إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ به تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ، أما بعد :
فإن أول مصيبة مرت بأمة الإسلام بعد وفاة نبيها صلى الله عليه وسلم تلك المصيبة التى أدت الى حدوث أعظم فتنة فى تاريخ أمة الإسلام والتى سميت فى التاريخ بإسم ( الفتنة الكبرى ) ، ولم ولن تأتى على الأمة فتنة أعظم منها الى أن تقوم أشراط الساعة .
هل يا ترى تعلمون ما سببها ؟؟
أولا وقبل الإجابة نستعرض قليلا مما نتج عن هذه الفتنة الكبرى من مصائب حلت ولا تزال بأمة الإسلام:
*إراقة دم أفضل بشر خلقهم الله تعالى بعد الأنبياء وهم الصحابة.
*إنقسام أمة الإسلام الى فرق ومذاهب وملل قد يكفر بعضها بعضا ويلعن بعضها بعضا.
*ظهور البدع والمحدثات والمذاهب الفكرية البدعية منها والشركية والكفرية مما دمر الفكر الإسلامى القويم ، وأدخل عليه فلسفة المتفلسفة وهترفة المتكلمة والجدال .......ألخ مما جلبه لنا أصحاب هذه الترهات من فلسفة الإغريق والهند والمجوس وغيرها .
*اقتتال تلك الفرق وإهدار دم المسلم (حتى العوام منهم ) الذى هو عند الله تعالى أعظم من هدم الكعبة.
*إستمرار هبوب عواصف تلك الفتن منذ نشأتها وإلى يومنا هذا .
*قتل وتعذيب العلماء والصالحين المصلحين على يد من خالفوهم فى الرأى من أصحاب تلك المذاهب
( وما حدث لإمام أهل السنة الإمام/ أحمد ، خير شاهد على ذلك ).
ما سبق فتت أمة الإسلام وجعل بعض مذاهبها التى ما أنزل الله بها من سلطان أضحوكة لبعض الأمم بل وألعوبة لهم أيضا ولقد أدى ذلك الى أن طمع أعداؤنا فى أرضنا وسمائنا وتحكموا فى أقواتنا
والأدهى من ذلك صد من يريد الدخول الى الإسلام عن دين الله مما يراه فى تلك الأفكار المنحرفة من أشياء يضحك عليها الصبى ويظن المسكين أن دينه خيرا من دين الإسلام .
ولن يستطيع أعظم المستقصين أن يحصوا ما جلبت الفتنة الكبرى على أمة الإسلام من مصائب شابت منها الرؤوس وحارت فيها العقول وضلت فيها أفهام الرجال وأحلامهم
فإلى الله المشتكى.
ولكن هل تعلمون ما سبب تلك الفتنة الكبرى ؟؟؟
الخروج
الخروج عن طاعة أمير المؤمنين عثمان بن عفان ذى النورين رضى الله عنه حتى قتل
والخروج عن طاعة أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه حتى قتل
الخروج يا أهل السنة والجماعة – والجماعة – هو سبب كل ما ذكرته آنفا
إخوانى ، ما أشبه الليلة بالبارحة ، وإعلموا أنه سنن الله لا تتبدل قال تعالى ( ولن تجد لسنة الله تبديلا )
بالأمس – الذى يعتبر قريبا نسبيا – أتت على أمة الإسلام ليالى طال سوادها تلك الليالى التى حاك فيها أهل الكفر والنفاق المكائد لإسقاط الخلافة ( والله كلمة أكتبها ويعلم الله ما بى )
الخلافة التى كانت أبا رحيما بالمسلمين يجمعهم كلهم على مائدة واحدة هى مائدة الإسلام وكانت أبا جسورا شجاعا ذا سطوة وبأس يدافع عن أبناءه من كل من يفكرأن يريدهم بسوء
فى تلك الليالى قام العرب المسلمون بطعن جيش خليفتهم من الخلف خيانة وغدرا عندما كان يدافع عن غزة كيلا يدخلها النهاب الإنجليز فيصبح طريق القدس مفتوحا لهم (وذلك إبان الحرب العالمية الأولى ) وما ذلك الا لأن عباد الصليب وعدوا (أى العرب وعلى راسهم اللا شريف الحسين بن على ) بالملك على أرض العرب شريطة أن يتسلل الضباط العرب جميعهم من خارج صفوف الجيش العثمانى ، والذى ظل يدافع عن غزة دفاعا شريفا مجيدا رغم الغدر والخيانة .
هذا نوع من أنواع الخروج نتج عنه بعده أن إنهزم الجيش العثمانى وسقطت الخلافة وضاااااااااااااااااع المسلمون ووضع الإنجليز أمثال اللا شريف حسين تحت أحذيتهم( سبحان الله كما تدين تدان) وقطعوا أوصال تلك الخلافة المجيدة ( بسايكس- بيكو) .
هل تعلمون إخوتى فى الله أن أوروبا وفى تلك الفترة فى ذروة جبروتها كانت تخشى من إشارة واحدة يطلقها الخليفة العثمانى والتى كانت تطلق عليه رجل أوروبا المريض
فلهذا ما إستطاعوا إحتلال أراضينا الا بمساعدة أمثال هؤلاء الخونة ( الخوارج ) فى أى عصر ومصر
ولك يا أخى المسلم أن تقرأ الكتب ففيها عظات وعبرا.
ولقد رأيت من واجبى أن أنقل إليكم كلاما كتبه أحد الأئمة الأعلام ( العلامة بن باز رحمه الله ) فى هذا الشأن حيث كتبها رحمه الله فى رسالة أسماها (المعلوم من واجب العلاقة بين الحاكم والمحكوم)
ولقد هممت أن أنقل اليكم تلك الرسالة البديعة من باب النصح والتواصى بالحق والصبر قال تعالى ( والعصر* إن الإنسان لفى خسر* الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر *)
وإن شاء الله تعالى أبدأ فى كتابتها على حلقات قصيرة مقبلة بإذن الله
وإنى لأسأل الله تعالى أن يهيأ لأمتنا الغالية أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ويؤمر فيه بالمعروف وينه فيه عن المنكر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته