلة بأربعة أهداف مقابل هدف.
"ماذا لو كان بول إسلامياً؟ ".
في مقال لها بموقع "صوت العروبة" الرائع قالت الأستاذة "هناء عبيد"من أمريكا في مقال لها بعنوان: "ماذا لو كانت الدجاجة إسلامية؟ ": (وكما يعلم الجميع فإن عادات وتقاليد الشعوب تتنوع وتختلف لدرجة الغرابة أحيانا والطرافة أحيانا أخرى، فمن العادات الغير مألوفة في مجتمعاتنا ما تقوم به إحدى الطوائف اليهودية، حيث يقوم الرجل بوضع ديك على رأسه، وتحريكه حركة دورانية ثلاث مرات، وبعدها يصلي ومن ثم ذبح الديك؛ ليكون الديك بذلك قد أخذ ذنوب وخطايا الرجل، وتفعل السيدات الأمر نفسه لكن يستبدلن الديك بدجاجة.. لكن ماذا لو كان الديك إسلامياً!!؟ أو كانت الدجاجة إسلامية!!؟، ستتحول الطرافة حينها إلى سذاجة وتخلف بمسمى الإسلام، وغيرها من المفردات اللاذعة وتضيف الكاتبة: "وماذا عن مصارعة الثيران، التي يذهب ضحيتها كثير من الثيران ومصارعيهم، فلو كانت هذه اللعبة تحت شعار إسلامي، لما سلمت هذه المباريات من تسميات شنيعة، وما سلمت من المحطات الفضائية التي ستتسابق حينها لنقلها على الهواء مباشرة؛ لعرضها على أنها إرهاب إسلامي، أو لعرض ما تخلفه من دماء مراقة على أيدي المسلمين (كما تباكت جماعات الرفق بالحيوان علي إراقة دماء الأضاحي) في سبيل رياضة ترفيه، وماذا أيضاً عن التقليعات والموضة الغريبة التي يتهافت عليها الشباب " مع احترامي أيضاً لها؛ لأنها تدخل ضمن الحريات العامة"، والتي قد نجدها غير مقبولة في مجتمعاتنا الشرقية إسلامياً أو مسيحياً، مثل: قصات الشعر، التي بعضها يظهر الرأس وكأنه متوج بعرف ديك مع لمسات من ألوان فاقعة من الأحمر والأخضر والأصفر، كذلك الأقراط التي توضع على كل أجزاء الجسم والتي يوضع بعضها بجانب العين أو الحاجب أو أحيانا داخل الفم على اللسان، " ولا أدري كيف يمكن التحدث أو الأكل في هذه الحالة"، كذلك الوشم "التاتو" الذي يلجأ البعض إلى وضعه على جميع أجزاء الجسم بما فيها الوجه الذي تختفي معالمه تماماً أحياناً، بينما لو كانت من ابتكار الجانب الإسلامي، فإنها بالطبع ستأخذ منحاً آخر تماماً، فتصبح الموضة حينها تحت مسميات أخرى مثل: "قصات وأقراط البدو وتاتو التخلف الإسلامي... وهكذا).
ولتسمح لي الأخت الفاضلة أن يضاف إلى موضوعها، موضوع "هذا العراف المتنبئ بول"، ولتسمح أيضاً أن يُقاس على عنوان مقالها: "ماذا لو كان بول إسلامياً؟ ".
على جانب آخر تري أقلاماً "خرساء" عن مثل تلكم المواقف: (وتنبؤ بول بالنصر)، وهم الذين يكافحون"انتشار الخرافات" لكن فقط من بني جلدتهم، وتراهم يتشدقون بـ"العقلانية، والتفكير العلمي" في مواجهة "الغيبيات"(هكذا يذكرونها عامة)، وتشتم من ملابسات سياقها في عديد من مقارباتهم، قصدهم "الإيمانيات" بكل ما هو في "عالم الغيب" محل الإيمان، والعقائد، والشرائع، والشعائر، والقيم، والأخلاق بمرجعيتها الإلهية الخ. ذلك العالم الموازي لعالم "الشهادة"، الذي هو موضع الجهد والاجتهاد والعمل والتدبر والتفكر والتأمل والتعقل.
ويبقى السؤال الذي لطالما طرح في عدة مناسبات ومقالات: لماذا يعود رواد فضاء، وعلماء، وساسة، ومجتمعات غربية إلى "عقائد وإيمان"، بينما ينكر "علمانيون" هنا وهناك، اصطباغ الحياة بالدين الحق والقيم والأخلاق، بدعوى أن: "الدين ملجأ ضعاف العقول، وطور فائت في نمو البشرية"، وأنه "ردة للوراء"، و"ظلامية"، و"حجاب على العقل" الخ؟؟. كما نراهم يعلنون أن "الإنسان يقوم وحده"، دون حاجة إلى إله، و"طلاق الروح مع المادة"، ويرفعون شعارات "الإيمان بالعقل لا النقل"، و"بالعلم لا الخرافة"، (فأين العلم من تنبؤات بول التي تنقلها وسائل الإعلام مباشرة وكأنها الحرب العالمية الثالثة؟)، و"بالتقدم لا التخلف"، فكيف يفسر هؤلاء مثل تلكم الأمور؟! وهل هؤلاء من "ضعاف العقول، ومتخلفين كي يؤمنوا بهذه الخرافات"، ولو كانت هذا ما يفعله ناس لدينا لنا لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، ولواصلوا جلدهم لمجتمعاتهم ليل نهار.
رجاء: كونوا منصفين مع أنفسكم وأفكاركم، ولا تكيلوا بعدة مكاييل؟
المصدر : http://multaqa.forum.st/portal.htm
في ظل هذا وذاك بقي "الخلاص" مرهوناً على "بول".. حيث سيقول كلمة الفصل، ويعلن عن: الرابح/ الخاسر.
Paul the so-called octopus oracle...
لقد "صدقت كافة تنبؤاته: الإخطبوط/ العراف"بول"، "الإخطبوط قال كلمته"، "الإخطبوط بول يتوج الأسبان أبطالا لكأس العالم" الخ، إنها عناوين رئيسة على صدر الصحف ووسائل الإعلام غربيها وتبعاًً لها شرقيها.
فوسط اهتمام إعلامي، تنبأ الإخطبوط بول (Octopus Paul)بفوز منتخب إسبانيا على هولندا في نهائي مونديال 2010 بجنوب أفريقيا الأحد 11/7، وكانت وكالة (CNN)- قد أعلنت أن: (منتخب ألمانيا سيحقق فوزاً على الأرجنتين في المباراة التي ستجمع بين الفريقين ضمن منافسات كأس العالم 2010.. على الأقل هذا ما "يعتقده" الإخطبوط العراف "بول"، الذي "صدقت" كافة تكهناته حتى اللحظة)، وقال ناطق باسم حوض "الحياة البحرية" لـCNN، إن "بول" يراقب المونديال عن كثب، وعلينا ترقب المزيد من تنبؤاته مع بلوغ البطولة ذروتها. "
(الإخطبوط بول يفزع الهولنديين ويتوقع فوز إسبانيا بكأس العالم).. احتاج إلى 3 دقائق فقط ليكشف عن الفائز.. وقنوات تلفزيونية أوروبية نقلت الاختيار مباشرة برلين: «الشرق الأوسط»
في بث تلفزيوني حي توقع الأخطبوط بول تغلب إسبانيا على هولندا في المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم غدا (الأحد)، واختار الأخطبوط الشهير - الذي يبلغ من العمر عامين وتوقع بشكل دقيق نتائج ست مباريات لألمانيا في كأس العالم حتى الآن - سريعاً فوز إسبانيا على هولندا واحتاج الأخطبوط إلى ثلاث دقائق فقط ليقرر هوية الفائز بكأس العالم حسبما يرى.
(الحكومة الأسبانية: قلقون على حياة الأخطبوط "بول" ونعمل على حمايته من الصيد): قال ثاباتيرو رئيس الوزراء الأسباني: "أفكر في إرسال فريق لحماية الإخطبوط بول" وذلك رداً على ما تناقلته وسائل الإعلام على أن المشجعين الألمان يريدون التخلص من بول بعد توقعه بالخسارة أمام أسبانيا، وفي ذات السياق اقترحت وزيرة البيئة والثروة السمكية الأسبانية إيلينا اسينوزا: يكون هناك وقف ملاحقة بول، وأضافت أنه: "يوم الاثنين القادم سأكون في مجلس الوزراء الأوروبي، ويجب أن يفرض حظر على صيد الإخطبوط بول حتى لا تأكله ألألمان"، وقد أعلن في وقت سابق أن الإخطبوط بول سيقوم يوم الجمعة بتوقع نتيجة لقاء المركز الثالث بين ألمانيا وأوروجواي، وفي حالة أن الإخطبوط غير متعب سيقوم بالتوقع للمباراة النهائية بين أسبانيا وهولندا، وأضاف المتحدث باسم حوض السمك الموجود به الإخطبوط: " لا نريد أن نضغط عليه" في رده هل سيقوم الإخطبوط بتوقع المباراة النهائية من عدمه، ومن المعروف أن الإخطبوط قد توقع نتائج جميع مباريات الفريق الألماني بشكل صحيح وقد توقع في بطولة أوروبا عام 2008 بنسبة 80% من مباريات المانشافت بطريقة صحيحة.
وفي تعليق على هذا الخبر بموقع "جماهير الأهلي" قال "عبد الرءوف" أحد القراء: "عقول أخطبوطية،،،، وكذلك قالوا: أنهم سوف يكلّفون -الإنتربول بحراسة ـ بول ـ من مناوئيه، ومن جمهوره السابق وحيث أن شعبيته - تتنقل من مكان لآخر حسب - شطحات أصابعه، فاليوم هو محبوب في – عصبانيا-، ومكروه في هولندا بعد أن توقع الهزيمة لهذه، لكن إن حدث العكس، ستنعكس الشعبية وتتحول للجهة المقابلة، لو قدموا لهذا ـ البول ـ علم تركيا عوضاً عن علم اسبانيا اللذان يشتركان في اللون الأحمر، لتوقع الفوز لتركيا، رغم أنها غير مشاركة في المونديال،،، لذا فمن يصدق هذه الترهات يكون قد بين أن عقله أسخف من عقل هذا الإخطبوط الفاقد للعقل بطبيعة الحال كسائر الحيوانات الأخرى".
وكان "بول" قد تكهن بفوز ألمانيا على إنجلترا، ولم يستغرقه قرار تحديد الفريق الفائز سوى ثمان ثوان، إلا أنه ونظراً لصعوبة المباراة التي سيخوضها المنتخب الألماني أمام فريق دييغو مارادونا - الأرجنتين - فقد استغرقت عملية تنبؤ نتائج المباراة زهاء الساعة، وهو ما فسره البعض بأنه قد يجري تمديد المباراة بوقت إضافي، أو اللجوء إلى ضربات الجزاء".
ولإضفاء مسحة من "عقلانية" على مثل هذه الأخبار تراهم يقولون: "وقد يساور البعض الشك بشأن مدى دقة تكهنات حيوان بحري بثمانية أرجل، إلا أن "بول"، الذي يعيش في حوض "الحياة البحرية" في مدينة "أوبرهاوزن" غربي ألمانيا، قد توقع بشكل صحيح جميع نتائج المباريات الأربعة الأخيرة التي خاضها المنتخب الألماني، وفق المختصين في الحوض المائي.
وقبيل أن يسارع المراهنون بوضع كافة مدخراتهم بناء على توقعات الأخطبوط، عليهم مراعاة أن كافة مكاتب المراهنات ترجح كفة الأرجنتين في مباراة السبت، كما أن لـ"بول" هفواته، حيث بلغ معدل دقة تكهناته خلال بطول كأس الأمم الأوروبية عام 2008، حوالي 80 في المائة فقط.
ولشرح آليات عمل هذا (النظام الُمصمم بدقة وفق أحدث الدراسات والأساليب العلمية / الإستشرافية / المستقبلية، وفي ضوء الثورة الاتصالية، وشيوع المجتمعات المعرفية) تعتمد طريقة التوقع/ التنبؤ على: وضع الإخطبوط أمام صندوقين يحتويان على طعام (بلح البحر)، وعليهما علما المنتخبين المتنافسين، ويختار «بول» الصندوق (الذي يشتهيه)، والذي يحمل علم الدولة ويعني فتحه لأحد الصندوقين دليلاً على تحقيق ذلك الفريق النصر في المباراة المقررة، وبنفس الطريقة فضل الإخطبوط التوجه إلى الصندوق المثبت عليه علم إسبانيا في إشارة لتكهنه بفوز الماتادور بالمباراة وبالكأس، وتصدرت توقعات «بول» عناوين أشهر الصحف الألمانية والعالمية، حتى إن التليفزيون الألماني نقل على الهواء مباشرة عملية اختياره العلم، وفي سياق متصل، توقع بول فوز المنتخب الألماني بالمركز الثالث على حساب منتخب أوروجواي، مما يعني حال حدوث هذا احتفاظ الماكينات بالميدالية البرونزية للمونديال للمرة الثانية على التوالي).
لقد زاحم الإخطبوط الألماني (بول) نجوم كرة القدم في الحصول على نجومية المونديال، فبعد أن نجحت جميع توقعاته مع المنتخب الألماني الذي خرج أمام إسبانيا في الدور نصف النهائي، سلطت وسائل الإعلام الدولية الأنظار عليه لمعرفة توقعاته للمباراة النهائية ومباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، حيث رشح بول المنتخب الإسباني للفوز بلقب كأس العالم فيما توقع فوز المنتخب الألماني في مباراة الثالث والرابع أمام الاوروغواي".
ولقد جانب الصواب تكهنات الإخطبوط، الذي توقع فوز ألمانيا على غانا وأستراليا في مواجهات المجموعة الرابعة، وتحول إلى الصندوق الذي يحمل علم صربيا، التي فازت على ألمانيا بهدف مقابل لا شيء.
ورغم أن إنجلترا هي مسقط رأس "بول"، إلا أنه تنكر لجذوره، وتوقع فوز ألمانيا على المنتخب الإنجليزي، الذي خرج من البطولة بهزيمة مذلة بأربعة أهداف مقابل هدف.
"ماذا لو كان بول إسلامياً؟ ".
في مقال لها بموقع "صوت العروبة" الرائع قالت الأستاذة "هناء عبيد"من أمريكا في مقال لها بعنوان: "ماذا لو كانت الدجاجة إسلامية؟ ": (وكما يعلم الجميع فإن عادات وتقاليد الشعوب تتنوع وتختلف لدرجة الغرابة أحيانا والطرافة أحيانا أخرى، فمن العادات الغير مألوفة في مجتمعاتنا ما تقوم به إحدى الطوائف اليهودية، حيث يقوم الرجل بوضع ديك على رأسه، وتحريكه حركة دورانية ثلاث مرات، وبعدها يصلي ومن ثم ذبح الديك؛ ليكون الديك بذلك قد أخذ ذنوب وخطايا الرجل، وتفعل السيدات الأمر نفسه لكن يستبدلن الديك بدجاجة.. لكن ماذا لو كان الديك إسلامياً!!؟ أو كانت الدجاجة إسلامية!!؟، ستتحول الطرافة حينها إلى سذاجة وتخلف بمسمى الإسلام، وغيرها من المفردات اللاذعة وتضيف الكاتبة: "وماذا عن مصارعة الثيران، التي يذهب ضحيتها كثير من الثيران ومصارعيهم، فلو كانت هذه اللعبة تحت شعار إسلامي، لما سلمت هذه المباريات من تسميات شنيعة، وما سلمت من المحطات الفضائية التي ستتسابق حينها لنقلها على الهواء مباشرة؛ لعرضها على أنها إرهاب إسلامي، أو لعرض ما تخلفه من دماء مراقة على أيدي المسلمين (كما تباكت جماعات الرفق بالحيوان علي إراقة دماء الأضاحي) في سبيل رياضة ترفيه، وماذا أيضاً عن التقليعات والموضة الغريبة التي يتهافت عليها الشباب " مع احترامي أيضاً لها؛ لأنها تدخل ضمن الحريات العامة"، والتي قد نجدها غير مقبولة في مجتمعاتنا الشرقية إسلامياً أو مسيحياً، مثل: قصات الشعر، التي بعضها يظهر الرأس وكأنه متوج بعرف ديك مع لمسات من ألوان فاقعة من الأحمر والأخضر والأصفر، كذلك الأقراط التي توضع على كل أجزاء الجسم والتي يوضع بعضها بجانب العين أو الحاجب أو أحيانا داخل الفم على اللسان، " ولا أدري كيف يمكن التحدث أو الأكل في هذه الحالة"، كذلك الوشم "التاتو" الذي يلجأ البعض إلى وضعه على جميع أجزاء الجسم بما فيها الوجه الذي تختفي معالمه تماماً أحياناً، بينما لو كانت من ابتكار الجانب الإسلامي، فإنها بالطبع ستأخذ منحاً آخر تماماً، فتصبح الموضة حينها تحت مسميات أخرى مثل: "قصات وأقراط البدو وتاتو التخلف الإسلامي... وهكذا).
ولتسمح لي الأخت الفاضلة أن يضاف إلى موضوعها، موضوع "هذا العراف المتنبئ بول"، ولتسمح أيضاً أن يُقاس على عنوان مقالها: "ماذا لو كان بول إسلامياً؟ ".
على جانب آخر تري أقلاماً "خرساء" عن مثل تلكم المواقف: (وتنبؤ بول بالنصر)، وهم الذين يكافحون"انتشار الخرافات" لكن فقط من بني جلدتهم، وتراهم يتشدقون بـ"العقلانية، والتفكير العلمي" في مواجهة "الغيبيات"(هكذا يذكرونها عامة)، وتشتم من ملابسات سياقها في عديد من مقارباتهم، قصدهم "الإيمانيات" بكل ما هو في "عالم الغيب" محل الإيمان، والعقائد، والشرائع، والشعائر، والقيم، والأخلاق بمرجعيتها الإلهية الخ. ذلك العالم الموازي لعالم "الشهادة"، الذي هو موضع الجهد والاجتهاد والعمل والتدبر والتفكر والتأمل والتعقل.
ويبقى السؤال الذي لطالما طرح في عدة مناسبات ومقالات: لماذا يعود رواد فضاء، وعلماء، وساسة، ومجتمعات غربية إلى "عقائد وإيمان"، بينما ينكر "علمانيون" هنا وهناك، اصطباغ الحياة بالدين الحق والقيم والأخلاق، بدعوى أن: "الدين ملجأ ضعاف العقول، وطور فائت في نمو البشرية"، وأنه "ردة للوراء"، و"ظلامية"، و"حجاب على العقل" الخ؟؟. كما نراهم يعلنون أن "الإنسان يقوم وحده"، دون حاجة إلى إله، و"طلاق الروح مع المادة"، ويرفعون شعارات "الإيمان بالعقل لا النقل"، و"بالعلم لا الخرافة"، (فأين العلم من تنبؤات بول التي تنقلها وسائل الإعلام مباشرة وكأنها الحرب العالمية الثالثة؟)، و"بالتقدم لا التخلف"، فكيف يفسر هؤلاء مثل تلكم الأمور؟! وهل هؤلاء من "ضعاف العقول، ومتخلفين كي يؤمنوا بهذه الخرافات"، ولو كانت هذا ما يفعله ناس لدينا لنا لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، ولواصلوا جلدهم لمجتمعاتهم ليل نهار.
رجاء: كونوا منصفين مع أنفسكم وأفكاركم، ولا تكيلوا بعدة مكاييل؟
المصدر : http://multaqa.forum.st/portal.htm