إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا أما بعد :
ممنوع الدخول لغير المسلمين
عبارة تجدها مكتوبة على اللوحات المرورية للطرق المؤدية الى أطهر البقاع ، مهد الإسلام و مهبط الوحى لأطهر البشر بخير رسالة ربانية الى خير أمة أخرجت للناس إنها (مكة المكرمة) أعزها الله وطهرها
تأملت تلك العبارة المكتوبة طويلا ووقفت عندها وقفة تأمل ، فوجدت فيها من إكرام الله لأمة الإسلام ما وجدت.
فكما أن الله تعالى فضلنا بأن إختارنا خير أمة أخرجت للناس من بين كافة مليارات البشر، وكما أن الله أكرمنا بالدين الأوحد الذى لم يرتضى سواه ، وكما أن جعلنا من أتباع أفضل وأكرم وأخير رسول بل بشر على الإطلاق ، ومن علينا بأفضل كتاب من بين كافة الكتب بل المهيمن عليها جميعا
كذلك إختصنا نحن وحدنا بأفضل بقعة على وجه الأرض ( مكة )
وما ذلك الا لأن الله تعالى أرادنا بفضله أن نكون أمة فريدة بين الأمم
إن الله تعالى هيأ لنا بكرمه ما يجعلنا ملوك الأرض وسادتها وليس ذلك لنطغى فى الأرض ونتكبر بل لننشر للناس دينه الذى لم يرتضى دينا سواه
لننقل الناس من أوحال الكفر وظلمات الجهل الى نور الإيمان وسمو العلم فهل يا ترى أحسست أخى الكريم بعزة المسلم وتفرده الذى لا يشاركه فيه أحد من أهل الأرض
تفرد أوجبه وجعله لك رب الأرباب عز وجل
أمتك أمة فريدة فى عبادتها لا تشرك بالله شيئا
فريدة فى رسولها الذى كان أفضل من وطئ الثرى بقدميه صلى الله عليه وسلم
فريدة بكتابها الذى هيمن على كل الكتب التى سبقته والذى تكفل الله تعالى بحفظه
بل وفريدة فى قبلتها تلك التى لا يقربها سواهم
فهل يا ترى نحن على قدر المسؤلية وهل يا ترى حققنا موجبات هذا التفرد والتميز الذى حققه أسلافنا فسادوا وعزوا وملكوا أقاصى الأرض صنعوا عزا فريدا أيضا فى طرازه لم تسبقه فى ذلك العز والملك أمة أخرى على الإطلاق
فليستشعر كل منا مسؤليته تجاه دينه وليعرف مدى نعمة الله تعالى عليه وفضله الذى لم يتشرف أحد بنيله وليعلم كل منا أن عليه واجبا ومسؤلية تجاه هذا الدين وأننا واقفون جميعا على ثغور هذا الدين ووجب علينا حمايته فإذا أتى الدين من قبل أى فرد منا فلا يلومن الا نفسه وليتهمها بالخيانه وليعرف أنه كان يوما من الأيام معول هدم لهذا البناء الشامخ الفريد طرازة الذى بناه اسلافنا بإيمانهم قبل دمائهم
اسأل الله تعالى أن يعز الإسلام والمسلمين وأن يردنا الى دينه مردا كريما وأن يعد للإسلام مجده وعزه وشرفه آمين