إن الدور الاستراتيجي الذي يلعبه العملاء في خدمة من يجندونهم من أعداء شعوبهم على مدار التاريخ جعل عملية زرع العملاء في الدول والتجمعات المعادية سياسة إستراتيجية في التعامل مع الخصم يتم العمل على تسارعها وتطويرها بشكل مستمر، لإيجابياتها الكبيرة للمجنِدين والتي قد تصل إلى قلب أنظمة الحكم كما حصل مع الخلافة الإسلامية أو حرف ثورات عن مسارها، وما بين هذه وتلك من نجاحات عسكرية وأمنية واقتصادية.
إن الأسباب العامة للإسقاط لم تكن هي الدوافع الوحيدة التي دفعت اليهود للعمل بشراسة من أجل إسقاط من يستطيعون في حبائلهم، فعمليات الإسقاط لها جذور عقلية ونفسية وعقائدية لدى اليهود؛ مما جعل الإسقاط عندهم هدفاً وليس وسيلة، لأسباب متعددة منها:
أولاً: نظرة اليهود الفوقية إلى بقية الأمم والشعوب وخاصة المسلمين، واعتقادهم أن الأغيار "الجويم" خلقوا لخدمة اليهود "شعب الله المختار"، حسب زعمهم؛ ولقد ورد في القران الكريم على لسانهم قوله - تعالى -: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران75]؛ أي يقولون: إن أموال العرب حلال لنا، لأنهم ليسوا على ديننا، ولا حرمة لهم في كتابنا، وهم يستحلون ظلم من خالفهم في دينهم كما قال المفسرون.
جاء في سفر "أشعياء- اصحاح 615-6": "ويقف الأجانب ويرعون غنمكم، ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم"، ويقول عفاديا يوسف: "صب غضبك على الاغيار"، ودعا الحاخام اليهودي الله أن "ينتقم من العرب ويبيد ذرّيتهم، ويسحقهم ويخضعهم، ويمحوهم عن وجه البسيطة"، وأوصى اليهود بالشدة مع العرب حيث قال: "ممنوع الإشفاق عليهم، يجب قصفهم بالصواريخ بكثافة وإبادتهم، إنهم لشريرون" [10 أبريل 2001، الشرق الأوسط]، - ومجازرهم وأعمالهم ضد غيرهم لا تخفى على منصف- ولذلك فهم يرون أن من واجبهم ترويض الشعوب وتسخيرها لخدمتهم، ويعتقدون أن ذلك لا يتحقق إلا بإسقاط أكبر قدر ممكن من الناس سياسياً، أو فكرياً، أو أمنياً، أو أخلاقياً، ومما يدلل عملياً على ذلك احتقارهم للعملاء، وإذلالهم واستغلالهم أسوأ استغلال، وعدم الاكتراث بمشاعرهم أو حياتهم؛ كونهم حشرات حسب اعتقاد اليهود، وما هم إلا حيوانات تؤدي واجبها تجاه اليهود.
ثانياً: اليهود شعب قليل العدد فوقيّ النظرة، عنصريّ التوجه، يرى أن من حقه السيطرة على العالم جاء في سفر اللاويين [الاصحاح20 24-26]: "أنا الرب إلهكم الذي ميزكم من الشعوب، وتكونون لي قديسين لأني قدوس أنا الرب، وقد ميزتكم من الشعوب لتكونوا لي"، وهم يعتقدون أن ذلك لا يتحقق إلا إذا تغلبوا على عقدة النقص العددي التي يعانون منها؛ لهذا فإنهم يركزون وبشدة على عملية الإسقاط ويربطونها بمصيرهم ومستقبلهم، ولذلك نرى أنهم يوكلون الكثير من المهام الخطرة لعملائهم من أجل تحقيق أهدافهم بأقل الخسائر الصهيونية.
ثالثاً: لأن اليهود قوم حريصون على الحياة، وخاصية الجبن متجذرةٌَ في نفوسهم، قال - تعالى -: (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ) [الحشر - 14]، وقال أيضا: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أْن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) [البقرة – 96]، فحب الحياة والجبن عنصران أساسيان متأصلان في شخصية اليهود؛ مما دفعهم إلى عدم الجرأة على المواجهة المباشرة التي يتكبدون فيها خسائر كبيرة، فنراهم يميلون إلى دفع عملائهم في المقدمة استخبارياً وقتالياً كما حدث مع "الكتائب اللبنانية"، وجيش "لحد"، وقطاعات من الدروز، وبعض البدو في فلسطين ...إلخ، وهذا الأسلوب يتطلب العمل بجد وقذارة متناهية من أجل إسقاط من يستطيعون إسقاطه سواء من أجل التحييد أو التجنيد؛ ولهذا فالإسقاط ركن أساسي من أركان استراتيجيتهم وعقليتهم الأمنية، والعسكرية، والعقائدية.
رابعاً: لدى اليهود أزمة ثقة في كل الشعوب، فهم لا يمنحون ثقتهم لغير اليهود؛ وهذا يدفعهم إلى زرع العملاء أينما استطاعوا، وحتى في تجمعات من يدعمونهم مثل أمريكا وبريطانيا، ولا يثقون بأتباعهم من الحكام العرب الذين وقّعوا معهم الاتفاقيات، فبعد تلك الاتفاقيات زاد عدد عملائهم في مصر، والأردن، وفلسطين، التي استخدموا فيها أقذر الوسائل لحمل ضحاياهم على الارتباط والعمالة.
خامساً: نظرة اليهود للمسلمين نظرة عداء مستحكم نابع من عقيدتهم، كما أخبرنا رب العالمين عندما قال: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) [217 – البقرة]، وغني عن الإثبات أن عمليات تجنيد العملاء تشتد وتستعر أثناء الحروب وفترات التنازل من الخصم، كما حدث بعد الاتفاقيات التي وقعت معهم حيث استفاد اليهود من الوضع الجديد في تطوير سبل وأماكن إسقاط جديدة وبحرية أكبر، وهذا ما دلت عليه أعمار العملاء الذين ساهموا في عمليات اغتيال نشطاء انتفاضة الاقصى.
سادساً: سعى اليهود إلى نشر ثقافة الانحلال والفساد الخلقي بين الناس لإبعادهم عن دينهم وتشتيت روابطهم الاجتماعية وتغيير اهتماماتهم إلى مادية جسدية ليسهل قتل الفضيلة في نفوسهم ليقوى تأثيرهم على الشعوب كونهم يتقنون فنون الانحلال الخلقي واعتبارهم إفساد غيرهم عمل ديني لأنه يسهل تسخيرهم وليس هذا خافياً من الناحية العملية.
فحقدهم الدفين على الشعوب وخاصة المسلمين يتطلب منهم إيجاد الأشخاص الذين يعملون على نشر ثقافة الانحلال من أبناء تلك الشعوب أنفسها، ليتم تقبل الأفكار المسمومة بشكل أكبر مما يتطلب رفع وتيرة الإسقاط قدر المستطاع وبشتى أشكاله.
مما سبق نرى أن صفة الإجرام والإفساد متأصلة في عقول ونفوس اليهود، ولا يمكن أن يتخلوا عنها؛ لكونهم يعتبرونها سر قوتهم والضمان لتفوقهم وأمنهم واستمرار دولتهم ورخائهم الاقتصادي، ومن يحتكم لهذا النهج يبيح لنفسه فعل كل رذيلة من أجل إحقاق آماله في واقع الحياة، وتجسيدها واقعاً ملموساً، متشبثين بالقاعدة القائلة: "الغاية تبرر الوسيلة"، ولقد استخدم اليهود الكثير من السبل في عمليات الإسقاط مثل الترغيب، والترهيب، و الخداع، و الإِقناع، و استغلوا حاجات الناس لأبسط حقوقهم مثل: لقمة العيش، أو حبة الدواء، أو بيت السكن، أو الأمن على النفس، و الأهل، والمال واستغلوا الأحقاد والمشاكل بين الناس.
إن الأسباب العامة للإسقاط لم تكن هي الدوافع الوحيدة التي دفعت اليهود للعمل بشراسة من أجل إسقاط من يستطيعون في حبائلهم، فعمليات الإسقاط لها جذور عقلية ونفسية وعقائدية لدى اليهود؛ مما جعل الإسقاط عندهم هدفاً وليس وسيلة، لأسباب متعددة منها:
أولاً: نظرة اليهود الفوقية إلى بقية الأمم والشعوب وخاصة المسلمين، واعتقادهم أن الأغيار "الجويم" خلقوا لخدمة اليهود "شعب الله المختار"، حسب زعمهم؛ ولقد ورد في القران الكريم على لسانهم قوله - تعالى -: (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران75]؛ أي يقولون: إن أموال العرب حلال لنا، لأنهم ليسوا على ديننا، ولا حرمة لهم في كتابنا، وهم يستحلون ظلم من خالفهم في دينهم كما قال المفسرون.
جاء في سفر "أشعياء- اصحاح 615-6": "ويقف الأجانب ويرعون غنمكم، ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم"، ويقول عفاديا يوسف: "صب غضبك على الاغيار"، ودعا الحاخام اليهودي الله أن "ينتقم من العرب ويبيد ذرّيتهم، ويسحقهم ويخضعهم، ويمحوهم عن وجه البسيطة"، وأوصى اليهود بالشدة مع العرب حيث قال: "ممنوع الإشفاق عليهم، يجب قصفهم بالصواريخ بكثافة وإبادتهم، إنهم لشريرون" [10 أبريل 2001، الشرق الأوسط]، - ومجازرهم وأعمالهم ضد غيرهم لا تخفى على منصف- ولذلك فهم يرون أن من واجبهم ترويض الشعوب وتسخيرها لخدمتهم، ويعتقدون أن ذلك لا يتحقق إلا بإسقاط أكبر قدر ممكن من الناس سياسياً، أو فكرياً، أو أمنياً، أو أخلاقياً، ومما يدلل عملياً على ذلك احتقارهم للعملاء، وإذلالهم واستغلالهم أسوأ استغلال، وعدم الاكتراث بمشاعرهم أو حياتهم؛ كونهم حشرات حسب اعتقاد اليهود، وما هم إلا حيوانات تؤدي واجبها تجاه اليهود.
ثانياً: اليهود شعب قليل العدد فوقيّ النظرة، عنصريّ التوجه، يرى أن من حقه السيطرة على العالم جاء في سفر اللاويين [الاصحاح20 24-26]: "أنا الرب إلهكم الذي ميزكم من الشعوب، وتكونون لي قديسين لأني قدوس أنا الرب، وقد ميزتكم من الشعوب لتكونوا لي"، وهم يعتقدون أن ذلك لا يتحقق إلا إذا تغلبوا على عقدة النقص العددي التي يعانون منها؛ لهذا فإنهم يركزون وبشدة على عملية الإسقاط ويربطونها بمصيرهم ومستقبلهم، ولذلك نرى أنهم يوكلون الكثير من المهام الخطرة لعملائهم من أجل تحقيق أهدافهم بأقل الخسائر الصهيونية.
ثالثاً: لأن اليهود قوم حريصون على الحياة، وخاصية الجبن متجذرةٌَ في نفوسهم، قال - تعالى -: (لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ) [الحشر - 14]، وقال أيضا: (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذَابِ أْن يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) [البقرة – 96]، فحب الحياة والجبن عنصران أساسيان متأصلان في شخصية اليهود؛ مما دفعهم إلى عدم الجرأة على المواجهة المباشرة التي يتكبدون فيها خسائر كبيرة، فنراهم يميلون إلى دفع عملائهم في المقدمة استخبارياً وقتالياً كما حدث مع "الكتائب اللبنانية"، وجيش "لحد"، وقطاعات من الدروز، وبعض البدو في فلسطين ...إلخ، وهذا الأسلوب يتطلب العمل بجد وقذارة متناهية من أجل إسقاط من يستطيعون إسقاطه سواء من أجل التحييد أو التجنيد؛ ولهذا فالإسقاط ركن أساسي من أركان استراتيجيتهم وعقليتهم الأمنية، والعسكرية، والعقائدية.
رابعاً: لدى اليهود أزمة ثقة في كل الشعوب، فهم لا يمنحون ثقتهم لغير اليهود؛ وهذا يدفعهم إلى زرع العملاء أينما استطاعوا، وحتى في تجمعات من يدعمونهم مثل أمريكا وبريطانيا، ولا يثقون بأتباعهم من الحكام العرب الذين وقّعوا معهم الاتفاقيات، فبعد تلك الاتفاقيات زاد عدد عملائهم في مصر، والأردن، وفلسطين، التي استخدموا فيها أقذر الوسائل لحمل ضحاياهم على الارتباط والعمالة.
خامساً: نظرة اليهود للمسلمين نظرة عداء مستحكم نابع من عقيدتهم، كما أخبرنا رب العالمين عندما قال: (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا) [217 – البقرة]، وغني عن الإثبات أن عمليات تجنيد العملاء تشتد وتستعر أثناء الحروب وفترات التنازل من الخصم، كما حدث بعد الاتفاقيات التي وقعت معهم حيث استفاد اليهود من الوضع الجديد في تطوير سبل وأماكن إسقاط جديدة وبحرية أكبر، وهذا ما دلت عليه أعمار العملاء الذين ساهموا في عمليات اغتيال نشطاء انتفاضة الاقصى.
سادساً: سعى اليهود إلى نشر ثقافة الانحلال والفساد الخلقي بين الناس لإبعادهم عن دينهم وتشتيت روابطهم الاجتماعية وتغيير اهتماماتهم إلى مادية جسدية ليسهل قتل الفضيلة في نفوسهم ليقوى تأثيرهم على الشعوب كونهم يتقنون فنون الانحلال الخلقي واعتبارهم إفساد غيرهم عمل ديني لأنه يسهل تسخيرهم وليس هذا خافياً من الناحية العملية.
فحقدهم الدفين على الشعوب وخاصة المسلمين يتطلب منهم إيجاد الأشخاص الذين يعملون على نشر ثقافة الانحلال من أبناء تلك الشعوب أنفسها، ليتم تقبل الأفكار المسمومة بشكل أكبر مما يتطلب رفع وتيرة الإسقاط قدر المستطاع وبشتى أشكاله.
مما سبق نرى أن صفة الإجرام والإفساد متأصلة في عقول ونفوس اليهود، ولا يمكن أن يتخلوا عنها؛ لكونهم يعتبرونها سر قوتهم والضمان لتفوقهم وأمنهم واستمرار دولتهم ورخائهم الاقتصادي، ومن يحتكم لهذا النهج يبيح لنفسه فعل كل رذيلة من أجل إحقاق آماله في واقع الحياة، وتجسيدها واقعاً ملموساً، متشبثين بالقاعدة القائلة: "الغاية تبرر الوسيلة"، ولقد استخدم اليهود الكثير من السبل في عمليات الإسقاط مثل الترغيب، والترهيب، و الخداع، و الإِقناع، و استغلوا حاجات الناس لأبسط حقوقهم مثل: لقمة العيش، أو حبة الدواء، أو بيت السكن، أو الأمن على النفس، و الأهل، والمال واستغلوا الأحقاد والمشاكل بين الناس.