بداية، وفي ظل "مشهد لا يمكن أن يوصف"، ليس ثمة كلمات قبل الإعراب ـ بكل التقدير والاحترام والإعزازـ لهؤلاء المنظمين الشجعان المجاهدين الأشاوس، المناضلين الأحرار منظمي "أسطول الحرية" لكسر الحصار عن أهلنا الصابرين الصامدين في غزة، والدعاء لله العلي القدير أن يتقبل الذين قضوا في الشهداء ويلهم ذويهم والإنسانية السلوان والصبر علي هذه الجريمة النكراء، والعدوان الغاشم، والقرصنة والمجزرة الصهيونية الجديدة والمتكررة.
يا أخوتنا: يا من تمثلون "ترساً" يعمل لصالح ماكينة الإستنهاب والإستخراب والسيطرة الإمبريالية الصهيوأمريكية ومن دار في فلكها من المتحكمين في الشعوب العربية والغربية. أعيدوا حساباتكم.
يا أخوتنا: يا من ترحلون للانخراط في المنظومة العلمية والمعرفية في دول الغرب، وتسعون لتنمية قدرات بحثية وعلمية ومادية، وتنتظمون في أبحاث ومشاريع وأعمال يريدها الآخر لاستكمال منظومة وتفوقه وهيمنته حتى لو استدعى الأمر مواقف سلبية من إمكانية نهوض أوطانكم الأصلية وتلك خسارة كبيرة ودعامة من دعائم تكريس الفجوة العلمية الحضارية.
يا كفاءتنا المهاجرة: لقد حان "موسم العودة" إلي الجنوب حيث الأعشاش الأولى، علي ما فيها، وما بها فهي أهون (حيث ارتكاب أخف الضررين) من المصالح الشخصية العاجلة، ومن الإعانة المباشرة لأعدائنا.
يا إخوتنا: إن عودة الأموال العربية "المهاجرة"، لتحط استثماراتها في أوطانها، وتحقق طفرة إنمائية ملحوظة أمر لازم لقيام مشاريع إقليمية أكبر تستوعب العقول والسواعد العائدة، وتتوقف نهائيا" قوارب وقوافل الموت" التي تحط علي سواحل الغرب.
يا من تمدوهم بحبال من المعاملات والتجارات والتبادلات وأسباب الحياة: اتقوا الله، أنتم تعينوهم علي هذه الأمة وتيسرون لهم أستخرابها ونهبها وأستغلالها وإذلالها.
يا من " تحجون لأمريكا وغيرها، وجناتها"، يا من تفتخرون وتزهون بنيل أولادكم "لجنساياتهم"، يا من توالوهم وتحبوهم أكثر من حبكم لإخوانكم وأهليكم وتبرروا أفعالهم، وتسخروا أقلامكم وإعلامكم للترويج لهم، و"تغييب وتخدير الشعوب عن استخرابهم"، ناظرين تحت أقدامكم: "أخرجوهم من قلوبكم، يخرجوا من أرضكم". يقول تعالي: (.. وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (التوبة:13(.
يا من لا ترى سيادة، غلبة، استعلاء، حقوق إلا ما وافق مصالحك الدنيئة، يا من لا تحافظ على القواسم الإنسانية المشتركة، يا من لا تقلل التشاحن والاحتكاك غير الصحي، وتُنظر لـ "صراع الحضارات" وتناحرها، و"انتهاء التاريخ" لصالح رأسماليتك، واقتصاد سوقك "سوق أسلحة الدمار الشامل، والحروب، والإفقار، والإمراض، والمخدرات، والرقيق الخ"، وفرضه علي العالم بأسرة، طوعاً وكرهاً: إن التعارف الحضاري الفعال لا يتحقق في ظل سيادة العنصرية والقهر والقتل والتقتيل والمجازر والمذابح، وإيجاد العدو تلو الآخر، لتبرير الهيمنة والاستعلاء والإقصاء، والتحكم بالآخرين، وهيمنة القوة على"القرية الكونية".
وإلى هؤلاء المجرمين الإرهابيين الصهاينة، الذين يفتخرون بجرائمهم وعدوانهم الغاشم علي ناشطين عزل، وإلي المتحكمين في الشعوب العربية والغربية، الحريصين فقط علي كراسيهم، المشاركين، الصامتين، الآسفين علي "أعمال القتل"، المستنكرين، "عدم التكافؤ في استخدام القوة"، المتواطئين، عرباً وعجماً: لن تفلتوا من العقاب.